تقارير

الحرب البيولوجية الانتقائية من خلفها؟

 

تمهيد

في ديسمبر 1998 نشرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية تقريراً صحفياً عن مشروع إسرائيلي لإنتاج قنبلة جينية عِرقية لقتل العرب دون غيرهم، وكان التقرير الذي أثار أصداء واسعة في بريطانيا وأمريكا وإسرائيل …والعالم العربي ، قد ذكر بأن مشروعا علميا إسرائيليا شديد السرية لتحقيق هذا الهدف قد قام بناء على أبحاث طبية إسرائيلية استطاعت أن تميز جينا معينا يوجد في العرب دون غيرهم، ويتم العمل على هذا المشروع في معهد الأبحاث البيولوجية في “نيس تزيونا” الذي يعتبر المركز الرئيس للأبحاث المتعلقة بترسانة إسرائيل السرية من الأسلحة الكيماوية والجرثومية .

لكن بيل ريتشاردسن، النائب المساعد لوزير الدفاع الأمريكي لشؤون البرامج البيولوجية والكيماوية العسكرية خلال فترة رئاسة الرئيسين الأمريكيين رونالد ريجان وجورج بوش الأب قال حينها بأن تطوير مثل هذا السلاح قضية معقدة، وتتجاوز مجرد إعداد السلاح إلى إيجاد طرق عسكرية تضمن إطلاق هذا السلاح بالشكل الفعال، إذ ليس كل الأسلحة الحيوية هي غازات يمكن إطلاقها بالصواريخ كغاز الخردل، بل قد تكون مجرد مادة في إبر تحتاج لتقنية متقدمة حتى يمكن نشرها بين الجمهور المستهدف، وادعاء امتلاك هذه التقنية ليس سهلا .

وأضاف ريتشاردسن بأنه لا شك لديه أن إسرائيل قد عملت على إنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية منذ فترة طويلة، مضيفا في تصريح من النادر أن يصدر عن مسؤول أمريكي “لا أعتقد أنه يمكنك أن تجد معلومات حول هذا الموضوع. يبدو أننا دائما كانت لدينا معايير مزدوجة ومتناقضة في التعامل مع إسرائيل مقارنة بالتعامل مع التهديدات البيولوجية التي تصدر عن دول أخرى. لا شك أن لديهم مثل هذه البرامج منذ سنوات، لكن جعل أي شخص يتحدث عن ذلك إعلاميا يبدو أنه أمر صعب جدا “.

وأضاف ريتشاردسن بأن التكنولوجيا البيولوجية متطورة في إسرائيل بالقدر نفسه -إن لم يكن أفضل- من أمريكا، وهم استطاعوا أن يطوروا اختبارات الحمل واختبارات لرصد بعض الأمراض مثل “الأنثراكس”، والذي اعتبر عند صدوره تقدما تكنولوجيا ضخما، حيث كل ما تحتاجه الآن هو شريط صغير يتغير لونه إذا كان هناك حمل أو فيروس الأنثراكس في الدم .

من جهته قال الدكتور فيكتور ديلفيتشيو، العالم بجامعة سكرانتون الأمريكية والذي كان قد طور أساليب عليمة لرصد الغازات السامة بأن إنتاج “قنبلة عرقية” أمر ممكن نظريا، لكنه لا يعتقد أنه يوجد حاليا معلومات كافية عن الجينات البشرية بحيث أن أحد الأعراق البشرية لديه جين معين الذي يمكن مهاجمته بأسلحة خارجية .

الخريطة الجينية :

إذن هذا ما علَّل له الدكتور فيكتور عدم خطورة الاستخدام المجرَّم للقنبلة الجينية وهو أنَّه لا يوجد حاليا معلومات كافية عن الجينات البشرية بحيث أن أحد الأعراق البشرية لديه جين معين الذي يمكن مهاجمته بأسلحة خارجية.

البحث عن المورِّث العربي :

ولكن بعد اعلان الاكتشاف الحيوي الكبير للخريطة الجينية أصبح ذلك ممكناً جداًّ ، فقد أعلن العلماء يوم الإثنين 26 مايو 2000 عن تفاصيل الخريطة الجينية للإنسان أو ما يعرف بـ “مشروع الجينوم البشري” وهو حدث علمي فريد؛ دفع كلا من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير للاشتراك في الإعلان عنه .

إذن هناك مخاطر كبيرة جداًّ من سوء استخدام المعلومات الخاصة بالشفرة الوراثية، فمن يضمن لنا أن الكشف عن مفردات الشريط الوراثي لن تؤدي إلى مخاطر على صحة الإنسان في دول العالم الثالث مثلاً ، فهل وقف اكتشاف الاستعمال السلمي للطاقة الذرية حائلاً دون استخدامها في تدمير هيروشيما و نجازاكي؟

الفيروسات المصنَّعة خطوات قاتلة في مسيرة الحرب الجرثو جينية:

من العجيب أن العالم منذ مدَّة طويلة يعيش فترة نشوء غريبة لفيروسات لم تكن موجودة من قبل ابتدأت بالايدز فالايبولا فالسارس فانفلونزا الطيور فانفلونزا الخنازير …. الخ ، مع ان تلك الفيروسات ـ في شكلها الاخير ـ لم تكن موجودة في الطبيعة قبل ذلك .

هذا عدا العديد من التطورات المخبرية لكثير من الفيروسات ، فهناك العديد من الأمراض التي حدث بها تطور وراثي مثل الطاعون السوبر الذي تم تصنيعه بواسطة الاتحاد السوفيتي بحيث لايؤثر فيه التطعيم المتاح ضد الطاعون، وكذلك 27 نوعاً من المضادات الحيوية التي كان لها تأثير على هذا النوع من البكتريا، وكذلك فيروس حمى ادنج والتيفوس، كما تمكن بعض العلماء من وضع جينات بعض الفيروسات أو البكتريا القاتلة داخل التركيب الجيني لبعض أنواع البكتريا غير الضارة والموجودة بشكل متكاثر في الأمعاء وبذلك يصعب اكتشاف الميكروب المسبب للمرض بالطرق العادية1.

وفي هذا السياق اتهمت صحفية نمساوية متخصصة في الشئون العلمية منظمة الصحة العالمية وهيئة الأمم المتحدة، والرئيس الأمريكي باراك أوباما،ومجموعة من اللوبي اليهودي المسيطر على أكبر البنوك العالمية، وهم: ديفيد روتشيلد،وديفيد روكفيلر، وجورج سوروس؛ بالتحضير لارتكاب إبادة جماعية، وذلك في شكوى أودعتها لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ( FBI ).

وفجَّرت الصحفية (يانبيرجرمايستر) النمساوية قنبلةً مدويةً بكشفها؛ أن ما بات يُعرف بفيروس أنفلونزا الخنازير الذي اجتاح بلدان العالم في ظرف قياسي؛ ما هو إلا مؤامرة يقودها سياسيون ورجال مال وشركات لصناعة الأدوية في الولايات المتحدة الأمريكية .

وتزامنت الشكوى الجديدة مع شكاوى أخرى رُفعت في إبريل الماضي ضد شركات الأدوية «باكستر» و«أفيرجرين هيلز» و«تكنولوجي»، والتي ترى الصحفية أنها مسئولة عن إنتاج لقاح ضد مرض أنفلونزا الطيور، من شأنه أن يتسبب في حدوث وباء عالمي، من أجل البحث عن الثراء في نفس الوقت. وترفع الصحفية في شكواها جملةً من المبررات تتمثل في كون المتهمينارتكبوا ما أسمته «الإرهاب البيولوجي»؛ مما دفعها لاعتبارهم «يشكلون جزءًا من «عصابة دولية» تمتهن الأعمال الإجرامية، من خلال إنتاج وتطوير وتخزين اللقاح الموجه ضد الأنفلونزا، بغرض استخدامه كـ«أسلحة بيولوجية»؛ للقضاء على سكان الكرة الأرضية من أجل تحقيق أرباح مادية ».

واعتبرت الصحفية أن أنفلونزا الخنازير مجرد «ذريعة » ،واتهمت من أوردت أسماءهم في الشكوى؛ بالتآمر والتحضير للقتل الجماعي لسكان الأرض،من خلال فرض التطعيم الإجباري على البشر، على غرار ما يحدث في الولايات الأمريكية،انطلاقًا من يقينها بأن «فرض هذه اللقاحات بشكل متعمد على البشر، يتسبب في أمراض قاتلة»؛ مما دفعها إلى تكييف هذا الفعل على أنه انتهاكٌ مباشرٌ لحقوق الإنسان،والشروع في استخدام «أسلحة البيوتكنولوجية ».

ومن هذا المنطلق ترى الصحفية في عريضة الشكوى أن مثل هذه الأفعال لا يمكن تصنيفها إلا في خانة «الإرهاب والخيانةالعظمى ». وتحوَّل موضوع هذه الشكوى إلى قضية حقيقية، رفعتها منظمات حقوقيةومهنية في مختلف دول العالم، وفي مقدمتها جمعية «SOS» للعدالة وحقوق الإنسان الفرنسية، التي سارعت بدورها إلى المطالبة بفتح تحقيق جنائي، بهدف منع وقوع أزمةصحية خطيرة . وشددت على ضرورة وضع حد للتطعيم واسع النطاق المخطط للشروع فيه،بداية من فصل الخريف الجاري .

في هذه الأثناء، قال عدد من أخصائيي علم الفيروسات : «إن برنامج التطعيم الإجباري ضد مرض انفلونزا الخنازير عندما يُنظر إليه يتأكد أن فيروس «H1N1» المسبب للمرض من الفيروسات المركبة جينيًّا، وأنه تم إطلاقه عن عمد لتبرير التطعيم .

وتساءل الخبراء: «من أين حصل هذا الفيروس على كل هذه الجينات؟ » ،مشيرين إلى أن التحليل الدقيق للفيروس يكشف عن أن الجينات الأصلية للفيروس؛ هي نفسها التي كانت في الفيروس الوبائي الذي انتشر عام 1918م، بالإضافة إلى جينات من فيروس انفلونزا الطيور «H5N1 « ، وأخرى من سلالتين جديدتين لفيروس «H3N2 « ، وتشير كلالدلائل إلى أن انفلونزا الخنازير هو بالفعل فيروس مركب ومصنع وراثيًّا .

ورغم كلهذه التحذيرات نجد وزارة الصحة ماضية في تنفيذ خطتها في برنامج اللقاح لطلبةالمدارس، وأجلت بعض اللقاحات الأساسية سبعين يوماً من أجل لقاح أنفلونزا الخنازيرالذي طلبت منه خمسة ملايين جرعة، وذلك لتأكيد منظمة الصحة العالمية أنَّه لقاح آمن،ولكن بعدما أكَّد العالم الأمريكي ليونارد هرويتز خبير الصحة العامة والأمراض الناشئة على الهواء مباشرة في برنامج بلا حدود في قناة الجزيرة الذي بُثَّ يوم الأربعاء 18 شوال 1430هـ، الموافق 8 أكتوبر 2009م، أنَّ فيروس أنفلونزا الخنازير مصنَّع، وأنَّ عائلة روكفلر» المستفيد الأساسي ، وهناك أدلة قوية تحث الدول عبرالعالم أن توقف حملة التلقيح حتى يكون هناك عملية تحقيق تقوم بها المحاكم الدولية،ففي نيويورك قد وجدوا شركة يرأسها مردوك وبلاك فاين وروكفلر كل هؤلاء عبارة عن مصنعين رئيسيين وهم يسيطرون على الإعلام، توماس غلوسر أيضا وهو يملك شركة للأدوية،رئيس مجلس إدارتها وهو أيضا رئيس رويترز التي كشفت القصة بشأن H1in1 و H5in1 .

وقدكشفوا تلك القصة بأنَّ هناك مصالح كبيرة متضاربة بين أولئك الذين يقودون الشراكةلمدينة نيويورك وأولئك الذين يحصلون على الأموال من التلقيحات. كما كانوا وراءتصنيع فيروس الإيدز الذي قتل إلى الآن 40 مليوناً مفصحاً عن أصول الـ HIV الإيدزالذي تم إنتاجه وصناعته في مختبر في نيويورك، وذكر أنَّ فولدجي ومنظمته وهي واحدةمن أربع منظمات، CDC والـ FDI وشركة ماركن والشركة الوطنية للأمراض، هذه الشركات هيالتي خلقت هذه الأمصال في القرود المصابة، واستخدمت هذه القرود للأمصال التي قدمتللممثلين وذوي الشذوذ الجنسي في أميركا بين 1972 و1974م، ورغم علم عدد من العلماءالأمريكان بهذه الحقائق العلمية، ولكنهم ملتزمون الصمت .

أحد أهم العلماء العالميين الأميركيين البارزين في مجال الأمراض الناشئة والصحة العامة الدكتور ليونارد هورويتز، يقول كان هناك آفة من إنفلونزا الخنازير صنعت في المخابر من مثل برادين وهناك علماء كتبوا ذلك وأيضا تم نشره في الصحافة الطبية ومصادره تثير الشكوك وكافة الأدلة تدل على أن تلك هي الحقيقة إذاً هو خلق في المختبر وهو عبارة عن فيروس مصنع مخبريا.( لقاء بلاحدود قناة الجزيرة).

إسرائيل تطور فيروس أنفلونزا الطيور :

في قلب الكيان الصهيوني يوجد معهد ‘نيس تسيونا’ للأبحاث البيولوجية.. هذا المعهد تخصص منذ أمد بعيد في انتاج الجراثيم والميكروبات والأوبئة القاتلة لنشرها في أنحاء الدنيا وخاصة العالم العربي الذي يعد الهدف الأول لكل مخططات إسرائيل العدوانية في المنطقة .

آخر المعلومات التي تسربت من الكيان الصهيوني تشير إلي أن معهد ‘نيس تسيونا’ قد طور من فيروسات ‘أنفلونزا الطيور’ بعد أن كان قد نجح في تطوير نحو 15 نوعا من مواد الحرب الجرثومية البيولوجية الكلاسيكية .. مثل الطاعون والتيفود والكوليرا والجدري وغيرها.. وكذلك مواد أكثر فتكا من ضمنها تطوير قنبلة ‘الجنس’ أو ‘العرق’ التي بمقدورها إبادة الجيش العربي بواسطة الهندسة الوراثية ‘الجينية.

إلي ذلك أفادت المعلومات أن وراء فكرة تطوير قنبلة ‘الجنس أو العرق’ قسم الأبحاث العلمية التابع للمؤسسة المركزية للاستخبارات والمهمات الخاصة ‘الموساد’ ولصالح شعبة الأبحاث والتطوير في وزارة الدفاع الصهيونية بدعم من مكتب رئيس الوزراء الصهيوني .. وأن استخدام قنبلة ‘الجنس أو العرق’ كسلاح إبادة تمليه بحسب المسئولين الصهاينة الاعتبارات التالية : أولا: أنه سلاح سري أي أن استخدامه يصعب تحديده وتعيينه علي عكس أسلحة الدمار الأخري النوويةوالكيماوية وغيرها، ثانيا: أنه سلاح صامت يفتك ويبيد البشر وبدون صوت حيث ينتشر ويتغلغل دون إثارة أي أصداء أو تداعيات سياسية أو أدبية، وثالثا: يعد أقل تكلفة من تطوير أسلحة الدمار الشامل كالسلاح النووي أو الأسلحةالكيماوية، ورابعا: يسهل نشره دون استخدام وسائل أو وسائط النقل الأخري كالصواريخ والطائرات وغيرها.

قنابل ( الدايم DIME ) .. ) القنابل القبيحة .

أثناء محرقة غزة؛ تواترت الأنباء عن استخدام العدو الصهيوني لسلاح جديد يفتك بالجسم البشري دون أن يُخَلـّف مظاهر بشعة للتدمير، الذي يثير الرأي العام!. ويقصد بهذا السلاح قنابل المتفجرات الفلزية المجهرية، التي ترجمت “حرفيا” باسم متفجرات الفلز الخامل الكثيف “م ف خ ك ” (Dense Inert ****l Explosive “DIME”).. ووصفت بأنها القنابل “القبيحة جدا”. والحقيقة المؤسفة أنه لم يكن سلاحا جديدا على العرب والمسلمين.. إذ سبق استخدامه وتجريبه، بعيدا عن وسائل الإعلام، في أفغانستان والعراق ولبنان !.

وعلى عكس القنابل التقليدية التي تعتمد على تفتت غلافها الصلب وتحوله إلى شظايا كثيرة سريعة مدمرة.. تتكون هذه القنبلة من غلاف خفيف الوزن يصنع من ألياف كربونية متينة، ويتم حشوه بمادة متفجرة (مثل النترو أمين) مع مسحوق من الجسيمات الدقيقة، كثافته عالية، مصنّع خصيصا لتدمير الجسم البشري بطريقة لا يمكن وصفها إلا بالشيطانية. أما عن هذا المسحوق الشيطاني- الذي له أيضا تأثيرات سُمِّية وسرطانية- فهو عبارة عن خليط متجانس من سبيكة لأحد الفلزات الثقيلة وهو عنصر التنجستن W. وهناك نوعان من السبائك التي تستخدم في هذا المسحوق الشيطاني: تنجستن- نيكل- كوبلت (WNiCo) ، تنجستن- نيكل- حديد (WNiFe) ؛ بنسب 91-93% للتنجستن، 3-5% للنيكل، 2-4% للكوبلت أو الحديد.

عند انفجار هذا المسحوق الشيطاني؛ يتشظى إلى شُظيَّات مجهرية “متناهية الدقة” لها تأثير قاتل بالمسافات القريبة، في حدود أربعة أمتار. وتكمن خطورة هذه الشظيات في أنها تذوب في الأنسجة البشرية مما يجعل من الصعب معرفة سبب الإصابات.. إذ تـُحدث جرحا صغيرا جدا ثم تواصل إحداث تدمير هائل في الأنسجة. وهي سامة كيميائيا، وتدمر الجهاز المناعي، وتهاجم البصمة الوراثية للحمض النووي DNA.. وتصاحبها حرارة عالية، حارقة .

وعند حدوث الانفجار، لا يتفاعل التنجستن كيميائيا، ولكنه يمتص جزءا من الطاقة الناجمة عن الانفجار فتحمل الشظيات المجهرية هذه الطاقة وتندفع مكونات المسحوق بقوة إلى الخارج، وتنطلق بسرعة هائلة، لتصبح قادرة على اختراق الأجسام، فتـُحدث قطعا في العظام والأنسجة خصوصا الأطراف السفلية، بسبب وجودها في متناول هذا الخليط الفلزي. ويسهل بالطبع انفجار الغلاف الخارجي للقنبلة، الذي يتألف من ألياف كربونية، فيتفتت إلى أجزاء صغيرة جدا، تندفع وتتناثر على هيئة غبار دقيق قد يؤدي استنشاقه إلى الموت. كما يسهم هذا الغلاف الكربوني الهش في عدم تبديد الطاقة الناجمة عن الانفجار- مثلما يحدث عند انشطار الأغلفة المعدنية للقنابل التقليدية- مما يزيد من سرعة الشظيات المجهرية .

وقد ولدت هذه القنبلة الكيماوية الخارقة الحارقة القبيحة في معامل سلاح الجو الأميركي، بمشاركة علماء من معامل «لورنس ليفيرمور» بعد إجراء سلسلة بحوث بهدف تصنيع قنابل للمدن والأحياء السكنية يكون تأثيرها المدمر ضمن مدى محدد للتقليل من مساحة الدمار التي يسببها الانفجار، بهدف تجنب الآثار المباشرة وصور التدمير التي قد تخلق رأيا عاما مضادا. وبتزامن هذه البحوث مع الحرب الأمريكية على ما يسمى الإرهاب عام 2001؟ .

كان احتلال أفغانستان ثم العراق فرصة لتجريب السلاح الجديد في أجساد البشر من المسلمين، وتجلت آثار هذا النوع من القنابل وأكثرها هولاً في القصف الأميركي الهمجي لمطار بغداد يوم 4/6/2003، حيث سُلخت جلود العراقيين وتناثرت لحومهم حتى غدوا هياكل عظمية، بعدما انفجرت فيهم هذه القنابل القبيحة بوهجها البنفسجي. ‏ كما رصد الأطباء آثار هذه القنابل المدمرة خلال العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 ثم في غزة بعدها، وصولاً إلى محرقة غزة الأخيرة.. حيث الاستخدام الكثيف والمتواصل بين المدنيين لزرع الرعب في قلوب الفلسطينيين الذين أظهروا للعدو أنهم لا يهابون الموت؛ مما يشكل أكبر عقبة أمام الكيان الصهيوني العنصري الذي يسعى للتخلص النهائي من أصحاب الأرض. ‏وكما ذكرت الصحف، نقلا عن مصادر عسكرية أمريكية، فإن القوات الجوية أنفقت 1.6 مليار دولار لإنتاج قنبلة موجهة يصل وزنها إلى 250 رطلا، مشيرة إلى أنها الأفضل للاستخدام في المدن.. لأنها لا تحدث نفس التدمير الذي تقوم به القنابل الأكبر حجما من نوعها، إلا أنها قد تتسبب في خسائر بشرية عبر نثر محتوياتها لمسافة تبعد مئات الأمتار.

الجينوم البشري: نعمة ونقمة:

مع كل المميزات البالغة الأهمية لتطبيقات الجينوم البشري كما ذكر أعلاه، إلا أن اكتشاف الجينات الوظيفية في الإنسان والكائنات الأخرى قد يكون سلاح ذو حدين وذلك من خلال انتاج أشكال مختلفة من الكائنات الحية الغير مرغوب فيها مثل انتاج فيروسات أو بكتريا معدلة وراثياً واستخدامها في الحروب البيولوجية مما يؤدي إلى سيطرة بعض الدول على الأخرى ونشوب مشاكل اجتماعية وأخلاقية لاحصر لها. فعلى سبيل المثال، كلنا نعلم أن الخلايا الجسدية تموت بموت صاحبها ولكن الخلايا الجنسية قد تستمر حية لعدد كبير من الأعوام إذا حفظت حتى بعد موت صاحبها في ثلاجات تبريد.

ومن هنا فإن هناك جدل واسع حول امكانية استخدام الجينات المعدلة في علاج تلك الخلايا وتكوين أجنة تحمل صفات وراثية مختلفة. وكذلك يمكن من خلال معرفة الخريطة الجينية أن يرفض الأزواج إنجاب أطفال، وذلك لاحتمالية وجود اعاقات طفيفة بعد الولادة، وحيث جرى العرف على تقبلها في معظم الأحيان مما قد يؤدى إلى نشوء مشاكل اجتماعية ونفسية. ومن خلال الجينوم البشري أيضاً وإساءة تطبيقاته يمكن تحسين النسل البشري باستخدام خاصية الانتقاء مما قد ينتج عنه وجود العنصرية والتمييز إلى طراز معين من البشر من حيث اللون والصفات الأخرى.

ومن الممكن أيضاً في حالة العبث العلمي وعدم تطبيق أخلاقيات البحث العلمي أن يتم إنتاج أجنة بشرية معدلة وراثياً وذلك لأغراض بحثية. ومع اكتشاف الخريطة الجينية فإن بعض الحكومات قد تستخدم معرفة الخريطة الجينية ضد بعض الأفراد، وكذلك الشركات قد ترفض التأمين أو قبول الأشخاص للعمل لديها إذا ما اتضح أن الخريطة الجينية للمتقدم توجد بها احتماليات للإصابة بالأورام أو الأمراض الأخرى مستقبلاً.

الحرب البيولوجية قنبلة الفقراء الذرية

في الجو العاصف الذي ينتشر فوق العالم الآن تخرج تلميحات إلي احتمالات استخدام الحرب البيولوجية ضد الارهاب أو كرد فعل إنتقامي من الارهاب ضد الدول المتحالفة‏..‏ والسؤال الآن إلي أي مدي يمكن أن تؤثر الحرب البيولوجية في بلادنا‏..‏ وكيف السبيل إلي تفادي أخطارها المدمرة؟ هل يستخدم الإرهابيون قنبلة الفقراء الذرية ضد أمريكا؟

الأسلحة البيولوجية تعد أقوي أسلحة الدمار الشامل فتكا وتدميرا‏،‏ والتي تشمل الأسلحة النووية والذرية‏،‏ والأسلحة الكيماوية‏،‏ والأسلحة البيولوجية‏،‏ وذلك لأسباب كثيرة من ضمنها سهولة تصنيعها خلال وقت قصير‏،‏ وبإمكانيات مادية وتكنولوجية بسيطة‏،‏ كما شرح د‏.‏ عبدالهادي مصباح أستاذ المناعة والتحاليل وأنها يمكن استخدامها دون الوصول إلي الفاعل سواء بواسطة مخابرات الدول أو بواسطة الجماعات الإرهابية‏،‏ لأن تأثيرها لايظهر إلا بعد فترة حضانة معينة‏،‏ يكون الفاعل الحقيقي قد اختفي تماما أثناءها قبل أن يتم اكتشاف أمره‏.‏

وقد ذكر كتاب منظمة معاهدة شمال الأطلنطي أن هناك‏39‏ نوعا يمكن استخدامه كسلاح بيولوجي وتشمل البكتيريا الفيروسات الريكتسيا السموم‏،‏ وبعض هذه الأسلحة مثل بكتريا الأنثراكس العضوية التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة يكفي استنشاق واحد علي مليون من الجرام منه لقتل انسان ضخم الجثة‏،‏ كما تدخل علم الهندسة الوراثية والبيولوجيا الجزيئية والمناعة في هندسة بعض الكائنات وراثيا بحيث لا يؤثر فيها التطعيم التي تم تحضيره بناء علي التركيب الجيني للكائنات العادية‏،‏ وليست المهندسة وراثيا‏،‏ وكذلك الحال بالنسبة للمضادات الحيوية بحيث لاتؤثر في هذا الميكروب الجديد‏.‏

ولعل ظهور أكثر من خمسة عشر فيروسا جديدا في خلال الخمس وعشرين عاما الأخيرة‏،‏ بعضها عاد للظهور بعد اختفائه‏،‏ وبعضها جديد تماما‏،‏ يعطي الفرصة لاستخدام مثل هذه الفيروسات الجديدة كأسلحة في مجال الحرب البيولوحية مثل فيروسات الإيبولا‏،‏ هانتا‏،‏ حمي اللاسا‏،‏ ماربورج‏،‏ وغيرها‏.‏ ولعل الأعباء الاقتصادية الضخمة‏،‏ بجانب الخسائر في الأرواح‏،‏ التي تنتج من استخدام الأسلحة البيولوجية‏،‏ تجعل الولايات المتحدة وغيرها من الدول تعيد حساباتها لمواجهة مثل هذا النوع من الأسلحة والاستعداد لمواجهته بأقل الخسائر الممكنة‏.‏

وهناك العديد من الحوادث الإرهابية المختلفة التي استخدمت فيها كل من الأسلحة البيولوجية والكيميائية‏،‏ مثل حادث نشر بكتريا السالمونيلا بواسطة جماعة متطرفة في ولاية أوريحون بالولايات المتحدة‏،‏ حين كان بعض أفراد من هذه الجماعة يدخلون إلي المطاعم‏،‏ وينشرون الميكروب علي بوفيه السلاطات المفتوح‏،‏ ويدعون أنهم انتهوا من الأكل‏،‏ ويدفعون الحساب ويخرجون‏،‏ ولم يتم اكتشاف أمرهم إلا بالصدفة بعد سنة من حدوث هذه الواقعة‏.‏ وهناك حادثة أخري لإخصائي في الميكروبيولوجي يدعي لاري هاريس الذي طلب‏3‏ زجاجات من بكتريا الطاعون من مركز تجميع العينات‏ATCC ‏ بميرلاند‏،‏ في‏5‏ مايو عام‏1995‏ ووافقوا بالفعل علي إرسال الطلب له‏،‏ إلا أن إلحاحه ومكالماته اليومية لاستعجال الطلب جعلهم يشكون في تصرفاته‏،‏ وتم الإبلاغ عنه‏،‏ وأثناء التحقيق معه تبين أنه عضو في منظمة إرهابية عنصرية وأنه كان سوف يستخدم هذه البكتريا في عملية إرهابية‏،‏ حيث كان ينوي وضع هذه البكتريا في كرة زجاجية توضع تحت عجلات القطار في مترو أنفاق نيويورك‏،‏ وعندما يأتي القطار سوف تتكسر وينطلق الميكروب الذي سوف يقضي علي مئات الآلاف‏،‏ ويسبب موتهم‏،‏ وسوف تشير أصابع الاتهام آنذاك إلي العراق‏.‏

غاز السارين في مترو طوكيو

وقبل هذه الحادثة بستة أسابيع فقط كان هناك حادث إطلاق غاز السارين في مترو أنفاق طوكيو بواسطة إحدي الجماعات الإرهابية المتطرفة‏،‏ والذي تسبب في وفاة‏12‏ وإصابة‏5500‏ شخص بإصابات مختلفة‏،‏ وكان يمكن أن يحدث أكبر نسبة من الوفيات والإصابات‏،‏ لولا أن حدث خطأ في تحضير الغاز‏،‏ مما قلل من عدد الوفيات والإصابات‏.‏ وبعد حادث إطلاق غاز السارين في مترو الأنفاق في طوكيو‏،‏ أعلن مدير خدمات الطوارئ في مدينة نيويورك تعليقا علي الحادث‏:‏ إن ذلك يمكن أن يحدث هنا في أمريكا أيضا‏،‏ فما أسهل أن يلقي أحد هؤلاء الإرهابيين بمادة باراثايون السامة في هواء التكييف المركزي أو التدفئة المركزية لأحد الأبنية العملاقة أو ناطحات السحاب حتي تحديث كارثة محققة يذهب ضحيتها المئات وربما الآلاف من الضحايا الذين سوف يستنشقون هواء هذه المكيفات‏.‏

وهناك العديد من السيناريوهات التي نوقشت في مؤتمرات علمية بالولايات المتحدة لإمكانية حدرث حادث إرهابي باستخدام بكتريا الأنثراكس المميتة‏،‏ وغيرها من الأسلحة البيولوجية والكيميائية وهو أسوأ سيناريو لحادث إرهابي‏،‏ ويفوق فيما يمكن أن يحدثه من خسائر تلك التي حدثت في نيويورك وواشنطن في‏11‏ سبتمبر الماضي‏،‏ إلا أنه قابل للحدوث‏.‏

*‏ تدخل علم الهندسة الوراثية‏،‏ وكذلك البيولوجيا الجزيئية والمناعة في هندسة بعض الكائنات المستخدمة وراثيا كما يضيف د‏.‏ عبدالهادي مصباح بحيث لا يؤثر فيها التطعيم الذي تم صنعه بناءا علي التركيب الجيني للكائنات العادية وليست المهندسة وراثيا‏،‏ وكذلك الحال بالنسبة للمضادات الحيوية بحيث لاتؤثر في هذا الميكروب الجديد‏،‏ ولعل أقرب مثال لذلك هو الطاعون السوبر الذي تم تصنيعه بواسطة الاتحاد السوفيتي قبل تفككه‏،‏ بحيث لا يؤثر فيه التطعيم المتاح ضد الطاعون‏،‏ وكذلك‏27‏ نوعا من المضادات الحيوية التي كان من المعروف أن لها تأثير علي هذا النوع من البكتيريا‏،‏ وكذلك فيروس حمي الدنج‏،‏ والأنثراكس والتيفوس‏،‏ كما تمكن بعض العلماء من وضع جينات بعض الفيروسات أو البكتيريا القاتلة مثل الجدري أو الكوليرا داخل التركيب الجيني لبعض أنواع البكتيريا غير الضارة‏،‏ والموجودة بشكل متكافل في الأمعاء مثلا‏،‏ وبذلك يصعب اكتشاف الميكروب المسبب للمرض بالطرق العادية‏،‏ ولايمكن هذا إلا من خلال فحص الميكروب جينيا بوسائل الفحص الحديثة للوصول إلي البصمة الجينية للميكروب‏.‏

ومعظم هذه الفيروسات لايوجد لها علاج أو تطعيم حتي الآن مثل الإيبولا‏،‏ وحمي اللاسا‏،‏ وماربورج‏،‏ وهانتا وغيرها‏،‏ وحتي طرق العدوي لبعضها غير مؤكدة حتي الآن‏،‏ ولعل ذلك كا أغري جماعة أوم شيزيكيو المتطرفة اليابانية بالذهاب إلي زائير عام‏1992‏ عندما انتشر وباء الإيبولا بحجة المساعدة‏،‏ ثم تبين أنهم ذهبوا من أجل أخذ عينات من فيروس الإيبولا لتصنيعه كسلاح بيولوجي يستخدم في أغراض إرهابية‏.‏

*‏ هناك بعض الفيروسات التي اختفت من العالم الآن مثل فيروس الجدري والذي توقف تطعيم الأطفال للوقاية منه منذ عام‏1980‏ حيث كانت في افريقيا آخر حالة عدوي بالجدري في عام‏1977،‏ إلا أنه تبين أن بعض الدول تحتفظ بسلالات من فيروس الجدري لاستخدامه في أغراض الحرب البيولوجية‏،‏ فالسلاح أو الميكروب المستخدم‏،‏ وفي كثير من الحالات لا يحدث ذلك إلا في وقت متأخر وبعد فوات الأوان‏.‏

‏الجمرة القاتلة‏:

هناك خصائص تحدد أي من الأنواع المختلفة من الكائنات الدقيقة هو الامثل لاستخدامه كسلاح بيولوجي‏،‏ ومن أهم هذه الخصائص هي‏:‏ سرعة انتشار وإحداث العدوي‏،‏ ومدي السمية التي تحدثها‏،‏ والثبات في حالات الجو المتقلبة‏،‏ وسهولة تصنيع وتخزين كميات كبيرة منه في حالة نشطة‏،‏ والقدرة علي إحداث المرض بشكل حاد ومؤثر ومميت‏.‏

وبناء علي الصفات السابقة فإن يكتريا الانثراكس العضوية التي تسبب مرض الجمرك القاتل وكذلك الفيروس المسبب لمرض الجدري‏،‏ يعتبران النموذج الامثل لهذه الصفات‏،‏ وهناك أيضا بعض الكائنات الأخري التي لها نفس الخطورة والانتشار مثل سم البوتيوليزم‏،‏ وبكتريا الطاعون‏،‏ وفيروس الايبولا‏،‏ والفيروس المسبب لالتهاب المخ‏VEE ،‏ وحمي الوادي المتصدع‏،‏ والبروسيللا أو الحمي القلاعية وغيرها‏.

في عام‏1989‏ اعلن السناتور الأمريكي جون جلين أن الإرهابيين يمكنهم صنع كميات كبيرة وضخمة يمكن أن تصل إلي أطنان من الأسلحة الكيميائية‏،‏ خاصة غاز الأعصاب أو من الاسلحة البيولوجية الأخري في غرفة كبيرة أو في مطبخ هذه الشقة‏،‏ وذلك علي الرغم من أن تخزين مثل هذه الأسلحة يحتاج إلي أماكن أوسع من أجل الاحتفاظ بها في حالة نشطة لكي تحدث ما يجب أن تحدثه من التأثير الفعال‏،‏ وقد يصبح الأمر أكثر تعقيدا بالنسبة لأجهزة الإطلاق التي يمكن نشر هذه الاسلحة من خلالها‏،‏ سواء عن طريق القنابل‏،‏ أو الرش من خلال اجهزة رش الإسبراي التي تستخدم لرش المبيدات الحشرية وغيرها‏.

وأضاف السناتور جلين‏:‏ إن إضافية أوقية واحدة من الميكروب المعدي المسبب للمرض إلي جالون من السائل الذي ينمو عليه هذا الميكروب‏،‏ وتركه لينمو عدة أيام‏،‏ يمكن أن ينتج سلاحا بيولوجيا يقضي علي‏95%‏ من سكان العاصمة واشنطن دي سي‏.

والأسلحة الكيميائية أيضا كما يشير السناتور جلين في جلسة استماع خاصة عن هذا الموضوع سهلة الصنع‏،‏ فغاز الخردل‏ MustardGas ‏ الحارق الذي يرجع تاريخ استخدامه الي منتصف القرن التاسع عشر‏،‏ والذي يسبب حرق الجلد وحدوث فقاقيع عليه تشوه الجلد وتحرقه‏،‏ ويحدث آثار مميتة علي الجهاز التنفسي‏،‏ هذا الغاز يمكن صنعه باتحاد مادتي حمض الهيدروكلوريك‏HCI ،‏ ومادة ثايوداي جليكول‏ Thiodiglycol ‏ التي تستخدم في تصنيع الاحبار ومواد الصباغة‏،‏ والتي تتكون في الأساس من مادتين يمكن وجودهما في أي معمل للأبحاث الطبية والعلمية‏،‏ وهما‏:‏ إيثيلين أوكسيد‏EthyleneOxide ‏ وكذلك كبرتيد الهيدروجين ‏HydrogenSulphide. ‏.

أما غاز الاعصاب فعلي الرغم من أنه أكثر تعقيدا قليلا‏،‏ إلا أن طالب في كلية العلوم قسم كيمياء يمكنه أن يحصل علي مكوناته بسهولة من أجل تصنيعها في هذا الغرض‏،‏ وهذه الغازات من أمثال السارين‏،‏ والخردل‏،‏ وباقي الغازات الكيميائية السامة‏،‏ يمكن تصنيعها بطرق مختلفة كثيرة‏،‏ والأواني التي ينبغي أن تخلط فيها هذه الكيمياويات يجب أن تكون مقاومة للتآكل‏ Corrosive Resistant ،‏ وزجاج البايريكس يمكنه أن يؤدي هذه المهمة‏،‏ كما أن المعلومات الخاصة بتوقيت إضافة كل مادة للأخري موجودة في الكثير من الأبحاث والدورات المنشورة في كتب منذ أكثر من‏50‏ عاما‏،‏ وعلي شبكة الانترنت بالتفاصيل الدقيقة‏.‏

تلويث الهواء ومصادر المياه والطعام

في عام‏1985‏ اكتشف رجال المباحث الفيدرالية ‏FBI ‏ في الولايات المتحدة أكبر محاولة إرهابية لاستخدام السلاح الكيميائي حتي اليوم‏،‏ حيث كانت هذه القوات تفتش منازل مجموعة من الجماعات المتطرفة المتهم اعضاؤها بمعاداة السامية في شمال ولاية اركانسو‏،‏ وكانت المفاجأة التي أذهلت الجميع حين وجد رجال المباحث الفيرالية عددا من البراميل‏،‏ تحتوي بداخلها علي‏35‏ جالونا من سم السيانيد المعروف بام الزرنيخ‏،‏ كانت هذه الجماعة تنوي تفريغ هذا السم القاتل السيانيد في مصدر من مصادر المياه في واحدة من مدينتين إما العاصمة واشنطن دي سي‏،‏ أو مدينة نيويورك‏.‏

والحقيقة أن الدراسات التي أجريت بعد اكتشاف هذا الحادث أثبتت أن عامل تخفيف هذه الكمية من السم التي كانوا ينوون وضعها في هذا الكم الكبير من الماء لدرجة يتلاشي معها الاثر القاتل لمثل هذا النوع من السموم‏.‏ وعلي الرغم من تخفيف أثر السم نتيجة وضعه في هذه الكمية الكبيرة من المياه‏،‏ فإن الأنابيب التي تنقل هذه المياه يمكن أن تتأثر بسم السيانيد خاصة في الأماكن الأولي التي تنطلق اليها المياه‏،‏ مما يمكن أن تحدث معه اثار سلبية وخطيرة يمكن أن تؤدي إلي كوارث في مثل هذه المناطق‏.‏ والكارثة الكبري التي يمكن أن تحدث لو تم وضع هذه الكمية من السم في مصدر محدود من المياه مثل مخازن المياه التي يمكن أن تمد مجمع سكني مثلا‏،‏ أو مدينة جامعية‏،‏ أو غيرها من الأماكن التي يمكن أن يصبح تركيز السم فيها عاليا وفعالا ومميتا‏،‏ لذا يجب التأكد من غلق مثل هذه الاماكن جيدا‏،‏ ووضع مفتاحها مع مصدر أمني مسئول عن هذا المكان‏،‏ وأن تنظف بصفة دورية ومستمرة من قبل أشخاص مأمونين‏ ( 2 ).

————————-

الهامش

1 المصدر

2 الآراء الواردة تعبر عن كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى