fbpx
دراساتسياسة

تنظيم أنصار الشريعة في أرض الكنانة

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

أولاً: النشأة

تُعد محافظة الشرقية من أكبر المحافظات المصرية من حيث المساحة والسكان، وتشترك في حدودها الجغرافية مع 5 محافظات. وتُعد من أبرز معاقل التيار الجهادي، إذ خرج منها العديد من كوادر مجموعات الجهاد التي شاركت في اغتيال السادات عام 1981 مثل “أسامة قاسم”1 و”أنور عكاشة وعلي فراج “2 . وخرج منها أمير تنظيم القاعدة بأفغانستان “مصطفى أبو  اليزيد”3 وأمير تنظيم القاعدة بالعراق “عبد المنعم البدوي”4 الشهير بأبي حمزة المهاجر، و”ثروت صلاح”5 أحد كبار قادة جماعة الجهاد. كما اُعتقلت فيها عدة مجموعات من تنظيم (طلائع الفتح) عام 1993.

برز الشيخ “مدين ابراهيم”6 في محافظة الشرقية بنشاطه الدعوي، والذي ازداد حجمه عقب ثورة يناير. وهو شيخ سلفي مواليد 1961 بقرية بساط مركز طلخا  بمحافظة الدقهلية، تخرج من كلية الحديث والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وتتلمذ بالسعودية على يد الشيوخ محمد بن العثيمين وحماد الأنصاري ومحمد أمان الجامي وغيرهم. عاد إلى مصر وتزوج من محافظة الشرقية واستقر بها. واعتقل عدة مرات في عهد مبارك. واتسم بخياراته العلمية المستمدة من خيارات علماء نجد، فابتعد عن العمل التنظيمي واهتم بعدة قضايا عقدية من قبيل التحذير من الأضرحة والموالد والتحاكم لغير الشريعة الإسلامية. وندد بعد الثورة بمشاركة الإسلاميين في الانتخابات والعملية السياسية، ودون بعض الكتب والرسائل العلمية مثل كتاب (تحذير المؤمنين من فتنة الديموقراطيين والسياسيين الضالين والمشركين) ورسالة (قواعد في صفات الله وأسمائه الحسنى). وله دروس صوتية مثل سلسلته في شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب. وتتلمذ على يديه قبل الثورة مجموعة من الشباب مثل “أحمد عبد الرحمن”7 وشقيقه “محمد الشهير بأيمن”8 و”محمد توفيق” 9.

عقب الانقلاب العسكري تشكلت نواة تنظيم (أنصار الشريعة) على يد تلك المجموعة من تلاميذ “مدين ابراهيم” بقيادة “سيد عطا”10 . والذي سبق أن اُعتقل 7 سنوات من 1997 إلى2004. ثم عقب خروجه من المعتقل إثر توقيعه على مبادرات وقف العنف، تم تعيينه كمدرس ابتدائي في معهد أزهري،  ثم سافر إلى السعودية عام 2007 ليعمل محفظاً للقرآن بالمسجد النبوي، وتعرف هناك على ابن محافظته “محمد عبد الرحيم”11 الذي دعاه لمتابعة منتدى (أنا المسلم) ومنتديات أخرى جهادية. عاد عطا إلى مصر في سبتمبر 2013 لتغيير مهنة جواز سفره استعدادا للسفر للجهاد في الشام، ولكنه التقى بصديقه وعضو جماعة (أنصار بيت المقدس) محمد عبد الرحيم والذي عرفه بالشيخ “مدين إبراهيم” وتلاميذه. وفي يناير 2014  فاتحه “محمد عبد الرحيم” في تأسيس تنظيم يتبع جماعة (أنصار بيت المقدس) باسم (أنصار الشريعة) لتضليل الأجهزة الأمنية. وطلب منه السعي لضم أنصار المرشح الرئاسي السابق “حازم أبو  إسماعيل”. والاهتمام بالدعوة للفكر الجهادي وسط شباب التيارات الإسلامية، تاركا لتلاميذ “مدين إبراهيم” الشق الأمني والعملياتي. والذين برز من بينهم عنصران خطيران:

الأول: “أحمد عبد الرحمن” وهو طالب بكلية أصول الدين بالأزهر، تتلمذ على يد “مدين إبراهيم” وسبق له الارتباط ببعض الجهاديين بسيناء فضلا عن السفر للجهاد بالشام، مما دفع الأمن الوطني لمداهمة منزله بواسطة قوة يقودها المقدم “محمد عيد – الحركي أدهم” والذي قبض على والده أحمد عندما لم يعثر عليه12 ، وصفعه على وجهه أمام زوجته واحتجزه لمدة شهر ليتوفى الوالد بعد خروجه من الاحتجاز بمدة يسيرة، مما دفع الابن للانتقام من المقدم “محمد عيد” وأفراد الشرطة بمحافظة الشرقية، كما نفذ “أحمد” عدة عمليات في محافظة بني سويف بمعاونة بعض أقارب زوجته التي تعود أصولها لتلك المحافظة. ونفذ عمليتين بمحافظة الجيزة في يوم واحد.

الثاني: “عمار الشحات أبو سبحة”- مواليد 1993- من قرية المطاوعة مركز ههيا- عاش طفولته بعيدا عن والده “الشحات أبو  سبحة”13 الذي سبق اعتقاله 15 سنة متواصلة في عهد مبارك ليخرج من المعتقل عام 2010. وقد شارك عمار مع “أحمد عبد الرحمن” في تنفيذ معظم عمليات التنظيم.

ثانياً: استراتيجية التنظيم

لم يرسم التنظيم خطة استراتيجية طويلة الأمد للتغيير، إنما تبنى الثأر من أفراد الشرطة والجيش إثر المجازر الدموية  التي ارتكبوها ضد الأبرياء عقب الانقلاب العسكري، واقتصرت عملياته على تنفيذ اغتيالات أغلبها عشوائي لعناصر الأمن أثناء توجههم أو عودتهم من أعمالهم بإطلاق النيران على رؤوسهم، ولم يستعمل التنظيم المتفجرات في عملياته رغم اهتمامه بتصنيعها.

ولاحقا سعى “محمد عبد الرحيم” لتغيير توجه التنظيم من خلال الإعلان  في بيان14 رسمي عن  اقتصار جهود التنظيم على الدعوة ونشر الفكر الجهادي وسط الشباب، وضم سرية العمليات بالتنظيم إلى جماعة (أنصار بيت المقدس). ولكن أدى القبض على عناصر التنظيم إلى إحباط مساعيه، وعدم خروج البيان المفترض للعلن.

ثالثاً: البنية التنظيمية والتدريب والتسليح

تمركز التنظيم بشكل أساسي في محافظة الشرقية، كما شكل مجموعة تابعة له في محافظة بني سويف15 تتكون من أقارب زوجة “أحمد عبد الرحمن” وبعض معارفهم. فضلا عن وجود إقامات أخرى16 لبعض عناصر مجموعة بني سويف في قرى محافظة الجيزة، وهى المحافظات التي شهدت تنفيذ عمليات التنظيم.

وفي مجال التدريب اعتمد التنظيم على خبرات بعض العناصر التي سبق لها المشاركة في الجهاد بالشام، مثل “أحمد عبد الرحمن” فضلا عن خبرة “ياسر خضير”17 في تصنيع المتفجرات وإعداد العبوات الناسفة، والتي اكتسبها أثناء عمله مع جماعة أنصار بيت المقدس.

لم يتخذ التنظيم شكل المجموعات المنظمة المرتبة بإحكام، ووفقا لاعترافات “سيد عطا” و”محمد توفيق” و”ياسر خضير” أمام نيابة أمن الدولة العليا يمكن تقسيم التنظيم إلى 3 مجموعات 18:

مجموعة التنفيذ:  تضم 5 أفراد اثنان من محافظة الشرقية (أحمد عبد الرحمن، وعمار الشحات) وثلاثة من محافظة بني سويف (محمد سعيد جاد، ومديح رمضان، والحركي الضمراني).

مجموعة تصنيع المتفجرات: تضم 6 أفراد من الشرقية وبني سويف.

مجموعة الرصد: يقتصر دورها على توفير المعلومات عن عناصر الجيش والشرطة تمهيدا لاستهدافهم من قبل مجموعة التنفيذ. وكثيرا ما تم تنفيذ عمليات عشوائية دون رصد مسبق استنادا لجرأة “أحمد عبد الرحمن”.

وأعد التنظيم عددا من الأماكن لإيواء عناصره وتخزين الأسلحة والمتفجرات، منها مخزن بطريق “هرية رزنة” القديم، وشقة بقرية الغار مركز الزقازيق، ومزرعة دواجن بقرية “بهجات” مركز الزقازيق.

أما على مستوى التسليح فقد نفذ عناصر التنظيم عملياتهم باستخدام  مسدسين فقط، أحدهما ماركة “حلوان”  نفذوا به 5 عمليات، والآخر ماركة “cz “- استولى عليه “أحمد عبد الرحمن”  من أمين شرطة بالشرقية-  ونفذ به 15 عملية. كما استولى “أحمد عبد الرحمن” على مسدس “cz ” ثالث خاص بأمين شرطة ببني سويف.

وأعلنت الداخلية في بيان اكتشافها للتنظيم عن العثور على (4 بنادق آلية ،1 رشاش بورسعيد، 2 طبنجة ماركة CZ مطموسة الأرقام ، 2 قنبلة يدوية، 276 طلقة مختلفة العيار، ومعمل كيميائي لتصنيع المواد المتفجرة) مما يكشف عن ضعف تسليح التنظيم مقارنة بحجم العمليات التي نفذها، ويمكن تفسير ذلك باعتماد التنظيم على الاغتيالات الفردية التي لا تحتاج لكثافة نيرانية.

رابعاً: أبرز العمليات ونطاقها 19

نفذ التنظيم سلسلة من العمليات بلغ عددها 24عملية تحت عنوان “تأديب الأمناء الخونة” في نطاق محافظات الشرقية والجيزة وبني سويف خلال الفترة القصيرة الممتدة من نهاية يناير 2014 إلى مارس 2014. نفذ منهم “أحمد عبد الرحمن” 19 عملية على الأقل بإطلاق رصاصة واحدة من مسدسه على رأس الهدف. وقد اتسم “أحمد” بالجرأة الشديدة، إذ هاجم بمسدسه في إحدى العمليات بالشرقية سيارة شرطة تقل 4 عناصر فقتل منهم شرطيا وأصاب اثنين. وهاجم سيارة نجدة بمحافظة الجيزة بمسدسه فقتل أمين شرطة وأصاب اثنين آخرين.

جدول بعمليات التنظيم حسب التوزيع الجغرافي

عمليات محافظة الشرقية: نفذ “أحمد عبد الرحمن” 14 عملية على الأقل بمعاونة “عمار سبحة” كسائق للدراجة البخارية المستخدمة في تنفيذ  العمليات من بين 16 عملية نفذها التنظيم بالمحافظة. وقد شملت العمليات 6 مراكز هى (الزقازيق وأبو كبير وههيا وبلبيس وكفر صقر والصالحية).

عمليات محافظة بني سويف: نفذ “أحمد عبد الرحمن ” 3 عمليات شاركه فيها “مديح رمضان” و”الضمراني- اسم حركي” و”عمار سبحة” بينما نفذ مديح وعمار العملية الرابعة. وظلت عمليتان مجهولة تفصيلاتهما. وقد شملت العمليات 4 مراكز بالمحافظة هى (بني سويف، أهناسيا، الفشن، ببا).

عمليات محافظة الجيزة: نفذ “أحمد عبد الرحمن” عمليتين بمشاركة “الضمراني” في نطاق مركزي الصف والبدرشين.

بدأ التنظيم أولى عملياته في 24/1/2014 بالهجوم على أفراد نقطة شرطة معهد ديني بالزقازيق بالأسلحة البيضاء والاستيلاء على سلاح فرد منهم. ثم اغتال “أحمد عبد الرحمن” 6 أمناء شرطة في 5 حوادث متفرقة بمحافظة الشرقية خلال أسبوع في الفترة الممتدة من (29/1/2014 إلى 6/2/2014). مما دفع مدير أمن الشرقية اللواء “سامح الكيلاني” في 8/2/2014 إلى اصدار قرار بمنع ارتداء عناصر الأمن للزي الرسمي خارج المقار الشرطية، وحظر ركوب أكثر من شخص على الدراجات النارية، مما حد من قدرة عناصر التنظيم على الاستمرار في تنفيذ الاغتيالات العشوائية لأفراد الشرطة، فبدأوا في استهداف سيارات الشرطة ونفذوا عملية اغتيال مخطط لها بعناية لمقدم الأمن الوطني “محمد عيد”. كما اتجه التنظيم مع التضييق الأمني لتنفيذ عمليات بمحافظتي الجيزة وبني سويف. وأسفرت تلك العمليات مجتمعة عن مقتل 15 من عناصر الشرطة20 :

أ-الحوادث معلومة التاريخ (19 عملية)

24/1/2014: الهجوم على عناصر حراسة  نقطة شرطة المعهد الديني21 بمنطقة الحسينية بمدينة الزقازيق بالأسلحة البيضاء والاستيلاء على بندقية آلية خاصة بأحد أفراد الأمن عقب إصابته بجرح قطعي باليد .

29/1/2014 اغتيال أمين الشرطة “هاني النعماني” من قوة مركز شرطة ههيا أثناء ركوبه دراجته البخارية ومرتديا زيه الميري بعزبة حسنى بمركز ههيا (طلقة بالرأس).

4/2/20 14: اغتيال أمين الشرطة “شعبان سليم” بقوة مركز شرطة أبو  كبير أثناء ركوبه دراجته البخارية ومرتديا زيه الميري (طلقة بالرأس ( .

4/2/2014: اغتيال أمين الشرطة “إسماعيل التلاوي” من قوة شرطة مدينة الشروق  أثناء سيره قرب كوبرى بردين دائرة مركز الزقازيق مرتديا زيه الميري (طلقة بالرأس ( .

5/2/2014: اغتيال خفير الشرطة بقسم شرطة القنايات “الطبلاوي موسي” ورقيب الشرطة “شريف  بيومي” بقوة قسم الترحيلات بمديرية أمن الشرقية أثناء ركوبهما دراجة بخارية بالقرب من قرية النخاس بطريق الزقازيق ميت غمر (طلقة بالرأس لكل واحد منهما).

6/2/2014: اغتيال أمين الشرطة “محمود عبد المقصود” من قوة مركز شرطة كفر صقر أثناء ركوبه دراجته البخارية مرتديا زيه الميري بشارع بنك مصر بكفر صقر (طلقة بالرأس).

19/2/2014 استهداف المقدم بالقوات المسلحة “علاء خليفة”22 بإطلاق النار عليه ببلبيس مما أسفر عن إصابته بطلق ناري بالرقبة. ونُقل للعلاج بالمستشفى العسكري بالمعادي في حالة خطيرة.

20/2/2014: استهداف سيارة شرطة تحرس سيارة بريد بالقرب من معسكر قوات الأمن بالزقازيق مما أسفر عن مقتل رقيب الشرطة “سعيد مرسي” بطلقة في الرأس وإصابة فردي شرطة وموظف بالبريد.

20/2/2014: استهداف قوة جيش بمنطقة مفارق التجنيد بشارع فاروق بمدينة الزقازيق مما أسفر عن إصابة ملازم الجيش “شريف السباعي”  والمجند “رضا عبد الله”.

22/2/2014: اغتيال مقدم الأمن الوطني “محمد عيد”23 بإطلاق 4 رصاصات عليه أثناء قيادته سيارته بميدان القومية بالزقازيق.

24/2/2014: اغتيال أمين الشرطة “عبد الرحمن طلبة” من قوة قسم شرطة ثاني العاشر من رمضان أثناء سيره بدراجته البخارية مرتديا زيه الرسمي بمنطقة أبو الأخضر بدائرة مركز الزقازيق (طلقة بالرأس).

25/2/2014:  استهداف عقيد قوات مسلحة “عصام المحلاوي”24 قرب قرية الحصة بمحيط مركز الزقازيق، وإصابته بطلق ناري في ساقه.

1/3/2014: اغتيال أمين الشرطة بمركز بني سويف “هاني عطية” أثناء توجهه لمحل خدمته مرتديا زيه الرسمي بطلقة في الرأس.

3/3/2014: اغتيال أمين الشرطة بأهناسيا بمحافظة بني سويف “نادي سلطان” بطلقة في الرأس حسب بيان التنظيم، بينما قالت وزارة الداخلية في بيان25 صدر عنها أنه أصيب في رأسه إثر حادث سير أعقب سقوطه عن دراجته النارية.

3/3/2014: اغتيال أمين الشرطة “حسن زيدان” من قوة قسم شرطة بنى سويف بطلق ناري بالرأس أثناء توجهه إلى محل عمله مرتديا زيه الرسمي.

3/3/2014: استهداف سيارة نجدة تابعة للشرطة بطريق (مصر أسيوط الزراعي)    بمنطقة أبو  النمرس مما أسفر عن  مقتل الشرطي “أشرف غانم” وإصابة أمين الشرطة “وليد محمد” والشرطي “ياسر تمام” بطلقات نارية في الرأس، وتم نقلهما للعلاج بمستشفى الشرطة بالعجوزة لخطورة حالتهما.

3/3/2014 استهداف أمين الشرطة “جمعة عيد” من قوة مركز شرطة الصف بالجيزة أثناء استقلاله سيارته الخاصة ومرتديا زيه الرسمي (بطلقة في الرأس) مما أسفر عن إصابته ونقله إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي ليلقى مصرعه بها.

6/3/2014 استهداف أمين الشرطة “جمال محمد بدوي”26 بقوة مركز الفشن بمحافظة بني سويف أثناء عودته من عمله مما أسفر عن إصابته بطلقتين في رأسه وبطنه. وتم نقله للعلاج بمستشفى المعادي العسكري التابع للقوات المسلحة.

9/3/2014 استهداف رقيب الشرطة “عبد الدايم عبد المطلب” بإدارة المرور بطلقة في الرأس قرب منطقة الصاغة بالزقازيق مما أسفر عن مقتله، وإصابة أمين الشرطة “محمد سليمان” بالأمن الوطني بالزقازيق بطلقة في الرقبة أثناء مطاردته لأحمد عبد الرحمن منفذ الحادث الأخير. وتم نقل الأمين المصاب إلي مستشفى المعادي العسكري بطائرة عسكرية عقب اتصال محافظ  الشرقية باللواء “أحمد وصفي” قائد الجيش الثاني الميداني27 .

ب-العمليات مجهولة التاريخ28 (5 عمليات)

1- استهداف مساعد بالقوات المسلحة بقرية غيتة مركز بلبيس.

2- استهداف المساعد أول قوات مسلحة “حسن بنداري” في مركز منيا القمح  مما أسفر عن إصابته بطلق ناري بالرقبة.

3- استهداف إحدى سيارات القوات المسلحة بالصالحية مما أسفر عن إصابة الضابط “أشرف عبد الكريم” وصف ضابط “منصور عبد العال”.

4- اغتيال أمين شرطة بطلقة في الرأس بمركز ببا بمحافظة بني سويف.

5- اغتيال أمين شرطة بطلقة في الرأس بمركز بني سويف.

خامساً: تداعيات العمليات

أ- محافظة الشرقية: أدت عمليات التنظيم إلى إثارة أجواء من الهلع في صفوف عناصر الشرطة، فأوفدت وزارة الداخلية29 في 5 فبراير 2014 وفدا رفيع المستوى إلى المحافظة يضم اللواء “أحمد حلمي” مساعد وزير الداخلية للأمن، واللواء “سيد شفيق” مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام، للإشراف على التحقيقات في حوادث اغتيال 5 من أفراد الشرطة في أقل من أسبوع. وفي 8 فبراير 2014 صدر قرار من مدير الأمن اللواء “سامح الكيلاني” بمنع ارتداء عناصر الشرطة للزي الرسمي خارج مقار عملهم، وحظر ركوب أكثر من شخص على الدراجات النارية، ونشر 14 دورية أمنية راكبة على مختلف الطرق لتأمين عناصر الشرطة وإحباط أي محاولة لاستهدافهم.

ولكن مع عودة العمليات مجددا بالزقازيق في 20/2/2014 والتي أسفرت عن مقتل أمين شرطة وإصابة ضابط جيش و5 عناصر جيش وشرطة، سارع العشرات من أفراد الشرطة إلى التجمهر أمام مستشفى الأحرار. ومنعوا اللواء “سامح الكيلاني” من الدخول إليها لتفقد أحوال المصابين. ثم عقب مقتل أمين شرطة وإصابة آخر يوم 9/3/2014 سادت حالة من الاستياء بين أفراد الشرطة، فهاجموا محافظ الشرقية فور وصوله لمستشفى الأحرار لتفقد المصاب. فذهب إليهم اللواء “سيد شفيق”30 رئيس مصلحة الأمن العام لتهدئتهم وتفقد زميلهم المصاب.

ب- محافظة الجيزة: نفذ التنظيم عمليتين في يوم واحد بالمحافظة، إذ استهدف “أحمد عبد الرحمن” أمين شرطة يركب سيارته الخاصة -ماركة فيات- مرتديا زيه الرسمي بطلقة نارية في رأسه، وظنت أجهزة الشرطة أن الحادث من تنفيذ مسجلين خطر31 حاولوا إيقاف سيارة الشرطي بالإكراه، فلما لم يمتثل لهم، أطلقوا النار عليه وقتلوه. ولكن لم تمض 3 ساعات إلا ونفذ “أحمد عبد الرحمن” عملية أخرى دقت ناقوس الخطر في أرجاء مديرية أمن الجيزة، إذ انتظر “أحمد” سيارة شرطة أمام مطب بمنطقة طموه، وأطلق على عناصرها 4 طلقات نارية من مسدسه مما أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة اثنين آخرين إصابات حرجة في الرأس. مما دفع القيادات الأمنية بالمحافظة إلى عقد اجتماع موسع أورده موقع المصري اليوم قائلا (علمت المصري اليوم أن اجتماعات عقدتها القيادات الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بحضور عشرات من ضباط مباحث مناطق الجيزة مساء أمس الأول بمقر المديرية، واستمرت إلى ساعات مبكرة من صباح الثلاثاء، وجهت خلالها القيادات الأمنية بتطوير جهود البحث عن المتهمين، والتنسيق بين فرق البحث لتحديد هويتهم وضبطهم، بعد أن كشفت التحريات أن منفذي الواقعتين محترفون أطلقوا النيران من طبنجات، وأصأبو ا جميع الضحايا بطلقات نارية قاتلة في الرأس والرقبة… وأضافت التحريات أن الواقعتين نفذهما الجناة بنفس الطريقة، حيث يستقل المتهمان الدراجة البخارية، ويترجل أحدهما مطلقا النيران على الشرطي المستهدف من مسافة قريبة، ثم يفران هاربين، وتبين أن لون الدراجتين المستخدمتين في الواقعتين أحمر، وأنهما دون لوحات معدنية، وأن فوارغ الطلقات في الحادثين من نفس النوع. وناقشت الاجتماعات تشديد الإجراءات الأمنية بالأكمنة الثابتة، وضرورة احتياط الضباط والأفراد لإجراءات الأمن الذاتي، خاصة عقب حصولهم على الإجازات أو عقب انتهاء مهامهم المكلفين بها)32

ج- محافظة بني سويف: بدأ التنظيم أولى عملياته بالمحافظة في أول مارس 2014 باستهداف أمين الشرطة بمديرية أمن بني سويف “هاني عطية” بطلقة في الرأس ليُنقل إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة في حالة خطيرة قبل أن يتوفى بها، ثم  في 3/3/2014 استهدف أمين الشرطة “حسن زيدان” بطلق ناري بالرأس مما أدى إلى مقتله، ومن ثم سيطرت حالة من التوتر على أمناء الشرطة بالمحافظة33 وتجمهر العشرات منهم عند مسجد المستشفى العام رافضين دخول جثة زميلهم إلى المشرحة، ومنعوا  التقاط أي صور أو فيديوهات للجنازة، ما أدى إلى نشوب مشادات بينهم وبين مراسلي الصحف.

ومن ثم بدأت أجهزة الأمن بالمحافظة في التعتيم على الحوادث الشبيهة وفقا لبيان التنظيم رقم (2). ففي ذات اليوم 3/3/2014 قتل عناصر التنظيم أمين الشرطة       “نادي سلطان” إثر إطلاقهم النار على رأسه أثناء قيادته دراجته البخارية بطريق (بني سويف ـ إهناسيا) ، فأعلنت الصحف (أنه أثناء عودة أمين الشرطة من مقر عمله بمركز الشرطة إلى منزله بقرية الديابية مستقلاً دراجته البخارية وبسبب مطب أمام مدخل مدينة إهناسيا انقلبت الدراجة وأصيب بإصابات بالغة في الرأس تسببت في إصابته بنزيف داخلي، ما أدى إلى وفاته قبل وصول سيارة الإسعاف)34 .

سادساً: الخطاب الإعلامي

اتسم  البناء الهيكلي للتنظيم بالبساطة ، فلم تتشكل به لجنة إعلامية داخلية تتولى تصوير عمليات التنظيم ونشر أخباره، إنما تولى “محمد عبد الرحيم” ورفاقه من عناصر الجماعة الأم (أنصار بيت المقدس) كتابة بيانات التنظيم، فأصدروا بيانين فقط باسم “كتائب أنصار الشريعة “. ونشرهما “سيد عطا”35 بمعرف ” خطاب 78″ على منتدى (أنا المسلم) باعتباره أكبر منتدى إسلامي آنذاك.

صدر البيان الأول تحت لافتة (القسم الإعلامي بكتائب أنصار الشريعة) على هيئة بيان تأسيسي غير مؤرخ ، أُعلن فيه عن وجود التنظيم، واُستهل البيان بقوله تعالى (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) وتضمن رسائل إلى عدة أطراف:

1- إلى الأمة المسلمة: يدعوها إلى جهاد الجيش العميل والشرطة المرتدة وعدم اتباع أنصار الديموقراطية والسلمية حسب توصيفات البيان.

2- إلى النساء المسلمات: يتوعد بالثأر لهن على ما تعرضن لهن من انتهاكات على يد الجيش والشرطة.

3- إلى الرجال المسلمين: يدعوهم للجهاد ضد المرتدين.

4- إلى الطواغيت وخدامهم: يتوعدهم بالذبح والقصاص).

ويلاحظ أن البيان كتبت كلماته بالتشكيل، وتضمن شعارا للتنظيم يحمل اسم (كتائب أنصار الشريعة – دون زيادة “في أرض الكنانة”) أسفل سيفين يعلوهما العلم الذي اشتهر به تنظيم الدولة الإسلامية كشعار له، ويعلوه قوله تعالى (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم).

ثم نشر التنظيم في 18/3/2014 بيانه الثاني عقب مقتل “أحمد عبد الرحمن” تحت اسم (كتائب أنصار الشريعة بأرض الكنانة – سرية أبو  بصير- القائد أحمد عبد الرحمن) وبعنوان (تبني اغتيال الأمناء الخونة خدام الطواغيت من الشرطة والجيش) تبنى فيه تنفيذ 19عملية.

ويلاحظ غياب شعار التنظيم  السابق وروده  في البيان الأول، كما أنه خلا من تشكيل الكلمات، واتسمت صياغته بالتعقيد اللفظي والحدة والأخطاء الإملائية، إذ جاء فيه (انتقاما لعرض حرائرنا العفيفات التي انبرى لهن سرية من سرايانا على عجالة من أمرهم لما رأينا ورأوا في تطاول أفراد الشرطة النجسة وتطاول كلابهم المسمون بالأمناء “الخونة” على أخواتنا .. وبعد استأذاننا فأذنا لهم على ألا يستأذنونا في قطف رؤوسهم شرط ألا يَعدُ كل كلب منهم طلقة واحدة).

أما البيان الثالث فلم ير النور، ولم يُنشر نظرا للقبض على “سيد عطا” و”محمد عبد الرحيم” وكان يتضمن  الإعلان عن انفصال (كتائب أنصار الشريعة) عن سرية (أبي بصير) لتتفرغ الأولى للعمل الدعوي، وتنضم الثانية لجماعة أنصار بيت المقدس.

البيان الأول للتنظيم

البيان الثاني للتنظيم

سابعاً: انكشاف التنظيم

يوم 9/3/2014 هاجم “أحمد عبد الرحمن”36 أمين شرطة بإدارة المرور أثناء تنظيمه لحركة السير بمنطقة الصاغة بالزقازيق فأرداه قتيلا بطلقة في الرأس، فطارده الأهالي رفقة أمين شرطة آخر بقطاع الأمن الوطني يركب دراجة نارية، فأطلق “أحمد”عدة طلقات نارية على مطارديه، وأصاب الأمين المطارد له بطلقة في رقبته، ولكن تمكن رقيب الشرطة “تامر بلتاجي”37 والذي تصادف وجوده بالقرب من مكان الحادث لشراء مستلزمات من محل خردوات من إطلاق 3 رصاصات على ظهر “أحمد” فأرداه قتيلا. ومن ثم تعرفت الشرطة على هويته. وتوصلت خلال أيام لشريكه في تنفيذ العمليات “عمار سبحة” وقبضت عليه مع شقيقه “سلمان”38 في 24/3/2014 عقب إصابة “عمار بطلق” ناري إثر اشتباكه 39 مع القوة المداهمة لمنزله، ومن ثم قبضت الأجهزة الأمنية على أعضاء التنظيم والمتعاونين معهم بمحافظة الشرقية، وعلى رأسهم “سيد عطا” الذي قُبض عليه عند أقاربه، واتهم أجهزة الأمن بالاستيلاء على أمواله التي جمعها من عمله بالسعودية.

وإثر التعرف على هوية “أحمد عبد الرحمن” داهمت أجهزة الأمن منازل أقارب زوجته في بني سويف، وقبضت على صهره “محمد عبد الرحمن جاد”40 وثلاثة آخرين41 . وقتلت “محمد سيد جاد42 وشعبان عبد الرحمن  جاد”43   في 6/5/2014 إثر مداهمة محل تواجدهما بالكيلو 188 بطريق القاهرة أسيوط الغربي بمحافظة المنيا  بينما أصيب النقيب بالأمن المركزي “أحمد شلقامي” في المداهمة.

أما “سعيد عبد العظيم” الذي تتهمه وزارة الداخلية بالإشراف على مجموعة “بني سويف” وسابقة السفر إلى سوريا ومبايعة تنظيم الدولة، فقد عُثر على جثمانه في 10/4/2014 بمدخل طريق إطسا بمحافظة الفيوم  المتفرع من طريق  مصر أسيوط الغربي، وبجواره  دراجة بخارية وبندقية آلية محطمتان. وأعلنت الداخلية44 أنه توفى إثر اصطدام دراجته البخارية بسيارة نقل. بينما هرب “ياسر خضير” ولم تتمكن قوات الأمن من القبض عليه رغم مداهمة شقته مرتين بمركز ناصر إلى أن تم القبض عليه إثر عملية نفذها مع أجناد مصر في الدقي بإبريل 2014.

ومن ثم توصل الأمن لرفيقه في تنظيمي أنصار الشريعة وأجناد مصر “محمد توفيق” وقبض عليه بإمبابة في مايو 2014. وتشير اعترافات أعضاء التنظيم إلى سفر شيخهم “مدين” إلى الشام عقب الانقلاب العسكري في مصر.

المحاكمات: أعلنت نيابة أمن الدولة العليا عام 2014 إحالة أوراق القضية (318/2014) الخاصة بالتنظيم إلى محكمة الجنايات، وبلغ عدد المتهمين فيها 23 شخصا بينهم ستة هاربين، وُوجهت لهم تهم بقتل ضابط بقطاع الأمن الوطني و11 فرد شرطة، والشروع في قتل تسعة آخرين وأحد المواطنين خلال الفترة الممتدة من أغسطس 2013 حتى الرابع من مايو 2014. ويلاحظ من خلال اعترافات بعض المقبوض عليهم نفيهم علاقتهم بالتنظيم وعملياته مثل “مالك أنس”45 و”هاني صلاح”46 . كما أن قرار الإحالة وجه اتهامات بالمشاركة في عمليات التنظيم إلى     4 عناصر فقط، بينما تراوحت الاتهامات الموجهة لبقية الأفراد بين الانضمام لجماعة محظورة، أو إمدادها بالمعلومات والأموال والأسلحة.

التوزيع الديموغرافي:

من خلال تحليل البيانات المتاحة عن 2747 من عناصر التنظيم والمتعاونين معهم يمكننا الحصول على النتائج التالية:

متوسط العمر=33 سنة

التوزيع الجغرافي:

وهو ما يفسر تمركز عمليات التنظيم بنطاق محافظتي الشرقية وبني سويف فضلا عن محافظة الجيزة لوجود محل إقامة لبعض عناصر مجموعة بني سويف بها.

المهن48 : 2تاجر ملابس، 2 مالك محل أحذية، 2 سائق، مهندس، طبيب، مدرس، مالك مخبز، مالك محل مفاتيح، مالك محل بيع خميرة، مالك شركة ديكورات، فني سكة حديد، عامل بصيدلية، مأذون شرعي، بائع منظفات، طالب.

ونلاحظ عمل أغلب عناصر التنظيم بمهن حرة وإقامتهم بمدن صغيرة وقرى ريفية.

ثامناً: التداخلات التنظيمية

تكشف تجربة التنظيم عن مستوى واسع من التداخلات بين  المجموعات الجهادية التي ظهرت عقب الانقلاب العسكري. فالعديد من عناصره سبق لهم العمل أو عملوا لاحقا ضمن تنظيمات أخرى مثل جماعة أنصار بيت المقدس وتنظيم أجناد مصر.

وبمراجعة قوائم المتهمين في قضايا التنظيمات الثلاثة، نلاحظ ورود أسماء بعض الأشخاص في أكثر من قضية وفقا للجدول التالي:

وفي السطور القادمة سنستعرض تجربة اثنين من عناصر التنظيم هما “ياسر خضير” و”محمد توفيق”. إذ تكشف تجربتهما عن التداخلات بين التنظيمات الجهادية وتقدم نموذجا للتحولات الفكرية لدى الشباب.

1-ياسر محمد خضير49 : مهندس خريج جامعة القاهرة- مواليد 1987 من مركز ناصر بمحافظة بني سويف، ونجل أستاذ جامعي بكلية الآداب جامعة القاهرة، نشأ في مدرسة الدعوة الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان، وتأثر فيها ببعض المدرسين من ذوي الميول الجهادية50 ، التحق خلال فترة الثانوية العامة بأسرة إخوانية، وشارك مع عناصرها في اللقاءات التربوية والأنشطة الخيرية ، ثم تعرف أثناء دراسته الجامعية على بعض المنتمين للدعوة السلفية بالإسكندرية، ودرس معهم كتاب “منة الرحمن” في العقيدة  لياسر برهامي مما أدى لحدوث تغيرات فكرية لديه عبر عنها قائلا (بدأت ألتزم مع السلفيين وأبعد عن الإخوان، لأنى شوفت السلفيين عندهم علم وعقيدة عن الإخوان اللي بيحللوا الموسيقى والانتخابات وحلق اللحى) ثم في مرحلة لاحقة من دراسته الجامعية تعرف من خلال النت على بعض المنتديات الجهادية مثل (منتدى الإخلاص) و(منتدى الفلوجة) و(منبر التوحيد والجهاد) واطلع على إصدارات 51 التيار الجهادي وأطروحاته ووجدها تتطابق مع التيار السلفي من حيث المنطلقات والأصول العقدية ولكنها تفارقه بطرحها نموذجا للتغيير باستخدام القوة، فيضيف قائلا (وجدت أن الجهاديين يتبنون نفس الفكر السلفي مع تطبيقه، فبدأت أقتنع بالفكر الجهادى، وأن السلفيين لا يطبقون العقيدة الصحيحة إما خوفا أو عمالة للنظام).

حاول ياسر عام 2010 السفر إلى أفغانستان، ولكنه لم يتمكن من ذلك، كما لم يقدم أوراقه للتجنيد بالجيش باعتباره جيشا يناصر نظام حكم مخالف للشريعة الإسلامية، وبدأ يطالع عبر النت موسوعات صناعة المفرقعات التي تنشرها المواقع الجهادية، وتعرف عام 2012 على صديقه “محمد عاشور” الذي ضمه لجماعة (أنصار بيت المقدس). ومن ثم تدرب في مزرعة بالشرقية على طرق  تصنيع المتفجرات، والتقى في المزرعة بأبرز قادة جماعة الأنصار “توفيق فريج” و”محمد عفيفي”. ثم عقب القبض على رفيقه وهمزة  الوصل بينه وبين جماعة الأنصار “محمد عاشور”  تواصل معه بلدياته “مديح رمضان”  الذي يعمل مع تنظيمي أنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة، وعرفه “مديح” على “سيد عطا” الذي التقاه بمركز ناصر بمحافظة بني سويف، وأقنعه بالانضمام لتنظيم (أنصار الشريعة). وبعد انكشاف التنظيم عقب مقتل “أحمد عبد الرحمن” أرسله “سيد عطا” مع “محمد توفيق” إلى  عناصر تنظيم (أجناد مصر) ليختفوا في شقة تابعة للتنظيم بإمبابة، وعقب  القبض على “سيد عطا” انضم  ياسر ورفيقه إلى  تنظيم أجناد. ليشارك في تنفيذ  6 عمليات، أربعة منها نفذها بنفسه وعمليتين شارك فيهما بتصنيع  الدوائر الكهربائية الخاصة بصاعق العبوات الناسفة.

ومن ثم أصبح “ياسر” أول عضو بأجناد مصر يقع في يد الأجهزة الأمنية في 15/4/2014 عندما تمكن سائق تاكسي بمساعدة الأهالي من القبض عليه عقب تفجيره عبوة ناسفة بنقطة مرور بشارع الجلاء بالدقي، إذ حدث التفجير الساعة 7 صباحا أثناء خلو الشارع من المشاة، فشك السائق في ياسر وزميل له أثناء هروبهما من المكان، وتمكن من القبض على ياسر وتسليمه للشرطة. لتنتهي رحلته في صفوف التنظيمات الجهادية.

تكشف تجربة “ياسر” أنه نشأ في أسرة ملتزمة دينيا، وارتبط مع جماعة الإخوان، ثم ابتعد عنها لتفاعله مع أفكار الدعوة السلفية التابعة لياسر برهامي بالاهتمام بالعلوم الشرعية، ثم تزعزعت ثقته فيهم بسبب مواقفهم العملية، وعدم امتلاكهم مشروعا جديا للتغيير، ومن ثم اقتنع بالأطروحة الجهادية للتغيير بالقوة باعتبارها الأكثر واقعية ومشروعية من وجهة نظره، وتمسك بها رغم القبض على رفاقه بجماعة أنصار بيت المقدس ثم أنصار الشريعة إلى أن ألقى القبض عليه مع عدد من عناصر تنظيم أجناد مصر.

“محمد أحمد توفيق” 52: من مواليد 1985، عاش طفولته في السعودية منذ كان عمره 4 سنوات ثم عاد إلى مصر في المرحلة الإعدادية، ودرس بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية جامعة الزقازيق. عمل والده ضابطا بالقوات المسلحة وخرج إلى المعاش ثم توفى عام 2006، وأثرت وفاته في نجله فالتزم دينيا بعدها، وتردد على مسجد (نداء الرحمن) بالزقازيق، وتعرف فيه على الشيخ “مدين إبراهيم” عام 2007 بعد خروج الأخير من المعتقل، ودرس على يديه كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب مثل (كشف الشبهات- التوحيد- شرح مسائل الجاهلية) و(الشرح الممتع) لابن عثيمين.

اقتنع “محمد” بتنظيرات شيخه “مدين” بعدم مشروعية المشاركة السياسية في ظل الأنظمة العلمانية، وبأن الديموقراطية كفر، ولكنه لم يكفر الإسلاميين الذين دخلوا المجالس النيابية مثل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، واعتبرهم مبتدعة يستخدمون وسيلة كفرية لتحقيق هدف شرعي حسب توصيفه. وتعرف “محمد” من خلال تردده على شيخه مدين على (أحمد عبد الرحمن، وشقيقه أيمن) فاشترى سيارة نصف نقل بالشراكة مع أحمد، وعمل عليها سائقا، ثم اعتقل الثلاثة معا مطلع عام 2011 عقب توقيف شيخهم “مدين” وخرجوا ليلة جمعة الغضب.

تعرف “محمد” لاحقا على “سيد عطا” وسعى للانضمام لجماعة (أنصار بيت المقدس) ولكن عطا أقنعه بالعمل معه ضمن صفوف (أنصار الشريعة) على أن يكون ضمن مجموعة تصنيع المتفجرات الشعبية. كما عرفه عطا على “همام عطية” قائد تنظيم (أجناد مصر) وعقب القبض على عطا، تواصل “محمد توفيق” مع “همام” وقرر العمل ضمن صفوف تنظيم أجناد مصر لأنه تنظيم (يحمل نفس العقيدة التي يحملها، و التي تقوم على دفع الصائل وحاكمية الشريعة ووجوب محاربة الطاغوت ومن عاونه لإزالة حكمه وإقامة الخلافة الإسلامية). وشارك في تنفيذ عمليات تنظيم أجناد مصر إلى أن ألقى القبض عليه رفقة بعض عناصر التنظيم في شقة بإمبابة في مايو 2014.

تاسعاً: تحليل تجربة التنظيم

1- أثبتت تجربة التنظيم أثر الواقع في دفع معتنقي الأفكار الجهادية للانتقال من الإطار العقائدي الفكري إلى الممارسة العملية، فالتنظيم نشأ على يد مجموعة من الشباب ممن سبق لهم قبل الثورة التمترس حول قضايا ذات بعد عقدي ومنهجي من قبيل (حاكمية الشريعة، والولاء والبراء، والكفر بالطاغوت، وجوب قتال الطائفة الممتنعة عن شرائع الإسلام الظاهرة) دون أن يحاولوا القيام بعمليات مسلحة آنذاك داخل مصر. ولم تحل سلميتهم من تعرضهم للاعتقال والتعذيب عقابا على اعتناقهم لتلك الأفكار، مثل “سيد عطا” الذي اعتقل 7 سنوات، ومحمد توفيق وأحمد عبد الرحمن ومحمد عبد الرحمن الذين اعتقلوا قبيل ثورة يناير، فضلا عن نموذج “عمار الشحات” الذي عاش طفولته بعيدا عن والده، فهو مواليد 1993 بينما والده اعتقل من 1995 إلى 2010.  ثم ساهمت فترة الثورة في توجه هؤلاء الشباب للعمل الدعوي والاجتماعي الخيري، إذ كان “أحمد عبد الرحمن” يساهم في توزيع أنابيب الغاز على سكان منطقته بأسعار رمزية، ولكن أدى الانقلاب العسكري بمجازره المروعة ضد الأبرياء وما صاحبه من اعتقالات للنساء والفتيات إلى تحول تلك المجموعة للعمل الميداني رغبة في قتال النظام المحاد للشريعة، وللثأر من أفراد الجيش والشرطة، ويظهر ملمح الثأر بجلاء في اغتيال “أحمد عبد الرحمن” لمقدم الأمن الوطني “محمد عيد” الذي صفع والده عند القبض عليه. فهذا هو حادث الاغتيال الوحيد المخطط له بعناية من قبل التنظيم.

2- يمثل “أحمد عبد الرحمن” نموذجا مثاليا للشخصية الجهادية شديدة الفاعلية والخطورة، إذ نفذ عملياته بشكل يومي، بل ونفذ عمليتين في يوم واحد، في  نموذج مختلف عن كثير من عناصر التنظيمات غير الجهادية الذين ينفذون عملياتهم بمعدل بطئ، وغالبا يتم القبض عليهم بعد تنفيذهم عملية واحدة أو اثنين على الأكثر.

3- لم يمتلك التنظيم مقومات للاستمرار في ظل قلة أعداد عناصره وضعف إمكاناته، لذا سعى القائمون عليه لإعلان ضم سرية العمليات لجماعة أنصار بيت المقدس، والاكتفاء بنشر التنظيم للأفكار الجهادية وسط الشباب، ولكن لم تمهلهم الأحداث، وهذا هو مصير التنظيمات الصغيرة غالبا، إذ ليس السؤال هل ستسقط في قبضة الأجهزة الأمنية أم لا؟ بل السؤال ما الذي ستتمكن من فعله قبل أن تسقط؟ وهو ما لا ينتبه له مبكرا عناصر تلك التنظيمات، إذ غالبا ما يبنون تصورات مستقبلية عن نمو تنظيماتهم عدديا بمرور الوقت وتطور قدراتهم بما يؤهلهم لتوسيع رقعة صراعهم مع الأنظمة الحاكمة، بينما الواقع يبرهن أنه بمجرد تدشينهم لمرحلة المواجهة يتعرضون لحملة مطاردات أمنية شرسة، تفكك خلاياهم وتحبط مشاريعهم المستقبلية.

4- اتسمت التنظيمات الجهادية التي ظهرت عقب الانقلاب بالمرونة والتعاون المشترك بين عناصرها، وتبادل الخبرات، لذا نجد العديد من عناصرها  متهمين في أكثر من قضية.

5- تخبط أجهزة الشرطة وفشلها في اختراق التنظيم أو التعرف على هوية عناصره رغم الاعتقالات الواسعة والتحقيقات المكثفة التي قامت بها في محافظة الشرقية تواكبا مع عمليات التنظيم، ولم تتمكن من الوصول لخيط يقودها لتفكيك التنظيم سوى بعد مقتل “أحمد عبد الرحمن” قدرا على يد عنصر شرطة تصادف وجوده بالقرب من مكان تنفيذ الأخير لإحدى عملياته (53 ).

الخاتمة

تمثل تجربة تنظيم (أنصار الشريعة) برهانا إضافيا على أن أجواء القمع تمثل بيئة خصبة لتمدد التيار الجهادي لاضطلاعه بإحياء حالة المواجهة في ظل أجواء الانكسار مثلما حدث عقب القمع الناصري للإخوان عام1965، وتكرر ثانية عقب الانقلاب العسكري عام2013، إذ دفعت ممارسات نظام السيسي القمعية الشباب المعتنق للفكر للجهادي للتحول من التنظير إلى الممارسة .
كما تشير تجربة التنظيم للأزمة التاريخية التي يعاني منها التيار الجهادي المصري والمتمثلة في عدم قدرته على تحويل حالة التفاعل النسبي معه في لحظات تاريخية نادرة إلى عمل منظم ومستمر، إذ يبرز التيار على هيئة تنظيمات ومجموعات تدخل ساحة الصراع مع النظام الحاكم ثم تستهلك خلال المواجهات، دون أن تملك حاضنة شعبية أو بنية تنظيمية تمكنها من امتصاص الضربات الأمنية وتعويض الخسائر والاستمرار في المواجهة.

——————

الهامش

1 – مواليد 1955- المتهم رقم (16) في قضية اغتيال السادات (7/1981) أمن دولة عليا، وحُكم عليه فيها بالمؤبد –  شارك عقب ثورة يناير في العمل الحزبي السياسي، ثم سافر إلى الشام ليشتهر هناك باسم (أبي الحارث المصري) وليتولى عدة مناصب شرعية بفصائل المعارضة السورية

2 – المتهمين رقم (19) و(21) في قضية اغتيال السادات (7/1981) أمن دولة عليا- حكم عليهما بالسجن عشر سنوات- ولم يخرج أنور عكاشة من السجن إلا بعد ثورة يناير.

3 -مصطفى أبو اليزيد اشتهر باسم “الشيخ سعيد” من مواليد مركز أبو  حماد، تولى منصب المسؤول المالي بتنظيم القاعدة، ثم تولى قيادة فرع التنظيم بأفغانستان، وقتل في وزيرستان مع عدد من أفراد أسرته بغارة أميركية عام2010.

4 –  من مواليد قرية “طوخ” مركز أبو كبير، أحد أعضاء جماعة الجهاد – تولى قيادة فرع تنظيم القاعدة بالعراق بعد مقتل الزرقاوي عام 2006، ثم تولى منصب وزير الحرب في دولة العراق الإسلامية عام2007، وقُتل عام 2010.

5 – مواليد الزقازيق عام 1960، سجن لمدة 3 سنوات في قضية اغتيال السادات، وأسس مع منتصر الزيات مكتبا للمحاماة عام 1990 ، ثم سافر خارج البلاد، وترقى في المناصب القيادية بجماعة الجهاد حتى صار مساعدا للظواهري، رفض اندماج الجماعة مع تنظيم القاعدة، وصدر ضده حكمان بالإعدام غيابيا، اعتقل في إيران عقب أحداث سبتمبر ثم خرج من سجنه عام 2010، وعاد إلى مصر سرا عقب الثورة، واعتقل عام 2014.

6 – المتهم رقم 17 في القضية رقم (318/2014) حصر أمن دولة عليا- الخاصة بتنظيم أنصار الشريعة. للمزيد عنه انظر سيرته الذاتية.

7 – مواليد 1984- من الزقازيق – قُتل عام 2014.

8 – مواليد 1987- من الزقازيق-  المتهم رقم 16 في القضية  رقم (318/2014) حصر أمن دولة عليا.

9 – مواليد 1985- من الزقازيق- المتهم رقم 14 في القضية  رقم (318/2014) وتتلمذ “محمد توفيق” على يد “مدين إبراهيم” منذ عام 2007-  الوطن 8/8/2014.

10 – مواليد 1978- من قرية كفر أولاد عطية – مركز ههيا – محافظة الشرقية ، انظر اعترافات سيد عطا- اليوم السابع 15/2/2015.

11 –  محمد عبد الرحيم” المتهم رقم (181) في قضية أنصار بيت المقدس(423/2013 ) من مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية.

12 – حسب رواية “سيد عطا” لأسباب استهداف المقدم “محمد عيد” – اليوم السابع 15/2/2015.

13 – ذكر موقع اليوم السابع في 31/3/2014  أن الشيخ “الشحات أبو سبحة” أسس جمعية “سنابل الخير” وبنى مسجدا بقريته عقب الثورة.

14 – اعترافات “سيد عطا” اليوم السابع 15/2/2015.

15 – اتهمت وزارة الداخلية  “سعيد حسين عبد العظيم” بقيادة مجموعة بني سويف التي ضمت (أبو بكر جاد محمد، ومحمد سعيد عبد الرحمن جاد، وشعبان عبد الرحمن جاد ، وسعيد عبد الرحمن جاد ، وياسر خضير، ومديح رمضان ، وعبد الرحمن هليل، وثلاثة آخرين معلومة أسماؤهم الحركية فقط).

16 –  لمحمد جاد و شعبان جاد محل إقامة في أطفيح والعياط بالجيزة خلاف محل إقامتهما الأصلي في قرية المصلوب بمركز الواسطي بمحافظة بني سويف.

17 – اعترافات ياسر خضير- اليوم السابع 16/2/2015– و 17/2/2015.

18 اليوم السابع 14/2/2015.

19 – جدول العمليات مستقى من بيان التنظيم رقم 2  والذي تضمن ذكر 19 حادث (11 بالشرقية، 6 ببني سويف، 2 بالجيزة) وبيان الداخلية الذي أعلنت فيه اكتشاف التنظيم وتضمن 19 حادث (14 بالشرقية، 3 ببني سويف، 2 بالجيزة) فضلا عن اعترافات عناصر التنظيم…هذا التفاوت في عدد الحوادث نظرا لأن التنظيم أعلن عن 3حوادث اغتيال لأمناء شرطة ببني سويف متهما الداخلية بالتعتيم عليها، وهذا التضارب في الأرقام يعزى لمقتل “أحمد عبد الرحمن” منفذ معظم تلك الحوادث، ويذكر أن “سيد عطا” أقر في اعترافاته المصورة بمشاركة “أحمد” في تنفيذ عدة عمليات بمحافظة الإسماعيلية لا يعلم عطا تفاصيلها. ومن خلال المقارنة بين بيان التنظيم عن عملياته واعترافات عناصره ولائحة الاتهام الموجهة لهم في القضية (318/2014) حصر أمن دولة عليا، أمكن رصد 24 عملية.

20 – يتضمن قرار إحالة القضية للجنايات اتهام عناصر التنظيم بقتل 12 فردا من الشرطة، ولكن التنظيم في بيانه الثاني أشار لحوادث مقتل 3 أمناء شرطة آخرين ببني سويف تكتمت عنها وزارة الداخلية حسب زعمه.

21 – للمزيد عن تفاصيل الحادث: البديل 24/1/2014.

22 بوابة الأهرام 19/2/2014.

23 – 39 سنة – تولى قبل الثورة رئاسة قسم الشئون الإدارية وأمن العاملين بفرع أمن الدولة بمحافظة الشرقية، وأشرف عقب الثورة على تأمين منزل د. محمد مرسي بالشرقية، وهو الضابط الذي اتهمه أحمد عبد الرحمن بصفع والده وإهانته واعتقاله مدة شهر ، للمزيد عنه انظر اليوم السابع 23/2/2014.

24 – ذكرت جريدة الشروق أنه أصيب بطلق ناري بالرأس، بينما ذكرت  جريدة القدس العربي وغيرها من الصحف الدولية نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط أنه أصيب بطلق ناري في ساقه اليمنى.

25 المصريون  3/3/2014.

26 أخبار اليوم 6/3/2014.

27 اليوم السابع 9/3/2014.

28 – لم أتمكن من تحديد تاريخ حدوثها.

29 – اليوم السابع 5/2/2014.

30 اليوم السابع 9/3/2014.

31 فيتو 3/3/2014.

32المصري اليوم باختصار 4/3/2014.

33 – http://www.vetogate.com/890528

34 المصريون 3/3/2014.

35 – اعترافات سيد عطا – اليوم السابع 15/2/2015.

36 – كان يرافقه زميله “عمار سبحة” راكبا دراجة بخارية ، ولكنه ابتعد عن المكان إثر مطاردة الأهالي لأحمد عبد الرحمن.

37 – للمزيد من رواية شهود العيان عن الحادث: الوطن 11/3/2014.

38 – مواليد 1995- حكم عليه بالمؤبد لاتهامه بمقاومة السلطات وحيازة فرد خرطوش.

39 – عثر بحوزته على  رشاش بورسعيد عقب الاشتباك مع قوة المداهمة حسب بيان وزارة الداخلية.

40 روز اليوسف 15/3/2014.

41 البوابة نيوز – 30/8/2014.

42 طالب بكلية شريعة وقانون – مواليد 1990- من قرية المصلوب بمركز الواسطي بمحافظة بني سويف، وله إقامة بأطفيح.

43 – سائق مواليد 1971 – من قرية المصلوب بمركز الواسطي بمحافظة بني سويف، وله إقامة بالعياط بمحافظة الجيزة.

44 اليوم السابع 10/4/2014- البوابة نيوز  30/8/2014.

45 – المتهم رقم (9)- انظر اعترافاته باليوم السابع 18/2/2015.

46 – المتهم رقم (21)- انظر اعترافاته باليوم السابع 18/2/2015.

47 – تضمن قرار الإحالة بيانات عن 23 شخص، فضلا عن اعتمادي لبيانات 4 آخرين قتُلوا في حوادث متفرقة ولم يشملهم قرار إحالة القضية.

48 أمكن الحصول على مهن 18 فرد فقط من بين 27 من المتهمين بالانضمام للتنظيم.

49 – للمزيد انظر اعترافات ياسر خضير أمام نيابة أمن الدولة العليا – اليوم السابع 16/2/2015– و 17/2/2015.

50 – اشتهرت محافظة بني سويف بوجود مجموعة دعوية جهادية قوية في الثمانينات وفترة من التسعينات اشتهرت باسم جماعة “الشيخ أحمد يوسف” نسبة إلى الشيخ أحمد يوسف حمد الله أحد أشهر رموز تلك المجموعة.

51 – ذكر أنه شاهد إصدارات مؤسسة سحاب التابعة لتنظيم القاعدة، وقرأ كتب أبي مصعب السوري وأيمن الظواهري وأبي محمد المقدسي.

52 – للمزيد انظر اعترافات محمد توفيق أمام نيابة أمن الدولة العليا في القضية (318/2014) – الشروق 26/2/2015.

53 الآراء الواردة تعبر عن كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close