fbpx
دراساتخرائط قوىأسيا وافريقيا

الجيش التركي: خريطة معلوماتية أولية

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

تمهيد:

تقع تركيا في منطقة هشّة من الناجية الجيوسياسية في مثلّث الأزمات البلقانيالقوقازيالشرق أوسطي وتعدّ القوّات المسلّحة التركيّة ثاني أكبر جيش في حلف شمالي الأطلسي بعد الولايات المتّحدة الأمريكية، وهذا بعد انضمامها للحلف سنة 1952، وهي عاشر أكبر جيش عالميا وفق آخر إحصائية لموقع جلوبال فاير بأور، وتركيا إحدى الدول الخمسة “تركيا، بلجيكا، هولندا، إيطاليا، ألمانيا” في حلف الناتو المتواجد في قواعدها رؤوس نووية أمريكية، ووفق تقديرات فإن بقاعدة إنجرليك 90 رأس نووي منهم 40 رأس مصرح باستخدامهم من قبل القوات الجوية التركية وفق قيادة حلف الناتو، وفي إطار محاولة فهم المشهد التركي الحالي ومشاركة قوات من الجيش في المحاولة الانقلابية الفاشلة.

نقف في هذا التقرير على رصد أولي للقوات المسلحّة التركية بكافة فروعها القوات البحرية، والقوات الجوية، والقوات البرية، وقوات الدرك، وخفر السواحل تتبع قوات الداخلية في وقت السلم وتتبع وزارة الدفاع في وقت الحرب.

أولاً: القوات المسلّحة والدستور التركي:

ينظّم الدستور التركي علاقة القوات المسلّحة بمؤسسات الدولة المختلفة. واستنادا إلى التشريعات التركيّة، فان القيادة العليا تكون متمثلة بالشخصيّة المعنوية للبرلمان التركي(TGNA) الذي تعود اليه صلاحية إعلان الحرب وإعطاء الحكومة الإذن بأرسال القوات المسلّحة إلى الخارج بالإضافة إلى أي مسألة تتعلق بالسماح لأي قوات أجنبية بالتواجد على الأرض التركية. أما مجلس الوزراء فهو مسؤول أمام البرلمان التركي عن الأمن القومي وعن تجهيز القوات المسلحة للدفاع عن الوطن.

هذا ويتم تعيين رئيس للقيادة العامّة للأركان من قبل رئيس الجمهورية التركيّة مباشرة ويكون قائدا عاما للقوات المسلّحة التركيّة ومسؤولا بمقتضى واجباته أمام رئيس الوزراء، ومن مسؤولياته: قيادة القوات المسلحة العامّة التركيّة والإشراف عليها بشكل كامل، وتأمين الاستعداد والجهوزية العملية للقوات المسلحة التركية، وإدارة وتوجيه العمليات العسكرية بشكل فعّال ومؤثّر، يتولى مهام القيادة العليا باسم رئيس الجمهورية في زمن الحرب، ويرتبط به مباشرة ضمن التسلسل القيادي قادة كل من القوات البرية والبحرية والجوية.

الخدمة العسكرية:

تنص المادة 72 من دستور الجمهورية التركية على أن أداء الخدمة العسكرية هو حق وواجب كل تركي، وتعتمد السياسة الأساسية في الالتحاق بالجيش على اختيار أشخاص ممّن تتوفر فيهم أفضل المؤهلات الجسدية والعقلية والأخلاقية والتربوية والقدرة التدريبية للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة التركية، على أن يكون المصدر الرئيسي للخدمة العسكرية هم الذكور من المواطنين الملزمين بالجندية البالغين 20 عاماً من العمر بما يتلاءم مع وضعهم الدراسي والمهني.

وقد تمّ إجراء العديد من التعديلات فيما يتعلّق بسياسة التجنيد لتراعي عددا من الحالات ومنها على سبيل المثال:

– خريجو المدارس العليا ذات الثلاث سنوات ودون هذا المستوى يخدمون 15 شهراً كجندي أو عريف.

– خريجو الكليات والمعاهد العليا ذات الأربع سنوات أو أكثر يخدمون كضباط احتياط لمدة 12 شهراً.

– خريجو الكليات والمعاهد ذات الأربع سنوات أو أكثر والفائضون عن الحاجة يخدمون مدة 6 أشهر برتبة جندي أو عريف.

– المتواجدون في الخارج كعامل أو صاحب عمل يخدمون لمدة 21 يوماً إضافة إلى دفع بدل بالعملة الصعبة. ويجوز تغيير هذه الفترات الزمنية بقانون أو بقرار رئاسة مجلس الوزراء.

ثانياً: هيكلية القوات المسلّحة التركيّة

تتألف القوّات المسلّحة التركية تحت رئاسة الأركان العامة من قيادة القوات البرية وقيادة القوات البحرية وقيادة القوات الجوية، وهناك أيضاً القيادة العامة للدرك وهي تابعة لوزارة الداخلية في الحالات العادية والطبيعية أي في السلم، ولقيادة القوات البرية والبحرية عند حالات التعبئة العامة والحرب، وكذلك هناك قيادة الأمن الساحلي.

وتنضوي تحت قيادة القوات البرية أربع قيادات للجيوش وقيادة لوجيستي وقيادة للتدريب الميداني وتأتي تركيبة القوات البريّة على الشكل التالي:

1ـ أربعة جيوش برية ميدانية “الجيش الأول، والثاني، والثالث، وجيش ايجة”، ووفق المعلومات المتوفرة فإنها تتضمن “10 فيالق عسكرية، واحد فرق مشاة، و 2فرق مشاة ميكانيكية، 2 فرقة مشاة ميكانيكي تكتيكة، واحد فرقة مدرعة، واحدفرقة تدريبة، 16 من ألوية المشاة الميكانيكية منهم 14 يتم إسنادهم في حالة الاحتياج لحلف الناتو، 14 ألوية مدرّعة، 5 ألوية مغاوير، 2 ألوية مدفعية، لواء للملاحة و الاستطلاع، 2 ألوية تدريب، لواء للمساعدة الإنسانية.

2ـ قيادة القوات البحرية التركيّة فتنضوي تحتها قيادة الأسطول والقيادة الميدانية للبحر الشمالي والقيادة الميدانية للبحر الجنوبي وقيادة التدريب والتمرين البحري، وهي على الشكل التالي “13 غوّاصة، 16 فرقاطات، 8 طرادات، 6 سفن حربية، 21 كاسحة ألغام، 29 زورق دوريات بحرية سريعة، 52 سفينة انزال، 23 طائرة عسكرية تابعة للبحرية.

3ـ قيادة القوات الجويّة التركيّة، وينضوي تحتها قيادة القوة الجوية الأولى وقيادة القوة الجوية الثانية وقيادة التدريب الجوي والقيادة اللوجستية، ويوجد عدد 2 قواعد نقل رئيسية، و عدد 1 قاعدة نقل وتدريب، و عدد 2 قاعدة جوية تكتيكية بـ أسكي شهير، ديار بكر.

 

ثالثاً: أنظمة التسلّح:

معظم أنظمة التسلّح التي تستخدمها القوّات المسلّحة الترّكية أمريكية المصدر، لكنّ تركيا عملت خلال السنوات الأخيرة على الاعتماد على أنظمة تسّلح من دول أخرى أيضا منها: ألمانيا، إنكلترا، فرنسا، روسيا وإسرائيل. وفي موازاة ذلك، تقوم تركيا بإنشاء صناعتها الدفاعية الخاصّة لتحقّق الاكتفاء الذاتي من ناحية صناعة الأسلحة، وهي تسعى أيضا إلى الدخول في مشاريع انتاج أسلحة وأنظمة تسلّح مشتركة وذلك بالحصول على تراخيص انتاج من بلد المنشأ، الأمر الذي يسمح بانتقال التكنولوجيا اليها، وهي باشرت بعض المشاريع الخاصة بها. ومثل الجيش التركي بعد تأسيسه الحديث رأس حربة الغرب في مواجهة الشيوعية، فتمّ تدريبه وتسليحه وفقا للمعايير الغربية المتطورة ليكون سدّا منيعا في وجه الامتداد الشيوعي.

وقد تمّ تقسيم البلاد إلى أربعة مناطق عسكرية اعتمادا على العناصر الاستراتيجية من حيث التضاريس، التموين، الاتصالات، والخطر الخارجي المحتمل. وتمّ إيكال مهمة الدفاع عن هذه القطاعات إلى الجيوش الأربعة والتي يصبح أول ثلاثة منها تحت قيادة الناتو حال إعلان منظمّة حلف شمالي الأطلسي الإنذار، وتتوزع الجيوش ومهامها كالتالي:

الجيش الأول: تقع قيادته في إسطنبول وقسم كبير منه منشر في الجزء الأوروبي من تركيا. مهمّته حماية إسطنبول، مضيق البسفور والدردنيل وشبه جزيرة كوجائلي.

الجيش الثاني: مقرّه في مالاطيا، وينشتر في منطقة جنوب شرق الأناضول ومهامه دفاعية في مواجهة سوريا، إيران والعراق.

الجيش الثالث: ومقره في ارزينجان، وينتشر شرقي الأناضول ويغطي الحدود مع جورجيا، أرمينيا، أذربيجان ومن الشرق والمنطقة الشمالية الشرقية، ومصمم للتدخل السريع.

الجيش الرابع (الجيش الايجي): ومقرّه أزمير، وتمّ إنشاؤه في السبعينيات نتيجة التوتر المتعاظم آنذاك مع اليونان في بحر ايجه مهمة حماية ساحل بحر إيجة من أول منطقة الدردنيل إلى قبرص ويرتبط الجنود الأتراك الموجودين في مهمة حفظ السلام في قبرص بالقيادة المركزية للجيش الرابع من حيث الهيكلية وحفظ الطرق البحرية في تلك المنطقة.

توزيع الجيوش وفق النطاق الجغرافي التركي1:

جدول ـ 1: الجيش الأول والثاني:

جدول ـ 2: الجيش الثالث والرابع:

جدول ـ 3: مناطق عسكرية هامة:

جدول (4) إجمالي عدد أفراد القوات المسلحة التركية:

جدول (5) يوضح تسليح الجيش التركي:

* تضم القطع البحرية: 16 فرقاطة 8 طرادات 13 غواصة، 29 قطع بحرية، 15 كاسحات الغام، 52 سفن إنزال، 13 طائرات دورية هليكوبتر.

جدول ـ 6: أسماء قادة الانقلاب العسكري2:

—————————-

الهامش

(1) Türk Kara Kuvvetler, link

(2) فرار متورطين بمحاولة الانقلاب بتركيا للخارج، الرابط

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close