وفاة مرسي ـ قراءة في ردود فعل جماعات السلفية الجهادية
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
باغتت الوفاة الرئيس المصري محمد مرسي، بعد عصر يوم الاثنين 17 يونيو/حزيران الماضي، في قاعة المحكمة أثناء محاكمته وآخرين معه بقضية التخابر مع جهات خارجية، كان خبر وفاة الرئيس المدني المنتخب الوحيد في تاريخ مصر الحديث والذي كان مُمثلًا للثورة على الأقل من الناحية الدستورية محل صدى الجميع من دولٍ وحركات لاسيما الحركات الإسلامية بشتى اختلاف مناهجها.
بدايةً قد سارع رؤساء وأمراء عدة دول من بينها قطر وتركيا وماليزيا في نعي الرئيس الذي وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالشهيد واتهم السلطات المصرية بالتقصير والإهمال على الجانب الطبي لصحته ولاحقهم في النعي عدة جماعات إسلامية تمثل الإسلام السياسي كانت في المقدمة بلا شك جماعة الإخوان المسلمين في مصر الذي ينتمي إليها الرئيس المتوفى وقد حمّلت أيضا السلطات المصرية وعلى رأسها جهاز مصلحة السجون المصري حادث الوفاة متهمةً إياها بالتعنت في إعطاء وتوفير الرعاية الطبية للرئيس السابق محمد مرسي، وقد عبرت حركة النهضة التونسية في بيان لها عن حزنها للوفاة وحزب العدالة والتنمية التركي وعدة حركات وجماعات على صعيد مندرج تحت لواء الإسلام السياسي.
لكن اللافت للنظر كانت ردود فعل التيارات الجهادية تجاه خبر وفاة رجل بمثابة زعيم ضحى من أجل شرعية اكتسبها من خلال معترك سياسي انتخابي والذي طالما وُصف من قبل جماعات الجهاد السلفي بأنه معترك جاهلي وكافر وقد حرَّموا الدخول فيه والائتلاف في حكومات تحت راية تشريعية بشرية وضعية بتقاليد وعادات غربية مُعلمنة تخاصم شريعةً إلهية.
تنظيم القاعدة
يعتبر تنظيم القاعدة أهم وأقدم التنظيمات الجهادية التي لا تزال حية، أسسه الشيخ أسامة بن لادن، وبعد مقتله ترأسه الشيخ المصري أيمن الظواهري والذي كان سابقا أمير تنظيم الجهاد المصري، وهو لا يزال مجهول المكان منذ الحرب الأمريكية على أفغانستان، وكان قبل هذا قد اعتقل في مصر وقضي عدة سنوات في سجنه على إثر اتهامه في قضية اغتيال الرئيس المصري أنور السادات قبل أن يخرج ويهاجر إلى أفغانستان ويبايع زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
كثيرًا ما انتقد تنظيم القاعدة منهجيات الإخوان المسلمين في الإشكاليات الدعوية والسياسية التي تخص المشاركة في الأنظمة الديمقراطية وحتى من قبل ثورات الربيع العربي فقد ألف زعيم التنظيم أيمن الظواهري كتابا أسماهُ “الحصاد المُر للإخوان المسلمين”، يروي فيه في ثلاثة فصول طويلة بقلم الناقد لِمنهجيات الإخوان ومواقفها منذ تأسيس الجماعة أيام البنا مرورا بأيام الإخوان مع نظام عبد الناصر ومواقفهم من ومشاركتهم في نظام السادات وصولا إلى أيام مبارك وهي الفترة النفيسة بالنسبة على المستوى الدعوي والحزبي بالنسبة للإخوان المسلمين مقارنةً بالفترات السابقة، وفي حصاد الكتاب بشكلٍ عام يرى الظواهري أن الإسلام السياسي المتمثل في الإخوان وأحزابها يسير بشكل مُتميع يماهي الأفكار الغربية التي ترفض شريعة الله في الأرض بل تساعد في تعطيلها بمشاركتها وائتلافها مع بعض الأحزاب الليبرالية أو اليسارية التي تأتمر بأفكار ومنهجيات بشرية تخالف نصوص القرآن القطعية[1].
وحتى بعد اندلاع الثورة في مصر وصعود الإخوان المسلمين للمشهد السياسي والسلطوي أيضًا عن طريق الوصول بكتلة برلمانية تمثل الأغلبية ورئيس للجمهورية المصرية هو رئيس حزب الإخوان المسلمين السياسي محمد مرسي قبل أن يتم الانقلاب عليه وسجنه في يوليو/تموز عام 2013، إلى أن يصل الحال إلى موته في سجنه وأثناء محاكمته منتصف يونيو/حزيران الماضي فقد وجَّه زعيم التنظيم نقدًا شديد اللهجة أيضا لاستراتيجية الإخوان خلال عام حكمهم ووصف مرسي والجماعة بأنهم لم يتخذوا أية إجراء حيال دولة مبارك العميقة ولم يتخذوا الأسباب لإقامة نظام إسلامي جديد، ولذلك تم الانقلاب عليهم لأن الكوادر الإسلامية لم تكن على قدر المسؤولية ولم تكن لديها أي أهلية لقيادة الثورة في مصر.
وعلى خلاف ما يُتوقع فقد أصدر تنظيم القاعدة بيانًا ينعي فيه وفاة محمد مرسي مقدمًا خالص التعازي لأسرته متهمًا السلطات المصرية في سبب وفاته نتيجة للإهمال الطبي، فبالرُغم من اختلاف المنهج السائد عند القاعدة وعند الإخوان المسلمين وانتقاد الأول للثاني بشدة لطريقته في سيره الدعوي قبل وبعد الثورة إلا أن ذلك لم يمنع القاعدة أن تنعي مرسي وتعزي أسرته.
وقد أصدر يوسف العنابي رئيس مجلس الأعيان بالقاعدة فرع المغرب العربي بيانا منفردا في نعي مرسي، قال فيه “الرجل قتل مظلوما مقهورا بين يدي سجانيه الجبابرة العتاة، فكيف لا نترحم على من قُتِل مظلوما مقهورا من أهل القبلة، الرجل فعل ما فعل أثناء رئاسته عن اجتهاد وتأويل يرفع عنه الكفر والإثم إن شاء الله، أقل ما نقدمه لهذا الزعيم هو أن نترحم عليه، ولو كان بمقدورنا الثأر له لنثأرن له، والله المستعان”.
قد يفسر ذلك النعي بأنه محاولة القاعدة لملمة الأفكار والمرجعيات نحوها خصيصًا بعد فشل سيرورة الحركات الإسلامية السياسية مع التعامل مع الأنظمة القمعية السلطوية القديمة بعد الربيع العربي فترفع القاعدة رايتها مرةً أخرى بمنهاج يبتعد عن الإسلام السياسي الفاشل ويبتعد أيضا عن منهاج فاشي مسلح يكفر الجميع على خط سير تنظيم الدولة الإسلامية.
هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)
وهو الفصيل الذي نشأ من رحم القاعدة فكرًا ومنهاجًا وتنظيمًا في سوريا وترعرعت أفكاره واستراتيجياته في محاربة نظام الأسد حتى ضمَّ إليه عدة مناطق في الشمال السوري تتمثل أغلبيتها في أجزاء واسعة من محافظة إدلب السورية، وانضم إليه عشرات الآلاف من المقاتلين من سوريا ومهاجرين من بلادٍ عربية وغربية، تعددت أسماء الفصيل آخرها هيئة تحرير الشام وانشق الفصيل عن القاعدة فيما بعد ليصبح ذات منهاج واستراتيجية مستقلة منفصلة عن تنظيمه الأم (القاعدة).
صرَّح الجولاني، زعيم التنظيم، برأيه صراحة في الإخوان المسلمين ومرسي أثناء مقابلته المتلفزة على شاشة الجزيرة عام 2015 عندما حاوره مذيع الجزيرة أحمد منصور عن الإخوان وفترة حكم مرسي أجابه منتقدًا الإخوان ووصفهم منهجيًا بأنهم انحرفوا عن كتاب الله وسنته وعن منهاج الإسلام الصحيح واتبعوا أهواء الغرب المُعلمنة، وقد وصف مرسي بأنه ضيق الذراع على المجاهدين في سيناء وحاربهم ولم يسع إلى تطبيق الشريعة ودولة الإسلام أثناء عام حكمه.
لا يكاد يوجد اختلاف بين تصريحات الجولاني زعيم النصرة والتابع حينها تنظيميًا وفكريا لتنظيم القاعدة ونظرة القاعدة وزعيمها الظواهري للإخوان ومرسي سواء في رؤية منهاج الإخوان أو في مواقفهم خلال عام توليهم السلطة، ولكن بعد انشقاق الجولاني وتنظيمه عن القاعدة واستقلاله والخلافات التي حدثت بينهما جاء رد فعل الجولاني وهيئته الجديدة على وفاة مرسي أكثر لينا وترحمًا من القاعدة للرجل المتوفى على لسان أبو عبد الله الشامي رئيس الهيئة الشرعية، لهيئة تحرير الشام قائلًا إن دم مرسي والقصاص له يتحمله جميع المسلمين والمصريين بالأخص ووصفه بالرئيس الصابر الشهيد المقتول غدرًا ودعا له بالمغفرة والسلوان، بل انتقد من يشمت في الإخوان المسلمين لموت رجلهم.
يرجح البعض أن هذا النعي من هيئة تحرير الشام هو محاولة للتأكيد بأن سعيها هو الأقرب للإسلام السياسي أو حركة مقاومة يغلب عليها الطابع الوطني القومي المُحدد جغرافيا بسوريا حتى ولو كانت الهيئة مُسلحة ولكنها تعتمد أخيرًا منهجية الاستقرار الفصائلي والبعد عن الدخول في أزمة عسكرية مع نظام الأسد وروسيا وإيران فضلًا عن التقارب التركي الأخير منها ممَّا يمنحها كيانًا مستقلًا يدير حكومة الإنقاذ بإدلب، كنموذج حماس في غزة على سبيل المثال باختلاف المعطيات، وهو ما تحتاجه الهيئة لمسح اسمها من قائمة الكيانات الإرهابية لدى الحكومات الغربية ومجلس الأمن ليحاكي نموذجا مقربا من عقلية الإخوان المسلمين والإسلام السياسي بشكل عام.
الإمارة الإسلامية في أفغانستان (طالبان)
علقت إمارة أفغانستان الإسلامية على خبر وفاة محمد مرسي مبديةً أسفها وحزنها على موت رجل وصفته بالقائد المهم للحركة الإسلامية وأن فقدانه يعد خسارة لمصر وللعالم الإسلامي كافة، تشابهت كلًا من حركة طالبان وتنظيم القاعدة وهيئة تحرير الشام في تعازي ونعي وفاة مرسي وأسرته وأحبائه مستشهدين بأنه ظُلم ومات على كفاحه طالبين من الله المغفرة والسلوان له، على غير تنظيم الدولة الإسلامية وهي الحركة السلفية الجهادية التي وصفت الحادثة بموت الطاغوت.
حسم – لواء الثورة
وهما مجموعتان تبنتا العمليات النوعية بدايةً من عام 2015 حيث قامتا بعدة عمليات نوعية ومنها العملية الأشهر وهي اغتيال النائب العام بعبوة ناسفة منتصف عام 2015 الماضي، وتعتبر الحركتان انشقاقا عن جماعة الإخوان المسلمين أو هما المُمثلان لجبهة الإخوان (جبهة محمد كمال) التي تبنت استراتيجية العنف ضد النظام الأمني في مصر.
وقد علقت حسم ولواء الثورة ببيانين بشأن حادثة وفاة محمد مرسي فقد عبرت الأولى عن فخرها بالشهيد البطل محمد مرسي وموته وسط صموده أمام الطغيان واختتمت بيانها بوعيدها بأنه ومن اليوم لمرسي ثأرًا لن ينطفئ متوعدة بذلك بمزيد من العمليات النوعية ضد الأجهزة الأمنية للسلطة المصرية، وعلقت حركة لواء الثورة ببيانٍ مُماثل لنظيرتها حسم تنعي فيه الأمة الإسلامية بوفاة فقيدها وتؤكد على الثأر لدمائه من النظام المصري وأجهزته الأمنية.
تختلف حركتا حسم ولواء الثورة عن حركات الجهاد السلفي ذات المرجعية الشرعية والتاريخية. فهما حركتان حديثة النشأة خرجا من رحم حراك الإخوان المسلمين نتيجة تمردهما على استراتيجية السلمية ولبطش القبضة الأمنية على الحراك الإسلامي بشكل عام من بعد فض اعتصام رابعة والنهضة، فلذلك كانت ملامح نعيهما لوفاة محمد مرسي طبيعية وفي إطارها الوظيفي الذي نشأت من أجله ألا وهو المقاومة المسلحة ضد الأجهزة الأمنية لنظام عبد الفتاح السيسي ولم تتطرق الحركتان منذ نشأتهما إلى أي أفكار أيديولوجية ومنهجية تنتقد أو تؤيد خط السير الدعوي للإخوان المسلمين سواء قديمًا أو حديثًا.
تنظيم الدولة الإسلامية
تنظيم الدولة المشهور بكنيةِ داعش وهو الكيان الذي اشتهر بغلوه وتكفيره للجميع بما فيهم الفصائل التي تمثل السلفية الجهادية أيضًا، فضلا عن جماعات الإسلام السياسي كالإخوان المسلمين وحركة النهضة التونسية وغيرهما.
وقد انفرد التنظيم بموقفه عن الحركات الجهادية، إذ علق على حادثة وفاة مرسي في صحيفته الصادرة باسم النبأ في العدد 187 مستمرًا في وصف مرسي بالطاغوت وشبهه برؤيته وكأنه زين العابدين بن علي رئيس تونس المعزول الهارب متحججًا بأنه لم يحكم بشريعة الله في عام سلطته بل استند للقوانين والانخراط في الديمقراطيات المُعلمنة الكافرة كغيره من الطواغيت أمثال حسني مبارك وأردوغان وزين العابدين علي والجولاني زعيم هيئة تحرير الشام.
يتبين من ملامح بيان تنظيم الدولة بشأن وفاة مرسي أنه وبالرُغم من هدم دولته التي أقامها في سوريا والعراق ولكنه مستمرٌ في نهجه التكفيري لكل من يخالفه ويرى في جماعات الإسلام عمومها سواء أكانت جهادية سلفية أم سياسية إسلامية بأنها منحرفة عن طريق الإسلام وإقامة دولته الصحيحة، وتم تداول صورة بيان تابع لولاية سيناء قيل عنه أنه مفبرك بواسطة صحف مصرية كاليوم السابع ينعي فيه وفاة مرسي ويتوعد السلطات المصرية وأجهزتها بمزيد من العمليات النوعية ضد قوات الجيش والشرطة، ولكن وُجد تناقض كبير بين البيان الذي نشرته عدة صحف مصرية موالية للنظام المصري وبين منهجية الولاية ذاتها وهي تابعة لتنظيم الدولة الذي يكفر مرسي ولم ينع وفاته بل أكد على أنه طاغوت مثل طواغيت العرب وأنه لم يحكم بما أنزل الله في كتابه.
شخصيات جهادية
نتناول هنا ردود فعل شخصيات لها باع في العمل الإسلامي تشتهر تلك الشخصيات بأنهم دعاة للسلفية ومنظري للجهاد ومن أشد منتقدي الإسلامي السياسي والديمقراطيات.
1-أبو قتادة الفلسطيني
نعى أبو قتادة الفلسطيني بحزنٍ أسرة المتوفي محمد مرسي ودعا له بالقبول لدى الصالحين عند ربه ودعا على الطغاة والمرتدين وجند الظالمين بأن تحل عليهم لعنة وفاة الرجل الصالح الطيب صاحب القلب الطاهر كما وصفه، ومن المعروف عن أبي قتادة بأنه واحد من أشهر منظري حركات السلفية الجهادية كالقاعدة وغيرها وقد سجن مرتين الأولى في بريطانيا والثانية بالأردن قبل أن تتمَّ تبرئته من التهم التي نسبت إليه ويستكمل أبو قتادة الفلسطيني منهجه السلفي الجهادي الذي لا يغالي به ولا يكفر بالرُغم من اتفاقه مع غالبية منظري السلفية الجهادية على أن الديمقراطية والاحتكام بها له وطريق واهي منحرف عن منهاج المسلم الصحيح.
وبعد العديد من التعليقات المستغربة والمتسائلة شرح أبو قتادة رأيه الذي دفعه للقول بأنه يحب مرسي في منشور آخر مفصَّل يمكن اعتباره واحدا من أهم المراجعات الفكرية الجهادية في جانب العلاقة مع المخالف.
2-إياد قنيبي
وهو داعية إسلامية له سلاسل وأطروحات كثيرة لفهم إشكاليات الإسلام ورد الشبهات وغير ذلك، استقبل الدكتور إياد خبر وفاة مرسي وكتب على فيس بوك منشورًا تجاهل فيه نعي مرسي أو الثناء عليه وركز فيه على الأخص بانتقاد الديمقراطية كمنهاجٍ للتغيير وسط هذا العالم المنافق وانتقد استراتيجية السلمية التي يتبعها البعض في سبل التغيير ضد نظام يمتلك كامل وأقوى أدوات البطش، وقد قوبل هذا المنشور بانتقاد واسع من آلاف المتابعين للدكتور إياد فبث بعد ذلك بيومين فيديو يوضح فيه بأنه لا يكفر مرسي وليس شامتًا فيه، بل حَزِنَ عند سماع الخبر ولكنه أحبَّ أن يُلقي كامل الضوء على فكرة الديمقراطيات الزائفة وسط أنظمة قمعية موالية لأنظمة عالمية منافقة تساعدهم على الخراب وهدم الإسلام وجماعاته السياسية والدعوية وبذلك يوظف إياد قنيبي مشهد الوفاة بأنه لا يكفر ولا يغالي بل يؤكد على آلاف الشباب المسلم بأن الوسائل الديمقراطية هي محض طرق واهية لا تصل بالإنسان المسلم إلى إسلامه بل على العكس تسعى لانحرافه على المستوي العقدي والمنهجي.
خاتمة
ممَّا سلف ذكره من ردودِ فعل تجاه وفاة محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب للجمهورية المصرية الحديثة وهو واحد من أبرز مُمثلي الحركة الإسلامية السياسية من قبل متبني منهجية الجهاد السلفي على المستوي الجماعات والأشخاص، كان نعيه أشبه بدرسٍ قاسٍ لجماعات الإسلام السياسي من نظيرتها الجهادية في كلمات حزن لها مدلول وظيفي يبرهن واقعيا مدى زيف الديمقراطيات العربية وسط أنظمة عسكرية مُدربة ومُدعمة من نظام عالمي يحارب الإسلام بكافة طوائفه أينما وُجد.
وعلى الأرجح استقبلت جماعة الإخوان المسلمين نعي الجميع بسلامة صدر غير فاهمةٍ أي مقصد غير مبالية بأي واقع هي تَمُر.
وقد وظف النظام المصري وإعلامه نعي السلفية الجهادية لمحمد مرسي فقد صدرت عناوين صحفه وبرامجه المتلفزة بما أسماه الجماعات الإرهابية تنعي فقيدها قاصدًا تنظيم القاعدة وحركة حسم وطالبان وغيرهم من ممثلي السلفية الجهادية والمقاومة المسلحة ليبرهن أمام الحالة الشعبوية المصرية المحلية وعلى المستوى العالمي أن أي ارتكاب لحوادث قادمة تمس الأجهزة الأمنية المصرية لهي ردود فعل على موت محمد مرسي.
——-
ملحق التعازي
[1] أيمن الظواهري، الحصاد المُر للإخوان في ستين عاما، نسخة إلكترونية (مركز الفجر للإعلام، الطبعة الثانية، 2005م)، ص63 – 70.
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم