الشرق الأوسطترجمات

وول ستريت جورنال: إسرائيل تعاني من تناقص الصواريخ الاعتراضية الدفاعية

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في 19 يونيو 2025 تقريراً مرئياً بعنوان: “إسرائيل تعاني من تناقص الصواريخ الاعتراضية الدفاعية” لـ “شيلبي هوليداي”، المراسلة في صحيفة وول ستريت جورنال المتخصصة في التقارير المرئية، ومقدمة البرامج على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب. 

تنقل شيلبي هوليداي عن مسؤول أمريكي بأن إسرائيل تعاني من تناقص في صواريخ “آرو” الاعتراضية الدفاعية، مما يثير مخاوف بشأن قدرتها على مواجهة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى من إيران إذا لم يتم التوصل إلى حل لهذا الصراع قريباً. 

ويضيف المسؤول الأمريكي بأن الولايات المتحدة كانت على دراية بمشاكل القدرات الدفاعية منذ عدة أشهر، وأن واشنطن تعمل على تعزيز دفاعات إسرائيل بأنظمة برية وبحرية وجوية. حيث أرسل البنتاجون منذ تصاعد الصراع في يونيو، المزيد من أصول الدفاع الصاروخي إلى المنطقة، لكن هناك الآن مخاوف من أن الولايات المتحدة ستستنزف صواريخها الاعتراضية.

ويقول توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، وهو مركز أبحاث أمريكي مقره واشنطن العاصمة ويُجري دراسات سياسية وتحليلات استراتيجية للقضايا السياسية والاقتصادية والأمنية في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على القضايا المتعلقة بالعلاقات الدولية والتجارة والتكنولوجيا والتمويل والطاقة والاستراتيجية الجغرافية: “لا تستطيع الولايات المتحدة ولا الإسرائيليون الاستمرار في اعتراض الصواريخ على مدار اليوم”. ويضيف بأنه “على الإسرائيليين وأصدقائهم التحرك بسرعة ووعي للقيام بكل ما يلزم، لأننا لا نستطيع أن نتحمل المماطلة”.

ولم تستجب شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، الشركة المصنعة لصواريخ آرو الاعتراضية، لم تستجب لطلبات التعليق على ذلك.

Israel Is Running Low on Defensive Interceptors, Official Says | UpwardPost

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال، في بيان له، إن: “الجيش الإسرائيلي مستعد وجاهز للتعامل مع أي سيناريو. ولكن للأسف، لا يمكننا التعليق على المسائل المتعلقة بالذخائر”. 

وللوصول للمزيد من المعلومات حول دور صواريخ “آرو” في منظومة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات، وكذلك المخاطر التي يشكلها نقص هذه الصواريخ على البلاد، فيمكن للقارئ مشاهدة هذا التقرير المرئي في الفيديو الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال على هذا الرابط.

النص الكامل للفيديو: 

ونظراً لأهمية الأمر بالنسبة للباحثين والمراقبين والمحللين الاستراتيجيين، فقد قام المعهد المصري للدراسات بتفريغ وترجمة كامل التقرير المرئي الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال للصحفية الأمريكية شيلبي هوليداي، وذلك على النحو التالي:

صمدت الدفاعات الإسرائيلية على مدى أيام إلى حد كبير في وجه الهجمات الصاروخية الإيرانية (التي جاءت رداً على الهجمات الإسرائيلية عليها). لكن هناك قلقاً متزايداً من أن يتم استنزاف الأسلحة الدفاعية لإسرائيل، وأن صواريخها الاعتراضية من طراز “آرو” Arrow، والتي تلعب دوراً رئيسياً في تدمير الصواريخ الباليستية الإيرانية، تعاني من تناقص حاد بها، وفقاً لمسؤول أمريكي. كما أن الولايات المتحدة، التي تساعد إسرائيل في التصدي للتهديدات، تُوسّع نطاق استهلاك ذخائرها.

Israel running low on air defense missile interceptors: Report ...

ويقول المسؤول الأمريكي ومحللون مطلعون على الأرقام إن إيران تمتلك صواريخ أكثر مما تمتلكه إسرائيل والولايات المتحدة من صواريخ اعتراضية، مما يثير مخاوف بشأن قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها على المدى الطويل. لذا، إليكم ما يعنيه تناقص الصواريخ الاعتراضية لإسرائيل وحلفائها والشرق الأوسط ككل:

تستخدم إسرائيل أنظمة مختلفة لتوفير دفاع متعدد الطبقات لمجالها الجوي:

A diagram of a rocket

AI-generated content may be incorrect.

1- يُعدّ نظام “آرو 3” هو جوهرة تاج في هذه الشبكة. بمدى يبلغ حوالي 1500 ميل، يُستخدم “آرو 3″ لمواجهة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، بما في ذلك تلك التي تحلق فوق الغلاف الجوي للأرض. وكان ” آرو 3″ حاسماً في التصدي للهجمات من إيران واليمن، ويمكنه اعتراض التهديدات قبل عبورها المجال الجوي الإسرائيلي.

2- يُستخدم ” آرو 2″، وهو إصدار أقدم من النظام، أيضاً لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.

3- ثم هناك “مقلاع داوود”، المستخدم بشكل أساسي لمواجهة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، بالإضافة إلى تهديدات أخرى.

4- وأخيراً، هناك “القبة الحديدية”، المستخدمة لإسقاط التهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة.

A large military vehicle with a missile attached to it

AI-generated content may be incorrect.

ويقول الخبراء إن القبة الحديدية لا تلعب دوراً رئيسياً في هذا الصراع الحالي مع إيران، وأن أنظمة “آرو” – وهي منظومة دفاعية مضادة للصواريخ الباليستية، تقوم بإنتاجها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، المُصنِّعة لصواريخ آرو الاعتراضية، أول صواريخ يتم تطويرها من قبل إسرائيل والولايات المتحدة – وأنظمة مقلاع داوود – وهي منظومة دفاع جوي صاروخي إسرائيلية تنتجها شركة أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة – كانتا أساسيتين في اعتراض الصواريخ الباليستية. وعلى الرغم من أن بعض الصواريخ قد قامت باختراق هذه الأنظمة، فقد أثبتت منظومة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات فعاليتها البالغة. وتقول إسرائيل إن معدل اعتراضها للصواريخ الباليستية يبلغ حوالي 90%، وأن من بين 370 صاروخاً أطلقتها إيران في الأيام الأخيرة، تمكن حوالي 30 صاروخاً من اختراقها وإحداث تأثيرات على الأرض اعتباراً من 17 يونيو. 

ولكن كما قال لي توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، فإن “الإمكانية” Capability ليست هي المسألة؛ إنما “القدرة” Capacity هي المهمة في هذا الصدد. وقد تكون مسألة “القدرة” مشكلة كبيرة لأن منظومة “آرو” الدفاعية تلعب دوراً رئيسياً في إسقاط ليس فقط الصواريخ الباليستية الإيرانية، ولكن أيضاً التهديدات التي تأتي من الجماعات الوكيلة التابعة لإيران مثل الحوثيين في اليمن.

A group of people holding guns

AI-generated content may be incorrect.

وحول ذلك قال الجيش الإسرائيلي في بيانٍ له: “جيش الدفاع الإسرائيلي مُستعدٌّ وجاهزٌ للتعامل مع أي سيناريو. لكن للأسف، لا يُمكننا التعليق على المسائل المتعلقة بالذخائر”. كما لا تُعلن إسرائيل عن عدد الصواريخ الاعتراضية التي تمتلكها، حيث لو عرف أعداؤها عددها، لعرفوا عدد الصواريخ التي يمكنهم أن يُطلقوها عليها.

A rocket launching at night

AI-generated content may be incorrect.

ولم تستجب شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، المُصنّعة لصواريخ آرو الاعتراضية، لطلبات التعليق.

وفي شهر ديسمبر الماضي، أبرمت وزارة الدفاع الإسرائيلية صفقة مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) لتصنيع المزيد من صواريخ آرو 3 الاعتراضية. إلا أن هذه الصواريخ معقّدة، وتكلف أكثر من مليوني دولار للصاروخ الواحد، وتستغرق وقتاً طويلاً لإنتاجها.

ويقول المحللون، بشكل عام، إن تصنيع الأسلحة الدفاعية أصعب وأكثر تكلفة من الأسلحة الهجومية، لأنها يجب أن تكون أكثر تطوراً ودقة من الصواريخ المصممة لإسقاطها. إضافةً إلى ذلك، في بعض الحالات، يتطلب الأمر إطلاق عدة صواريخ اعتراضية لتحييد صاروخ واحد. ولهذا السبب، ركّزت إسرائيل على تدمير قدرات إيران الصاروخية والطائرات المسيرة على الأرض خلال حملتها الجوية الهجومية (التي باغتت بها إيران).

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قام بتفكيك أكثر من ثلث منصّات إطلاق الصواريخ الإيرانية. ومع ذلك، فلا تزال إيران قادرة على إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل. وتعمل الولايات المتحدة، التي تُدرك منذ أشهر ضعف قدرة إسرائيل على اعتراض الصواريخ، على تعزيز دفاعاتها.

Several ships in the water

AI-generated content may be incorrect.

فهناك نظام “ثاد” الأرضي، القادر على اعتراض الصواريخ داخل الغلاف الجوي وخارجه. وقد أرسلت الولايات المتحدة سفناً حربية إلى المنطقة قادرة على التصدي للصواريخ باستخدام صواريخ اعتراضية من طراز SM-2 وSM-3 وSM-6. وبالإضافة إلى ذلك، تستطيع الطائرات المقاتلة إسقاط الطائرات المسيرة والصواريخ وغيرها من التهديدات.

A map of military vehicles

AI-generated content may be incorrect.

وحول ذلك، يقول السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة: “نعرب عن امتناننا وامتناننا العميقين للأنظمة الدفاعية التي وضعتها الولايات المتحدة في الخدمة”. 

ويضيف: “ويمكنني القول بثقة إنهم أنقذوا مئات، وربما آلاف الأرواح، خلال الأيام الأربعة الماضية منذ أن أطلقت إيران هذه الصواريخ الباليستية على مراكزنا السكانية.” (رداً على الهجمات الإسرائيلية).

A person in a suit and tie

AI-generated content may be incorrect.

لكن أنظمة الاعتراض الصاروخية الأمريكية ليست مطلقة وبلا حدود. فعلى سبيل المثال، تُظهر وثائق الدفاع أن الولايات المتحدة لم تشترِ سوى حوالي 600 نظام اعتراضي من طراز ثاد حتى الآن. (انظر الوثيقة أدناه)

A close-up of a document

AI-generated content may be incorrect.

إذن، ماذا يعني كل هذا بالنسبة للصراع الحالي في الشرق الأوسط؟ 

فبينما يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “لا نسعى إلى وقف إطلاق النار. لم أقل إنني كنت أبحث عن وقف إطلاق نار. تذكّروا، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. الأمر بسيط للغاية”؛ فإن محللين يقولون إنه مهما يكن الأمر، فعلى المسؤولين التحرك بسرعة لإنهاء الحرب، لأن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تستطيعان تحمل تكلفة اعتراض الصواريخ لفترة طويلة.

تعليق لابرادور سكيبتيك:

وعلّق حساب “لابرادور سكيبتيك” على منصة إكس، تويتر سابقاً، والذي يعرف نفسه على المنصة بأنه باحث ومنتج، على الأمر من خلال عدة تغريدات تناول فيها هذه المسألة الهامة، مشيراً إلى التقرير المرئي الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال على موقعها، حيث كتب: 

يتغلب الواقع على السرد والحكاية، وهذا صحيح حتى في ظل الدعاية المفرطة لحرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط. وكما كتبتُ على مدى سنوات، فإن الواقع هو أن الولايات المتحدة لا تملك ما يكفي من الصواريخ. ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن صواريخ “آرو 3” آخذة في النفاد من إسرائيل أيضاً.

Israel running low on Arrow interceptors, US burning through its ...

وتستخدم إسرائيل نظام دفاع صاروخي مضاد للصواريخ يتكون من أربع طبقات، وصواريخ “آرو 3” هي “جوهرة التاج” في نظامها الدفاعي، وهي الصواريخ الاعتراضية للصواريخ الباليستية بعيدة المدى. وكما هو موضح في الفيديو، يزعم الإسرائيليون أنهم أسقطوا حوالي 90% من الصواريخ الإيرانية الـ 370 التي تم إطلاقها على إسرائيل. 

A map of the world with a missile

AI-generated content may be incorrect.

لكن المشكلة هي كما كانت دائماً – أن الإيرانيين يمتلكون صواريخ باليستية بعيدة المدى أكثر من الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية. وفي حال نفدت الصواريخ الاعتراضية، ولا يزال الإيرانيون يمتلكون قدرات إطلاق صواريخ، فستكون هناك فوضى عارمة في إسرائيل، وهذه مجرد أرقام بسيطة.

وتُقدم الولايات المتحدة المساعدة – ولكن إمداداتها ستكون محدودة للغاية – لسنوات قادمة. وهذه هي الثغرة المعروفة والواسعة في دفاعات الولايات المتحدة، والتي كانت معروفة منذ سنوات، والتي كتبتُ عنها أنا وآخرون لسنوات، ولكن لم يتم معالجتها.

Israel Running Low On Missile Interceptors, Says U.S. Official: WSJ ...

حيث تمتلك الولايات المتحدة تقريباً ما يكفي من الصواريخ الذكية لدعم حرب شاملة لمدة 3-4 أسابيع تقريباً – ثم يستغرق الأمر 4-6 سنوات من صنع الصواريخ دون إطلاق أي صواريخ، لإعادة البناء إلى المستويات الحالية. وخلال هذه الفترة، تكون الولايات المتحدة وإسرائيل وأوكرانيا وأوروبا وغيرها في حالة افتقار إلى الصواريخ.

هذه معلومات عامة، والمصدر هو الجيش الأمريكي، وجميع خصومنا يعرفون عنها. ومع ذلك، فإن الجيش الأمريكي والمجمّع الصناعي العسكري لم يكونا أبداً على قدر الكفاءة المطلوبة للقيام بأي شيء حيال ذلك. إذ كان من المفترض أن يكون قد مر علينا أكثر من 3 سنوات في بناء محموم لتصنيع الدفاع – ولكن لم يحدث شيء يُذكر من ذلك.

Israel running low on missile interceptors: WSJ

إن ما يعنيه هذا هو أن العالم أصبح فعلياً ساحة معركة واحدة. فما استُخدم من الصواريخ في أوكرانيا لم يعد متوفراً بالنسبة لبقية العالم لمدة 4-6 سنوات أو أكثر. وما استُخدم في إسرائيل ضاع كذلك. وما استُخدم في اليمن ضاع. ولم يعد شيء من ذلك متاحاً للاستخدام في حالة “تايوان”. 

هذه إذن مشكلة استعراضات ترامب وبايدن الكبيرة للقوة – إنها استعراضات دراماتيكية، لكنها تستنزف رأس مالنا الدفاعي. وبمجرد زواله، يصبح العالم مكاناً قبيحاً للغاية. والغريب أن روسيا والصين وإيران يدركون هذا جيداً، كما يدركون أن أوجه القصور ستستمر لسنوات.

Israel is running low on defensive missile interceptors: WSJ - World ...

وهذه إذاً هي المشكلة الاستراتيجية الحقيقية والحاسمة التي يتم تجاهلها في خضم الدعاية المفرطة – وهي أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية تستنزف بسرعة مخزونات الصواريخ الأمريكية التي قد لا نتمكن من تجديدها حتى عامي 2029 و2030 وما بعدهما. وذلك بالنسبة للغرب بأكمله.

ويسمح السياسيون الأمريكيون لقوة أجنبية (إسرائيل) باتخاذ قرارات يمكن أن تحرم الولايات المتحدة فعلياً من دفاعاتها الحيوية لسنوات قادمة – ولا يوجد نقاش أو جدل حول ذلك. إن هناك حاجة إلى قدر كبير من النقاش – وإعادة بناء للقدرات بشكل طارئ، الآن.ومن خلال مشاهدة التقرير المرئي الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال كاملاً تجد أن الإسرائيليين يُقرون بأن الولايات المتحدة تنقذ أرواح الآلاف من خلال استهلاك إمداداتها الخاصة. ومع ذلك، فإن هذا الأمر مُضلل أيضاً. حيث لم تستطع الولايات المتحدة وإسرائيل إدراك وجود هذه المشكلة حتى قبل بضعة أشهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى