fbpx
قلم وميدان

د. عمرو دراج: مشاهد ومراجعات 4

الحلقة الرابعة

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

د. عمرو دراج: مشاهد ومراجعات 4

دار الحوار في الحلقة الرابعة عن مرحلة ما بعد التخرج من الجامعة في نهاية السبعينيات، وتعيينه معيدا بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، حيث تم تكريمه ضمن أوائل الخريجين في عيد العلم في حفل بنقابة المهندسين المصرية، وتطرق حديثه عن نقيب المهندسين وقتها المهندس عثمان أحمد عثمان وعلاقته بالرئيس السادات، علاقة المصاهرة، ومناخ النفاق السياسي لرئيس مصاب بالنرجسية وجنون العظمة فذكر تعقيب وصف المهندس عثمان للرئيس السادات بالحكمة، تعقيبا على افتتاح قارئ القرآن الحفل بقول الله تعالى” يؤتِ الحكمةَ من يشاء”
عام ما قبل اغتيال السادات كان عاما مضطربا، حيث شهد اعتقال نحو 2500 شخص من الإسلامين وغير الإسلاميين واعتقل البابا، في سبتمبر 1981 يومها خطب السادات خطبته الشهيرة التي عرض فيها بمخالفيه، والتي شعر معها د. عمرو أن السادات كان يحفر قبره بيده.. فقد تناول الشيخ المحلاوي -المعارض لكامب ديفيد- في خطاب عام، وقال عنه ملقى في السجن مثل الكلب. حيث خطاب كاشف عن تناقض خطابه بين الحرية والنضال ضد الاستعمار البريطاني، وبين اعتقال شيخ جليل وممارسة الفرعونية في السلطة.
نتج عن الخطاب وحملة الاعتقالات حالة احتقان شعبية حتى استيقظ الشعب يوم 6 أكتوبر 1981 على اغتيال الرئيس أثناء العرض العسكري، والذي صاحبه انقطاع البث التلفزيوني فشاهدنا الحدث لاحقا في تلفزيونات أوروبية.
وتبع الاغتيال حملة اعتقالات أخرى، وانتقل الحكم إلى مبارك نائب الرئيس السادات والذي تم تعيينه عام 1975مع إعادة افتتاح قناة السويس، والذي كان سلطة ظل خلف السادات، وفى ذات الوقت كان مادة لسخرية الشعب المصري ظنا أنه شخص نكرة.
جاء مبارك للحكم بعد استفتاء شعبي، وبدأ عصره بالإفراج عن بعض المعتقلين من غير الإسلاميين، واستقبل بعضهم في القصر الجمهوري، وفى خطابه غازل مشاعر الشعب بعبارات مثل (الكفن ما لوش جيوب).
وتمت الموافقة عليه بنسبة 90% ودعا الخبراء إلى عقد مؤتمر اقتصادي لإصلاح الاقتصاد المصري، وجلس في المؤتمر بين صفوف المستمعين يكتب تدوينات، فيما يراه الدكتور عمرو دراج جزء من صناعة صورة ذهنية إيجابية لرئيس جديد.
وكعادة الديكتاتوريين بدأ مبارك حكمه بالانفتاح على الناس، والإفراج عن المعتقلين كما ذكرنا لكنه لم يفرج عن الإسلاميين، والذين تأخر خروجهم من المعتقلات.
وذكر أنه من الأمور المؤثرة جدا اغتيال الشهيد كمال السنانيرى الذي كان له دور في توحيد فصائل الأفغان. والذي تعرف لاحقاً على قصته لاحقا من أحد أقربائه. وأشار إلى دور اللواء فؤاد علام في اغتيال الشهيد كمال السنانيرى.
وقد استمر الدكتور عمرو معيدا بالجامعة 4 سنوات، تنامى فيها الالتزام الديني عنده، تأثر فيها بدروس الشيخ عمر عبد الكافي في زاوية صغيرة في منطقة المهندسين بالقاهرة في دروسه الأسبوعية وخطب الجمعة بين دروس حياة الصحابة وتفسير القرآن. وقد تعلم تجويد القرآن في المسجد على يد شيخ مسن لم يعرف حتى اسمه الله. ومما يذكره الدكتور عمرو والذي صحبه في حلقات القرآن بالمسجد فجراً “عم سعد” البواب.
وعن انضمامه لنادى شباب الروتاري قبيل 1984 تحدث بأريحية عن التجربة وذكر أسبابها، حيث عرفه صديق على نادى شبابي يوفر المنح الدراسية للدراسة في الخارج، ويقوم على فرز الشباب. وليس نادى الروتاري الخاص بالكبار.
وفى هذا الإطار تم انتخابه لاحقا رئيسا لنادى شباب روتاري القاهرة، وكان الشباب يقومون بأنشطة اجتماعية خيرية مثل مشروع إنشاء مكتبة للمكفوفين في جامعة القاهرة، ومشروع تطوير حديقة الأسماك، ودعم مستشفى أبو الريش للأطفال.. فضلا عن الأنشطة الثقافية والمحاضرات، فلم يكن الأمر أكثر من فرصة للعمل التطوعي العام واكتساب خبرات مهمة من خلاله.
هنا أشار الدكتور عمرو إلى تأثر الالتزام الديني لديه بعض الشيء بالنشاط في نادي شباب الروتاري، لكنه يقول إن تلك الفترة صقلت تجاربه الإدارية والمجتمعية، وأثرت في تكوين شخصيته وانفتاحه وقدرته على التعامل مع الآخر.
وعن المنحة والماجيستير ذكر الدكتور عمرو أنه في حين كان يبحث عن منحة لدراسة الماجيستير بالخارج، صدر قرار إداري بوجوب الحصول على الماجيستير من جامعة القاهرة قبل السفر. فتعارضت المنحة مع القرار. فكان أمام خيارين، بين قبول المنحة والاستقالة من الجامعة، أو التركيز على إنهاء الماجستير، ولكن شجعه على حسم اختياره أستاذه الدكتور عبد الفتاح أبو العيد والذي تعلم منه الكثير كأستاذ جامعي، فبقي في الجامعة وخلال عام حصل على الماجيستير، وتزوج أيضاً ووفر عام كامل لو كان ذهب لدراسة الماجيستير في الخارج.
وذكر الدكتور عمرو أن هذا الحدث أثر في حياته، حيث كان درسا في فضيلة الرضا بأمر الله والتي أصبحت عنوانا في حياته يستصحب معه قوله تعالى (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) والتي ثبت له فيها على الدوام أن الله يختار الأصلح.
وفى عام 1984 سافر الدكتور عمرو دراج إلى الدراسة في جامعة “بوردو” بأمريكا والتي تخرج منها نصف رواد الفضاء الأمريكيين، وهي جامعة عريقة خاصة في العلوم الهندسية والإدارية. واجتماعيا ذكر الدكتور عمرو دراج طرفا من حياة التقشف بأمريكا والتي صحبته فيها زوجته الثرية المرفهة، في إشارة لصبرها على الحياة معه واعتزازه بها. وتطرق إلى علاقته بالمجتمع الإسلامي داخل أمريكا ومركزية المسجد في حياته لاستعادة الالتزام الديني والحفاظ على الأخلاق.. ذكر فيها أنه كان معه د. عصام شرف رئيس الوزراء المصري الأسبق، الذي كان على وشك إنهاء الدكتوراه عندما قابله لأول مرة، و كان د. عصام يخطب الجمعة في مسجد المدينة في بعض الأحيان(*).


(*) الآراء الواردة تعبر عن كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close