ندوات و مؤتمرات

بشير نافع تحولات المنطقة وواقع القوى الإقليمية

استضاف المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، الأستاذ الدكتور بشير نافع، في حلقة نقاشية حول تطورات الأوضاع التركية السياسية والإقليمية والدولية، وذلك بمقر المعهد المصري، في مدينة اسطنبول التركية، الخميس 19 يناير 2017.

والدكتور بشير نافع، أكاديمي وباحث فلسطيني، ويعتبر من أهم المفكرين الإسلاميين الذين ظهروا في العالم الإسلامي والعربي في العقدين الأخرىن. والذين أسهموا بشكل فعال وجلي في الحركة الفكرية والسياسية فلسطينياً وعربياً وإسلامياً بل وعالمياً، بعشرات الكتب ومئات الدراسات وآلاف المقالات باللغتين العربية والإنجليزية، عبر مسيرة حافلة من البحث العلمي تمتد لأكثر من أربعة عقود.

وخلال محاضرته قال الدكتور بشير، إن المرحلة التي نمر بها الآن هي مرحلة انتقالية دولية ستشهد تغير في إتجاهات السياسية الخارجية الأمريكية، فالإدارة الأمريكية الجديدة غير واضحة وترامب ليس له سجل سياسي يمكن من خلاله فهم سياسته، وسوف يحاول ترامب إستعادة الثقل الإقتصادي والعسكري لأمريكا وربما الدخول في حرب باردة في الإقتصاد الدولي مع كلا من الصين والمانيا، كما أن علاقة أمريكا مع حلف الناتو ربما تشهد تغيراً كبيراً، حيث أن هناك قلقاً أميركياً من إستمرار تحمل أعباء عسكرية أكبر من قدراتها، ورغبة في تخفيف الأعباء العسكرية عن كاهل أمريكا.

وفيما يتعلق بالسياسة التركية، أشار نافع إلى أن تركيا حاولت إشراك السعودية في الملف السوري بشكل فعال ولكنها فشلت، كما أدرك الأتراك اختلال ميزان القوى مع التدخل الروسي في سوريا وتبني أمريكا سياسة معادية للسياسة التركية وامتناعها عن إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، وقد أدى تراجع السعودية في الأزمة السورية والتدخل الروسي والسياسة الأمريكية الداعمة للأكراد، إلى إضعاف وتأزيم الموقف التركي في الأزمة السورية.

كذلك أدركت روسيا غياب الدور الأمريكي في الأزمة السورية وأن سوريا أصبحت منطقة فراغ يمكن استغلالها لحسم قضايا إستراتيجية أخرى تمثل أهمية لروسيا، وأدركت تركيا أن هناك مساحة من الخلاف بين روسيا وإيران، وأنه بالإمكان رسم مستقبل سوريا بشراكة روسية، وحتى هذه اللحظة هذه الشراكة تسير ولكن لا أحد يستطيع الجزم بإستمرارها، كما حاولت تركيا تحسين الظرف الجيوستراتيجي لها عن طريق الإنعطاف نحو روسيا، إلا أن الخيار الروسي قد لا يستمر طويلا في ظل إشارات إيجابية للسياسة ترامب وفريقه نحو تركيا.

وفيما يتعلق بالسياسية الإيرانية، أشار بشير نافع إلا أن إيران شغلت السعودية بالوضع في اليمن وهو ما استهلك السعودية بشكل كبير، كما أن الوضع الإيراني على الأرض في سوريا قوي حيث استطاعوا الإبقاء على نظام الأسد، وكذلك الوضع الإيراني في العراق جيد بشكل عام، وبالرغم من وجود خلاف بين إيران وروسيا بشان تسوية الأزمة السورية، إلا أن إيران لن تسمح بالوصول بالعلاقة مع روسيا إلى مرحلة الإفتراق أو الإصطدام، خاصة وأن هناك تهديد واضح من ترامب وفريقه لإيران.

وفيما يتعلق بوضع السعودية، ذكر بشير أن السعودية ومصر تبدوان أكثر اطمئناناً لترامب، حيث أن ترامب ليس لديه أي اهتمامات عن الديمقراطية والحريات، كما أن علافة السعودية بأمريكا في الفترة الماضية ربما كانت الأسوأ في تاريخ العلاقات بين البلدين، بجانب أن السعودية تتحمل تكاليف باهظة في اليمن بالإضافة إلى انخفاض اسعار النفط مما تسبب في تأزم الوضع المالي والإقتصادي.

وبالنسبة لمصر ذكر نافع، أنه ربما كان الرهان السياسي الوحيد الناجح للسيسي هو علاقته بترامب، ومصر في وضع سيء بسبب المشاكل الإقتصادية والأزمة ستتفاقم في الفترة القادمة ولن تستطيع دول الخليج تقديم معونات لمصر كما كان سابقاً، والمعضلة المصرية ليس لها حل على المدى القريب، كما أن الحديث عن رؤية بديلة وقوة قادرة على قيادة المنطقة لم تبرز بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى