الحركات الإسلاميةدراسات

الحركات الجهادية المصرية حدود الدور

المقدمة

عاد التيار الجهادي ليبرز في المشهد المصري مع تصاعد حملات القمع عقب الانقلاب العسكري في يوليو2013، مما يستدعي تحليل هذا الانبعاث من خلال دراسة خلفيات نشأته وجذوره التاريخية وتنظيماته المتنوعة ومرتكزاته العقدية والفكرية ومشروعه التغييري وحجم نجاحاته وإخفاقاته لكي نتمكن من استشراف مستقبله وتقييم مستوى تأثيره على الأوضاع بمصر.

سنتناول في هذه الدراسة “جماعة الجهاد المصرية” من خلال تتبع التطور التنظيمي للتيار الجهادي المصري من مجموعات الجهاد إلى جماعة الجهاد خلال الفترة الممتدة من عام 1966 إلى 1988، ثم نلقي نظرة تفصيلية على جماعة الجهاد من خلال تناول أهدافها واستراتيجيتها للتغيير وبنيتها التنظيمية ومصادر تمويلها والتطورات الميدانية التي مرت بها، وأبرز عملياتها، والمشاكل الداخلية التي واجهتها، وعلاقاتها مع الدول الإقليمية والجماعات الأخرى، وصولا إلى تعثر مشروعها التغييري، وخلفيات اندماجها مع القاعدة وتحولها من قتال العدو القريب إلى قتال العدو البعيد، ثم نتناول مصير أعضاء الجماعة الرافضين للإندماج مع القاعدة ومراجعات السجون وآثارها، ثم نختم البحث بتقييم إجمالي للتجربة. وقد اعتمدت في السرد التاريخي للأحداث على كتب قيادات وكوادر التيار الجهادي مثل “رفاعي سرور”1 و”أيمن الظواهري”2 و”عبد المنعم منيب”3 فضلا عن ملفي التحقيقات مع قياديي الجماعة “أحمد سلامة مبروك”4 و”أحمد النجار”5.

المحور الأول: من مجموعات الجهاد إلى جماعة الجهاد(١٩٦٦-١٩٨٨):

لم ينشأ التيار الجهادي على هيئة تنظيم موحد بل على شكل مجموعات متعددة تأسست بداية من عام 1966 وبمرور الوقت وتوالي الأحداث اندمجت بعض هذه المجموعات في جماعة واحدة عام 1988 تحت اسم “جماعة الجهاد المصرية”6.

أولاً: جذور النشأة:

في عام1965 دشن النظام الناصري موجة قمع جديدة ضد جماعة الإخوان المسلمين توجت بإعدام الاستاذ سيد قطب ورفيقيه “محمد هواش وعبد الفتاح اسماعيل” عام 1966، بينما نجت جماعة أنصار السنة من القمع لهامشية تأثيرها وبعدها عن الصدام مع النظام الناصري.

في تلك الأجواء نشأت أولى المجموعات الجهادية عام 19667على أرضية الثأر لسيد قطب تأثرا بكتاباته وباعتباره يمثل (نموذجا للصدق في القول وقدوة للثبات على الحق)8 بالتوازي مع التأثر بمنهج جماعة أنصار السنة المتمثل في الاهتمام (بعقيدة التوحيد، وبالتعامل المباشر مع النصوص الشرعية، وبالقراءة في كتب الجهاد والسير في الصحيحين، بالإضافة إلى الاعتناء بكتب ابن تيمية وابن القيم)9.

وتشكلت المجموعة من عدة شباب من طلبة الثانوية العامة من أبرزهم (اسماعيل طنطاوي، رفاعي سرور10، أيمن الظواهري، أمين الدميري، يحيى هاشم، نبيل البرعي، محمد اسماعيل المقدم، محمد عبد الرحيم الشرقاوي، خالد الفقي)11 .

وتبنت المجموعة مبدأ الانقلاب العسكري كوسيلة للتغيير لأن (النظام الحاكم يحكم بالقوة والقمع ويسد أي منفذ للتغيير السلمي)12 فدفعت بعض عناصرها للإلتحاق بالجيش، ونجحت في ضم (ضابط الجيش عصام القمري، وتمكن القمري من تجنيد العديد من ضباط الجيش مثل عبد العزيز الجمل وسيد موسى)13 . واشتهرت المجموعة باسم مجموعة اسماعيل طنطاوي لكونه قائدها.

واعتمدت المجموعة (منهجا للدراسات الشرعية يستند إلى المنهج السلفي وكتابي “معالم في الطريق -في ظلال القرآن” لسيد قطب، وألزمت أفرادها بحضور دروس الشيخ محمد خليل هراس في مسجد قوله بعابدين، والموجود به المقر العام لجماعة أنصار السنة)14 .

مثل حجم العداء للنظام الحاكم وأولوية تغييره فارقا مميزا بين هذه المجموعة وما سبقها من جماعات إسلامية، فوفقا للظواهري (الحركة الإسلامية في مصر وإن كانت قد مارست الجهاد من قبل، فإن خطها العام لم يكن موجها ضد النظام الحاكم بل كان موجها بالأساس ضد العدو الخارجي، بينما العدو الداخلي لا يقل خطورة عن العدو الخارجي، بل إنه الأداة التي يستعملها العدو الخارجي في شن حربه على الإسلام)15.

أي أن تلك المجموعة الجهادية جمعت بين منطلقين16: الأول: الجهاد باعتبارها مجموعة تسعى لتغيير نظام الحكم والثأر منه لقتله قطب، والثاني: السلفية باعتبارها مجموعة تعتني بنصوص الكتاب والسنة وفهم السلف لهما.

ثم وقعت هزيمة 1967 وخفت وطأة القهر الناصري وأتيحت مساحة أوسع للدعوة والانتشار، فاندمجت مجموعة طنطاوي مع مجموعة بالجيزة يقودها مصطفى يسري وحسن الهلاوي، وتركز تواجد التنظيم بمحافظات القاهرة والاسكندرية والجيزة.

ومع اتساع التنظيم وتقارب سن أعضائه وتفاوت أراءهم تجاه الواقع وطرق التغيير حدثت به عدة انشقاقات من أبرزها انشقاق العضوين السكندريين يحيى هاشم ورفاعي سرور وبعض رفاقهما عقب مظاهرات الطلبة عام 1968 التي اندلعت اعتراضا على الأحكام الصادرة بحق قادة سلاح الطيران نتيجة تقصيرهم في حرب 1976 إذ رأوا أن (خطة الانقلاب العسكري التي يتبناها التنظيم مستحية وأن الوقت مناسب لكشف حقيقة عبدالناصر ونظامه للناس بعد الهزيمة، واقترح يحيى هاشم القيام بمشروع تغييري ذي طابع جماهيري من خلال ثورة شعبية أو حرب عصابات كبديل عن الانقلاب العسكري)17

دفعت تلك الانشقاقات مجموعة مصطفى يسري إلى العمل بشكل منفرد تجنبا للمشاكل الداخلية التي عصفت بالتنظيم، كما ابتعد محمد المقدم لاحقا عن التنظيم لتبنيه أن (الحد النهائي للمواجهة مع المجتمع هو تفهيم من أراد الفهم من الناس واعتبار العلم هو بداية العمل الإسلامي ومنتهاه)18 وأسس الدعوة السلفية بالإسكندرية عام1974 لتمثل تطبيقا لرؤيته، بينما اختار أغلب عناصر التنظيم (المواجهة بصورة عملية دون خطة أو تصور محدد)19. ثم حدث انشقاق لاحق من جهة “علوي مصطفى” على خلفية النزاع حول الموقف الشرعي من قتلى الجيش في حرب 1973، هل هم شهداء في سبيل الله أم قتلى تحت راية الطاغوت.

شكل موت (عبد الناصر عام 1970 موتا لمبادئه)20 ومثل تولي السادات للحكم (بداية لتحول سياسي جديد في مصر، فقد انتهى العصر الروسي وبدأ العصر الأميركي)21 فأعطى السادات مساحة واسعة من الحرية للإسلاميين لمواجهة التيارات الشيوعية، فمثل ذلك فرصة ذهبية أدت إلى تكاثر المجموعات الجهادية وانتشار أفكارها (كرد فعل نفسي لأهوال الناصرية.. والخوف من تكرارها معهم)22.

ثم وفد إلى مصر عام 1971 القيادي الفلسطيني ذي الخلفية الإخوانية (صالح سرية) ليعمل موظفا بالجامعة العربية23. وأسس تنظيما جديدا يسعى للقيام بانقلاب عسكري. والتقى بإسماعيل طنطاوي ويحيى هاشم ولم ينجح في ضمهما لتنظيمه لرفض طنطاوي إرجاء حسم الخلافات في مسائل عقدية وفقهية لما بعد إقامة الدولة الإسلامية، ورفض هاشم للانقلابات العسكرية وميله للثورات وحروب العصابات، بينما نجح سرية في ضم مجموعة مصطفى يسري إلى تنظيمه ونفذ محاولة انقلاب اشتهرت باسم أحداث “الفنية العسكرية”24عام 1974.

ورغم بساطة الخطة وفشلها إلا أن خطورتها تكمن في كونها أول خطة انقلاب يقوم بها إسلاميون تدخل حيز التنفيذ25، فضلا عن رسالتها الرمزية برفض الحكم العلماني للسادات رغم ما حققه من انجاز عسكري وسياسي وإعلامي في حرب أكتوبر.

وعلى وقع تداعيات التحقيقات في قضية الفنية هرب اسماعيل طنطاوي خارج البلاد وقاد عصام القمري وأيمن الظواهري بقايا مجموعته، بينما حاول يحيى هاشم الإعداد لخطة تهريب أعضاء تنظيم الفنية من السجن باستغلال منصبه في تزوير قرارات ترحيل لهم، ومن ثم تهريبهم أثناء الترحيل، ولكن الأجهزة الأمنية اكتشفت مخططه، وقتلته في اشتباك بجبال المنيا عام 1975 وتفككت مجموعته بينما قاد مصطفى يسري بقايا “تنظيم الفنية العسكرية” بعد خروجه من السجن ثم أصدر قرارا بحله عام 1979 بعد توالي الاختراقات والضربات الأمنية للتنظيم.

وبرز من بين كوادر تنظيم “مصطفى يسري” المنحل المهندس محمد عبد السلام فرج الذي قرر مواصلة النشاط وانتقل من الاسكندرية إلى القاهرة، وقدم طرحاً جديداً مثل نقلة نوعية للتيار الجهادي على المستويين الفكري والتنظيمي:

1ـ على المستوى الفكري:

قدم أطروحة شرعية وفكرية جديدة عام1980 في رسالته (الفريضة الغائبة) إذ تناول حكم إقامة الدولة الإسلامية، وقال أن حكام عصرنا لا يحملون من الإسلام إلا الأسماء، وقارن بينهم وبين حكام التتار في عهد ابن تيمية مؤكدا وجوب قتالهم، ثم تناول مناهج التغيير لدى الجماعات الإسلامية المختلفة بالنقد، وقال أنه لا تغيير حقيقي إلا بالقتال، وصك الجملة التي تحولت إلى شعار للتيار الجهادي المصري بأن (قتال العدو القريب أولى من قتال العدو البعيد)26.

2ـ على المستوى التنظيمي:

اقتنع فرج بنظرية عبود الزمر27 القائلة بأن (الانقلاب العسكري لابد أن تصحبه تحركات شعبية مؤيدة له)28 فقرر عدم الاكتفاء بضم الأفراد من خلال الدعوة الفردية، وحاول تجميع قادة المجموعات الجهادية في عمل مشترك فأحدث نقلة كمية كبيرة في أعداد أفراد التنظيم29، واعتمد مشروعه للتغيير على محورين30:

الأول: تكوين مجموعات عسكرية من أفراد الجيش بغرض القيام بانقلاب عسكري.

الثاني: إعداد مجموعات مدنية تدعم الانقلاب العسكري لحظة وقوعه.

في تلك الآونة تصاعدت إجراءات السادات القمعية، فعقب عقده لإتفاقية كامب ديفيد عام 1978 أصدر قرارا باعتقال 1536 شخصية عامة في سبتمبر 1981 وشملت قرارات الاعتقال عددا من قيادات المجموعات الجهادية، مما جعل اغتيال السادات من أولوياتهم قبل أن يفتك بهم ويكرر معهم التجربة الناصرية مع الإخوان.

نجح عبد السلام فرج في استمالة قيادات الجماعة الإسلامية بالصعيد إلى تنظيمه وربط معظم المجموعات الجهادية31 بمخططه المتمثل في اغتيال السادات والسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون لبث بيان دعو الشعب لتأييد الثورة الوليدة بالتزامن مع مظاهرات يقودها الجهاديون بالميادين الرئيسية. ولم ينجح من المخطط سوى اغتيال السادات في 6أكتوبر1981 بينما حاول عناصر الجماعة الإسلامية السيطرة على مدينة أسيوط يوم 8 أكتوبر تمهيدا للزحف منها على بقية المحافظات ولكن نجحت قوات الصاعقة والشرطة في السيطرة على المدينة عقب اشتباكات دامية.

قبضت الأجهزة الأمنية على عناصر المجموعات الجهادية بشكل سريع نظرا لمعرفتهم ببعض البعض وضعف إجراءات الأمن لديهم، وأُعدم على خلفية اغتيال السادات محمد فرج ومنفذوا الاغتيال الأربعة، بينما تفاوتت الأحكام على بقية الأعضاء ما بين البراءة والمؤبد متضمنة السجن 3 سنوات، وتشكل في السجن هيكل تنظيمي يضم المجموعات الجهادية المتنوعة، وضم مجلس شورى التنظيم كلا من (أيمن الظواهري وطارق الزمر32 وناجح إبراهيم وعصام دربالة برئاسة عبود الزمر)33. ولكن سرعان ما حدثت خلافات بين مجموعة الجماعة الإسلامية بالصعيد والمجموعات الجهادية الأخرى لأن معظم المجموعات الجهادية تضم ضباطا بالجيش وعناصر لها خبرات تنظيمية بينما الجماعة الإسلامية كان قادتها أصغر سنا ومن طلبة الجامعات فسعت الجماعة لترشيح الشيخ عمر عبد الرحمن لإمارة للتنظيم باعتباره عالما شرعيا، ففجر الرائد عصام القمري34 قضية عدم مشروعية (ولاية الضرير) وانتهى النزاع بتشرذم التنظيم المراد إنشائه لعدة مجموعات يربطها رباط فكري عام دون أن يجمعها تنظيم واحد.

أما خارج السجون فقد اتسع نطاق المتعاطفين مع التيار الجهادي لنجاحه في كسر حاجز الخوف من السلطة بقتله لرئيس الجمهورية في عملية جريئة استغرقت 40 ثانية وتحول الجهاديون إلى لاعب فاعل في الساحة الإسلامية والمشهد العام، مما دفع الدولة إلى زيادة رقعة الحريات، فسمحت للإخوان بالمشاركة في الانتخابات النيابية عام 1984، وزادت رقعة الدروس الدينية بالتلفزيون الرسمي.

أدت تداعيات اغتيال السادات إلى انتقال الجهاديين المصريين من حيز المحلية إلى العالمية، ففي عام 1984 خرجت دفعة المحكوم عليهم بالسجن 3 سنوات ومن ضمنهم أيمن الظواهري الذي آخذ يجمع شتات رفاقه35 من جديد، ونجح في مغادرة مصر منتصف عام 1985، واتخذ من باكستان وأفغانستان بدءا من عام 1986 مرتكزا لنشر أفكاره وسط التجمعات الجهادية الموجودة هناك، ومن ثم تأسست جماعة الجهاد المصرية عام 1988، بينما دفعت كثرة الانقسامات وسط المجموعات الجهادية عبود الزمر وطارق الزمر إلى الإلتحاق داخل السجن بالجماعة الإسلامية عام 1992 بإعتبارها الكيان الأكثر تماسكا وفاعلية آنذاك وذلك عقب فشل محاولاتهما في تشكيل جبهة36 تضم كافة المجموعات الجهادية بالساحة فضلا عن جماعة الإخوان37.

3ـ الجو الديني السائد:

تميزت فترة السبعينيات ومطلع الثمانينيات بنمو المد الديني، فبرز في المشهد خطباء ودعاة يركزون على قضية الشريعة والحديث في الشأن العام مثل الشيوخ أحمد المحلاوي وعبدالحميد كشك ومحمد الغزالي، كما ظهرت بداية السبعينيات في الجامعات “الجماعة الإسلامية”38 التي اكتسحت انتخابات اتحاد الطلبة، وساهمت في نشر حالة من التدين في أوساط المجتمع وبالأخص الأوساط الشبابية، مما ساعد المجموعات الجهادية على اجتذاب العديد من الشباب عقب تكثيفها النشاط الدعوي بالمساجد والجامعات، كما انتشرت آنذاك كتب سيد قطب التي مثلت مرجعية للتيار الجهادي، فضلا عن تدوين أولى الأطروحات الجهادية مثل ” رسالة الإيمان” لصالح سرية، و”الفريضة الغائبة” لمحمد عبدالسلام فرج.

 

المحور الثاني: جماعة الجهاد رؤية من الداخل(١٩٨٨-2001):

تأسست جماعة الجهاد المصرية نهاية عام 1988 في بيشاور بباكستان من خلال دمج بقايا مجموعة اسماعيل طنطاوي مع بقايا مجموعة عبود الزمر39 بالإضافة إلى بعض العناصر من مجموعات40 جهادية أخرى.

أولاً: أفكار جماعة الجهاد وأهدافها:

رأت جماعة الجهاد أن (الكفار يتسلطون على بلاد المسلمين سواء بالاحتلال المباشر أو من خلال الأنظمة التابعة لهم)41 والتي يقودها حكام مرتدون، وتبنت الرأي القائل بأن (قتال الحكام المرتدين مقدم على قتال غيرهم من الكفار الأصليين)42 وأن (الأوضاع الجاهلية الموروثة عبر أنظمة سابقة لا بد من تغييرها تغييرا جذريا ولا يصلح معها ترقيع ولا أنصاف حلول)43 .

وصرحت بأهدافها في بيان أصدرته بتاريخ 4/9/ 1993 قائلة أنها تتمثل في (العمل على إقامة دولة الإسلام التي تعمل على نشر عقيدة التوحيد، والحكم بشريعة الإسلام، وتحرير أراضي المسلمين، وتحرير الأمة الإسلامية من التبعية الاقتصادية، ونشر الفضيلة والأخلاق الإسلامية، والتقسيم العادل للثروة، وإرساء العدالة الاجتماعية، وتحقيق التكافل الاجتماعي، ورفع الظلم عن الطبقات الفقيرة المحرومة، وتشجيع العلم ورفع مكانة العلماء واحترام القضاء الشرعي الذي يحفظ الحقوق ويساوي بين الخصوم،وصيانة حريات الناس وفق أحكام الشريعة)44 .

ثانياً: استراتيجية التغيير:

تبنت جماعة الجهاد استراتيجية الإعداد لانقلاب عسكري مدعوم بمجموعات مدنية ورفضت اعتماد أسلوب حرب العصابات لأن (الطبيعة الجغرافية لمصر تجعل نشوء حرب عصابات فيها أمر غير ممكن)45 فاعتمدت على استقطاب عناصر مدنية وتسفيرها إلى الخارج لإعطائهم دورات عسكرية وشرعية وأمنية متنوعة، ثم إعادتهم للبلاد دون ممارسة أي أعمال عنف بانتظار التمكن من التغلغل في صفوف الجيش لتنفيذ انقلاب عسكري تدعمه المجموعات المدنية السابق إعدادها.

ووضعت الجماعة معايير46 مفضلة لاختيار عناصرها المبتعثين للخارج، ومن أبرزها: أن يكون الفرد غير مرصود أمنيا وله سابقة في العمل الجماعي وسليم بدنيا ومتسما بالطاعة ويفضل أن يكون عازبا.

ثالثاً: الهيكل التنظيمي لجماعة الجهاد:

مر الهيكل التنظيمي للجماعة بتغيرات متتالية وفقا لتطورات الأحداث، وقد تشكل أول هيكل تنظيمي لها وفقا للشكل التالي:

ترأس الجماعة أمير يعاونه نائب، وتولى الإمارة د. سيد إمام47 باعتباره أكثر أعضائها تحصيلا للعلم الشرعي بينما قادها فعليا وتنظيميا د. أيمن الظواهري، واعتمدت الجماعة في تسيير أمورها على مجلسين:

الأول: مجلس الشورى، ويختص بدراسة سياسة الجماعة وأنشطتها وبحث المشكلات التي تواجهها وكيفية حلها.

الثاني: المجلس التأسيسي ويضم 8 لجان تباشر العمل التنظيمي، ويتم التنسيق بينها بإشراف أمير التنظيم، وهي:

1ـ اللجنة السياسية: تختص بدراسة الأوضاع السياسية دوليا وإقليميا ومحليا، ورسم سياسة الجماعة ويشرف عليها أيمن الظواهري.

2ـ اللجنة العسكرية: تختص بالإعداد لإنشاء معسكرات لتدريب عناصر الجماعة، وانشاء خلايا تابعة للجماعة داخل الجيش، ويشرف عليها عبد العزيز الجمل48.

3ـ اللجنة الشرعية: تختص بالعمل على إعداد الأبحاث الشرعية، وإعطاء دورات شرعية لأعضاء الجماعة، ويشرف عليها سيد إمام49.

4ـ اللجنة الأمنية والعمل الخاص: تختص بأمن وسلامة عناصر الجماعة، وحمايتها من الاختراقات، وإعطاء دورات للأفراد عن كيفية اكتشاف المراقبة ومقاومة التحقيقات، فضلا عن مساندة فريق العمل الخاص الذي ينفذ العمليات داخل مصر وخارجها بتوفير المأوى وتدبير الاسلحة والمفرقعات ورصد الأهداف ومساعدة المنفذين على الفرار بعد تنفيذ العمليات، ويشرف عليها “عادل عبد القدوس”50.

5ـ لجنة التنظيم المدني: تختص بمتابعة أعضاء الجماعة وإعداد قاعدة بيانات تشمل المعلومات المتوافرة عن كل عضو ومقوماته الفقهية والشرعية والجسمانية والأعمال التي يصلح لها وكيفية الاتصال به، ويشرف عليها “أحمد سلامة”.

6ـ لجنة الوثائق: تختص بتوفير الأوراق الرسمية والمزورة من بطاقات وجوازات سفر وتأشيرات وشهادات عسكرية، ويشرف عليها “مدين محمود”.

7ـ اللجنة الاعلامية: تتولى نشر وتوزيع مطبوعات الجماعة وأبحاثها وبياناتها، كما أنشئ مركز النور ببيشاور لنشر أفكار الجماعة، ويشرف عليها “مجدي كمال”51.

8ـ اللجنة المالية: تختص بحفظ أموال التنظيم وانفاقها على أنشطتها، ويشرف عليها “نصر فهمي”52.

رابعاً: مصادر التمويل53:

اعتمدت الجماعة في توفير الأموال اللازمة لأنشطتها على تبرع أعضاءها بعشرة بالمائة من رواتبهم، فضلا عن تلقي الدعم من زعيم القاعدة أسامة بن لادن والذي تراوح بين (150 إلى 200) ألف دولار سنويا54، بالإضافة إلى الأرباح الناتجة عن تأسيس الجماعة لمشاريع اقتصادية كالتجارة في السكر بأذربيجان وتربية الاغنام بألبانيا وتجارة الأجهزة الكهربية بالصين والتجارة في العقاقير الطبية والأدوات المكتبية بالسعودية، وترميم المساكن القديمة بلندن.

خامساً: منهج الدعوة والاصدارات55:

اعتمدت الجماعة في ضم أفرادها على الدعوة الفردية فضلا عن بث أفكارها من خلال أنشطة الدعوة العامة من دروس في المساجد ورحلات ومجلات حائط بالجامعات، وأصدرت مجلة “نداء الجهاد” باليمن لتتضمن مقالات دينية وأبحاث شرعية، كما أصدرت نشرة “المجاهدين” بلندن لتتناول الشأن السياسي وأخبار الجماعة ومواقفها، وكانت تُطبع هذه المجلات وتُوزع في مصر. كما أصدرت الجماعة عددا من الكتب والرسائل التي كتب معظمها سيد إمام باسم حركي هو “عبد القادر عبد العزيز” من أبرزها: العمدة في إعداد العدة للجهاد في سبيل الله تعالى (1989)، كشف الزور والبهتان عن حلف الكهنة والسلطان-ردا على بيان علماء الأزهر عام 1989، نصح الأمة في اجتناب فتوى الشيخ ابن باز في جواز دخول مجلس الأمة، والحوار مع الطواغيت مقبرة الدعوة والدعاة، ولاية الضرير.

كما كتب أيمن الظواهري” الرد على شبهة خطيرة للألباني بشأن السكوت عن الحكام المرتدين” و”الحصاد المر: الإخوان المسلمون في ستين عاماً” و”الكتاب الأسود: تعذيب المسلمين في عهد حسني مبارك”.

هذه الإصدارات تبرز الخيارات الشرعية والفكرية للجماعة، إذ تركزت حول بيان أهمية تحكيم الشريعة وردة الأنظمة العلمانية ووجوب قتالها ورفض المشاركة في العملية النيابية مع توجيه انتقادات لمناهج التغيير لدى الجماعات الإسلامية الأخرى.

سادساً: أسلوب الإدارة:

أبقت جماعة الجهاد (قادتها والأفرع المعاونة لهم خارج البلاد ليكون رأس التنظيم وعقله بعيدين عن بطش النظام)56 بالتوازي مع تكوين أذرع بالداخل، وتعامل أفراد الجماعة فيما بينهم بالكنى والأسماء الحركية، وتشكلت المجموعات على شكل خلايا عنقودية، وألزمت الجماعة عناصر باحترازات أمنية حين الوجود بالخارج من قبيل عدم إخبار رفاقهم بأسمائهم الحقيقية أو بياناتهم الشخصية وعدم إطلاعهم على جوازاتهم المزورة.

سابعاً: المسار العملي لجماعة الجهاد:

المستوى الأول: الإعداد العسكري:

بدأت الجماعة تعد أفرادها على محورين:

الأول: تدريب القيادات وتأسيس المعسكرات:

في نهاية عام 1988 بدأت الجماعة بتسفير عناصرها القيادية إلى باكستان عن طريق اليمن والسعودية وتركيا لتلقي دورات عسكرية بمعسكر الفاروق التابع لتنظيم القاعدة. وتستغرق مدة التدريب 3 شهور يتمرن فيها المتدرب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والطبوغرافيا57 وصناعة المتفجرات، ثم يشارك بعد ذلك ميدانيا في المعارك بجبهة خوست شرق أفغانستان.

ثم أسست الجماعة 3 معسكرات لتدريب عناصرها بالقرب من جلال أباد تحت اسم (بدر، القعقاع، القادسية) وبإشراف “نصر فهمي”58، كما استقدمت ضابط الصاعقة “علي أبو السعود”59 الذي سبق له العمل بسلاح المارينز الأميركي واكتسب منه خبرات واسعة، لإعداد مدربيها ورفع مستواهم القتالي، فأعطاهم دورات متخصصة في العمليات الخاصة وحروب المدن والطيران بالشراع والغطس والإغتيالات والحراسات الشخصية، فضلا عن تدريسه دورة “جنرالات حرب” تتضمن كيفية إدارة القوات في المعارك وقراءة الخرائط وتنظيم الكتائب والسرايا والفصائل.

الثاني: تسفير العناصر المدنية للتدريب بالخارج:

في منتصف عام 1990 بدأ التنظيم في تنفيذ الخطوة التالية من مخططه بتسفير عناصره المدنية إلى باكستان وأفغانستان للتدريب، بعد أن انتهى من إنشاء معسكراته وإعداد مدربيه خلال الفترة السابقة.

وضمن مخطط الجماعة لإقامة مخازن سلاح في ضواحي القاهرة لتساهم في عرقلة تحرك عناصر الجيش من معسكراتهم في حالة نجاح الجماعة في تنفيذ انقلاب عسكري، اشترت الجماعة عام 1989 قطعة أرض بمنطقة الشوبك بمركز البدرشين بعشرين ألف دولار60.

المستوى الثاني: الإعداد الاقتصادي:

سعت الجماعة لتأسيس مشاريع اقتصادية داخل مصر كغطاء لعناصرها ولتمويل أنشطتها، فأرسل أبوعبيدة البنشيري 60 ألف دولار إلى مسؤول الاسكندرية “أيمن فايد”61 الذي أخذ الأموال لحسابه الخاص وترك الجماعة، كما أقامت الجماعة عدة مشاريع تجارية بألبانيا وأذربيجان وبريطانيا والصين والسعودية، كما اشترت لجنة الوثائق مطبعة في باكستان لطبع المنشورات والاصدارات الخاصة بالجماعة، ولاستخدامها في تزوير جوازات السفر.

المستوي الثالث: تمتين البناء الداخلي والانتشار داخل مصر وخارجها:

أقامت الجماعة بباكستان مضيفة لعناصرها يقيمون بها، ويتلقون فيها دورات متنوعة فأعطاهم أيمن الظواهري (دورة اسعافات أولية)62 وشرح لهم سيد إمام عددا من العلوم الشرعية، فضلا عن كتابه “العمدة في إعداد العدة” الذي أصدره عام 1989 ليعد بمثابة دستور للجماعة، إذ استفاض خلاله في بيان ردة الحكام المعاصرين، وأن قتال المرتدين مقدم على قتال الكفار الأصليين، ووجوب البدء بقتال العدو القريب.

ونجحت الجماعة في تكوين عدة مجموعات بالداخل المصري من أبرزها: مجموعة أبو زعبل بقيادة اسماعيل نصر الدين63، ومجموعة القاهرة بقيادة نبيل نعيم64، ومجموعة الاسكندرية بقيادة أيمن فايد، ومجموعة الشرقية بقيادة ثروت صلاح شحاتة65، ومجموعة ناهيا وكرداسة وصفط اللبن بقيادة عادل السوداني66، ومجموعة المنوفية بقيادة شريف هزاع67، ومجموعة الغربية بقيادة أحمد بسيوني دويدار68، ومجموعة بني سويف بقيادة مجدي كمال.

ونجح “ثروت صلاح” في دعوة عدد من الأفراد لينضموا إلى الجماعة منهم زميله المحامي “هاني السباعي”69، وضابط المدفعية” إبراهيم العيداروس”70 الذي دعا الصيدلي “أحمد حسن عجيزة” لينضم إلى جماعة الجهاد بعد سابقة اعتناقه للفكر الجهادي على يد نبيل نعيم، فانضم عجيزة بمجموعة تابعة له إلى الجماعة، ليكون له مستقبلا دورا بارزا في وقوع أكبر انشقاق في صفوفها، ومع اتساع حجم الجماعة، زادت عدد عناصرها باللجان المتنوعة، فانضم إلى اللجنة السياسية التي يشرف عليها الظواهري كل من أحمد عجيزة ورفيقه ايهاب صقر.

وفي مطلع التسعينيات بالسعودية71 التقى أحمد سلامة بمجدي سالم القيادي بمجموعة عبود الزمر، فأخبره سالم بانقطاع التواصل مع عبود بالسجن، فأقنعه مبروك بالانضمام مع بقية مجموعة عبود إلى جماعة الجهاد. كما أسست الجماعة عددا من المحطات الخارجية في كل من (السودان، اليمن، النمسا، ألبانيا، بريطانيا، أذربيجان، تركيا، السعودية)72 بحيث يقوم مسؤول المحطة باستقبال وإعاشة أفراد الجماعة لحين أداءهم الغرض الذي وفدوا من أجله.

المستوى الرابع: كيفية التواصل مع أفراد الجماعة73:

في مرحلة إقامة الظواهري في أفغانستان كان يتواصل مع أفراد الجماعة في الدول المختلفة بواسطة هاتف يعمل بالقمر الصناعي يفتحه في وقت ثابت كل يوم لمدة ساعتين فقط. أما الاتصال بين قيادات الجماعة بالخارج والأعضاء بالداخل فيتم عن طريق تكليف العضو بالسفر خارج البلاد بشكل مناسب كالسفر للحج والعمرة، أو عن طريق التليفونات والرسائل البريدية والفاكس.

المستوى الخامس: العلاقات الخارجية والرحيل إلى السودان واليمن:

مطلع العام 1993 أخبر “أحمد عجيزة” د. الظواهري بوجود علاقة قديمة تجمعه بفتحي الشقاقي زعيم جماعة الجهاد الفلسطينية منذ أن كان يدرس بجامعة الزقازيق، فأوفد الظواهري كلا من أحمد عجيزة وعادل عبدالقدوس إلى سوريا للقاء الشقاقي والتنسيق مع جماعته في تنفيذ عمليات ضد اليهود بفلسطين المحتلة، ولتوسيطه في فتح علاقة مع إيران لإقامة محطة للجماعة بها، وبالفعل توسط الشقاقي مع إيران، فأوفدت في نفس العام وفدا من 3 مسؤولين إيرانيين إلى باكستان لمقابلة الظواهري وعجيزة اللذان طلبا المساعدة في اسقاط نظام الحكم في مصر، وتنظيم دورات عسكرية لأفراد جماعتهما، وبالفعل سافر عضوا التنظيم “طارق أنور”74 و “سيد صلاح”75 إلى لبنان، وأخذا دورة تدريبية في صناعة المتفجرات لمدة 20 يوم في معسكرات حزب الله76.

ومع مطلع عام 1992 وتحول الساحة الأفغانية لساحة حرب أهلية، تزايد تضييق باكستان على الجهاديين المتواجدين بها، فغادر أسامة بن لادن إلى السودان، ومن ثم لحقته جماعة الجهاد، فتوجه إلى السودان مجموعة من كوادر الجماعة على رأسهم أحمد عجيزة، بينما أسل الظواهري أربعة77 من عناصر الجماعة إلى اليمن للدعوة إلى الفكر الجهادي بين القبائل ولإيجاد ركيزة قوية للجماعة بها، ثم توجه بنفسه رفقة بعض مساعديه للإقامة باليمن.

وفي نهاية عام 1994 توسط الشقاقي بين جماعة الجهاد والنظام الليبي78 للتنسيق بينهما، فأوفد القذافي أحد مسؤولي المخابرات الليبية إلى السودان ليعرض على الظواهري فتح معسكرات للجماعة بليبيا، إلا أن قيادات الجماعة “أحمد سلامة-أحمد أبو الخير-محمد شرف-ثروت صلاح” أبدوا تخوفهم من أن تكون هذه مكيدة من القذافي للقبض عليهم وتسليمهم للنظام المصري.

 

المحور الثالث: قضية “طلائع الفتح”

في منتصف عام 1992 التقي القيادي بالداخل “مجدي سالم” بقائد مجموعة شبابية اسمه “د. عبد الحميد حب الله”79 والذي طلب التواصل مع مسؤول من جماعة الجهاد له خبرة عسكرية، فطلب سالم ذلك من مسؤول لجنة التنظيم المدني “أحمد سلامة” الذي رشح له “اسماعيل نصر الدين” فتواصل مع عبد الحميد.

وبشكل منفرد قامت مجموعة عبد الحميد بالاستيلاء على سيارة ميكروباص بعد قتل السائق والتباع لاستخدامها في عملية تُعد لها، وانكشفت المجموعة، وأدلى عبد الحميد بمعلومات عن سالم واسماعيل مما أدى للقبض عليهما نهاية عام 1992 وانكشاف العديد من المجموعات بشكل تدريجي، ولم يتمكن سوى 3 من قادة المجموعات من السفر خارج مصر بعد تلقيهم تحذير بانكشاف المجموعات وهم (أحمد بسيوني دويدار “الغربية”-هاني السباعي” القناطر الخيرية”-عادل السوداني “ناهيا وكرداسة”).

وبحلول منتصف عام 1993 بلغ عدد المقبوض عليهم 1000 فرد، تم تقديم 800 للمحاكمات في 5 قضايا اشتهرت باسم تنظيم “طلائع الفتح”، وقد اتسعت الاعتقالات لتشمل مجموعات جهادية لا تتبع جماعة الجهاد مثل تنظيم “حزب الله بالإسكندرية”، وافتخرت الصحف الحكومية بالقبض على 800 عضو من جماعة الجهاد دون إطلاقهم طلقة واحدة.

انفجرت المشاكل الداخلية بالجماعة عقب سقوط معظم عناصرها داخل مصر بيد الأجهزة الأمنية، فطالب “أحمد عجيزة” بالتحقيق في أسباب ذلك متهما “أحمد سلامة” بالتسبب فيما حدث، وشكك في استراتيجية الجماعة للتغيير، فشكل الظواهري لجنة تحقيق80، دافع فيها سلامة عن نفسه قائلاً: “إن مجدي سالم دأب على العمل التنظيمي داخل البلاد دون علمه، وأن اللقاءات بين قادة المجموعات كانت تتم وفقا للاحترازات الأمنية المتبعة، وأنه سارع عقب القبض على سالم ونصر الدين إلى إبلاغ بقية قادة المجموعات بضرورة مغادرة البلاد حفاظا عليهم وعلى مجموعاتهم، وطلب سلامة الاستقالة من مسؤولية لجنة العمل المدني، ووافق قادة الجماعة على طلبه”.

وأسفرت تلك الخلافات عن انشقاق أحمد عجيزة وايهاب صقر ومجموعة تابعة لهما لاعتبارهم أن استراتيجية الجماعة غير مجدية، ورفض سيد إمام القدوم من باكستان إلى السودان للفصل في الخلافات بين قيادات الجماعة تحت ذريعة تفرغه لطلب العلم الشرعي، واستقال من الإمارة، ليتولى الظواهري منصب الأمير عقب انتخابات داخلية، كما ابتعد علي الرشيدي “أبوعبيدة البنشيري” عن العمل التنظيمي بالجماعة واقتصر نشاطه على الاهتمام بتنظيم القاعدة لكونه نائبا لبن لادن، كما انضم “عبد العزيز الجمل” مسؤول اللجنة العسكرية إلى تنظيم القاعدة.

 

المحور الرابع: إعادة الهيكلة الأولى

عقب تولي الظواهري للإمارة عام 1993 أعاد هيكلة لجان التنظيم، فأشرف محمد الظواهري على اللجنة العسكرية، ومرجان سالم81 على لجنة التنظيم المدني، وعادل عبد القدوس على اللجنة الأمنية والعمل الخاص، وبركات فهيم على لجنة الوثائق، ونصر فهمي على اللجنة المالية، ومحمد شرف على اللجنة الشرعية، وفي نهاية عام 1994 تولى أحمد النجار مسؤولية لجنة العمل المدني بدلا من مسؤولها مرجان سالم الذي تولى مسؤولية اللجنة الشرعية بدلا من محمد شرف.

وفي عام 1994 كتب سيد إمام كتابا بعنوان “الجامع في طلب العلم الشريف” ورفضت الجماعة نشره لاعتراضها على أفكار الغلو الواردة فيه من قبيل (بأن من لم يكفر أعوان الطواغيت على التعيين فهو كافر، وأن كل من شارك في الانتخابات كافرٌ لا يعذر بتأويل)82، فضلا عن تطاوله في الكتاب على معظم الجماعات الإسلامية وكثير من العلماء والدعاة مثل عمر عبدالرحمن وعبدالله عزام وصلاح الصاوي وعبدالمجيد الشاذلي وطلعت فؤاد قاسم، فأوفدت الجماعة “أحمد سلامة” إلى اليمن للقاء سيد إمام واقناعه بحذف بعض المقاطع من كتابه فرفض، فنشرته الجماعة بعد تهذيبه عام 1995 تحت عنوان (الهادي إلى سبيل الرشاد) مما دفع سيد إمام إلى سب الجماعة ووصفها بالجماعة الضالة الأثيمة متبرئا منها ومن كتاب “الهادي إلى سبيل الرشاد” وداعيا المسلمين لعدم الانضمام لها83.

وعقب انكشاف معظم مجموعات الجماعة داخل مصر، تعرض الظواهري إلى ضغوط من مساعديه ثروت صلاح وعادل عبد القدوس لتنفيذ عمليات ضد النظام، فقررت الجماعة تغيير أسلوبها ودشنت (معركة المواجهة مع الحكومة، بعد أن كان خطها السابق الانتشار وتجنيد العناصر استعدادا لمعركة التغيير)84.

 

المحور الخامس: مرحلة استهداف الشخصيات السياسية:

دخلت الجماعة هذه المعركة حسب الظواهري من أجل (المحافظة على إرادة القتال وإفشال حملة التيئيس الحكومية التي تفيد بأن أي مقاومة لا جدوى منها وأن السبيل الوحيد هو الاستسلام)85 فبدأت باستهداف كبار المسؤولين بالدولة ودخلت معركة لا تملك مقومات النجاح فيها، إذ كانت في أضعف حالاتها بعد تخلخل بنيتها التنظيمية بالخارج بسبب المشاكل الداخلية، والقبض على معظم عناصرها بالداخل.

1ـ وزير الداخلية حسن الألفي:

استهدفت لجنة العمل الخاص موكب وزير الداخلية حسن الألفي بدراجة نارية مفخخة في 18/8/1993 مما أسفر عن إصابته في ذراعه، وقُتل في الحادث عضوي الجماعة نزيه راشد وضياء عبد الحافظ، بينما توفى أحمد فاروق أثناء التعذيب في التحقيقات، وأُعدم خمسة من عناصر الجماعة على خلفية الحادث.

2ـ رئيس الوزراء عاطف صدقي

أوفدت لجنة العمل الخاص 3 من عناصرها من اليمن إلى مصر “سيد صلاح-أحمد عثمان-هاني عبد الرؤف” فنسقا مع عنصرين مقيمين بالداخل “طارق الفحل – أمين المصيلحي” فاستهدفوا في 25/11/1993 موكب رئيس الوزراء عاطف صدقي بسيارة ملغومة مما أدى إلى مقتل طفلة في مدرسة قرب موقع الحادث.

وتمكن لاحقا صاحب معرض السيارات الذي اشترى منه “سيد صلاح” السيارة المستخدمة في الحادث من التعرف عليه أثناء سيره في الشارع قرب المعرض، وتمكن بمساعدة المواطنين من القبض عليه، فسقطت بقية العناصر بيد الأمن ما عدا “أحمد عثمان” الذي تمكن من الهرب للسودان ثم ألبانيا، لتقبض عليه بها المخابرات الأمريكية عام 1998 وتسلمه إلى مصر التي أعدمته مثل رفاقه الأربعة، وشملت أحكام الإعدام الغيابي “ياسر السري” مسؤول لجنة الإعلام الذي نشر بيانا بمسؤولية الجماعة عن العملية. وقبل أن يدلي صاحب معرض السيارات بشهادته في القضية، قتله عضو لجنة العمل الخاص “عادل عوض صيام”86.

وإثر مطالبة السلطات المصرية لليمن بتسليم قيادات الجماعة المتورطين في التخطيط لحادث عاطف صدقي، غادرت معظم القيادات اليمن إلى السودان، كما شكلت الجماعة لجنة تحقيق داخلي بإشراف “محمد شرف”87 لفحص أسباب مقتل الطفلة شيماء، والقصور الأمني الذي أدى للقبض على منفذي الحادث، وأسفر التحقيق عن عزل عادل عبد القدوس من رئاسة لجنة الأمن والعمل الخاص وإعادة هيكلتها ليتولى “أحمد حسن أبو الخير”88 مسؤولية اللجنة بجوار عضويته باللجنة السياسية.

كما أوفد الظواهري كلا من هاني السباعي وياسر السري إلى لندن ليحصلا على اللجوء السياسي بها، ويتوليا مع عادل عبدالباري89 مسؤولية اللجنة الإعلامية نظرا لسهولة التواصل بلندن مع وكالات الأنباء ووسائل الإعلام.

3ـ مخططان لاغتيال حسني مبارك

وضعت اللجنة العسكرية بالجماعة مخططا لاستهداف “حسني مبارك” في قاعدة رأس التين بالإسكندرية بواسطة ضابط الاحتياط بالجيش “أحمد جمعة”90 ولكن المخطط اُكتشف وتم إعدام أحمد جمعة. كما حاول القيادي “عادل عوض” استهداف موكب مبارك بسيارة مفخخة في شارع صلاح سالم، ولكن حال تغيير مسار الموكب دون نجاح المخطط.

 

المحور السادس: ايقاف العمليات

1ـ بين مصر والسودان:

إثر نجاح مسؤول الأمن بالسفارة المصرية في السودان في تجنيد نجلي أحد قيادات تنظيم القاعدة وجماعة الجهاد، ودفعه نجل91 قيادي جماعة الجهاد إلى وضع حقيبة متفجرات بمحل انعقاد لقاءات قيادات الجماعة لتصفيتهم، وتمكن الجماعة من اكتشاف المخطط بمساعدة الأمن السوداني، وبالتوازي مع توالي سقوط عناصر الجماعة بيد الأمن اتخذ الظواهري عام 1995 قرارا بوقف العمليات داخل مصر بعد الثأر من المخابرات بتنفيذ ضربتين متزامنتين خارج مصر وداخلها (باستهداف السفارة الأميركية بباكستان واستهداف فوج سياحي إسرائيلي بخان الخليلي)92.

ولما عجزت مجموعة التنفيذ عن استهداف السفارة الأميركية استهدفت السفارة المصرية بإسلام أباد عام1995 مما أسفر عن مقتل 17 شخص بينما نجحت الأجهزة الأمنية في إحباط مخطط استهداف الفوج السياحي الإسرائيلي وتمكنت من القبض على أعضاء مجموعة “عادل السواداني – مسؤول ناهيا وكرداسة” القائمين على تنفيذ المخطط.

2ـ الرحيل إلى أذربيجان94:

عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك بأديس أبابا على يد الجماعة الإسلامية عام1995، تعرضت الحكومة السودانية لضغوط سياسية نتج عنها رحيل كافة الجهاديين من السودان ومن ضمنهم قيادات جماعة الجهاد، فرحل أيمن الظواهري رفقة بعض مساعديه إلى أذربيجان، وهناك تلقى دعوة من أبي حفص المصري القيادي بالقاعدة للقدوم إلى أفغانستان في حماية حركة طالبان، فأرسل مساعده “أحمد أبو الخير” إليها لاستطلاع الأوضاع، بينما توجه الظواهري مع رفيقيه أحمد سلامة وهشام الحناوي إلى الشيشان إلا أنه تم القبض عليهم بداغستان لعدم حصولهم على تأشيرة دخول لها، وحكم عليهم بالسجن 6 شهور، وبعد قضائهم للحكم، غادر الظواهري وسلامة إلى أفغانستان عبر أذربيجان وإيران، بينما توجه الحناوي إلى الشيشان ليُقتل هناك على يد الروس.

3ـ العودة إلى أفغانستان والبحث عن حلفاء:

وصل الظواهري ورفيقاه ثروت صلاح وأحمد سلامة إلى أفغانستان في أغسطس 1997، وأرسلوا إلى بقية عناصر الجماعة عن (استعداد بن لادن لكفالة عناصر التنظيم بأفغانستان وإعطاء كل أسرة ما يعادل 100 دولار شهريا، مع التأكيد أن الحياة بأفغانستان بدائية للغاية ولا توجد فرص لتعليم الأبناء)95.

ونتيجة لتعثر جماعة الجهاد في تحقيق أهدافها، ومرورها بأزمة مالية حادة، وسقوط عناصرها داخل مصر بيد الأمن، تسارعت وتيرة جهود الظواهري للإندماج مع الجماعة الإسلامية، ولكنه لم ينجح لإصرار قيادات الجماعة بالخارج أن يكون لأعضاء مجلس الشورى المحبوسين بالداخل الرأي الأول والأخير في الأمور الشرعية والتنظيمية والقرارات المهمة96. فسعى الظواهري للتحالف مع القاعدة.

اتفق زعيم القاعدة بن لادن مع الظواهري ومع قيادي الجماعة الإسلامية المصرية “إسلام الغمري” ممثلا عن زعيمها رفاعي طه على إصدار فتوى تدعو إلى تحرير المقدسات الاسلامية وضرب المصالح اليهودية والامريكية، وصدرت الفتوى في 22 فبراير 1998 باسم ” الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين” ولكن سرعان ما سحب رفاعي طه توقيعه عقب تعرضه لضغوط من قيادات الجماعة داخل السجون، وحسب عضوي جماعة الجهاد هاني السباعي وأحمد النجار فإن الظواهري أيضا لم يستشر مجلس شورى جماعة الجهاد في توقيعه على هذا البيان97، بل ولم يعرف أغلبيتهم بالبيان إلا بعد صدوره.

 

المحور السابع: إعادة الهيكلة الثانية98:

تلقى الظواهري مطلع عام 1998 اتصالات هاتفية من قيادات الجماعة المتبقين باليمن “مرجان سالم-نصر فهمي-طارق أنور” يشكون فيها من تدهور أحوال الجماعة. فطلب منهم الظواهري الحضور إلى أفغانستان، ومن ثم عقد لقاء موسعا في مايو1998 مع قيادات الجماعة توصلوا خلاله إلى تقليص الهيكل التنظيمي للجماعة ليشمل 4 لجان فقط هي: لجنة الوثائق بإشراف بركات فهيم، ولجنة التنظيم المدني والعسكري بإشراف ثروت صلاح، واللجنة الشرعية والإعلامية بإشراف مرجان سالم، واللجنة السياسية والاتصالات الخارجية والمالية بإشراف أحمد حسن أبو الخير.

كما اتفقوا على تعيين بركات فهيم نائبا للظواهري، ووافقوا على الانضمام إلى الجبهة الإسلامية العالمية التي يتزعمها بن لادن، ولخص قيادي الجماعة أحمد النجار أهداف الجبهة الإسلامية بأنها تتمثل في (شن حرب عصابات تستهدف كافة المصالح الامريكية والاسرائيلية على مستوى العالم لإجبار أمريكا على إعادة النظر في سياساتها تجاه القضايا العربية والإسلامية.. إضافة إلى أن قيام أسامة بن لادن ومعاونيه بهذا الدور على الرغم من ضعف إمكانياته بالمقارنة بإمكانيات الدول العربية والإسلامية سيظهر مدى ضعف قيادات تلك الدول ويقلب الرأي العام عليهم، كما أن أصوات المعارضين ستكون من الضعف بحيث لا تُسمع على خلاف ما حدث للتنظيم في واقعة استهداف عاطف صدقي عندما استنكر المجتمع المصري بإجماع مقتل الطفلة شيماء)99. وتوقع النجار أن يؤدي (نشاط هذه الجبهة في المستقبل الى استقطاب عالمي للمسلمين الراغبين في تحدي القوى الامريكية والاسرائيلية وإضعافها)100.

وتحول التحالف مع تنظيم القاعدة إلى إندماج منتصف عام2001101، لتتشكل جماعة جديدة باسم “قاعدة الجهاد”، ونتج عن هذا الإندماج تغير في استراتيجية جماعة الجهاد بتخليها عن أولوية قتال العدو القريب وتبنيها لاستراتيجية ضرب المصالح الأميركية والإسرائيلية، واستفادت الجماعتان من الإندماج بتعاون كوادرهما معا وتقليص نقاط ضعف كل منهما.

 

المحور السابع: تبعات التحالف ثم الاندماج مع القاعدة:

عقب إعلان تحالف ثم اندماج جماعة الجهاد مع تنظيم القاعدة تعرضت قيادات الجماعة لحملة مطاردة شرسة فقبض الأمريكان على أربعة من عناصر الجماعة بألبانيا في يونيو عام 1998 وسلموهم إلى مصر102،مما جعل الجبهة الإسلامية العالمية تعلن عقب استهدافها لسفارتي أميركا بكينيا وتنزانيا في أغسطس عام 1998 أنها جاءت لعدة أسباب منها (خطف المسلمين من الدول الأوربية)103.

كما قبضت المخابرات الأمريكية في يوليو 1998 على ” أحمد سلامة مبروك” بأذربيجان أثناء تواجده بها بحثا عن أسلحة كيميائية وبيولوجية لشرائها، وسلمته إلى مصر، وقبضت الإمارات عام 2000 على محمد الظواهري وسلمته لمصر.

ويذكر سيمور هيرش في كتابه “القيادة العمياء”104 أن الإدارة الأمريكية قامت باختطاف وتسليم 70 جهادي إلى دولهم قبل عام 2001، مما دفع عضو اللجنة الإعلامية بجماعة الجهاد هاني السباعي للقول بأن الإندماج مع القاعدة (جرّ مصائب كبيرة إلى جماعة الجهاد)105.

 

المحور الثامن: بقايا جماعة الجهاد والمنشقين عنها (2001-2011)

خارج مصر تلاشت جماعة الجهاد بعد إندماج الظواهري وعدد من كوادر الجماعة مع تنظيم القاعدة، بينما رفضت بعض الكوادر ذلك الإندماج وأصروا على البقاء على استراتيجيتهم القديمة في أولوية مواجهة النظام المصري متعللين بأن توسيع المعركة لتشمل أميركا سيلحق الضرر بالجماعة، وكان على رأس هذا الفريق مساعد الظواهري” ثروت صلاح” الذي حاول تجميع شتات بقية العناصر الرافضة لهذا الاندماج ولكنه لم ينجح106، وقُبض عليه في إيران عقب أحداث سبتمبر، وبعد الإفراج عنه عام 2010 أصدر عدة بيانات باسم “جماعة الجهاد” يُعبر فيها عن مواقفه مثل بيانه الصادر107 في 2 فبراير 2011 معلنا فيه دعمه للثورة المصرية، فضلا عن بيان لاحق عام 2012 دعا فيه لانتخاب محمد مرسي للرئاسة.

وعقب أحداث 11 سبتمبر تعرض أعضاء جماعة الجهاد بما فيهم المنشقون عنها لحملة مطاردة عالمية، فقبضت الحكومة اليمنية على “سيد إمام” في أكتوبر 2001 وسلمته لمصر برفقة عبد العزيز الجمل عام 2004 رغم انفصالهما عن الجماعة وسلمت السويد القيادي المنشق عن الجماعة أحمد عجيزة لمصر عام 2001 بينما قبضت الإمارات عام 2002 على مسئول اللجنة الشرعية السابق بالجماعة “محمد شرف” رغم انفصاله عنها منذ عام 1995 وسلمته لمصر.

وتفككت جماعة الجهاد داخل السجون، وصار كل فرد منها معبر عن نفسه فقط وكتب سيد إمام عام 2007 مراجعات فكرية بعنوان (وثيقة ترشيد العمل الجهادي) ورد الظواهري على تلك الوثيقة بكتاب سماه (التبرئة) وانشغل أعضاء الجماعة السابقين بالترويج للمبادرات أو الرد عليها، ثم بدأت الحكومة المصرية بالإفراج التدريجي عن مؤيدي المبادرات، ثم لاحقا أفرجت عن بعض رافضي المبادرات مع إبقاء كبار القيادات من رافضي المبادرات بالسجون فضلا عن أعضاء الجماعة ممن آخذوا أحكام بالسجن.

وعقب ثورة 25 يناير أفرج المجلس العسكري عن كل المعتقلين وأغلب المسجونين السياسيين ومن ضمنهم الجهاديين، وتنوعت توجهات القيادات الجهادية بعد خروجها من السجن، وذلك على النحو التالي:

1ـ السفر خارج مصر: مثل أحمد سلامة مبروك الذي تولى منصبا قياديا في جبهة النصرة بالشام وقُتل بغارة أمريكية بالشام عام 2016.

2ـ تأسيس حزب سياسي باسم “السلامة والتنمية” ثم “الحزب الإسلامي” ليضم قدامى الجهادين من عناصر تنظيم الفنية وصولا لبعض قيادات جماعة الجهاد ممن يرون جواز المشاركة السياسية في ظل المتغيرات الجديدة مثل صالح جاهين ومجدي سالم.

3ـ الاهتمام بالعمل الدعوي ونشر الفكر الجهادي من خلال اللقاءات الإعلامية والندوات مثل محمد الظواهري وأحمد عشوش، ومنهم من شارك في إنشاء مجموعات مسلحة لتهريب الأسلحة لغزة وسيناء مثل عادل شحتو ومحمد جمال108.

4ـ الانتكاس والانضمام للثورة المضادة ودعم الانقلاب العسكري مثل نبيل نعيم.

5ـ تصفية الحسابات مع الرفاق القدامى من خلال الهجوم الدائم عليهم في الفضائيات والصحف مثل سيد إمام.

وعقب الانقلاب العسكري اعتقلت الأجهزة الأمنية أغلب من بقي بمصر من القيادات الجهادية السابقة كمحمد الظواهري109 ومرجان سالم وأحمد عشوش وثروت صلاح وظهرت أسماء عدد من تلك القيادات والعناصر ضمن المتهمين بالإنتماء للجماعات الجهادية الجديدة، مثل اتهام محمد حجازي ومرجان سالم في قضية أنصار بيت المقدس1، واتهام أسامة جبريل110 في قضية أجناد مصر2، واتهام الشحات أبو سبحة111 في قضية “أنصار الشريعة”.

 

المحور التاسع: تقييم تجربة جماعة الجهاد

من خلال السرد التاريخي السابق يمكن تقييم تجربة التيار الجهادي في بواكير نشأته وبالأخص جماعة الجهاد من حيث حلفيات التأسيس والظرف العالمي والإقليمي والمحلي الذي ظهرت خلاله، وحقيقة امتلاكها لمشروع متكامل للتغيير ومدى ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، ومستوى تجانسها الداخلي، ونظرتها للدولة وعلاقتها بالمجتمع، وطبيعة أطروحاتها، والسمات العامة لعناصرها، وحجم نجاحاتها وإخفاقاتها في النقاط التالية:

1-نشأت التجربة الجهادية الأولى في ظل نظام إقليمي متماسك ودول قومية قوية تحكم قبضتها على حدودها وشعوبها وتتمتع بمظلة حماية من الدول الكبرى، فحظي النظام الحاكم في مصر بمشروعية قانونية أمام الجماهير، واعتبر معظم المواطنين الجهاديين بمثابة متطرفين خارجين على الشرعية، كما نددت معظم الجماعات الإسلامية بأعمال العنف، وقدمت تنظيرات مناهضة له مما مثل عائقا أمام انتشار أفكار الجهاديين وأدى لافتقادهم إلى حاضنة شعبية قوية تقدم لهم الدعم المالي والبشري الذي يكفل الاستمرار.

2-تأسست المجموعات الجهادية الأولى على قاعدة الثأر من النظام الحاكم القمعي دون إمتلاكها لمشروع تغييري ذي ملامح واضحة، إذ تمثل هدفها الاستراتيجي في إسقاط النظام بالقوة، مع فكرة غائمة لإقامة الخلافة دون أي خطة متكاملة واقعية، وتركز النظام عندهم في شخص الحاكم112، وأدى غياب التماسك التنظيمي لتلك المجموعات بالتوازي مع ضعف التجانس بين عناصرها إلى تشظيها السريع في وقت قصير، بينما أدت فترات السجن القصيرة إلى تمازج بعض الأفراد وتكوينهم عقب خروجهم من السجون بؤر عمل جديدة أكثر رسوخا.

3-تمايز التيار الجهادي عن جماعة الإخوان وارتباطه بما حدث لها، إذ نشأت الحالة الجهادية وتطورت كحركة صدامية تتبنى حتمية المواجهة وتنبذ منهج جماعة الإخوان السلمي، وتعتبر قيادات جماعة الإخوان بمثابة عقبة أمام تطور المشروع الجهادي لاختلاف المناهج والممارسات وأطروحات التغيير113. وبالرغم من ذلك تمركز التيار الجهادي شعوريا حول مظلومية الإخوان وما أصابهم في محنتهم في العهد الناصري، قبل أن يصبح أفراده أنفسهم وقود محنة جديدة في عهد مبارك.

4-رفضت جماعة الجهاد العملية الديموقراطية شكلا ومضمونًا، واعتبرت أنظمة الحكم القائمة أنظمة ردة تفتقد للمشروعية لأنها تحكم بالقوانين الوضعية وترعى مصالح الغرب على حساب مصالح شعوبها، ودعت للإطاحة بها، دون أن تقدم بديلا للنظام، سواء على المستوى النظري أو التطبيق الواقعي، واستمدت تصورها العام لدولتها المنشودة من نموذج الخلافة الراشدة التي تسودها أحكام الشريعة، وتقام فيها الشورى، ويمتلك المسلمون فيها حرية اختيار من يحكمهم.

5-نخبوية الطرح، إذ قدم التيار الجهادي طرحا يتمركز حول أولوية قتال العدو القريب، ووجوب قتال الطائفة الممتنعة عن شرائع الإسلام الظاهرة، ونبذ المشاركة السياسية ضمن مجموعة قضايا يصعب تفهم قطاعات واسعة من الناس لها، مما حصر المجموعات الجهادية في نخب ثورية متقاربة سنيا تكثر بينها النقاشات الفكرية والشرعية ومن ثم الانشقاقات والنزاعات.

6-التشدد العقائدي والمرونة الواقعية، فرغم تبني جماعة الجهاد للمفاصلة العقائدية مع الأنظمة العلمانية والمنحرفة عن الإسلام، إلا أن هذا لم يمنعها من التواصل مع إيران وليبيا للتنسيق ضد النظام المصري الذي مثل لهم خصما مشتركا.

7- التيار الجهادي بطبيعة نشأته تيار ثوري، فعناصره تتسم برفض الظلم والاستعداد للتضحية، وامتلاك روح المغامرة، والاخذ بزمام المبادرة، والسعي الجاد لتغيير معادلات الواقع، وأدى حضور الجهاد كملمح أساسي لديه إلى جعل عناصره شديدة الخطورة والفعالية، لذا نجد أعداد قليلة منه تقوم بمغامرات وأعمال غير معتادة، اتسم بانتشار الوعي وسط أفراده بطبيعة الصراع مع الأنظمة العلمانية وتكاليفه ولكن أدت نزعته العسكرية إلى ضعف اهتمامه بالنواحي المجتمعية والتعليمية والاقتصادية والتنموية، فلم يساهم بأي أطروحات نظرية في تلك المجالات.

8- لم تنجح جماعة الجهاد في تحقيق استراتيجيتها للتغيير في مصر لمحدودية إمكانات المناورة والتدريب المتاحة أمامها بسبب الطبيعة الجغرافية، وتمركز السكان في وادي النيل المنبسط، ومركزية الدولة، وسيطرتها القوية على المدن الكبرى والوادي، فضلا عن ضعف التمويل لافتقاد الجماعة لمصادر دعم خارجية قوية أو واجهات مالية تمولها، مما قلص من حجم أنشطتها، وجعلها غير قادرة على تغطية احتياجاتها فضلا عن احتياجات المعتقلين وأسرهم، كما أدى افتقاد الجماعة لهياكل تنظيمية وتعبوية قوية إلى ضعف قدرتها على تعويض خسائرها وتجنيد عناصر جديدة. وساهمت الخبرة الواسعة لأجهزة الأمن المصرية في تفكيك وتصفية مجموعات الجماعة داخل مصر.

9- نجح التيار الجهادي في إحياء حالة المواجهة بعد القمع الناصري، وتمكن من استغلال الساحات الخارجية في أفغانستان والشيشان وغيرهما في تدريب وتطوير عناصره، وأدت النشأة العسكرية لمجموعات الجهاد إلى دفع أغلبها للاستمرار في المواجهة ولو بصورة مختلفة تمثلت في تبني أطروحة تنظيم القاعدة، فأدى التحول من تبني مواجهة النظام المصري إلى تبني مواجهة أميركا وحلفائها إلى توسيع دائرة التفاعل مع التيار الجهادي، فتحولت التنظيمات الجهادية من تنظيمات نخبوية تضم بضعة مئات أو بضعة آلاف في أحسن الأحوال إلى تنظيمات أممية تضم عشرات الآلاف من الأعضاء وأضعافهم من المؤيدين في أنحاء العالم.

 

خاتمة

مما سبق يتضح أن أجواء القمع تمثل بيئة خصبة لتمدد التيار الجهادي لاضطلاعه بإحياء حالة المواجهة في ظل أجواء الانكسار، دون أن يكون قادرا في الداخل المصري على أن يمثل بديلاً حقيقياً للنظام الحاكم نظراً لضعف هياكله التنظيمية والتعبوية بالتوازي مع مركزية الدولة وقوة قبضتها، أما خارجياً فقد نجح في استغلال الساحات الجهادية في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها في تدريب وتطوير عناصره وبناء بؤر عمل جديدة أعاقت جهود محاصرته وتصفيته وساهمت في نشر أفكاره ().

————————————-

الهامش

1- مواليد 1947 بالإسكندرية – أحد مؤسسي ومنظري التيار الجهادي بمصر، ابتعد عن العمل التنظيمي بعد خروجه من السجن على خلفية حادث اغتيال السادات، واتجه للكتابة والتنظير، وتُوفي عام 2012.

2 – مواليد 1951 بالقاهرة، خريج طب القصر العيني، وأمير جماعة الجهاد منذ عام 1993 وصولا لإندماجها مع تنظيم القاعدة.

3- اعتقل على خلفية حادث اغتيال السادات، ثم انضم إلى جماعة الجهاد، واُعتقل مجددا من عام 1993 حتى عام 2007، وابتعد عن العمل التنظيمي وأصدر عدة كتب عن الحركات الإسلامية، ويعمل حاليا كصحفي.

4 – مواليد 1956 بالعياط “الجيزة ” – حاصل على بكالوريوس زراعة، سُجن لمدة 7 سنوات في قضية اغتيال السادات، ثم سافر خارج مصر عام 1988 وانضم إلى جماعة الجهاد، وقبضت عليه المخابرات الأمريكية بأذربيجان عام 1998، وسلمته إلى مصر التي سجنته لمدة 12 سنة، وخرج عقب ثورة يناير 2011 ليسافر إلى الشام ويعمل كمساعد للجولاني زعيم جبهة النصرة، وقُتل بقصف أميركي عام 2016 – وملف التحقيق معه عام 1999 في مصر غير منشور.

5 – مواليد 1962 – ناهيا “الجيزة” – مدرس-تولى مسؤولية لجنة التنظيم المدني بجماعة الجهاد عام 1994، وقبضت عليه المخابرات الأمريكية بألبانيا عام 1998، وسلمته إلى مصر التي أعدمته عام 2000؛ ونشر التحقيقات معه موقع شفاف الشرق الأوسط في 6 حلقات بشكل يومي خلال الفترة من 26/9/2004 إلى 1/10/2004.

6 – عبد المنعم منيب -دليل الحركات الإسلامية المصرية-ص103 مكتبة مدبولي-ط1

7- عبد المنعم منيب، المصدر السابق، ص72، أما نسبة د. محمد مورو في كتابه “تنظيم الجهاد” تأسيس المجموعة إلى نبيل البرعي عام 1958 فغير صحيح، فالبرعي التزم دينيا عام 1958، بينما المجموعة تأسست عام 1966 وكان البرعي من أعضائها وليس زعيمها.

8 – أيمن الظواهري -فرسان تحت راية النبي – ص(15) دار أشبيلية – ط2.

9- رفاعي سرور – التصور السياسي للحركة الإسلامية – ص(264،265) – نسخة إلكترونية.

10- رفاعي سرور كان طالبا بالتعليم الصناعي.

11- انظر: دليل الحركات الإسلامية: ص74، واعترافات الظواهري في قضية اغتيال السادات بمجلة الوسط في 21/2/1994.

12- عبد المنعم منيب-دليل الحركات الإسلامية المصرية – ص78– نقل منيب هذا التفسير لاختيار الانقلاب العسكري كاستراتيجية للتغيير عن نبيل البرعي ومصطفى يسري من مؤسسي التيار الجهادي بمصر.

13- حوار جريدة الحياة مع أيمن الظواهري، ونشره المكتب الإعلامي لجماعة الجهاد عام1993.

14 – انظر لمزيد من التفاصيل: عبد المنعم منيب، دليل الحركات الإسلامية المصرية – ص76.

15- أيمن الظواهري – فرسان تحت راية النبي – ص (13، 14).

16- رفاعي سرور-التصور السياسي ص278، عبد المنعم منيب-دليل الحركات الإسلامية ص 75.

17 – لمزيد من التفصيل: عبد المنعم منيب -دليل الحركات الإسلامية -ص(79-81).

18- رفاعي سرور -التصور السياسي– ص266.

19- المصدر السابق.

20 – أيمن الظواهري-فرسان تحت راية النبي – ص17.

21 – المصدر السابق-ص18.

22- رفاعي سرور-التصور السياسي للحركة الإسلامية -ص277

23 – حصل صالح سرية على الدكتوراه في التربية وعمل موظفا بمنظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للجامعة العربية.

24 – تلخصت خطة الانقلاب في قيام أفراد التنظيم من طلبة كلية الفنية العسكرية بمساعدة أعضاء التنظيم المدنيين في الهجوم على الكلية والاستيلاء على الأسلحة الموجودة بها، ثم التوجه لمقر اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي لمهاجمته وقت وجود السادات به وفشل مخطط الاستيلاء على الكلية عقب اشتباكات محدودة، ونجحت قوات الجيش والشرطة في القبض على أفراد التنظيم والبالغ عددهم 92 شخص، وأعدم كلا من صالح سرية وكارم الأناضولي الطالب بكلية الفنية العسكرية.

25 – رفاعي سرور-التصور السياسي: ص279، 280

26 – محمد عبد السلام فرج -الفريضة الغائبة –ص15-نسخة إلكترونية.

27 – عبود الزمر كان مقدما بالمخبرات الحربية، وانضم إلى مجموعة طارق الزمر عام 1978، وتعرف على فرج عام1979.

28 – عبد المنعم منيب -التنظيم والتنظير – ص11-مكتبة مدبولي ط1.

29 – بلغ عدد المتهمين عام 1981 في قضية الجهاد الكبرى 302 فرد بينما بلغ عدد المتهمين عام1974 في قضية الفنية 92 فرد.

30 – انظر: عبد المنعم منيب-دليل الحركات الإسلامية ص87، 88.

31- شاركت في أحداث 1981 مجموعة سالم الرحال ومجموعة نبيل المغربي ومجموعة الجماعة الإسلامية بالصعيد مع بعض أفراد من مجموعة اسماعيل طنطاوي.

32 – طارق الزمر مواليد عام 1959.

33 – انظر: عبد المنعم منيب – دليل الحركات الإسلامية المصرية – ص 100،101.

34 – رائد بسلاح المدرعات كان يقود مجموعة اسماعيل طنطاوي ونجح في الهروب من سجن طرة وقتل في اشتباك عام 1988.

35 – من بين أبرز من خرجوا بعد قضاء فترة محكوميتهم أو حصولهم على البراءة في قضية اغتيال السادات، وانضموا للظواهري (عادل عبد القدوس، عادل عبدالباري، ثروت صلاح، مجدي كمال، هاني السباعي، مجدي سالم).

36 – سبق لعبود إصدار وثيقة بعنوان (مشروع الجبهة الإسلامية) دعا فيها إلى اندماج الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد والإخوان في كيان واحد، ولم تلق الوثيقة تجاوبا عمليا – انظر تفاصيل الوثيقة في جريدة الوسط اللندنية بتاريخ 13 / 9 / 1993.

37- اعترافات أحمد سلامة في التحقيقات معه – ص27.

38 – سأفرد الجماعة الإسلامية ببحث منفرد بإذن الله.

39 – مثل مجدي سالم وعادل السوداني وأحمد سلامة.

40- مثل عادل عبد القدوس الذي كان ينتمي إلى مجموعة عبد الرؤوف أيمر الجيوش المعروفة باسم مجموعة شبرا.

41-انظر: عبد القادر عبد العزيز-العمدة في إعداد العدة-ص 24 – نسخة إلكترونية.

42- المصدر السابق ص320.

43 – الحلقة الثانية من اعترافات أحمد النجار-مصد سابق.

44 – حوار الحياة اللندنية مع أيمن الظواهري-مصد سابق

45 – أيمن الظواهري -فرسان تحت راية النبي -ص 93.

46 – اعترافات أحمد سلامة – ص17.

47 – سيد إمام وأيمن الظواهري كانا رفيقين بكلية الطب بجامعة القاهرة ومن أعضاء مجموعة اسماعيل طنطاوي.

48 – رائد سابق بالجيش، ترك الجماعة لاحقا عام 1993 والتحق بتنظيم القاعدة ثم تركه، اعتقل باليمن عام 2003، وسُلم إلى مصر عام 20004، وخرج من السجن عقب الثورة، ثم سافر إلى الشام.

49 – مواليد 1950 ببني سويف – طبيب بشري-ترك إمارة الجماعة عام 1993، ثم اعتقل باليمن أكتوبر 2001، وسُلم إلى مصر عام 2004، وخرج من السجن عام 2011.

50 – حصل على حكم بالبراءة في قضية اغتيال السادات ثم صدر ضده حكمان بالإعدام غيابيا في قضيتي “عاطف صدقي والعائدون من ألبانيا “وطلب حق اللجوء السياسي بالنمسا عام 1997.

51 – من بني سويف، سُجن في قضية اغتيال السادات، وعقب خروجه من السجن سافر باكستان، وقبضت عليه السلطات الأردنية عام 1994 وسلمته إلى مصر، وخرج من السجن بمصر عام 2010 نظرا لتدهور حالته الصحية

52 – قُتل بغارة أمريكية في أفغانستان عام 2001.

53 – انظر الحلقة الأولى من اعترافات أحمد النجار -مصدر سابق.

54 – اعترافات أحمد سلامة – ص17.

55 – انظر الحلقة الثالثة من اعترافات أحمد النجار – مصدر سابق.

56- انظر: أيمن الظواهري-كتاب التبرئة – ص197 – نسخة إلكترونية.

57 – الطبوغرافيا تشمل قراءة الخرائط وتحديد الاتجاهات.

58- قتل بغارة أمريكية على أفغانستان عام 2001.

59 – ” علي أبو السعود” الشهير بحيدرة-مقدم صاعقة مصري، سافر لتلقي دورة تدريبية بأميركا فالتحق بالمارينز ثم سافر إلى أفغانستان ليقدم خلاصة خبراته في معسكرات القاعدة وجماعة الجهاد، واعتقلته أميركا لاحقا-لمزيد من التفصيل عن دوره انظر: عبد الله فاضل هارون – حرب على الإسلام – ج1 – ص(313-328).

60 – ملف التحقيق مع أحمد سلامة-ص 17.

61 – ملف التحقيق مع أحمد سلامة-ص18، 36.

62 – المصدر السابق ص26.

63 – مهندس، اعتنق الفكر الجهادي على يد نبيل نعيم عام1980، وحكم عليه بالسجن 15 سنة في قضية طلائع الفتح، وأيد داخل السجن وثيقة “ترشيد العمل الجهادي” التي طرحها سيد إمام عام 2007.

64-سجن عدة مرات، وبلغ أخر اعتقال له قرابة 19 سنة، انقلب داخل السجن على جماعة الجهاد، وخرج عقب ثورة يناير.

65- مواليد الزقازيق عام 1960، سجن لمدة 3 سنوات في قضية اغتيال السادات، وأسس مع منتصر الزيات مكتبا للمحاماة عام 1990، ثم سافر خارج البلاد، وترقى في المناصب القيادية حتى صار مساعدا للظواهري، وصدر ضده حكمان بالإعدام غيابيا.

66- أعدم في قضية خان الخليلي.

67 – شيخ سلفي من شبين الكوم، تقارب مع جماعة الجهاد، واعتقل مدة طويلة، وسافر إلى الشام للمشاركة في الثورة السورية.

68 – مواليد 1956 – ميت حبيش مركز طنطا-هرب من مصر مطلع التسعينيات، وتولى مسؤولية محطة اليمن، وترك الجماعة عقب تحالفها مع القاعدة، وقُتل على يد الأمن اليمني عام 2007.

69- مواليد 1960 بالقناطر الخيرية-محامي-هرب من مصر مطلع التسعينات وصار عضوا باللجنة الإعلامية للجماعة.

70- مواليد 1956 بمحافظة الشرقية، تولى مسؤولية محطة لندن، واعتقل بها عام 1999، ومات عام 2008.

71 – ملف التحقيقات مع أحمد سلامة: ص 29،30.

72- انظر الحلقة الأولى من اعترافات أحمد النجار – مصدر سابق.

73- اعترافات مسؤول محطة ألبانيا “شوقي سلامة” بجريدة الوسط اللندنية 18 / 10 /2001-والحلقة الثالثة من اعترافات أحمد النجار.

74 – قُتل بغارة أمريكية على أفغانستان عام 2001.

75 – أعدم في قضية محاولة اغتيال عاطف صدقي.

76 – ملف التحقيقات مع أحمد سلامة: ص43، 44.

77- هم “ناجي الخولي-صفوت عثمان-أسامة صديق-عاطف أبو جبل”.

78- ملف التحقيقات مع أحمد سلامة: ص63.

79- أعدم على خلفية حادث قتل السائق والتباع.

80- ملف التحقيقات مع أحمد سلامة: ص(46-48).

81- اعتقلته باكستان بمنطقة وزيرستان عام 2009 وسلمته إلى مصر، وخرج من السجن بعد ثورة يناير 2011، وأعيد القبض عليه في نوفمبر 2013، ومات بسجن العقرب عام 2015.

82- أيمن الظواهري -إصدار مرئي بعنوان “اللقاء المفتوح – الجزء الأول” أصدرته مؤسسة سحاب عام2008.

83- انظر: عبد القادر عبد العزيز-مقدمة الطبعة الثانية لكتاب الجامع في طلب العلم الشريف: ص10، 11.

84 – أيمن الظواهري-فرسان تحت راية النبي-ص144.

85- أيمن الظواهري-كتاب التبرئة – ص (193،194).

86- قُتل باشتباك مع الشرطة في منطقة المنيب عام 1994.

87- مواليد طلخا بالدقهلية، تولى مسؤولية محطة اليمن بالثمانينيات، ترك الجماعة عام 1995 على خلفية إعدامها لنجله بتهمة التجسس لحساب المخابرات المصرية، قبضت عليه الإمارات عام 2002 وسلمته إلى مصر التي أفرجت عنه عام 2011، وهو صهر أسامة بن لادن إذ أن حمزة بن أسامة متزوج من حفيدته.

88- اسمه الحقيقي “عبد الله رجب” مواليد 1957 بكفر الشيخ، اعتقل بإيران عقب أحداث سبتمبر، وخرج من السجن عام 2015، شغل منصب نائب أمير تنظيم القاعدة، واغتيل بغارة أمريكية بالشام عام 2017.

89 – عمل كمحامي بمكتب منتصر الزيات، وسافر إلى أميركا عام 1992 ضمن فريق الدفاع عن “سيد نصير” قاتل الحاخام مائير كاهانا، ثم هرب إلى بريطانيا طلبا لحق اللجوء السياسي بها، واعتقلته بريطانيا عام 1999 بتهمة ارسال بيان إعلامي لوكالات الأنباء بمسؤولية القاعدة عن هجمات كينيا وتنزانيا عام 1998، وتم ترحيله عام 2012 إلى أميركا التي حكمت عليه بالمؤبد.

90 – ملف التحقيقات مع أحمد سلامة: ص 58.

91 – اسمه “مصعب محمد شرف” – أعدمت الجماعة الشابين إثر محاكمة داخلية بإشراف مسؤول اللجنة الشرعية “مرجان سالم”.

92 – أيمن الظواهري-فرسان تحت راية النبي -ص (185-188).

93 – نفذ الحادث محمد حسن عبد الفتاح وأيمن عبد الرازق بعد ارسالهما من السودان إلى باكستان عبر اليمن.

94 – إثر تزايد الصراعات السياسية بألبانيا انتقل أحمد سلامة منها إلى أذربيجان وأسس محطة للتنظيم عام 1995.

95- اعترافات أحمد النجار – الحلقة الأولى-موقع شفاف الشرق الأوسط بتاريخ 26 / 9/2004.

96 – انظر -أيمن الظواهري-فرسان تحت راية النبي -ص (310-312).

97 – حوار هاني السباعي مع جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 4/9/2002-اعترافات أحمد النجار “الحلقة الثانية”.

98 – ملف التحقيقات مع أحمد سلامة: ص(80-86).

99 – الطفلة شيماء تلميذة قتلت إثر إصابتها في انفجار سيارة مفخخة استهدف موكب رئيس الوزراء عاطف صدقي.

100 – الحلقة الثانية من ملف التحقيقات مع أحمد النجار – مصدر سابق.

101 – أبو مصعب السوري-دعوة المقاومة الإسلامية العالمية – ص740-نسخة إلكترونية.

102 – كشفت التحقيقات معهم عن البنية التنظيمية للجماعة مما ساهم في القبض على عناصر تابعين لها ببلغاريا وأذربيجان واليمن والكويت والإمارات، وتمت محاكمة 107 فرد منهم 44 حضوريا في قضية اشتهرت باسم “العائدون من ألبانيا”.

103 – ملف التحقيقات مع أحمد سلامة: ص84.

104 – سيمور هيرش-القيادة العمياء – ص61 – الدار العربية للعلوم – ط1.

105- حوار هاني السباعي مع جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 4/9/2002.

106- حاول ثروت صلاح إقناع سيد إمام بالعودة للعمل التنظيمي، انظر حوار جريدة المصري اليوم مع نجل سيد إمام بتاريخ 27/11/2007، وبعد الإفراج عنه عام 2011 أكتفى بإصدار بيانات باسمه يعبر فيها عن مواقفه مثل بيانه الذي دعا فيه لانتخاب محمد مرسي للرئاسة، ثم عاد إلى مصر سرا وتم اعتقاله عام 2014

107 – نشره مركز المقريزي بلندن الذي يشرف عليه هاني السباعي.

108 – محمد جمال كان قياديا بلجنة العمل الخاص، وقبضت عليه الحكومة اليمنية وسلمته إلى مصر، وخرج من السجن عقب الثورة وقُبض عليه مجددا عام 2012 في قضية خلية “مدينة نصر”، واتهمته أميركا بالضلوع في مقتل السفير الأميركي بليبيا.

109 – تم الإفراج عنه عام 2016.

110 – أحد عناصر جماعة الجهاد، اعتقل مدة طويلة في عهد مبارك على خلفية تدربه بأفغانستان.

111 – من عناصر جماعة الجهاد بمحافظة الشرقية، وسبق اعتقاله لمدة 15 سنة وأفرج عنه عام 2010، وقبض عليه مجددا مع نجليه عام 2014.

112- لذا لم يقم منفذو عملية اغتيال السادات بقتل قيادات الدولة المتواجدين في المنصة بجوار السادات بالرغم من بقاء طلقات بخزن الأسلحة المستخدمة في الحادث وفقا لتقرير الطب الشرعي.

113 – وجه أيمن الظواهري نقدا حادا للإخوان في كتابه “الحصاد المر” بعد استعراضه تجربة حسن البنا فقال (كانت هذه تجربة حسن البنا رحمه الله، وهو الذي بذر بذرة الجهاد، ثم حاول التفاهم مع الطاغوت أمام الناس فاستنكر جهاد إخوانه، وألبس المجرمين مسوح الشهداء والأولياء، ومضى إلى ربه بهذه الاجتهادات الخطيرة، ثم خلف من بعده خلوف تمسكوا فقط بهذه الأقوال المهترئة للبنا وجعلوها أساسا ونبراسا فسرى السرطان في الجسم وتمكن) -ص65-ط2.

114- الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

أحمد فريد مولانا

باحث وكاتب مصري، بكالوريوس الهندسة الميكانيكية، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى