fbpx
الشرق الأوسطترجمات

قراءة في ردود أفعال الإعلام الغربي على الانتخابات التركية

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

يرى المتابع لتغطية الإعلام الغربي للانتخابات التركية، بشكل جليّ لا يمكن أن تُخطئه العين، مدى الانحياز وغير المهنية في تناول هذا الحدث الهام، مما أبرز بوضوح سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الغرب، إذا ما قارنّا ذلك بمواقفه الباهتة والضبابية تجاه أنظمة دكتاتورية حقيقية في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص. الجديد في الموضوع أن موضوع الانتخابات التركية تصدر اهتمامات الإعلام العالمي لفترة ليست بالقليلة، وأن التغطية السلبية شديدة الانحياز جاءت بشكل سافر ومكثف، وبدت كما لو كانت منَسَّقة، مما يحمل دلالات أخرى قد تتجاوز مجرد عدم الرضا عن سياسات تركيا تحت قيادة الرئيس أردوغان، بما قد يشي بأجندات مختلفة وتوجهات مستقبلية معادية.

في رد موجز عن دوافع ذلك التحيز وتلك الحملات الإعلامية الغربية المسعورة على أردوغان وحزب العدالة والتنمية، قال الرئيس التركي مؤخراً في مقابلة تليفزيونية له، “عندما ننظر إلى أولئك الذين ينزعجون من نجاحنا، يمكننا أن نرى بوضوح أكبر مَن الصديق ومَن العدوّ”؛ حيث يعتبر هذه الحملة الغربية على تركيا مرتبطة بشكل مباشر بزيادة قدرة تركيا على فرض إرادتها على الساحة الإقليمية والدولية، وتطوير صناعاتها الدفاعية، وتحررها من الإرادة الغربية.

نستعرض في هذا التقرير الاتجاهات الرئيسية للإعلام الغربي حول هذا الموضوع، وتطورها بتقدم مراحل الانتخابات، سواء قبلها، أو بعد الجولة الأولى، أو بعد ظهور النتائج النهائية.

الإعلام والسياسة

في ظل تداخل الإعلام والسياسة، لطالما أدت المنابر الإعلامية العالمية أدواراً وظيفية لخدمة السياسة الخارجية لدول الغرب. ولا يخفى على أحد الموقف السياسي الغربي المناوئ لتركيا وقيادتها والذي طالما عبر عنه قادة الغرب من حين لآخر.

فبعد فشل محاولات عديدة لإعاقة النهج المستقل الذي تتبناه القيادة التركية برئاسة أردوغان، والتي كان آخرها المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في 15 يوليو 2016، راهنت القوى الغربية على اتباع أساليب جديدة، أبرزها محاولة التأثير على نتائج العملية الانتخابية في تركيا.

ولعل التصريحات المباشرة التي أدلى بها في ديسمبر 2020 المرشح الرئاسي الأمريكي آنذاك والرئيس الحالي، جو بايدن، خير دليل على ذلك. فقد أكد بايدن في تصريحات لصحيفة واشنطن بوست حينها على ضرورة اتباع طرق جديدة للتخلص من الرئيس أردوغان عبر دعم المعارضة، “حتى يتم التخلص من أردوغان، ليس عبر انقلاب، بل عبر العملية الانتخابية”.

حملة إعلامية منحازة – ما قبل الجولة الأولى

على مدار أسابيع خلال الفترة التي سبقت الانتخابات التركية البرلمانية والرئاسية، وجّهت وسائل الإعلام الغربية بكثافة ملحوظة سهام التحريض والهجوم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، دون مراعاة لأية معايير للموضوعية والمهنية، في مسعى واضح للتأثير على نتيجة الانتخابات العامة.

وبينما استهدف الإعلام الغربي بشكل صارخ الرئيس التركي ووصمه بالدكتاتورية وطالب بإسقاطه، احتضن، في المقابل، بشكل علني فجّ، مرشح المعارضة للرئاسة التركية كمال كليتشدار أوغلو، وحثّ المواطنين الأتراك على التصويت لصالحه، في تدخل سافر في الانتخابات يتعارض مع كل الأعراف الديمقراطية.

وكان أكثر تلك المنابر الإعلامية فجاجة في اللامهنية في التغطية الإعلامية للانتخابات التركية مجلة الإيكونوميست البريطانية، التي يفترض أنها مجلة متخصصة ورصينة. ففي الرابع من مايو 2023، نشرت مجلة الإيكونوميست مقالاً بعنوان: “إذا أسقطت تركيا رجلها القوي، فعلى الديمقراطيين في كل مكان أن يتشجعوا”، ونشرت صورة الغلاف مع عناوين تدعو إلى انتصار المعارضة، تتصدرها عبارات مثل: “أهم انتخابات 2023″، “أنقذوا الديمقراطية”، “أدلي بصوتك!”، “أردوغان يجب أن يرحل”.

وقالت المجلة الأسبوعية البريطانية، مشيرة إلى أردوغان، إن “الرجل الذي يحكم تركيا منذ عام 2003 بأسلوب استبدادي بشكل متزايد، قد يواجه الهزيمة”. وقالت أيضاً، “إن الشعب التركي سيكون أكثر حرية، وأقل خوفاً – وفي الوقت المناسب – أكثر ازدهاراً. وستصلح الحكومة الجديدة العلاقات المتصدعة مع الغرب… والأهم من ذلك، في عصر يتزايد فيه حكم الرجل القوي، من المجر إلى الهند، فإن طرد السيد أردوغان من منصبه بشكل سلمي سيُظهر للديمقراطيين في كل مكان أنه يمكن هزيمة الرجال الأقوياء.”

وفي المقابل، فقد وصفت مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية في مواجهة أردوغان بالتواضع الشديد والقدرة على حشد التوافق حوله، “على عكس خصمه”. وقالت، “إذا فاز (كليتشدار أوغلو)، فستكون هذه لحظة كبيرة لتركيا وأوروبا والنضال العالمي من أجل ديمقراطية حقيقية.” وأضافت المجلة البريطانية، “نحن نؤيد بكل حماس كمال كليتشدار أوغلو ليكون الرئيس المقبل لتركيا.”

ولم تكن مجلة الإيكونوميست وحدها في ذلك التوجه المنحاز في تغطية الانتخابات التركية واستهدافها لأردوغان بشكل سافر والدعاية لمنافسه في نفس الوقت، فقد انتهجت وسائل إعلام غربية بارزة أخرى هذا التوجه أيضاً. ففي الرابع من مايو، نشرت صحيفة لوموند الفرنسية، على سبيل المثال، مقالاً بعنوان، “الانتخابات في تركيا: أردوغان، بوتين آخر”، حيث شبهت الرئيس التركي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووصمته بأنه رئيس ذو توجهات إسلامية وأنه يسعى إلى “تحقيق حلمه بالإمبراطورية”، واتهمته بالانجراف نحو الاستبداد؛ وأن العالم سيحبس أنفاسه عشية الانتخابات في تركيا.

وفي التاسع من مايو، نشرت مجلة دير شبيجل الألمانية تقريراً بعنوان، “أردوغان يواجه خطراً حقيقياً بخسارة الانتخابات”، حيث رأت أن هناك فرصة حقيقية لهزيمة أردوغان في الانتخابات، محرضة “المؤيدين ‘المحبطين’، والشركات التي تعاني في ظل الاقتصاد المحاصر – والرجل الذي يمكن أن يطيح بالرئيس الأبدي” لاغتنام الفرصة والتصويت لإزاحته عن الحكم. ولم تكتفِ المجلة الألمانية بذلك، بل وضعت صورة أردوغان على غلاف العدد، وكشفت عداوتها التي تخطت أردوغان لتمس رموز الدين، بإظهار الهلال، الذي يرمز للإسلام، محطما، والتلميح إلى ترجيح خسارة الرئيس التركي، في  إطار محاولتها توجيه الرأي العام وحشده ضد الرجل.

وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة واشنطن بوست في 10 مايو 2023 لإيشان ثارور، بعنوان، “هزيمة أردوغان ستكون بمثابة انتصار للديمقراطية الليبرالية في جميع أنحاء العالم”، حاولت الصحيفة الأمريكية شيطنة أردوغان وتصويره على أنه الحاكم المستبد عدو الحريات، حيث قالت: “كلما طالت مدة بقائه (أردوغان) في المنصب، كلما أصبح واضحاً أن مهمة الرئيس الوحيدة هي تعزيز السلطة والاحتفاظ بها. حيث بحلول عام 2020، مثّل النموذج التركي في ظل حكم أردوغان شيئاً مختلفاً تماماً: مخطط استبدادي انتخابي غير محدود مبني على سيادة الأغلبية، والحروب الثقافية الانقسامية، والشكاوى ضد الغرب، والبارانويا حول المؤامرات المحلية والأجنبية – ناهيك عن الاستيلاء على مؤسسات الدولة الرئيسية، وترهيب واعتقال المعارضين وأعضاء المجتمع المدني، والتآكل المطرد لحرية الصحافة في البلاد،” على حد تعبير الصحيفة.

ما بعد الجولة الأولى:

وما أن انتهى فرز الأصوات للانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، ومن ثَمّ إعلان النتائج الأولية التي أظهرت تفوق الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، وحزبه الحاكم، العدالة والتنمية، حتى تراجعت وسائل الإعلام الغربية نسبياً عن خطابها العدائي ضد أردوغان والمتحيز لمرشح المعارضة للرئاسة المناوئ للرئيس التركي، وبدأت على نطاق واسع تصف النجاح الذي حقّقه في الجولة الأولى بأنه كان “مفاجأة”.

فقد تبوأ أردوغان المركز الأول في انتخابات الرئاسة، من حيث عدد الأصوات، فحصل على 49.51% من أصوات الناخبين، في حين حصل منافسه كليتشدار أوغلو على 44.88%؛ وحصد حزب العدالة والتنمية الحاكم العدد الأكبر من مقاعد البرلمان، فاقتنص 267 مقعداً، مقابل 169 لحزب الشعب الجمهوري، شاملة نحو 40 مقعدا لأحزاب “السعادة” و”المستقبل” و”الديمقراطية والتقدم”، بينما حصد تحالف الجمهور بقيادة حزب العدالة والتنمية على أغلبية مريحة من مقاعد البرلمان بعدد 323 من أصل 600 مقعد.

وكان عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت يوم الأحد الرابع عشر من مايو 2023 قد بلغ أكثر من 64 مليوناً، منهم قرابة 61 مليون ناخباً (تحديداً 60 مليونا و697 ألفا 843 ناخباً) داخل البلاد، والباقون خارج البلاد، وذلك لانتخاب الرئيس الثالث عشر لتركيا و 600 عضو في البرلمان، بعد ما يربو على ثلاثة أشهر من تعرض البلاد لزلزال مدمر أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص، وترك الملايين من المواطنين مشردين وبلا مأوى في جنوب شرق البلاد، قبل أن تسارع الحكومة التركية بتوفير المأوى الملائم لهم بشكل مؤقت، مع الشروع في بناء مساكن جديدة لتسليمها لهم خلال عام واحد من وقوع الزلزال، عوضاً عن مساكنهم التي فقدوها.

وخلال الحملات الانتخابية، التي انطلقت الخميس 4 مايو، للترويج لمرشحي الرئاسة والبرلمان من مختلف الأحزاب، قام أردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو على وجه الخصوص، بالإضافة إلى مرشَّحّين آخرين، محرم إنجه عن حزب البلد وسنان أوغان عن تحالف الأجداد، بالعمل بلا كلل طوال فترة الدعاية، حيث بنوا وعودهم بشكل أساسي على التصميم على إحياء الولايات التي ضربها الزلزال وتحقيق المزيد من النمو الاقتصادي. ولكن فترة الدعاية لم تَخلُ من التأثير الخارجي، في شكل تحيّز صارخ ضد الرئيس الحالي وحزبه الحاكم.

وكانت مجلة الإيكونوميست، على وجه الخصوص كما سبق ذكره، تقود حملة مكثّفة ضد أردوغان، بما في ذلك ما أوردته من عناوين مستفزّة نُشرت أحياناً على شكل مانشيتات بارزة لأغلفة المجلة البريطانية، بينما كانت تدعم مرشح المعارضة الرئيسي لانتخابات الرئاسة بشكل علني، بل وتحثّ الأتراك على “الإطاحة بأردوغان” في 14 مايو، مع اعتراف صريح بأن “فوز المعارضة سيعني أهمية جيوسياسية كبيرة للغرب”، في تدخل سافر في الانتخابات التركية من خلال توجيه الناخبين، وفي تجاهل تام لقواعد العملية الديمقراطية.

ولكن كانت نسبة الأصوات التي حصل عليها أردوغان في الجولة الأولى، والتي بلغت 49.51%، كافية لكبح جماح الدعاية الغربية المستفزة والمنحازة للمعارضة ضد أردوغان، بما في ذلك الإيكونوميست نفسها، التي اعترفت بأن أردوغان “يبدو أنه المرشح الأوفر حظاً للفوز في الجولة الثانية “. وعلى غرار الإيكونوميست، تغيرت على الفور اللهجة التي تحدثت بها وسائل الإعلام الغربية الأخرى؛ بالإضافة إلى وكالات الأنباء المختلفة، وعلى رأسها وكالة رويترز، عن أردوغان، باعتباره “المرشح المفضل” للأتراك بشكل واضح، وأنه الأكثر ترجيحاً للفوز بالجولة الثانية في 28 مايو، وذلك على النحو التالي:

رويترز

في تقرير لها بعنوان: “تركيا تواجه جولة إعادة لانتخابات الرئاسة وأردوغان في الصدارة”، قالت وكالة رويترز للأنباء إن تركيا تتجه لجولة إعادة بعد أداء أقوى من المتوقع من قبل الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، حيث تقدم الرئيس أردوغان على منافسه المعارض كمال كليتشدار أوغلو في انتخابات الأحد، على الرغم من أنه لم يتمكن من تحقيق أغلبية مطلقة تمكنه من الفوز من الجولة الأولى. لكن أداء أردوغان كان أفضل مما توقعته استطلاعات الرأي قبل الانتخابات.

وقد بدا أردوغان واثقاً وفي حالة مزاجية عالية وهو يخاطب مؤيديه. وتقول رويترز إنه على الرغم من أن كليتشدار أوغلو قال إنه سيفوز في جولة الإعادة وحث مؤيديه على التحلي بالصبر، إلا أن “أداء أردوغان كان أفضل كثيراً عما توقعته استطلاعات الرأي قبل الانتخابات، وبدا واثقاً وفي حالة مزاجية مقاتلة وهو يخاطب مؤيديه.” وقال أردوغان “نحن بالفعل متقدمون على أقرب منافسينا بـ 2.6 مليون صوت. نتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع النتائج الرسمية”.

واحتشد الآلاف من ناخبي أردوغان في مقر الحزب في أنقرة، وأطلقوا الأغاني الحزبية من مكبرات الصوت ولوحوا بالأعلام. وقال يالتشين يلدريم (39 عاما) الذي يملك مصنعا للنسيج “نعلم أنه ليس بعد احتفالا بالضبط، لكننا نأمل أن نحتفل قريبا بانتصاره. فأردوغان هو أفضل زعيم لدينا لقيادة هذا البلد ونحن نحبه”.

وبحسب رويترز، فقد عكست النتائج استقطاباً عميقاً في بلد يقع على مفترق طرق سياسي. وقد منح التصويت التحالف الحاكم بقيادة أردوغان أغلبية في البرلمان، مما يعطيه ميزة تصب لصالحه في جولة الإعادة. وقال هاكان أكباس، العضو المنتدب لشركة خدمات الاستشارات الإستراتيجية، إن “أردوغان ستكون له ميزة في تصويت الجولة الثانية بعد أن حقق تحالفه نتائج أفضل بكثير من تلك التي حصل عليها تحالف المعارضة”. وقالت رويترز إن المزاج السائد في مقر حزب المعارضة، حيث كان كليتشدار أوغلو يتوقع الفوز، قد تضاءل مع اكتمال فرز الأصوات.

وتقول رويترز إن اختيار الرئيس المقبل لتركيا يُعدّ أحد أكثر القرارات السياسية أهمية في تاريخ البلاد الممتد 100 عام وسوف يتردد صداها خارج حدود تركيا. ومن المرجح أن فوز أردوغان، أحد أهم حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيبهج الكرملين لكنه سيثير قلق إدارة بايدن، فضلاً عن العديد من قادة أوروبا والشرق الأوسط الذين لم تكن علاقاتهم على ما يُرام مع أردوغان.

ولكن زعيم تركيا الأطول بقاء في السلطة قد حوّل تركيا الدولة العضو في الناتو وثاني أكبر دولة في أوروبا إلى لاعب عالمي، وقام بتحديثه من خلال مشاريع عملاقة مثل الجسور والمطارات الجديدة، وبنى شركات لتصنيع أسلحة تسعى إليها الدول الأجنبية، حسبما تقول رويترز.

تعليق: ورغم أن النسب الأعلى في التصويت بالمناطق التي ضربها الزلزال كانت من نصيب أردوغان وحزبه، إلا أن الوكالة الإخبارية الدولية ما فتئت تشير إلى أن الناخبين كانوا مستائين من بطء استجابة الحكومة في مواجهة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا والذي أودى بحياة 50 ألف شخص في وقت سابق من هذا العام. وزعمت كذلك أن سياسة أردوغان الاقتصادية التي تتبنى خفض أسعار الفائدة كانت وراء أزمة تصاعد تكاليف المعيشة ومعدلات التضخم، مما أثار غضب الناخبين الأتراك.

الإيكونوميست

ونشرت مجلة الإيكونوميست البريطانية مقالاً عشية الرابع عشر من مايو بعد إعلان النتائج المبدئية للانتخابات التركية  صدّرته بأن أداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والنتائج التي حصل عليها هو حزبه كان “مفاجأة”. حيث جاء المقال تحت عنوان: “رجب طيب أردوغان يربك كل التوقعات في الانتخابات التركية”، مشيراً إلى أنه ستكون هناك جولة إعادة في غضون أسبوعين للانتخابات الرئاسية التي تصدّرها أردوغان، بينما حقق تحالف الجمهور الذي يقوده أغلبية مقاعد البرلمان. واعتبرت المجلة أن تلك كانت أسوأ نتيجة يمكن أن تتخيلها المعارضة في البلاد.

وتقول الإيكونوميست إنه على الرغم من أن عدم تمكن أردوغان من تخطي حاجز الـ 50% المطلوبة للفوز بالانتخابات الرئاسية، حيث كان قد حصل على حوالي 49.5% من الأصوات، مما استلزم الذهاب إلى جولة ثانية، فقد كان أداء تحالف الشعب بقيادة حزب الشعب الجمهوري الذي يرأسه كليتشدار أوغلو، أسوأ في التصويت البرلماني، حيث فاز بنسبة 35.1% فقط، وهو ما يُتوقع أن يترجمه النظام الانتخابي المعقد في تركيا إلى حوالي 213 مقعداً من أصل 600 مقعد؛ وفي المقابل حقق تحالف الجمهور، بقيادة حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان، نسبة 49.4%، وهو ما يكفي للاحتفاظ بأغلبية مريحة تقدر بنحو 321 مقعداً.  

وفي بعض المقابلات التي أجراها مؤخراً، أشار المرشح القومي سنان أوغان، الذي حصل على 5.2% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية إلى أنه وحزبه يتطلعون إلى مناصب وزارية مقابل تأييد أحد المرشحين. ومن المحتمل أيضاً أن يطلب السيد أوغان أن تنأى المعارضة بنفسها عن حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يعتبره معظم الأتراك، وخاصة القوميين، امتداداً لحزب العمال الكردستاني الكردي المتمرد، المحظور في تركيا والمصنف منظمة إرهابية من الولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى تركيا.

وتقول المجلة البريطانية أن أداء كليتشدار أوغلو كان مخيباً للآمال، لدرجة أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كان عليه أن يجذب كل ناخبي أوغان تقريباً ليتمكن من الفوز بالجولة الثانية. يبدو أن ذلك غير مرجح. وتقول الإيكونوميست إن أردوغان يبدو الآن هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بالجولة الثانية، رغم أن كثيراً من استطلاعات الرأي التي سبقت الجولة الأولى زعمت أن منافسه الرئيسي كان متقدماً عليه.

وقالت المجلة البريطانية، مستشهدة بأحمد هان، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيكوز، إن مفتاح نجاح أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات هو قدرته على إقناع الناخبين أن تلك الانتخابات تتعلق بالهوية، والكرامة الوطنية، والأمن، وليست أبداً مسألة اقتصاد، على الرغم من ارتفاع معدل التضخم إلى 43%. وتضيف المجلة أنه  قام بذلك من خلال الفخر بإنجاز مجموعة مدهشة من المشاريع الجديدة، بما في ذلك أكبر سفينة حربية تركية، وأول سيارة كهربائية محلية الصنع، وافتتاح أول محطة نووية بالتعاون مع روسيا،…وغيرها. كما أبرز أردوغان في خطاباته أثناء حملته الانتخابية المرة تلو الأخرى أن المعارضة أقامت اتفاقات مع حزب العمال الكردستاني، المنظمة الانفصالية المحظورة والمصنفة إرهابية، ومع جماعة فتح الله جولن التي تصنفها تركيا منظمة إرهابية وتتهمها بتدبير محاولة الانقلاب العنيفة التي جرت في عام 2016، وتدين لها بالفضل (في دعمها بالانتخابات).

تعليق: ورغم تخفيف حدة هجومها على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن مجلة الإيكونوميست البريطانية لا تُخفي تحيزها الواضح للمعارضة ومساندتها. وفي هذا المقال، تقدم النصح لكليتشدار أوغلو وتحالف المعارضة بما يجب عمله للفوز في الجولة الثانية، إذ تقول: “سيتعين عليه (كليتشدار أوغلو) وعلى بقية المعارضة إعادة تركيز النقاش بأكمله على الاقتصاد، فهذه هي فرصتهم الوحيدة”، كما يقول هان. ولذلك تُرجح أن يتصاعد الضغط على الليرة، وتقول إن العملة قد تراجعت بالفعل بنسبة 0.4% أمام الدولار في وقت مبكر من يوم 15 مايو، فيما افتُتح مؤشر البورصة الرئيسي بانخفاض بأكثر من 6%.

وتقول المجلة البريطانية إن نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية ستحدد اتجاه السياسة الخارجية للبلاد، لا سيما العلاقة الوثيقة مع روسيا، وشكل الاقتصاد، الذي يشهد حالياً معدلات تضخم متسارعة، وضوابط رأس المال المتقدمة، وأسعار الفائدة الحقيقية الأدنى في أي مكان في العالم… وغيره. وتُضيف أن فوز المعارضة في جولة الإعادة، على الرغم من أنه يبدو الآن غير مرجّح، لكنه من شأنه، إذا حدث، أن “يوفر فرصة لاستعادة الحكم الديمقراطي ومساراً للاستقرار الاقتصادي”.

وأكّدت الإيكونوميست أن نسبة المشاركة في الانتخابات أظهرت أن الأتراك لم يتخلوا عن الديمقراطية. فقد ذهب أكثر من 88% من الناخبين الذين يحق لهم التصويت إلى صناديق الاقتراع في 14 مايو، وهو رقم مرتفع للغاية بكل المقاييس؛ وأنه على الرغم من التوترات الشديدة التي كانت سائدة، فلم تقع أي حوادث عنف يوم الانتخابات، ولم تكن هناك مزاعم خطيرة بتزوير الانتخابات.

فاينانشال تايمز

قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن الرئيس التركي الحالي المخضرم هو المرشح الأوفر حظاً على منافسه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية والتي ستجري في 28 مايو. جاء ذلك في تقرير نشرته الصحيفة البريطانية في الخامس عشر من مايو بعنوان: “أردوغان يتصدر الانتخابات التركية مع الدخول في جولة الإعادة”.

وقالت الصحيفة أنه بعد أن تغلب الزعيم التركي المخضرم رجب طيب أردوغان بسهولة على خصمه الرئيسي في الجولة الأولى للانتخابات، يبدو أنه  في طريقه لتمديد حكمه لخمس سنوات جديدة، بعد حملة انتخابية شاقة كانت المعارضة تأمل أن تحقق خلالها اختراقاً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في البلاد في الرابع عشر من مايو. ولكن في نهاية الأمر، حصل أردوغان على نسبة 49.5% من الأصوات في السباق الرئاسي، متقدماً بفارق كبير على منافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو الذي حصل على 44.9%، وفقاً للهيئة العليا للانتخابات التركية، رغم دعمه من الكتلة الكردية الرئيسية في البلاد.

وأضافت فاينانشال تايمز أنه “مع عدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% اللازمة للفوز، أعلنت الهيئة يوم الاثنين أن أردوغان وكليتشدار أوغلو سيخوضان جولة ثانية من التصويت في 28 مايو،  حيث يكون الرئيس الحالي هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بها، بعد أن حقق التحالف الذي يقوده أردوغان الأغلبية المطلقة في الانتخابات البرلمانية التركية، مما عزز موقعه في أي جولة إعادة، بالإضافة إلى تحقيقه تقدم بأكثر من مليوني صوت على كليتشدار أوغلو في السباق الرئاسي.

وقالت الصحيفة إن أداء أردوغان في تصويت يوم الأحد قد قلَب رأساً على عقب كل استطلاعات الرأي التي أعطت كليتشدار أوغلو تقدماً كبيراً في الأيام الأخيرة من تلك الحملة الانتخابية الشرسة. وفي النهاية قال زعيم المعارضة البالغ من العمر 74 عاماً، كليتشدار أوغلو، لأنصاره في تغريدة له يوم الإثنين: “لا تقعوا في اليأس”، مضيفاً: “سنقف من جديد ونحصل على هذه الانتخابات معاً”.

وبينما كانت المعارضة تأمل أن تصب الأوضاع الاقتصادية الصعبة بالبلاد في صالحهم، خاصة في مناطق الزلزال، أخلف أردوغان ظنونهم واستنفر أنصاره وقواعد حزبه لدعمه، وحصل على أعلى الأصوات من المناطق المنكوبة. وتقول الصحيفة البريطانية إن أردوغان ركّز في دعايته على إبراز قضايا مؤثرة مثل تعاون المعارضة مع حزب مؤيد للأكراد (الانفصاليين) ومتهم بصلاته بالإرهاب؛ ثم قام من جهة أخرى بتقديم زيادات سخية في الأجور وغيرها من الخدمات.

وأضافت فاينانشال تايمز أنه “في خطاب ألقاه من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية، المكان التقليدي الذي استخدمه أردوغان للاحتفال بمعظم انتصارات حزبه السابقة، كان الرئيس يبدو واثقاً من نفسه، وشارك جماهيره المحتشدة من آلاف المؤيدين الملوحين بالأعلام، في ترديد نغمة شعبية، وأعلن قائلاً: نحن بالفعل متقدمون على أقرب منافس لنا ونتوقع زيادة هذا الرقم مع ظهور النتائج الرسمية”؛ في الوقت الذي منحت فيه الانتخابات البرلمانية المتزامنة مع السباق الرئاسي تحالف أردوغان أغلبية مريحة أيضاً.

وحصل مرشح “تحالف الأجداد” القومي سنان أوغان، على 5.2 في المائة وأُجبر على الخروج من السباق، إلا أنه أعلن أنه منفتح على المفاوضات مع كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو لتقديم الدعم لأي منهما من خلال أصوات ناخبيه في الجولة الثانية في حالة الوصول مع أيهما لاتفاق ما. لكنه قال إن أي اتفاق سيتطلب تهميش الحركة الرئيسية المؤيدة للأكراد، التي فازت بمقاعد في البرلمان مثل حزب اليسار الأخضر – الدائرة الانتخابية التي يحتاجها كليتشدار أوغلو في أي تحدٍ ثان لأردوغان.

 وقالت الصحيفة إن المعارضة التي ادّعت في البداية أنها تتقدم بشكل كبير على أردوغان، بدأت في النهاية في تخفيف حدة اعتراضاتها مع تقدم فرز الأصوات،” التي أظهرت تراجعها أمام الرئيس الحالي”.

نيويورك تايمز

في تقرير لها بعنوان: “أربعة نقاط سريعة من الانتخابات الرئاسية التركية التي حبست الأنفاس”، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن رجب طيب أردوغان اتجه إلى جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى له ولبلاده، ستُعقد  في 28 مايو؛ لكن الجولة الأولى أظهرت القوة المستمرة للزعيم الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة.

وقالت الصحيفة إن الانتخابات التركية أظهرت أن الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، لا يزال يمثل قوة سياسية هائلة، على الرغم من عدم تمكنه من تحقيق الفوز في الجولة الأولى. حيث أظهرت النتائج الأولية الرسمية أن أردوغان حصل على 49.5 في المائة من الأصوات ومنافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو، 44.9 في المائة، مع فرز جميع الأصوات تقريباً. وبدا أن السيد أردوغان، الذي قاد تركيا لمدة 20 عاماً، في وضع قوي للظفر بولاية أخرى مدتها خمس سنوات.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن مراقبة التصويت الذي جرى يوم الأحد تمت عن كثب في جميع أنحاء العالم لمعرفة كيف يمكن أن يتم تشكيل مسار تركيا، الحليف المهم في حلف الناتو التي تحظى بعلاقات الدبلوماسية واقتصادية واسعة النطاق عبر قارات العالم. وأن مصير السيد أردوغان كان مثيراً للاهتمام بشكل خاص، والذي كثيراً ما أربك وأحبط  شركاءه الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، والذي كان يواجه في الداخل استياءً متزايداً وسط ارتفاع معدلات التضخم والدمار الذي أحدثته الزلازل التي ضربت البلاد في فبراير والتي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوب تركيا.

وكانت معظم استطلاعات الرأي التي جرت قبل التصويت تشير إلى تقدم طفيف للسيد كليتشدار أوغلو، المرشح المشترك لتحالف تم تشكيله مؤخراً من ستة أحزاب معارضة. لكن النتائج أظهرت في نهاية الأمر جاذبية وتأثير السيد أردوغان الدائمين.

ثم تناولت نيويورك تايمز أربعة نقاط رئيسية حول الانتخابات التركية، هي:

1) أنها تمخضت عن جولة ثانية لأول مرة في تركيا: حيث تُعدّ هذه هي الانتخابات الأولى في تاريخ تركيا التي لم يحصل فيها أي مرشح رئاسي على أغلبية في الجولة الأولى، وبالتالي فخلال فترة الدعاية، التي تمتد لحوالي أسبوعين، سيبذل المرشحون قصارى جهدهم لجذب المزيد من الناخبين إلى معسكراتهم. وترى الصحيفة أن عدم تمكن أردوغان على حسم انتخابات الرئاسة هذه المرة بعد نجاحات كثيرة في انتخابات سابقة بهامش كبير، يُظهر أنه “فقد بعض الدعم”.

2) أن أردوغان يحظى بالأفضلية فيها: حيث ترى الصحيفة أنه من الواضح أن أردوغان يتمتع بالأفضلية في تقدمه على السيد كليتشدار أوغلو، بالرغم من عدم تحقيقه للأغلبية المطلقة والفوز من الجولة الأولى؛ حتى إن معظم أنصار المرشح الثالث، سنان أوغان، الذي حصل على نسبة 5.7% من الأصوات، وكثير من ناخبيه من اليمين،  من المرجح أن يختاروا أردوغان، إذا شاركوا في جولة الإعادة. وفي الفترة التي سبقت الانتخابات، قام أردوغان برفع رواتب موظفي الخدمة المدنية والحد الأدنى للأجور لتخفيف الآثار المباشرة لارتفاع التضخم، وقد يقوم بالمزيد من تلك الإجراءات قبل جولة الإعادة. وجاء الأداء القوي لحزبه في التصويت البرلماني يوم الأحد، والذي جرى في نفس الوقت، ليدعم موقف أردوغان في الجولة الثانية، حيث أشارت النتائج الأولية إلى أن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان وحلفاؤه سيحتفظون بالأغلبية في البرلمان الذي يضم 600 مقعداً؛ وبذلك فإن انتخاب أردوغان سيجنب البلاد انقسام الحكومة والذي يمكن أن يُعرقل الأداء الفعال للدولة، حسب السردية التي يمكن تستخدمها حملة أردوغان خلال هذه الفترة.

3) أنه لا تزال ثقة الأتراك في الانتخابات عالية: حيث إن الإقبال على المشاركة في الانتخابات يوم الأحد تجاوز 88.9% من 64 مليون ناخب يحق له التصويت في تركيا وخارجها؛ وتحمّل البعض الوقوف في طوابير طويلة، وعاد بعضهم إلى الأحياء التي دمّرها الزلزال لممارسة ما يراه الكثيرون واجبا وطنيا. وكانت نسبة الإقبال تلك أكبر بكثير حتى من نسبة الإقبال في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 والتي بلغت 66.6%، “ولكن هذه الأعداد الكبيرة ليست غريبة في تركيا”. ففي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي عُقدت في عام 2018، أدلى حوالي 85% من الناخبين بأصواتهم. ومنذ عام 1983، لم تقل نسبة المشاركة في أي انتخابات في تركيا – بما في ذلك انتخاب رؤساء البلديات ومجالس المدن – عن 74%. فالأتراك ما زالوا يأخذون الانتخابات على محمل الجد، بما في ذلك أردوغان نفسه، الذي أخبر مؤيديه في وقت مبكر من يوم الاثنين أنه مستعد للذهاب لجولة الإعادة. وقال: “طوال حياتي السياسية، كنت دائماً احترم قراركم،” مضيفاً، “وأنتظر نفس النضج الديمقراطي من الجميع.”.

4) أن النزعة القومية تبدو هي السائدة في الساحة التركية: ولذلك، فقد لا يعطي الناخبون الأتراك الأولوية للسياسة الخارجية في صناديق الاقتراع. وتقول الصحيفة إن تصعيد الخطاب القومي خلال الحملة الانتخابية، من جانب أردوغان، قد أتى بثماره، سواء بالنسبة له أو لتحالفه البرلماني. وفي هذا السياق، تُشير الصحيفة أنه خلال الحملة دعا أردوغان المواطنين إلى زيارة حاملة طائرات مسيّرة من الصناعات الوطنية، كانت راسية في وسط إسطنبول؛ وأنه قد صعّد انتقاداته للولايات المتحدة، وعشية الانتخابات قال إن الرئيس بايدن يسعى للإطاحة به، على حد قول الصحيفة. وبحسب نيويورك تايمز أيضاً، اتهم أردوغان وأعضاء حزبه المعارضة علناً بالتعاون مع الإرهابيين لأنهم تلقوا دعم الحزب الرئيسي الموالي للأكراد في تركيا. وتُضيف الصحيفة أنه غالباً ما يتهم القوميون الأتراك السياسيين الأكراد بدعم أو التعاون مع المسلحين الأكراد الذين يخوضون حرباً مع الدولة التركية منذ عقود. ومن جهته، تحدث السيد أوغان، المرشح الرئاسي الذي جاء في المركز الثالث، عن إعطاء الأولوية لإعادة ملايين اللاجئين السوريين في تركيا، وفي نفس الوقت انتقد تحالف المعارضة بسبب الدعم الذي يتلقاه من الأكراد (القريبين من التنظيمات المسلحة المصنّفة إرهابية). وفي جولة الإعادة، يمكن للمرشح الذي يتبنى  المواقف القومية بشكل أكثر فاعلية أن يجتذب المزيد من أنصار السيد أوغان، بحسب الصحيفة الأمريكية.

بوليتيكو

تحت عنوان: ” يجب أن تكون أوروبا حذرة فيما تتمناه في علاقتها مع تركيا”، نشرت صحيفة بوليتيكو، ومقرها في فيرجينيا بالولايات المتحدة، مقالاً لمجتبى رحمن، رئيس قسم الممارسة الأوروبية في مجموعة أوراسيا وكاتب العمود بالصحيفة، قال فيه إن الانتخابات البرلمانية التركية والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية كانت بمثابة فوز كبير للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

وقالت الصحيفة إنه على عكس التوقعات، حصل حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان وتحالف الجمهور على الأغلبية في البرلمان التركي، وبالإضافة إلى ذلك، سجل الزعيم الذي شغل منصبه لوقت طويل نتائج أعلى بكثير مما توقعه منظمو الاستطلاعات في الجولة الأولى من التصويت الرئاسي، حيث وصل إلى نسبة 49.42% مقارنة بمنافسه الرئيسي المعارض زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، الذي حصل على 44.95% من الأصوات. وأضافت بوليتيكو أنه باستثناء حدوث مفاجأة كبيرة، يبدو أن أردوغان مستعد الآن لتحقيق نصر في جولة الإعادة التي ستُعقد في غضون أسبوعين، في 28 مايو.

وبينما يأمل كليتشدار أوغلو في إعادة تنشيط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في حال فوزه، إلا أن الحقيقة هي أن “البعض في بروكسل، وكذلك العديد من عواصم الاتحاد الأوروبي، يرون أن ثمن قبول عضوية أوكرانيا – إلى جانب دول غرب البلقان – في الاتحاد الأوروبي قد يكون الحاجة إلى توضيح أن تركيا لن تنضم للاتحاد أبداً.” وكما قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي تحدث لصحيفة بوليتيكو شريطة عدم الكشف عن هويته، “في مرحلة ما، سيتعين علينا أن نوضح أن أوكرانيا ودول البلقان الغربية هي التوسيع الأخير للاتحاد؛ فمن غير المعقول أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من استيعاب كل من تركيا وأوكرانيا.”

وتقول الصحيفة إنه بطبيعة الحال، سيرحب قادة الاتحاد الأوروبي برئاسة كليتشدار أوغلو، في حال فوزه؛ كما أنهم سيدعمون أجندته الإصلاحية، ويؤكدون الرغبة في العمل معه بشكل بنّاء؛ لكن حرب أوكرانيا جعلت من تركيا أولوية أقل بالنسبة للكتلة الأوروبية- لتكون ضحية ليس فقط لتحفظات الاتحاد الأوروبي وتحيزاته طويلة الأمد، ولكن أيضاً لما تمليه الضرورات الجيوسياسية.

لوفيجارو

في تقرير نشرته صحيفة لوفيجارو الفرنسية أعدّه رونان بلانشون وقدّم فيه تيجران إيجافيان، العالِم الجيوسياسي المتخصص في القوقاز والشرق الأوسط، والباحث في المركز الفرنسي لأبحاث الاستخبارات، قراءته للمشهد الانتخابي التركي. التقرير الذي جاء بعنوان: “أردوغان مدين بخلاصه لشباب ورع غذّي بالقومية الإسلامية”، يتناول تيجران إيجافيان فيه بالتحليل النتيجة التي تمخضت عنها الانتخابات التي جرت يوم الأحد 15 مايو واحتل فيها أردوغان مركز الصدارة بحصوله على 49.3% من الأصوات، متقدماً على خصمه كليتشدار أوغلو الذي حصل على 45% فقط.

يقول إيجافيان إنه كان هناك نوع من اللوثة الإعلامية في أوروبا مبنية على احتمال حدوث انتكاسة لأردوغان بسبب طريقة إدارته للاقتصاد الوطني ومستوى استجابة حكومته لزلزال فبراير، وغيرها من القضايا الداخلية، معوّلين في ذلك على الشباب الذين يحق لهم التصويت لأول مرة ممن يُطلق عليهم جيل Z، متناسين الثقل الذي يمثله الشباب المتدين، الذين يتغذون على القومية الإسلامية، المناوئة لأساليب المعيشة الغربية. ويرى العالم الجيوسياسي أنه كان من الضروري الحذر من النظر في تلك المرآة المشوهة من خلال التركيز على المراكز الحضرية الرئيسية (أنقرة وإسطنبول وإزمير) التي سيطر عليها حزب الشعب الجمهوري الكمالي وتجاهل أن تركيا الأناضولية، “الدولة الحقيقية” في فترة ما بعد العثمانيين، والتي لا تزال قاعدة انتخابية مستقرة نسبياً، على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهها أردوغان، إلا أنهم يرون أنه المرشح الوحيد الذي يمكنه ضمان استقرار بلد محاط ببؤر للتوتر (سوريا، الصراع الروسي الأوكراني، إلخ) والذي يمكنه رفع صوت تركيا عالياً بكل وضوح على الساحة الدولية.

وقال إيجافيان إن كمال كليتشدار أوغلو حصل على الأصوات المتاحة له بالكامل في الجولة الأولى، وأنه يشك كثيرا في أن ناخبي الرجل الثالث سنان أوغان، المرشح من أصل أذربيجاني، القومي المتطرف والمناهض للعنف من الأكراد والأرمن يمكن أن تغريهم عروض التناوب على السلطة. “بتعبير أدق، نحن لا نقيس بشكل كافٍ مدى انقسام المجتمع التركي بين مؤيدي الهوية التركية والسنية والأقليات غير القابلة للاستيعاب في هذه الصيغة الموروثة من التركيبة الإسلامية التركية. فعلى الرغم من أن كمال كليتشدار أوغلو يدعي الدفاع عن تراث أتاتورك، وحتى لو وصفه بعض المعلقين بشكل متعجل بأنه “غاندي التركي”، فإنه يظل في نظر الجميع علوياً. ببساطة، من غير المعقول أن يسلّم ناخب تركي سني عادي مقاليد السلطة المطلقة تقريباً منذ الإصلاح الدستوري الأخير لعضو من طائفة غير تقليدية.”

ويضيف إيجافيان بأن هذه الانتخابات تكشف أيضاً عن انقسام الناخبين الأكراد في شرق الأناضول. وعلى الرغم من وجود علامات قوية على أن جزءاً، بالتأكيد لا يستهان به، من هؤلاء السكان المهمشين قد اختار بالتأكيد كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى، لكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن أقلية كردية قوية لا تزال تدعم حزب العدالة والتنمية؛ وهذه هي حالة منطقة بيتليس. وبالإضافة إلى ذلك، فقد اتخذ سكان المنطقة المتضررة من الزلزال في غازي عينتاب نفس الخيار … كما أنه بإمكان أردوغان الاعتماد على الدعم غير المشروط من الشتات التركي القوي في أوروبا الغربية الذي يحشد بشكل كبير لصالحه وعلى نقل الأصوات إليه من أقصى اليمين الحساس لخطابه.

ويرى المحلل الجيوسياسي الفرنسي حتمية الحرص على الاستقرار السياسي ويقول إنه من المؤكد أن الوضع الاقتصادي لعب دوراً مهماً في الجولة الأولى من الانتخابات، لكن البعض يعتقد أنه من الأفضل المحافظة على رجل ذو شخصية قوية بدلاً من الانغماس مرة أخرى في أوضاع التسعينيات البائسة عندما كانت البلاد حينها على وشك الإفلاس، وقد تعرضت للإذلال في المسرح الدولي. من وجهة نظر تركية، من الأفضل أن نرى على رأس البلاد أردوغان صاحب الشخصية الكاريزمية واثق الخُطى في مواجهة الروس والغربيين من كليتشدار أوغلو عديم الخبرة.

نيو زورتشر زيتونج (NZZ)

في تقرير لها عن الانتخابات التركية بعنوان: “أردوغان يخوض جولة الإعادة وهو في موقف قوي”، قالت صحيفة نيو زورتشر زيتونج (NZZ) السويسرية الناطقة بالألمانية، إنه على الرغم من أن السباق على الرئاسة التركية لم يسفر عن فائز في الجولة الأولى، ولكن الرئيس الحالي أردوغان يبدو بوضوح أنه المرشح الأوفر حظاً في جولة الإعادة التي ستجرى في 28 مايو. فلأول مرة في تاريخها، تواجه تركيا جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، حسبما أعلنت الهيئة العليا للانتخابات رسمياً ظهر يوم الاثنين، حيث لم يحصل أي من المرشحين الثلاثة على الأغلبية المطلقة المطلوبة من الأصوات. وحصل الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان على 49.51%، ومرشح أكبر تحالف معارض كمال كليتشدار أوغلو على 44.88%. والغريب أن سنان أوغان، المرشح من تحالف الأجداد، حصل على 5.17%.

لقد كان أداء أردوغان أفضل بكثير مما توقعته معظم استطلاعات الرأي، وتقدم بأكثر من 2.5 مليون صوت على منافسه الرئيسي. وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة والمآخذ الخطيرة التي أُثيرت فيما يتعلق بالزلزال الذي ضرب البلاد في فبراير، وضع أكثر من 27 مليون تركي ثقتهم مرة أخرى في الرئيس. وخلال ظهوره التقليدي على شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة ليلة الاثنين، كان أردوغان راضيا وواثقا من النصر. وفي ظل ارتفاع نسب التصويت التي بلغت رسميا 88.9%، كان الرئيس يتحدث عن “عرس الديمقراطية”.

ويُظهر التوزيع الإقليمي للأصوات النمط المعتاد في الانتخابات التركية: فقد كان لأردوغان الغلبة التامة في نسب التصويت في المناطق “النائية” في الأناضول وعلى ساحل البحر الأسود، وحتى في معظم الولايات التي ضربها الزلزال، التي كان يُفترض أن بها حالة من عدم الرضا عن الحكومة بشكل كبير، صعد الرئيس إلى القمة في الاستحواذ على الأصوات بها؛ ففي قهرمان مرعش، حيث كان مركز الزلزال الأول، حقق أردوغان واحدة من أفضل النتائج في البلاد.

في المقابل، فاز كليتشدار أوغلو بأغلبية الأصوات في معظم المدن الكبرى وكذلك في المناطق الساحلية العلمانية التقليدية في بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط. يضاف إلى ذلك الدعم القوي الذي تلقاه في المناطق الكردية في جنوب شرق البلاد؛ حيث دعا حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، أنصاره إلى التصويت لمرشح المعارضة؛ ففي مقاطعة تونجلي الكردية والعلوية، على سبيل المثال، أدلى أربعة من كل خمسة ناخبين بأصواتهم لصالح كليتشدار أوغلو.

وبالنظر إلى أن المزاج السائد بين معارضي أردوغان هو الإحباط، حيث يعتقد معظم المراقبين أنه من غير المرجح أن يفقد الرئيس الحالي تقدمه في جولة الإعادة، حاول كليتشدار أوغلو أن يُظهر التفاؤل وأرسل لمؤيديه يوم الاثنين رسالة بالفيديو قال فيها إنه سيقاتل حتى النهاية. لكن الواقع أن أردوغان، ومعه حليفه زعيم حزب الحركة القومية، له القدرة في استمالة الناخبين القوميين الذين صوتوا لسنان أوغان بشكل أفضل من كليتشدار أوغلو.

وبالإضافة إلى ذلك، منحت نتيجة الانتخابات النيابية، التي جرت في نفس الوقت، أردوغان موقفاً جيداً للانطلاق للجولة الثانية. وعلى الرغم من خسائر بعض المقاعد مقارنة بعام 2018، فلا يزال حزب الرئيس، حزب العدالة والتنمية، القوة (السياسية) الأقوى إلى حد كبير. ولا يزال التحالف الحكومي، الذي يضم إلى جانب حزب العدالة والتنمية، حزب الحركة القومية وحزب الرفاه الجديد، يحظى بأغلبية مريحة باستحواذه على 321 نائباً من أصل 600. وفي هذا السياق، فمن المرجح أن تلقى الحُجّة القائلة بأن رئاسة الدولة والبرلمان يجب أن تقودهما نفس القوى صدى لدى العديد من الناخبين. وتؤكد نتائج الانتخابات التي جرت يوم الأحد أن القوى القومية والدينية المحافظة تتمتع بأغلبية هيكلية في البلاد، والتي يصعب التغلب عليها حتى مع وجود تحالف واسع النطاق مثل تحالف المعارضة الذي يدعم كليتشدار أوغلو.

فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج (FAZ)

نشرت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج (FAZ)، وهي صحيفة ألمانية ليبرالية محافظة تعبر عن يمين الوسط، تقريراً بعنوان: “أردوغان يحتفل بـ “عرس الديمقراطية” – ويذهب إلى جولة ثانية”، قالت فيه إن الرئيس التركي وقف أمام أنصاره في الساعة الثانية والربع صباحاً، مطلا عليهم من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة، وهو يقول، “نعتقد أننا سننهي هذه الجولة بأكثر من 50%؛ لكنه ترك الباب مفتوحاً حين استدرك قائلاً إنه “إذا قررت الأمة إجراء جولة إعادة، فسيكون ذلك موضع ترحيب بالقدر نفسه.”

وفي اليوم التالي للتصويت، كان كل شيء يشير إلى جولة الإعادة؛ ثم أعلنت الهيئة العليا للانتخابات نسب التصويت، بعد فرز 99 في المائة من صناديق الاقتراع، حيث حصل أردوغان على 49.4 ووصلت نسبة كليتشدار أوغلو إلى ما يقارب 45%.

ويقول تقرير (FAZ) إنه من المرجح أن يكون للرئيس الحالي الريادة في جولة الإعادة التي ستعقد في غضون أسبوعين، بعد أن حقق تحالفه الأغلبية المطلقة في البرلمان: 322 مقعدا من أصل 600، حيث قد يقنع ذلك العديد من الناخبين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بالتصويت له لضمان ظروف مستقرة بدلاً من التصويت لمرشح لا يتمتع بأغلبية في البرلمان.

ورغم الاتهامات المتبادلة بين الحزب الحاكم والمعارضة، فإن كلا المعسكرين أشاد بالإقبال الكبير الذي تجاوز 87%. وتحدث أردوغان عن “واحدة من أعلى المعدلات في تاريخنا”.

ما بعد الجولة الثانية:

أجرت تركيا لأول مرة في تاريخها السياسي جولتين من الانتخابات الرئاسية، بمعدل إقبال جماهيري على التصويت يدور في الجولة الثانية حول 85% تقريباً. ووفقاً للنتائج الأولية الرسمية، فقد فاز الرئيس رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة، بعد أن حصد نحو 52,2% من الأصوات مقابل 47,8% لمنافسه كمال كليتشدار أوغلو، حسبما أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا؛ وتولى بذلك عُهدة جديدة في إدارة البلاد لمدة خمس سنوات.

ومع أن الانتخابات التركية حظيت باهتمام واسع من وسائل الإعلام الدولية، إلا أن تغطية وسائل الإعلام الغربية لهذا الحدث الكبير كان مخيباً للآمال بشكل كبير، حيث تبنّوا رواية منحازة بشكل بغيض. فقد تجاهل الغرب عن عمد تجربة تركيا العريقة في ممارسة الديمقراطية، وأخذ يقدم المعارضة على أنها تكافح لإنقاذ الديمقراطية.

انحياز من جديد

وكما كان الحال خلال الفترة التي سبقت الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، فقد عاد الإعلام الغربي من جديد ليظهر تحيزاً واضحاً في تغطية نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية وإعلان فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية ثانية، وذلك على النحو التالي:

واشنطن بوست

في تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في الثامن والعشرين من مايو، لكريم فهيم ولويزا لوفلوك، بعنوان: “أردوغان يفوز بإعادة انتخابه لرئاسة تركيا بعد حملة انتخابية مريرة”، أكدت الصحيفة أن “الزعيم التركي حصل على فترة ولاية أخرى مدتها خمس سنوات لترسيخ حكمه، متغلباً على اقتصاد ضعيف ومعارضة موحدة ضده”.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن نتيجة الانتخابات الرئاسية كانت بمثابة “هدية لأردوغان للبقاء في الحياة السياسية ولاستمرار سيطرته على مقاليد الدولة بشكل لا ينازعه فيه أحد؛ في الوقت الذي كان الناخبين غارقين في أزمة اقتصادية طويلة – من صنع الرئيس إلى حد كبير. لكن أردوغان حوّل الرأي العام إلى مناقشات حول الإرهاب والسيادة الوطنية، متجاوزاً كليتشدار أوغلو، الذي كان يركّز على قضايا الموارد المالية وممارسات الرئيس الاستبدادية بشكل متزايد”.

تقول واشنطن بوست إن “فوز أردوغان سلّط الضوء على قوة مؤيديه الأكثر ولاءً له، حيث كثير منهم من المسلمين المحافظين، كقوة محورية ودائمة في سياسة البلاد؛ وجعل المعارضة تتساءل عما كان يمكن أن يكون لو اختاروا مرشحاً أكثر جاذبية من كليتشدار أوغلو البالغ من العمر 74 عاماً، وهو بيروقراطي حزبي يرتدي نظارة وتبنى خطاباً أكثر تشدداً في الأسابيع الأخيرة من حملته في محاولة فاشلة لجذب الناخبين القوميين”.

وتُضيف الصحيفة أنه “يتعين على حلفاء تركيا في الخارج، بما في ذلك الولايات المتحدة، اجتياز فترة ولاية أخرى مدتها خمس سنوات مع أردوغان “المزاجي”، وهو شريك مشاكس استفاد من علاقات حكومته مع كوكبة من الجهات الفاعلة الدولية – بما في ذلك روسيا – لتحقيق مكاسب سياسية محلية”.

وتقول الصحيفة إن أردوغان، البالغ من العمر 69 عاماً، “هو شخصية مستقطبة يتهمها النقاد بتفكيك الديمقراطية في البلاد باستخدام تكتيكات قمعية ضد المجتمع المدني والإعلام، مع تعزيز سلطته كرئيس؛ ولكنه يُعدّ “بطلا” في نظر الكثيرين في تركيا، بالنظر لمشاريع البنية التحتية، كبيرها وصغيرها، المنتشرة في أرجاء البلاد، وأنه قام بتحديث تركيا، وبنى مطار إسطنبول الدولي المترامي الأطراف، وأقام المستشفيات في المقاطعات النائية”. وتضيف واشنطن بوست بأن “أنصاره من المسلمين المحافظين احتفوا كثيراً بمثل هذه المشاريع، إلى جانب دفاعه عن حقوقهم وجهوده لجعل الإسلام جزءاً لا يتجزأ من الحياة العامة”.

كما أنه عزّز دور تركيا على المسرح العالمي، وأرسل قواته إلى شمال سوريا، وأبطأ من مساعي توسع احلف لناتو، وعمل كوسيط بين موسكو والعواصم الغربية خلال الحرب الروسية في أوكرانيا. حيث كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من بين مجموعة مختارة من قادة العالم الذين سارعوا لتهنئة أردوغان ليلة الأحد، واصفاً الزعيم التركي بـ “صديقه العزيز” واعتبر انتصاره دليلاً على أن الأتراك يقدرون “سياسة أردوغان الخارجية المستقلة”.

واعترفت الصحيفة الأمريكية بأن الاقتراع كان منظَّماً إلى حد كبير، إلا أنها عادت لتنتقد أردوغان في “استخدام خزانة الدولة لبرامج الإنفاق الشعبوية” -حيث رفع الحد الأدنى للأجور وخفض سن التقاعد ووزع الغاز الطبيعي بشكل مجاني- وكذلك في مزاعم بحصول الرئيس وحلفائه على “تغطية إعلامية شاملة” أثناء الحملة الانتخابية، لم تتوفر للمعارضة.

فورين أفيرز

أما مجلة فورين أفيرز الأمريكية، فقد نشرت في التاسع والعشرين من مايو مقالاً لسونر كاجابتاي بعنوان: “انتصار أردوغان الروسي”، قالت فيه إن تركيا تتحول بهذا الفوز لأردوغان من ديمقراطية غير ليبرالية إلى أوتوقراطية على غرار نموذج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت فورين أفيرز إنه “في 28 مايو، فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لم يخسر الانتخابات أبداً، في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التركية ضد خصمه كمال كليتشدار أوغلو… ليمنحه فوزه الأخير فترة رئاسية أخرى مدتها خمس سنوات؛ بالإضافة إلى اكتساح الانتخابات البرلمانية في 14 مايو، والتي أسفرت عن حصول حزب العدالة والتنمية الحاكم والأحزاب الموالية لأردوغان على أغلبية صلبة في المجلس التشريعي للبلاد، حيث يضفي هذا الفوز على أردوغان وصف “سلطان تركيا الذي لا يُنازَع”.

وقالت المجلة الأمريكية، “في تحدٍ لتقييم العديد من المراقبين الغربيين الذين توقعوا مواجهة أردوغان لصعوبة في الاستمرار في السلطة، فقد أثار طريقه السلس نسبياً لإعادة انتخابه أسئلة بعيدة المدى حول مصادر سلطته… حيث تقدم أردوغان بشكل مريح على خصمه، مرشح المعارضة الموحدة، متغلباً على الاضطرابات الاقتصادية في البلاد، والتباطؤ في الاستجابة للزلزال المدمر،  في الجولة التمهيدية من التصويت. وبعد أن حصل على أغلبية جديدة لائتلافه الحاكم في البرلمان ومهاجمته كليتشدار أوغلو بلا رحمة، انطلق أردوغان نحو النصر… وبعد 20 عاماً من حكمه الاستبدادي بشكل متزايد، تمكن أردوغان ليس فقط من التمسك بالمنصب، ولكنه من المرجح أيضاً أن يظهر بشكل أقوى.”

وبحسب فورين أفيرز، فإنه “في السنوات الأخيرة، قارن المحللون غالباً نهج أردوغان في السلطة مع نهج القادة غير الليبراليين الآخرين في الديمقراطيات الأوروبية – بما في ذلك رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان – الذين استخدموا مزيجاً من النفوذ المؤسسي والإجراءات الشعبوية للحفاظ على الدعم الواسع والتلاعب بالنظام لصالحهم. حيث توصلت التحليلات إلى أن تركيا لم تكن دولة أوتوقراطية خالصة، بل كانت بالأحرى ديمقراطية سقطت في أيدي زعيم استبدادي وأنها تحاول العودة. ووفقاً لهذا النموذج، فطالما كان بإمكان أردوغان تحقيق الازدهار للطبقات الوسطى في تركيا – مما يجعل الأتراك العاديين يشعرون بأنهم مركز الاهتمام في البلاد – وطالما أنه قادر على إبقاء المعارضة مجزأة وإحكام قبضته على القضاء ومؤسسات الدولة الأخرى، فإن قبضته على السلطة ستكون آمنة. لكن يبدو أن أردوغان كان قد وصل إلى نقطة انعطاف مختلفة. ففي الفترة التي سبقت انتخابات مايو، لم يكن بإمكانه الاعتماد على نجاحات اقتصادية أو معارضة منقسمة. ونظرياً، كان لدى الأتراك العديد من الأسباب للشعور بعدم الرضا عن زعيمهم وللتراجع عن حكمه القوي. لكن هذا لم يحدث.”

وتؤكد المجلة الأمريكية أن “نتائج مايو تشير إلى أن تركيا قد تحولت الآن إلى استبداد أورو-آسيوي أكثر من ديمقراطية أوروبية غير ليبرالية. وأحد الأسباب هو أن مقاربة أردوغان للسلطة الانتخابية أصبحت تشبه بشكل متزايد النهج الذي اتبعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتماماً كما فعل بوتين في روسيا، كان أردوغان قادراً على تحديد معايير الانتخابات قبل وقت طويل من الإدلاء بأي أصوات. فقد اعتُقل قادة المعارضة ونشطاء المجتمع المدني؛ وتم شيطنة أحزاب المعارضة على أنهم كانوا متعاطفين مع الغرب ومع مخططي الانقلاب ومتحالفين مع الإرهابيين؛ وتم اللعب بورقة رهاب المثلية، عندما قال أردوغان ذات مرة (المعارضة كلها من مجتمع الميم)، وبدا في ذلك مثل الرئيس الروسي إلى حد كبير”.

واستمرت فورين أفيرز في المقارنة بين أردوغان وبوتين، حيث قالت إنه كما فعل بوتين لإسكات زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني، قام أردوغان أيضاً بتهميش الشخصية الوحيدة التي ربما تكون قادرة على مواجهته، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي اتُهم بـ “إهانة مسؤولي الانتخابات” ويواجه دعوى قضائية تهدد بمنعه من ممارسة السياسة. وفي نفس الوقت، وصف أردوغان معارضيه بأنهم “بغايا” وهاجم خصمه كليتشدار أوغلو بأنه “جبان، وبلا أخلاق، وعديم القيمة، وخائن”.

واستمرت المجلة في كيل الاتهامات لأردوغان وتشبيهه بالرئيس الروسي، فقالت إن أردوغان بسط سيطرته شبه الكاملة على وسائل الإعلام التركية للتحكم في مسار الانتخابات، وحظر بشكل فعال أي مناقشة للقضايا الحرجة مثل الزلزال والاقتصاد والفساد الحكومي. “ومثلما فعل بوتين، استطاع أردوغان استخدام مزاياه، في الحملة الانتخابية، بصفته الرئيس الحالي، المسيطر على المعلومات، والقادر على ربط نفسه بالعظمة الوطنية إلى الحد الذي أصبحت فيه الاعتبارات الانتخابية العادية عديمة الأهمية.

“في الواقع، أمضى أردوغان معظم السنوات السبع الماضية في تنمية علاقات أوثق مع روسيا ومحاكاة استراتيجيات بوتين للحفاظ على السلطة. وبالنظر إلى أن أردوغان أمضى سنواته الأولى في منصبه كونه الزعيم المعتدل الذي سيحكم جنرالات تركيا ويُدخل البلاد إلى الاتحاد الأوروبي – وبالنظر إلى موقع تركيا في الناتو – فإن مدى ميله مؤخراً تجاه روسيا كان الأكثر بروزاً.”

وتستطرد المجلة الأمريكية قائلة، “بالطبع، كان أردوغان استراتيجياً سياسياً ذكياً منذ فترة طويلة قبل الانتخابات الحالية، كما أن مقاربته للسلطة تستقي أيضاً من مصادر أخرى. لكن إعادة انتخابه، رغم الصعاب القوية، يمكن أن يمثل منعطفاً حاسماً: فبإمكان أردوغان أن يظل في السلطة لسنوات عديدة قادمة، وقد يحمل الدور المتنامي للرئيس الروسي، كداعم ونموذج، رؤى أساسية حول ما سيعنيه تفويض أردوغان الجديد لمستقبل تركيا.”

واشنطن إكزامينر

نشرت صحيفة واشنطن إكزامينر الأمريكية في 31 مايو مقالاً لمايكل روبين، كبير الباحثين في معهد أمريكان إنتربرايز، بعنوان: “دع تركيا تفشل”، قال فيه إن “رجب طيب أردوغان سيواصل حكمه الاستبدادي حتى عقده الثالث”. وزعم روبين في مقاله أن “مراقبين دوليين أكدوا أن الانتخابات التركية لم تكن حرة ولا نزيهة”. ويُرجع ذلك إلى ما سبق الانتخابات من إجراءات “قلبت الموازين، مثل: اعتقال مرشحي المعارضة، وتضخيم وسائل الإعلام الحكومية لأردوغان مع تجاهل منافسيه إلى حد كبير، وموافقة السلطات المحلية على تجمعات أردوغان مع حرمان المعارضين من المساواة في الوصول إلى الساحات العامة”.

وعبّر روبين عن شكوكه حول صحة قوائم الناخبين والبيانات الديموغرافية الرسمية، فيقول، “ببساطة، لا ينبغي للمحللين أن يثقوا أبداً في البيانات الواردة من الطغاة.” ويقول إن الأمر لا يتعلق بأعداد تصويت المجنسين السوريين أو الأفغان أو غيرهم من المهاجرين الجدد إلى تركيا، لكن المشكلة الأساسية هي أن الزيادة في قوائم التصويت لا يبدو أنها تتزامن مع التقديرات الدولية لمعدلات المواليد والوفيات خلال نفس الفترة. ويقول إنه حتى هذه غير مؤكدة. “ويصبح السؤال إذن ما الذي يفسر الزيادة السكانية في قوائم التصويت. رسمياً، هناك أقل من 200,000 سوري متجنس جديد. ومع ذلك، يشير الخطأ إلى وجود عدد أكبر بكثير من الناخبين الجدد”.

ويقول إن هناك مشكلة أكبر تتمثل في التصويت باستخدام بطاقات هوية مزورة، مستعارة إما من الموتى أو ببساطة بأسماء أشباح. ويقول إنه مما زاد من تعقيد هذه المشكلة أن المعارضة (ناهيك عن المراقبين المحايدين من الخارج) لم تكن موجودة في العديد من مراكز الاقتراع. حيث يبدو أن بضعة آلاف من الصناديق من مراكز الاقتراع هذه كانت تحتوي على أصوات فقط لأردوغان. ويقول إنه مع ذلك، لم تكن نتيجة الانتخابات التركية موضع شك.

ويقول أيضاً إن إدارة أردوغان للاقتصاد كانت كارثية. ويتوقع أن تركيا تتجه بشكل متزايد إلى اتباع مسار فنزويلا نحو التضخم المفرط والانهيار المالي الداخلي. وسيكون هذا مأساوياً للأتراك، بحسب تعبيره.

ويحرّض الكاتب الإدارة الأمريكية في مسألة طائرات إف-16، “يجب ألا تكون هناك طائرات إف-16 لتركيا. سوف يستخدمها أردوغان على الفور ضد جيرانه بدلاً من الدفاع عن بلاده. تماماً كما هو الحال مع إيران اليوم، يجب على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي التمييز بين النظام القمعي والأشخاص الذين يقمعهم.”

ويختتم مقاله بالقول، “سيكون في تركيا يوماً ما ثورة ألوان. فالقمع لا يدوم إلى الأبد. وفي بعض الأحيان يجب أن تفشل الدول قبل أن تتمكن من إعادة البناء من جديد”!!

الإيكونوميست

في مساء يوم الأحد 28 مايو 2023 وبعد ظهور النتائج الأولية، نشرت مجلة الإيكونوميست البريطانية تقريرا بعنوان، “إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان رئيساً لتركيا”، حيث قالت في صدر التقرير “لقد ضاعت على البلاد أفضل فرصة خلال عِقد من الزمن لإصلاح ديمقراطيتها”.

وقالت المجلة البريطانية إنه “كما هو الحال في العديد من الانتخابات التي تمت من قبل، اتضح أن الشائعات حول الزوال السياسي لرجب طيب أردوغان السياسي مبالغ فيها إلى حد كبير. فمع فتح جميع صناديق الاقتراع تقريباً في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية في 28 مايو، حصل زعيم تركيا على 52.1% من الأصوات، وهو ما يكفي للإعلان عن فوزه، بينما حصل منافسه كمال كليتشدار أوغلو على 47.9%. فالسيد أردوغان، الذي حكم تركيا بالفعل لمدة 20 عاماً، أولاً كرئيس للوزراء ثم كرئيس، سيتمكن الآن من القيام بنفس وظيفته لمدة خمس سنوات أخرى، وربما أكثر.”

وفي حديثه إلى مؤيدين له من أعلى حافلة لحملته الانتخابية في أوسكودار، إحدى ضواحي إسطنبول، ألقى أردوغان على مسامعهم بضع ملاحظات عن الوحدة، قبل أن يعود إلى روح خطاباته التي اعتادها أثناء حملته الانتخابية، مُعلناً أن “الفائز الوحيد اليوم هو تركيا”. وما أن مرت دقائق، حتى وصف المعارضة بالمتعاطفين مع المثليين. وأردف قائلاً: “بالنسبة لنا، الأسرة أمر مقدس”. وظل في مزاج الحملة الانتخابية، وهو يتحدث عن تطلعه إلى الانتخابات المحلية في تركيا، والمقرر إجراؤها في مارس من العام المقبل، مضيفاً، “لا يوجد عندنا توقف (عن العمل)”.

ومضت المجلة تقول إنه كان لدى المعارضة التركية أفضل فرصة على مدى جيل من أجل الإطاحة بأردوغان، حيث استقرت ستة أحزاب معارضة على برنامج إصلاح شامل وعلى مرشح رئاسي… لكن لم يكن أي من ذلك كافياً لهزيمة أردوغان. فباستخدام نفس قواعد اللعبة التي ساعدته على الفوز في الانتخابات بعد الانتخابات، فاز رجل تركيا القوي مرة أخرى بإشعال نيران حروب تركيا الثقافية وتصوير المعارضة على أنها تهديد للثقافة التركية والأمن القومي. واستخدم الدعم الذي تلقاه السيد كليتشدار أوغلو من الحزب الكردي الرئيسي في البلاد لاتهام خصمه بالوقوف إلى جانب حزب العمال الكردستاني، وهو جماعة انفصالية مسلحة.

وقالت الإيكونوميست أيضاً إن ما أسمته “التحيز الإعلامي” قد ساهم في فوز أردوغان، حيث قدمت القنوات الإخبارية الخاصة، التي يديرها في الغالب رجال أعمال يدينون بالولاء لأردوغان، ووسائل الإعلام الحكومية، قدمت للرئيس وقتاً غير محدود للبث. وفي تلك الأثناء، كان كليتشدار أوغلو يظهر في الغالب على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى عدد قليل من القنوات القريبة من المعارضة.

وفي نهاية التقرير أعادت مجلة الإيكونوميست البريطانية أنه قد “ضاعت فرصة لإصلاح الديمقراطية في تركيا واقتصادها” بفوز أردوغان.

الجارديان

وفي افتتاحية صحيفة الجارديان البريطانية في 29 مايو، بعنوان، “فوز أردوغان: انتصار للاستقطاب وليس الوحدة”، عرضت الصحيفة وجهة نظرها حول فوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة وأنه فوز يشير للاستقطاب في المجتمع التركي وليس وحدته. وتقول الافتتاحية إنه “بينما يشرع الرئيس التركي في عهدته الجديدة في السلطة، سيواصل استخدام سلطات كاسحة لتعزيز سياسة فرِّق تسُد.”

والغريب في الأمر أن الجارديان تبني وجهة نظرها حول سياسة التفريق التي تتهم بها أردوغان على أنه تبنى خطاباً تحريضياً ضد أفراد مجتمع الميم طوال حملته وأثناء خطاب النصر الذي هاجمهم فيه، رغم أنه أكد لمؤيديه بأنه “لسنا الوحيدين الذين انتصروا، لقد فازت تركيا كلها… ديمقراطيتنا هي التي انتصرت”

في الوقت الذي يشرع فيه أردوغان في عقد ثالث قياسي في السلطة بتفويض محافظ وقومي – ومع سلطات استبدادية متزايدة لفرضه – يتمتع الملايين من السكان الأتراك الآخرين أيضاً بأسباب وجيهة لعدم تصديق خطابه المشمس.

وتقول الصحيفة البريطانية، إنه “في بيئة “مناهضة للإرهاب” ذات الطابع العسكري على نحو متزايد، من المتوقع أن يستمر القمع السياسي والمضايقات التي يتعرض لها السكان الأكراد في البلاد.” واتهمت الصحيفة حملة الرئيس أردوغان بأنها كانت مليئة بالانتقادات اللاذعة والمعلومات المضللة حول حزب الشعوب الديمقراطي الذي يغلب عليه الأكراد، والذي دعم منافس أردوغان، كمال كليتشدار أوغلو، في الانتخابات.

وتقول الصحيفة إنه في بلد شديد الاستقطاب حول قضايا مثل حقوق المرأة واللاجئين، “قدّر أردوغان أن مثل هذه الدوائر الانتخابية ومخاوفها يمكن أن يتغلب عليها تحالف قائم على الهوية – تحالف يضم ناخبيه المحافظين اجتماعياً والإسلاميين والقوى القومية العلمانية. وقد تأكدت حدة هذا النهج من خلال الانتصار الذي تحقق على الرغم من ارتفاع التضخم إلى ما يقرب من 50%، وانتقاد واسع النطاق لاستجابة الدولة البطيئة للزلازل المدمرة في فبراير.”

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى المقولة التي أطلقتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بأن أردوغان قد فاز في انتخابات كانت حرة ولكنها غير عادلة، بزعم أن الرئيس يسيطر على الغالبية العظمى من وسائل الإعلام التركية.

وتختتم افتتاحية الجارديان بالقول أنه “بالنسبة للغرب، فإن النتيجة الرئيسية من فوز أردوغان هي أنه يتعين على القادة الغربيين أن يستمروا في التعامل – في أكثر الظروف مشحونة من الناحية الجيوسياسية – مع عضو لا يمكن التنبؤ به في حلف الناتو، يرفض الانحياز الكامل للغرب.”

وتُضيف، “ومع انخفاض الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد بعد إعادة انتخاب أردوغان، فقد تخلق الحاجة إلى تخفيف الأزمة الاقتصادية المتفاقمة فرصاً جديدة للتفاوض والتقارب معه.” ولكنها تستدرك قائلة: أما على الصعيد المحلي، فبالنسبة لأولئك الذين كانوا يأملون في أن تُنهي هذه الانتخابات “النهج الاستبدادي لأردوغان”، فإن الصورة تبدو قاتمة، مؤكدة أن “الديمقراطية التركية كانت الخاسر الأكبر ليلة الأحد”!.

دويتشه فيله

وفي التاسع والعشرين من مايو، نشرة صحيفة دويتشه فيله الألمانية مقالاً للصحفي بيرند ريجيرت، كبير المراسلين الأوروبيين في بروكسل، بعنوان، “من المقرر أن تستمر التوترات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بعد فوز أردوغان”، قال فيه إن هناك خلاف بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول العديد من القضايا، وأنه من المرجح أن تستمر المشاكل بعد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤكداً أنه من غير المرجح أن تنضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في أي وقت قريب.

وعن نظرة الاتحاد الأوروبي إلى علاقته مع تركيا، قال ريجيرت  إن المفوضية الأوروبية تنتقد دائماً الحكم الاستبدادي بشكل متزايد للرئيس رجب طيب أردوغان. وجاء في تقرير خدمة العمل الخارجي الأوروبي لعام 2022 بخصوص تركيا: “لم تتم معالجة مخاوف الاتحاد الأوروبي الخطيرة بشأن استمرار تدهور الديمقراطية وسيادة القانون والحقوق الأساسية واستقلال القضاء”. وجاء كذلك أنه بدلا من ذلك يستمر التراجع في هذه القضايا، “مع زيادة المخاوف بشأن الحوكمة الاقتصادية وحسن سير اقتصاد السوق”.

ومع ذلك، قال التقرير إن تركيا لا تزال شريكاً مهماً استراتيجياً في مجال الهجرة وحماية المناخ وأمن الطاقة. من خلال جيشها المجهز تجهيزاً جيداً، تلعب الدولة العضو في الناتو أيضاً دوراً مهماً كوسيط لاتفاقية تجارة الحبوب بين روسيا وأوكرانيا.

ويقول التقرير إن “قادة الاتحاد الأوروبي انتقدوا بشدة إيماءات تركيا التهديدية تجاه الدول الأعضاء اليونان وقبرص من خلال الانتهاكات الإقليمية المتكررة من قبل القوات الجوية والبحرية.” كما دعا الاتحاد الأوروبي مراراً السلطات التركية إلى احترام أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والإفراج عن الناشط عثمان كافالا، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في عام 2022 لمشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة في عام 2013 في حديقة جيزي في إسطنبول.

وحول مدى إمكانية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال بيرند ريجيرت إنه بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، فإن هناك إمكانية لإحياء محادثات الانضمام، “ولكن سيتعين على تركيا أولاً أن تعترف بشكل غير مباشر على الأقل بقبرص كعضو في الاتحاد الأوروبي”.

وقالت أماندا بول، كبيرة المحللين في مركز السياسة الأوروبية في بروكسل: “لن أقول إنها (المفاوضات) قد ماتت”. “لكن يمكنني أن أقول إنها في غيبوبة”. وأضافت بول أنه “مع وجود أردوغان في السلطة، فإن هناك احتمال ضئيل لهذا التغيير – على الرغم من أن الكثير (مما يتعلق بالمفاوضات) يعتمد على الاتحاد الأوروبي، وليس فقط على تركيا.”

وعن نظرة الاتحاد الأوروبي لتركيا ما بعد الانتخابات، قال إنه من الواضح أن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك كانت تنتقد تركيا عندما التقت بنظيرها مولود جاويش أوغلو في إسطنبول في يوليو 2022. لكنها أوضحت أيضاً أنه لا حاجة إلى مزيد من المواجهة، قائلة إن على الناتو أن يظل متماسكاً لصد روسيا. وبحسب مقال دويتشه فيله، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يتوقعان أن تمنح تركيا في نهاية الأمر موافقتها على انضمام السويد إلى الحلف العسكري بعد أن انتهت الانتخابات، والتي “يُفترض أن أردوغان منعها لأسباب سياسية قبل التصويت”.

لوموند

وفي تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، للصحفية ماري جيجو، مراسلة الصحيفة من إسطنبول، بعنوان، “رجب طيب أردوغان الذي لا يُهزَم”، قالت فيه إن  أزمة العملة وتداعيات زلزال 6 فبراير لم تؤثر البتة على قدرة الرئيس التركي على البقاء في السلطة. وعلى الرغم من استطلاعات الرأي التي أُجريت قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وأظهرت تفوق منافسه، فقد فاز رئيس الدولة الأحد بنسبة 52% من الأصوات.

تقول الصحيفة الفرنسية إنه قد “أعيد انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد، 28 مايو، لولاية جديدة مدتها خمس سنوات، بعد أن تحدى كل التوقعات حول النهاية المحتملة لفترة حكمه. فلا يزال أردوغان، البالغ من العمر تسعاً وستين عاماً، هو السياسي الأكثر شعبية منذ مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، لكن أردوغان تجاوزه من حيث الصلاحيات وطول البقاء في السلطة. وبينما يتعلق به أنصاره بشدة، حيث يرونه أباً لهم، فإن منتقديه يُظهرون بغضهم له، ويرفضون ترسيخ صورته في مكانة السلطان، لكن تبقى شخصية أردوغان مهيمنة على المشهد السياسي التركي.

وتقول الصحيفة إنه بعد أن أُعيد انتخابه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بنسبة 52% من الأصوات، فإن أمامه حتى عام 2028 لبناء “جمهورية ثانية”، التي يُتصور أنها أكثر تديناً، وأكثر استبداداً، وأكثر اتجاهاً نحو الخليج وروسيا والصين عن (الجمهورية) الأولى”، التي أُسست قبل مائة عام على أنقاض الإمبراطورية العثمانية.

وتُضيف أنه بعد عشرين عاماً في السلطة، لا يبدو أن هناك شيئاً قادراً على تقويض جاذبيته، ولا سلطويته الشديدة، ولا التضخم (44% في المتوسط سنوياً)، الذي يضرب السكان بشدة، وبالكاد يتعافون من الزلزال المدمر الذي وقع في 6 فبراير؛ ومن المفارقات أن الجماهير المحافظة والمتدينة في تركيا لم تنتقده في تعامل حكومته مع الزلزال.

وتختتم لوموند التقرير بالقول إنه مع إعادة انتخابه لولاية جديدة، يؤكد أردوغان وضعه كرئيس غير قابل للهزيمة. فخلال عشرين عاماً، تغلب على كل شيء: الاحتجاجات الجماهيرية، ومزاعم الفساد، ومحاولة الانقلاب العسكري، وتخلي رفاق الدرب.

سي إن إن

في برنامج تليفزيوني أذاعته شبكة سي إن إن، استضافت الشبكة الأمريكية آرون ديفيد ميللر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، للحديث عن الأسباب التي ساعدت على فوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة.

 ورداً على سؤال حول كيف تمكن أردوغان من الفوز في الانتخابات الأخيرة وتحقيق نصر آخر له، شرح المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية كيف يعتقد أن الرئيس رجب طيب أردوغان كان قادراً على تمديد حكمه والفوز بعُهدة جديدة، من خلال “استخدام سياسات الهوية للبقاء في السلطة”. وقال ميللر إن أردوغان كان يسيطر على الصحافة؛ وكان قد ملأ لجنة الانتخابات العليا بمن يعينهم. وسجن أعضاء من المعارضة.”

 وأضاف ميللر إنه كان في السلطة إما كرئيس للوزراء أو كرئيس منذ أكثر من 20 عاماً وهو يعلم جيداً كيفية التلاعب بالنظام. أما بخصوص الحديث عن التضخم، فالحقيقة هي أن الهوية في هذه الانتخابات كانت أكثر أهمية من أي عوامل أخرى، لا سيما وسط المناطق الأكثر تضرراً على وجه الأرض من الزلزال الأخير الذي أودى بحياة أكثر من 50,000 شخص في تركيا، لكن الناس هناك كانوا من بين أكثر المؤيدين حماسة للرئيس.

ومن جديد عاد ميللر ليؤكد أن من أسباب فوز أردوغان هو أنه “لعب بورقة الهوية، ولعب بورقة الإسلام، ولعب بورقة القومية، وحاول تصوير تركيا كضحية: ضحية للمثليين، ضحية الدول الصديقة من الإمبريالية الغربية، وبالتحديد الولايات المتحدة، وأنه حاول ربط تحالف الأمة المعارض له والذي يضم الأحزاب الستة التي تم تشكيله لمواجهته في الانتخابات، حاول ربطهم بالإرهاب الكردي، واتهمهم بوضع أيديهم في يد الانفصاليين الأكراد. لذا فهي الهوية من ناحية، والذكاء والاستبداد من ناحية أخرى،” بحسب آرون ميللر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية.

نيوزويك

وقالت مجلة نيوزويك الأمريكية في مقال نشرته في ٢٨ مايو لأندرو ستانتون بعنوان، “بوتين يحقق فوزاً في انتخابات تركيا”، حيث قالت إنه بفوز أردوغان، فقد حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزا في نتائج الانتخابات الرئاسية التركية يوم الأحد.

وقالت المجلة الأمريكية إنه يُنظر إلى فوز أردوغان على أنه بشرى سارة لبوتين، الذي توترت علاقاته مع العديد من قادة العالم بعد أن شن غزو أوكرانيا في فبراير الماضي. اعتبرت العديد من الحكومات “العملية العسكرية الخاصة” تفتقر إلى المبرر وانتهاك الأعراف الدولية، مما يؤدي إلى رد فعل عنيف سريع وعقوبات اقتصادية ضد موسكو. ومع ذلك، لعبت تركيا دوراً مهماً في الصراع، وغالباً ما كانت تعمل كوسيط بين كييف وموسكو. وسار أردوغان نفسه على خط رفيع بين دعم أوكرانيا مع الحفاظ على علاقات دبلوماسية وثيقة مع روسيا. ويقع كلا البلدين على طول البحر الأسود، لذلك ظل الحفاظ على العلاقات الاقتصادية القوية أولوية لكلا الحكومتين.

وأكدت مجلة نيوزويك أنه من المرجح أن يضمن فوز أردوغان استمرار الوضع الراهن، ولا سيما أن أداء تركيا في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) يتماشى مع مصالح روسيا. حيث منعت تركيا طلب السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي من شأنه أن يضع التحالف على عتبة بوتين.

ومع ذلك، تقول المجلة، فقد أدان أردوغان الغزو الروسي لأوكرانيا ووصفه بأنه “غير مقبول” بينما أعرب أيضاً عن انتقادات لرد الغرب على الحرب. لقد قاوم الذهاب إلى أبعد من الدول الأوروبية فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية ضد روسيا، لكن الحكومة التركية زودت الجيش الأوكراني بطائرات بدون طيار.

وقالت نيوزويك إن بوتين هنأ أردوغان بفوزه، وكتب في بيان له أنه يقدر مساهمة الرئيس التركي الشخصية في تعزيز العلاقات الودية الروسية التركية والتعاون متبادل المنفعة في مختلف المجالات. وكتب الزعيم الروسي أيضاً: “كان الفوز في الانتخابات نتيجة طبيعية لعملك غير الأناني كرئيس للجمهورية التركية، ودليل على دعم الشعب التركي لجهودك لتعزيز سيادة الدولة والسعي إلى سياسة خارجية مستقلة”.

وأضافت المجلة أنه سبق أن روّج أردوغان لعلاقته مع بوتين خلال محاولة إعادة انتخابه، حين قال لشبكة سي إن إن في وقت سابق من هذا الشهر: “لسنا في مرحلة نفرض فيها عقوبات على روسيا مثلما فعل الغرب. لسنا ملزمين بالعقوبات التي يفرضها الغرب”. وأضاف “نحن دولة قوية ولدينا علاقة إيجابية مع روسيا”. وكان كليتشدار أوغلو قد صعّد من نبرته ضد روسيا في الأسابيع التي سبقت الانتخابات، وألقى باللوم على موسكو في التدخل المزعوم في الانتخابات بهدف تعزيز حملة أردوغان.

وكتب كليتشدار أوغلو على تويتر في وقت سابق من هذا الشهر: “أصدقائي الروس الأعزاء. أنتم وراء المونتاج والمؤامرات والتزييف العميق والأشرطة التي تم الكشف عنها في هذه البلاد أمس”. “إذا كنتم تريدون صداقتنا بعد 15 مايو، ارفعوا أيديكم عن الدولة التركية. ما زلنا ندعم التعاون والصداقة معكم.”

صوت أمريكا

وفي 29 مايو، نشرت وكالة صوت أمريكا الإعلامية تقريراً للصحفي دوريان جون، مراسل الوكالة الأمريكية من إسطنبول، بعنوان، “الرئيس التركي أردوغان يمدد حكمه بفوزه في التصويت بجولة الإعادة”، قال فيه إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيحكم تركيا مجدداً في ولاية جديدة مدتها خمس سنوات بعد فوزه في انتخابات الإعادة التي كان أعضاء المعارضة يأملون في إزاحته وسط أزمة غلاء المعيشة. وأشار التقرير أن أردوغان فاز في الجولة الثانية يوم الأحد 28 مايو بنسبة 52.2% من الأصوات، متفوقاً على خصمه كمال كليتشدار أوغلو الذي حصل على نسبة 47.8%.

وقالت صوت أمريكا إن منتقدي أردوغان يتهمونه بتقويض الديمقراطية وحبس المنتقدين وتركيز السلطة في يده. ولذلك تعهد كليتشدار أوغلو بإعادة تركيا إلى الديمقراطية البرلمانية والإفراج عن سجناء سياسيين بارزين، بحسب الوكالة. وبينما قال أحد الناخبين، بوجرا، إن الديمقراطية نفسها مطروحة على بطاقة الاقتراع، وأن حكم الشعب، والجمهورية، وكل هذه هي القيم هي التي جئنا إلى هنا للدفاع عنها. فعلى مدار 20 عاماً، كانت هذه الحكومة تحاول فقط أن تقودنا إلى ملكية شرعية، وتحاول تعطيل عمل البرلمان”، بحسب قوله. لكن الوكالة الأمريكية أوردت رأي ناخب آخر، يونس كوز، الذي قال، “هذا مهم جدا. أنا مسلم، أنا تركي، أحب هذا الوطن كثيرا، وأريد أن يبقى وطني بيد رجب طيب أردوغان. والطرف الآخر (كليتشدار أوغلو) يريد أن يكون بين يدي. للقوى الإمبريالية “.

وتعلق صوت أمريكا بالقول بأن “أردوغان لعب بالورقة القومية، واتهم منافسه بالتساهل مع الإرهاب، وأصر على أن البلاد بحاجة إلى قيادة قوية للوقوف في وجه حلفاء تركيا الغربيين وتجاوز التحديات الخطيرة التي يمثلها الجوار الذي يضم سوريا وأوكرانيا.”

واختتمت الوكالة الأمريكية التقرير بالقول إنه “مما أثار مخاوف الحلفاء الغربيين التقليديين لتركيا، أن أردوغان طوّر علاقة وثيقة مع فلاديمير بوتين، على الرغم من الغزو الروسي لأوكرانيا. وهي العلاقة التي تعهد أردوغان بتعميقها خلال حملته الانتخابية.”

***

الخلاصة:

بالرغم من أن النتائج التي حصل عليها الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية في الجولة الأولى من الانتخابات التركية كانت قد أجبرت الإعلام الغربي أن يسلك نهجا أكثر موضوعية في تغطيته للانتخابات، وأن يخفف من لهجته العدائية التي كانت واضحة ضد الرئيس أردوغان فيما قبل التصويت، إلا أنه بعد فوز الرئيس التركي بولاية جديدة بعد التصويت في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، وواجه الحقيقة الناصعة التي كان يتمنى عكسها، تصاعد الهجوم من جديد ضده، وأعاد الإعلام الغربي استخدام نفس اللهجة العدائية التي انتهجها ضد أردوغان في فترة ما قبل الانتخابات. هذا يدفع للتساؤل حول السياسات الغربية المنتظرة نحو تركيا في المرحلة القادمة، على الرغم من رسائل التهنئة الإيجابية التي أرسلها جميع قادة الغرب للرئيس أردوغان عقب فوزه.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close