موجز تمهيدي
تناولت الصحف السعودية هذا الأسبوع عدة موضوعات تتعلق بالعلاقات المصرية السعودية، من بينها صفقة البوتاجاز والمشروعات الكهربية، وزيادة الصادرات المصرية للمملكة، والمشروعات السياحية بين البلدين. كما سلطت الصحف الضوء على تسريبات الويكليكس لوثائق وزارة الخارجية السعودية وأسباب وتداعيات نشرها في هذا التوقيت دون الإشارة إلى فحوى الوثائق نفسها. ولا تزال التحليلات مستمرة حول مصير مرسي وقيادات الإخوان، بل تعدى الأمر إلى حديث بعض الكتاب السعوديين عن مصير السيسي والانقلاب لكن في غير الصحف الرسمية. وأخيرا جاء خبر توقيف الصحفي أحمد منصور في ألمانيا ثم الإفراج عنه ليحتل مساحة كبيرة في تغطيات هذا الأسبوع.
أهم الاستنتاجات:
- احتلال خبر توقيف أحمد منصور كل هذه المساحة من التغطية يشير إلى أن الجانب الإعلامي في غاية الأهمية، وأن قناة الجزيرة ومذيعيها يوجهون ضربات موجعة للانقلاب وحلفائه. ومما يؤكد ذلك أيضا ما كتبه كثير من الإعلاميين حول الآلة الإعلامية للإخوان وخطرها.
- تجنب الإشارة إلى مضمون تسريبات الويكيلكس وعدم الاهتمام بالرد على ما فيها خصوصا ما يتعلق بمصر والسيطرة السعودية على الإعلام فيها، مع التأكيد على أن ما تم من تسريبات لا يتناقض مع حقيقة الموقف المعلن، يشير إلى إدراك المملكة أن المواطن المصري يعرف هذه الحقيقة والوثائق لم تضف شيئا سوى إثبات ذلك. ومن المتوقع أن تتم التغطية على الحدث وإسدال استار نهائيا.
- الموقف الرسمي لا يزال داعما بشدة للنظام في مصر وهو ما تعبر عنه تغطيات الصحف الرسمية، بعيدا عن تحليلات بعض الكتاب غير المحسوبين على النظام.
- إتفاق أغلب الكتاب على دعوة السيسي لعفو رئاسي عن مرسي فيما يبدو كأنه توجيه بتوحيد الخطاب.
توصيات ومضامين للتعاطي مع هذه القضايا:
- الاهتمام الشديد بالجانب الإعلامي، وتوجيه ضربات موجعة للانقلاب وحلفائه بكشف ما جاء في التسريبات حول سيطرة السعودية على الإعلام المصري.
- الحذر من تحليلات بعض الكتاب التي تبشر بسقوط السيسي، فقد تكون فخا لاستدراج الثوار وتطمينهم كذبا لتهدئة الحراك الثوري حتى يستطيع الانقلاب اعتقال أكبر عدد ممكن من الثوار وتسوية ملفاته العالقة لخشيته من تحولات الحراك الثوري وانتهاج القوة، وهذا ليس جديدا كتسريبات طامح ومجتهد وغيرها التي يراها البعض تسريبات مخابراتية للتطمين والتهدئة والخداع.
- استمرار التغطيات الإعلامية المكثفة لفعاليات الحراك الثوري داخل وخارج مصر لخلخلة الاعتقادات التي يجتهد الكتاب السعوديون لبثها في النفوس من تصوير الصراع على أنه بين الإخوان والشعب، وأن الشعب كله متوحد خلف النظام.
