fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي: يناير 2018

تقرير شهري

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

تمهيد

يهدف هذا التقرير الشهري إلى تقديم توثيق وقراءة للأحداث الجارية في شبه جزيرة سيناء، وايجاد منظومة ربطف توثيقية ترصد التطورات الأمنية والعسكرية والحقوقية والاقتصادية، وهذا عن طريق رصد وتتبع يومي للعمليات العسكرية الجارية على الأرض وتطورها، مع احصاء رقمي حول خسائر القوات المسلحة المصرية والمسلحين، بالإضافة لرصد الوضع الحقوقي والإنساني المترتب على هذا المشهد، وقراءة ذلك وفق الاتفاقات والمشاريع الاقتصادية التي يعلن النظام المصري عنها في شبه الجزيرة التي تعاني من حصار وتعتيم اعلامي من قبل النظام العسكري الحاكم في مصر، وحظر التجوال الذي يتم تجديده كل ثلاثة أشهر، ونركز في تقرير شهر يناير ليس فقط على رصد اهم التطورات الميدانية، بل على الربط بينها وبين المشهدين الاقتصادي والحقوقي والتأثيرات المتبادلة ودلالاتها، وهذا على الشكل التالي:

أولاً: التطورات العسكرية والأمنية

رسم بياني يظهر المقارنة بين الخسائر العسكرية بين طرفي الصراع خلال ستة أشهر وفق ما نشر من مصادر الطرفين

1- الخسائر المعلنة في العمليات العسكرية، وفق بيانات المتحدث العسكري ووزارة الداخلية المصرية:

وفق ما أعلنه المتحدث العسكري للجيش المصري وعبر 8 بيان عسكري (1) (2) (3) (4) (5) (6) (7) (8) (9) (10) (11) (12)، وما أعلنته وزارة الداخلية المصرية عبر بيانين (1) (2) ، كالتالي: (أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن تصفيتها لـ (14) شخص ممن وصفتهم بمسلحين تم قتلهم في اشتباكات مسلحة)، بينما (أعلن المتحدث العسكري عن قتل (6) مسلحين، واعتقال 9 ممن اسماهم “تكفيريين”، واحتجاز 24 مشتبه به، واكتشاف وتدمير عدد (4 (ما بين نفق رئيسي وفتحات أنفاق، وعدد أكبر من (5 ( مخبأ، وعدد أكبر من (29 (وكر، وعدد أكبر من (1) مخزن، و(11) سيارة، (22) دراجة نارية، بالإضافة إلى عدد من العبوات الناسفة تزيد عن (25) عبوة بالإضافة إلى المهمات العسكرية والأسلحة والذخائر، ومصادرة عدد (7) سيارات).

خسائر المسلحين في سيناء

ويرجع انخفاض أرقام الخسائر بين طرفي الصراع إلى حالة الترقب والحذر وتفادي المواجهات غير الضرورية، وهذا في الوقت التي تستمر فيه قوات الأمن من تعزيز تواجدها بمناطق العمليات في منطقة شمال شرق سيناء، فبعد بناء التحصينات الدفاعية داخل الكمائن بمدينة العريش، شهدت مدينة الشيخ زويد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لمعسكر الزهور بتاريخ 11 يناير لأول مرة مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما يؤشر ليس فقط على عمليات عسكرية ضخمة، ولكن ايضاً على اتجاه لاستغلال الأحداث الجارية لتسريع عمليات اخلاء المناطق المطلوب تفريغها في منطقة رفح والشيخ زويد وجنوب مدينة العريش، وهو ما يتم بشكل دفع اللجنة الشعبية للعريش لإصدار بيان بعنوان “مطار العريش مسمار جحا للتفريغ” جاء فيه أن الاصرار على تفريغ ما حول المطار، هو مسمار جحا ليكون ذريعة يتم ورائها اقتلاع مزارع تمثل ما تبقى من لون اخضر في مركز العريش، وأنه لا يمكن أن يكون هناك تأمين لدولة على حساب ضياع أمان الناس وإلا فهي دولة تنسحب من مهمتها بضمان أمان حياة البشر بجعلها أمانها شيئاً مختلفاً عن أمان الناس، فتكون دولة منفصلة عن الشعب وتكرس لمفهوم اللادولة.

2- الخسائر المعلنة في العمليات العسكرية، وفق ما تم رصده من بيانات المسلحين ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية:

وفق ما تم رصده من قبل المعهد المصري للدراسات في شهر يناير، فقد بدأت نسبة القتل في صفوف قوات الجيش والشرطة تعود للارتفاع، وبصفة عامة فلقد كانت خسائر قوات الجيش والشرطة كالتالي: (مقتل عدد (9) فرد عسكري منهم عدد (3) ضباط، وإصابة عدد (13) فرد عسكري من قوات الجيش والشرطة بينهم عدد (1) ضابط، وتصفية أحد العاملين بميلشيا المجموعة 103 المحلية المشكلة من قبل قوات الجيش، وعدد (7) مواطنين بتهمة التعامل مع قوات الجيش والشرطة، وعلى مستوى الاشتباكات والهجمات والكمائن فقد خاض التنظيم أكثر من (4) مواجهة مسلحة مع قوات الجيش والشرطة، واستهدف الكمائن والقوات العسكرية والأمنية بعدد (11) عملية قنص، واستهداف رتل عسكري بعربة مفخخة، ايضاً قام المسلحين بزرع أكثر من (29) عبوة ناسفة مضادة للمدرعات وعبوة متشظية مضادة للأفراد، وقد أسفرت العمليات عن تدمير/ اعطاب (17) آلية عسكرية، بالإضافة إلى الاستيلاء على (3) سيارات، بالإضافة إلى قيام التنظيم بنصب كمين بتاريخ 4 يناير 2018 على الطريق الدولي غرب العريش، وتوزيع بيان على المارين هدد فيه باستهداف العاملين والسائقين في شركة النصر للملاحات وميناء العريش البحري محذراً اياهم من نقل وتصدير المواد الخام مثل رمل الزجاج والملح والمواد الأخرى بحجة ان هذه الخامات تنقل للدول المحاربة لدولة الاسلام، مما أدى لوقف العمل في شركه النصر للملاحات.

خسائر الجيش والشرطة في سيناء

قراءة الأرقام والأحداث:

– قلة عدد المسلحين القائمين على مواجهة الحملات العسكرية ومشاغلاتها ممن يتبعون تنظيم ولاية سيناء وهو ما يعني أحد أمرين: الأول أن النظام المصري نجح في اضعاف المسلحين في مناطق العمليات بشكل جعل اعدادهم قليلة، أما الاحتمال الثاني هو أن المسلحين اعادوا توزيع أنفسهم للحفاظ على اعدادهم القليلة في الأصل، مع ترك افراد للمشاغلة والاستنزاف في مناطق العمليات الرئيسية.

– عدم جدوى عمليات الإخلاء والتهجير القسري للقضاء على المسلحين، حيث أن استراتيجية مكافحة الإرهاب هي استراتيجية فاشلة في مواجهة التمرد المحلي.

– استمرار محاولات تنظيم ولاية سيناء، بناء محاولات استهداف تؤدي إلى الإضرار بالمنظومة الاقتصادية للمؤسسة العسكرية واقتصادها الموازي، وفي هذا الإطار اتى التهديد للعاملين والسائقين بشركة النصر للملاحات وميناء العريش البحري، مما أدى لتوقف العمل.

بيان ولاية سيناء

– استمرار قدرة التنظيم على استهداف قوات الجيش بشكل يحافظ على وتيرة خسائر يستطيع من خلالها اثبات وجوده، وهو ما جاء على سبيل المثال في سلسلة هجمات جنوب مدينة العريش، حيث قام بتدمير مدرعة فهد بين كميني الصفا والبتية، واعطاب أخرى بين كميني المزرعة والشونة، واعطاب عجلة اتصالات عسكرية بعبوة ناسفة بين كميني البتية والزهور، وهذا بتاريخ 23 يناير.

ألية مدمرة للجيش المصري

– محاولة التنظيم اظهار صورة اعلامية تبالغ من خسائر قوات الجيش، وهو ماظهر في وصفه للخسائر الناجمة عن استهداف رتل للجيش المصري عبر سيارة مفخخة بمنطقة الوادي جنوب مدينة العريش اثناء قيامهم بتجريف الأراضي بتاريخ 27 يناير، بينما كانت الحقيقة ان ماتم تدميره هو جرافة عسكرية فقط، مع عدم القدرة على معرفة هل قتل سائقها العسكري أم لا، حيث ذكرت وسائل الإعلام المصرية انه أصيب فقط.

ألية مدمرة للجيش المصري

3- أبرز الأحداث بين أطراف الصراع خلال شهر يناير:

(أ) الإصدار المرئي “ملة إبراهيم” لتنظيم الدولة:

قام التنظيم بنشر اصدراً مرئياً لفرعه في سيناء بعنوان “ملة إبراهيم”، الإصدار والذي كانت مدته ما يقارب الـ 22 دقيقة ركز على إبراز ما اعتبره أدلة كفر وردة حركة حماس الفلسطينية، وقد كان المتحدث الرئيسي في الإصدار شخص يدعى “أبو كاظم المقدسي”، وجاءت مشاهد الإصدار لتتحدث حول قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ليتحدث أن جزء من اسباب هذا هو حركة حماس التي قيدت حركة الجهاد، وقامت بفرض هدنة على القطاع بحيث لا يتم استهداف الصهاينة بدون علمها، وقد حرص الإصدار على مهاجمة رموز الحركة ومنهم الشيخ أحمد ياسين رحمه الله و خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، مع ابراز ايمان الحركة بالديموقراطية ومهاجمتها وقتل مخالفيها داخل قطاع غزة، مع ابراز تناقض خطاب الحركة في وصف حركة فتح من بين عملاء خونة مرتدين إلى أخوة ورفاق، وقد تضمن الإصدار مشهد اعدام لشاب اسمه “موسى أبو زماط” وهو أحد مقاتلين التنظيم سابقاً، وتم اعدامه بتهمة الردة نظراً لتهريبه سلاح لكتائب عز الدين القسام في قطاع غزة.

وقد جاءت ردود الفعل على الإصدار سلبية حتى من بعض الأوساط المؤيدة للتنظيم، ولكن وبشكل عام فقد حرص منتجو الإصدار على إرسال عدة مضامين أهمها:

  • أن حماس عصابة تتاجر بالجهاد من أجل مصلحتها، وأنه رغم ادعائها هذا وسيطرتها على قطاع غزة إلى انها لم تقم بإقامة احكام الشريعة الإسلامية أو حتى الاستمرار في قصف الصهاينة بل قامت بتقييد القصف وفرض ما يشبه الهدنة.
  • قيام حركة حماس باختزال قضية فلسطين من القدس لتنحصر في غزة، وهذا بعد سيطرة الحركة على القطاع.
  • تحالف الحركة مع النظام الإيراني وحزب الله وروسيا، وقول مشعل أن إيران هي الإسلام.
  • تنسيق الحركة مع نظام السيسي وتعاونها معه.
  • ايمان الحركة بالديموقراطية وحرصها على الانسجام مع القانون الدولي.
  • تناقض خطاب الحركة الذي وصف حركة فتح بالمرتدين في عام الحسم 2006، ثم وصفهم بالإخوة في المصالحة عام 2018.
  • حرص منتجو الإصدار ان يكون موجهاً للداخل الفلسطيني بشكل خاص، مستغلاً حالة الحصار الشديدة على القطاع وما خلقته من أوضاع اقتصادية ومجتمعية جديدة، بالإضافة إلى حالة عدم الرضا بين صفوف بعض ابناء كتائب القسام نتيجة المسار السياسي لقيادة حماس، مع الاستفادة من حالة الغضب بين ابناء صفوف السلفية الجهادية نتيجة الإجراءات المفروضة ضدهم من قبل سلطة حكومة حماس.
  • أن التنظيم يعتبر حركة حماس عدو، ولن يتهاون فيمن يتعاطف معها حتى ولو كان من ابناء تنظيم الدولة، وهو ما ظهر في اعدام “موسى ابوزماط” هو عضو سابق في تنظيم الدولة ومن ابناء قبيلة السواركة ويسكن في منطقة المهدية، وهذا بتهمة تهريب السلاح للجناح العسكري لحماس.
  • إظهار أن هناك انشقاقات في كتائب القسام لصالح تنظيم الدولة، وهذا عبر ابراز مشهد اعدام مقاتل سابق بالتنظيم على يد مقاتل سابق بكتائب القسام، بتهمة تهريب السلاح إلى كتائب القسام، مع دعوة أنصار التنظيم لاستهداف حركة حماس في قطاع غزة بالقتل، وكان مطلق النار على رأس الشاب “موسى” هو محمد الدجنى من مخيم الشاطئ (نجل قيادي بحركة حماس).
  • استمرار ملاحظة اختفاء الوجوه الشهيرة في تنظيم ولاية سيناء من اصداراته مثل (أبو أسامة المصري، شادي المنيعي، وغيره)، مع انخفاض الشريحة العمرية للمتحدثين الذين يتميزوا بضعف التأثير والخطاب.
  • أثار الإصدار سؤالاً حول لماذا يسعي تنظيم الدولة إلى فتح جبهة حرب داخل قطاع غزة؟ بالرغم من ظروف القطاع المهددة من قبل الكيان الصهيوني والدول الإقليمية؟ ومن المستفيد من رسائل التنظيم تلك في ظل عجز التنظيم نفسه على الحفاظ على أقوى مناطق سيطرته في العراق أو سوريا؟ وألا تصب تصرفات ورسائل التنظيم الإعلامية بشكل مباشر في خدمة العدو الصهيوني؟

(ب) الإصدار المرئي “معذرة إلى ربكم” لتنظيم جند الإسلام :

وهي جماعة كان لها عمليات في عام 2013 لتختفي بعده عن المشهد العملياتي لتعود لتبرز مجدداً في الساحة بعد اختفائها في شهر نوفمبر 2017 عبر إعلان استهدافها لمجموعة من تنظيم الدولة، حيث قامت بتاريخ 25 يناير 2018 بنشر إصدار مرئي جديد تحت عنوان “معذرة إلى ربكم”، وقد تناول الإصدار شهادة تفصيلية لأحد المنشقين عن تنظيم الدولة، يتحدث فيه حول ارتكاب تنظيم ولاية سيناء مجزرة مسجد الروضة بشمال سيناء، بالإضافة إلى كيف قتل التنظيم أحد عناصره “روسي الجنسية” بسبب معارضته لبعض أفعال التنظيم، وما حدث في حادثة قتل موسى ابو زماط، الذي ظهر في إصدار “ملة إبراهيم”، ايضاً ذكر العنصر المنشق عن بعض ما يتم عن من يحاول الانشقاق عن التنظيم، حيث شرح ما تعرض له من تعذيب.

ولم يلق الإصدار الانتشار الواسع، رغم ما تضمنه من معلومات، ويرجع هذا لعاملين، أولهما تشكك البعض في تنظيم جند الإسلام نتيجة أن العملية التي تبناها في شهر نوفمبر 2017 كان قد تبناها قبله “اتحاد قبائل سيناء” وهي مجموعة معروفه بولائها للمخابرات الحربية المصرية، أما العامل الثاني فهو ضعف تواجد التنظيم إعلامياً وهو عامل إذا أضيف له أن الجماعة مصنفة كجماعة جهادية، فهذا يسهم في حذف أي مادة إعلامية تقوم بنشرها، ولكن بالرغم من هذا أعطى الإصدار خلفية إضافية عن بعض المشاهد الداخلية لتنظيم ولاية سيناء، وبعض الاختلافات الداخلية به، أيضاً حرص الإصدار على ارسال رسالة تدعم كل من يريد الانشقاق عن تنظيم ولاية سيناء، وهذا عبر تطمينه بحسن المعاملة وتوفير الملاذ الآمن.

4- تنظيم ولاية سيناء والبيئة المحلية:

قام التنظيم باستهداف “سليمان حموكشه” أحد أهم قادة ميلشيات المجموعة 103 وهم أفراد مدنيون يعملون لصالح قوات الجيش، بالإضافة إلى نصب كمائن لتلك المجموعة ولقد أدت إحدى تلك الكمائن بمنطقة الملاحات غرب العريش إلى قتل أفراد من الشرطة وأفراد من المجموعة والإستيلاء على عتاد عسكري.

  • أيضاً أعلن التنظيم استهدافه لمزرعة مخدرات تابعة لما اسماهم “صحوات الردة” بمنطقة البرث جنوب مدينة رفح وإتلافها، كما نشرت وكالة أعماق فيديو استيلاء على سيارة دفع رباعي بمنطقة جنوب رفح وقتل سائقها الذي وصفته بأنه من الميليشيات الموالية للحكومة المصرية، وقد ردت قناة منبر سيناء على تطبيق التليجرام، بأن ما حدث هو قيام أفراد من تنظيم ولاية سيناء بالاختباء في احد المنازل المهجورة شمال منطقة البرث وإطلاق الرصاص صوب مواطن من عائلة الشنوب من قبيلة الترابين كان يمر من المنطقة، وأن السائق ليس كما وصفه بيان التنظيم، وأن سبب فعل التنظيم يعود إلى معاناته من قلة سيارات الدفع الرباعي لديه، لذلك قام بتوزيع منشور يفيد بمنع سيارات الدفع الرباعى ليجد مبررا لمصادرة السيارات وقتل من فيها، وبشكل عام فإن التنظيم يخوض مناوشات مستمرة مع بعض أبناء قبيلة الترابين، كان منها الأنباء التي وردت بتاريخ 23 يناير وتحدثت عن قيام بعض أبناء قبيلة الترابين بصد هجوم لتنظيم ولاية سيناء، عند محاولة التنظيم مهاجمة عدد من سيارات الدفع الرباعي التابعة للقبيلة بمنطقة البرث جنوب مدينة رفح.
  • وبخصوص استهداف المسيحيين، فلقد استمر التنظيم في استهدافهم، حيث قام بقتل المواطن ” باسم حرز عطا الله 35 سنة”، بطلق ناري في الرأس، بمدينة العريش.
  • على الجانب الآخر قامت جماعة جند الإسلام، بقتل أحد عناصر فرع تنظيم الدولة في سيناء، بمنطقة الجميعى جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء، على خلفية محاولته الانضمام لصفوف الجماعة، لجمع معلومات عنها وإبلاغها لتنظيمه، والقتيل يسمى ب “أبوداود” وزعم انه منشق مثل زملاء له سابقين، إلا أن الجماعة كشفت أمره، وأعدمته رمياً بالرصاص.

5- تأثير تغيير المشهد السياسي في قطاع غزة على المشهد السيناوي

استمر توتر المشهد وترشحه لخلق حالة صراع مسلح ما بين حركة حماس وبعض اتباع السلفية الجهادية في قطاع غزة، حيث استمرت حكومة حماس بتتبع المتعاطفين مع تنظيم الدولة مع منع عبورهم لسيناء، حيث نجح جهاز الضبط الميداني بقطاع غزة بألقاء القبض علي ثلاث شباب أعمارهم تتراوح بين الـ 15 و 18 عام في مرة، وفي مرة أخرى ألقت القبض على شخصين قبل تسللهم باتجاه الحدود المصرية برفح، أيضاً عرضت وزارة الداخلية بغزة (فيديو) لعناصر من تنظيم الدولة عائدون من سيناء.

غنائم كمين ملاحات سبيكة

وكان مما جاء في الفيديو شهادة العائدين على أن التنظيم كان يصادر البضائع قبل دخولها لقطاع غزة، وكانت شهادة العائد الأول تتضمن انه انضم للتنظيم لمدة 7 شهور، وقال أن البضائع المهربة عبر الأنفاق تنقسم إلى ثلاثة أقسام (المحرمات يتم اتلافها، بضائع حماس يتم مصادرتها، البضائع العامة تمر) ثم تم حجر عبور البضائع العسكرية، ثم حتى البضائع العامة بشكل عام، وقال أيضاً أن أحد افراد الحسبة تم ضبطه يهرب سجائر فتم محاكمته وتقرر نقله من قاطع لقاطع، ولكن بعد أسبوع وجده في القاطع الأصلي له، أما شهادة العائد الثاني والذي التحق بالتنظيم في شهر 12 عام 2016، فتضمنت انه كان يتواجد بمنطقة شيبانة برفح والتي تمثل أحد معابر التهريب، وكان يعمل في الحسبة وكان يتم منع البضائع والسلاح من الدخول لقطاع غزة، وهو ما رفضه، ثم اختتم الفيديو بجزء من تحقيق مصور سابق لأبو كاظم الغزاوي (حمزة الزاملي) والذي ظهر في إصدار “ملة إبراهيم” والذي تضمن قيامه بالاشتراك في سرقة سلاح مجاهد من منزله بعد ذهابه لتأدية صلاة الفجر، ولقد نشر تنظيم الدولة عبر جريدة النبأ إنفو جراف يبين أهم نواقض الإسلام التي وقعت فيها حركة حماس.

6- تقاطع المشهد الصهيوني مع شبه جزيرة سيناء:

تحدثت صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية، أنه رغم الضربات التي أضعفت تنظيم الدولة في سيناء إلا أنه مازال يشكل خطراً، وهذا رغم انخفاض الهجمات من 594 في عام 2015 إلى أقل من النصف في عامي 2016 و 2017، وهذا رغم تطور أداء الجيش المصري، الجريدة أيضاً تحدثت عن التغيير الذي طرأ على التنظيم للأسوأ منذ تعيين “أبو هاجر الهاشمي” والذي يرجح أنه ضابط عراقي سابق، مع تعيين قيادات من خارج أهل سيناء مما أدى إلى تجاهلهم للتعقيدات القبلية وزيادة استهداف أبناء القبائل حتى المتعاطفين سابقاً مع الجهاديين، بل وتوسيع دائرة استهداف المدنيين والتي كان منها مذبحة مسجد الروضة والصراع مع قبيلة الترابين، وهي أمور أدت إلى صراع داخل التنظيم في سيناء وأدت إلى انشقاقات وانسحاب عناصر ورجوعها إلى غزة وليبيا، مع انشقاق عناصر أخرى وانضمامهم لجماعة جند الإسلام في سيناء لتوفير الحماية لهم، بل وذكرت أن الاختلافات أدت إلى حصول قتال بين عناصر التنظيم أدى إلى مقتل حوالي 20 مقاتل جنوب مدينة العريش، وكان جزء من هذه الخلافات قد كشف عنها إثر نشر رسائل ما بين زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي ومسئولين عن التنظيم في ليبيا، ولكن وبشكل عام فقد اختتمت الصحيفة بأنه لا يتوقع أن تهدأ الأوضاع في شبه جزيرة سيناء في الوقت القريب، ولعل هذا ما دفع النظام الصهيوني لنشر قوات نخبة مشكلة من 20 شخص من سكان منطقة نيتسانا المجاورة للحدود مع مصر لمواجهة أي تهديد محتمل من ولاية سيناء، مع تزويد الوحدة بمركبات عسكرية حديثة ومعدات تشغيلية مناسبة للأوضاع، وكانت القناة العاشرة العبرية ذكرت في (فيديو) خلال هذا الشهر عن حدوث اطلاق نار من سلاح خفيف علي الحدود المشتركة مع مصر في منطقة نيتسانا، دون اصابات مع ترجيح أن اطلاق النار تم من قبل الجيش المصري باتجاه عناصر معادية في سيناء.

على جانب آخر ذكر يوني بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن أسباب الصراع بين حركة حماس وولاية سيناء، هو:

  • تقارب حركة حماس مع النظام المصري، وما تبعه من اجراءات ضد التنظيم في سيناء.
  • معرفة تنظيم ولاية سيناء، أن التقارب بين حماس والنظام في مصر، سيكون على حسابها، ويضر بمصالحها.
  • قيام تنظيم الدولة التمدد داخل قطاع غزة، مع فرضه اجراءات عقابية ضد خطوات حركة حماس عبر منعه تهريب الأسلحة والبضائع من شمال سيناء إلى قطاع غزة، وفرض العقوبات على كل من يقوم بتهريبها للقطاع.

وقد نفى أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، ما نشرته صحيفة هآرتس، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، حول زعم أن رئيس الوزراء نتنياهو عرض إعطاء أراضٍ في سيناء للفلسطينيين مقابل ضم الضفة إلى إسرائيل، حيث نقلت صحيفة هآرتس عن 4 مسؤولين بارزين سابقين في إدارة أوباما، أن نتنياهو اقترح على الرئيس السابق ووزير خارجيته جون كيري عام 2014 تبني خطة تحصل إسرائيل بمقتضاها على مساحات واسعة من الضفة الغربية، وفي المقابل يحصل الفلسطينيون على جزء من شبه جزيرة سيناء. وزعم المسؤولون أن نتنياهو قال لأوباما أنه من السهل إقناع المصريين بقبول الفكرة.

ثانياً: التطورات الحقوقية

استمرت الانتهاكات الممارسة ضد سكان محافظة شمال سيناء على نفس الوتيرة المرتفعة خلال شهر يناير 2018، وشهد الشهر الاستعداد لبدء تنفيذ المرحلة الخامسة مع استمرار تنفيذ عمليات إزالة المرحلة الرابعة من مدينة رفح، وشهد هذا الشهر إعادة تمديد حظر التجوال في بعض مناطق مدينتي رفح والعريش وهذا بتاريه 13 يناير، ايضاً شهد هذا الشهر العديد من حوادث التصفية الجسدية على يد قوات الجيش والشرطة مع عدم نشر أسماء الضحايا حتى لا يتم اثبات تواريخ القبض عليهم واختفائهم قسرياً، وبشكل عام فلقد استمرت الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين خلال هذا الشهر من قبل قوات الجيش والمسلحين بمختلف انتماءاتهم، وقد رصدت وحدتي الرصد الميداني والإعلامي بـ مركز الندوة للحقوق والحريات انتهاكات قوات الجيش والشرطة المصرية والمسلحين بحق السكان المدنيين، على الوجه التالي:

أ. محاكمات غير عادلة:

  • استمرار حبس الطفل/ مهدي حماد سلمي عليان 14 عاما، على ذمة القضية رقم 357 جنايات شرق العسكرية لسنة 2016، وكانت قوات الجيش والشرطة قد اعتقلت الطفل من منزله بقرية زراع الخير غرب مدينة العريش بتاريخ 4/3/2016 بعدما لم يجدوا أي رجال بالمنزل غيره، ليتعرض للاختفاء القسري، والطفل يقضي فترة حبسه في المؤسسة العقابية، وهي احدى مؤسسات الأحداث سيئة الصيت في مصر.
  • محكمة شرق القاهرة العسكرية تستمر في تأجيل محاكمة المتهمين بالانضمام إلى تنظيم الدولة، في القضية رقم 148 لسنة 2017 حصر أمن دولة والمعروفة إعلامياً بـ “بولاية داعش سيناء”.
  • محكمة جنايات شمال سيناء، المنعقدة بمحكمة استئناف الإسماعيلية، تؤجل النظر في محاكمة 4 اشخاص بتهمة تأسيس جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء، في الجناية رقم 3204 لسنة 2015 جنايات قسم ثان العريش، والمقيدة برقم 541 جنايات كلى شمال سيناء.
  • استمرار قيام المحكمة العسكرية بالهايكستب، بتأجيل محاكمة 292 متهمًا، في القضية رقم 357 لسنة 2016 جنايات شرق العسكرية والتي كانت مقيدة برقم 502 لسنة 2015 حصر أمن دولة عليا والمعروفة إعلامياً “بـولاية سيناء”.

* يذكر أن جميع المحاكم لم تقم بالتحقيق في وقائع التعذيب والانتهاكات التي يتم تقديمها.

ب. الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي

  • استمرار الاختفاء القسري للطفل /عبد الله ابو مدين عكاشة، والذي اعتقلته قوات الأمن من داخل منزله بمدينة العريش الساعة الواحدة والنصف صباحاً بتاريخ 28 ديسمبر 2017، والطفل طالب بالصف الاول الإعدادي.
  • شهد هذا الشهر استمرار توسيع دائرة الاشتباه السياسي، مما نتج عنه ارتفاع عدد الموقفين بتهم الاشتباه والمختفين قسرياً في شمال سيناء، وقد تعذر حصر وتوثيق الكثير منها نظراً للاستهداف الأمني، ورغم ذلك فإن ما تم رصده من خلال وسائل الإعلام الحكومية والصحف المصرية بالإضافة إلى الرصد الميداني، كان أكثر من 542 حالة احتجاز تعسفي واخفاء قسري كحد أدنى، لمواطنين كلهم من حملة الجنسية المصرية، وهذا على يد قوات الأمن والجيش المصري، مع الإفراج عن 121 مواطن ممن تم اعتقالهم الشهر الماضي والحالي.

ج. القتل خارج إطار القانون

  • إعدام المواطن/ تيسير سليمان عوده 25 عاما، من عائلة السواركة ومحل سكنه بمنطقة الشلاق بشمال سيناء، بسجن وادي النطرون وهذا بتاريخ 31 يناير، دون إعلام أهله، وهذا على ذمة القضية رقم 99/2014 جنايات كلي الإسماعيلية.
  • قيام قوات الجيش والشرطة المصرية بقتل 48 شخص، بدعوى أنهم عناصر مسلحة أو تكفيرية، وكانت أبرز الوقائع في هذا الشهر ما نشرته جريدة الوطن بتاريخ 4 يناير عن اعتقال 4 اشخاص اثنين منهم بتهمة انهم مسلحين، ليعلن المتحدث العسكري في نفس اليوم عن اعتقال اثنين مشتبه بهم وتصفية اثنين، وايضاً حادثتي تصفية وزارة الداخلية المصرية 14 شخص بتاريخ 8 و23 يناير، دون الإعلان عن اسمائهم.
  • قيام مسلحين تابعين لتنظيم الدولة بقتل 13 شخص، بدعوى انهم من العاملين أو المتعاونين مع قوات الجيش والشرطة.
  • رصد 4 حالات قتل كحد أدنى، بينهم طفلة، نتيجة إطلاق النار والقصف الجوي أو المدفعي لقوات الجيش والشرطة المصرية، هذا مع وجود حالات قتل أخرى تعذر الحصول على التفاصيل وعدد الضحايا نظراً للخطورة الأمنية والتعتيم الإعلامي من قبل قوات الجيش المصري.
  • رصد إصابة 8 مواطنين بينهم 7 امرأة وطفل كحد أدنى، نتيجة إطلاق النار والقصف الجوي أو المدفعي لقوات الجيش والشرطة المصرية، وهذا مع وجود أعداد أخرى من المصابين، ولكن تعذر الحصول على أرقام نتيجة الحصار والتعتيم العسكري المفروض على محافظة شمال سيناء.
  • رصد ميداني وإعلامي لإصابة مواطن واحد، نتيجة شظايا عبوة ناسفة استهدفت قوة أمنية.

د. الانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية

  • الاستعداد لإزالة المرحلة الخامسة من المنطقة العازلة بمدينة رفح وتهجير سكانها، حيث أبلغت قوات الجيش المصري المواطنين بمنطقة الماسورة جنوب غرب مدينة ‎رفح بضرورة إخلاء منازلهم، استعدادا لإزالتها لوقوعها بالمرحلة الخامسة من المنطقة العازلة مع قطاع غزة، وبدء قياسات المنازل والاراضي الزراعية.

تهجير اهالي سيناء

  • بدء إقامة الحرم الآمن لمطار مدينة العريش عبر إزالة المناطق المحيطة بالمطار، وبيان للجنة الشعبية للعريش يحذر من عمليات التهجير ويقول إنه لا يمكن أن يكون هناك تأمين لدولة على حساب ضياع أمان المواطن، وإلا فهي دولة تنسحب من مهمتها بضمان أمان حياة البشر بجعل أمانها شيئاً مختلفاً عن أمان الناس، فتكون دولة منفصلة عن الشعب وتكرس لمفهوم اللادولة.
  • استكمال إزالة المرحلة الرابعة من المنطقة العازلة بمدينة رفح، والتي تتضمن (حي الصفا، حي الأحراش، مشروع ابني بيتك).

تهجير اهالي سيناء

  • استيلاء قوات الجيش المصري على مدرسة الدارويش (ابتدائي _اعدادي) وتحويلها إلى ثكنة عسكرية منذ انتهاء امتحانات نصف العام، ونقل الطلاب الي مدارس قرية النجاح التابعة لمركز بئر العبد.
  • رصد (18) حالة قصف منها (9 جوي، 7 مدفعي، 2 إطلاق نار عشوائي) “كحد أدنى”، نفذتها قوات الجيش المصري ضد مناطق سكنية مدنية.
  • رصد حرق وتدمير عدد (6) سيارة، و (2) دراجة نارية، ومصادرة عدد (5) سيارة، وإصابة شقتين سكنيتين بأضرار بالغة نتيجة القصف العشوائي، أيضاً أعلن المتحدث العسكري للجيش المصري عن تدمير عدد مجهول من “الأوكار” وهو عدد كبير وفق بيانات المتحدث، ولقد لاحظنا من الصور المنشورة أن كثير منها هي بيوت مهجورة أو عشش تركها اصحابها من المهجرين خوفاً من حملات قوات الجيش.
  • رصد قيام مسلحون تابعين لولاية سيناء بالاستيلاء على سيارتين وحرق واحدة، تعود ملكيتهم لمواطنين، ايضاً قام عناصر التنظيم بتوزيع بيان على الطريق الدولي غرب العريش، هددوا فيه العاملين والسائقين في شركه النصر للملاحات وميناء العريش البحري، من نقل وتصدير المواد الخام مثل رمل الزجاج والملح والمواد الأخرى بحجة ان هذه الخامات تنقل للدول المحاربة للتنظيم.
  • استمرار انقطاع شبكات المحمول الثلاثة بمدينة الشيخ زويد ورفح، حيث توجد أعطال بشبكات وأبراج المحمول، وأحد الموظفين بسنترال العريش، يصرح إنه سيتم إصلاح أبراج المحمول في الشيخ زويد، وكان إبراهيم أبو شعيرة عضو مجلس النواب، أكد قد خاطب الجهات المعنية بسنترال العريش، للبدء في عملية الإصلاح حيث إن خطوط الهواتف الثلاثة معطلة منذ أعوام مما أضر بأهالي الشيخ زويد الذين يعتمدون في أغلب أعمالهم عليها .
  • انقطاع التيار الكهربائي والمياه، عن مدينتي رفح والشيخ زويد بشكل تام ومتقطع عن بعض الأحياء لمدة 29 يوم من أصل 31 يوم.
  • قطع شبكات الاتصال المحمول والأرضي وشبكات الإنترنت لأكثر من 10 مرات خلال الشهر، على مناطق محافظة شمال سيناء.
  • استمرار التضييق الأمني على دخول المواد الغذائية إلى مدينة رفح والشيخ زويد، وشهد هذا الشهر زيادة أعداد السيارات التي تحمل بضائع إلى الشيخ زويد ورفح، والتي كانت 15 سيارة يوم الاثنين، و15 أخرى يوم الجمعة، ليكون مجموع السيارات 40 سيارة نصف نقل على يومين بدلاً من 30.
  • وفاة (4) مواطنين وإصابة (47) مواطن في حوادث السيارات، وقد لاحظنا تكرار حوادث انقلاب السيارات على طريق “العريش/القنطرة شرق” بشمال سيناء.

ثالثاً: التطورات الاقتصادية والتنموية:

المتابع لوسائل الإعلام المصرية الرسمية وغير الرسمية من قنوات و صحف ومواقع إعلامية، سيفاجأ بكم المنح والقروض الممنوحة لشبه جزيرة سيناء بشكل يرسم واقعاً مغايراً لما هو قائم، فعند اسقاط واقع تلك التنمية على أرض الواقع بما يمس المواطن بشكل مباشر في شهر يناير 2018 سنجد أن الواقع يتنوع ما بين تركيب أعمدة إنارة بمدينة العريش، وتخصيص سيارات ربع نقل لتوزيعها على الشباب بشروط ميسرة، العمل على تغيير شبكة المياه الخاصة بمدينة العريش، قرارات بتخصيص قطعة أرض بمدينة العريش لإقامة مستشفى للأورام، وتخصيص قطعة أرض أخرى لإقامة محطة الصرف الصحي، وتصريحات عن بناء المرحلة الأولى في مخطط مدينة رفح الجديدة، وأخيراً تصريح السيسي عن خطط لزراعة 450 ألف فدان داخل سيناء بمياه محطتي بورسعيد وسرابيوم، من خلال معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي.

الأفدح ما يتم من عمليات تدمير على الأرض من إخلاء وتهجير قسري نجح في تحويل مدينة رفح وما حولها إلى أطلال من الركام بفعل عمليات اخلاء والتهجير وتدمير المنازل والمنشآت وتجريف الأراضي الزراعية، بل امتد الأمر الآن ليشمل جنوب مدينة العريش بعد قرار انشاء 5 كيلو حرم آمن حول مطار العريش، وهو ما سيؤدي إلى إزالة القرى الواقعة جنوب مدينة العريش، وإزالة بعض المنشآت الاقتصادية مثل مصنع الرخام، وإزالة معاصر الزيتون وما تبقى من مزارع الزيتون واذي يتم زراعته في الأراضي بوادي العريش، وهي أراضي ستتعرض للتبوير.

وهو ما دفع اللجنة الشعبية للعريش لإصدار بيان بعنوان “مطار العريش مسمار جحا للتفريغ” جاء فيه أن الاصرار على تفريغ ما حول المطار، هو مسمار جحا ليكون ذريعة يتم ورائها اقتلاع مزارع تمثل ما تبقى من لون اخضر في مركز العريش، وأنه لا يمكن أن يكون هناك تأمين لدولة على حساب ضياع أمان الناس وإلا فهي دولة تنسحب من مهمتها بضمان أمان حياة البشر بجعلها أمانها شيئاً مختلفاً عن أمان الناس، فتكون دولة منفصلة عن الشعب وتكرس لمفهوم اللادولة، وشدد البيان على أن قضية سيناء قضية وطنية وليست محلية فما يحدث بسيناء يخص كل مصري لأنه يؤثر في مصر كلها.

ومن هنا لا يمكن النظر لمشاريع التنمية المزعومة في سيناء إلا بعين الريبة، حيث أن ما يتم على الأرض الواقع هو عمليات تهجير وتدمير ممنهج لمناطق شمال شرق سيناء بشكل يثير المخاوف حول ارتباط هذه العمليات مع ما يثار عن صفقة القرن التي تشمل جزء من سيناء، وارتباط عمليات التنمية بما يخدم هذه الصفقة.

دلالات التطور:

1- حرصت وزارة الداخلية المصرية على عدم الإعلان عن أسماء من تقوم بتصفيتهم حيث حرصت عبر بيانين بتاريخ 8 و23 يناير، على عدم الإعلان عن أي اسم من أسماء الـ 14 شخص الذين تم قتلهم، ويبدو أن وزارة الداخلية تتفادي تجاربها السابقة التي قامت فيها بالإعلان عن أسماء بعض من يتم تصفيتهم ليتم الكشف عن حقيقة تعرض هؤلاء للقبض والاختفاء القسري قبل التصفية، وهو ما اعتمدت عليه منظمات دولية مثل منظمة العفو الدولية في اصدار بيانات ادانة معتمدة على أدلة ووثائق.

2- عدم وجود أي اعاقة فعلية محلية أو ادانات دولية قد تأثر على الوتيرة المتسارعة التي يقوم بها النظام المصري بتنفيذ المنطقة العازلة بمدينة رفح، حيث بدأ في عمليات الاستعداد لإزالة المرحلة الخامسة.

3ـ يؤدي استمرار المأساة الإنسانية لأهالي سيناء وزيادة الشعور بالظلم والقهر المفروض عليهم من قبل النظام المصري، من زيادة نزعة المواجهة المسلحة من قبل بعض فئات المجتمع بشكل خاص، ويعزز بشكل عام من رغبة الانفصال بالإقليم عن الأراضي المصرية.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
Close
زر الذهاب إلى الأعلى
Close