fbpx
تقديرات

القرن الأفريقي والملعب المفتوح .. من يحكم؟

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

مقدمة:

تعددت التقارير الإعلامية خلال الأسابيع القليلة الماضية حول اتجاه النظام العسكرى الحاكم في مصر للحصول علي قاعدة عسكرية فى منطقة القرن الأفريقي عبر محاولات عديدة في كلا من “جيبوتي والصومال وإرتريا”، وأشارت بعض التقارير إلى أنه قد حصل بالفعل علي موافقة لإقامة قاعدة عسكرية في دولة إريتريا. وعلى فرض صحه هذه التقارير، يسعى هذا التقدير لللإجابة على السؤال التالي: ماذا يريد النظام المصري من منطقة القرن الأفريقي؟ ولماذا الآن؟

أولاً: القرن الأفريقي:

القرن الأفريقي أو شبه الجزيرة الصومالية هي شبه جزيرة تقع في شرق أفريقيا في المنطقة الواقعة على رأس مضيق باب المندب من الساحل الأفريقي، يحدها المحيط الهندي جنوبا، والبحر الأحمر شمالا، واليمن والسعودية شرقاً، وتقع بمنطقة القرن ست دول، من بينها ثلاث دول عربية (الصومال والسودان وجيبوتي)، بالإضافة إلى (إريتريا وكينيا وإثيوبيا)، تُعتبر منطقة القرن الإفريقي، منطقة استراتيجية، لأنها تطل على خليج عدن، وتشرف على باب المندب، ومقابلة لآبار النفط في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج، وملاصقة لإقليم البحيرات العظمى في وسط إفريقيا، الذي يتميز بغنى موارده المائية، والنفطية، والمعدنية، ولهذا كانت المنطقة، محلاً للتنافس الاستعماري الذي عمل على تأجيج الصراعات بداخلها.

ثانياً: القواعد العسكرية بمنطقة القرن الأفريقي:

تنتشر القواعد العسكرية في منطقة القرن الإفريقي بصورة واسعة، ففي الوقت الذي اهتمت فيه أمريكا بالتواجد العسكري والاستراتيجي في هذه المنطقة لحماية مصالحها، كانت لفرنسا والصين واليابان والسعودية والإمارات وعدد من دول الاتحاد الأوربي وتركيا وإيران نظرة مستقبلية لأهمية هذه المنطقة. وعلى الرغم من أهميتها استراتيجيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا للأمن القومي المصري، إلا أن القاهرة ابتعدت عسكريًّا عن دول هذه المنطقة، وتتمثل خريطة القواعد العسكرية بمنطقة القرن الأفريقي علي النحو التالي:

1-الولايات المتحدة:

في عام 2007 أسست وزارة الدفاع الأمريكية ما أسمته ( القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا – أفريكوم) (USAFRICOM) هي وحدة مكونه من قوات مقاتلة موحدة تحت إدارة وزارة الدفاع الأمريكية، هي مسئولة عن العمليات العسكرية الأمريكية وعن العلاقات العسكرية مع 53 دولة أفريقية في أفريقيا عدا مصر، حيث تقع في نطاق القيادة المركزية الأمريكية..

وفي القرن الأفريقي، تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة عسكرية وحيدة معلن عنها، تقع جنوبي مطار “أمبولي” الدولي بجيبوتي، وهي قاعدة ليمونيير1، وبها ما يزيد عن 3000 جندي أمريكي، أنشئت في 2002، لمراقبة المجال الجوي والبحري والبري للسودان وإريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا، واليمن، وتمويل وتدريب جنود جيبوتي.

وفي مايو 2016م، أمدت وزارة الدفاع الأمريكية إيجار القاعدة لعشر سنوات قادمة، وتصل تكلفة الإيجار في العقد الجديد إلى حوالي 60 مليون دولار سنويا، بدلا من 30 مليون دولار، كانت تدفعها واشنطن قبل ذلك. ومن هذه القاعدة، تنطلق عمليات “مكافحة الإرهاب” التي تنفذها الجيش الأمريكي في الصومال، ضد “حركة شباب المجاهدين” المسلحة، وفي اليمن، ضد تنظيم القاعدة، إضافة إلى الحفاظ على المصالح الأمريكية في القارة، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو سياسية.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن أمريكا تمتلك قواعد عسكرية بشكل سري في عدد من بلدان القرن الإفريقي، حيث يتواجد في كينيا قاعدتا ميناء ممبسة البحري ونابلوك، وفي إثيوبيا تمتلك واشنطن قاعدة عسكرية لطائرات بدون طيار في منطقة “أربا مينش” منذ عام 2011، وتستخدم القاعدة الطائرات للاستطلاع والتجسس على شرق إفريقيا.2

2- فرنسا:

سيطر الفرنسيون على جيبوتي في سنة 1850، وبعد مئة عام من السيطرة الفرنسية، لم ترغب فرنسا في التفريط في جيبوتي بعد استقلالها، لذا توصلت فرنسا إلى اتفاقية عسكرية لضمان تواجد ما بين 3800 و4500 جندي فرنسي على الأراضي الجيبوتية، ثم تم تقليص العدد إلى أكثر من 1500 جندي كجزء من قوات حفظ الأمن. وتأتي القاعد العسكرية الفرنسية في مقدمة القواعد العسكرية الأجنبية في جيبوتي، حيث تعتبر أهم قاعدة للفرنسيين في القارة السمراء.3

3- اليابان:

في سنة 2009 أنشأت البحرية اليابانية قاعدة عسكرية في جيبوتي، تمكنها من المشاركة في التصدي للقراصنة الصوماليين. بما في ذلك ميناء دائم ومطار لإقلاع وهبوط لطائرات الاستطلاع اليابانية. ومنذ عام 2011، تتمركز فرقة تابعة لقوات الدفاع الذاتي اليابانية قوامها 180 جنديا في موقع مساحته 30 فدانا في جيبوتي، بجوار معسكر ليمونير وهو القاعدة الأميركية بالمطار الدولي للبلاد.

4-الصين:

منذ فبراير 2016 تقوم الصين4 بإنشاء قاعدتها العسكرية الأولى في الخارج في جيبوتي قرب أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في افريقيا. القاعدة العسكرية الصينية في جيبوتي تقام على مساحة تقارب 36 هكتارا. ومن المتوقع أن تنتهي الصين من تشييد قاعدتها العسكرية الخارجية الأولى هذا العام 2017. وتبلغ المسافة الفاصلة بين القاعدة العسكرية الصينية في جيبوتي وقاعدة “كامب ليمونيه” الأمريكية التي يتواجد فيها 2500 عسكري أمريكي ومجموعة من الطائرات المسيّرة الحربية، 13 كيلومترا .ومن المتوقع أن تحتوي القاعدة العسكرية الصينية في جيبوتي على مركز لصيانة السفن وطائرات الهليكوبتر، وتحرسها وحدة من مشاة البحرية.5

5-الإتحاد الأوربي:

شكلت بعض دول الإتحاد قوة مشتركة أطلق عليها اسم (العملية الأوروبية لمكافحة القرصنة) (أتلانتا)6، مهمتها تتركز في العمل على تطويق جرائم القرصنة في مضيق باب المندب، ومراقبة حركة التجارة بها. الإتحاد الأوروبي سمح بوجود مئات الجنود من ثمان دول أوروبية هي: ألمانيا، بلجيكا، أسبانيا، فرنسا، اليونان، هولندا، بريطانيا والسويد.

6-الإمارات:

تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة منشأة عسكرية في ميناء عصب الإريتري، بدعوى استخدامها ضد المتمردين اليمنيين. في 13 فبراير 2017 قال برلماني في جمهورية أرض الصومال (منطقة حكم ذاتي في شمال الصومال تعتبر نفسها دولة مستقلة وغير معترف بها من قبل الامم المتحدة التي تعتبرها تحت سيادة الصومال)، عن موافقة بلاده على استضافة قاعدة عسكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة في ميناء “بربرة” وذكر النائب، أن البرلمان صوت لصالح الاتفاق الذي يسمح لدولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام القاعدة الواقعة في الميناء، والمطار لمدة 25 عاما7.

وفي 24 مارس 2017م، وبرئاسة محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد ابوظبي ونائب قائد القوات المسلحة الإماراتية، وبمشاركة من مصر والولايات المتحدة، وقعت الإمارات اتفاقا مع حكومة جمهورية “أرض الصومال” يقضي بإنشاء قاعدة عسكرية إماراتية مع قدرة استخدام المطار في مدينة ” بربرة Berbera ” الساحلية المُطلّة على على مضيق باب المندب شمال أرض الصومال.8

7-السعودية:

أعلن وزير خارجية جيبوتي، أن بلاده أبدت موافقتها الكاملة على إنشاء قاعدة سعودية على أراضيها، وأن مسئولين عسكريين من البلدين تبادلا عددا من الزيارات لوضع “مشروع مسودة اتفاق أمني وعسكري واستراتيجي”، على أن يتم التوقيع عليه في “القريب العاجل”، مشيرًا أن التعاون بينهما لن يقتصر على إنشاء قاعدة عسكرية وحسب، بل سيشمل التعاون في كل الجوانب العسكرية برياً وبحرياً وجوياً، وهي القاعدة الثانية للسعودية في القرن الأفريقي بناء علي ما أشار إلية تقرير للجنة المتابعة والرصد لأرتريا التابعة للأمم المتحدة بأن الإمارات والسعودية قامتا بإستئجار ميناء عصب الأرتري لثلاث عقود (مقابل 500 مليون دولار)

8-تركيا:

أعلنت القوات المسلحة التركية في 17 مارس 2017م، أنها تعتزم افتتاح أكبر قاعدة عسكرية لها خارج حدودها في الصومال، وذلك بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس هيئة الأركان خلوصي أكار. وأنشأت تركيا القاعدة العسكرية في خليج عدن قبالة السواحل الصومالية، وذلك بهدف تدريب عناصر من الجيش الصومالي للمساهمة في مكافحة الإرهاب.

وفي السياق ذاته، أعلن الرئيس الصومالي محمد عبد الله في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع التدوينات “تويتر” أنه سيتم افتتاح القاعدة العسكرية في وقت قريب. وسترسل تركيا نحو 200 مدرب من الجيش التركي، لتدريب أكثر من 10 آلاف و500 جندي صومالي رشحتهم الأمم المتحدة. وشرعت تركيا في شهر مارس 2015 في بناء القاعدة العسكرية على مساحة 400 دونم، وذلك بتكلفة وصلت إلى 50 مليون دولار.9

9- الكيان الصهيوني:

يتواجد في “أرخبيل دهلك، وهي مجموعة من الجزر الواقعة في البحر الأحمر بإريتريا وتحديدا في مدينة “مصوع”، وتبلغ مساحة جزر دهلك 700 كم2 وتبعد عن الساحل مسافة 43 كم، ونظرا لموقعها الاستراتيجي القريب من مضيق باب المندب، ومن خطوط الملاحة الرئيسية في البحر الأحمر، كانت ولا تزال هذه الجزر محل صراع سياسي واستخباراتي وعسكري للعديد من القوى الإقليمية والدولية، خاصة وأن بها مطارا ومهبطا للطائرات العمودية، وأرصفة عائمة ومحطات للاتصالات10.

ثالثاً: مصر والقرن الأفريقي:

كشف مؤخرا التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر “المعارضة الإريترية”، عن أن الحكومة الإريترية منحت مصر الضوء الأخضر لبناء قاعدة عسكرية داخل أراضيها. وقال مسؤولون من المعارضة إن أسمرا سمحت للقاهرة بالحصول على قاعدة عسكرية في محلية (نورا) في جزيرة (دهلك) لأجل غير مسمى. وأضاف أن الاتفاق جاء في أعقاب زيارة قام بها وفد أمني وعسكري مصري إلى إريتريا مطلع أبريل 2017م، وأنه سيتم نشر ما يتراوح بين 20 إلى 30 ألف جندي مصري في القاعدة المقررة.

وقال عضو الجبهة الديمقراطية الشعبية الحاكمة في إثيوبيا ريدا مولجيتا “إن دافع القادة المصريين من وجود قاعدة عسكرية في أراضي اريتريا هو تخريب بناء مشروع السد الضخم في إثيوبيا من خلال دعم اريتريا التي ترعاها عناصر معادية لإثيوبيا وجماعة صومالية متحالفة مع تنظيم القاعدة”. وتابع أن “مصر تتآمر مع إريتريا لإخضاع إثيوبيا لحرب بالوكالة مع عدوها إريتريا وجماعات المعارضة المسلحة المحلية وكذلك مع حركة الشباب”.11

ونشرت بعض المواقع والصحف المصرية نفياً لمصدر عسكري في الجيش المصري لما يتردد حول اعتزام القاهرة إنشاء قاعدة عسكرية في إريتريا، ولكن لم يتم ذكر اسم أو صفة ذلك المسئول12. تزامن هذا مع انعقاد لقاء رسمي بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية الإريتري عثمان صالح، ويماني جبر آب، مستشار الرئيس الإريتري في إطار زيارتهما للقاهرة.13

رابعاً: التفسيرات والدلالات:

إذا صحت التقارير المتداولة حول تحرك القاهرة لإنشاء قاعدة عسكرية في منطقة القرن الأفريقي، هنا تبرز عدة تفسيرات:

1- تنفيذ سياسة أمريكية:

تقع كل التحركات العربية في البحر الأحمر ضمن الإستراتيجية العسكرية والأمنية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والبحر الأحمر جزء منه، حيث لا يمكن لأي من هذه الدول التي لها قواعد أو التي تريد أن يكون لها قواعد في القرن الأفريقي مُستقبلاً أن تخرج على هذه الاستراتيجية، ومن هذا المدخل ذهب البعض إلي القول بأن الجيش المصري يتبع وينفذ سياسة الولايات المتحدة فى المنطقة وأن كل تحركات الجيش المصري حاليا لا تتجاوز كونها دور وظيفي للتابع الرئيس “الولايات المتحدة” أو للتابعين المباشرين لهذا التابع، ومن يتحملون النفقات والتمويل “كالسعودية والأمارات”، بما يعني تلازمياً أن الخطوة المصرية بإقامة قاعدة عسكرية في أرتريا تمت بضوء أخضر أميركي، وستعمل مصر داخل إرتريا، في حالة إقامة هذه القاعدة –  في إطار قواعد اللعبة الأمريكية المُوضوعة ” للدول المُتعاونة ” أو ما يُعرف بالوكلاء العسكريين المحليين بمقاييس البنتاجون.14

2- مصر وبوابة روسيا في القرن الأفريقي:

شهدت السنوات الثلاث الماضية عودة قوية للاهتمام الروسي بالقارة السمراء بصفة عامة، وبمنطقة القرن الأفريقي على وجه الخصوص؛ في محاولة من موسكو لاستعادة مناطق نفوذها القديم في القارة الأفريقية؛ واهتمام روسيا بالقارة، وخاصة دول القرن الأفريقي، خلال الفترة الأخيرة، برزت ملامحه في تعيين سفراء جدد بها، وعقد ما يشبه الشراكات والتحالفات مع دول أخرى، والتدخل لحلحلة أزمات سياسية في القارة الأفريقية وكان السفير الروسي الجديد لدي جيبوتي والصومال، “سيرغي كزندسوف”، أكد رغبة بلاده القوية في العودة إلى منطقة القرن الأفريقي.

وبعد إنقلاب في 3 يوليو 2013، توطدت العلاقات بين موسكو والنظام في القاهرة، وظهر هذا التحالف جليا فى تواجد مصر العسكري في أغلبية المناطق التي تدخل فيها روسيا بشكل عسكري أو تدعم أطراف فيها مثال”روسيا،ليبيا”15 وأيضا ظهر هذا التقارب المصري الروسي في تعدد الصفقات العسكرية بين مصر وروسيا خلال الثلاث السنوات الماضية16 ، فربما تعمل روسيا حاليا علي استثمار هذا التقارب بينها وبين مصر في استخدامها في تلك المرحلة لكي تستعيد مكانتها مرة أخري في منطقة القرن الأفريقي وربما تكون انشاء القاعدة المصرية فى اريتريا اولي الخطوات التي ستتبعها خطوات أخري تعمل عليها روسيا لاستعادة مكانتها مرة أخري في منطقة القرن الأفريقي الرجوع الذي يعد مهما جدا لروسيا للحفاظ على قاعدتها البحرية المتواجدة في المحيط الهادئ.

3-تهديد مصري لإثيوبيا:

تمثل منطقة القرن الأفريقي أهمية قصوى بالنسبة لمصر، لا سيما وأنها من المحاور الأساسية في أمن القاهرة المائي والاقتصادي والأمني، خاصة في ظل اتساع رقعة الخلافات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول ملف حوض النيل، وإنشاء أديس أبابا سد النهضة الإثيوبي، الذي يمثل تهديدا فعليا للمصريين، وسيؤدي بناء القاعدة المصرية في اريتريا إلي الإقتراب المصري من الأراضي الإثيوبية إنطلاقاً مما سيجعل التهديدات المصرية لإثيوبيا التي تصرح بها القاهرة من حين الي أخر أكثر مصداقية.

4- خطوة نحو بناء ناتو عربي:

حيث يذهب البعض للربط بين التحرك المصري وتنسيق بين القواعد العسكرية السعودية والإماراتية بكل من جيبوتي وأرتريا وأرض الصومال، كخطوة نحو بناء تحالف إقليمي عسكرى عربي برعاية أميركية، وهذا ما كشفت عنه “وول ستريت جورنال”، حيث أشارت لوجود مباحثات تدور بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وإدارات عدد من الدول العربية، ومع الكيان الصهيوني، لحشد حلف عسكري مضاد لإيران، وتم الربط بين هذه التقارير والزيارة المقررة لترامب لكل من السعودية والكيان الصهيوني في مايو الجاري.

5- مواجهة الدور التركي في القرن الأفريقي:

ظهر الأهتمام التركي بالمنطقة من خلال القاعدة العسكرية التي سيقوم الرئيس إردوغان بافتتاحها في دولة الصومال، ونظراً لأن العلاقة الحالية بين أنقرة والقاهرة في أسوأ حالتها بعد الأنقلاب العسكري في مصر 2013م، ذهب البعض للربط بين التوجه المصري نحو القرن الأفريقي والتحرك التركي نحو المنطقة.

6- أسباب تتعلق  بالأمن القومي

نتيجة لاشراف بلاد القرن الافريقي على المدخل الجنوبي للبحر الاحمر عبر مضيق باب المندب، تعد هذه الدول في غاية الاهمية الاستراتيجية في مجال الجيوبيولوتيك المصري، لما للبحر الاحمر من أهمية تتعلق بالامن القومي لكل من مصر والسعودية والأردن والسودان، لوجود حدود بحرية لهذه الدول، على البحر الاحمر؛ كما يعد الممر المائي الواصل بين آسيا وأفريقيا وأوروبا عبر قناة السويس، ومن هنا يتم الربط بين التحرك الراهن لهذه الدول نحو المنطقة ومحاولات تعزيز أمنها القومي.

خلاصة:

من واقع الرصد السابق يمكن القول أن تعدد التفسيرات لا يعني تعارضها، ولكن يمكن الجمع بينها، فالدول في سياستها الخارجية، لا تراعي اعتباراً وتترك آخر، ولكن الأهم من تعدد التفسيرات أن تكون هذه السياسات والتحركات، تعزيزاً للأمن القومي والوطني للدول، وليس فقط تعزيزاً لأمن النظم، أو تنفيذاً لأجندات إقليمية أو دولية تتعارض مع هذا الأمن (17).

———————————

الهامش

(1) تعدد القواعد العسكرية في جيبوتي.. هل يهدد الأمن القومي المصري؟، نون بوست 10 ديسمبر 2016، تاريخ الدخول 9 مايو 2017، الرابط

(2)التواجد العسكري الأجنبي بالقرن الإفريقي.. نفوذ يهدد الأمن القومي المصري، البديل 4 فبراير 2016، تاريخ الدخول 9 مايو 2017،الرابط

(3)جيبوتي.. دولة «القواعد العسكرية» في شرق أفريقيا

(4)تنافس ياباني صيني على القواعد بجيبوتي، الجزيرة 13 أكتوبر 2016، تاريخ الدخول 9 مايو 2017، الرابط

(5)أول قاعدة عسكرية خارجية صينية تجابه قاعدة أمريكية، وكالة سبوتينك 23 أغسطس 2016، تاريخ الدخول 9 مايو 2017، الرابط

(6)مسئول ألماني: عملية الحرية الدائمة في القرن الإفريقي لا تهدف لتعقب القراصنة، دويتش فلية 26 ديسمبر 2008، تاريخ الدخول 9 مايو 2017، الرابط

(7)الإمارات تنشئ قاعدة عسكرية بجمهورية أرض الصومال، المصري اليوم 13 فبراير 2017، تاريخ الدخول 9 مايو 2017، الرابط

(8)مصر تطورات المشهد العسكري 8 أبريل 2017، المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية 8 أبريل 2017، تاريخ الدخول 9 مايو 2017، الرابط

(9) تركيا تفتتح أكبر قاعدة عسكرية لها خارج حدودها الشهر المقبل، ترك برس 17 مارس 2017، تاريخ الدخول 9 مايو 2017، الرابط

(10) علي خميس، دهلك” جزيرة “اريترية” تحمي “إسرائيل” وتهلك السودان، صحيفة الخليج الإماراتية، تاريخ النشر: 19/11/2012، الرابط، تاريخ الزيارة 12 مايو 2017.

(11)معارضو أفورقي: مصر تنشئ قاعدة عسكرية في إريتريا، “سودان تربيون” 19 أبريل 2107، الرابط

(12)الجيش المصري ينفي إنشاء قاعدة عسكرية في إريتريا، مصر العربية، 01 مايو 2017 ، الرابط

(13)شكري يبحث «أمن البحر الأحمر» مع وزير خارجية إريتريا ومستشار الرئيس الإريتري، المصر اليوم 6 مايو 2017، تاريخ الدخول 8 مايو 2017، الرابط

(14)السفير بلال المصري – ســفيـر مصر السابق لدي أنجولا وساوتومي والنيجر، تقدير موقف، الرابط

(15) محمود جمال، مناطق التوتر: التدخلات العسكرية الخارجية المصرية، المعهد المصري للدراسات، 10 ديسمبر 2017، تاريخ الدخول 11 مايو 2017، الرابط

(16) محمود  جمال، مصر: الأبعاد الخفية لصفقات السلاح الروسية، المعهد المصري للدراسات، 1 يولية 2016، تاريخ الدخول 11 مايو 2017، الرابط

(17) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close