fbpx
ترجمات

انقسامات حول سياسة ترامب في الشرق الأوسط

اتساع الفجوة بين الجمهوريين والديموقراطيين حول إسرائيل والفلسطينيين

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

نشر مركز بيو للأبحاث مؤخراً دراسة بعنوان اتساع الفجوة بين الجمهوريين والديموقراطيين حول إسرائيل والفلسطينيين. وفي إطار نقل المعارف، مع حفظ حقوق الملكية الفكرية، قامت وحدة الترجمة بالمعهد المصري للدراسات بترجمة نص هذه الدراسة، وذلك على النحو التالي:

لقد أصبح الانقسام بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي حول قضايا الشرق الأوسط – سواء من يتعاطف منهم مع إسرائيل أو من يقف في صف الفلسطينيين – أصبح أكثر تفاقماً من أي وقت مضى منذ عام 1978. وبينما يقول 79% من الجمهوريين في الوقت الحالي إنهم يتعاطفون مع إسرائيل ضد الفلسطينيين، ففي المقابل يُقر 27% فقط من الديمقراطيين بتعاطفهم مع الدولة العبرية.

ومنذ عام 2001 حتى الآن، زادت نسبة الجمهوريين المتعاطفين مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين بمقدار 29 نقطة مئوية، من 50% إلى 79%. وخلال نفس الفترة، انخفضت نسبة الديمقراطيين بمقدار 11 نقطة، من 38% إلى 27%.

وأظهرت نتائج الاستطلاع الأخير الذي أجراه مركز بيو للأبحاث، في الفترة من 10 إلى 15 يناير وشارك فيه 1503 من البالغين، أن 42% من المشاركين يقولون إن دونالد ترامب “يحقق التوازن الصحيح” حيال الوضع في الشرق الأوسط، في حين يقول 30% منهم أنهم يفضلون إسرائيل عن الفلسطينيين كثيرا (وهناك 3% فقط من المشاركين في الاستطلاع يرون إن ترامب ينحاز كثيرا إلى الفلسطينيين؛ بينما امتنع 25% منهم عن الإفصاح عن رأيهم في هذا الأمر).

وفي سياق مشابه إبان رئاسة باراك أوباما للولايات المتحدة، قال 47% من الأميركيين إنه حقق توازنا سليما في التعامل مع الشرق الأوسط. وبينما قال 21% حينئذ إنه ينحاز كثيرا إلى الفلسطينيين، قال 7% إنه يفضل اسرائيل كثيرا مقارنة بالفلسطينيين.

وبينما يرى الاستطلاع أن الجمهوريين والديموقراطيين ينقسمون بشكل كبير في وجهات النظر حول اسرائيل، فإنهم يختلفون ايضا بشكل ملحوظ في وجهات نظرهم حول بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي. ويتفوق الجمهوريون (52%) على الديمقراطيين (18%) بما يقارب ثلاثة أضعاف من حيث انطباعاتهم الإيجابية تجاه نتنياهو.

ويرى حوالي نصف الأميركيين إن حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل) أمر يمكن تحقيقه في الشرق الاوسط، حيث يقول (49%) منهم إنه يمكن التوصل إلى صيغة تتمكن من خلالها إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة من “التعايش سلميا” مع بعضهما البعض، في حين يقول 39% إن ذلك غير ممكن. ويُعتبر الديمقراطيون أكثر قبولاً (بنسبة كبيرة) لحل الدولتين من الجمهوريين (58% مقابل 40%).

الجمهوريون يتعاطفون بشكل متزايد مع إسرائيل؛ والديمقراطيون منقسمون

ردا على سؤال حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، يقول 46% من الأمريكيين إنهم يتعاطفون مع الإسرائيليين، بينما يقول 16% إنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين، وهناك حوالي أربعة من كل عشرة أفراد (38%) يقولون إنهم يتعاطفون مع كلا الجانبين (5%)، أو لا يتعاطفون مع أي منهما (14%)، أو لا يعرفون شيئاً عن هذا الأمر (19%). وقد تذبذب توازن الرأي العام في الولايات المتحدة بنسبة ضئيلة منذ عام 1978، عندما قال 45% إنهم يتعاطفون مع إسرائيل، و14% مع الفلسطينيين، بينما لم يتمكن 42% من اتخاذ قرار بخصوص ذلك.

لكن الفجوة الحزبية اتسعت بشكل كبير مؤخراً، وخاصة خلال العقدين الماضيين، حيث لم تصل نسبة الجمهوريين – من حيث تعاطفهم مع إسرائيل – إلى هذا المستوى المرتفع في أي وقت مضى على مدى العقود الأربعة الأخيرة.

وهناك ما يقرب من ثمانية في كل عشرة من الجمهوريين (79%) يتعاطفون مع إسرائيل ضد الفلسطينيين، في حين يتعاطف 6% فقط من المشاركين مع الفلسطينيين. ويقول 7% منهم إنهم يتعاطفون مع كلا الجانبين أو لا يتعاطفون مع أي منهما، في حين امتنع 9% عن الإفصاح عن رأيهم.

كما كان الحال في العام الماضي، ينقسم الديمقراطيون في وجهات نظرهم حول الصراع في الشرق الأوسط: فحوالي 27% من الديمقراطيين حالياً يقولون إنهم يتعاطفون بشكل أكبر مع إسرائيل، في حين يقول 25% منهم إنهم يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين؛ بينما يقول 23% إنهم يتعاطفون مع كلا الجانبين أو لا يتعاطفون مع أي منهما، ويقول ربعهم (25%) إنهم لا يعرفون عن الأمر. كما إن الديمقراطيين كانوا منقسمين أيضاً العام الماضي، حيث قال 33% منهم إنهم يتعاطفون مع إسرائيل، بينما قال 31% منهم إنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين. ومنذ ذلك الحين، ارتفعت نسبة الديمقراطيين الذين يقولون “إنهم لا يعرفون” من 17% إلى 25%، وتراجعت نسبة الذين قالوا إنهم يتعاطفون مع كلا الجانبين أو لا يتعاطفون مع أيٍ منهما – تراجعت قليلا من 19% إلى 23%.

ومؤخراً – تحديداً منذ عامين، في أبريل 2016 – زاد تعاطف الديمقراطيين مع إسرائيل (43%) في مقابل الفلسطينيين (29%)، بينما قال 16% إنهم يتعاطفون مع كلا الجانبين أو لا يتعاطفون مع أي منهما.

ويُلاحظ أن الانخفاض الذي حدث على مدى السنوات القليلة الماضية في أولئك الذين يقولون إنهم يتعاطفون أكثر مع إسرائيل بين الديمقراطيين شمل كلاً من الليبراليين والمحافظين والمعتدلين بين صفوفهم.

وقد انخفضت نسبة الديمقراطيين الليبراليين الذين يتعاطفون مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين من 33% إلى 19% منذ عام 2016. وفي الوقت الحالي، يقول 35% من الديمقراطيين الليبراليين إنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر ممن يتعاطفون مع إسرائيل (19%). وهناك حوالي 22% من الديمقراطيين الليبراليين يتعاطفون مع كلا الجانبين أو لا يتعاطفون مع أي منهما، وامتنع 24% عن الإفصاح عن رأيهم.

ويواصل الديمقراطيون المعتدلون والمحافظون تعاطفهم مع إسرائيل بنسبة (35%) أكثر من تعاطفهم مع الفلسطينيين (17%). ومع ذلك، فإن نسبة الديمقراطيين المحافظين والمعتدلين الذين يتعاطفون مع إسرائيل زادت أكثر من 18 نقطة مئوية منذ عام 2016 (من 53% إلى 35%).

ولم يحدث تغير كبير منذ عام 2016 بين صفوف الجمهوريين: فالغالبية العظمى من الجمهوريين المحافظين (81%) والجمهوريين المعتدلين والليبراليين (70%) لا تزال تقول إنهم يتعاطفون مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين.

وكما كان الحال في الماضي، هناك اختلافات دينية واسعة في اتجاهات التعاطف حيال قضايا الشرق الأوسط. فلا يزال البروتستانت الإنجيليون البيض يتعاطفون مع إسرائيل بشكل كبير: 78% يقولون ذلك، في مقابل 5% فقط يتعاطفون مع الفلسطينيين.

وهناك جماعات دينية أخرى تتعاطف مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين، وإن كان ذلك بنسبة ضئيلة جداً. أما غير المحسوبين على طوائف دينية معينة فقد كانوا منقسمين في ذلك: حيث قال 29% إنهم يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، في مقابل 26% يتعاطفون مع إسرائيل، بينما 24% قالوا إنهم يتعاطفون مع كلا الطرفين أو لا يتعاطفون مع أي منهما.

ويٌعتبر الشباب أكثر انقساما من كبار السن حول تعاطفهم مع أي طرف في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. فهناك حوالي الثلث من أولئك الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما (32%) يقولون إنهم يتعاطفون مع إسرائيل، في مقابل 23% يتعاطفون مع الفلسطينيين. وتتعاطف الفئات العمرية الأكبر سناً مع إسرائيل بنسب كبيرة بشكل ملحوظ عن المتعاطفين مع الفلسطينيين.

نصف الديمقراطيين تقريبا يرون أن ترامب ينحاز إلى إسرائيل بشكل كبير

في هذه المرحلة المبكرة من فترة ولايته، تقول أعداد غفيرة من الأميركيين (42%) إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “يحقق التوازن الصحيح” في سياسته تجاه الشرق الأوسط. وبينما يقول ثلاثة من كل عشرة (30%) إن ترامب ينحاز لإسرائيل كثيرا، يرى 3% فقط أن ترامب ينحاز للفلسطينيين أكثر مما يجب، وامتنع 25% عن التصريح بآرائهم.

وفي توقيت مشابه تقريبا أثناء الفترة الرئاسية لباراك أوباما (أبريل من سنته الثانية في المنصب)، قال 47% أنه حقق كذلك التوازن الصحيح، في حين قال عدد كبير (21%) إنه ينحاز كثيراً للفلسطينيين على حساب إسرائيل (7%).

أما اليوم، فهناك ما يقرب من نصف الديمقراطيين (46%) يقولون إن دونالد ترامب ينحاز لإسرائيل كثيرا، في حين قال 21% فقط انه يحقق التوازن الصحيح. وبالمقارنة، ففي عام 2010، قال عدد كبير من الجمهوريين إن أوباما كان منحازاً للفلسطينيين (38%)، أكثر من الذين قالوا إنه حقق التوازن الصحيح.

وبطبيعة الحال فإن ترامب يحصل على تقييم مرتفع من أعضاء حزبه بخصوص سياسته تجاه الشرق الأوسط (73% من الجمهوريين يقول انه يحقق التوازن الصحيح). والجدير بالذكر أنه قبل ثماني سنوات، قال 66% من الديمقراطيين نفس الشيء عن سياسة أوباما تجاه الشرق الأوسط.

الآراء حول نتنياهو لم تتغير كثيراً عن العام الماضي

لم تتغير الآراء حول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كثيراً عن العام الماضي. حيث يقول عدد كبير من الأمريكيين إن لديهم وجهات نظر إيجابية عن نتنياهو (31%) ويقول عدد مقارب (28%) إن لديهم انطباعات سلبية عن رئيس الوزراء الاسرائيلي؛ في حين يمتنع 41% عن الإدلاء بآرائهم عنه.

أما الجمهوريون، وخصوصاً المحافظين منهم، فلديهم آراء إيجابية عن نتنياهو حيث ينظر ستة من كل عشرة من الجمهوريين المحافظين (60%) إلى نتنياهو بشكل إيجابي، في حين أن 13% فقط منهم لا يرون ذلك.

أما آراء الديمقراطيين عن نتنياهو فهي أكثر سلبية إلى حد كبير. ويتبنى (49%) من الديمقراطيين الليبراليين وجهات نظر سلبية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينما لدى (15%) منهم آراء إيجابية عنه.

آفاق حل الدولتين في الشرق الأوسط

ولا يزال الاميركيون منقسمين في وجهات نظرهم حول ما إذا كان من الممكن ايجاد طريقة تستطيع اسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة التعايش السلمي جنباً إلى جنب. فهناك حوالي النصف منهم (49%) يقولون إنه من الممكن تحقيق ذلك، في حين أن أربعة من كل عشرة تقريباً (39%) يقولون غير ذلك.

وتُعتبر وجهات النظر حول آفاق حل الدولتين مرتبطة بشكل كبير بنسبة التعاطف حول قضايا الشرق الأوسط: فهؤلاء الذين يتعاطفون مع إسرائيل بشكل أكبر يرون أنه يمكن التوصل إلى صيغة تستطيع من خلالها إسرائيل التعايش السلمي مع دولة فلسطينية مستقلة (أكثر من 40%). أما أولئك الذين يتعاطفون مع الفلسطينيين فيقولون أيضاً إن حل الدولتين أمر يمكن تحقيقه، ولكن بنسبة كبيرة (أكثر من 64%).

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
المصدر
مركز بيو للأبحاث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close