آسيا تايمز: الصين تعزز علاقاتها مع مصر، حليفة الولايات المتحدة

نشرت “آسيا تايمز“، وهي مؤسسة إعلامية إخبارية مقرها هونج كونج، تغطي شؤون السياسة والاقتصاد والأعمال والثقافة من منظور آسيوي، في 2 مايو 2025 مقالاً بعنوان: “الصين تتقدم بقوة في علاقتها بحليفة الولايات المتحدة، مصر” لـ ريتشارد إس. إيرليتش، وهو مراسل أمريكي مقيم في بانكوك، يغطي الشؤون الآسيوية منذ عام 1978، وحائز على جائزة المراسلين الأجانب من جامعة كولومبيا.
يقول إيرليتش إن أهمية المناورات الجوية الصينية المصرية المشتركة “نسور الحضارة 2025” التي جرت مؤخراً في مصر تكمن في أنها أول مناورات من هذا النوع تجري بين الصين ومصر، حليف الولايات المتحدة، وأنها تأتي في ظل تخفيضات حادة متوقعة في المساعدات الخارجية الأمريكية للقاهرة.
وقد جاء المقال على النحو التالي:
على الرغم من أن هناك طريق طويل يمتد من سور الصين العظيم إلى أهرامات الجيزة في مصر، إلا أن طائرات حربية صينية ومصرية أجرت لأول مرة مناورة عسكرية مشتركة فوق نهر النيل، موسعة بذلك نطاق انخراط بكين في القارة الأفريقية.
وقد حلقت طائرات مقاتلة صينية، وطائرات إنذار مبكر ومراقبة جوية، وناقلات وقود جوية، ومروحيات حربية في سماء القاهرة إلى جانب طائرات حربية تابعة للقوات الجوية المصرية بعد إقلاعها من قاعدة وادي أبو الريش الجوية المصرية في قلب الصحراء.
وكانت مناورات “نسور الحضارة 2025” الجوية المشتركة بين الصين ومصر قد انطلقت في التاسع عشر من شهر إبريل 2025 وانتهت مطلع شهر مايو، ومن المتوقع أن تُعزز تلك المناورات الروابط بين بكين وبين أقوى جيوش القارة الأفريقية، والحليف الاستراتيجي القديم للولايات المتحدة.
ومن الجدير بالذكر أن للصين قاعدة بحرية في شرق أفريقيا، تحديداً في جيبوتي على البحر الأحمر. أما القاهرة، التي يحدوها الأمل في تنويع علاقاتها الاستراتيجية، فإنها تُعرب حالياً عن ترحيبها باهتمام بكين وأيضاً احتمالية بيعها أسلحة صينية.
وقد صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية، العقيد تشانج شياوجانج، في مؤتمر صحفي عُقد في 24 إبريل، قائلاً:
“ستُسهم هذه المناورات في تعزيز القدرات الفنية والتكتيكية للقوات الجوية للبلدين، وسيُعمّق كذلك التعاون الجوهري بين الجيشين الصيني والمصري”. وأضاف العقيد شياوجانج: “تستمر هذه التدريبات المشتركة حتى أوائل شهر مايو. حيث ستُجري طائرات سلاح الجو الصيني تدريبات هامة بالتعاون مع القوات الجوية المصرية”.
وقال تشانج: “سيساعد هذا في تعزيز القدرات الفنية والتكتيكية للقوات الجوية للبلدين، ويعمق التعاون الجوهري بين الجيشين الصيني والمصري”.
وتشمل مناورات القتال الجوي التزود بالوقود جوًا باستخدام ناقلة جوية من طراز “Y-20U”، وكذلك الدعم الجوي، وعمليات البحث والإنقاذ في ساحة المعركة، ونظام الإنذار والتحكم المحمول جوًا من طراز “كونج جينج-500”.
كما أرسلت بكين طائرات مقاتلة صينية شبحية من طراز جي-10 ((J-10، والمعروفة لدى حلف شمال الأطلسي باسم “فاير بيردز” (Firebirds)، والتي تتميز بقدرتها على المناورة في القتال الجوي، ودقة ضرباتها، وقدرتها على حمل قنابل جو-جو وجو-أرض، وصواريخ مضادة للإشعاع، ومدفع عيار 23 ملم، وذلك وفقًا لتقارير نقلتها قناة China 3 Army على منصة تليجرام.
وقد امتلأت سماء مصر بمقاتلات ميج-29إم/إم2 فولكروم متعددة المهام وطائرات أخرى من القاعدة الجوية التي تقع على بُعد حوالي 37.3 كيلومترًا (60 ميلًا) غرب خليج السويس وحوالي 2800 كيلومتر (4500 ميل) من بكين.
ووفقًا لتلفزيون الصين المركزي، فقد “اعتمدت الوحدة الجوية الصينية تشكيل قوة مختلطة يجمع بين النقل الجوي والنقل الجوي، مما ضمن النشر الكامل لجميع الأفراد والمعدات”.
وذكر موقع “ذا وور زون” (The War Zone) على الإنترنت، وهو موقع عسكري مقره فلوريدا، “يقترح بعض المراقبين إمكانية استخدام الصين لهذا التمرين من أجل التدريب ضد طائرات ميج-29 الحديثة نسبيًا، وهو نوع من الطائرات لا يزال مقاتلًا أساسيًا للقوات الجوية والبحرية الهندية”.
وذكر الموقع أن “طائرات ميج-29M/M2 المصرية تتشابه في العديد من أوجه التشابه مع طائرات ميج-29UPG وميج-29K التابعة لسلاح الجو والبحرية الهنديين، على غرار مجموعة إلكترونيات الطيران نفسها”.
وذكر موقع “ذا وور زون” أنه “مع وجود احتمال حقيقي لخفض المساعدات الخارجية الأمريكية بشكل كبير للدول المستفيدة من هذه المساعدات، مثل مصر، فقد ترى القاهرة في بكين بديلاً عن السخاء الذي كانت تبديه واشنطن في ظل ما ينتج عنه من قيود مفروضة عليها”.
وأفاد موقع “بريكينج ديفينس” (Breaking Defense)، وهو موقع عسكري إلكتروني مقره نيويورك، أن “مساعدات عسكرية أمريكية كبيرة كانت تُرسل لمصر قد تم تجميدها ورفعها في السنوات الأخيرة، حيث قارنت الإدارات الأمريكية المتعاقبة مخاوف حقوق الإنسان بقدرة القاهرة على المساعدة في مختلف الأزمات الجيوسياسية”.
وقال ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق والخبير في الشؤون المصرية، المقدم (احتياط) إيلي ديكل، لصحيفة معاريف إن: “الصين هي التي تبني العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، والتي من المقرر أن تكون جوهرة عالمية في الجمال والعمارة والثروة والعظمة”.
ونقلت صحيفة جيروزالم بوست عن ديكل قوله: “تقوم الصين أيضًا ببناء ميناءين كبيرين على الأقل في مصر، في أبو قير (التي تقع أقصى شرق مدينة الإسكندرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في مصر). فالصين منخرطة بشكل كبير في مصر، لذا لا أستغرب قيامهم بهذه المناورات العسكرية المشتركة”.
وتقع شبه جزيرة أبو قير وخليج أبو قير على ساحل مصر على البحر الأبيض المتوسط، شمال شرق الإسكندرية، وتشتهر المنطقة التي تتبع حي ثان المنتزة بالإسكندرية بإنتاجها من الغاز الطبيعي بالإضافة إلى مياهها المحمية.