fbpx
سياسةتقارير

السيسي الذي “وَجّهَ”

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

السيسي الذي “وَجّهَ”

هناك علاقة قوية بين الخطاب والسلطة، ولم يعد يُنظر إلى اللغة والدراسات المرتبطة بها على أنها مجرد وسيط، لكنها بحسب فيركلف “شهدت نموا هائلا من حيث المهام الملقاة على عاتقها، ومن حيث النطاق الواسع لأنواع اللغة، ومن حيث تعقيد الطاقات اللغوية المتوقعة من المواطن الحديث”[1]، هذه اللغة تمثل لنا مجالا خصبا تتجلى فيه تصورات السلطة وتصورات منتجي خطاب السلطة.

في هذا البحث نتتبع الاستخدام الواسع لكلمة “وجّه” أو “يوجّه” مسندة إلى “السيسي”، وهي كلمة متداولة وليست غريبة عن حياة الناس اليومية، لكنها لا تتمتع بصفة رسمية إدارية أو قانونية أو دستورية تناسب منصب رأس السلطة التنفيذية في مصر مثل كلمة أمر أو أصدر قرارا أو كلّف، كما أنها أًصبحت تستخدم بشكل مباشر وعلى نطاق واسع في الإعلام المصري مسندة إلى السيسي، ويتم تلقفها كأنها توازي دلالة الأمر والإلزام -مع أن أصل الكلمة لا يحمل هذه الدلالة الملزمة-، كما أن هذا الاستخدام لم يكن معهودا بهذا الشكل والقصد في عهود من سبقوه، خاصة حسني مبارك.

يحاول البحث الإجابة عن سؤال رئيس:

ما أسباب تكرار استخدام الفعل “وَجّهَ” أو “يوجّه” -في إطار رسمي ملزم- على نطاق واسع في الإعلام المصري؟ وكيف يمكن للدراسات التداولية أن تمدنا بتفسيرات ملائمة؟

أهمية البحث:

يقدم هذا البحث نموذجا تطبيقيا لأهمية الدراسات التداولية للنصوص والخطابات الإعلامية أو السياسية، ويرى الباحث أن الدراسات التداولية ما زال بإمكانها تقديم المزيد من الإسهامات النظرية والتطبيقية في تفسير بعض الظواهر اللفظية والتركيبة والإشارية، أو تفسير الدلالات الصريحة والضمنية وما يقف خلفها من تصورات.

نطاق البحث:

المواقع الإلكترونية (لصحف أو قنوات مصرية) في عهد عبد الفتاح السيسي منذ ١ يناير ٢٠٢٠ وحتى ٢ يونيو ٢٠٢٠، مع عقد مقارنة مع استخدام الصحف المصرية -التي وردت في أرشيف البحث الذي وفرته مكتبة الإسكندرية- في عهد حسني مبارك من يناير ٢٠٠٥ حتى ديسمبر ٢٠٠٩.

منهجية البحث وجهد الباحث:

أولا: اعتمد الباحث على الاستقراء والمقارنة والتحليل التداولي.

استقرأ الباحث كلمة “وَجّهَ” أو “يوجّه” في الإعلام المصري في الفترة الزمنية من يناير ٢٠٢٠ إلى يونيو ٢٠٢٠، وشمل هذا الاستقراء موقع بوابة الأهرام وموقع جريدة الشروق وموقع الهيئة العامة للاستعلامات وموقع إنتربرايز وموقع المصري اليوم والبوابة الإلكترونية لصحيفة الوطن وموقع اليوم السابع وموقع جريدة المال وموقع جريدة البورصة وموقع البوابة الإلكترونية للوفد وموقع مصراوي وقناة صدى البلد على موقع you tube وقناة cbc على موقع you tube وقناة صدى البلد على موقع you tube، وموقع قناة إكسترا نيوز.

والتزم الباحث عدم تكرار موضوع أي خبر، فجميع الأخبار الواردة في البحث هي لموضوعات متنوعة في مواقع مختلفة بدون أي تكرار للموضوع، سواء على نفس الموقع الإلكتروني أو بين المواقع الأخرى.

وركز الباحث على استخدام الفعل المباشر “وَجّهَ” أو “يوجّه” والمسندة إلى السيسي.

اعتمد الباحث في هذا الاستقراء على أداة البحث المخصصة، محددة التاريخ والزمن المتوفرة لدى موقع جوجل[2].

ثانيا: قام الباحث باستقراء مقارن في عهد سابق -حسني مبارك-، حتى يتضح بالمقارنة هل كان استخدام “وجه” أو “يوجه” مع السيسي أكثر شيوعا وتكرارا أم لا؟

وعندما استخدم الباحث نفس الأداة لإجراء البحث المقارن لاستخدام نفس الكلمة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك لم يحصل على نتيجة، فقام الباحث بالبحث في أرشيف الصحافة المصرية من خلال المشروع الذي قدمته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية (CEDEJ)، ووفرت هذه المنصة البحث حتى عام ٢٠٠٩، واختار الباحث -بسبب قلة الاستخدام والتداول- توسيع النطاق الزمني للتأكد من مدى كثافة الاستخدام فوسع الباحث نطاق البحث من يناير ٢٠٠٥ حتى ديسمبر ٢٠٠٩.

وشمل هذا البحث مختلف الصحف المصرية التي صدرت داخل النطاق الزمني والتي وفرتها منصة مكتبة الإسكندرية، غير أن النتائج انحصرت في صحيفة أخبار اليوم وصحيفة الأحرار وصحيفة صوت الأمة ومجلة روز اليوسف وجريدة البديل وجريدة الوفد وصحيفة الغد وصحيفة الجيل، والتزم الباحث بعدم تكرار الموضوعات في هذه الأخبار. ومع غياب الاستخدام المباشر لكلمة “وَجّهَ” أو “يوجّه” في عهد الرئيس مبارك، وسّع الباحث التقليبات المستخدمة للكلمة ليجد أن أقرب كلمة تم استخدامها هي كلمة “توجيهات” ومسندة إلى الرئيس مبارك[3].

نتائج الاستقراء والتحليل ونتائج البحث

نتائج الاستقراء في المدى الزمني من ١ يناير ٢٠٠٥ حتى ٣١ ديسمبر ٢٠٠٩:

لم يتم استخدام كلمة “وجّهَ”، أو “يوجّه” خلال هذه المدة الطويلة، لكن بالبحث عن تقليبات ومشتقات الكلمة ظهر استخدام لفظ “توجيهات” مسندا إلى الرئيس مبارك دون استخدام الفعل الماضي أو المضارع.

انحصر استخدام كلمة “توجيهات” خلال السنوات الخمس في ثمان مرات فقط، منهم مرتان كانتا في خطاب معارض لا يعبر عن صوت السلطة، ما يعني أنها استُخدِمتْ في خطاب معبر عن السلطة أو موالٍ لها ست مرات فقط في خمس سنوات.

نتائج الاستقراء في المدى الزمني من ١ يناير ٢٠٢٠ حتى ٢ يونيو ٢٠٢٠:

استُخدِمَ الفعل “وَجّهَ” أو “يوجّه” مباشرة ومسندا إلى السيسي مع تقديم السيسي في غالب الأخبار، ووردت -خلال النطاق الزمني للبحث- عشرين مرة -بعد حذف التكرار-.

غالب هذه الأخبار استخدمت الفعل “وَجّهَ” في العنوان، وأحيانا لم يكن موجودا في المتن أو في الفيديو المنقول عنه، وكان من صياغة إعلامية من الإعلامي أو الصحفي الذي صاغ الخبر، أو كان نقلا عن مسئولين مختلفين أو عن المتحدث الرسمي للرئاسة أو مجلس الوزراء.

أحيانا يكون في اليوم الواحد أكثر من خبر متنوع يشمل الفعل “وَجّهَ” أو “يوجّه”، مسندا للسيسي وموجَّها لقطاع أو مسئول مختلف، مثل يوم ١٤-٣-٢٠٢٠ حمل على الأقل بدون تكرار ثلاثة أخبار تحمل الفعل “وجّهَ” أو “يوجَه”.

يلفت الانتباه أن كلمة “وَجّهَ” مع عدم غرابتها عن الاستخدام العادي، ليست كلمة رسمية تناسب رأس السلطة التنفيذية، فرئيس الجمهورية -وفق دستور ٢٠١٤ الذي ترتكز عليه السلطة الحالية- “هو رئيس الدولة ورئيس السلطة التنفيذية”[4]، وكلمة “وَجّهَ” لا تحمل معنى إداريا أو قانونيا أو دستوريا، وهي ليست مشابهة على سبيل المثال لكلمة قرّر أو أصدر أمرًا أو كلّف.

فإذا كانت كلمة “وَجّهَ” ليست رسمية، وهي غير معهودة في الاستخدام بهذا الكم مع الرؤساء السابقين، فلماذا أصبحت فجأة شائعة في مختلف وسائل الإعلام المصرية مع إسنادها في غالب الأخبار للسيسي مصاحبا لمنصب -الرئيس-!

لا يمكننا غض الطرف عن استخدام ألفاظ أخرى أحيانا، فبعض المواقع نشرت صيغا أكثر وضوحا وأكثر رسمية مثل “السيسي يأمر”، كما حدث بتاريخ ٢٨ أبريل ٢٠٢٠ في موقع قناة RT الروسية الناطقة بالعربية نشرت خبرا بعنوان “مصر.. السيسي يأمر الحكومة بتطوير المحاكم في البلاد”[5]، ونقلت داخل متن الخبر على لسان المتحدث باسم الرئاسة استخدامه لكلمة “وَجّهَ”، وأيضا بتاريخ ٤ أبريل ٢٠٢٠ نشر موقع البوابة نيوز خبرا مرفقا بفيديو “فيديو.. السيسي يأمر بتجهيز طائرتين عسكريتين تحملان مستلزمات طبية إلى إيطاليا”[6]، وصاغت البوابة الخبر دون الإشارة إلى كلمة “وَجّهَ” حتى عندما نقلت عن المتحدث الرسمي للرئاسة[7]، لكن ظل الشائع المتكرر -في وسائل الإعلام المصرية- هو استخدام الفعل “وَجّهَ” أو “يوجَه” بدل “أمر” أو “يأمر” وما شابههما، والذي تردد -مع حذف التكرار- عشرين مرة خلال ستة شهور فقط.

فإذا كان استخدام كلمة “وَجّهَ” مستحدثا، وهو الآن في حالة انتشار وتكرار في مختلف المنصات الإعلامية، فهو يعني أن هناك جهة ما -بشكل مباشر أو غير مباشر- تساهم -بقصد- في نشر وتكرار هذا التعبير، فهل يعني هذا القصد شيئا؟

عن مضمون كلمة “وَجّهَ” وسياق الاستخدام:

لا نتحدث هنا عن دلالة المعجم ولكن عن الدلالة الشائعة المتداولة في لغتنا اليومية، وهي دلالة تعبر عن طرف في مرتبة أعلى ربما في السن أو الخبرة أو الحكمة أو التعليم أو العائلة والأسرة يقوم بتقديم نصيحة أو إرشاد لطرف آخر أقل منه رتبة -ولو رتبة معنوية-.

وفي جميع الأمثلة كانت كلمة “وَجّهَ” مسندةً دائما لفاعل يملك اليد العليا في السلطة السياسية والتنفيذية، كما أن السياق في كل الأخبار كان يُستقبلُ من مرؤوسين أقل منه رتبة، وكلهم تلقوا هذا الفعل باعتباره واجبا ضروريا ملزما، ولم يتحدث أحد عن قابليته للمناقشة أو الأخذ والرد.

وهنا نحن أمام لفظ مخفف لا يدل في ذاته على معنى الإلزام الرسمي، لكنّه يوظَّف في السياق الإعلامي بنفس معنى الأمر الرسمي الملزم، وهنا يحق لنا أن نسأل: لمَ يلجأ من يريد بثّ خطاب السلطة -في أمور وسياقات لازمة- إلى تكرار استخدام لفظ مخفف لا يحمل دلالة رسمية -إدارية أو قانونية أو دستورية-؟

لمحات قبل التفسير:

أولا: عن الخطاب والسلطة:

هناك علاقة قوية بين الخطاب والسلطة وهناك تفسيرات كثيرة ومتعددة لهذه العلاقة لكن ما أود الإشارة له هنا أن الخطاب هو الساحة التي تتجلى فيها آثار هذه السلطة وما تحمله من قيم وأفكار وتصورات؛ فتنعكس على الألفاظ والتراكيب والدلالات الظاهرة والضمنية والإشارية، ويتحدث فيركلف عن الخطاب أنه مكان وسياق “تُمارَس فيه علاقة السلطة وتتجسد في الواقع الفعلي”[8]، ومن خلال هذا التجسيد الفعلي ورؤية تجلياته وآثاره يمكن فهم تصور صاحب السلطة للسلطة، وكيف يسعى إلى تجسيد هذا الفهم وبثه ونشره وترسيخه في أذهان الآخرين.

ثانيا: التكرار والدعاية السياسية:

يقول دورندان “التكرار من أكثر الوسائل استعمالا في الدعاية والدعاية السياسية”[9]، وما زال التكرار أسلوبا مستخدما على نطاق واسع في التسويق التجاري أو السياسي، وبحسب دورندان “يقوم الدور الأول للتكرار على دفع الأشخاص الذين لم يلاحظوا المثير خلال عمليات التقديم السابقة إلى إدراكه”[10]، فالتكرار هنا هدفه ترسيخ فكرة أو حاجة أو رغبة أو نمط من خلال التأكيد على وصول الملاحظة والتأثر بالمثير المستخدم، سواء كان المثير لغة أم صورة.

ثالثا: الخطاب الإعلامي حوار من طرف واحد:

الخطاب عموما  هو علاقة تواصلية بين أكثر من طرف، فالذي يُلقي خطابا أو يكتبه، يهدف إلى فتح علاقة بينه وبين آخرين، إلّا أنّ الفارق بين المحادثة بين طرفين متقابلين، وبين الخطاب المفتوح -والمنقول في صورة خبر أو تقرير إعلامي- أنه كما يقول فيركلف “يدور من جانب واحد”[11]، هذا الطرف الواحد يوجه خطابه بشكل مفتوح “فهو موجه للجماهير العريضة، ومن المحال على المنتجين أن يعرفوا أفراد الجمهور”[12]، لكنه “ينطوي في بنائه الخاص على موقع للذات مخصص للذات المثالية، وعلى المشاهدين أو المستمعين أو القراء في الواقع العملي أن يجتهدوا لإقامة علاقات ما مع الذات المثالية”[13]، وبالتالي يسعى الخطاب الموجه والمكرر إلى أن ينسج المتلقي صورة تناسب التصور الذي أراده منتج الخطاب.

في التفسير والتحليل:

قلنا إن كلمة “وجّه” حملت دلالتين، الأولى إرشاد أو نصح من طرف أعلى، والثانية أنها كلمة مخففة عن كلمات أخرى مشددة في الطلب والإلزام في الإطار الرسمي مثل كلمة أمر أو كلّف أو ألزم أو أصدر أمرا إلخ.

هناك كثير مما يفيدنا في تفسير هذا التضمين المقصود تكراره، لكننا سنكتفي بملاحظتين مهمتين:

الأولى ملاحظة التخفيف لفيركلف:

أشار فيركلف لفكرة التلاعب في استخدام الأمر الملزم بطريقة غير مباشرة من قبل صاحب السلطة مع أحد مرؤوسيه، فهذا التلاعب يستند على أن “السلطة في الخطاب تتعلق بقيام المشاركين من ذوي السلطة بالتحكم في أقوال المشاركين من غير ذوي السلطة وفرض القيود عليها”[14]، هذا التحكم يتطلب أحيانا تنويع الصور والأساليب المستخدمة في الأمر.

وعرض فيركلف في حديثه عن السلطة الخفية في الخطاب نموذجا لحوار استخدمته مديرة إحدى الشركات مع سكرتيرتها -أثناء طلبها نسخ رسالة على الآلة الطابعة-، واستخدمت فعلا مشابها للحالة التي نذكرها هنا -غير ملزم بشكل مباشر مثل (هل تستطيعين نسخ هذه الرسالة؟) بدل (انسخي)- ووصف فيركلف ذلك أن لجوء المديرة للتلميح (أو يقصد التضمين وعدم التصريح الملزم) “يُعتبر تلاعبا، بمعنى أنه إذا كانت الرئيسة قد جعلت تضغط على سكرتيرتها بطلباتها طول النهار، فإن هذا الشكل من أشكال الطلب قد ينجح في تفادي تململ السكرتيرة أو حتى رفضها”[15]، فقد لاحظ فيركلف أن المديرة -بسبب كثرة الأوامر التي تصدرها خلال اليوم مع استمرار حاجتها لممارسة السلطة وطلب بعض الأمور والمهام- حاولت أن تخفف وتقلل من استخدام الألفاظ المباشرة في الأمر، بحيث تظل دلالة الطلب والأمر موجودة ولكن بلفظ أقل حدة.

يمكن فهم هذه الملاحظة مع كثرة اللقاءات والتغطيات الصحفية والإعلامية التي نقلت أن السيسي قام بها مع الوزراء، فهناك أخبار كثيفة عبر وسائل إعلام مختلفة -مقروءة ومرئية- تخبرنا أن السيسي جلس مع وزير من الوزراء أو مجموعة وزراء ومسئولين وفي مدى زمني متقارب وقد طلب منهم شيئا (ومفهوم أن الجميع تلقفوا ذلك كفعل ملزم)، وأصبحت هذه الأخبار بالعشرات وربما المئات، وبحذف التكرار بلغت عشرين خبرا خلال ستة شهور فقط، هنا يمكننا قبول ملاحظة فيركلف وتشابه المثال مع ما ذكره فيركلف، بأن هناك إرادة من منتج الخطاب بسبب تكرار استخدام الأوامر أو تكرار تغطية أخبار هذه الأوامر قد عَدَل عن تكرار صيغة الأمر الملزمة المباشرة إلى صيغة غير مباشرة؛ تفاديا لأثر التململ أو الرفض.

يجب الإشارة هنا أن جميع الأمثلة التي اعتمدنا عليها في البحث، تنوع مَن قام بصياغتها، فهناك صياغات قام بها الإعلامي الذي قرأ الخبر -على لسان أحمد موسى مثلا- وهناك صياغة مِن الذي كتب العنوان وصاغ الخبر فربما كان الصحفي أو إدارة الصحيفة أو القناة، وربما كان نقلا مباشرا حرفيا عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة وربما كان وصفا لكلام أحد الوزراء دون استخدام اللفظ ذاته، غير أن الجميع اتفق على تكرار هذا اللفظ مرات كثيرة.

الثانية: التلميح الذي يمكن إلغاؤه لجرايس:

تحدث بول جرايس أحد علماء فلسفة اللغة عن التضمين الحواري (وهو تلميح يمكن فهمه واستنتاجه ضمنيا من الخطاب أو الحوار دون أن تكون هناك دلالة حرفية معجمية عليه).

وأهم ما يميز هذا التضمين الذي تحدث عنه جرايس ووضع نماذج لفهمه واستخلاصه أنه “رسائل غير ملفوظةٍ؛ ولكنّها تعتمدُ على السياقِ اللغويّ الداخليّ”[16]، لكن الأهم أنه يمكن للمتحدث أن يتنصل من هذا المعنى الذي فُهم -إن أراد المتحدث ذلك-، فيمكنه التنصل بحجة أن الدلالة لم تكن هي المقصودة (على سبيل المثال: عندما يقول يتحدثُ صديق لصديقه المريض إن هذا الدواء جميلٌ، ثم يتناوله ويسبب له آثارا سلبية، هنا يمكن لصاحب التوجيه أن يدافع عن نفسه أنه لم يطلب منه صراحة أخذ الدواء وأن حديثه عن الدواء كان في سياق آخر غير الأمر والإلزام)، ويقول جرايس “جميع التضمينات الحوارية قابلة للإلغاء”[17]، وهو أهم شرط في هذا النوع من التضمين “وإمكانُ الإلغاءِ هذا هو أهم اختلافٍ بين المعنى الصريح والمعنى الضمنيّ، وهو الذي يمكّنُ المتكلمُ من أن ينكرَ ما يستلزمُه كلامُه”[18]، وأكد هذا المعنى جورج يول “باستطاعةِ المتكلمين دائمًا أنْ يُنكروا أنَّهم أرادوا إيصالَ هذه المعاني”[19].

شرح أكثر للتضمين الحواري:

مع اهتمام بول جرايس باللغة العادية أو المتداولة بين الناس واهتمامه بالحوارات والمحادثات اليومية، افترض بول جرايس مبدأ تعاونيا اتصاليا عاما بين المتحدثين Cooperative Principle، فهو يرى الحديث “مجموعة من الجهود التعاونية الواضحة -إلى حد ما- وكل مشارك يدرك غرضا مشتركا أو عدة أغراض مشتركة أو على الأقل اتجاها مشتركا في الحديث”[20].

هذا التعاون المشترك الكامن بين المتحدث والمستقبل يجعلهم يفهمون ويفسرون بعض المعاني التي لا تتطابق بل تخالف المعنى الحرفي أحيانا، فقد تكون المخالفة في كم المعلومات المقدمة Quantity، أو في الكيف Quality، أو في مدى الملائمة والمناسبة للموضوع Relation، أو في طريقة التعبير Manner التي ربما يشوبها الغموض أو الالتباس[21].

ما يعنينا هنا ويتطابق مع أمثلتنا في هذا البحث هو التضمين أو التلميح الذي ينشأ من مخالفة قاعدة المناسبة أو العلاقة Relation، أو قاعدة الطريقة Manner.

ولنأخذ مثالا عمليا يوضح ذلك:

فعندما نقول مثلا: (وَجّهَ محمودٌ حسامَ لفعل كذا)، فإن المعنى المباشر أن هذا التوجيه على سبيل النصح والإرشاد وربما يكون نابعا من حكمة اكتسبها بحكم السن أو المقام إلخ.

لكن عندما يأتي السياق مع رأس السلطة التنفيذية (وموجَّها إلى وزير النقل أو الاتصالات أو العدل أو الإعلام أو التعليم أو رئيس الوزراء إلخ) ويتم تناول الفعل “وَجّهَ” أو “يوجّه” على نطاق واسع ويتم تغطية الخبر من قبل مستقبلي هذا التوجيه -وهم بالفعل يقومون بتنفيذه- فإن السياق المشترك أو السياق التعاوني يعطينا فهما ضمنيا أن الجميع استقبل الفعل “وَجّهَ” أو “يوجّه” كفعل لازم له دلالة لازمة مثل “أمر” و”يأمر”، وهو ما يتضح في جميع الأمثلة المذكورة، ويتطابق المثل هنا مع تطبيقات جرايس في المخالفة الحرفية للعلاقة الموضوعية Relation، فالموضوع يتطلب لفظا إداريا أو رسميا لكنّ منتج الخطاب استخدم لفظا غير رسمي، كما يتطابق أيضا ما المخالفة الحرفية لقاعدة الطريقة Manner، فلفظ “وَجّهَ” يعتريه بعض الغموض واللبس في دقة تحديده لمعنى الإلزام والأمر.

تتطابق جميع الأمثلة التي وردت في هذا البحث مع وصف جرايس، فدلالة الإلزام هنا كانت دلالة ضمنية وليست صريحة، وهذه الدلالة الضمنية يمكن التنصل منها إن أراد المتحدث ذلك لأنها ليست دلالة لازمة أصيلة مثل دلالة أمَرَ أو أصْدَرَ أو قرّرَ، ولو رجعنا لمثال (وَجّهَ محمودٌ حسامَ لفعل كذا) ثم قام حسام بفعل ما ذكره محمود، لكن عاقبة ذلك كانت غير مقبولة؛ فوجّه لومه وغضبه على محمود، هنا يمكن لمحمود أن يحتج بأن كلامه كان مجرد توجيهٍ أو نصحٍ ولم يكن على سبيل الأمر والإلزام، وهذا المثل ينطبق على السلطة كذلك ورئيسها التنفيذي -الذي يمكن أن يحتج يوما ما- أن هذا الأمر لم يكن بهذا الشكل، أو أنه لم يكن قرارا ملزما بل كان مجرد توجيه أو نصح عام.

يتبقى لنا ملاحظة أخيرة يجب الإشارة لها أن جهود جرايس التطبيقية ركزت على المحادثات المباشرة، لكننا هنا استخدمناها في الخطاب الموجه من خلال وسائل الإعلام، ونرى أن الفوارق التي بينهما في موضوع بحثنا لا تمثل اختلافا، ونحتج بما قاله نورمان فيركلف الذي أعطاهما نفس الوصف (الخطاب)، رغم بعض التفرقة الخاصة بينهما لكن كليهما يبقى خطابا موجها، وبحسب فيركلف “نسبة لا يستهان بها من الخطاب في المجتمع المعاصر تتضمن في الواقع مشاركين يفصل بينهم الزمان والمكان.. وأوضح اختلاف بين خطاب المواجهات وخطاب أجهزة الإعلام أن الأخير يدور من جانب واحد”[22]، فهما صورتان للخطاب لا تؤثر هذه الصورة على فهم دلالة التضمين أو التلميح من خلال استخدام بعض الألفاظ والتمسك بتكرارها.

نتائج البحث:

يمكننا الآن وضع النقاط على الحروف ووصلها ببعض، فاستخدام الفعل “وَجّهَ” كان مكررا وبدا مقصودا، ولم يُستخدم مع من جاؤوا قبل السيسي بمثل هذه الكثافة، وبالتالي كان هناك مقصد خلف هذا الاستخدام، واختيار اللفظ “وَجّهَ” حمل تخفيفا أقل حدة من لفظ أمَرَ أو كلّفَ، لكنه اسْتُخدم لإيصال نفس الدلالة ولكن بطريقة ضمنية.

هذه الطريقة الضمنية تحمل معنى إرادة التخفيف بسبب كثرة الأوامر المرجو نشرها عنه أو كثرة النشر الإعلامي الذي سيكون مرتبطا بالأوامر والتكليفات، وبالتالي يمكننا فهم الرغبة في تخفيف وقع كثرة التكليفات والأوامر والبحث عن لفظ أخف دلالة دون أن تضيع الدلالة الأصلية الفوقية من قبل صاحب السلطة على المرؤوسين.

تحمل هذه الدلالة الضمنية قدرة على التنصل من فحواها باعتبارها دلالة غير قطعية كما أن لفظ “وَجّهَ” ليس لفظا رسميا (إداريا أو قانونيا أو دستوريا) يصدر من صاحب سلطة يمكن محاسبته ومراجعته على ما أمر وكلّف -في حدود مسئوليته كرئيس للسلطة التنفيذية-.

هناك إضافات أخرى بجانب الاستفادة من ملاحظات فيركلف وجرايس، فلفظ “وَجّهَ” ما زال يرسخ السلطة العليا الفوقية -وإن كان أقل حدة- لكنه يَفْصل بين الذي يوجّهُ، والمسئولين الذين يتحملون مسئولية الفعل وهم هنا الوزراء، فسلطة السيسي التنفيذية العليا هنا -مع كثرة الأوامر التي لا يُعرف كيف سيكون تنفيذها وعواقبها- ملقاة على عاتق من سيتم حسابهم، وهنا يمكننا فهم ابتكار استخدام هذا اللفظ وبثه على نطاق واسع، فمُنتِجُ الخطاب هنا يريد أن يُرسّخَ تكرار صورة عليا لصاحب السلطة التنفيذية، لكن المسئولية الرسمية والقانونية أمام الجمهور ستكون على عاتق آخرين، فالطبيعي أن صاحب الأمر والتكليف يُحاسَب -ولو ضمنيا- على أمره وتكليفه وعواقب ذلك، أما الذي “وَجّهَ” فالعاقبة والمسئولية الضمنية التي تُرسخ في الأذهان تكون بعيدة عنه وتتجه لمن سيقوم بالفعل وينفذه، وستتم متابعة أداءه، بل وتُنقلُ الصور  واللقاءات لوقوف هؤلاء المسئولين أمام السيسي ليُسألوا ويحاسبوا، ثم يأخذون النصائح والتوجيهات، فالمسئولون المحاسبون يتلقون إرشادا من سلطة عليا لكن الحساب يقع عليهم هم.

ختاما:

كلمة “وَجّهَ” -ومن خلال البحث التداولي- مثال على الاستخدام الموجه للغة، وهي مثال يفتح آفاقا واسعة لكشف تصورات صاحب السلطة أو منتج خطاب السلطة، والصورة أو النمط الذي يريد ترسيخه في عقول الجمهور وعموم الناس.

وهذا المثال يُلقي الضوء على ساحة من ساحات الصراع بين السلطة وبين الراغبين في التغيير، بين داعمي الاستبداد والهروب من المسئولية وبين الراغبين في سيادة إرادة الناس وقيم الحرية والمحاسبة والمساءلة، وهذه الساحة هي ساحة الخطاب وما تحمله من قيم وتصورات ومبادئ تقف خلف الخطابات السياسية والسلطوية.

الملحقات

ملحق رقم ١:

نتيجة البحث عن الفعل “وَجّهَ” أو “يوجّه” في المدة من ١ يناير ٢٠٢٠ حتى ٢ يونيو ٢٠٢٠:

م

عنوان الخبر

جهة النشر

التاريخ

ملاحظات

١

وزير العدل: “الرئيس” السيسي وجه بتطوير المحاكم[23]

موقع الأهرام

٢-٦-٢٠٢٠

الكلمة ليست في متن الخبر

٢

وزير القوى العاملة: السيسي وجه بالاهتمام بقطاع الصناعة خلال هذه المرحلة[24]

موقع جريدة المال

٣١-٥-٢٠٢٠

 

٣

شاهد.. وزير الاتصالات: “الرئيس” السيسي وجه بتطوير شبكة الإنترنت[25]

موقع البوابة الإلكترونية لحزب الوفد

٣٠-٥-٢٠٢٠

 

٤

المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء: “الرئيس” السيسي وجه الحكومة بأهمية أجهزة التنفس الصناعي[26]

قناة برنامج الحكاية على موقع YouTube والمذاع على قناة mbc مصرع

٢٨-٥-٢٠٢٠

 

٥

موسى: “الرئيس” السيسي وجه بإطلاق أسماء شهداء “الجيش الأبيض” على المدارس والشوارع[27]

موقع مصراوي

٢٤-٥-٢٠٢٠

على لسان إعلامي

٦

رئيس “الوطنية للطرق”: السيسي وجه بزيادة حارات بوابات طريق السويس[28]

البوابة الإلكترونية لصحيفة الوطن

١٦-٥-٢٠٢٠

الكلمة ليست في المتن

٧

وزير الزراعة: “الرئيس” السيسي وجه بتدعيم مراكز الألبان لرفع كفاءتها وزيادة إنتاجيتها[29]

موقع جريدة الشروق

١٣-٥-٢٠٢٠

صياغة الصحيفة بدون أي اقتباس في المتن

٨

وزير النقل: السيسي وجه بتطوير ٣٣ مزلقانا على مرحلة واحدة[30]

قناة صدى البلد على موقع YouTube

١٣-٥-٢٠٢٠

 

٩

وزارة العدل: “الرئيس” السيسي وجه الهيئة الهندسية بترميم مجمه محاكم الجلاء[31]

موقع صحيفة اليوم السابع

٣٠-٤-٢٠٢٠

 

١٠

“الرئيس” السيسي وجه الدعوة لرجال الأعمال للمشاركة في المشروعات القومية[32]

قناة cbc على موقع YouTube

٢٢-٤-٢٠٢٠

الصياغة إعلامية لحديث السيسي

١١

الرئاسة: السيسي وجه بتجهيز طائرتين عسكريتين تحملان مستلزمات طبية إلى إيطاليا

موقع قناة extra news

٤-٤-٢٠٢٠

الخبر ورد بنصه على موقع البوابة لكنه استخدم لفظ يأمر بدل وجه[33]

١٢

مدبولي: “الرئيس” السيسي وجه بتوفير السلع الأساسية خاصة مع اقتراب شهر رمضان[34]

موقع جريدة البورصة الإلكتروني

٢-٤-٢٠٢٠

 

١٣

وزير الإعلام: السيسي وجه “تحيا مصر” بتحمل تكلفة إقامة العائدين في الحجر الصحي[35]

موقع مصراوي

١-٤-٢٠٢٠

 

١٤

السيسي يوجه برفع حد الإعفاء من ضريبة الدخل[36]

موقع نشرة إنتربرايز

١٥-٣-٢٠٢٠

 

١٥

رئيس الوزراء: السيسي وجه الحكومة بحصر خسائر السيول[37]

موقع المصري اليوم

١٤-٣-٢٠٢٠

 

١٦

السيسي يوجه بتخصيص 100 مليار جنيه لتمويل خطة مواجهة «كورونا»[38]

موقع المصري اليوم

١٤-٣-٢٠٢٠

 

١٧

السيسي يوجه بتعليق الدراسة في الجامعات والمدارس لأسبوعين[39]

موقع جريدة الشروق

١٤-٣-٢٠٢٠

 

١٨

“الرئيس” السيسي يوجه بإنشاء عدد جديد من الجامعات التكنولوجية[40]

موقع الهيئة العامة للاستعلامات

١٠-٣-٢٠٢٠

 

١٩

السيسي يوجه بدعم انخراط القطاع الخاص والشباب في الأنشطة البيئية وتطوير المحميات الطبيعية[41]

موقع جريدة المال

٢٣-٢-٢٠٢٠

 

٢٠

“السيسي” يوجه بتمكين المصانع المتعثرة من استعادة ممارسة نشاطها[42]

موقع جريدة البورصة

٣-٢-٢٠٢٠

 

ملحق رقم ٢:

نتيجة البحث عن الفعل “وَجّهَ” أو يوجّه” وتقليبات الكلمة التي كان أقربها كلمة “توجيهات”:

م

العنوان

المصدر

التاريخ

١

طالبوا بإبعاد ((شهاب وهلال)) إن كانت حقيقية: أساتذة الجامعات يشككون في مصداقية توجيهات مبارك بتحسين أوضاعهم المادية[43]

البديل

٢١-١-٢٠٠٨

٢

د. محمود أبو زيد وزير الموارد المائية والري لـ (روز اليوسف): الرئيس اعطى توجيهاته للبدء الفوري في مشروعات تنمية جنوب السودان[44]

روز اليوسف

٢٠-١١-٢٠٠٨

٣

((هلال)) في حوار مع ((الوفد)): إعادة دراسة تحسين مرتبات الأساتذة تنفيذا لتوجيهات الرئيس[45]

الوفد

٦-٢-٢٠٠٨

٤

بتوجيهات الرئيس محمد حسنى مبارك: عودة الروح للفنادق التاريخية التابعة لشركه إيجوث والمحافظة على قيمتها الأثرية والمعمارية[46]

الأحرار

١٢-١١-٢٠٠٧

٥

تنفيذا لتوجيهات الرئيس مبارك 30: مليون جنيه من نقابة المعلمين لإنشاء 5 مدارس نموذجيه[47]

أخبار اليوم

١٨-٣-٢٠٠٦

٦

رؤساء الجامعات يتحركون بـ”توجيهات الرئيس”!

الغد

٣٠-١٢-٢٠٠٦

٧

الرئيس مبارك.. يتدخل ويصدر توجيهاته لتوفير الديباكين فورا[48]

صوت الأمة

٢١-٢-٢٠٠٥

٨

الشهابي يستنكر موقف يوسف غالى من توجيهات الرئيس مبارك[49]

الجيل

١٥-٢-٢٠٠٥

ملحق رقم ٣:

أمثلة لاستخدام الفعل الرسمي “أمر” أو “يأمر”:

م

عنوان الخبر

جهة النشر

التاريخ

ملاحظات

١

مصر.. السيسي يأمر الحكومة بتطوير المحاكم في البلاد[50]

موقع قناة RT الروسية الناطقة بالعربية

٢٨-٤-٢٠٢٠

استخدمت المصطلح الرسمي في العنوان، لكنها نقلت في المتن كلمة “وجّه” على لسان المتحدث باسم الرئاسة.

٢

فيديو.. السيسي يأمر بتجهيز طائرتين عسكريتين تحملان مستلزمات طبية إلى إيطاليا[51]

موقع البوابة نيوز

٤-٤-٢٠٢٠

صاغت الخبر المنقول دون الإشارة إلى كلمة “وجه” حتى عندما نقلت عن المتحدث الرسمي للرئاسة.

المراجع المطبوعة:

  • بلبع، عيد، التداولية، المجمع الثقافي المصري.
  • دورندان، غي، الدعاية والدعاية السياسية، ترجمة رالف رزق الله، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية.
  • فيركلف، نرومان، اللغة والسلطة، ترجمة محمد عناني، المركز القومي للترجمة.
  • نحلة، محمود، آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، دار المعرفة الجامعية.
  • يول، جورج، التداولية، ترجمة قصي العتابي، الدار العربية للعلوم ناشرون.
  • Grice, Paul, further notes on logic and conversation, studies in the way of words.

مراجع المنصات الإلكترونية:


الهامش

[1]  نرومان فيركلف، اللغة والسلطة، ترجمة محمد عناني، المركز القومي للترجمة، ص١٧.

[2]  مرفق ملحق رقم ١.

[3]  مرفق ملحق رقم ٢.

[4]  دستور ٢٠١٤، مادة ١٣٩، https://www.constituteproject.org/constitution/Egypt_2014.pdf?lang=ar.

[5] https://arabic.rt.com/middle_east/1108726-مصر-السيسي-يأمر-الحكومة-بتطوير-المحاكم-في-البلاد/

[6]  https://www.albawabhnews.com/3965033

[7]  مرفق ملحق رقم ٣.

[8]  نرومان فيركلف، اللغة والسلطة، ترجمة محمد عناني، المركز القومي للترجمة، ص٦٩.

[9]  غي دورندان، الدعاية والدعاية السياسية، ترجمة رالف رزق الله، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، ص ١٦.

[10]  المصدر السابق.

[11]  نرومان فيركلف، اللغة والسلطة، ترجمة محمد عناني، المركز القومي للترجمة، ص٧٦.

[12]  المصدر السابق.

[13]  المصدر السابق.

[14]  نرومان فيركلف، اللغة والسلطة، ترجمة محمد عناني، المركز القومي للترجمة، ص٧٢.

[15]  نرومان فيركلف، اللغة والسلطة، ترجمة محمد عناني، المركز القومي للترجمة، ص٨٣-٨٤.

[16]  عيد بلبع، التداولية، المجمع الثقافي المصري، ص١٦٤.

[17] Grice, Paul, further notes on logic and conversation, studies in the way of words, p41.

[18]محمود نحلة، آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، دار المعرفة الجامعية، ص٣٨، مقتبسا عن leech, g & thomas, j. (1990). p.184

[19]جورج يول، التداولية، ترجمة قصي العتابي، الدار العربية للعلوم ناشرون، ص٧٦-٧٧.

[20]  Grice, Paul, logic and conversation, studies in the way of words, p26. – من ترجمة الباحث مستعينا ببعض المختصين.

[21]  Grice, Paul, logic and conversation, studies in the way of words, p26، بتصرف.

[22] نرومان فيركلف، اللغة والسلطة، ترجمة محمد عناني، المركز القومي للترجمة، ص٧٦.

[23] http://gate.ahram.org.eg/News/2413489.aspx

[24] https://almalnews.com/وزير-القوى-العاملة-السيسي-وجه-بالاهتم/

[25] https://alwafd.news/تكنولوجيا/2997746-شاهد-وزير-الاتصالات-الرئيس-السيسي-وجه-بتطوير-شبكة-الإنترنت

[26]  https://www.youtube.com/watch?v=uf7ecX7bdAU

[27]  الرابط

[28] https://www.elwatannews.com/news/details/4768397

[29] https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=13052020&id=65441fff-94ff-451b-80b2-700e1d82f607

[30]  https://www.youtube.com/watch?v=cWtvYDqgpf0

[31]  https://www.youm7.com/story/2020/4/30/وزارة-العدل-الرئيس-السيسي-وجه-الهيئة-الهندسية-بترميم-مجمع-محاكم/4751288

[32]  https://www.youtube.com/watch?v=3sB2kUAXbms

[33] https://www.albawabhnews.com/3965033

[34]  https://alborsaanews.com/2020/04/02/1315814

[35]  الرابط

[36]  https://enterprise.press/ar/stories/2020/03/15/السيسي-يوجه-برفع-حد-الإعفاء-من-ضريبة-ال/

[37] https://www.almasryalyoum.com/news/details/1626771

[38]  https://www.almasryalyoum.com/news/details/1626740

[39]  https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=14032020&id=4033af09-52ad-486f-a9c4-11931f2a3917

[40]  https://www.sis.gov.eg/Story/199998/الرئيس-السيسى-يوجه-بإنشاء-عدد-جديد-من-الجامعات-التكنولوجية?lang=ar

[41]  https://almalnews.com/السيسي-يوجه-بدعم-انخراط-القطاع-الخاص-و/

[42]  https://alborsaanews.com/2020/02/03/1292462

[43]  الرابط

[44]  الرابط

[45]  الرابط

[46]  الرابط

[47]  الرابط

[48] الرابط

[49]  الرابط

[50]  https://arabic.rt.com/middle_east/1108726-مصر-السيسي-يأمر-الحكومة-بتطوير-المحاكم-في-البلاد/

[51]  https://www.albawabhnews.com/3965033

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close