fbpx
قلم وميدان

قلم وميدان: 6 سيناريوهات لاستكمال الثورة

مجلة قلم وميدان، عدد مارس 2016، تحقيق: أحمد أبوزيد

سيناريوهات متعددة استشرفها الخبراء لثورة 25 يناير بعد 5 سنوات من إخفاقها في تحقيق أهدافها الأساسية.. عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية؛ لعدة أسباب، على رأسهاالمقاومة الشرسة من الدولة العميقة، وتفتت الصف الثوري، وغياب الرؤية الجمعية حول آليات إنجاح الثورة.

وبعد5سنوات كانت سيناريوهات الثورة المصرية منحصرة في عدة رؤى رئيسة؛ هي: هيمنة الثورة المضادة على المشهد لفترة طويلة،أو حدوث تغيير شكلي في المشهد وتراجع الدولة العميقة خطوات للخلف لتحكم من وراء ستار عبر أدوات ليبرالية،أو حدوث حالة من الفوضى المنهجية برعاية الجيش تفضي إلى إعادة فرض الأحكام العسكرية ويحول مصر لدولة فاشلة.

لكن هذه السيناريوهات تتوافق مع إجماع بين المراقبين على أن العودة إلى أجواء ماقبل يناير 2011 بات مستحيلا في ظل تغيير ثقافي واجتماعي يعزز حالة الرفض بين الأجيال الجديدة التي باتت متمردة على الوصاية السياسية والاجتماعية للعسكر على المجال العام.

* 6 سيناريوهات

في البداية توقع الباحث والخبير الإعلامي د. أحمد جعفر 6سيناريوهات متباينة للثورة في عامها السادس:

السيناريو الأول:

المزيد من الهيمنة العسكرية لمختلف جوانب الحياة وفرص نجاحه مرتفعة لوجود ظهير إقليمي داعم بقوة، يتمثل في دولة الكيان الصهيوني، وظهير دولي وعربي يفوق قدرات الظهير الشعبي للشرعية المسلوبة، فضلاً عن الانقسام المحتدمبين مختلف شرائحه خلال السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك والسنوات الخمس من عمر الثورة، وفرص نجاح هذا السيناريو لاتزال قائمة، وسيرى المجتمع بعض آثارها في الخامس والعشرين من أبريل المقبل؛ ما قد يدفعه إلى المزيد من الرضا بهذا الواقع.

 

السيناريو الثاني:

استبدال هيمنة ليبرالية بالهيمنة العسكرية، تدور في فلك المؤسسة العسكرية، وتسمح لها بالحفاظ على مكتسباتها التي صنعتها خلال العقود السبعة الماضية، وتتقاسم معها الأدوار خلف الستار وأمامه، وبالتعاون مع- ورعاية- عناصر ليبرالية متنفذة من رجالات مبارك ممن ليس عليهم ملاحظات قانونية؛ بهدف تصدير صورة مدنية عن مصر من أجل تدوير السياحة وجذب الاستثمارات المقررة منذ سنوات بين المؤسسة العسكرية والدول الداعمة لها، وفرص نجاح هذا السيناريو مرهونة بنجاح القوى الليبرالية أو إخفاقها.

 

السيناريو الثالث:

تنوع وتزايد منسوب الغضب في العديد من شرائح المجتمع على وقع أزماته المتعددة والمتنوعة، وعدم التفات الحكومة لها بطرح حلول تسترضيها؛ ما ينذر بانفجار شعبي ضد قوى الهيمنة على المشهدين السياسي والأمني، وقد يتعرض المجتمع لفوضى وانهيار ومزيد من الفشل والاحتراب والانقسام الداخلي لغياب من يلتقط المشهد ويتحمل مسؤولية إدارته، أو لجوء المؤسسة العسكرية عبر أبواقها الإعلامية ومناشدات الأهالي عودة المؤسسة العسكرية لضبط الأمور والضرب بيد من حديد والقتل في سويداء القلب لمزيد من القبضة الأمنية وإيداع الآلاف في السجون التي يجري تشييدها، وحينها تموت الثورة ولايمكن بث الحياة فيها من جديد.

 

السيناريو الرابع:

انتشار جمرة اللهب الشيعي في دول المنطقة وتزايد وتيرة الحروب ضد ما يعتبرونه إرهابًا في كلٍّ من سوريا واليمن وليبيا، وبالتالي لا أحد من الشعب سيستطيع أن يطالب بزحزحة المؤسسة العسكرية؛ لأن الشعب حينها يعيش فوبيا الدولة المنهارة في سوريا والفاشلة في اليمن والمحتربة في ليبيا؛ ما يجعل الحديث عن ثورة ٢٥ يناير كأنه عبث أمام استحقاقات المحافظة على الدولة أو الوطن حتى ولو لم يجدوا قوت يومهم، وفرص نجاح هذا السيناريو مرهونة بنجاح أو إخفاق ما يسمى بالتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب والتشيع الذي تقوده السعودية.

 

السيناريو الخامس:

نجاح الدول الرافضة للانقلاب على إرادة المصريين في إقناع الدول التي كانت- أو لاتزال- داعمة للهيمنة العسكرية على المشهد السياسي المصري بتغيير قناعاتها ومعرفة العدو الحقيقي لها ولمصالحها، يدفعها لتغيير مواقفها؛ بحيث تحافظ على المجتمع المصري من شبح الانقسام والاحتراب من خلال السماح بعودة الإخوان لمربع العمل الذي كان متاحًا لهم في السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك وعدم غلبتهم للمشهد، كما حدث بعد ثورة يناير، وفرص نجاح هذا السيناريو متوسطة لوجود خلافات بين أبناء تحالف الشرعية، وفي القلب منهم (الإخوان).

 

السيناريو السادس

تفهم تحالف الشرعية جوهر الخلاف بين القوى التي اصطفَّت معه يومًا أو كانت على مسافة متساوية بينه وبين المؤسسة العسكرية، وكانت على استعداد لقبول وثيقة السلمي لتمرير أي صدام بينها وبين المؤسسة العسكرية، وهو ما لم تدرك حقيقة تبعات رفضه معظم القوى، وبالتالي عليها أن تعرف أن للقوة معطيات وإحداثيات تتطلب الإعلان الجريء بأن مرسي يرغب في التنحي أو إقناعه بذلك؛ بحيث يخرج للشعب ويعلن تنحِّيه بعد ٤٨ ساعة بعد عرض مالديه من نجاحات وإخفاقات، وأن يعلن عن لجنة خماسية تتضمن شخصيات مدنية وعسكرية لإدارة المشهد والحكومة الانتقالية، وفرص نجاح هذا السيناريو ضعيفة لوجود خلافات، كما أوضحت في السيناريو الخامس، فضلا عن وجود شرائح عريضة من الشباب والأسر التي ضحت بالغالي من دمائها في سبيل حلم يرى من حقها أن تحلم بحاكم مدني جرى انتخابه ووجب على الجميع النزول عند حكمه ومنحه الفرصة كاملة لإدارة شؤون البلاد والعباد، وليصبح الصندوق هو الحكم الأول والأخير بين المتنافسين.

 

لا عودة لأجواء ما قبل يناير

فيما يرى الكاتب الصحفي “سيد أمين”، مؤسس حركة “ناصريون وقوميون ضد المؤامرة”،أنه في العموم لا يمكن أن تعود مصر إلى أجواء ما قبل يناير 2011 والتي تعني الصمت والقبول بالواقع، فالمصريون رُفعت عن أعينهم الغمامة وصارواأكثر وعيًا بخدع الساسة والنخب الفسدة، كماأن حاجز الخوف الذي يحاول السيسي ونظامه إعادة إقامته لم يُبنَ بعد، وأعتقد أنه لن يُبنى، فلقد تذوق المصريون طعم الحرية ودفعوا من أجلها ضريبة باهظة، ولن يتركوها إلا إذا حصلوا عليها كاملة، ولذلك فالثورة قادمة لا محالة، وأجواء التضليل والكذب الاعلامى قد تنجح في خداعالناس بعض الوقت، ولكنها لن تنجح في خداعهم طوال الوقت، والجميع الآن يستشعر انقشاع الغيوم التي كانت تحيط بالمشهد وبات الكذب الذي يمارسه السيسي واضحًا لعشرات الملايين من الناس.

كما أن الأزمات صارت تخنق البسطاء بشكل واضح والعالم الإمبرياليأدرك أن سياسة تنصيب الحكام المستبدين بالقوة قد تكرر مشهد الشاه الإيراني وتنذر بثورة لا يمكن الوقوف ضدها، ولذلك أعتقد أن الغرب سيتدخل بنفوذه السياسي الكاسح في مصر لتغيير النظام أو تحسين ظروفه، وبالطبع هنا يجب علينا إدراك هذا المخطط وعدم القبول بغير الحرية والاستقلال ورفض التبعية.

 

الثورة تحد الرماد والانفجار قريب

من جانبه قال الصحفي والباحث السياسي حازم غراب إن هذه قضية تنوء به وبها العصبة أولو الفراسة والنجابة والتخصص الدراسي،فالتنبؤ السياسي ودراسات المستقبل ليست بدعًا من الأمور والمسائل في علوم السياسة، والتاريخ مختبر الساسة، وبناء على هذه المقدمات أظن أنه لابد من مجمع فكري يضم عدة متخصصين، أو ما يعرف بالـthink tanks للرد على هذا التساؤل، ومبدئيًّا أيضًا فقد يكون من اللازم الشروع في تأسيس مركز متخصص متفرغ أو شبه متفرغ لهذا الشأن.

وأردف قائلاً: إنمستقبل ثورة يناير هو استمرار الثورة ولو سنوات، ولو بالألوف، وسوف تتزايد عاجلاً وآجلاً، مستقبل ثورة يناير يرعاه ويضخ فيه التضحيات ستون بالمائة من بين التسعين مليون مصري؛ أي شباب مصر، ولن تطول عملية إجهاض ثورتنا أكثر كثيرًا مما طال،فالجنين القادم يتشكل والأم المصرية صبورة ولود، فمستقبل ثورة يناير لن تعرقله طويلاً مؤامرات عملاء الداخل وقوى الخارج الصهيوغربي.

وأوضح “غراب” أن مصير الثورة مرتبط أيضًا بصلابة عود الحركة الإسلامية وقوة احتمالها وحسن علاقة أعضائها برب الكون،فالأخذ بالأسباب مهم، والتوكل على مسبب الأسباب هو ما نصر محمدًا، صلى الله عليه وآله وسلم، وصحبه على الفرس والروم في غضون عقدين أو ثلاثة من بعد الرسالة الخاتمة.

عدد مجلة قلم وميدان ـ مارس 2016

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close