fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي نوفمبر 2018

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

حسم تنظيم الدولة الجدل الدائر حول مصير ضباط القوات الخاصة التابعين لوزارة الداخلية المصرية المنضمين اليه وحقيقة انضمامهم، حيث قام بنشر فيلم توثيقي عنهم تحت عنوان “سبيل الرشاد”، وهو ما سنتناوله في المحور الأول من الجزء المخصص من تقييم العملية الشاملة سيناء 2018، ويتضمن الجزء الأول من التقرير استعراض خسائر طرفي الصراع من قوات الأمن ومسلحي التنظيم، بينما يتناول الجزء الثاني تأثير العمليات العسكرية والأمنية الجارية على الوضع الإنساني للمواطنين وما يتبعه من انتهاكات حقوقية تطالهم، حيث تستمر الأزمة الإنسانية في محافظة شمال سيناء مع استمرار العملية العسكرية لشهرها العاشر دون أفق معلن لانتهائها، لتستمر المعاناة ومعدلات البطالة والفقر المرتفعة، وهو الأمر الذي ساهم في تشكيل بيئة محلية ناقمة على السلطة المركزية في الوادي، مع انخفاض شديد بالتوازي لشعبية تنظيم الدولة في سيناء.

أولاً: التطورات العسكرية والأمنية

رسم بياني يظهر المقارنة بين الخسائر العسكرية بين طرفي الصراع خلال ستة أشهر وفق ما نشر من مصادر الطرفين

1- الخسائر المعلنة في العمليات العسكرية، وفق بيانات المتحدث العسكري:

لم يصدر أي بيان عسكري للمتحدث العسكري للجيش المصري خلال هذا الشهر حول العمليات العسكرية، ولكن وفق ما نشرته الصحف المصرية نقلاً عن مصدر رسمي في وزارة الداخلية المصرية فلقد أحبطت قوات الأمن بتاريخ 12 نوفمبر هجوم شنه مسلح يرتدي حزام ناسف كان يستهدف به قوة كمين بطل ٥ بالطريق الدائري في نطاق مدينة العريش، حيث تم التعامل معه وقتله قبل تفجير نفسه، بينما قام قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية بتاريخ 22 نوفمبر بتصفية 12 مواطن  بدعوى تبادل إطلاق الرصاص بينهم وبين قوات الشرطة أثناء محاصرتهم بأحد الأحواش المهجورة في العريش، مما أسفر عن مصرعهم والعثور على العديد من الأسلحة النارية والذخائر والعبوات الناسفة.

2- الخسائر المعلنة في العمليات العسكرية، وفق ما تم رصده من بيانات المسلحين ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية:

وفق ما تم رصده من قبل المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية في شهر نوفمبر 2018، فلقد كانت خسائر قوات الجيش والشرطة كالتالي: (مقتل ما لا يقل عن عدد (13) فرد عسكري بينهم عدد (3) ضباط و (2) صف ضابط، بالإضافة لاغتيال (1) مواطن بدعوى تعاونه مع المخابرات المصرية، وإصابة عدد (2) عسكريين على الأقل، وهذا الرقم لا يعكس حجم خسائر قوات الجيش عند مقارنته بحجم الآليات التي تم استهدافها على سبيل المثال فقط، حيث يتم التعتيم من قبل النظام المصري على حجم الخسائر المنشورة، وعلى مستوى العمليات فلقد خاض التنظيم أكثر من (5) اشتباك مسلح ضد قوات الجيش، وسجلنا عدد (1) حالات استهداف بسلاح القنص، واستخدام (19) عبوة ناسفة مضادة للمدرعات والأفراد، وقد أسفرت العمليات عن تدمير/ اعطاب (18) آلية عسكرية)، وهذا وفق ما استطعنا تسجيله.

صورة 2 من تقرير مصور نشره تنظيم الدولة هذا الشهر لاستهداف قوات الجيش

3- العملية الشاملة سيناء 2018:

استمرت العملية الشاملة سيناء 2018 للشهر العاشر على التوالي بعد أن تم البدء فيها بتاريخ 9 فبراير، وكان تقييمنا وملاحظاتنا على العملية في هذا الشهر كالتالي:

1- كان الحدث الأبرز في هذا النشر قيام تنظيم الدولة بنشر إصداره ” سبيل الرشاد من الظلمات إلى النور” وهو الفيديو الذي تأخر لعدة شهور منذ تنويه التنظيم عنه في شهر مارس الماضي خلاله اصداره المعنون بـ “المجابهة الفاشلة”، الإصدار الجديد والذي تم نشره بتاريخ 15 نوفمبر جاءت مدته تقارب ال 42 دقيقة، وقد شهدت حسابات مؤيدين التنظيم ترويج شديد للإصدار استعداداً لنشره، وجاء الفيديو ليعلن عن وفاة المتحدث باسم التنظيم الأشهر في سيناء “أبو أسامة المصري” حين جاء اسمه مرفوق بعبارة “تقبله الله”، وكان أبو أسامة هو صاحب بيان تبني اسقاط الطائرة الروسية في شرم الشيخ ويرجح وفق مصادر أنه قد قتل بقصف طائرة بدون طيار صهيونية.

جاء أيضاً الإصدار ليحسم حالة من الجدل حول حقيقة انضمام مجموعة من ضباط القوات الخاصة بوزارة الداخلية إلى التنظيم، حيث لم تكن الأجهزة الاستخباراتية المصرية على علم بالجهة التي التحق بها هؤلاء الضباط منذ اختفائهم في عام 2015، حيث كان يتم نشر أنهم خلية تابعة لتنظيم الدولة، ثم في أحيان أخرى ينشر انهم التحقوا بتنظيم المرابطين بقيادة ضابط الصاعقة السابق هشام عشماوي، بل لقد قامت صحيفة الوطن المصرية بعد هجوم الواحات في أكتوبر 2017 بالنشر عن قيام قوات الأمن بالقبض على ضابط القوات الخاصة المطارد “حنفي محمد جمال” وهو الخبر الذي نقلته عنه عدة وكالات اخبارية أجنبية.

ليأتي الإصدار ليظهر أن الضابط “حنفي محمد جمال” لم يتم القبض عليه وأنه قد التحق بتنظيم الدولة في سيناء منذ مدة طويلة، الإصدار جاء ليستعرض ويكشف انضمام مجموعة من ضباط الجيش والشرطة والمجندين للتنظيم، مع بثه رسالة نفسية عبر كلمات لهم موجهة لزملائهم الحاليين في الجيش والشرطة، مع ابراز بعض الأوجه من أعمالهم وعملياتهم مع التنظيم، وهو ما يظهر في عدة مشاهد منها في الدقيقة 1 وثلاثين ثانية حيث يظهر وجه احد الضباط “إسلام وئام” اثناء اشتراكه في الهجوم الشهير الذي افنى قوة الكتيبة 103 صاعقة في يوليو 2017 وهذا تحت قيادة الضابط حنفي جمال، وهو الهجوم الذي قتل فيه الضابط الشهير أحمد منسي في منطقة البرث بجنوب رفح، وايضاً ظهر نفس الضابط في هجوم سلسلة البراكين في منطقة القواديس، وهجوم في وسط مدينة العريش على مقر تابع للشرطة المصرية شارك فيه 3 من ضباط الشرطة السابقين.

وكان ضباط الشرطة قد نشر عنهم بعد حادثة استهداف ميكروباص حلوان وقتل ضابط ومجموعة من أمناء الشرطة بتاريخ 8 مايو 2016،وتم اتهامهم بتكوين خلية ضمت 6 ضباط ترأسهم الضابط المتوفي في حادث سير عام 2014 “محمد السيد الباكوتشى”، وهي خلية ضمت ضباط من قطاعات مختلفة في وزارة الداخلية المصرية ومن ضمنها قطاع الأمن الوطني، وشكلت من قبل فض اعتصام رابعة العدوية من أجل اغتيال السيسي، وكان من ضمن الخلية الضباط الذين ظهروا في الإصدار وهم (حنفى جمال محمود سليمان، محمد جمال الدين عبدالعزيز، إسلام وئام أحمد حسن، خيرت سامى عبدالحميد محمود السبكى)، ايضاً ضم الإصدار ضباط آخرين منهم ضابطين بالقوات المسلحة أحدهم خريج الفنية العسكرية والآخر خدم كضابط احتياط.

الفيديو بشكل عام يتضح فيه أنه قد أدخل عليه تعديلات أثرت على رسالته، ويرجح أن هذه التعديلات جاءت بسبب مقتل ضباط الشرطة في عمليات القصف الجوي، وهو ما أثر في رسالته التي تدعوا الضباط للالتحاق بالتنظيم ثم اظهار أن كل من التحقوا قد قتلوا، وهو أمر ينافي المستهدف الدعائي للإصدار، ايضاً وكعادة اصدارات تنظيم الدولة في تصدير الصورة النمطية للذبح للخونة بشكل افقد هذه الوسيلة طريقتها حيث اعتاد رؤيتها الجميع من كثرة تكرارها، ترافق هذا مع تكرار لخطاب شديد وهو خطاب مستمر منذ عدة اصدارات منذ اختفاء أبو اسامة المصري من الحديث، وهو يوضح مدى تأثر التنظيم بفقدان متحدثة ووسيلة خطابه، وبشكل عام سيكون تقييم الإصدار سلبي إن كان مستهدفه مخاطبة ضباط الجيش والشرطة المحايدين، أما عن نقاط الجذب التي اعتمد عليها الإصدار بشكل جيد فهو ما أبرزه في بدايته من حب المقاتلين لبعضهم لبعض وطريقة عيشهم وتنقلهم والتعريف بهم، وطبعاً طرق تصوير المعارك التي يتميز بها تنظيم الدولة ويعتمد عليها في رسائله الدعائية، حيث تأتي مشابهة لألعاب تجذب الملايين من الشباب ومنها مؤخراً لعبة PUBG .

2- لوحظ في هذا الشهر من خلال إصدار تنظيم الدولة المشار إليه في النقطة السابقة، وبالإضافة إلى تقرير مصور نشره التنظيم خلال الشهر، أن التنظيم يحاول اكتشاف خلايا أمنية تابعة للنظام الصهيوني قامت باختراقه، وأدت هذه الاختراقات إلى مقتل معظم قيادات الصف الأول للتنظيم، حيث ظهر خلال الاصدار أكثر من عملية اعدام كان أحدها لأعضاء بالتنظيم كانوا يعملون لصالح المخابرات الصهيونية، أيضاً نشر التنظيم صور توضح إعدام المواطن/ عياد ضويحي البريكات، بدعوى التجسس عليهم لصالح المخابرات المصرية.

3- شهد هذا الشهر استمرار النشاط المنخفض الذي يوضح مدى تأثر التنظيم بالقصف الجوي المستمر عليه من قبل النظام الصهيوني، والضغط المستمر الناتج من العملية الشاملة سيناء 2018، بالإضافة إلى خسارة التنظيم جزء من حاضنته الشعبية نتيجة بعض عملياته ضد السكان المحليين.

4- رصد ظهور خلية تابعة لتنظيم الدولة بمنطقة القنطرة شرق، حيث تم نصب كمين لدورية شرطية وإطلاق الرصاص عليها، وقد تحدثت مصادر محلية عن مقتل خمسة من أفراد الدورية، ولكن النظام المصري تكتم على الحادثة ولم نستطع رصد ما يثبتها سوى ما وجدناه من نعي لمقتل أمين الشرطة/ محمد بكري حسانين، على موقع فيتو الاخباري.

5- نجحت قوات الأمن المركزي بكمين بطل ٥ بالطريق الدائري في نطاق مدينة العريش، من التصدي لهجوم فردي بتاريخ 12 نوفمبر، شنه أحد العناصر المسلحة مرتدياً حزام ناسف، حيث تم قتل المهاجم قبل تفجير نفسه.

6- استمرار حملات الجيش العسكرية على هدم ما تبقى من مناطق رفح، وحصار واقتحام مناطق جنوب الشيخ زويد، وقد شهد هذه الشهر اشتباكات مستمرة مع هذه القوات في مناطق (المقاطعة، بلعا، الشلالفة).

7- قيام أحد جنود الجيش المصري بإطلاق الرصاص باتجاه عربة عسكرية صهيونية، في حادثة أعلن انها قيد التحقيق، ولكن الحادثة كشفت وفق تصريحات صهيونية عن تعرض قوات الجيش المصري لخسائر اسبوعية نتيجة الهجمات تؤدي إلى قتل ما بين (10 – 15) عسكري من قوات الجيش والشرطة المصرية.

8- استمرار سياسة التصفية الجسدية لبعض المختفين قسرياً، حيث ارتكب جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية بتاريخ 22 نوفمبر جريمة تصفية 12 مواطن بدعوى انهم مسلحين قتلوا في اشتباكات اثناء مداهمات لقوات الأمن لأحد الأحواش المهجورة في مدينة العريش.

9- استمرار تضييق وزارة الداخلية المصرية على حرية تنقل المواطنين بمدن العريش والشيخ زويد وما تبقى من رفح، مع استمرار حملات المداهمات الأمنية لقري منطقة بئر العبد، وجدير بالذكر أن هذه السياسة لم تنجح في بناء قواعد اتصال ناجحة ومتعاطفة مع المواطنين بل بالعكس زادت من مشاعر الكراهية والغضب ضد قوات الأمن.

10- استمرار النشاط المكثف للطائرات بدون طيار الصهيونية من ناحيتي الاستطلاع والاستهداف الموجه عالي القيمة، لأعضاء تنظيم الدولة في سيناء.

4- انتهاك السيادة “هجمات الطائرات بدون طيار الصهيونية”

رصدنا هذا الشهر نشاط متوسط للطائرات بدون طيار الصهيونية، حيث سجلنا أربع اختراقات لتلك الطائرات داخل مناطق العمليات في شمال شرق سيناء المصرية، وفي أوقات متفرقة شملت مناطق الشيخ زويد ورفح، وتركزت عمليات الاختراق على المسح الجوي، وكان ما استطعنا رصده خلال هذا الشهر هو:

  • بتاريخ 12 نوفمبر، عمليات تحليق ومسح جوي لعدة طائرات بدون طيار صهيونية فوق قرى منطقة رفح وجنوب الشيخ زويد.
  • بتاريخ 20 نوفمبر، طائرات صهيونية تقوم بتنفيذ عدة استهدافات داخل الأراضي المصرية بمناطق جنوب مدينة الشيخ زويد ورفح ووسط سيناء.
  • بتاريخ 25 نوفمبر، تحليق دائري لطائرة بدون طيار صهيونية فوق منطقة الشلالفة بمنطقة جنوب رفح والشريط الحدودي.
  • بتاريخ 27 نوفمبر، طائرات بدون طيار صهيونية تقوم باختراق المجال الجوي المصري، وتقوم بالتحليق فوق قرى (شبانة، والمهدية، والسادوت، وقوز أبو رعد، والماسورة، والطايرة) بمنطقة رفح المصرية.

5- البيئة المحلية وتنظيم الدولة:

استمرت محاولات التنظيم لبث الرعب في عمال البناء المشاركين في تحصين المواقع الأمنية العسكرية، واستهداف المقاولين التابعين لهم، حيث قام هذا الشهر باختطاف صاحب شركة مقاولات وأربعة عمال قبل أن يفرجوا لاحقاً عن العمال الأربعة بعد تحذيرهم، أيضاً وفق مجموعات محلية مناهضة للتنظيم فإن عدد من سكان قرية عرب بلي شرق العريش قد رحلوا منها بسبب وجود نشاط للمسلحين في نطاقها وخوف السكان المحليين من أن يكونوا ضحايا الصراع بين التنظيم وقوات الجيش والميلشيات الموالية له.

أما على مستوى الميلشيات الموالية لقوات الجيش والمنقسمة لأكثر من مجموعة تتبع أحداها موسى الدلح بعد انفصاله عن مجموعة رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، فلقد بثت صفحة اتحاد قبائل سيناء التابعة للأخير فيديو بتقنية البث المباشر على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، يظهر قيام مقاتلي الميلشيات رفقة قوات الجيش بخوض اشتباكات مسلحة مع بعض المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة في سيناء.

6- تأثير تغيير المشهد السياسي في قطاع غزة على المشهد السيناوي:

استمرار الهدوء النسبي للأوضاع الأمنية والعسكرية بين حدود قطاع غزة ومصر، مع استمرار وتيرة عمل الجرافات المصرية على تسوية المباني المتبقية بالأرض وذلك مقابل بوابة صلاح الدين قرب الحدود، وكانت صحيفة صهيونية قد نشرت عن قيام تنظيم الدولة بمصادرة شحنة صواريخ مضادة للدبابات قادمة لقطاع غزة خلال مرورها بسيناء خلال هذا الشهر، وهو الخبر قديم يعود لأكثر من عام.

7- تقاطع المشهد الصهيوني مع شبه جزيرة سيناء:

استمر دعم النظام الصهيوني للنظام المصري في شبه جزيرة سيناء، وتحديداً في الجانب الأمني والاستخباراتي، وهو ما يظهر في عمليات الاستطلاع والقصف الجوي المستمرة داخل الأراضي المصرية.

ثانياً: التطورات الحقوقية

احتفال تضامني مزيف في “الذكرى الأولى لمذبحة مسجد الروضة”، حيث أعد النظم المصري احتفال بمناسبة الذكرى يقوم من خلاله بالكشف عن انجازاته في تعمير القرية، وهي انجازات غير حقيقية حيث طلب جهاز تعمير سيناء من المواطنين بالإمضاء على محاضر استلام المنازل التي تم رفع كفاءتها، رغم أن المنازل التي تم رفع كفاءتها تعاني من عيوب كثيرة في الأسقف والدهانات، وهو الأمر الذي ظهر عند هطول الأمطار حيث تسربت المياه للمنازل وسقطت الدهانات، وقد اتسمت احتفالية اعلان النظام بتطوير القرية العديد من مظاهر الفساد ومنها (منع المتضررين من أهالي القرية من مقابلة المسئولين حيث لم يتم صرف الكثير من التعويضات المقررة، المنزل الذي قام بافتتاحه المسئولين على انه تم اعادة رفع كفاءته كان في الأصل حديث الانشاء من قبل صاحبه قبل مقتله في الحادثة ولم يقم جهاز تعمير سيناء سوى بإعادة طلائه، تم اخفاء مخلفات القرية عن الأنظار، تم اتلاف حديقة المسجد وجعلها ساحة انتظار لسيارات المسئولين).

صورة 3 تظهر واقع تعمير قرية الروضة

وقد شهد هذا الشهر استمرار تردي الأوضاع الميدانية الذي يعيشه سكان محافظة شمال سيناء، ورغم انخفاض وتيرة الانتهاكات مقارنة ببداية العملية الشاملة سيناء 2018، إلا أنها استمرت وشملت عدة أنواع ومنها:

1- إطلاق الرصاص العشوائي:

حيث اصيب المواطن/ سلامة يونس سلامة الكاشف، بمنطقة الرفاعي بمدينة العريش بطلق ناري عشوائي من قبل قوات الأمن.

2- المحاكمات غير العادلة:

  • حيث حكمت المحكمة العسكرية بالإسماعيلية، في القضية رقم (325 / 2017) جنايات عسكرية كلى الإسماعيلية بالإعدام غيابيًا على 8 متهمين، والسجن المؤبد لـ 32 متهما، والسجن المشدد 15 سنة لمتهمين والبراءة لاثنين آخرين، بتهم استهداف كمائن وأفراد ومعدات القوات المسلحة وقتل عسكريين، وهذا دون النظر والتحقيق في دعاوي المتهمين من تعرضهم للاحتجاز والاخفاء القسري خارج نطاق القانون، مع التعذيب لنزع اعترافات بالإكراه.
  • حيث استمر تجديد حبس الطفل/عبد الله أبو مدين نصر الدين، الطالب بالصف الأول الإعدادي بالأزهر، بعد عرضه على النيابة بعد اخفاءه قسرياً بعد القبض عليه من منزله بمدينة العريش بتاريخ 28 ديسمبر 2017، ويذكر أن الطفل يتم حبسه في زنزانة انفرادية، وقد ذكر هذا أمام النيابة بالإضافة لذكره ما تعرض له من تعذيب بالكهرباء وضرب وحرق اثناء فترة اخفاءه قسرياً.

3- الإخفاء القسري:

حيث استمر الإخفاء القسري للطفل/ ابراهيم محمد ابراهيم شاهين، منذ قيام قوة تابعة لجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية باعتقالهم من منزلهم بمدينة العريش بتاريخ 25 يوليو، وكان والده الأستاذ/ محمد ابراهيم شاهين، معتقل معه قبل أن تعلن قوات الأمن تصفيته بتاريخ 10 سبتمبر.

4- التصفية الجسدية:

  • قتل الصياد الفلسطيني/ مصطفى خضر أبو عودة 32 عاما، من قبل قوات الجيش المصري بدعوى اقترابه من شاطئ رفح المصرية اثناء قيامه بالصيد، والصياد من سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
  • استمرت عمليات القتل خارج إطار القانون من قبل قوات انفاذ القانون، حيث قام جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية بقتل 12 مواطن بتاريخ 22 نوفمبر، تحت دعوى الاشتباك المسلح.
  • قام تنظيم الدولة بقتل المواطن/ عياد ضويحي البريكات، بدعوى التجسس عليهم لصالح المخابرات المصرية.

ورغم ما يعانيه المدنيين من ويلات الحصار والاستهداف، فلقد استمرت الأجهزة الأمنية في شمال سيناء في شن حملات اعتقالات ممنهجة ضد سكان مدينة العريش ومدينة بئر العبد، حيث تم اعتقال واحتجاز تعسفي لما لا يقل عن عدد (30) مواطن في حملات المداهمات المتفرقة.

وتستمر المعاناة ومعدلات البطالة والفقر المرتفعة نتيجة آثار العملية وما ترافق معها من تجريف للمزارع وهدم للمنازل ووقف للحركة التجارية والصيد، مع تدهور الخدمات الأساسية ومنها انقطاع المياه بشكل متكرر على سكان مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، حيث تعاني جميع الاحياء بمدينة العريش من نقص مياه الشرب، بينما عانى سكان حي أسيوط من انقطاع المياه بشكل مستمر لمدة أسبوع، وقد استمر حصار الجيش المصري لقرى جنوب الشيخ زويد وسكانها، مع فصل تلك القرى عن مركز مدينة الشيخ زويد، أما عن مدينة العريش فاستمر حصار قوات الأمن لحي الكرامة، رغم قيام قوات الأمن بتفتيشه لمدة 11 يوم من يوم الثلاثاء الموافق 6/11/2018 حتي يوم السبت الموافق 17/11/2018 حيث تم تمشيط وتفتيش كامل الحي، ولكن وحتى  لم يسمح بدخول وخروج السيارات للحي، هذا مع استمرار إغلاق عدة طرق مهمة شرق مدينة العريش (غرب القصيمة والقريعي، والطايرة) وقد كانت تمثل منافذ من البحر إلي مناطق شيبانة ووسط سيناء وجنوب العريش ومنها إلي بئر العبد، وهكذا أصبح من الصعب على سكان منطقة شرق العريش التنقل من مكان إلي مكان.

صورة 4 تظهر طوابير الإنتظار لسيارات الأجرة الممتدة أمام محطات الوقود المصرح بالتموين منها

ختاماً استمرت أزمة الوقود في مدينة العريش والشيخ زويد وما تبقى من مناطق رفح، حيث مازالت قوات الأمن بمحافظة شمال سيناء تفرض داخل مدينة العريش كمية 15 لتر بنزين للسيارة الواحدة كل أسبوعين، وهذا لعدد ١٦٩٣ سيارة ملاكي وعدد ٣٢٩٠ سيارة أجرة داخل مدينة العريش فقط، وأصبح من المعتاد مشاهدة طوابير من السيارات تمتد على مدار اليوم من أمام  محطة زعرب بشارع أسيوط حتى شارع القاهرة، وقد استغاث سائقين سيارات الأجرة بشمال سيناء بالعريش، من قضاء أكثر من ١٢ ساعه من أجل تعبئه أسطوانة غاز، وطالبوا بالتالي (فتح بنزينة توتال بجوار الطريق الدائري، وفي حاله عدم فتح بنزينة توتال يتم فتح بنزينة زعرب من الساعة ٦ صباحا بدلا من الساعة ٨ صباحا، ويتم العمل بها حتي الساعة ١٠ مساء بدلا من إغلاقها الساعة ٨ مساءا).

وكان اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، قد أعلن عن ألية الجديدة التي سوف تعمل بها محطة “غازتك” لتمويل السيارات، حيث ستكون المحطة مفتوحة بشكل يومي من السابعة صباحا حتى العاشرة ليلا، وذلك لرفع الزحام وتخفيف معاناة السائقين ومنع الطوابير التي تشهدها المحطة، وهو ما رد عليهم المواطنين بأنه غير حقيقي ولم يحدث، حيث ذكروا أن المحطة مازالت تعمل حتى الساعة 8 مساء ويوجد أربع مسدسات تعبئة لا تعمل.

ثالثاً: التطورات الاقتصادية والتنموية:

أ – تطورات المشاريع الاقتصادية:

  • استمرار العمل في إنفاق قناة السويس، والتي كان من المفترض ان يتم افتتاحها في احتفالات 30 يونيو 2018.
  • البدء في اتخاذ إجراءات إنشاء مسار خاص لنقل 5 ملايين متر مكعب يومياً من مياه مصرف بحر البقر المعالجة عن طريق سحارة ترعة السلام إلى شرق قناة السويس داخل شبه جزيرة سيناء، لاستخدامها في “التنمية الزراعية الشاملة لسيناء”، وقد أصدر رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، قرار رقم 2136 لسنة 2018، باعتبار المشروع من أعمال المنفعة العامة، ونزع ملكية 338 فدان من الأراضي والعقارات اللازمة لتنفيذ المشروع.
  • القوات المسلحة تفتتح المرحلة الأولى لقرية “الجوفة النموذجية” بوسط سيناء، والتي تضم 30 منزلا بدويا نموذجيا، ويتضمن المشروع إنشاء 100 منزل بدوي على مرحلتين بواقع (30) منزلا كمرحلة أولي و (70) منزلا بدويا كمرحلة ثانية، كل منزل بمساحة 200 م2 ، وتم فرش وتجهيز المنازل بالكامل بكافة الأجهزة المنزلية والكهربائية بالتعاون مع مؤسسة “مصر الخير”.

كما شهد هذا الشهر إعلان مصدر مسئول بقطاع البترول، بأنه من المتوقع أن تنتهى شركة إينى الإيطالية وثروة المصرية من حفر أول آبارها الاستكشافية في منطقة امتياز حقل نور بشمال سيناء بالبحر المتوسط قبل نهاية شهر يناير 2019، ليتم تقييم المخزون والاحتياطيات بناء على نتائج الحفر، وكانت شركة مبادلة للبترول التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، صندوق الثروة السيادي لأبوظبي، قد أعلنت أنها اشترت 20% في امتياز نور البحري بشمال سيناء في مصر من إينى الإيطالية، وبذلك تصبح حصة شركة إينى من خلال وحدة تابعة لها نحو 65% في الامتياز وتديره بالاشتراك مع ثروة للبترول البالغة حصتها 15%.

ب – حقيقة الواقع الميداني في التنمية على المواطن:

“تنمية لصالح من؟” هذا هو التساؤل الرئيسي الحاضر دوماً عند أهالي محافظة شمال سيناء، حيث أنهم وعلى مدار السنوات الماضية رأوا كيف حصل النظام المصري على مليارات الجنيهات تحت مزاعم تنمية شبه جزيرة سيناء، بينما الواقع يعكس عمليات تهجير منظم ونزع أراضي من سكان محافظة شمال سيناء كان آخرها قرار نزع الأراضي المقامة في حرم الميناء البحري حيث سيتم تعويض أصحاب المباني المبنية على أراضي مسجلة في الشهر العقاري وفق تقدير لجنة من هيئة الخدمات الحكومية، أما بالنسبة لمشاريع التقسيم والمباني المرخصة، سيتم تعويضهم عن المباني، وقد يتم اعطائهم قطع اراضي في منطقه ستحدد فيما بعد، وبالنسبة للأراضي المسورة، سيتم التعويض عن السور فقط، والأراضي الفضاء ليس لها تعويض، ويذكر أن الأسعار التى تقررها اللجان الحكومية تكون أقل بكثير من الأسعار الحقيقية، وهو ما دفع الأهالي للاستعانة بنقابة المهندسين لتقدير أسعار الأراضي، وجاء تقريرها كما في الصورة التالية:

صورة 5 تقرير باسعار الارض ومتر المباني اعدته نقابة المهندسين

يأتي هذا في ظل القانون 14 لسنة 2012 ولائحته التنفيذية في 2015 وتعديلاتها في 2017، والذي يطالب من المواطنين أصحاب الأراضي في سيناء من اثبات جنسيتهم المصرية، في الوقت الذي يقوم فيه النظام المصري بمنح وتمليك الأراضي لبعض الجنسيات العربية مثل أمير البحرين كمثال، بل ويتم وضع استثناءات ومنها منطقة ميناء العريش والذي استثنى من تطبيق القانون رقم 14 على اعتبار انه ضمن منطقة قناة السويس الخاصة وفق القرار الجمهوري رقم 330 لسنة2015، وكانت اللجنة الشعبية لشمال سيناء قد أصدرت بياناً يتضمن هذا مع الحديث حول تطبيق القانون 144 لسنه 2017 والذي يتعامل مع سكان سيناء أنهم معتدين على الأراضي، في حين أن هذا القانون يتعامل مع حالات التعدي على املاك الدولة الخاصة في الأماكن التي استقرت فيها ملكية الارض والعقارات وهذا ما تم اقراره منذ انشاء الشهر العقاري سنه 1946 وبدأ تطبيقه 1947 في كل مصر ماعدا شبه جزيرة سيناء، فكيف يتم إزالة تعدى على الملكية قبل اقرار الملكية نفسها كما تم في كل مصر، وطالب البيان بإقرار ملكية أهل سيناء لأرضهم ثم يتم حماية املاك الدولة الخاصة.، وحذر البيان من تكرار نكبة فلسطين عام 1948، ولكن في سيناء مع حدود اقتصادية جديدة ومرنة، تعكس ما يردده قادة الكيان الصهيوني عن سلام اقتصادي بحدود مرنة.

وبشكل عام استمرت تدهور الأحوال المعيشية في محافظة شمال سيناء، ومن آثارها ما أعلنته محافظة شمال سيناء عن صرف مديرية التضامن  دفعة تعويضات جديدة ل 23 صياد عن طريق الإدارة الاجتماعية بالعريش في حي الضاحية ، و ل 414 من السائقين و 16 مواطن من العمالة غير المنتظمة المستحقين لمبالغ مالية في مقر مديرية التضامن، يأتي هذا في ظل استمرار حصار قوات الأمن لحي الكرامة بمدينة العريش، رغم قيام قوات الأمن بتفتيشه لمدة 11 يوم من يوم الثلاثاء الموافق 6/11/2018 حتي يوم السبت الموافق 17/11/2018 حيث تم تمشيط وتفتيش كامل الحي، ولكن وحتى  لم يسمح بدخول وخروج السيارات للحي، هذا مع استمرار إغلاق عدة طرق مهمة شرق مدينة العريش (غرب القصيمة والقريعي، والطايرة) وقد كانت تمثل منافذ من البحر إلي مناطق شيبانة ووسط سيناء وجنوب العريش ومنها إلي بئر العبد، وهكذا أصبح من الصعب على سكان منطقة شرق العريش التنقل من مكان إلي مكان، وأيضاً حصار قرى جنوب مدينة الشيخ زويد بينما تعاني باقي المدينة من آثار قذائف المدفعية العشوائية لقوات الجيش والتي سقطت أحداها بتاريخ 21 نوفمبر على منزل المواطن/ علي أبو عكر، ويقع المنزل في حي الكوثر بالمدينة وتحديداً خلف مسجد حي الكوثر الكبير.

وختاماً استمرت اعمال تجريف مزارع المواطنين المتبقية في مدينة رفح وبعض مناطق جنوب الشيخ زويد ومناطق جنوب العريش، وكانت مزرعة الزيتون التي يمتلكها “الشيخ القبلي/ عيسى الخرافين” وهو من الموالين للنظام المصري، من ضمن المزارع التي تم تجريفها بمنطقة رفح خلال شهر نوفمبر (* ).


* الآراء الواردة تعبر عن كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close