fbpx
تقديراتعسكري

مصر وكوريا الشمالية: أبعاد العلاقات وتداعياتها

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

تمهيد

“ضبطت سفينة لكوريا الشمالية قبالة مصر، بها مخبأ ضخم للأسلحة؛ معدة لمشترٍ.. مفاجأة”.. تحت هذا العنوان نشرت إحدى الصحف الأجنبية(1 ) ، تقريرًا حول ضبط سفينة أسلحة مهربة من كوريا الشمالية ومتوجهة لمصر، وهو ما طرح العديد من التساؤلات حول: طبيعة العلاقات بين كوريا الشمالية ومصر، وردود فعل الولايات المتحدة الأمريكية على هذه العلاقات، وتأثير هذه العلاقات على مسار العلاقات المصرية ـ الأميركية؟

 

أولاً: تاريخ العلاقات بين مصر وكوريا الشمالية:

العلاقة بين مصر وكوريا الشمالية لها جذور قديمة، بدأت منذ ستنييات القرن الماضي، فمنذ عام 1963، سارعت مصر إلى الاعتراف بكوريا الشمالية كدولة مستقلة، وتعتبر مصر واحدة من 24 دولة حول العالم لديها تبادل سفارات مع كوريا الشمالية، ومع هزيمة مصر في حرب الأيام الستة أمام الكيان الصهيوني عام 1967م، شهدت العلاقات بين مصر وكوريا الشمالية دفعة جديدة في الجانب العسكري، وبحسب مذكرات رئيس أركان الجيش المصري الراحل، سعد الدين الشاذلي( 2) ، فإن القاهرة قد حصلت على دعم عسكري من كوريا، إذ طلب الشاذلي خلال زيارة سرية له إلى بيونغ يانغ إرسال طيارين لقيادة طائرات “ميغ 21″، وكذلك فنيين لتدريب المصريين، ورغم أن مصادر كثيرة تتحدث عن أن دور الطيارين الكوريين (البالغ عددهم 30 طياراً) في حرب أكتوبر 1973 لم يتعدّ الدفاع عن الجبهة الداخلية وحماية الأجواء، إلا أن طيارين إسرائيليين أكدوا دخولهم في معارك جوية ضد كوريين.( 3)

وفي عام 1994، عانى مبارك من أزمة سياسية كبيرة بعد هروب سفير كوريا الشمالية في القاهرة إلى الولايات المتحدة حاملاً معه مئات الوثائق السرية حول عقود تسليح مبرمة بين بلاده وبعض الدول العربية، وعلى رأسها مصر.

وفي تقرير يعود لعام 1996، كشف معهد “ويسكونسين بروجيكت” أن جهود مصر لتطوير صواريخ نجحت بمساعدة كوريا الشمالية، موضحاً أن كوريا الشمالية سلمت إلى مصر الدراسات الفنية والتصاميم، بل كل ما هو متعلق ببرنامج تطوير صواريخ “سكود”. ولعبت مصر دوراً في برنامج كوريا الشمالية للصواريخ البالستية(4 ) . وبحسب الباحثة في معهد مديلبوري للدراسات الدولية والمختصة في الشؤون الكورية، أندريا برغر، دفع حظر شراء الصواريخ المفروض على مصر بعد حرب أكتوبر، إلى السعى لإنتاج الصواريخ محلياً وامتلاك تكنولوجيا تصنيعها.

في 29 نوفمبر 2001م، فند الرئيس المصري حسني مبارك الادعاءات والمزاعم التي رددتها وسائل الاعلام الاسرائيلية وبثتها اذاعة اسرائيل عن عقد مصر صفقة اسلحة مع كوريا الشمالية لشراء صواريخ ارض.ارض، وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية في خبرها ان صحفا في كوريا الجنوبية نشرت معلومات عن صفقة سرية تمت بين مصر وكوريا الشمالية وان هذه الصفقة تشمل 24 صاروخا من طراز «نودنج» الذي يبلغ مداه ألف كيلومتر .( )

وفي العام نفسه، 2001، كشفت وثائق عُثر عليها داخل شقة لزوجين كوريين في مدينة براتيسلافا، عاصمة سلوفاكيا، أنهما كانا عميلين كوريين يرتبان لبيع مكونات صاروخية بقيمة ملايين الدولارات لزبون غير متوقع، وهو مصر. وأظهرت الوثائق أن متلقي هذه المكونات الصاروخية هو مصنع “قادر للصناعات المتطورة” وهو مجمع عسكري في القاهرة.( 6)

تحدث تقرير نشره موقع “غلوبال سكيورتي” عام 2007، عن الاعتقاد بأن مصر تسلمت عام 2006 من كوريا الشمالية 400 منصة صواريخ من طراز “سكود-بي” و”سكود-سي”. وفي تقرير آخر، أكدت الأمم المتحدة أن شركة تسمىKorea Rungrado General Trading Corporation سلمت إلى مصر شحنة من قطع صواريخ سكود.

 

ثانياً: العلاقات بعد ثورة يناير:

حافظ الجيش المصري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي بعد تنحي الرئيس حسني مبارك من منصبه وتفويض المجلس العسكري في إدارة شئون الدول المصرية في 11 نوفمبر 2011م، ثم مجئ السيسي علي رأس الحكم في مصر بعد الإنقلاب العسكري في 03 يوليو2013م، علي بقاء العلاقات بين القاهرة وبيونج يانج، وقد كشفت لجنة خبراء تابعين للأمم المتحدة في 23 فبراير 2015م، عن معلومات قالت انها متوفرة لديها تفيد بأن ممثلين عن شركة “الإدارة البحرية للمحيطات” كانوا جزءا لا يتجزأ من وكالة صن لايت (بورسعيد) حتى عام 2011 تقريبا، وذلك باستخدام عناوين

“OCEAN EGYPT” – “OCEAN MARITIME MANAGEMENT EGYPT” في اتصالاتهم على الرغم من عدم وجود أي فرع أو مكتب مُسجل رسميا في مصر باسم”الإدارة البحرية للمحيطات”. شارك هؤلاء الأفراد على نطاق واسع في تشغيل السفن التابعة لشركة “الإدارة البحرية للمحيطات” وتقديم الدعم اللوجيستي لها، بما في ذلك تسهيل مرورهم عبر قناة السويس. كما عملت وكالة صن لايت كعنوان لشركة “تانجي بور سعيد”، والتي يبدو أنها مكتب فرعي للكيانات التابعة لشركة “الإدارة البحرية للمحيطات”: “تونجاي”، “تونجاي سونباك”. كما كان لدى شركة “كوريا تونجاي” مكتب في سفارة جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في القاهرة .

ويضم الممثلون السابقون لشركة “الإدارة البحرية للمحيطات” رعايا لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية: السيد/ جونج جاي سون والسيد/ كيم صن جو والسيد/ أو هوان ريونج والسيد/ تشوي جين ها والسيد/ جون ري كي. وردا على استفسارات الفريق، اعترفت وكالة صن لايت (بورسعيد) بأن الشركة قدمت خدمات بحرية فقط على أسس تجارية، إلى سفينتين تشغلهما شركة “الإدارة البحرية للمحيطات” في تاريخ سابق على التاريخ الذي أدرجها فيه مجلس الأمن.

وذكرت الشركة أيضا أن “العلاقة / التواصل بين شركتنا والعميل المذكور قد انتهت في يوليو 2011” وهناك معلومات إضافية حصل عليها الفريق تشير إلى أن صن لايت كانت قد أنهت معاملاتها مع شركة “الإدارة البحرية للمحيطات” في يوليو 2011. وقد تم إلغاء رخصة صن لايت بتاريخ 10 يونيو 2014 بسبب التخلف عن سداد ديونها، وذكرت اللجنه ان رئيس شركة “الإدارة البحرية للمحيطات” هو رجل الأعمال رجب الشناوي، وهو كان امين الخدمات بالحزب الوطني في محافظة بورسعيد حتى قامت ثورة يناير 2011م، وتم القبض والحكم عليه عسكرياً بالسجن 7 سنوات في قضية حوكم فيها “الشناوي” بسبب واقعة تحريض واعتداء على آخرين، وتم العفو الرئاسي عنه في 30 يولية 2012م.

وكشفت تحقيقات أخري للجنه تابعة للأمم المتحدة في عام 2015م، تفيد بانها أنها حصلت على دليل بوجود علاقات تجارية لكوريا الشمالية لم يتم الإبلاغ عنها مع الشرق الأوسط وإفريقيا في مجالات الاتصالات العسكرية المشفرة، وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة، والصواريخ الموجهة بالقمر الصناعي، وذكرت أن ميناء بورسعيد المصري استخدمته شركات ووكلاء شحن تعمل كواجهة لكوريا الشمالية، وضالعة في تهريب الأسلحة.

وفي 01 أكتوبر 2017، كشفت صحيفة واشنطن بوست، عن أن هناك تحقيق أممي عن اتفاق بين كوريا الشمالية ورجال أعمال مصريين لشراء 30 ألف قذيفة صاروخية من بيونج يانج بقيمة تناهز ملايين الدولارات من أجل الجيش المصري، وقالت الصحيفة إنه “في أغسطس 2016م، تم تمرير رسالة سرية من واشنطن للقاهرة تحذر فيها من سفينة غامضة تبحر نحو قناة السويس. السفينة جي شون، كانت تحمل علم كمبوديا غادرت ميناء هايجو الكوري في 23 يوليو 2016 وهي سفينة مملوكة لكوريا لكنها مسجلة في كمبوديا، ما سهل عليها المرور في المياه الدولية دون إثارة انتباه، وبطاقم كوري شمالي وشحنة غير معروفة ملفوفة بأغطية ثقيلة”.

وأضافت الصحيفة” بهذه النصيحة، كان عملاء الجمارك ينتظرون عندما دخلت السفينة المياه المصرية، فقاموا بتسلق السفينة واكتشفوا شيئًا مخبأ أسفل صناديق من الحديد، الشيء المخبأ كان أكثر من 30 ألف قذيفة صاروخية، وهذه بحسب تقرير سابق للأمم المتحدة أكبر كمية من الذخيرة في تاريخ العقوبات ضد الجمهورية الكورية”، لكن مسئولين أمريكيين أكدوا أن تسليم الصواريخ تم إحباطه فقط عندما رصدت وكالات المخابرات الأمريكية السفينة ونبّهت السلطات المصرية من خلال القنوات الدبلوماسية التي تجبرهم على اتخاذ إجراء، وأن الواقعة تمثل واحدة من سلسلة أحداث دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأجيل حوالي 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية إلى مصر.

وأشار بيان صادر عن السفارة المصرية بواشنطن إلى “شفافية” مصر وتعاونها مع مسئولي الأمم المتحدة في العثور على الشحنة وتدميرها،وقال البيان إن “مصر ستواصل الالتزام بجميع قرارات مجلس الأمن وستكون دائمًا متفقة مع هذه القرارات لأنها تقيد عمليات الشراء العسكرية من كوريا الشمالية”، ونفي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بشكل مطلق بأن مصر كانت الوجهة النهائية للشحنة ، مؤكداً أن تقرير لجنة العقوبات لم يشر من قريب أو بعيد إلى أن تلك الشحنة كانت في طريقها إلى مصر، مستنكراً اعتماد كاتب المقال على مصادر مجهوله وروايات غير معلومة المصدر.(7 )

 

ثالثاً: أهدف السيسي من التقارب المصري-الكوري الشمالي:

هناك عدة أسباب وراء رغبة السيسي في أستمرار العلاقات بين مصر وكوريا الشمالية منها:

1-مكاسب مادية:

إن الحصار والعقوبات المتخذة ضد كوريا الشمالية يفرض عليها إيجاد وسائل أخري لتصدير أو استيراد السلاح تحديداً، لذلك تبحث عن وسطاء “سمسرة من أجل المال” من خلالهم تقوم بتصدير أو استيراد الأسلحة، ولذلك رأي البعض أن السيسي يتعاون مع كوريا الشمالية من أجل ذلك الغرض، وان السلاح الكوري الشمالي الذي يستقر علي ميناء المياة المصرية، ليس فقط لإستخدامة ضمن تسليح الجيش المصري، بل لتمريرة لدول أخري، وقالت مصادر مطلعة أن جزءاً كبيراً من الأسلحة الكورية تمر إلى ليبيا لصالح مليشيات خليفة حفتر عن طريق مصر، تلك المليشيات التي تلاقي كافة انواع الدعم من الجيش المصري، وكشف آخرون ان جزء كبير من السلاح الكوري الشمالي يصل الي أجزاء في وسط وغرب القارة الأفريقية يمر عن طريق مصر، وكذلك أيضاً في الداخل السوري لصالح قوات بشار الأسد، التي بينها وبين الجيش المصري تنسيق بشكل قوي في كافة المجالات العسكرية(8 ) .

2-مناكفة الولايات المتحدة:

رأي البعض أن السيسي منذ مجيئة علي رأس الحكم في مصر بعد الإنقلاب العسكري في 03 يوليو 2013م، يحاول ان يتعامل بمنطق “الأبتزاز والمناكفة” مع المنظومة الأقليمية والدولية، شهدت العلاقات المصرية الأمريكية بعد الإنقلاب توتر نتج عنه وقف المساعدات العسكرية الأمريكية عن مصر، وتوقف مناورات النجم الساطع بين البلدين، لذلك عمل السيسي علي تقوية العلاقات بين بعض الدول المنافسة للولايات المتحدة مثل كوريا الشمالية وروسيا الإتحادية، حتي تحرص الولايات المتحدة علي استرجاع العلاقة الإستراتيجية بينها وبين القاهرة في أسرع وقت، فالسيسي يدرك طبيعة التعقيدات في العلاقات المصرية الأمريكية، وحاول أن يلعب على المتناقضات بين القوي المنافسة للولايات المتحدة من أجل تحقيق مصالحه الأساسية.

3-الحصول على أسلحة:

في ظل حالة القمع التي تشهدها الدولة المصرية من قبل النظام العسكري، والإدانات التي تتلاقها مصر من عدة دول خارجية وعلي رأسها الولايات المتحدة، بسبب أوضاع حقوق الإنسان في مصر، فربما يعمل السيسي علي إستجلاب أسلحة محرمة دولية لقمع معارضية، تلك الأسلحة التي ربما لن يحصل عليها من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعلم أن تلك الأسلحة سيستخدمها السيسي في أعمال قمع وربما ترتقي لأفعال جرائم حرب ضد أي مظاهرات تخرج من قبل مجموعات ضد حكم السيسي ونظامة، وبما يدلل علي ذلك كما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين قولهم “إن الكشف ربما كان وراء الشكاوى والإجراءات التي اتخذها الأمريكيون بشأن محاولات المصريين الحصول على أسلحة محظورة من بيونج يانج”.

4-البحث عن بديل:

حيث يري البعض ان السيسي يعمل على تسليح الجيش المصري بشتى الطرق، وعدم التركيز على مصدر وحيد في تسليح الجيش المصري، كي يعزز قدرات الجيش في التصدي للجماعات المسلحة وخاصة المتواجدة بشمال سيناء، وتأمين حدود الدولة المصرية.

 

رابعاً: بين الفعل ورد الفعل:

بالرغم ان العلاقات المصربة الأمريكية تحسنت بشكل ملاحظ منذ مجئ ترامب على رأس الإدارة الأمريكية الجديدة، وكان نتيجة ذلك التحسن القرار الأمريكي بعودة مناورات “النجم الساطع” في 10 سبتمبر 2017م، التي تم توقفها من قبل إدارة الرئيس السابق أوباما بسبب أسلوب فض ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر من قبل نظام السيسي، وبالرغم من عودة مناورات النجم الساطع هذا العام بعد توقف دام 8 سنوات بين الجيش المصري والجيش الأمريكي.

إلا أن الولايات المتحدة اتخذت بعض الإجراءات ضد النظام المصري مؤخراً، لعدة أسباب، منها علاقة مصر بكوريا الشمالية، وكانت مراحل الإجراءات على النحو التالي:

1ـ في 22 أغسطس 2017م، قررت الولايات المتحدة الأمريكية حجب 95.7 مليون دولار مساعدات عن مصر، وتأجيل منح عسكرية بمقدار 195 مليون دولار، وقالت إن هذا بسبب إخفاق مصر في تحقيق تقدم في حقوق الإنسان وعدم الالتزام بالمعايير الديمقراطية(9 ) .

2ـ رجّحت صحيفة “نيويورك تايمز” أن تكون العلاقات القائمة بين القاهرة وبيونغ يانغ، بالإضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وراء قرار إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقف دفع المساعدات الأميركية لمصر، وتأجيل دفع المساعدات العسكرية، وذكرت أن هذا العام 2017، كشفت تحقيقات الأمم المتحدة أنها حصلت على دليل بوجود علاقات تجارية لكوريا الشمالية لم يتم الإبلاغ عنها مع الشرق الأوسط وإفريقيا في مجالات الاتصالات العسكرية المشفرة، وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة، والصواريخ الموجهة بالقمر الصناعي.

3ـ تزامن مع القرار الأمريكي بحجب 95.7 مساعدات إقتصادية لمصر بالإضافة الي تأجيل منح عسكرية بقيمة 195 مليون دولار، تصويت للجنة نفقات المساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم الأربعاء الموافق 06 سبتمبر 2017م، لصالح تخفيض المعونة العسكرية إلى مصر بمقدار 300 مليون دولار، بحسب ما وصفه موقع المونيتور الأمريكي “في ظل تزايد إحباط الكونجرس من السجل الحقوقي الكئيب للدولة العربية تحت قيادة السيسي”.

وأشار ملخص لمشروع قانون السنة المالية 2018 أعده السيناتور باتريك ليهي، النائب الديمقراطي باللجنة الفرعية للمخصصات بمجلس الشيوخ التي تُشرف على المساعدات الخارجية إلى أن المشرعين يريدون أيضا تخفيض مساعدات اقتصادية لمصر بقيمة 37 مليون دولار مقارنة بالمستويات الراهنة هذا العام، وقال باتريك ليهي للمونيتور في رسالة إلكترونية في أعقاب التصويت: “ثمة مخاوف متزايدة داخل الكونجرس والإدارة من السياسات القمعية لحكومة السيسي”.( 10)

4ـ جاء الرد المصري يوم 09 سبتمبر 2017م، حيث قام وزير الدفاع المصري بزيارة سول عاصمة كوريا الجنوبية المدعومة أمريكياً، والغريمة التقليدية لدولة كوريا الشمالية، وأجري “صبحي” سلسلة من اللقاءات مع كبار المسئولين بالدولة والقوات المسلحة الكورية الجنوبية، والتقي “سونج يونج مو” وزير الدفاع الوطني لجمهورية كوريا الجنوبية، وبحسب ما أعلنته وزارة الدفاع الكورية أن صدقى صبحى، وزير الدفاع المصرى، أكد خلال محادثاته مع نظيره الكورى الجنوبى، سونج يونج مو، أن مصر قطعت بالفعل كل العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية، واستطرد صبحي، بحسب وزارة الدفاع الكورية “مصر سوف تتعاون بشكل نشط مع كوريا الجنوبية ضد ممارسات كوريا الشمالية التي تهدد السلام”(11 ) ، وذلك تبعه رد أمريكي في 22 سبتمبر 2017، أثناء لقاء ترامب والسيسي في الولايات المتاحدة، حيث أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن بلاده سوف تناقش مسألة عودة المعونات العسكرية لمصر مجددًا.

 

خاتمة:

من بين أهداف النظام المصري في العلاقات مع كوريا الشمالية، تحقيق مكاسب مالية عن طريق الوساطة في بيع السلاح الكوري الشمالي المفروض عليه حصار إلي دول بعينها، وهذا معمول به داخل الجيش المصري منذ بدايات حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأيضا من أهم الأهداف في التقارب المصري الكوري الشمالي في المرحلة الحالية هو تأمين السيسي لنفسه ونظامه عن طريق الحصول علي أسلحة محرمة دولية من قبل كوريا الشمالية.

ولكن مع ردود الفعل الأميركية التزم السيسي بما تريده واشنطن وبدأ في تبني اجراءات تنفيذية، منها التقارب مع كوريا الجنوبية، وصدور بيان صادر عن السفارة المصرية في واشنطن يؤكد شفافية مصر وتعاونها مع مسؤولى الأمم المتحدة فى إيجاد وتدمير الشحنة المهربة . وأن مصر ستواصل الالتزام بجميع قرارات مجلس الأمن وستكون دائما متفقة مع هذه القرارات لأنها تقيد عمليات الشراء العسكرية من كوريا الشمالية، ليبقى السؤال عن حدود قدرة السيسي على المناورة بورقة كوريا الشمالية، في مواجهة الحليف الاستراتيجي الأول للمؤسسة العسكرية المصرية، الولايات المتحدة الأميركية؟ ( 12 )

—————————

الهامش

( 1) واشنطن بوست: هذا سر تجميد المساعدات الأمريكية لمصر، مصر العربية، تاريخ النشر 02 أكتوبر 2017، تاريخ الدخول 03 أكتوبر 2017، الرابط

( 2) مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي/ الرابط

(3 ) Israeli F-4s Actually Fought North Korean MiGs During the Yom Kippur War ،business insider ، تاريخ النشر 13 يونيو 2013، تاريخ الدخول 03 أكتوبر 2017، الرابط

(4 ) Egypt’s Missile Efforts Succeed with Help from North Korea ، Wisconsin project ، تاريخ النشر 01 سبتمبر 1996، تاريخ الدخول 03 أكتوبر 2017، الرابط

( 5) الرئيس المصري ينفي أخبارا إسرائيلية عن صفقة صواريخ مع كوريا الشمالية، الشرق الاوسط، تاريخ النشر 29 نوفمبر 2001، تاريخ الدخول، 03 أكتوبر 2017، الرابط

( 6) Trail of Papers Illuminates North Korea’s Arms Trading ، The Wall Street Journal ، تاريخ النشر 06 فبراير 2003، تاريخ الدخول 03 أكتوبر، الرابط

(7 ) وزارة الخارجية: مصر لم تكن الوجهة النهائية لشحنة المقذوفات المضادة للدبابات القادمة من كوريا الشمالية، بوابة الأهرام، تاريخ النشر 02 أكتوبر 2017، تاريخ الدخول 04 أكتوبر 2017، الرابط

( 8 ) سو سوركيس، مصر طلبت شراء أكثر من 30,000 قنبلة صاروخية من كوريا الشمالية، تايمز أوف إسرائيل، 2-10-2017، الرابط.

(9 ) مصادر لرويترز تكشف تفاصيل حجب مساعدات أمريكية عن مصر، مصرالعربية، تاريخ النشر 22 أغسطس 2017، تاريخ الدخول 07 سبتمبر 2017، الرابط

(10 ) عن السنة المالية 2018..كواليس تصويت لجنة بالكونجرس على خفض المساعدات العسكرية لمصر، مصر العربية، تاريخ النشر 07 سبتمبر 2017، تاريخ الدخول 08 سبتمبر 2017، الرابط

(11 ) تحقيق أممي: مصر طلبت 30 ألف قطعة سلاح من كوريا الشمالية، مصرالعربية، تاريخ النشر 02 أكتوبر 2017، تاريخ الدخول 03 أكتوبر 2017، الرابط

( 12 ) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية “.

 

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close