تقرير تحليل الإتجاهات الأسبوعي للإعلام السعودي – 15/8/2015
موجز تمهيدي :
بدأ الأسبوع الذي يغطيه هذا العدد من التقرير، بتفاعلات لتصريحات أطلقها السفير السعودي في مصر، أحمد القطان، يوم الثلاثاء الرابع من أغسطس، لرؤساء تحرير الصحف المصرية، حول الإعلان المصرى السعودى الذى صدر فى القاهرة الخميس السابق على هذا التاريخ، وأكد فيها على عدد من الحقائق فيما يتعلق بالأزمة الأخيرة التي طرأت على العلاقات بين البلَدْين، وأسبابها .
مبدئيًّا، القطان أكد على مجموعة من الحقائق التي تحكم العلاقات بين البلدَيْن، والتي تؤكد على ما ذهب إليه العدد الأول من التقرير فيما يخص حاكمية عدد من الأمور التي تمس صُلب الأمن القومي بين البلدَيْن، وتفرض التحالف بينهما، مهما ظهرت من عوارض في مسارها .
ومن بين ما أكد عليه القطان في هذا الصدد :
– سنظل ندعم مصر، ولا يوجد أزمة في العلاقات، ولكنه قال جملة لافتة للغاية وهي: “نسعى لعلاج سوء الفهم “.
– التأكيد على ضرورة بناء تحالفات عربية – عربية بعيدًا عن الولايات المتحدة، والتأكيد على تطابق المواقف فيما يخص التعامل مع الملف السوري، والمشروع الإقليمي لإيران .
ولقد ارتبط سوء الفهم الذي أشار إليه القطان، سواء من خلال كلام القطان وغيره من المسئولين في مصر والمملكة، بالحملة الإعلامية المتبادلة التي شملت مقالات للكاتب جمال خاشقجي، وحسنين هيكل لصحيفة “السفير” اللبنانية، المحسوبة على إيران والنظام السوري، بجانب واقعة مصافحة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، خالد مشعل، أثناء أداء كليهما للعمرة .
ولكن ربما كان من المهم التأكيد على الحقائق التي باتت تحكم العلاقات المصرية – السعودية منذ وصول الملك سلمان إلى الحكم في المملكة مطلع العام الجاري بعيدًا عن لغط الإعلام وحملاته من جانب، ودبلوماسية الدبلوماسيين من جانب آخر .
وفي حقيقة الأمر، أن هناك بعض الخلط فيما يخص تطورات العلاقات المصرية – السعودية ووصول الملك سلمان إلى قصر الحكم في الرياض؛ فوقعت قياسات خاطئة تربط بين “الفتور” القائم في العلاقات، وبين وصول الملك سلمان، بسبب التزامن الذي وقع بين توليه السلطة، وبعد الأمور الأخرى؛ حيث كان من المقرر – على سبيل المثال – توقف المنح والهبات السعودية والخليجية بشكل عام لمصر، في العالم 2015م، سواء أكان الملك عبد الله في الحكم، أو جاء سلمان .
كما تزامن تولي الملك سلمان حكم المملكة، والتغييرات الكبيرة التي أدخلها على البيت السعودي الداخلي، مع تطورات كبيرة في البيئة الإقليمية، وقد مثَّلت إيران ببرنامجها النووي وسلوكها الإقليمي أبرز التحديات التي كان على الإدارة السعودية الجديدة مواجهتها .
وهو ما يفرض – سواء على سلمان أو عبد الله، أو غيرهما – إجراء تغييرات جذرية في بنية السياسة الخارجية للمملكة، وكان لابد من ضغوط على مصر – أيًّا كان الحاكم في الرياض أو القاهرة – للانضمام لتحالف إقليمي تسعى الرياض إلى تحقيق معجزة بجمعه، لمواجهة إيران، في ظل التنافر والصراعات القائمة بين أطرافه، كما الحال في الموقف بين مصر وكل من قطر وتركيا وحركة “حماس “.
وتزامن هذا التحول في الأولويات الإقليمية ما بين مواجهة الربيع العربي والآثار المترتبة عليه وخصوصًا الصعود الكبير للإخوان المسلمين، في وقت الملك عبد الله، وبين الصعود الإيراني والاتفاق النووي مع الغرب، في وقت الملك سلمان .
فبينما كانت إدارة الملك عبد الله، أحد أهم العوامل التي ساهمت في إسقاط حكم محمد مرسي في مصر؛ فإن إدارة الملك سلمان بدت “أقل هوسًا” – بحسب تعبيرات مراقبين – من سابقتها فيما يتعلق بالخطر القادم من الإخوان المسلمين وبالتالي بهذه المواجهة المفتوحة معهم، بل وبدت في مراحل لاحقة أكثر انفتاحًا عليهم وعلى حلفائهم الإقليميين في قطر وتركيا، ذلك في مقابل تسخير كافة جهود المملكة من أجل التصدي للأخطار القادمة من إيران، في اليمن وسوريا والبحرين، وغيرها .
– ويتناول التقرير الفترة ما بين الخميس 6 أغسطس وحتى الأربعاء 12 أغسطس 2015م، من خلال المصادر التالية، وعددها 17، موزعة في ثلاثة تصنيفات رئيسية، وهي :
1. المصادر الورقية، وعددها ثمانية: الرياض، الحياة، الجزيرة، الوطن، اليوم، عكاظ، الشرق الأوسط، المدينة
2. المصادر الإلكترونية، وعددها أربعة: الشرق، تويتر، إيلاف، سبق .
3. المصادر الفضائية، وعددها خمسة: القناة الإخبارية، روتانا خليجية، روتانا مصرية، الإخبارية الرسمية، إم بي سي مصر .