fbpx
ترجمات

واشنطن بوست: ترامب ومخاطر تصنيف جماعة الإخوان

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية يوم (15 مايو) الحالي؛ مقالاً لـ كارولين الكسندر تحت عنوان: “من هم الإخوان؟ هل هم إرهابيون؟”، ومن أهم ما جاء فيه:

– لقد شرعت الولايات المتحدة في خطط إضافة جماعة الإخوان المسلمين إلى قائمتها الخاصة بالمنظمات الإرهابية الأجنبية. وقال المسؤولون إنه يجري إعداد تصنيف الإخوان منظمة إرهابية بعد أن استضاف الرئيس دونالد ترامب في أبريل نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بهم من السلطة عام 2013، حيث كان وزير الدفاع آنذاك، ثم شن بعدها حملة على الإسلاميين.

– من شأن إدراج جماعة الإخوان المسلمين ذات الإطار الفضفاض (من الفروع التي تتبنى فكرتها) حول العالم أن يمنع الأمريكيين من تقديم المساعدة لها ويجبر المؤسسات المالية الأمريكية على تجميد أصولها. وبينما هناك أحزاب سياسية تتبنى مبادئها في سدة الحكم في العديد من الدول، فإن ذلك قد يعرض تلك الحكومات لعقوبات أيضاً.

من هم الإخوان؟

– جماعة الإخوان المسلمين؛ هي حركة عمرها 90 عاماً وأعضاؤها من المذهب السني، الذي يشكل أغلبية المسلمين، وتجمع بين النشاط السياسي والعمل الخيري. تعتقد جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية السائدة التي ألهمتها في جميع أنحاء العالم الإسلامي أن الشريعة الإسلامية والقيم يجب أن تلعب دوراً رئيسياً في الحياة العامة والسياسية.

– شعار الجماعة الأكثر شهرة هو: “الإسلام هو الحل”. وتعرف الحركة نفسها بأنها غير عنيفة، وتقبل بسياسة التنافس من أجل دخول البرلمان، وتشارك في هياكل الدولة. وغالباً ما يختلف أعضاؤها حول قضايا مثل حقوق النساء والأقليات.

– كل هذا يضعها على خلاف مع المتشددين الإسلاميين المتطرفين، مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، الذين شجبوا جماعة الإخوان المسلمين ووصفوها بانها “سرطان مدمر” يهتم بالديمقراطية أكثر من العقيدة..

من أين جاءت؟

– تأسست جماعة الإخوان المسلمين في عام 1928، بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، على يد مدرس مصري هو حسن البنا بهدف تربية “جيل من المسلمين يفهمون الإسلام بشكل صحيح ويتصرفون وفق تعاليمه”. وقد لعبت الجماعة دوراً سياسياً أسس له رفضها للاستعمار والصهيونية. شكلت جماعة الإخوان المعارضة الرئيسية لعقود من الحكم الاستبدادي في مصر، حيث أسست قوتها على تحرك شعبي لتقديم الخدمات والدعم للمصريين في ظل فشل الحكومة. وتجذرت فروع منبثقة عن جماعة الإخوان في العديد من البلدان، وغالباً ما كانوا يكيفون أيديولوجيتهم وفقاً لظروفهم المحلية؛ ففي تونس، على سبيل المثال، لعب حزب النهضة الإسلامي دوراً براجماتياً في الانتقال إلى الديمقراطية، حيث تخلى عن مساندته للإشارة إلى الشريعة الإسلامية خلال صياغة دستور 2014 في تونس.

 هل للجماعة صلة بالعنف؟

نشأت جدالات داخل الجماعة في وقت مبكر حول كيفية تحقيق أهدافها، وفي عام 1954 حاولت مجموعة من الإخوان اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر. وكان سيد قطب – الذي ألهمت كتاباته فيما بعد تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى – من بين أوائل مناصريها. وخارج مصر، حارب الإخوان المسلمون السوريون الحكومة السورية في السبعينيات والثمانينيات. وهناك فرع واحد، وهو حماس الفلسطينية، تعتبره إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كياناً إرهابياً. ووضعت الولايات المتحدة تنظيمين آخرين على قوائم الإرهاب، كانا قد ظهرا في مصر عام 2014 بعد سجن مئات الإسلاميين وقتلهم من قبل نظام السيسي الحالي.

 ما هي دوافع ترامب؟

نظرت إدارتان سابقتان على الأقل في فكرة تصنيف الإخوان قبل أن يناقشها ترامب لأول مرة في عام 2017، ثم أعاد طرحها بعد محادثاته مع السيسي في أبريل من العام الحالي. وكانت إدارة ترامب قد انساقت بقوة وراء مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة في محاولة مشتركة للحد من نفوذ، إيران، العدو المشترك لهم. وقام حلفاء الولايات المتحدة الثلاثة بحظر الجماعة، بحجة أنها تشارك في الأجندة المتطرفة لجماعات مثل القاعدة وأنها لا تقبل فكرة الدولة القومية، على الرغم من نفي هذه التهم من قبل الجماعة.

– وتخشى حكومات الخليج الاستبدادية من قوة الإخوان وتىجلى ذلك في صندوق الاقتراع. وقد نمت هذه المخاوف بعد ازدهار الجماعة في الفراغ السياسي الناشئ عن الربيع العربي عام 2011، وخاصة في مصر، حيث فاز محمد مرسي، أحد أعضاء جماعة الإخوان، بالانتخابات كرئيس للبلاد، لكنه تعرض لاتهامات بتقليص الحريات المدنية وتركيز السلطة في أيدي الجماعة. وتمت الإطاحة به بعد عام واحد عن طريق الجيش الذي تحرك في ظل تظاهرات شعبية معارضة لمرسي.

 ماذا يقول النقاد عن الفكرة؟

يقول العديد من الخبراء أن جماعة الإخوان المسلمين لا تتوافر فيها معايير النشاط الإرهابي التي حددها القانون الأمريكي لأنه لا يوجد دليل على تورطها في أعمال عنف تهدد الولايات المتحدة أو مصالحها. ولن يكون التصنيف سهلاً لأن جماعة الإخوان المسلمين نفسها تحتوي على فروع كثيرة ليست متجانسة. بصرف النظر عن الأحزاب السياسية التي ألهمتها، هناك جمعيات خيرية ومساجد في جميع أنحاء العالم لها صلات بالجماعة. هذه الخطوة تخاطر أيضا بتنفير عدد لا يحصى من المسلمين. حتى بعض منتقدي جماعة الإخوان المسلمين – الذين يعتبرونها غير ليبرالية أو سلطوية أو سرية مشبوهة – يقولون إنه لا ينبغي حظرها.

 ما هي تداعيات تصنيف الإخوان؟

تنطوي هذه الخطوة على خطر تأجيج التوتر مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. حيث انبثقت الأحزاب الحاكمة في المغرب وتركيا عن جماعة الإخوان المسلمين (أو تأثرت بها)، في حين تشكل مجموعة أخرى شريكا للتحالف الحاكم في تونس. أما في الجزائر والكويت، فتوجد جماعات مقربة من جماعة الإخوان المسلمين في المعارضة الرسمية. ولدى الأردن أقوى فروع جماعة الإخوان المسلمين.

– إن وصف الإخوان بأنها جماعة إرهابية كفيل بأن يغذي ويدعم دعاية الدولة الإسلامية، التي تقول إن العنف هو السبيل الوحيد للمضي قدماً لأن الديمقراطية لا يمكنها استيعاب أي نوع من الإسلامية.

– ويمكن أن يؤدي التصنيف إلى تطرف المجموعات التي تشعر بخيبة أمل داخل الحركة بسبب تبني الجماعة لسياسة دخول الانتخابات (والانخراط في أدوات الديمقراطية)، خصوصاً بعد التجربة في مصر.

– ويجادل النقاد كذلك بأن مثل هذه الخطوة ستحول الانتباه عن معالجة التهديدات الإرهابية الملحة.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close