fbpx
عسكريأسيا وافريقيا

أبعاد العدوان العسكري المصري على ليبيا

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

حافلة تنقل مجموعة من الأقباط في محافظة المنيا فى صعيد مصر توقفهم مجموعة مسلحة وتقوم بقتل 35 شخص ممن كانوا علي متن تلك الحافلة، وبعد بضع ساعات من الهجوم يقوم السيسي بتوجية خطاب الي الشعب يعلن فيه ان قواته المسلحة تقوم بقصف مناطق في مدينة درنة الليبية التي تبعد عن محافظة المنيا 1400 كيلومتر!

هذا المشهد برز في يوم الجمعة الموافق 26 مايو 2017م، بعد مقتل مجموعة من الأقباط في محافظة المنيا أثناء توجهم الي دير الأنبا صاموئيل علي يد أفراد من تنظيم الدولة الإسلامية. فلماذا وجة السيسي طيرانه وجنودة نحو ليبيا ولم يوجها الي اي اتجاه أخر، هذا ما نحاول ان نجيب عليه فى هذا التقرير.

أولاً: التطورات السياسية قبل الضربة المصرية:

في بداية شهر مايو الماضي كان المشهد الأبرز علي الساحة السياسية الليبية، وتحديدا في 02 مايو 2017م، حيث التقي خليفة حفتر قائد ما يسمي بالجيش الوطني الليبي برئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج في دولة الإمارات، وجاء اللقاء استجابة لدعوة وجهها لهما ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.1

وتم الإعلان في نفس اليوم بعد انتهاء اللقاء عن أن حفتر والسراج قد اتفقا علي تشكيل هيكل جديد اسمه “مجلس رئاسة الدولة الليبية”، يضم كلاً من2: رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، قائد الجيش الوطني خليفة حفتر وقيل بأن الجانبين أيضا اتفقا علي إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد 6 أشهر من الاتفاق، وحل التشكيلات المسلحة وغير النظامية في الداخل الليبي، ومواصلة محاربة الاٍرهاب حتى القضاء عليه نهائياً ، وإبعاد النزعة الأيديولوجية أو الحزبية أو المناطقية على الحكومة المقبلة، وضرورة الامتثال لجميع الأحكام القضائية التي تصدرها المحاكم الليبية.

وفي نفس تواجد فايز السراج وخليفة حفتر في الإمارات توجه السيسي (03 مايو 2017م)، إلى الإمارات العربية المتحدة فى زيارة أستغرقت يومين، وخلال زيارته قام بعقد لقاء بكلا من رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، وخليفة حفتر للوقوف علي كيفية تنفيذ ما قد تم الاتفاق علية بين حفتر والسراج.

وعقب عودة “السراج” إلى ليبيا، اجتمع مع أعضاء المجلس الرئاسي، والذين وجهوا له لوما وعتابا على لقائه بـ”حفتر”، دون علم أو اتفاق مسبق مع أعضاء المجلس الرئاسي3.

وفي 13 مايو 2017م، تم أول لقاء معلن بين السيسى وخليفة حفتر في قصر الإتحادية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن السيسي أكد خلال اللقاء موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية وسعيها المستمر للتوصل إلى حل سياسي من خلال تشجيع الحوار بين مختلف الأطراف، وأوضح السيسي أن كافة المساعى التى تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية تهدف إلى التوصل لصيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها باتفاق الصخيرات، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها.4

وفي 14 مايو 2017، أعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق رفضهم لما أعلن عنه من بنود اتفاق بين “حفتر والسراج” ورفضوا العمل تحت إمرة من وصفوه بـ”مجرم الحرب” خليفة حفتر، ووصفوا “قوات الكرامة التابعة لحفتر” بـ “المجموعة المسلحة الخارجة عن القانون” وذلك في ملتقى ضباط من جنوبي ليبيا وغربها، عقد بمدينة زوارة في الغرب الليبي5. وطالب الضباط المجلس الرئاسي بقيادة “فايز السراج” الذي “حمّله مسؤولية ما آلت إليه حالة الجيش” بالكف عن محاولة استرضاء بعض الأطراف، وأعلن الضباط عن استعدادهم لحماية ليبيا وتأمين حدودها، في حال توفر لهم الدعم.

وفي 17 مايو 2017م، قام رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي ورئيس اللجنة المعنية بمتابعة الشأن الليبي بأول زيارة له الي الداخل الليبي حيث زار الفريق محمود حجازي مدينة بنغازي شرقي ليبيا والتقى بالقائد العسكري خليفة حفتر، حيث ذكرت وكالة الأنباء الليبية، في بنغازي، أن “وفدا يضم الفريق محمود حجازي ومدير المخابرات الحربية اللواء محمد الشحات جاء لتقديم التهنئة بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة الكرامة التي انطلقت لتحرير البلاد من قبضة الجماعات الإرهابية المتطرفة”. ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية ليبية أن طائرة عسكرية خاصة حطت في مطار بنينا الدولي ببنغازي وعلى متنها الوفد الذي اتجه على الفور إلى مقر القيادة العامة في منطقة الرجمة.6

وفي 26 مايو 2017م، قامت مجموعة مسلحة بمهاجمة حافلة للأقباط في محافظة المنيا أثناء توجهها لدير الأنبا صاموئيل، وأسفر ذلك الهجوم عن سقوط أكثر 35 قتيل وأصابة العشرات، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية تبنية للعملية حيث قالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم  إن مفرزة تابعة للتنظيم نصبت كمينا محكما لمن وصفتهم بـ”عشرات النصارى المحاربين” أثناء توجههم إلى كنيسة صموئيل ما أدى إلى مقتل 35 شخصا وإصابة 24 آخرين وإحراق سيارة.7

بعد الهجوم ببضع ساعات قام السيسي بعقد اجتماع أمني مصغر لبحث تداعيات الهجوم وبعد الإنتهاء من الإجتماع القي السيسي كلمة  أعلن فيها أن القوات المصرية قامت بتوجيه ضربة لأحد المعسكرات التي يتم فيها تدريب هذه العناصر  في درنة، مضيفاً أن مصر لن تتردد في توجيه ضربات ضد معسكرات الإرهاب في أي مكان، سواء في الداخل أو الخارج”، وأضاف إنه يجب معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب وتقدم له المال والسلاح “من دون مجاملة أو مصالحة”8.

ثانياً: التطورات العسكرية قبل الضربة

مع بداية شهر مايو 2017م، رأينا ان القوات الموالية لحكومة طرابلس وبعض من المجموعات المسلحة الأخري أصبح لها شكل قوي وفعال وتحديدا في الجنوب الليبي وأصبحت تحقق مكاسب علي الأرض وكانت آخر المعارك التي كبدت فيها تلك القوات خسائر كبيرة للقوات التابعة “لحفتر” كان في الهجوم علي القاعدة الجوية في الجنوب الليبي “براك الشاطئ” والذي نفذته القوة الثالثة التابعة لوزراة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني، وقوات تابعة لتنظيم القاعدة وكانت حصيلة القتلي من قوات ” حفتر” في ذلك الهجوم 141 شخصا.

وكان من اللافت في ذلك الهجوم أن القوات المنفذة لم يكن هدفها السيطرة علي قاعدة “براك الشاطئ” بل إن القوات بعد مهاجمتها للقاعدة وقتل جل من فيها قامت بتجريف أماكن إقلاع الطائرات وقامت بتركها، في وقت نفسه نفت حكومة الوفاق الوطني مسؤوليتها عن الهجوم، رغم أن القوات المهاجمة أعلنت سابقا ولاءها لها.

في هذه الأثناء، أصدر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح تعليمات للقوات المسلحة باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية للدفاع عن الجنوب و”تطهيره من جميع المليشيات الخارجة عن القانون”، مشددا على عدم القبول بعد الآن بأي تهدئة إلا بعد رحيل من وصفها بـ”المليشيات الجهوية والمتطرفة” من جنوب ليبيا.

وبعد الهجوم الذي تم علي قاعدة “براك الشاطئ” كشف مصدر في اللجنة المعنية بمتابعة الشأن الليبي التي يترأسها رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق محمود حجازي9، أنهم كانوا بصدد التوصل لاتفاق نهائي بين رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج وقائد القوات التابعة لبرلمان طبرق خليفة حفتر، لولا المعركة التي شهدتها قاعدة براك الشاطئ من قِبل قوات موالية للسراج. وقال المصدر: “أدركنا أن هناك أطرافاً إقليمية أخرى (لم يسمها) كان لا بد من تواجدها أو على الأقل مباركتها للاتفاق بين حفتر والسراج”.

مضيفاً: “تدخّل الولايات المتحدة بشكل مباشر ربما ينهي النزاع، خصوصاً أن هذا التدخّل سيكون مصحوباً بتواصلها مع أطراف أخرى مؤثرة بشكل كبير في الملف الليبي، لكن لا يمكن للقاهرة التواصل معها في هذا الصدد”. وقال المصدر: “نسعى جاهدين لإجراء لقاء بين حفتر والسراج في حضور السيسي”، مشيراً إلى أن هناك مساعيٍ أخرى لأن يكون هذا اللقاء في حضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في القاهرة في حال قرر زيارة مصر قريباً.

وفي الجنوب الليبي أعلن اللواء 12 مجحفل التابع لقوات حفتر” عن عملية عسكرية باسم “الرمال المتحركة” بهدف “تحرير” جنوب البلاد، وحاولت قوات اللواء مرارا السيطرة على قاعدة تمنهنت الجوية شمال مدينة سبها. وبالمقابل أعلنت حينها القوة الثالثة التابعة لحكومة الوفاق “فايز السراج” والتي ينتمي معظم أفرادها إلى مدينة مصراتة، وتتولى منذ مدة طويلة حماية جنوب البلاد، عن عملية مضادة أسمتها “الأمل الموعود”.

وتتهم ميليشيات حفتر القوة الثالثة بالتحالف مع قوات “سرايا الدفاع عن بنغازي” التي حاولت أكثر من مرة الهجوم على مدينة بنغازي، وتمكنت لفترة قصيرة من احتلال اثنين من موانئ تصدير النفط في منطقة الهلال النفطي.

ثالثاً: طبيعة الضربة الجوية المصرية علي ليبيا:

بعد إنتهاء السيسي من خطابه أعلن سلاح الجو المصري إنه شن غارات على ما سماه معسكرات إرهابية في ليبيا “من قبل طائرات من طراز الرافال” وأضاف أن الغارات دمرت المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة، وبثت وزارة الدفاع المصرية صورا لطائرات حربية وقت الإقلاع في إحدى القواعد الجوية قالت إنها وجهت ضربة إلى معسكرات إرهابية في ليبيا.

وفي نفس السياق أعلنت القيادة العامة لميليشيات “حفتر” أن ضربات الجيش المصري في درنة كانت بالتنسيق مع سلاح الجو الليبي بقيادة العميد صقر الجروشي.10 فيما أكدت مصادر أن الغارات المكثفة التى شنها سلاح الجو المصرى خلال اليومين الماضيين بمشاركة سلاح الجو الليبى على مدينة درنة شرق ليبيا، تمهد لعملية برية ليبية أوسع ضد الجماعات الإرهابية.11

وفي المقابل قالت مصادر عسكرية بمجلس شورى مجاهدي درنة شرقي ليبيا أن طائرات حربية قصفت منطقة الفتايح شرق درنة، ونفى المتحدث باسم مجلس شورى مجاهدي درنة محمد المنصوري أن يكون القصف قد استهدف مواقع تابعة للمجلس، وقال المنصوري إن القصف استهدف مواقع مدنية آهلة بالسكان وألحق أضرارا مادية بمنازل وسيارات ومزارع لمواطنين.

ولم تقتصر الهجمات المصرية علي ضرب مناطق في الغرب الليبي فقط بل أمتد القصف الي مناطق في الجنوب أيضا ، حيث قصفت طائرات حربية مصرية وإماراتية فجر يوم الأحد الموافق 28 مايو 2017م، مدينة هون جنوبي ليبيا12. وكشفت مصادر محلية ليبية إن طائرات حربية مصرية أو إماراتية ، أغارت على مواقع مدنية في مدينة هون بمنطقة الجفرة، انطلاقا من مطار راس لانوف العسكري الذي تسيطر عليه قوات حفتر، وأضافت أن مخزن ذخيرة لقوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني “السراج” تعرض بدوره للقصف، مما أدى إلى انفجار الذخائر الموجودة في المكان المستهدف.

المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية “السراج” رفض ما وصفه بانتهاك سيادة البلاد واستهجن المجلس في بيانٍ القصف المصري لمواقع داخل ليبيا دون التنسيق مع السلطات الشرعية المتمثلة في حكومة الوفاق المعترف بها عربياً وأفريقيا ودولياً،  وأضاف المجلس أنه يتطلع إلى التنسيق في ظل التحالف الدولي والإسلامي لمواجهة العمليات الإرهابية في الداخل والخارج، مع الاحترام الكامل للسيادة الوطنية13.

من جهته استنكر مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها قصف سلاح الجو المصري لمواقع آهلة بالسكان في مدينة درنة شرقي ليبيا، وأكد المجلس في بيانه أنه لا علاقة له بما حدث في مصر من اعتداءات على المدنيين العزل في المنيا، ومن جهته قال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي بأسم الخارجية المصرية إن مصر أبلغت مجلس الأمن الدولي بأن الغارات الجوية على درنة تدخل في إطار الحق في الدفاع الشرعي بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتتسق مع قرارات مجلس الأمن المعنية بمكافحة الأرهاب.

رابعاً: تفسيرات الضربات الجوية:

1ـ حسم المعارك لصالح حفتر:

الضربة كان معد لها مسبقا وبترتيت وبتنسيق بين الجانب المصري والجانب الليبي، وبرز هذا التنسيق في زيارة الفريق محمود حجازي الي بني غازي ولقاؤة بحفتر قبل الضربة بعدة أيام، فالدافع الأساسي والرئيسي للتدخل المصري في ليبيا هو الخلاف بين فايز السراج وخليفة حفتر الرجل الذي يدعمة النظام المصري والنظام الإماراتي أيضا بكل أنواع الدعم العسكري، وبرغم لقاء السراج وحفتر في أبو ظبي وإعلان اتفاق ثنائي بينهم الإ ان هذا اللقاء لم يترتب عليه شئ علي الأرض حيث شهدت المعارك علي الأرض تقاتل بين قوات “حفتر” وقوات حكومة الوفاق الوطني “السراج”.

وظهر هذا التقاتل جليا في الهجوم الشرس الذي قامت به قوات موالية لحكومة الوفاق بمشاركة من بعض المجموعات المسلحة الأخري علي قاعدة “براك الشاطئ” في الجنوب الليبي، لذلك رأينا أن القصف الجوي المصري الإماراتي لم يقتصر فقط علي مدينة درنة فى الشرق الليبي بل امتد الي الجنوب الليبي علي مدينة هون، فالتدخل المصري جاء في ذلك الوقت لإستعادة حفتر قواه وسيطرته علي معظم الأراضي في الداخل الليبي وتحديدا في الجنوب الليبي الذي لم يسطر عليه حفتر وما تبقي من الشرق الليبي الذي يسيطر علية حفتر بشكل تام بخلاف مدينة درنة.

فالتدخل المصري جاء لحسم المعارك لصالح لحفتر لإجبار كل القوي الأخري للقبول بأي تسوية سياسية قادمة يكون لحفتر فيها النصيب الأكبر كون أن قواته تستحوذ وتحكم سيطرتها أكثر من غيرها علي الأرض في الداخل الليبي.

وما يقوم به السيسي هو بضوء أخضر من النظام الدولي والنظام الإقليمي الذي رأي البعض أنه أخذ قرار بحسم الأوضاع فى الداخل الليبي، لذلك رأينا ان تدخل السيسي لم يقتصر فقط علي الضربات الجوية في شرق ليبيا وغربها بل شمل تدخل قوات عسكرية برية مصرية الي الداخل الليبي، حيث قالت بعض المصادر إن وحدة من القوات الخاصة المصرية وصلت بالفعل إلى معسكر لملودة بالقرب من درنة للمشاركة في عملية عسكرية بهدف اقتحام المدينة14، وأعلنت مصادر أمنية وصول قوات خاصة من وحدات المظلات والاستخبارات العسكرية المصرية لمعسكرات القبة استعدادا لعمليات العسكرية في درنة تلك المدينة الوحيدة التي لم تسيطر عليها قوات حفتر في شرق ليبيا.

2ـ ضرب التيارات الإسلامية المتواجدة في ليبيا:

يري البعض أن السيسي يقصد مما فعله في درنة تنفيذ مخططه في ليبيا بضرب الثوار، ولضرب كل التيارات السياسية والإسلامية المحاربة لحفتر” وأن الهدف من ضرب السيسي لمدينة درنة إرسال رسالة لمؤيدي القوي الإسلامية والدول الداعمة لها، وخاصة قطر التي تقول المصادر القريبة ن السيسي أنها تدعم مجلس شورى ثوار بنغازي، ومقاتلي مجلس شورى مجاهدي درنة ، وسرايا الدفاع عن بنغازي، وغيرها15.

3ـ تنفيذ سياسة إماراتية:

منذ اللحظة الأولي من بداية عملية الكرامة التي قام بها حفتر في ليبيا تقوم دولة الإمارات بدعمها بكل أنواع الدعم المالي والعسكري، خاصة وأن الإمارات من أقوي الدول التي ساعدت السيسي في انقلابه العسكري علي حكم الرئيس محمد مرسي، فجاء تماهي السيسي في تقاربه وعلاقته بخليفة حفتر ومساعدة قواته لكيلا يفقد السيسي حليفته دولة الإمارات.

4ـ حصول السيسي على البترول الليبي بعد سيطرة حفتر على الهلال النفطي الليبي:

تسيطر قوات خليفة حفتر الأن علي منطقة الهلال النفطي في شرق ليبيا، وكان أحد أهداف السيسي في دخوله المعترك الليبي هو تأمين مشتقات مصر البترولية عند حدوث أي سبب مفاجأ يؤدى لحدوث نقص أو أزمات داخل الدولة المصرية وبالفعل عندما توقفت شركة “أرامكو” الحكومية السعودية للطاقة عن إمداد مصر بالمواد النفطية في مطلع شهر أكتوبر 2016 أعلنت ليبيا إنها مستعدة لتوفير كل احتياجات مصر من النفط وأكد النائب زياد دغيم، عضو مجلس النواب الليبي، أن مجلس النواب الليبي طالب الحكومة بتقديم دعم لمصر بشحنات البترول اللازمة دون مقابل.

خلاصة:

التدخل العسكري المصري في ليبيا يندرج تحت الدور الوظيفي لمصر في الاستراتيجيات الأمنية الدولية في المنطقة، وأن النظام العسكرى الحاكم في مصر يراهن على أهمية ومكانة الدور المصري، والجيش المصري في القيام بهذا الدور بغض النظر عن توافقه أو تعارضه مع المصالح الوطنية المصرية، فقط إلا بما يخدم استقرار واستمرار النظام (16).

————————————-

الهامش

(1) بدء اجتماع بين حفتر والسراج في الإمارات/ وكالة سبونينك 02 مايو 2017، تاريخ الدخول 05 يونيو 2017، الرابط

(2)اتفاق حفتر والسراج على تشكيل مجلس رئاسة الدولة في ليبيا/ العربية نت 02 مايو 2017، تاريخ الدخول 05 يونيو 2017، الرابط

(3) عربي21″ تنفرد بنشر كواليس لقاء السراج وحفتر في الإمارات/ عربي 21، 9 مايو 2017، تاريخ الدخول 06 يونيو 2017، الرابط

(4) السيسي يؤكد خلال لقائه حفتر على أهمية رفع القيود عن توريد السلاح لجيش ليبيا/ اليوم السابع 13 مايو 2017، تاريخ الدخول 15 مايو 2017، الرابط

(5) ضباط من الغرب الليبي يرفضون العمل تحت قيادة حفتر، الرابط

(6) رئيس أركان الجيش المصري يزور بنغازي شرقي ليبيا للقاء حفتر، bbc  17مايو 2017، تاريخ الدخول 06 يونيو 2017، الرابط

(7) تنظيم الدولة يتبنى هجوم المنيا والسيسي يتوعد/ الجزيرة نت 27 مايو 2017، تاريخ الدخول 07 يونيو 2017، الرابط

(8) الرئيس السيسى: توجيه ضربات قوية لمعسكرات الإرهابيين الآن/ اليوم السابع 26 مايو 2017، تاريخ الدخول 07 يونيو 2017، الرابط

(9) وساطة أميركية في الأزمة الليبية: وفد يزور القاهرة لدفع اتفاق السراج وحفتر/ العربي الجديد 26 مايو 2017، تاريخ الدخول 29 مايو 2017، الرابط

(10) الجيش الليبي: ضربات الجيش المصري في درنة كانت بالتنسيق مع سلاح الجو/ وكالة أسبوتينك 26 مايو 2017، الريخ الدخول 29 مايو 2017، الرابط

(11) مصادر: توقعات بتدخل برى لتحرير «درنة» من الإرهابيين/ الشروق 28 مايو 2017، تاريخ الدخول 29 مايو 2017، الرابط

(12) غارات جوية جنوبي ليبيا بعد قصف مصري لدرنة/ الجزيرة نت 28 مايو 2017، تاريخ الدخول 07 يونيو 2017، الرابط

(13) المجلس الرئاسي يستنكر الغارات المصرية على ليبيا/ الجزيرة نت 27 مايو 2017، تاريخ الدخول 07 يونيو 2017، الرابط

(14) حفتر يحضر لعمل عسكري بري بدعم مصري و”الرئاسي” يحدد 7 مناطق عسكرية/ العربي الجديد 02 يونيو 2017، تاريخ الدخول 07 يونيو 2017، الرابط

(15) قطر وتمويل الميليشيات المتطرفة في ليبيا، سكاي نيوز 04 يونيو 2017، تاريخ الدخول 07 يوينو 2017، الرابط

(16) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close