ريد اكتد: هنا دولة بالانتير البوليسية الخالية من النقود الورقية!

في مقابلة له على قناة “ريد اكتد” الأمريكية المستقلة على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، مع والتي يديرها كلايتون موريس، اليوتيوبر الأمريكي المعروف ومذيع الأخبار التلفزيوني السابق في قناة فوكس نيوز، مع زوجته ناتالي، بعنوان: “دولة بالانتير البوليسية الخالية من النقود الورقية هنا – تجميد 86 مليون حساب بنكي بين عشية وضحاها” في 25 سبتمبر 2025، تناول مارك جودوين، وهو صحفي استقصائي في “أنليميتد هانج آوت”، وهو الموقع الصحفيبودكاست الشهير الذي تقدمه الكاتبة والباحثة الاستقصائية ويتني ويب؛ وهو أيضاً مؤلف كتاب “دولار بيتكوين”، قال مارك جودوين إن عملية “إعادة الضبط الكبرى” – وهي خطة إنعاش اقتصادي اقترحها المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) لمواجهة جائحة كوفيد-19، حيث أُطلق المشروع لأول مرة في يونيو 2020 – لا تزال قائمة، لكنها تتستر الآن خلف التوجه نحو التحول إلى عالم رقمي بلا نقود سائلة، وإغلاق البنوك، والتحول إلى المراقبة البيومترية.
وفي المقابلة حذّر مارك جودوين، من أن ما يُعرف بـ”إعادة الضبط الكبرى” (The Great Reset) لم ينتهِ كما يعتقد البعض، بل “يعود في ثوب جديد تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، ولكن بطريقة مختلفة في العرض والتنفيذ”.
وقال جودوين: “العالم يتجه بسرعة نحو مجتمع بلا نقود سائلة، مع سيطرة التكنولوجيا الحيوية والرقمنة الكاملة على المعاملات المالية. ما يجري ليس صدفة، بل تصميم متعمد لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي، وجعل كل فرد قابلًا للتتبع والمراقبة.”
وأوضح جودوين أن الولايات المتحدة تسعى إلى معالجة أزمة ديونها الضخمة — التي تجاوزت 37 تريليون دولار — من خلال نظام نقدي جديد يعتمد على العملات المشفرة المستقرة (Stablecoins) المدعومة مباشرة بأذون وسندات الخزانة الأميركية.
وبحسبه، فإن هذا النظام سيسمح بتحويل الدولارات إلى عملات رقمية “مدعومة بالديون نفسها”، ما يُمكّن الحكومة من “تصدير التضخم” للخارج عبر الأسواق الرقمية، تمامًا كما فعلت واشنطن سابقًا مع نظام البترودولار.
وأضاف أن اللوائح الجديدة المعروفة بـ”قانون Genius Act” تجبر الشركات المصدّرة للعملات المستقرة على الاحتفاظ بسندات الخزانة الأميركية كضمان، مما يعني أن النظام الرقمي العالمي أصبح “مرتبطًا بالدَّين الأميركي نفسه”.
وتطرق جودوين إلى خطوة مثيرة في فيتنام، حيث تمّ تجميد 86 مليون حساب مصرفي مؤخرًا كجزء من “التحول إلى نظام هوية رقمية إلزامي”، لكي يمكن التحكم في خروج العملات إلى الخارج وتحويلها إلى دولارات عن طريق التعامل في العملات المستقرة.
وقال إن ما يجري هناك يُعد “اختبارًا عالميًا” لنظام مالي مركزي يعتمد على مراقبة الهوية البيومترية، متوقعًا تطبيق نماذج مشابهة في آسيا، وأوروبا، وحتى الولايات المتحدة.
وأضاف: “تتيح هذه الأنظمة للحكومات مراقبة كل معاملة مالية تقريبًا دون الحاجة إلى إذن قضائي، مما يحوّل العملات الرقمية إلى أدوات مراقبة أكثر منها أدوات حرية اقتصادية”.
وأكد جودوين أن تراجع استخدام النقود الورقية يشكّل “أخطر ما يواجه الحريات الفردية في هذا القرن”، موضحًا أن النقد الورقي كان آخر وسيلة تحفظ الخصوصية في المعاملات.
وقال: “في عالم تُدار فيه كل المعاملات عبر الإنترنت وتُربط بالبصمة أو العين، لن يكون هناك مجال للخصوصية أو الحرية الاقتصادية الحقيقية. حتى في أوروبا، بدأ يُنظر إلى من يدفع نقدًا بمبالغ كبيرة كمشتبه به بالإرهاب أو السوق السوداء.”
كما حذر جودوين من التوسع المتسارع لشركات التكنولوجيا الأمنية مثل Palantir، التي وصفها بأنها “الذراع التقنية للدولة المراقِبة”، مشيرًا إلى علاقاتها القوية مع إدارة ترامب ودوائر الأمن القومي الأميركية والإسرائيلية.
وأوضح أن الشركة تعمل حاليًا على تطوير أنظمة هوية رقمية شاملة وبنوك رقمية مستقرة بالشراكة مع شخصيات بارزة في وادي السيليكون مثل بيتر ثيل وبالمر لاكي، لتصبح جزءًا من البنية التحتية المالية الجديدة في الولايات المتحدة.
“تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والاحتيال الانتخابي، يجري بناء قاعدة بيانات هائلة تضم بصمات ووجوه وسجلات مالية لملايين الأشخاص حول العالم”، قال جودوين.
واختتم جودوين تحذيره بالتأكيد أن العالم يقف على أعتاب نظام نقدي عالمي مراقَب يعتمد على الهوية البيومترية والذكاء الاصطناعي لتتبع كل حركة مالية، معتبرًا أن ذلك يمثل “الوجه الحقيقي لإعادة الضبط الكبرى”.
وأضاف: “الحرية المالية مهددة أكثر من أي وقت مضى. نحن نقترب من مشهد ديستوبي تُمحى فيه الحدود بين الدولة، والبنك، والشركة التكنولوجية.”
ونظراً لأهمية المقابلة، وفقد قام المعهد المصري بترجمة المقابلةبترجمتها التي أجراها كلايتون موريس مع مارك جودوين على قناة “ريد آكتد”، كاملة، على النحو التالي:
أولاً: مصطلحات اقتصادية هامة تكرر ذكرها في المقابلة:
1– القياسات الحيوية غير النقدية (Cashless Biometrics ) هي تقنية تستخدم سمات بيولوجية فريدة خاصة بالشخص، مثل بصمات الأصابع أو مسح الوجه، لمصادقة المدفوعات، مما يُلغي الحاجة إلى النقد أو أدوات الدفع التقليدية.
2- العملة المستقرة (Stablecoin) هي نوع من العملات المشفرة يهدف إلى الحفاظ على قيمة ثابتة بالنسبة لأصل محدد، أو مجموعة أو سلة من الأصول. قد يشير الأصل المحدد إلى عملة ورقية، أو سلعة، أو سندات خزانة، أو عملات مشفرة أخرى.
3- المسح البيومتري (Biometric Scanning) هو تقنية تستخدم خصائص مادية أو سلوكية فريدة، مثل بصمات الأصابع أو الوجوه أو الأصوات، لتحديد هوية الفرد والتحقق منها من خلال التقاط هذه السمات وتحويلها إلى بيانات رقمية لمطابقتها مع القوالب المخزنة.
4- بالانتير (Palantir)، شركة بالانتير تكنولوجيز، وهي شركة أمريكية عامة متخصصة في منصات برمجيات البيانات والذكاء الإصطناعي. تأسست عام 2003 على يد بيتر ثيل، وستيفن كوهين، وجو لونسديل، وأليكس كارب، ولها علاقات متشابكة مع أجهزة الإستخبارات الأمريكية، وازدادت تداخلاتها مع الدولة بشكل عام في عصر ترامب.
5- إلغاء الخدمات المصرفية (Debanking) هو إجراء بنكي يتم بموجبه قيام بنك أو مؤسسة مالية أخرى بإغلاق حسابات أو رفض فتحها لعميل، إما لأسباب مشروعة تتعلق بإدارة المخاطر، مثل مخاوف غسل الأموال، أو لأسباب غير مالية مثل الآراء السياسية للعميل أو دينه أو أنشطته التجارية المشروعة.
6- ضوابط رأس المال (Capital Controls) هي تدابير تفرضها الحكومة، مثل الضرائب أو التعريفات الجمركية أو قيود الحجم، والتي تنظم حركة الأموال والأصول المالية الأخرى عبر حدود الدولة.
7- الهوية الرقمية البيومترية (Biometric Digital ID) أو المصادقة البيومترية (Biometric Authentication) هي عملية أمنية للتحقق من هوية الشخص من خلال تحليل السمات البيولوجية أو السلوكية الفريدة. قد يشمل ذلك بصمات الأصابع، وبنية الوجه، ومسح القزحية، وأنماط الصوت، أو حتى كيفية الكتابة أو المشي.
8- المراقبة البيومترية (Biometric surveillance) أو البانوبتيكون البيومتري (Biometric Panopticon) هي تقنية تستخدم البيانات البيولوجية أو السلوكية، مثل الوجه أو بصمة الإصبع أو المشية، لتحديد هوية الأفراد وتتبعهم ومراقبتهم دون موافقتهم الصريحة، وغالباً ما يكون ذلك من خلال التعرف الآلي على الوجه وشبكات كاميرات المراقبة. ومع ذلك، تثير هذه التكنولوجيا مخاوف كبيرة بشأن المراقبة الجماعية، وانتهاك الخصوصية، والتمييز المحتمل، وخاصة عند نشرها في الأماكن العامة.
9- قانون جينيوس أو قانون توجيه وتأسيس الابتكار الوطني للعملات المستقرة الأمريكية (Act GENIUS)، هو قانون اتحادي أمريكي يهدف إلى وضع إطار تنظيمي شامل للعملات المستقرة؛ وهي نوع من العملات المشفرة المدعومة بأصول تُعتبر موثوقة، مثل العملات الوطنية أو السلع أو سندات الخزانة؛ حيث تُستخدم العملات المستقرة عادةً لتحويل الأموال بين رموز العملات المشفرة المختلفة.
10- “نظرية ميلك شيك الدولار” (Dollar Milkshake Theory)، هي نظرية اقتصادية شائعة صاغها برنت جونسون، والتي تفترض أن الدولار الأمريكي يمتص السيولة ورأس المال من الاقتصاد العالمي خلال الأزمات المالية والاضطرابات الاقتصادية، مما يؤدي إلى تقوية الدولار وإضعاف العملات الأخرى. حيث يتم تشبيه النظام المالي العالمي بـ “ميلك شيك”، أو اللبن المخفوق، حيث يُعتبر الدولار “القشة” التي تسحب وتمتص رؤوس الأموال والسيولة العالمية إلى الولايات المتحدة.
11- “بلوك تشين” (Blockchain) هي عبارة عن دفتر رقمي مشترك غير قابل للتغيير يتم توزيعه عبر شبكة من أجهزة الكمبيوتر، ويُستخدم لتسجيل المعاملات أو البيانات الأخرى بطريقة تجعل من الصعب للغاية تغييرها.
12- “الإيثريوم” (Ethereum) وهي عبارة عن سلسلة كتل لامركزية مزودة بخاصية العقود الذكية. وبين العملات المشفرة، تأتي الإيثريوم في المرتبة الثانية بعد البيتكوين من حيث القيمة السوقية. وهي برنامج مفتوح المصدر. وكان المبرمج فيتاليك بوتيرين قد ابتكر الإيثريوم عام 2013.
13- “بيتكوين” (Bitcoin)، وهي أول عملة مشفرة لامركزية؛ وقد استُحدثت هذه العملة، التي تستند إلى مبدأ السوق الحرة، والبعد عن رقابة البنوك المركزية، عام 2008.
14- “سولانا” (Solans) هي عبارة عن منصة “بلوك تشين” عامة تستخدم آلية توافقية لإثبات الحصة وتوفر وظيفة العقد الذكي.
15- عملية “إعادة الضبط الكبرى” (Great Reset)، وهي خطة إنعاش اقتصادي اقترحها رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) – المعروف بمنتدى دافوس – كلاوس شواب لمواجهة جائحة كوفيد-19، حيث أُطلق المشروع لأول مرة في يونيو. ويتهم مناهضوا العولمة المؤسسات العولمية وأهمها منتدى دافوس بأنه أطلق هذه الخطة لاستكمال السيطرة على الإقتصاد العالمي.
ثانياً: نص المقابلة
كلايتون موريس: حسناً ، ضيفنا الليلة يقول إن عملية “إعادة الضبط الكبرى” (The Great Reset) تعود من جديد. وكما تعلمون، كنا نعتقد، أنها ربما قد انتهت. لقد رحل دعاة العولمة، أليس كذلك؟ لكن لا، فعملية “إعادة الضبط الكبرى” قادمة، ولكن بطريقة مختلفة في عهد الرئيس ترامب. حيث يُسوّق الأمر لنا فقط بشكل مختلف. لذا، لا تنخدعوا. فلدينا كثير من المتابعين والمحبين هنا في هذا البرنامج.
وكما نحن سعداء بإبداء الثناء على الرئيس دونالد ترامب عندما يفعل شيئاً رائعاً ، فإننا في نفس الوقت سعداء بانتقاده بشدة عندما يُفرض علينا هذا كما هو الحال الآن. مجتمع بلا نقود، مسح بيومتري، مدفوعات، فكلهم موجودون ويقفون على أهبة الاستعداد هناك لتولي زمام الأمور وضمان تتبعنا ومراقبتنا جميعاً .
قد لا تصدقوني، لكن أوروبا، والاتحاد الأوروبي، يتجهان نحو التخلص من النقد تماماً . إنهم يقولون بالفعل رسمياً إنك ستُعتبر إرهابياً أو تعمل في السوق السوداء إذا تعاملت نقداً بأكثر من مبلغ معين. على سبيل المثال، هل تريد أن تدفع 500 يورو نقداً للبستاني الذي يعمل عندك؟ عذراً، أنت ستُعتبر في هذه الحالة إرهابي. نعم، هذا ما يفعلونه.
و كانت كريستين لاجارد – (وهي سياسية ومحامية فرنسية تعمل رئيسة للبنك المركزي الأوروبي منذ نوفمبر 2019. ، والتي كانت تشغل قبل ذلك منصب رئيس مدير عام صندوق النقد الدولي ومديره العام في الفترة بين يوليو 2011 ونوفمبر 2019) – قالت لنا ذلك!
قد أخبرتنا أن مارك جودوين هو مبتكر عملة بيتكوينمؤلف كتاب “دولار البيتكوين”،. إنه وهو صحفي استقصائي في برنامج موقع “أنليميتد هانج آوت” حيث يعمل جنباً إلى جنب مع ويتني ويب، الكاتبة والباحثة الاستقصائية ومقدمة البرنامج، وهو صديق معنا في هذا البرنامج على قناة “ريد أاكتد”.
أود هنا أن أضم معنا مارك إلى البرنامج. مارك، سررت برؤيتك معنا هنا، وأرحب بك مرة أخرى. لقد كنت على حق تماماً. أعتقد أنك كنت في البرنامج قبل عامين تقريباً، وتوقعت كل هذا الذي يحدث حالياً.
مارك جودوين : سررت برؤيتك. نعم، شيء من هذا القبيل. ومن الرائع العودة لبرنامجك يا كلايتون. شكراً جزيلاً.
كلايتون موريس: إذن، في ذلك الوقت، ربما بإمكانكم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء قليلاً . ما الذي كنتم تحذروننا منه قبل عامين تقريباً ؟ كما تعلمون، القياسات الحيوية غير النقدية، والعملات الرقمية المستقرة، ودعم الدولار الأمريكي بعملات رقمية مستقرة لإخفاء الدين. وكما تعلمون، فلدينا 37 تريليون دولار من الديون. ماذا سنفعل؟ حسناً ، يمكننا استعادتها بعملات رقمية مستقرة، ثم يمكننا التخلص منها على مستوى العالم، ثم القيام بعملية احتيال، وننهي فجأة مشهد العملات الرقمية بالكامل، أليس كذلك؟ هل هذا صحيح؟
مارك جودوين: نعم، تقريباً. وكما تعلمون، فمن الواضح أن هذا الأمر معقد للغاية، بشكل مقصود، لإرباك الجميع حول ماهية اللعبة الحقيقية هنا. وبالطبع، كان الأمر قبل ذلك مجرد تكهنات قبل أكثر من عام عندما تحدثنا عن ذلك. لكن الكثير منه قد تحقق بالفعل. والآن، نرى المستشار الخاص لبوتين يخرج مؤخراً ويقول: “أعتقد أن العملات المشفرة في الواقع خدعة كبيرة من حكومة الولايات المتحدة للتعامل مع مشاكل ديونها”. وكما تعلمون، جاء هذا من خلال تصريح تم تداوله في هذا الصدد.
وبالتالي، فإن الفرضية تدور حول الـ ” بيتكوين دولار” وفكرة التخلص من كل هذه الآثار التضخمية وإيجاد مشترٍ لديون الحكومة الأمريكية. باختصار، نعلم جميعاً كيف عمل الـ “بترو دولار”، حيث كنا نتخلص من آثارنا التضخمية بإجبار الناس على شراء الدولار للحصول على النفط. لقد أعدنا إنشاء هذا النظام باستخدام البيتكوين والعملات الرقمية حيث تتم الغالبية العظمى من جميع معاملات العملات الرقمية بالدولار.
إذن، كيف نتعامل مع مشكلة الديون؟ وكما تعلم، فإن عليك إيجاد من يشتري أصولك الاحتياطية، ولذلك فأنت تحتاج لزيادة عدد مستخدمي العملة الرقمية، أليس كذلك؟ لذا، عليك حل كلٍّ من الاحتياطيات والعملة التي تعتمد عليها في نفس الوقت. والعملات المستقرة (Stablecoins) تحلّ هاتين المشكلتين بشكل مثالي، حيث إنها تتيح لأي شخص الوصول إلى الدولار بمجرد استخدامه لهاتف ذكي فقط.
حيث أصبح الآن بإمكان أي شخص في أي مكان في العالم الوصول إلى الدولار، وهذه العملات المستقرة، هذه الدولارات الرقمية، هي عملات مدعومة بفضل القوانين واللوائح المالية التي رأيناها مؤخراً، خاصة مع قانون جينيوس (Genius Act)، وهي الآن مُجبرة على أن تكون مدعومة بسندات الخزانة الأمريكية، ودين الولايات المتحدة بحكم الواقع.
لذا، نرى أن جميع هذه المشكلات أصبحت تُحلّ بسهولة بالغة؛ وكما تعلم، فقد بدأت الولايات المتحدة الآن في التعامل مع مشاكل ديونها من خلال تخفيض قيمة الدولار وخفض أسعار الفائدة. لذا، أعتقد أن الأمر كان منطقياً جداً آنذاك، والآن نشهد بداية حدوثه. حسناً ، سوف أتناول هذه العلامات الدالة على علاقة كل هذه الإجراءات البيومترية وإلغاء البنوك وضوابط رأس المال في كل هذا، لكن هذا باختصار ملخص سريع لفكرة الـ ” بيتكوين دولار”.
كلايتون موريس: شكراً لك على ذلك مارك. يقول لي آرثر كاتريل في غرفة الدردشة لدينا: “مارك شخص ذكي جداً ويجب أن يؤخذ على محمل الجد”. وأنا أتفق معه في ذلك. ومرة أخرى، إذا عدنا بالزمن إلى ما قاله مارك قبل أكثر من عام ونصف تقريباً، فهو مُصيب تماماً فيما تنبأ به. والآن نشهد ذلك رأي العين. انظروا إلى هذا العنوان هنا عن فيتنام. “فيتنام تُجمّد 86 مليون حساب مصرفي“. كان جيم ريكاردز، وهو كبير الاستراتيجيين العالميين في صندوق ويست شور، قد تحدث مع دانييل كيمون، والتي قالت إنهم يريدون نقل فيتنام إلى نظام هوية بيومتري إلزامي، وسيجمّدون هذه الحسابات كنوع من نسخة تجريبية للتحكم الرقمي المركزي، وأعتقد أنكم سترون ذلك في جميع أنحاء آسيا. ونحن نشهد بالفعل، بشكل واضح، ولو جزئياً ذلك في أجزاء من الصين أيضاً . إذاً، هل يمكنك التحدث عن هذا أو ذاك؟ تقول فيتنام ببساطة: “مهلاً، تم تجميد 86 مليون حساب مصرفي. سننقلكم إلى هذا النظام الجديد”.
مارك جودوين: أجل، أعتقد أن هذا يؤثر بشكل مباشر على هذه اللعبة، أليس كذلك؟ فإذا كنت تسعى لجذب المزيد من المستخدمين لنظام الدولار، وتستخدم هذه العملات المستقرة لتحقيق ذلك، فإن ما ستفعله هو، ومن المفارقات، فرض تأثير مركزي للغاية على السياسة النقدية؛ بينما من المفترض أن تكون أيديولوجية العملات المشفرة بأكملها هي فكرة اللامركزية. وهذا صحيح من نواحٍ عديدة، بالطبع، على مستوى البروتوكول، ولكن في الواقع، وبالنسبة للسياسة النقدية، فإذا كنت تمنح جميع الأشخاص على مستوى العالم، مثل ملايين الأشخاص في فيتنام، إمكانية الوصول إلى الدولار، فكل ما عليهم فعله هو سحب أموالهم من عملاتهم المحلية باستخدام حساباتهم المصرفية من خلال هواتفهم الذكية وتطبيقات الهواتف الذكية، وبذلك يحصلون على الدولار؛ وخاصةً الدولار الذي يمنحك عائداً ، فهو جزء من الاحتياطيات الصادرة، وهذه السندات الحكومية تمنحك عائداً طفيفاً بناءً على معدل التمويل الفيدرالي. والآن، أصبح بإمكان الجميع حول العالم الوصول إلى الدولار والحصول على عوائده. ومع أن الدولار يفقد قيمته مع تضخمه، إلا أنه يتفوق على معظم عملات الدول الأخرى عموماً . حيث لدينا هنا فكرة نظرية “ميلك شيك الدولار” (من حيث قدرة الدولار الأمريكي على امتصاص السيولة ورأس المال من الاقتصاد العالمي خلال الأزمات المالية والاضطرابات الاقتصادية، مما يؤدي إلى تقوية الدولار وإضعاف العملات الأخرى). وفي هذا، ضع نفسك مكان البنك المركزي الفيتنامي، أو الجهات التنظيمية في البلاد، التي تبذل قصارى جهدها للحفاظ على بقاء الجميع بالداخل يتعامل بالعملة المحلية وأن تظل أموالهم داخل البلاد.
أما الآن، وبعد أن أصبح بإمكان الجميع فجأةً الوصول إلى العملة المحلية داخل بلادهم والتخلص منها (لاقتناء الدولار)، فإن البنك المركزي والهيئة الحاكمة يواجهون بشكل مفاجئ مشكلةً كبيرةً تتعلق بهروب رؤوس الأموال، ولا يريدون أن تتدفق كل هذه الأموال إلى الولايات المتحدة. فكيف يمكنهم مواجهة ذلك فعلياً؟
حسناً، أنتم في هذه الحالة ستهددون بسحب الأموال من الناس ما لم يلتزموا باللوائح وأنظمة التعريف البيومترية الرقمية، والتي نظراً لطبيعة هذه العملات المستقرة، كونها على سلاسل كتل عامة، وقواعد بيانات مفتوحة يمكن لأي شخص الوصول إليها، إذا تم ربط المقاييس الحيوية والهويات الرقمية بعناوين محفظتكم وبتفاصيل هذا الاقتصاد الرقمي الجديد. وحينئذ ستمتلك هذه الجهات فجأة قدرة هائلة على تتبع ومراقبة أي شخص يستخدم هذه الأنظمة، دون إذن قضائي، وستكون لديهم فرصة أفضل للحفاظ على الأشخاص داخل النظام وفي حدود العملات المحلية.
لذا، فهذه هي الطريقة التي ستحاول بها الدول الأجنبية البدء في التعامل مع هذه الدولرة الجماعية، وبالتالي من خلال التكنولوجيا، وبالتالي مواجهة فرص هروب رأس المال الجماعي. ولذلك، فسنرى ذلك في كل مكان، بما في ذلك الولايات المتحدة، وأنا متأكد من ذلك بالطبع، لأنهم يريدون أيضاً التأكد من أنهم يعرفون تماماً أين تذهب أموال مواطنيهم. لكننا بدأنا بالفعل في رؤية هذا الطرح الأول في الجنوب العالمي، في منطقة اليورو، وفي المملكة المتحدة، وهو عبارة عن قيود مفاجئة للغاية على مقدار ما يمكنك امتلاكه، ونوع الهوية التي يتعين عليك تقديمها، وتقديمها للهيئات الحاكمة لتكون قادرة على التعامل طبق هذه الأوضاع التنظيمية.
كلايتون موريس: قد يقول أحدهم: “أذهب إلى البنك، وأقوم بسحب النقود ، وأشتري بها”. هذا يبدو رائعاً، لكن بالطبع، معظم البنوك، بل والعديد منها، لم يعد لديها نقود بالأساس ليسحبها العميل، وهي تتجه نحو التخلي عن الاحتفاظ بالنقود الورقية في خزائنها. هل تريد سحب بعض النقود؟ أجل. إذاً عد إلينا يوم الخميس. قد يكون لدينا ما تريد. وهذا يحدث مراراً. فالبنوك تتجه نحو التعاملات غير النقدية. وقد تحدثتَ عن منطقة اليورو. وكما يقول البعض، فهذا ما تريد حكومة المملكة المتحدة فعله في المملكة المتحدة: استخدام عملة اليورو والدولار المشفرة، وبالتالي الابتعاد عن اليورو، والانتقال إلى اليورو الرقمي.
مارك جودوين: أجل، بالضبط. أعتقد أننا رأينا هذا يحدث بالفعل، وقد كنا نسمع عن أفكار رائعة لإعادة ضبط الأوضاع، كما تعلمون، قبل الجائحة، لكن ذلك سرّع كل شيء وأبرز الكثير من هذه القضايا، إلى الواجهة. وكما تعلمون، فقد هاجموا النقود (السائلة) بشدة، سواءً بفرض ضوابط على رأس المال أو تحديد حجم النقد المسموح بسحبه، أو ببساطة بتقييد الشركات من قبول النقد خوفاً من شيوع تحويله بأرقام قياسية أو ما شابه. وهذا بالطبع هجومٌ ضخم على الحرية المالية. لكن النقد، مع أنه لا يزال عملة ورقية، إلا أنه يواجه العديد من المشاكل المتعلقة بكونه مالاً سياسياً، وهو أصلٌ لحامله من نواحٍ عديدة، ويصعب تتبعه وتعقبه. ويظل تبادل النقد بين أطراف المقايضة أمرا جيدا للغاية بالنسبة لنا، فنحن من نرغب في شراء شيء ما دون أن نسمح للجميع برؤية ما يحدث، وهذا جزءٌ من سلسلة موثوقة في التسوية.
لذا، يُعد النقد أداةً مهمةً جداً لمناصري الحرية، وهو أمرٌ يجب النضال من أجله حتى لو كنتَ مؤمناً به أو حتى مالكاً للأصول الرقمية منذ فترة طويلة. وكما تعلمون، فإن النقد هو عنصر تحكم وتوازن بالغ الأهمية لعالم رقمي سريع، وخاصة عندما تنظر الآن إلى أسوأ عوالم العملات الورقية الرقمية التي يتم إنشاؤها الآن، ويتم نشرها في دفتر أستاذ لامركزي، حيث يمكن لأي شخص في العالم تنزيل دفتر “بلوك تشين” (blockchain)، سواء كان “الإيثريوم” (Ethereum) أو “البيتكوين” (Bitcoin) أو “سولانا” (Salana) أو أياً كانت هذه السلاسل التي تحتوي على الكثير من العملات المستقرة عليها. والآن يمكن لأي شخص رؤية هذه المعاملات ومع القليل من التفاصيل الخاصة بالهوية الرقمية الحيوية يمكنك البدء في التعقب والتحليل بشكل دقيق كما تعلم من ينفق الدولارات الرقمية.
لذا، ليس فقط أنك لا تحصل على حرية الأموال الورقية ولا تزال تستخدم الأموال السياسية، إلا أن هناك الآن جانب من دفتر الأستاذ المفتوح، والذي في الواقع يمكّن من المراقبة بدون مذكرة قضائية، على نحو متطرف للغاية. لذا فإن الحرب على النقود الورقية تتزامن مع الرقمنة السريعة لتلك العملات الورقية والعملات المستقرة بينما تتفجر الهويات الرقمية، وهذا يشكل عاصفة مثالية خطيرة للغاية من الأشياء التي كما ذكرت في مقدمتك، للأسف تدفعنا نحو هذه الركائز من مبادرة “إعادة الضبط الكبرى لـ “كلاوس شواب”، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، عام 2020.
كلايتون موريس: حسناً ، لقد ذكرتَ مسألة المراقبة يا مارك، سأُخرجك من هذا الموضوع لأن وقتنا ضيق، لكنني أريد أن أسألك تحديداً عن شركة بالانتير ونظام المراقبة البيومترية الذي ندخله جميعاً. فهو نظام مريح جداً للرئيس ترامب. نحن نعلم أنه نظام مريح جداً له. لقد كتبتَ مقالات عديدة عن مدى ملاءمته. وأعتقد أن الأمر مرتبط أيضاً بإسرائيل وكل هذا. إذن، ما نوع النظام البيومتري الذي نتطلع إليه في الولايات المتحدة للمراقبة؟ أقصد، أنه كما تعلم، نرى ذلك بالفعل في المطارات. تقول الجمارك ودوريات الحدود: “حسناً ، عندما تمر عبر هذه البوابة تحديداً، ستكون تحت المراقبة. أنت مُراقَب هنا. سيتم حذف صورك”. وتقول إدارة أمن النقل هذا أيضاً، لكن الأمر أكبر بكثير من مجرد المراقبة في المطار، أليس كذلك.
مارك جودوين: أجل، بالتأكيد. فهذا يحدث في كل مكان. أقصد، أنتم تشهدون انتشاراً واسعاً للمراقبة في كل مكان، سواءً من قِبل كيان خاص ذي علاقات عامة قوية مثل شركة بالانتير، والتي كما ذكرتم كانت بالغة الأهمية، ومافيا الـ “باي بال” (PayPal) (وهو تعبير يطلق مجازاً على مؤسسي باي بال الذين يتقاسمون الآأن السيطرة على شركات التكنولوجيا)، حيث كانت بالانتير خوارزمية لمكافحة الاحتيال في باي بال. والمعروف أن مافيا “باي بال”، و “تيل موس” (Teal Moss)، كان لهم دور بالغ الأهمية في وصول ترامب إلى الرئاسة. وليس من المستغرب أن نرى “بالانتير” تحصل على العديد من العقود الحكومية، وأن تكون جزءاً كبيراً من هذا التوجه الجديد نحو المراقبة.
ونشهد هذا التوجه الجدلي نحو الحد من تزوير الانتخابات، والحد من الهجرة، والحد من الإرهاب المحلي. حسناً ، لا شيء من هذه الأمور سيئ بالضرورة بأكمله، ولكن ما الوضع الذي نمر به مع انتشار الكاميرات في كل مكان، والأموال الرقمية، وهذا التوجه نحو الهوية الرقمية؟ حسناً ، يجب أن يُدير أحدهم قاعدة البيانات. يجب أن يكون أحدهم هو من يجمع كل هذا معاً، مستخدماً الذكاء الاصطناعي لتحليله وإنشاء قاعدة بيانات للمواطنين الأمريكيين والأشخاص في الولايات المتحدة وحول العالم. وقد بادرت شركة بالانتير بالفعل، كما تعلمون، لتكون جاهزة وراغبة وقادرة على ذلك، حيث أن الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة تُجري الآن هذا الأمر، كما تعلمون، وهو أمر لا بد منه. وفيما يتعلق بالعملات الرقمية، نرى أن جو لانسديل، مؤسس شركة بالانتير، يتعاون مع بيتر تيل ثيل وبالمر لاكي من أندورال، ويؤسسون بنك عملات مستقرة في كولومبوس، أوهايو، يُسمى أرابور، وهو اسم آخر لـ “Lord of the Rings”، سلسلة أفلام، وهو مكان شائع جداً في عالم العملات الرقمية. ونراهم الآن يبدؤون في طرح أدوات مصرفية خاضعة لرقابة شديدة لدعم العملات المستقرة، وهو ما يُسهم في العديد من الأمور التي كنتُ أحذر منها، والتي تُقلقني مع تحول العملات الورقية إلى رقمية. حسناً، فكما تعلمون، أعتقد أن شركة بالانتير مستعدةٌ لأخذ كل شيءٍ هنا، حيث تُروّج إدارة ترامب لهذه الأمور التي تُعدّ كما لو كانت وُضعت لسلامتنا، لكن في الواقع، ومن نواحٍ عديدة، ربما تُوقعنا في فخّ بيومتريّ مُريب، للأسف.
كلايتون موريس: هذا مجرد لمحة سريعة. عليكم أيها المتابعون قراءة كل التحقيقات الصحفية المذهلة التي أجراها مارك حول هذا الموضوع. وقد يكون ذلك مؤلماً؛ كأن تكون من أشدّ مُحبي ومؤيدي ترامب ولا تريد أن ترى أي نوع من الصلات بالدولة العميقة وشركة بالانتير والدولة البيومترية التي نتعامل معها الآن. قد يكون الأمر مُزعجاً، لكن هذا هو جوهر هذا العرض، يجعلك تشعر بعدم الارتياح. وأنا أشعر بعدم الارتياح الآن. مارك، من الرائع رؤيتك. شكراً لك على عملك الرائع. سررتُ برؤيتك مجدداً وشكراً لك على هذا.
مارك جودوين: شكراً جزيلاً لكم، كلايتون، ناتالي، استمتعوا بأوقاتكم.