fbpx
تقارير

كرة القدم والرأسمالية وعسكرة الفراغ العام في مصر

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

حازت الهتافات الأخيرة لمجموعات أولتراس النادي اﻷهلي المصري ضد تركي آل شيخ انتشارًا ودعمًا شعبيين واسعين، لافتة الانتباه إلى أن الكبرياء الرياضي لا يمكن مبادلته بالنفوذ السياسي بسهولة، ومبرزةً العلاقة المتوترة بين كرة القدم من جهة، والاستثمار اﻷجنبي وعنف الدولة والسياسات ذات الصلة بالرياضة التي يتبناها نظام الثالث من يوليو من جهة أخرى. وقد كانت المقاربة التقليدية لتحليل التفجر المتكرر للصدام بين مجموعات المشجعين وبين جهاز الشرطة هو “انحراف الشباب”. ولكن الواقعة اﻷخيرة لفتت الانتباه إلى استخدام اللغة البذيئة كوسيلة للدفاع عن الكرامة الوطنية واستعادة الحق في المتعة، ردا على القمع المستمر لمجموعات اﻷولتراس منذ عام 2011، وفي أعقاب جهود المستثمرين اﻷجانب والدولة ووسائل اﻹعلام وإدارات النوادي للسيطرة على صناعة الرياضة وتعظيم المكاسب السياسية من خلال أعمال الرياضة المالية. وتغوص هذه الورقة في عالم تناقضات كرة القدم، وصراعات مجموعات المشجعين ضد الجشع والقمع، والاستخدام الهدام للغة بغية الثأر للحقوق واستعادتها.

خلفية

قبل أن أبدأ، سأقدم صورة مختصرة لخلفية الواقعة. ففي انتفاضة 2011، كانت مجموعات أولتراس النادي اﻷهلي وهو نادي كرة القدم اﻷكثر شعبية في مصر، والأول في ترتيب تصنيف أندية القارة اﻷفريقية، والفائز لسبع مرات بدوري أبطال أفريقيا، تشارك بنشاط في المظاهرات التي أدت إلى تنحي الرئيس اﻷسبق مبارك. ومثل المشجعون اللائقون بدنيا والمترابطون بقوة التحدي اﻷقوى للسلطة. وقد ساعد التاريخ الطويل للرابطة في اشتباكات الشوارع ومواجهة الشرطة على قيامها بالدفاع عن المظاهرات السلمية في مواجهة الهجمات العنيفة لضباط الشرطة والبلطجية الذين تديرهم الدولة. وجاء العداء المطلق للشرطة والدعم غير المحدود للحرية والكبرياء الوطني في صالح الملايين وشكّل دافعاً للتحرك نحو الانتقام. وفي ظل إدارة المجلس اﻷعلى للقوات المسلحة أمرت الشرطة بقتل أكثر من 70 مشجعاً من مجموعة “أولتراس أهلاوي” خلال مباراة في بورسعيد في عام 2012. وانتهت المحاكمات الصورية بقيام عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، بإصدار عفو رئاسي ضد الرئيس السابق محمد مرسي. فيما استهدفت مذبحة أخرى 23 ضحية من أولتراس نادي الزمالك في استاد الدفاع الجوي بعد أعوام فقط من واقعة بورسعيد. وحظر حكم قضائي في مايو 2015 مجموعة المشجعين بدعوى اﻹرهاب. وانتهى صدام أخير في مباراة بين اﻷهلي المصري ومونانا الجابوني في دوري أبطال الاتحاد الأفريقي باعتقال المئات وبإعلان المجموعة عن حل نفسها في إبريل 2018.

في هذه اﻷثناء، ضرب حظر تم فرضه على حضور الجماهير للمباريات لمدة 6 سنوات صناعة كرة القدم بشدة وزاد من الدعوات لعودة المشجعين مع ضمان الطاعة التامة. واقترح بعض النوادي الترخيص لمجموعات مشجعين رسمية تابعة ﻹدارات النوادي، مما يشبه، للمفارقة، الاتحادات النقابية التابعة للدولة في ظل النظم الاشتراكية. وتزامن تراجع أرباح البطولات الكروية وضعف طلب المستثمرين التجاريين مع تزايد الفساد داخل إدارة النادي اﻷهلي التي طلبت مساعدة وزير الرياضة السعودي، تركي آل شيخ،1 في أواخر عام 2017، في مقابل منحه رئاسة فخرية لنادي القرن. وكان الوزير السعودي حريصا على اختراق صناعة الرياضة وضمان سيطرة كاملة على حركة اﻷموال والتحركات الفنية. وخلال أشهر قليلة نشأت الخلافات، وسعى آل شيخ لامتلاك ناد آخر عالي التنافسية والاستثمار فيه، وهو نادي بيراميدز، لإزاحة اﻷهلي عن عرش الكرة اﻷفريقية. نمى نادي بيراميدز بواسطة قناة فضائية، ولاعبين محليين ودوليين مؤهلين، ومجموعة من صيادي المواهب المحترفين. وقد اتسم الحضور المزعج ﻵل شيخ في كرة القدم المصرية بالإنفاق غير المسبوق (33 مليون يورو)، والاتهامات بالتدخل في قرارات التحكيم وخلق معايير مزدوجة، إضافة إلى استقدام لاعبين أجانب بدلا من الاستثمار في الكوادر المحلية الشابة، مما أدى في النهاية إلى تفاقم الغضب الشعبي. وأدت الهتافات المزدرية له إلى سحب استثماراته الرياضية من مصر. ضيعت جهود الوزير السعودي لحبازة النادي الأهلي فرص نجاحها إذن وراحت هباءً. ومع ذلك فوفق تقارير، ألقي القبض على 21 عضوا بمجموعة “أولتراس أهلاوي” بدعوى أنهم قادوا الهتافات وشعرت المجموعة بعار شديد للإهانة. وانتشرت عبارة “طال عمره” بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي وعكست استخداما تدميرياً لتعبير عربي يُستخدم بشكل إيجابي في العادة.

ونستطيع أن نسوق بعض خطوط التحليل في سياق هذه الخلفية (1) كيف تنشب المواجهة بين قواعد المشجعين المحلية وبين الاستثمار العالمي، (2) كيف وصل اﻷهلي لحل وسط للتوتر بينه وبين مشجعي اﻷولتراس (3) كيف صور اﻹعلام وسلطات الدولة اﻷولتراس في اﻷخبار وبرامج التلفاز (4) وكيف تستخدم اللغة في المواجهات الأخلاقية والسلوكية.

تسليع لعبة كرة القدم

في الماضي، قامت بطولات كرة القدم المصرية على لاعبين محليين من الطبقة الوسطى، ومتفرجين من العمال والفلاحين سمحت عضويتهم في النوادي المحلية بتشكيل قواعد تتسم بالشغف والتتضامن. كان لاعبو كرة القدم أقل حرفية في حين عكست اللعبة النبض الثقافي والعرقي والديني المهمش للمجتمعات المحلية. وكانت الاحتياجات المالية، وكذلك اﻹنفاق والظهور اﻹعلامي في النهاية محدودة.

منذ 1992 تم تسليع صناعة كرة القدم بشدة، في أعقاب موجة جديدة لسياسة “الطريق الثالث” التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي. نظريا، أكدت السياسة النيوليبرالية قيم الحياد والتكافؤ والشمولية في الاستاد التي بها تصبح الوقائع [المنسية؟] بعد عشر دقائق “تاريخا” ويفترض بالمشجعين “ألا يروا” الخلفيات الشخصية والجمعية والقومية بينما ينغمسون في “الزمان والمكان الآنيين” اللذان تُمارس في نطاقهما اللعبة. وكما يوضح جو كينيدي، وهو أكاديمي بجامعة ساسكس، أُسست “الحداثة الشعبية” لكرة القدم حول “اللا ديمومة، والانقضاء، والمحو من الذاكرة”.2

مثلت كرة القدم في العالم المتسم بالليبرالية والمتحول إليها حديثا كلمات آل فروم3 عن حداثة عالمية معادية لليسار، دعمت النمو الاقتصادي للقطاع الخاص. تحولت النوادي من روابط قاعدية موجهة للمجتمعات إلى شركات ذات نظرة متعددة القوميات، تبيع “خبرة كرة القدم” لمشجعين جدد أكثر ثراءً، وتعتمد على تعاقدات رعاية مربحة وتمد خطوط السلاسل التجارية والأعمال داخل مجتمع الرياضة- مثل الملابس واﻷحذية والأطعمة والسفر والسياحة ومواقف السيارات وحتى الجنس. وقد سمح هذا لمزيد من تدوير اﻷموال وارتفاع اﻹنفاق على اللاعبين، واﻹعلام، والاستادات، والأدوات. وأثار غضب أعضاء النوادي المخلصين، أن اللاعبين أصبحوا سلعا دولية تباع وتشترى في سوق كرة القدم؛ وتركت صلاتهم بمجتمعات الطبقة الوسطى مكانها للفانلات والشعارات واﻷعلام وغيرها من السلع الرمزية التي عهد إليها اﻵن بأن تربط مجموعات المشجعين باللاعبين الأكثر شعبية. وفي أعقاب الحكم في قضية بوزمان عام 1995، نقلت كرة القدم تركيزها إلى الاستثمار الرأسمالي بدلا من إعادة التوزيع، وهو توجه رفع بعض اﻷندية إلى السيادة ودفع بغيرها إلى القاع.4 وبدلا من تسويق “خبرة كرة قدم” سليمة يدفع فيها الاستثمار بالنشء المحليين نحو التشكيل اﻷساسي للفرق، تُميز الصناعة المدفوعة بطلب الربح ضد المشاهدين الفقراء، وتنمي الفوارق بين النوادي المحلية/الوطنية وبين النوادي الدولية، وتخلق قلة محظوظة وغالبية من اللاعبين اﻷفارقة واﻵسيويين اﻷقل استثمارا وغالبا الأقل رواتبًا، وتهدم بالتالي جودة الرياضة وفرصة تحقيق الذات من خلالها. وأصبحت الطبقة والثقافة والعرق تعريفات أساسية في “كرة القدم الحديثة”5 الجديدة في تضاد واضح مع قيم اللعبة الأساسية اﻷولى “روح الجماعة والفرص المتساوية للجميع.”6

ليس عجيبا إذًا أن مجموعات مشجعي الأهلي كانت محبطة بشدة لدخول آل شيخ إلى صناعة كرة القدم المصرية. فبينما عكست تدفقات الاستثمار الخاص سياسة النفوذ الإقليمي فقد هدفت لتقويض الاعتزاز القومي للملايين وصبغت المباريات اليومية بالتوتر. فالدعم الذي قدمه الملياردير السعودي والبالغ 2.5 مليون جنيه للنادي الأهلي قد تم مبادلته برئاسة فخرية مع سيطرة من طرف واحد على التوقيع والتمويل. ومن ثم فعندما وقعت منازعات مع محمود الخطيب7 وصل الأمر إلى المحاكم قبل أن يقرر آل شيخ أن ينتقم لنفسه بوسيلة أخرى.

خطوته التالية كانت شراء نادي الأسيوطي الرياضي، وهو مؤسسة محلية في بني سويف أسست في عام 2008. وكان النادي قد ارتقى بالكاد في عام 2014 إلى الدوري المصري الممتاز ولم يكن قد شكل أي تهديد جاد لناديي مصر الكبيرين، الأهلي والزمالك، ولا نادي المصري البورسعيدي. اعتاد قليل من الأندية الأصغر مثل المقاولون العرب وسموحة أن ينمي قواعد جماهيرية ومواهب للأندية الكبرى. انتقل الأسيوطي فجأة إلى القاهرة، وتغير اسمه إلى نادي بيراميدز الرياضي، وأغدق آل شيخ حوالي 33 مليون يورو (38 دولار) على التعاقد مع 23 لاعبا وفني. هذا الرقم القياسي غير المسبوق على المستوى الأفريقي، زلزل سوق كرة القدم المصرية. تحدت مقاطع الفيديو والإعلانات المنتشرة بغزارة النوادي المفتقرة إلى المال والتي تسيطر عليها الدولة فيما حرمت النوادي الخاصة من فرص مكافئة للتعاقد مع مواهب كرة القدم. اعتمدت مشتريات بيراميدز على السوق البرازيلي، بشكل بارز؛ كارلوس إدواردو من جوياز، ريبامار من أتليتيكو بارانيز، وآرثر من تشابكوينيسي والذي كلف انتقاله 2.5-6 مليون دولار، إضافة إلى كينو، لاعب خط وسط بالميراس الذي وصل إلى مصر مقابل 8.6 مليون يورو، ورودريجينهو، لاعب خط الوسط المهاجم من كورينثيانز. لم يسبق لناد مصري أبدا أن أنفق هذا القدر في عملية انتقال واحدة ولا اعتمد أي منها بهذه الكثافة على السوق البرازيلي.

إضافة إلى المواهب الواعدة وذات الشعبية مثل عمر جابر، وداني شاهين، وعمر المدني، تزامنت الانتقالات مع حملة داخلية اقتنصت اسماء نجوم ومواهب فنية من الدوري المحلي، أبرزها أحمد توفيق من الزمالك وعلي جبر من سموحة، ومحمد مجدي قفشة من إنبي، ولاعبين آخرين من بتروجيت، والداخلية، والمريخ، وطنطا، والإسماعيلي، والمصري. وتم التعاقد مع حسام البدري المدير السابق باﻷهلي، كرئيس للنادي ومع أحمد حسن اﻷكثر شعبية بين لاعبي مصر الدوليين كمتحدث رسمي باسم النادي ومشرف على فريق كرة القدم. ودعم النادي بقناة فضائية تحت اسم “بيراميدز” يتصدرها معلقون رياضيون مشهورون، مثل مدحت شلبي، لإتاحة ظهور عالمي لبطولات النادي.

أثّر ما بدا كاستحواذ على صناعة كرة القدم المصرية، ونية قوية لاستنفاذ الموارد القابلة للشراء، بعمق على قدرة النادي اﻷهلي على تعويض غياب عبدالله السعيد، ووضع النوادي في علاقة التابع أو الهامشي مع نادي بيراميدز الثري والقوي. ولم تعالج العلاقات مع المنافسين مطلقا الاستثمار في المواهب الشابة أو تحسين الاستادات/المعدات. بدلا من ذلك قُدم للمديرين المال والهدايا العينية للاعتراف بسيادة بيراميدز أو للتغلب على منافسه. بعض اﻷندية رفضت عروض آل شيخ: تحديدًا رفض المصري البورسعيدي، منافس بيراميدز في البطولات المحلية عرضًا بنصف مليون جنيه مصري بعد تغلبه على اتحاد العاصمة الجزائري في كأس الاتحاد الأفريقي. وتلقى الزمالك ملابس بقيمة 8 ملايين جنيه وثلاث تعاقدات مع حمدي النقاز (مليون دولار)، كريستيان جروس (50 مليون جنيه)، وساسي فرجاني (9 ملايين جنيه)، وقُدمت هدايا مماثلة لرئيس نادي الاتحاد السكندري محمد مصيلحي، فيما قُدم نصف مليون جنيه لنادي اتحاد السكة الحديد.

سعى الوزير السعودي أيضا للتأثير على نتائج المباريات بدفع المعايير المزدوجة في احتساب أهداف ناديه خلال مباراة بيراميدز أمام الاتحاد السكندري، في بداية عام 2018. وكان طلبه لحكام أجانب، والذين وصلوا، للمفارقة، خلال 12 ساعة إلى الدوري المصري الممتاز، موضع سخرية هاشتاج على تويتر دعا الدوري المصري بدوري “مرجان أحمد مرجان”.8 استهدف آل شيخ شخصيات الرياضة القومية، المدربون المعتزلون، واللاعبون النجوم، وبعضهم درب المنتخب الوطني السعودي، مما استدعى مزيداً من الغضب الجماهيري من خلال هاشتاج “سعودية، لمي شوالك” الذي اكتسح تويتر ووضع ختم النهاية لمغامرات آل شيخ الفوضوية.

توتر مزعزع

برغم كل الجهود لاستيعاب كرة القدم في سياق رأسمالي، خال من القيم، ومتعدد ثقافيا، فقد أتت الجماهير إلى الاستاد دائما بمخاوفها، وطموحاتها وأحزانها، وميولها السياسية. تتنافس الهويات المحلية والقومية وتتصارع أثناء المباريات، حتى في الدول المتقدمة. فعندما هزم المنتخب الوطني الهولندي المنتخب اﻷلماني في قبل نهائي كأس أوروبا عام 1988، مثلت مراسم الاحتفال عبر البلاد ثأرا من الاحتلال اﻷلماني لهولندا في أثناء الحرب العالمية الثانية.9 ويعتمد الحال في مصر على استعارات مشابهة. فعندما ازدرى آل شيخ الشخصية الكروية ذات الشعبية والمدرب السابق للفريق الوطني السعودي، طه إسماعيل، استهدفت حملة كاسحة تاريخ المهنيين المصريين -الأطباء، المهندسين، المعلمين، والمدربين الرياضيين- الذين بنت جهودهم الحياة الحديثة الحالية للمملكة. مرة أخرى، تحدى الدفاع الشعبي عن الكبرياء الوطني ديناميكيات العولمة الاقتصادية. وبرغم ذلك، كانت محاولات آل شيخ للتسيد على الرياضة المصرية عدائية بقدر ما كان فرض اﻷندية الوطنية لثقافة كرة قدم حيادية ومنضبطة لتمكين ولوج أسلس للاستثمار اﻷجنبي مع إرضاء السلطات المصرية وجهاز الأمن.

فيما يتعلق بروابط المشجعين، تتبع إدارات اﻷندية سياسات سياسية وأخلاقية ليبرالية، تُحيد وتسلع بها اللغة والمظهر والسلوكيات، والطبقة، والخصوصية الثقافية للجماهير للتسامح مع الصناعة المسيرة بالاستثمار/الربح ولزيادة عوائد اﻹعلانات والمبيعات من الفانلات والأعلام والسلع الرائجة. وتحولت العلاقة بالمشجعين من علاقة ذات اتجاهين بين أصحاب مصلحة/أعضاء مقابل إدارة إلى علاقة منتج-مستهلك؛ فالرياضة تصبح قابلة للاستهلاك بالترويج  “لصور عولمية للتماثل غير اﻷناني”10 تقولب وتُحيّد ملابس المشجعين وحركات أجسادهم وسلوكياتهم الاستهلاكية فيه لضمان القبول الشعبي لكرة القدم، الممكنة بالاستثمار اﻷجنبي والتي تعكس الثقافة الرفيعة المفضلة. ومن ثم يخفت صوت الهوية المحلية لنوادي الضواحي للسماح باستهلاك أكبر وبث وعوائد إعلانات أعلى سعرا. أيضا في تجربة كرة القدم هذه الخالية من القيم، يفضل المستهلكون الجالسون بأدب وأنيقو الثياب من الطبقة الوسطى أو الأثرياء، على المشجعين المحليين الفقراء الذين يعترضون على أسعار التذاكر المرتفعة وعلى انتقالات اللاعبين، ويستخدمون هتافات بذيئة وسلوكيات عنيفة، ويتصورون النوادي واللاعبين على أنهم ملكية جمعية غير قابلة للتبادل -وكلما كان عدد الجماهير أقل كان ذلك أفضل. كذلك، في هذه التجربة، على المستهلكين أن يركزوا على اللعبة “هنا واﻵن” ويهملوا اﻵلام المجتمعية و/أو التاريخية التي تخلق انحيازاً ضد مصادر بعينها للتمويل أو اللاعبين الدوليين -مثل الفرق اﻹسرائيلية.

ولأن غالبية مشجعي اﻷهلي أتوا من قاعدة ذات خلفية فقيرة، فقد كانت علاقة النادي بمجموعات المشجعين دائما سلاحا ذو حدين. فاﻹدارة تحتاج إلى رفع حماس اللاعبين في البطولات المنقولة تليفزيونيا؛ في حين، على الجانب الآخر، تسعى لثقافة تشجيع مسالمة، متسامحة، أكثر ثراء، وأفضل “مظهرا”، تؤدي إلى عوائد متصاعدة من البث التليفزيوني الحصري (بيعت حقوق البث هذا العام بأكثر من 400 مليون جنيه)11، وإلى رعاية تجارية، واستثمار متعدد القومية وفرص للشراكة.

حتى النوادي الصغيرة واﻹقليمية تبعت هذه السياسات الانضباطية والمالية ﻷن رسوم العضوية والدعم من المجلس القومي للرياضة تغطي فقط نسبة ضئيلة من اﻹنفاق تاركة مجالس اﻹدارة في حاجة ماسة إلى تسويق النشاط، ومشاركات رجال اﻷعمال، وتعاقدات الإعلانات، وفرص الاستثمار اﻷجنبي. وقد عززت من هذا التوجه ضغوط الجهاز اﻷمني السلطوي الذي كان موضع ازدراء مجموعات اﻹولتراس بشكل متكرر في اﻹستادات والشوارع قبل وبعد عام 2013.

وبينما تتحول كرة قدم لتصبح أورويلية (على غرار روايات جورج أورويل الشهيرة التي تعالج الظلم الاجتماعي) داخل الاستادات، وسلطات نوادي تنأى بنفسها عن المشجعين الجامحين، كما ظهر في عدم رغبة إدارة اﻷهلي في الدفاع عن مجموعات مشجعيه خلال وبعد مذبحة بورسعيد في عام 2012. وقد لفتت اﻷزمة بين الخطيب (رئيس النادي) وآل شيخ الانتباه إلى أهمية الاحتفاظ بقاعدة جماهير ذات ولاء ومنظمة تدافع عن النادي في أوقات اﻷزمة. هذا، وفي حين يعود الفضل بصفة خاصة للدبلوماسية المميزة للخطيب كرئيس للأهلي، قد انعكس في لائحة جديدة نشرت في سبتمبر 2018 وفصّل قواعد وشروط إنشاء مجموعات المشجعين التي ستتبع ماليتها وإدارتها إدراة النادي في مقابل حماية حقوق المشجعين والدفاع عنها.

الشيطان في المدرجات

منذ عام 2012، سعت السلطات المصرية والشخصيات الرياضية، والمعلقون الرياضيون لمعاقبة مجتمع اﻷولتراس الذي بدا مارقا ومنظما.12 مرتضى منصور،رئيس نادي الزمالك، والذي قاضى أولتراس أهلاوي لحظر الرابطة بدعوى اﻹرهاب، ونجح في ذلك، اتهمها بتلقي “اموال” لازدراء آل شيخ، ومن ثم حرمت البلاد من فرص استثمار قائمة وواعدة. مدحت شلبي، الذي دعا الرابطة سابقا “بالصيع” ادعى أن أقلية ضئيلة من 7 أعضاء هي من أطلقت هذه الهتافات، وفي وقت سابق اتهم المجموعة بقتل 74 ضحية في مذبحة بورسعيد.

وتوافق الهجوم (على الأولتراس) في البرامج التلفزيونية مع تصوير سلطات الدولة وكتاب الأعمدة الإعلامية لهم كجماعة عنيفة وغير أخلاقية وفوضوية، وجهودهم لإيجاد مجتمع تشجيع مقبول. حيث يتم صياغة الأخبار عنهم بشكل اعتيادي بلغة عالية المعيارية، كمثال: خبر اليوم السابع في ١٠ يوليو ٢٠١٨ “تجديد حبس ٩ من أعضاء الأولتراس في اتهامهم بالانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون والتحريض على التظاهر”، ويصور عبد الفتاح عبد المنعم تعريفا دائما لمشجعي الأولتراس على أنهم “مجموعة من البلطجية استغلوا ضعف الدولة … لإثارة العنف والفوضى لصالح أعداء مصر” ويقول إن “استخدام بلطجية الأولتراس لغة السب والشتائم والعنف يؤكد أن هذه الرابطة ما زالت تسير في نفس طريقها للتدمير والتخريب.” وتصاغ الأخبار بشكل إثاري لتقويض الجاذبية الشعبية للمجموعة، كمثال “الأهلي يغلق المبنى الاجتماعي بالجزيرة غدا بسبب ’الأولتراس’”، حيث يصف التقرير جهودهم بأن النادي قد طلبها لرفع حماس اللاعبين قبل مباراة مع الترجي في تونس. وتحرض أخبار أخرى عنف الدولة ضد المجموعة لأنها ترهب الشخصيات الرياضية التي كشفت مخططاتها ووقفت في وجه المجموعة التي “ساندت كل الحركات الفوضوية، ودعمت كل التنظيمات المتطرفة والإرهابية، … ومارست من الإجرام ما لم يمارس قبلها.” خطاب دائم آخر هو أن مجموعات الأولتراس مخترقة من قبل “خفافيش الظلام [إشارة للإخوان المسلمين] الذين يسعون إلى تدميرنا جميعا” ولأن “أغلبهم ينتمي إلى فئة عمرية صغيرة بمرحلة الثانوية العامة والجامعة، [سقط] ’فريسة’ لمحاولات تجنيدهم من قبل الجماعة الإرهابية.”

بوضع هذا في الاعتبار، نُشر التقرير الأكثر عمقا في ٩ يوليو ٢٠١٨، قبل السماح بعودة الجماهير إلى الاستادات مباشرة. وتستدعي أفكار ولغة التقرير بشكل مثير للدهشة إشارات إلى مفهوم “السلطة-الحيوية” (وهو فرض السيطرة على الهيئات الأخرى باستخدام العديد من الأساليب المتنوعة بهدف تحقيق إخضاع الهيئات والسيطرة على السكان) الذي صاغه بدقة فوكو، والذي تمارسه هنا سلطات الدولة للتحكم في اهتمامات المشجعين لتتماشى مع اهتمامات الدولة – وهي ثقافة جماهيرية يمكن تقديمها عالمياً لتتماشى مع البطولات الدولية التي تحركها الأعمال (البيزنس) وجني الأرباح. وتقدم السلطات بهذه الطريقة وعودا للمستثمرين باستعادة الذات والسعادة المادية، وتستخدم حماس المشجعين وأصواتهم وكلماتهم لترويج الأعمال، ولتقديم صورة مفضلة لمصر إلى العالم، وتؤكد شرعيتها بالترويض الكامل للمجموعات الجامحة.

يرد التالي في نص التقرير:

[قال أشرف صبحي وزير الرياضة] أن الجماهير يجب أن تعود للمدرجات بصورة وشكل محدد يليق باسم مصر، مثلما حدث في المباريات الإفريقية وكأس العالم، وكشف صبحي أنه سيتم الاستعداد بشكل غير تقليدي، من تجهيز الاستادات والحجز الإلكتروني وكذلك بوابات إلكترونية، ولابد أن يقوم الاتحاد بدوره في توعية الجماهير حتى يتم التطبيق بطريقة صحيحة، [لتجنب أن] … نضطر لمنعهم مرة أخرى. (فقرة 6)

وأشار وزير الشباب والرياضة إلى أن هناك دراسة تصور لحضور طلبة الجامعات لمباريات الدوري الممتاز في مختلف المحافظات، … والاستفادة من حماس الشباب … إلى جانب ضمان عدم خروج أي من هؤلاء الطلبة عن النص. (فقرة 7)

وقال مصطفى يونس، نجم الأهلي ومنتخب مصر الأسبق … “لا بديل عن … إعلان أن من يدخل للتشجيع فقط مرحب به، بينما من يخرج عن النص لابد أن يحاسب بل (تقطع رقبته) ويكون عقابه أشد العقاب.” (فقرة 13)

… أكد ربيع ياسين، نجم الأهلي السابق أنه يؤيد عودة الجماهير مرة أخرى إلى المدرجات … بأعداد محددة، لحين بيان نيتهم، … وأضاف ياسين أنه عندما يثبت الجماهير أن لديهم رغبة في مصلحة الدوري … وشكل مصر عامة، في هذه الحالة تتم عودتهم تدريجيا. (فقرة 17)

[اقترح] أيمن يونس، نجم الزمالك السابق، … أن يتم عمل لجنة عن طريق وزارة الشباب والرياضة … تتكون من مجموعة معينة من ذوي الخبرات القانونية، ووزارة الداخلية والدفاع، … [وتقوم] بوضع لائحة بضوابط لعودة الجماهير، حتى تكون الصورة مشرفة مثلما حدث في مونديال روسيا والشكل الحضاري الذي شاهدناه. (فقرة 18)

وأضاف الفيلسوف … إذا أردنا أن نغير سلوك الجماهير فلابد من توفير سبل الاستمتاع … بتوفير خدمات جيدة داخل الاستاد، مع تغيير سعر التذاكر بما يتلاءم مع الخدمات التي يتم تقديمها … وكذلك أن يتم ترقيم الكراسي مع توفير مراقب أمني ووضع محاذير على التذاكر حتى يصل سعر التذكرة من 70 إلى 100 جنيه للدرجة اﻷدنى. (فقرة 19)

أما جمال عبد الحميد، نجم المنتخب السابق، فقال … أي فرد يخرج عن النص والضوابط … يكون عبرة لمن يعتبر، … كل المباريات التي يتم خوضها خارج البلاد لا يخرج أحد عن النص، ويكون النظام هو ما يميز الجماهير. … وأضاف … الشخص الذي يتم ضبطه لا يتوسط أحد لخروجه بحجة ضياع مستقبله. لذلك لابد من تنفيذ قانون الرياضة على مستوى الجزء الخاص بشغب الجماهير.

في نفس الوقت تتصل الصورة المروجة للأولتراس كمجموعة من البلطجية العنيفين أو الفوضويين أو الإرهابيين، بمحتوى اﻷخبار الواردة عن أقرانهم الدوليين. فعلى سبيل المثال، تورد نفس الصحيفة تقريرا عن اقتحام الشرطة اﻷسبانية لتدريب أحد الفرق، بسبب شغب المشجعين داخل الاستاد، وتحيي حزم السلطات اﻹيطالية فيما يتعلق ببيع التذاكر، ومنع روسيا حضور اﻷولتراس لمباريات كأس العالم 2018. وفي حين لا توجد صلة بين عنف مجموعات المشجعين الأسبانية والإيطالية وبين أقرانهم المصريين، فالجريدة تقدم رسالة تبريرية لعنف الدولة بوضع حدود حصرية للتشجيع المقبول. ومن خلال الإعلام، تملي الدولة القبم واﻷخلاقيات المفضلة لها لتشكل “نسيج حياة” من الانضباط والسلبية مع التجنب الصارم للعنف ضد السلطات، كنسيج جديد لحياة كرة القدم الحديثة.13

إعادة تخيل القومية

الطبيعة الجمعية لكرة القدم هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في اقتصاديات اللعبة وبناها السياسية. كممارسة ثقافية جمعية، زعزع نشاط الأحياء التقليدي السلطات وإدارات النوادي وسياسات المستثمرين. وأتاحت حقيقة أن النادي اﻷهلي المؤسس عام 1907، والذي مثل مصر في عدد لا يحصى من البطولات والمنافسات، كما ساهم في نضالها لنيل استقلالها عن الاحتلال البريطاني، خلفية قوية لمجتمع اﻷولتراس المتخيل، والذي فيه تقام المدرجات في موقع مركزي بين ماض مشترك ومستقبل منتظر وحيث “الجماعية، وتقارب الطبقتين الاجتماعية والاقتصادية، وحب الفريق والنادي، وتعظيم المتعة، والاستمتاع المشترك متموضعًا في “الإتاحة الزمنية والمكانية،”14 والتماهي الكاسح مع الحرية والكبرياء الوطني والذكوري، إلى جانب الالتزام التنظيمي المرتفع، كل ذلك يختلط ويقف في تضاد واضح مع الصورة التي ترعاها الدولة لمجموعة مشيطنة، ومع جهودها لترويض وحيازة صوتها، ومع المجال المعولم لكرة القدم المرسملة. فيما أورده إبراهيم يقول أحد أعضاء اﻷولتراس “إن اﻹولتراس معاد لكرة القدم الحديثة.”15 فالرابطة تعتقد أن كرة القدم تلعب للناس وأن رسالتها الكبرى هي الدفاع عن حقوق المشجعين ضد جشع الرعاة، وسماسرة اللاعبين، واﻹعلام الرياضي. في رؤيته، أن الأهلي له قيمة مطلقة وغير متنازع عليها، فهو شيء يستحق القتال والموت ﻷجله، بينما المدرجات هي الفراغ المتخيل للوطنية الذكورية البطولية.16 وعندما استهدفت السلطات المجموعة لضبط سلوكياتها اللفظية والحركية حتى تفرض نموذجها التشجيعي المفضل، وقع تناقض حاد بين الضمير الوطني للمجموعة وبين تعريف الدولة للوطنية كعملية “عسكرة” فيها الضبط، والعقاب، وقمع الروح هي الاستراتيجية اليومية الحاكمة وحيث يأخذ الاستثمار اﻷجنبي اﻷولوية على متعة الجمهور.

هدم اللغة

لا يتعلق العقاب على البذاءة واللغة المحظورة، في الواقع، بالسلوك والتلفظ، بقدر ما يتعلق بالخبرة المؤثرة للضحك كفعل “يستشعر التفوق اﻷخلاقي في غير محله.”17 ويوضح ديكارت أن “الاستهزاء أو الازدراء هو نوع من المتعة مختلط بالكراهية، التي تنبع من إدراكنا لشر صغير في شخص نعتبره مستحق له؛ ونحن نكره هذا الشر، ونستمتع في رؤيته قي هذا الذي يستحقه.”18 فإن لم تضحك الجماهير وتصفق وتتنشر الهتافات التي استهدفت آل شيخ ومعلقي محطته التليفزيونية، لما ألقت السلطات القبض على المشجعين. إن العقاب هنا يقصد منه وضع الحد بين الاستجابة المقبولة وغير المقبولة “بتعليم السياقات الاجتماعية التي ينبغي للمرء فيها أن يشعر بالصدمة، أو باﻹهانة، أو يواجه البذاءة، في مقابل تلك التي فيها يضحك أو يستمتع بمشهد بذيء.”19 عمليا، ثبت أن هذا مستحيل. قكما أن سرقة مجموعة أولتراس اﻷعلام والفانلات من مجموعة أخرى يجلب العار ويثير قتالا بين المجموعتين، فكذلك استيلاء الدولة على المتعة، وسيطرتها على “المشاعر، اﻷجساد والسلوك الجمعي العفوي، وسرقة حيتان اﻷعمال اﻷجانب على المشروعات المحلي، جميعها أفعال مخزية تستدعي أزدراءً مضادًا أدائيا مكافئا. واﻹحالة هنا إلى جسد المرأة، بقدر ما يبدو شنيعا، يتخذ مكانا مركزيا في لغة مجتمع ذكوري باﻷساس، يمجد الامتياز البدني للاعبين “بإظهار” البسالة البدنية للأقران والخصوم وبضرب ‘رجال’ الشرطة في معارك قبل وأثناء وبعد انتفاضة 25 يناير.20 في نفس الوقت، تتوافق البذاءة اللفظية، مقارنة بالموقفية والمصورة، مع ممارسة متكررة باتساع البلاد ومسرحية يمكن عزوها إلى ذكورية جميع ‘الرجال’، بما في ذلك ضباط الشرطة. عقاب وتحجيم استخدام اللغة الذكورية ينبغي أن يكون سياسة أي حكومة محترمة ولكن الوضع في مصر يحمل كثيرا من القمع والتمييز الاجتماعي، والجشع الاقتصادي أكثر مما يحمل حماية الأخلاق العامة.

ومن ثم، عند اعتبار توصيات السياسات، ينبغي لنا أن نتعامل مع مستويين. يضم اﻷول إقامة قواعد تنظيمية للاستثمار تضمن توزيعا سليما للفرص بين النوادي المحلية والقومية، والاستثمار في المحترفين الناشئين الوطنيين، ودفع استثمارات مراعية ثقافيا، وحماية حقوق المشاهدين. الاعتبار الثاني يخص السياسات العامة الهادفة لمنع الذكورية المصورة واللفظية والموقفية من خلال التعليم، الإعلام، والتواصل الاجتماعي السياسي والذي يتعامل مع كل أفراد المجتمع ومختلف المستويات المؤسسية. ومع ذلك، فالنظام الحالي قد عادى ليس فقط عالبية المصريين، ولكن أيضا المعايير والقيم التقليدية. وتبقى حالة ملاحقة أمل فتحي الناشطة الحقوقية التي كانت ضحية تحرش جنسي، بدعوى “الإساءة لسمعة مصر”، بعدما مشاركتها لفيديو تعزو فيه الواقعة إلى مجمل الظروف الاجتماعية-الاقتصادية، دالة على سلسلة من السياسات والممارسات التي تدعم الاضمحلال الأخلاقي، وتقمع التراث الثقافي، وتقصر اللعبة على النخبة ضد إرادة الجماهير.

هوامش

1 مستشار رفيع المستوى لولي العهد محمد بن سلمان.

2 In Kleinfeld, Philip “Why we need to rid football of commercialism’ Vice Channel. Accessed 17 November 2018 on: link

3 Dasgupta, Shirsho “Want to understand politics in the last 25 years? Look at football”, The Guardian, accessed 10 November 2018 on: link

4 Ibid.

5 Dyal, M. Wayne “The ultras, the state, and the legitimacy of violence” in Urban Anthropology and Studies of Cultural Systems and World Economic Development, Vol.14:1 (Spring 2012_ pp 75-106 accessed 6 November 2018 via: link

6 In Kleinfeld, Philip, ibid.

7 رئيس مجلس إدارة النادي اﻷهلى المنتخب، وﻷعوام طويلة لاعب كرة قدم فائق النجومية.

8 إشارة إلى فيلم شهير يصور رجل أعمال فاسد أراد أن يشتري لاعبين، ومعلقين رياضيين، ونتائج المباريات بالمال.

9 Kuper, S. (2006). Soccer against the enemy. New York, IN: Nation Books. P.4 in Naboulsi, ibid, p.1.

10 Dyal, ibid, p:88

11 Al-, Shuweikh Abdulrahman “Presentation won Al Ahly sponsorship after difficult negotiations…” Dailynews Egypt, November 1 2018, via: link

12 لمزيد من المعلومات ارجع للفصول ذات الصلة في:

El Banna, Sanaa (2012) “Divided, they win? a case study of the new political generation in Egypt since 25th January 2011” The American University in Cairo, MA dissertation.

Naboulsi, Ziad Assem (2014) “ More than Just Chanting: The Role of the Egyptian Football Ultras in Authoritarian Regime Breakdown The Case of Ultras Ahlawy”  Lebanese American University, MA dissertation.

Ibraheem, Dalia Abdelhameed (2015), “Ultras Ahlawy and the Spectacle: Subjects, Resistance and Organized Football Fandom in Egypt” The American University in Cairo, MA dissertation.

13 Das, Veena (2007). Life and Words: Violence and the Descent into the Ordinary. Berkeley: The University of California Press.

14 Fine, G. Alan and Corte, Ugo (2017) “Group pleasures: collaborative commitments, shared narrative, and the sociology of fun” Sociological Theory vol 35:1 pp:64-86.

15 Ibraheem, ibid, p: 83.

16 Ibid.

17 Rene Descartes, Elizabeth S Haldane, and G. R. T Ross, “Passions of the Soul,” in The Philosophical Works of Descartes Volume 1.  (Cambridge: Cambridge University Press, 1931), 413. Cited in Troumbley, Rex “Laughing at Authority: the politics of obscenity in the comedic genre. Paper for the International Studies Association 2014 Annual Convention, March 27, 2014. Accessed 20 November 2018 on: link

18 Ibid.

19 Ibid.

20 On the performative aspect of body in rhetoric fights, see Robson, G. (2000). ‘No One Likes Us, We Don’t Care’ The Myth and Reality of Millwall Fandom. Oxford: Berg. p.1-203.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close