fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد السعودي 1 أغسطس 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

يتناول هذا التقرير أهم التطورات التي كانت محلاً لاهتمام الإعلام السعودي خلال الفترة من 22 إلى 28 يوليو 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: حدث الأسبوع: بين تطورات اليمن وانقلاب تركيا

كان هناك حدثَان مثَّلا أهمية أكثر من غيرهما، الأول هو التطورات اليمنية، والثاني، هو الانقلاب الفاشل في تركيا:

1. التطورات اليمنية:

منذ مطلع الأسبوع الماضي، كان الإعلام السعودي يتناول – في تحفظ شديد – إعلان الحكومة الكويتية عن أنها في صدد إنهاء المفاوضات الجارية على أراضيها بين وفد الحوثيين وبين وفد الحكومة اليمنية، مع عدم استجابة كليهما لمتطلبات بدء العملية السياسية الانتقالية في اليمن، ووصول المفاوضات إلى مسار مسدود.

ومبعث ذلك التحفظ وعدم التأييد الذي كان غالبًا على موقف الإعلام السعودي، هو أن مفاوضات الكويت كانت بمثابة عامل تهدئة للأوضاع على الأرض في اليمن، ومسار يمكن معه للرياض الخروج من المستنقع اليمني بأقل الخسائر السياسية والأمنية، بعد انفضاض سامر “التحالف العربي”، واستمرار السعودية وحدها تقريبًا، بوجود مصري وإماراتي محدود، في المجال السياسي والعسكري.

كما أن القلق السياسي السعودي من الأوضاع الأمنية والعسكرية في اليمن، كان باديًا في تغطيات الإعلام السعودي لعمليات قصف صاروخي وقعت في الأيام الأخيرة في نجران، وطال عمقًا كان هو المرة الأولى الذي يطاله، وقُتِل فيه ثلاثة من المصريين، ثم إصابة طفلة ورجل في جازان، مع توقف العمليات العسكرية على الأرض منذ خمسة أشهر عند “نهم”، المجاورة لصنعاء العاصمة.

هذا التوقف حاولت قناة “العربية” أن تستضيف على مدار أكثر من تقرير، وفي أكثر من مناسبة، من يعملون على تفسيره بأنه محاولة من الرياض و”التحالف العربي”، لقصف المدنيين في العاصمة اليمنية والمدن الأخرى، بينما الأمر يتعلق بالقدرة الفعلية التي تراجعت على الأرض.

ولذلك أمر مفهوم أن أكثر من يحرص على استمرار مفاوضات الكويت، هي الرياض، ولذلك جاء الجانب الإخباري واسعًا بشأن قرار الكويت بمد فترة المهلة الممنوحة لفريقَيْ المفاوضات، لمدة أسبوع إضافي. ثم جاء حدث الإعلان عن إنهاء عمل اللجان الثورية في اليمن، وتأسيس مجلس أعلى لإدارة البلاد، لكي يكون مصار اهتمام كبير في وسائل الإعلام السعودية، في ظل الأهمية الكبرى التي لملف تصفية الحرب في اليمن بالنسبة للرياض.

“الشرق الأوسط” اللندنية، ومصادر سعودية أخرى نشرت تقريبًا ذات الوصف للخطوة باعتبارها “خطوة مفاجئة” وأن “مراقبين” يرون أنها “نسف متعمد للمشاورات القائمة في اليمن بين الأطراف اليمنية”(1).

اللافت في الخطوة وركزت عليه وسائل الإعلام السعودية، أن علي عبد الله صالح كان هو ممثل حزب المؤتمر الشعبي العام، وهو من أعلن الاتفاق مع الحوثيين؛ وهي أول خطوة أو اتفاق “رسمي” مباشر بينه وبين الحوثيين منذ بداية الأزمة في اليمن، في أغسطس 2015م.

قناة “العربية” نقلت عن مصدر خليجي قوله إن الطرفين (صالح والحوثيين) “نسفا بهذه الخطوة جميع مباحثات وجهود السلام في اليمن”، “داعيًا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التدخل”. وجاء في الاتفاق بين الحوثيين وصالح، بحسب “الشرق الأوسط”، أنه تم تشكيل مجلس يتكون من عشرة أعضاء من المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وحركة “أنصار الله” وحلفائها، بالتساوي، وتقاسم رئاسة المجلس بشكل دوري بين الحوثيين وصالح، وتكوين سكرتارية عامة تحدد اختصاصاتها لاحقًا.

صحيفة “الرياض” نشرت في هذا الصدد تصريحات للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ احمد قال فيها إن “الانقلابيين خرقوا باتفاقهم المبادرة الخليجية والدستور اليمني والقرار الأممي 2216” الخاص باليمن، وأضاف أن الإعلان عن “ترتيبات أحادية الجانب” “لا يتسق مع العملية السياسية”.

وفي تصريحاته، دعا ولد الشيخ “الانقلابيين” إلى “عدم اتخاذ أية خطوات ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية”، وقال إن “الإجراءات الأحادية تعرض مشاورات الكويت للخطر”(2).

في رد فعل الحكومة اليمنية، نقلت قناة “العربية” عن رئيس الفريق الاستشاري للوفد الحكومي اليمني في الكويت، عبد الله العليمي، قوله إن مفاوضات الكويت “انتهت فعليًّا”، وإن وفد الحكومة اليمنية “غادر الكويت يوم السبت (30 يوليو)”.

واعتبرت الحكومة اليمنية أن إعلان الحوثيين وصالح عن هذا الاتفاق “يعكس حالةً من الصَلَف والغطرسة وعدم احترام الميليشيات الانقلابية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول الراعية لمشاورات السلام الجارية في دولة الكويت الشقيقة، وعدم جديتهم في الوصول إلى حل سياسي ينهي معاناة الشعب اليمني جراء الحرب التي أشعلتها منذ انقلابهم على الشرعية الدستورية مطلع العام الماضي”(3).

كان واضحًا في المقابل، أن هناك تأثيرات كبيرة للتقارير التي تنتقد أداء الحكومة السعودية الحقوقي في اليمن؛ حيث حفلت المصادر السعودية بالعديد من التقارير التي تشير إلى “الجهد” الإغاثي والإنساني في اليمن، وكذلك نفي بعض الاتهامات الواردة في هذا الصدد.

ومن بين ذلك تقرير في “الشرق الأوسط”، نفي اتهامات موجهة للحكومة السعودية بأنها تضع عقبات أمام استيراد أجهزة الكُلَى إلى اليمن. وفيه نفت السفارة السعودية في الولايات المتحدة تقارير إعلامية صدرت مؤخرًا تشير إلى أن “تحالف الدفاع عن الشرعية في اليمن”، وضع قيودًا على استيراد أجهزة غسيل الكٌلى.

ولفت عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تصريحاته للصحيفة، إلى أن تلك “الادعاءات الكاذبة” هدفها “التقليل من جهود السعودية الإغاثية، إضافة إلى إبعاد الرأي العام الدولي عن حجم المساعدات الضخمة التي قام بها المركز”.

ومارس الربيعة الرسالة المطلوبة منه في الجانب الدعائي في هذه الجزئية؛ عندما قال إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكد أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية “هو أكبر الداعمين للشعب اليمني، وتعد هذه الشهادة بمثابة إثبات لسلامة الإجراءات التي اتبعها المركز، وحرصه الشديد على توصيل المساعدات الإنسانية إلى اليمن بشتى أطيافه وبكل حيادية”.

وأشار إلى “عدم وجود أية قيود على إدخال المساعدات الإنسانية لليمن بما فيها المعدات الطبية” ثم أضاف” أن “إجراءات التفتيش وآلياته تهدف إلى ضمان عدم تهريب الأسلحة إلى داخل اليمن، وأن هذه الإجراءات لا تعرقل إدخال المساعدات الإنسانية”، وهي النقطة التي تقول بأن إجراءات التفتيش بالفعل تقف خلف هذه المسألة بدرجة أو بأخرى (4).

2. التطورات في تركيا:

على المستوى الإخباري كان الاهتمام الأكبر بالتطورات الحاصلة في مجالَيْن، الجيش التركي وحقوق الإنسان، ومنها الإعلام. ومن بين الأخبار التي كان لها اهتمام أصيل في الإعلام السعودي فيما يخص الجيش التركي، خبر ضم رئاسة الدرك والقوات الخاصة إلى الشرطة، وإعلان أردوغان أنه يريد ضم رئاسة الأركان إلى رئاسة الجمهورية، وانعقاد اجتماع مجلس الشورى العسكري، يوم الخميس 28 يوليو، في مقر رئاسة الحكومة، بدلاً من قيادة الأركان العامة؛ حيث تم الإبقاء على خلوصي آكار، كرئيس لأركان القوات المسلحة في منصبه.

كما كان هناك اهتمام باستقالة قائد جيش البر، الجنرال إحسان أويار، وقائد التدريب والعقيدة الجنرال كميل باش أوغلو “غداة تنحية 149 جنرالاً وأدميرالاً من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان”، وهو ما ركزت عليه الصحف السعودية في صياغاتها.

ومن ذلك أيضًا فصل أكثر من 1600 عسكري، وتسليم الإمارات أنقرة جنرالَيْن تركيَّيْن، من بينهما قائد القوات التركية في أفغانستان، وتصريح وزير الداخلية التركي، إفكان أللاه، أن السلطات التركية ألقت القبض على أكثر من 15 ألف شخص بينهم ما يزيد على عشرة آلاف جندي.

كما حاز تصريح نائب رئيس الوزراء التركي، محمد شيمشك، للصحفيين في موسكو، الثلاثاء 26 يوليو، أن الطيار الحربي التركي الذي أسقط السوخوي الروسية أواخر العام الماضي “فعل ذلك من تلقاء نفسه”.

وأضاف شيمشك في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية للأنباء أن الطيار “اتخذ القرار بشكل شخصي.. تركيا ليس لديها مشاعر معادية لروسيا، ولن يكون لديها أبدًا”.

كما جرت الإشارة مطولاً إلى تصريح لوزير العدل التركي، بكير بوزداج، التي قال فيها إن هناك معلومات عن احتمال هرب فتح الله جولن، زعيم حركة “الخدمة”، والمتهم الأول في الانقلاب التركي، من الولايات المتحدة، إلى أستراليا أو المكسيك أو كندا أو جنوب أفريقيا أو مصر.

في ذات الاتجاه، نشرت المصادر السعودية باهتمام تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، التي قال فيها لمحطة “خبر ترك” الخاصة، الإثنين، الخامس والعشرين من يوليو، إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن “سوف تتأثر إذا لم تسلم الولايات المتحدة فتح الله جولن”.

في الجانب الحقوقي والإعلامي، كانت أهم الأخبار المتداولة، ما يتعلق بإغلاق 45 صحيفة و16 شبكة تلفزيون وثلاث وكالات أنباء و23 إذاعة و15 مجلة و29 دارًا للنشر، وصدور 89 مذكرة توقيف بحق صحفيين أتراك “معارضون لأردوغان”. وهذه الصورة الخبرية السلبية للأوضاع في تركيا، انعكست على مواد الرأي؛ حيث مالت إلى انتقاد أردوغان، والتأكيد على أن تركيا في أزمة حقيقية.

يوم 27 يوليو، كتب ماجد الشيخ في “الحياة” اللندنية، تحت عنوان: “أنقرة وأزمات الدولة المريضة”، يقول إن الانقلاب الفاشل لم يكون هو أزمة في حد ذاته، وإنما هو أحد أهم أوجه الأزمة التي تعاني منها تركيا (5).

وقبل توصيفه للأزمة، يتهم النظام التركي بالتسبب فيها؛ فيقول:

“الأزمة المتراكمة والمضافة، في الدولة الحائرة بين هوياتها المتنافرة، تجعل من تركيا اليوم حقل تجارب سياسية لدى النـظام، وحقول تجارب مختلفة لدى المؤسسة العسكرية من جهة، و«رأسمالية الدولة» الموازية التي تهيمن على العديد من القطاعات الواسعة من الاقتصاد وبنى المجتمع المدني والتعليمي والجامعي، من قبيل «حركة الخدمة» بزعامة فتح الله غولن، ومن قبيل تلك المؤسسات التي طورها الجيش في شكل مستقل داخل الاقتصاد الوطني، من جهة أخرى”.

ويتوقع تكرار المحاولة الانقلابية بسبب أن:

“هذا كان الانقلاب والانقلاب المضاد، رأس سنام الاختلال الفاحش الذي بات يعانيه مجتمع الدولة والمجتمع المدني والقضائي والأكاديمي والاقتصادي والاجتماعي، وبالطبع من ضمنها المؤسسات العسكرية والأمنية، وهذه الأخيرة هي التي استطاعت أو حاولت التعبير عن ضيمها وتبرمها وضيقها، فلم تفلح هذه المرة، الأمر الذي سوف يبقيها على حافة «الانفجار»، كلما سنحت لها الفرصة، لا سيما وأن انقلاب السلطة المضاد سوف يخلق العديد من حالات الضيق والتبرم بالأحكام التي يمكن أن تصدر، ومنها أحكام الإعدام في حال تمّ تشريعها من قبل البرلمان”.

خالد غزال كتب في نفس التاريخ والمصدر، مقالاً بعنوان: “هل تتجه تركيا إلى حرب أهلية؟”(6)، قال فيه إن الحديث عن أخطار حرب أهلية زاحفة في تركيا ليس تكهنًا يقع خارج التوقعات، ولكن الأخطار قائمة وتتسبب فيها السياسة التركية بعد الانقلاب، والتي تبدو كأنها “انقلاب على الانقلاب” على حد قوله “فكأن رجب طيب أردوغان كان ينتظر تلك اللحظة لينقض على أخصامه في الداخل”. ويعدد العوامل التي قد تسهم في تحقيق هذا الاحتمال، حرب أهلية في تركيا، فيقول إنها:

1. حملة التطهير الواسعة التي طالت عشرات الآلاف من الموظفين في قطاعات التربية والإعلام والوظائف الإدارية والقضاء، بحيث بدا الأمر مستهجناً، في داخل تركيا وخارجها.

2. نمط السلوك مع الجيش التركي وقادته؛ وأن هناك تناقضًا لا يزال قائمًا بين الجيش وحزب العدالة حول التوجهات السياسية في البلاد. ويقول في ذلك:

“.. سعى أردوغان طوال حكمه إلى «قص أجنحة الجنرالات». إذا كان نجاحه محدوداً حتى الآن بدليل المحاولة الانقلابية، فإن أردوغان يعتبر ان الفرصة قد حانت لتصفية موقع الجيش في السلطة. وعلى رغم أن الجيش لم يستجب بالكامل للانقلاب، بل هو الذي أفشل حركة الضباط، إلا أن مسلك أردوغان ورجالاته في إذلال الجنرالات خلال اعتقالهم كما بدا في وسائل الإعلام، سيترك جرحاً عميقاً داخل الجيش”.

3. “همجية السلطة في مواجهة القوى السياسية المعارضة ووسائل الإعلام، والعمل على إلغاء أي حيز من الحريات السياسية”، بحسب قوله.

ويختم الكاتب اللبناني مقاله بالقول:

“يخطئ أردوغان إذا افترض أن الانجراف في القمع وتشديد قبضة الديكتاتورية سيؤمن له الاستقرار في البلاد، فما يقوم به هو أقصر الطرق لزج تركيا في حال من الفوضى. فممارساته ستمس النسيج الاجتماعي، وهو أمر قد حصل نسبياً، وستخلق القلق لدى القوميات التي تتكون منها تركيا وتزيد من هواجسها. إن الدولة التركية «العميقة» سائرة إلى أن تصبح على مثال الدول القمعية وغير المستقرة. لقد سقط حتى الآن القسم الكبير من الادعاءات الديموقراطية لحزب العدالة والتنمية، ولا شك في ان الانقلاب الأخير وما يتبعه من إجراءات حكومية سيجهز على ما تبقى من هذه الادعاءات”.

وفي مقابل هذه التوجه كانت هناك بعض المقالات التي أشادت بسياسات تعامل الحكومة التركية مع الموقف بعد الانقلاب. ومن بين المقالات التي مالت إلى هذا الاتجاه، مقال بقلم عبد الإله السعدون، في “الجزيرة”، بعنوان: “تركيا المتغيرة.. وتداعيات الانقلاب الفاشل!”، قال فيه:

“تلازمت إجراءات الحكومة السياسية والاقتصادية الحكيمة مع إعطاء اهتمام عالي بالناحية الأمنية ومنح المحافظين سلطات رئيس الحكومة بدلاً عن القادة العسكريين، كما كانت العادة في إعلان الحكم العرفي سابقاً.. ومن التداعيات الإيجابية للانقلاب الفاشل التفاف كافة الكتل السياسية باختلاف فكرها السياسي والتي كانت تتناحر سابقاً توحدت في صف وطني واحد محققة مصالحة وطنية لم تشهدها تركيا طيلة عمر الجمهورية الأولى ملتفة حول العلم التركي رمز الدولة والوطن.

الحياة السياسية التركية تنتظر حالة فريدة من المخاض السريع الذي سيولد متغيرات داخلية وخارجية متناسبة بحجم الأحداث الجسام التي عاشتها تركيا الدولة والشعب منذ ليلة الخامسة عشرة من يوليو الصعبة حتى نهاية فترة حالة الطوارئ الحالية”.

كذلك كتب “عبد العزيز الغامدي” في “الوطن” تحت عنوان: “تركيا الشعب في مواجهة الوعظ الدولي”، ينتقد فيه الانتقادات الغربية لأردوغان على خلفية الإجراءات التي تبناها بعد الانقلاب الفاشل (7). ومن بين العبارات المهمة في الموضوع، خاتمته التي جاءت بعد تطواف على المواقف الأوروبية والأمريكية من المحاولة الانقلابية:

إن ردود الأفعال هذه وغيرها مما لم يؤتَ على ذكره، أظهرت أن الترحيب بخيارات الشعوب يأتي حارًا إذا ما انسجم مع مصالح قلة من اللاعبين الدوليين، وأن صغائر “الشخصنة”، والتضحية بتجارب تنمويّة مجتهدة للإطاحة برئيس مُنتخب، هي من سمات عالَمٍ لم يعد التنكيل بالمبادئ أقل أمراضه شيوعًا”.

ثانياً: تطورات السياسة الداخلية:

1ـ خبر عممته وكالة “واس” على الصحف السعودية التي تصدر داخل المملكة، بتقليد وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله، وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة لذوي “شهداء الواجب” من ضباط قوات الحرس الوطني في منطقة نجران.

2ـ إعلان وزارة التعليم أن المقاعد المتاحة للعام الحالي في الجامعات تجاوزت 264 ألف مقعد للطلاب السعوديين في 28 جامعة سعودية، وذلك في مسارات الانتظام والانتساب والتعليم الإلكتروني. وهذا يعني استيعاب الجامعات السعودية لنحو 75% من عدد الطلاب والطالبات من خريجي المرحلة الثانوية لهذا العام في نسبة مقاربة لنسبة القبول في العام الماضي، إضافة إلى المقاعد التي توفرها الجامعات والكليات الأهلية، والمقدَّرة بنحو 15 ألف مقعد إضافي.

3ـ دشنت “أرامكو”، يوم الخميس، 28 يوليو، أكبر منصة لأعمالها البحرية تم تصنيعها في ميناء الملك عبد العزيز بالدمام؛ حيث سيتم تثبيتها في حقل المرجان المغمور بمياه البحر الأحمر. وستستقبل المنصة إنتاج ثماني منصات بحرية أخرى تحتوي على آبارٍ للزيت، يتم نقله عبر الأنابيب إلى المعمل رقم 2 لفرز الغاز من الزيت في حقل المرجان، كما ستعمل على توزيع الجهد الكهربائي الذي يصلها إلى نفس المنصات الثماني عبر كابلات كهربائية مثبتة تحت سطح البحر.

4ـ أعلنت شركة “سابك”، تراجع صافي أرباح الشركة نحو 23.2 بالمائة في الربع الثاني من العام الجاري 2016م، وأكد الرئيس التنفيذي المكلف للشركة، يوسف البنيان، أن الشركة حرصت على تخفيض تكاليف الإنتاج لهذا السبب، وذلك من أجل التعامل مع المتغيرات السوقية، مبينًا أن هناك متغيرات خارجة عن إرادة “سابك” وتعمل على دراستها وأخذ الانعكاسات الإيجابية منها لتجنب كافة الانعكاسات السلبية.

5-الإسلام السياسي والإخوان المسلمون، والفكر المتطرف:

يمكن القول إنه بات يصعب الفصل بين هذَيْن الملفَّيْن، الإسلام السياسي والإخوان، والفكر المتطرف بما في ذلك ملف “داعش”، داخل الإعلام السعودي؛ حيث صار الربط بين الطرفَيْن هو الأساس. نبدأ بمقال من “الجزيرة” للكاتب عبد العزيز السامري، بعنوان: “الجماعة المحظورة.. تقاوم!”؛ حيث يحكي فيه الكاتب تجربته مع الإخوان المسلمين، ويقارنهم بجماعة الإخوان المسيحيين التي ظهرت في بريطانيا في القرن التاسع عشر على يد شخص يُدعى إدموند رايس، ويقول إن الجماعة تقدم نموذجًا إقصائيًّا تكفيريًّا، كما يعيب عليها انتقادها للسلفيين و”كراهيتها” لهم (8). فيقول أولاً “من واقع تجربته” مع الإخوان:

“كانت دهشتي عندما اكتشفت كمية العداء بينهم وبين السلفيين، والذي يصل في بعض الأحيان إلى العراك بالأيدي حول الظفر بالمواهب من الشباب، الذين يتمتعون بخصائص الطاعة وسمات القيادة، وعندما سألت بعضهم عن سر العداء بينهم وبين السلفيين، وخصوصاً أنهم مسلمون، والإسلام رسالته عظيمة وشاملة، كان الجواب مبهماً..، ولم أكتشف السبب إلا لاحقاً”.

ويقول إن الإخوان:

“يواجهون اليوم تحدياً كبيراً وهجوماً كاسحاً من قبل الحكومات، التي تعتقد أنهم بتنظيمهم السري يشكلون خطراً على المجتمعات الآمنة، ولهذا تم تصنيفهم على أنهم جماعة إرهابية، ولا يزال أعضاؤها يصارعون ذلك بالخطاب التعبوي في وسائل الإعلام الاجتماعي، لكنهم يظلون جماعة غير شفافة، وتعمل على طريقة التنظيمات السرية في توجيه قدراتها في المجتمع”.

ثم يختم مقاله بالقول:

“تقدم الجماعة صورة مدنية لجماعة المؤمنين الذي لهم حق الولاية دون غيرهم، وكنت قد كتبت أكثر من مرة أن عليهم الخروج عن فكرة «الإخوان المسلمون»، وإلغاء المسمى، وذلك لما فيه من تبعية للنموذج المسيحي، ويحمل أحكاماً إقصائية تكفيرية ضد الآخرين، وذلك لأن الأخوة في الإسلام لا يمكن اختزالها في حزب سياسي، ولأنها مفهوم شامل لجميع المسلمين بدون استثناء، كما يحتاجون لإجادة ثقافة الاندماج في أوطانهم بدون ولاءات خارج الحدود”.

من “الجزيرة” أيضًا نقرأ للكاتب حمزة السالم، مقالاً بعنوان: “رحلةٌ في فكرٍ رضيع متشدد”، يحاول فيه تفنيد بعض المقولات الأساسية لتيار السلفية الجهادية العنيف، ومخالفتها للقرآن الكريم وصحيح السُّنَّة النبوية (9).

ومن الفقرات المهمة في المقال؛ حيث يشبه فكر هؤلاء بالفكر الكَنَسِي التقليدي الذي كان سائدًا في القرون الوسطى، في أوروبا؛ فيقول:

“والعجب أن هؤلاء لم يلحظوا بأنهم هم من تشرب حتى الثمالة ثقافة الكنسية والكهنوت النصراني المتُشدد ويفكرون بفكرها. فتراهم يُرجعون كل قرارات الدولة والمجتمع إلى الفقهاء. فجعل الأمة رجال دين ورجال لا دين؟ فمن أين له الدليل الشرعي على ذلك، وهذا ما لم يكن عليه عمل الرسول وأصحابه، وبه ضل النصارى وذمهم الله فيه وبه تفرقت المسلمون إلى طوائف وفرق مبتدعة وضالة. وجاء الدليل صريح في التحذير من ذلك. والتحريم أشد جرما من التحليل، أتخذوا أحبارهم أربابا؟ وصدق النبي لا كذب «لتتبعن سنن من قبلكم»، الحديث. فأعظم سنة للنصارى، تَحكُم كنيستها في الدين وفي قرارات الدولة والمجتمع”.

أما الكاتب أحمد الفراج، والمعروف عنه عداؤه الشديد للإخوان والإسلام السياسي، فقد قال في مقال له تعقيبًا على بعض ردود الفعل من جانب بعض علماء الدين على الانقلاب الفاشل في تركيا (10):

“يا للهول، فقد اطلعت على تسجيل صوتي لشيخ سلفي معروف، أفتى فيه بأن أي شخص فرح بانقلاب تركيا فهو «كافر»، ولم أصدق ذلك في بداية الأمر، ليقيني التام بأنه لا يمكن لرجل دين أن يكفر أحداً لمجرد موقفه من انقلاب في دولة تفخر بعلمانيتها، ويرأسها زعيم يعتز بعلمانيته، وعلمانية دولته، ولذا فقد تريثت، وسألت من أثق بهم، الذين أكدوا ذلك، وفي ذات الأثناء نشر الحزبيون السعوديون تلك الفتوى، وأشادوا بها، ولا يبدو أن لهذا الجنون الحزبي نهاية، فكل يوم يأتينا جديد مما لا يمكن أن يتخيله عقل بشري لديه الحد الأدنى من القدرة على التفكير”.

ويضيف:

“المثير للسخرية أن سياسيين ومثقفين أتراك طالبوا إخوان الخليج أن يتوقفوا عن دس أنوفهم في الشأن التركي، وبلغ الأمر درجة أن مواطناً تركياً كتب لإخواني سعودي عبارات مهينة، كان من ضمنها كلمة «اخرس»، ولم يزد ذلك إخوان المملكة إلا إصراراً، بلغ مرحلة تكفير من يعارض تركيا وزعيمها والعياذ بالله”.

ويمضي المقال على هذا المنوال؛ حتى يختمه بالقول:

“لقد جاوز الحزبيون السعوديون المدى، وكلما ظننا أن موقفهم السلبي والحاد من بلدهم سيتوقف عند حد، كلما باغتونا بجديد لا يخطر على بال بشر، فقد أصبح وضعهم صعبا ومحزنا، وبات الناس يتندرون عليهم، وعلى تناقضاتهم، وتبريراتهم، وطالما وصل الأمر للتكفير على الظن، فلا يمكن أن يتوقع أحد خطوتهم القادمة، بعد أن أعلنوا ولاءهم التام لدولة أجنبية، ولزعيمها، بلا لبس ولا مواربة، وبعد أن سرق كاتب إخواني سعودي لقب «زعيم الحزم» من ملك هذه البلاد، ومنحه لزعيم تركيا”.

أما عبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ، فقد كتب في “الرياض” تحت عنوان: “داعش.. باطنية جديدة لماذا الدواعش يعشقون القتل؟”(11)، يستعرض فكر “داعش” والمنتمين لها على خلفية سلسلة العمليات الأخيرة التي ضربت أوروبا.

وربط الكاتب في مقاله بين فكر “داعش” وفكر التنظيمات الشيعية الهدامة التي ظهرت في القرون الماضية، ومنها فرقة “الباطنية” التي ظهرت بين القرنَيْن الخامس والسابع الهجريَّيْن.

ويستغل الكاتب ذلك في التشهير بإيران بطبيعة الحال، فيقول:

“إن المتمعن جداً في سيرة وأفعال داعش اليوم سيدرك أنها باطنية جديدة وصناعة فارسية صفوية مجوسية تحمل عداء واضحا للإسلام والمسلمين من خلال هذه الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام كما كانت عليه فرقة الباطنية”.

ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:

1-القمة العربية في نواكشوط:

لم تحضر المملكة القمة، لذلك لم يركن الإعلام السعودي كثيرًا إلى نقطة حضور ستة فقط من “القادة” العرب للقمة التي تم اختصارها في يوم واحد، الإثنين 25 يوليو 2016م، بدلاً من يومين. لذلك كانت أغلب التناولات تتعلق بنتائج القمة فيما يتعلق بانتقاد التدخلات الإيرانية في الإقليم، وفشل النظام الإقليمي العربي بشكل عام في الحفاظ على مصالح الأمن القومي العربية.

2-الأزمة السورية:

فيما يخص خبر إعلان انفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة، وإعلان زعيم الجبهة، أبو محمد الجولاني عن تغيير اسمها إلى “فتح الشام”، بالرغم ما لذلك من تأثيرات على الأرض فيما يخص الحرب السورية؛ لم يكن محط اهتمام الإعلام السعودي العام إلا في الجانب الإخباري، ولكنه كان محط اهتمام بعض المصادر الصحوية. ومن بين هذه المواقع، موقع “الإسلام اليوم” الذي نشر تقريرًا يوم 29 يوليو حول الأمر (12)، نقل فيه عن سياسيين وإعلاميين “ترحيبهم” بفك ارتباط “النصرة” بـ “القاعدة”، وإعلان دعوتهم إلى “دعم الخطوة”، باعتبارها مهمة لتوحيد المعارضة السورية المسلحة.

وكان من بين من نقل عنهم الموقع، الإعلامي السعودي جمال خاشقجي؛ حيث قال على حسابه في “تويتر”: “نوت النصرة غير مرة على اتخاذ هذه الخطوة الصحيحة ثم تراجعت، عسى أن تعزم أمرها هذه المرة وتفعل من أجل سوريا”.

في المقابل، عاد ملف حصار مدينة حلب لكي يحتل صدارة الاهتمام في ظل الحصار الذي يضربه النظام السوري على المدينة، وخصوصًا الأحياء الشرقية منها؛ حيث سيطرة المعارضة السورية المسلحة. فكتبت رندة تقي الدين، في مقالها في “الحياة” اللندنية، بعنوان: “إنقاذ حلب والمدن السورية”(13)، عن نداء الاستغاثة الذي وجهه الأطباء والمسؤولون عن القطاع الطبي والممرضون في مدينة حلب، بعد تنامي قصف النظام السوري والطائرات الحربية الروسية عليها، بعد قطع خطوط الإمداد عنها؛ حيث يوجد 250 ألف مدني.

وقالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و”نظام المرشد الإيراني” و”حزب الله” “يتحملون مسؤولية كبرى عن استمرار هذه الحرب المدمرة ومحاصرة المدن السورية وقصف المستشفيات والأطباء والأطفال والمدنيين”.

تغطيات قناة “العربية” في هذا الصدد، وخصوصًا في التقارير الحية التي تستضيف معلقين، مالت إلى انتقاد السياسات الأمريكية، وتحميلها مسؤولية ما يجري. ومن بين أبرز الانتقادات التي وُجِّهَت إلى السياسات الأمريكية في هذا الصدد، كانت تواؤم واشنطن مع النظام الإيراني ومصالحه في المنطقة، وهو ما كان على حساب الحرب في سوريا.

3-الملف الإيراني:

بجانب التناولات التقليدية للسياسات والمواقف الإيرانية، كان هناك تقرير مهم نشرته “عكاظ”، يتعلق بنشاط التشيُّع الذي تقوم به إيران من خلال المناهج الدراسية(14)، أعادت فيه نشر ما نشرته صحيفة “القبس” الكويتية، حول التمدد الإيراني الثقافي في العالم العربي، وكشفت فيه الصحيفة أن ديوان الخدمة المدنية في الكويت وافق على طلب وزارة التربية “باستحداث وظيفة رقيب مطبوعات في المدارس الإيرانية”، لمراجعة الكتب المنهجية الواردة باللغة الفارسية، التي تصل كميتها إلى 25 ألف نسخة كل عام دراسي، الأمر الذي أثار حفيظة السفارة الإيرانية في الكويت.

وبحسب الصحيفة الكويتية وأعادت “عكاظ” نشره، فإن ثمة أسبابًا لم تُعلَن دفعت إلى صدور هذا الطلب، ولكن هذا الموضوع يفترض أن يكون تحت سيطرة الوزارة منذ سنوات، ومناهج أخرى حتى في المدارس الحكومية. وأشادت الصحيفة بموقف الحكومة الكويتية بمراقبة المناهج الإيرانية “ذلك أن الاختراق الإيراني نجح في سورية التي تحولت فيما بعد إلى واحة إيرانية ترتع بها المدارس الإيرانية وما يسمى بالحوزات الدينية في قلب العاصمة دمشق، وهذا ما دفع رجل الدين الإيراني مهدي طائب، إلى القول إن لسورية أهمية أكبر من أهمية إقليم «الأهواز» ذي الأغلبية العربية، وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال إن سورية هي المحافظة الـ 35 لإيران”.

وذكرت أنه “لا تتوقف المحاولات الإيرانية للتغلغل من خلال المناهج الدراسية في الكويت وسورية، بل تتجاوز إلى الدول العربية الأخرى، فالجزائر اليوم أيضا على قائمة الاستهداف الإيراني، فالسفارات الإيرانية تعمل على تصدير ما يسمى بالثورة الخمينية، ويجري ذلك من خلال الملحق الثقافي الذي يعمل على صناعة خلايا شيعية في البلد التي يوجد فيها، إذ يتم تمويلها وتنظيم زيارات لعناصر منها إلى طهران وقم، وخلال هذه الزيارات يلتقون بالمخابرات الإيرانية ورجال الدين، وهناك يتم تدريبهم على خطة معينة لنشر التشيّع في البلاد”.

رابعاً: القضايا المصرية:

من بين القضايا المصرية التي كانت محلاً لاهتمام وسائل الإعلام السعودية خلال الفترة التي يتناولها التقرير:

1. إعلان وزارة الخارجية المصرية، الخميس، 28 يوليو، أنه “في إطار المساعي لتعزيز الاستقرار في ليبيا ودعم الحلول السياسية على الساحة الليبية، فقد استضافت القاهرة يومي 26 و27 يوليو الجاري عدة اجتماعات ضمت رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج وعددًا من أعضاء المجلس الرئاسي”.

وأشار بيان الخارجية المصرية، الذي نشرته الصحف السعودية، إلى إن تلك الاجتماعات “تأتي لإفساح المجال نحو تقريب وجهات النظر عبر حوار ليبي لإيجاد الحلول المناسبة حفاظاً على مصالح الشعب الليبي وإزكاءً لدور مؤسسات الدولة الليبية واضطلاع كل منها بكامل مسؤولياتها للحفاظ على مقدرات الشعب الليبي وتمتع كافة أطيافه بحقوقهم بشكل متساو. وأكدت أن هذه السلسلة من الاجتماعات تعد بداية لاتصالات ولقاءات تهدف إلى دخول الليبيين في مرحلة جديدة من الوئام السياسي بين أبناء الوطن الواحد”.

2. تعليق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية على التسجيل الصوتي الأخير لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي أكد فيه على مشروعية خطف الغربيين وإن كانوا مدنيين، وذلك في سبيل مبادلتهم بالمعتقلين المسلمين في دول الغرب. وقال المرصد إن المؤشرات تشير إلى أن تنظيم القاعدة يعاني من نقص حاد في عدد المقاتلين والمنضمين حديثًا إلى التنظيم، وهو على ما يبدو الدافع وراء سعي التنظيم لاستعادة العناصر والمقاتلين خلف سجون النظم والحكومات المختلفة.

3. تحذيرات مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية من استغلال اليمين المتطرف فى أوروبا للحوادث الإرهابية التي جرت مؤخرًا في ألمانيا وفرنسا ليزيد من حملات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين واللاجئين، ليحقق مكاسب سياسية في سباقه نحو السلطة.

4. بدء وفد مصري الثلاثاء 26 يوليو، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو لاستعراض آخر نتائج التحقيقات الخاصة بحادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء، حاز كذلك على اهتمام المصادر السعودية. وضم الوفد وزير الطيران شريف فتحي، والنائب العام المستشار نبيل صادق، والطيار أيمن المقدم، رئيس لجنة التحقيقات في حادث الطائرة الروسية.

المصادر السعودية أشارت إلى أن وزير الطيران المصري قد زار روسيا الأسبوع الماضي لبحث عودة السياحة الروسية مرة أخرى إلى البلاد، والعمل على صياغة اتفاقية بين الحكومتين في مجال سلامة الطيران المدني. كما أشارت إلى زيارة رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، موسكو في منتصف يوليو الجاري، وأبلغ الجانب الروسي أن مصر نفذت 85 بالمائة من مطالب الجانب الروسي الخاصة بأمن الطيران.

5. اهتمت الصحف والمصادر السعودية بخبر ارتفاع الدولار الأمريكي الكبير أمام الجنيه المصري، وتوقفت عند بلوغ الدولار 12 جنيهًا في السوق السوداء، مع تصريحات لمتعاملين في سوق الصرافة بشأن أن الدولار سيتجاوز هذا الرقم خلال الأيام القادمة ما لم يتدخل البنك المركزي المصري لطرح عطاءات دولارية يومية بمبالغ كبيرة لتلبية استيراد السلع الإستراتيجية، وتقديم رؤية اقتصادية شاملة تتضمن تنشيط عجلة النمو في قطاعات السياحة والتصدير وتحويلات المصريين في الخارج.

7. أشارت مصادر سعودية (15) إلى أن الاقتصاد المصري يشهد منذ أشهر انخفاضًا في عائداته من النقد الأجنبي، على خلفية تراجع الحركة السياحية وتباطؤ الإيرادات من قناة السويس. وفي هذا السياق، أوضحت الحكومة المصرية أنها تستهدف “تمويل برنامجها الاقتصادي بنحو 21 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، من أصله 12 مليارًا من صندوق النقد الدولي.

8. في ملف الطالب الإيطالي القتيل، جوليو ريجيني، نشر موقع “الإسلام اليوم”، تفاصيلاً (16)، بشأن ما نشرته قناة تلفزيونية إيطالية خاصة باسم “La7″، ومقرها روما، الخميس، 28 يوليو، نقلاً عن مصادر في العاصمة المصرية القاهرة، لم تكشف عن هويتها، أن تحليل تسعة من سجلات الاتصالات الهاتفية الجوالة في منطقة تواجد ريجيني، قبيل اختفائه، من قبل النيابة العامة في القاهرة، أظهر أن الأخير “كان متابعًا من قبل خمسة من رجال الشرطة المصرية يوم اختفائه في 25 يناير الماضي”.

وأضافت القناة أن “عناصر الشرطة الخمسة كانوا جنبًا إلى جنب مع ريجيني عندما صعد إلى عربة في مترو الأنفاق بمحطة البحوث (غرب القاهرة) قرابة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي بمصر، قبل أن يُفقد أثره؛ حيث كان متوجهًا إلى ساحة التحرير في قلب القاهرة للقاء صديق له”.

واعتبر التقرير الإخباري للقناة الإيطالية أن النيابة العامة المصرية يفترض أن تستدعي العناصر الذين رافقوا ريجيني يوم اختفائه للاستجواب، وتحري حقيقة ما حصل.

9. نشرت مواقع صحوية، من بينها “الإسلام اليوم”(17)، تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال حفل بمنزل السفير المصري بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لانقلاب 23 يوليو 1952م، وصف فيها معاهدة السلام بين البلدين بأنها “مرساة للاستقرار والأمن في منطقتنا”. وقال في كلمة ألقاها في الحفل “أود أن أشكر الرئيس السيسي على زعامته وجهوده لدفع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وفي الشرق الأوسط الأوسع”. وأشار الموقع في تغطيته لكلمة نتنياهو، إلى زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الأخيرة إلى إسرائيل، وهي الأولى من نوعها منذ تسعة أعوام.

10. صحيفة “عكاظ” نشرت تقريرًا عن احتفالية أقامتها لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة المصرية، في ذكرى انقلاب 23 يوليو 1952م، وتأثيرها على حركة الأدب، وذلك من خلال ندوة “ثورة يوليو والأدب”، بمشاركة عدد من الأدباء والنقاد (18). واهتمت الصحيفة بنشر شهادات عدد من الأدباء والنقاد حول “دور ثورة يوليو في توجيه الأدباء إلى الاهتمام بفكرة العدالة الاجتماعية وإقامة العدل والقضاء على الفقر”.

11. أشارت وسائل إعلام سعودية إلى موافقة لجنة الخطة والموازنة فى البرلمان المصري يوم الإثنين، 25 يوليو، على اتفاق التعاون الجمركي بين مصر والمملكة، وتهدف الخطة إلى تطوير أوجه التعاون المشترك بين البلدين فى المجال الجمركي، ونصت الاتفاقية على أن يخضع دخول البضائع المحلية والأجنبية المصدرة والمعاد تصديرها للأنظمة والقوانين والاتفاقيات لتوطيد العلاقة بين البلدين أو التي يكون طرفا فيها.

12. إعلان وزيرة التعاون الدولي في مصر الدكتورة سحر نصر، أن القاهرة ستتسلم خلال الأيام القادمة الشريحة الثانية من المنحة السعودية البالغة قيمتها 500 مليون دولار، أي ما يعادل 1٫87 مليار ريال؛ لتمويل مشاريع تنموية عدة في مجالات المياه والصرف الصحي، وصوامع تخزين الغلال، ومشروعات البنية التحتية، وذلك في إطار تعزيز البرنامج الاقتصادي المصري بإجمالي 2.5 مليار دولار، الذي وقع في أبريل خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة.

وقالت الوزيرة في تصريحات لصحيفة “عكاظ”: “البرنامج الاقتصادي المصري، الذي تتبناه السعودية يتضمن تخصيص 1.5 مليار دولار للمساهمة في تنمية شبه جزيرة سيناء من خلال الصندوق السعودي للتنمية، بهدف تمويل مشاريع عدة خلال المرحلة الأولى، على رأسها مشروع جامعة الملك سلمان بن عبد العزيز بمدينة الطور، وإنشاء عدد من الطرق المهمة لربط سيناء بباقي المحافظات، إضافة إلى التجمعات السكنية، الزراعية، المستشفيات، المدارس”.

وكان مجلس النواب في مصر، قد ناقش تقارير لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بشأن ستة اتفاقيات مع المملكة في مجال التنمية، وهي بجانب اتفاقية المنحة السابقة، اتفاقية التعاون في مجال النقل البحري والموانئ بين الحكومتين المصرية والسعودية، وقرض مشروع توسعة محطة كهرباء غرب القاهرة الموقعة بين الحكومة المصرية والصندوق السعودي للتنمية، واتفاقية قرض مشروع تطوير مستشفى قصر العيني، فضلاً عن إقرار اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي، واتفاقية الضرائب على الدخل بين حكومتَيْ مصر والمملكة.

13. أعلن رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر اللواء هشام أبو سنة توقيع عقد بين عدد من المستثمرين السعوديين وجمعية رجال أعمال دهب؛ لربط مدينتَيْ تبوك السعودية ودهب المصرية الواقعة جنوب شبه جزيرة سيناء، وإنشاء ميناء يخوت ومجمع سكني في دهب باستثمارات 400 مليون دولار، وأوضح أن المشروع يستهدف تشغيل خطوط سياحية منتظمة؛ لكون المسافة بين المدينتين لا تتعدى نصف ساعة.

14. “تيران وصنافير مرة أخرى”(19)، كان عنوان مقال للكاتب عبد الله إبراهيم العسكر، نشرته صحيفة “الرياض”، نقل فيها الكاتب بعض النقاشات التي تتم في مصر في الوقت الراهن في صدد هذه المسألة، وذكر أن الحكومة قد أحالت الاتفاقية الخاصة بترسيم الحدود البحرية بين البلدين، إلى مجلس النواب المصري، بعد اعتراض الحكومة المصرية على قرار محكمة القضاء الإداري والقاضي ببطلان الاتفاقية، وبشرعية الجزيرتين لمصر.

الكاتب انتقد جدل العوام وبعض النخبة في مصر في هذه المسألة وعاد وكرر ثوابت الخطاب السعودي في هذه المسألة، في صدد تبعية الجزيرتَيْن للمملكة، واستدلاله بوثائق مصرية تؤكد وجهة نظره، مشيرًا إلى أن البُعد العاطفي هو المسيطر على النخبة والعوام في مصر في هذا الشأن.

15. ملف الاقتصاد المصري المتداعي كان حاضرًا في أكثر من اتجاه؛ حيث نشرت صحيفة “الحياة” في الإطار، تقريرًا موسَّعًا بعنوان لافت، وهو: “الخطة الاقتصادية للحكومة المصرية تثير مخاوف من اضطرابات”(60)، قالت فيه إن إعلان الحكومة المصرية نيتها الحصول على قرض كبير من صندوق النقد الدولي لتمويل خطتها لمواجهة الوضع الاقتصادي المتدهور، تثير مخاوف من اضطرابات اجتماعية بسبب الإجراءات التي قد يفرضها الصندوق وقرارات زيادة الضرائب التي ستطبق قريباً إضافة إلى تراجع قيمة الجنيه. ونقلت عن مسؤول أمني قوله إنه متخوف من أن تؤدي الإجراءات الحكومية إلى “مفاقمة أوضاع الفقراء، ما قد تتبعه اضطرابات اجتماعية سيقع على عاتق رجال الأمن مواجهتها”.

وذكرت الصحيفة أن تلك المخاوف تدور في ذهن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “الذي يضع الأمن أولوية قصوى منذ توليه منصبه”؛ حيث شدد خلال اجتماعه الأربعاء 27 يوليو، مع وزراء المجموعة الاقتصادية في الحكومة على ضرورة “اعتماد مقاربات توازن بين الإجراءات الإصلاحية والتوسع في برنامج الحماية والمساندة الاجتماعية”.

وشهدت أسعار السلع والخدمات ارتفاعات غير مسبوقة خلال الأيام الماضية في مصر بحسب تقرير الصحيفة، بفعل وصول سعر الدولار في السوق الموازية إلى مستويات غير مسبوقة، بالتزامن مع مناقشة البرلمان قانون “ضرائب القيمة المضافة”، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أصوات ساخطة على الحكومة، وزاد من حدة الانتقادات لسياسات السيسي نفسه.

ونقلت الصحيفة كذلك تصريحات لنواب مصريين، من بينهم رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، النائب محمد أنور السادات، والذي طالب الحكومة والبرلمان بـ “ضرورة إجراء حوار مجتمعي عام يشارك فيه كل الشعب فيما يخص برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي المزمع الاتفاق عليه مع صندوق النقد”؛ حيث لفت إلى أن تمويل الصندوق «لن يكون مجانياً، بل سيأتي في إطار الاتفاق مع الحكومة على حزمة من الإجراءات المالية والاقتصادية التي ستسبب بكل تأكيد معاناة جسيمة لفئات الشعب كافة.

وتوقع النواب أن تتضمن هذه الإجراءات خطة لتعويم الجنيه أمام الدولار، وطرح حصص من الشركات العامة والأصول الحكومية للبيع للمستثمرين الأجانب، وفرض مزيد من الضرائب، وتقليص الرواتب الحكومية، وخفض كبير للدعم على المحروقات والطاقة والخدمات العامة، وغير ذلك من الإجراءات.

في نفس الاتجاه، نشرت “الحياة” مقالاً للكاتب المصري، محمد صلاح، بعنوان: “«تسقيع» الأخضر!”(21)، تناول فيه أزمة الدولار، وقال فيه إن الحكومة المصرية لم تصدر أي قرار، ولم تتخذ أي إجراء، ولم تقع كوارث أو حوادث أو متغيرات محلية أو إقليمية أو دولية تبرر الارتفاع الحاد في أسعار العملات الأجنبية عمومًا والدولار خصوصًا، إلا تصريح قصير أدلى به محافظ المصرف المركزي، طارق عامر في مجلس النواب، أشار فيه إلى أن تعويم الجنيه المصري “سيتم في الوقت الذي يحدده المصرف المركزي”، ردًّا على مطالب بعض الخبراء بتعويم العملة المصرية، لكن كلام عامر دفع الناس إلى الإسراع بـ”لَمِّ” الدولار من السوق و”تسقيعه”.

الأمر لم يمر من دون اتهام الإخوان المسلمين في مصر بالتسبب في جزء من الأزمة؛ حيث قال:

“تابع الناس حملة ممنهجه جيشت لها جماعة «الإخوان المسلمين» لجانها الإلكترونية ووسائل إعلامها والقنوات المتحالفة معها لصب مزيد من الزيت على نار الدولار، علماً أن للجماعة خبرات واسعة في الإتجار بالعملات الأجنبية حيث يمتلك عدد غير قليل من قادتها ورموزها شركات للصرافة ولديهم آليات تجعلهم يستطيعون التأثير في السوق. كان هناك أيضاً الناشطون ورموز النخب المتأثرون بخروجهم من المشهد السياسي والذين لا يفوتون فرصة للإساءة إلى الحكم إلا استثمروها، وهم أنفسهم الذين كانوا وجهوا رسائل ونشروا تغريدات ووقفوا أمام سفارات دول أجنبية في القاهرة ليحثوها على منع سياحهم من المجيء إلى مصر”.

وختم مقاله بالدفاع عن السيسي ونفي مسؤوليته عن هذا الأمر؛ حيث قال:

“في المقارنة بين سعر «الأخضر» وأحوال الاقتصاد ومستوى الأسعار والتضخم وتآكل العملة المحلية في عهدي السيسي ومبارك تبدو المخالفة واضحة، فالأول لم يتسلم الحكم من الثاني وإنما جاء رئيساً بعد ثورتين وأحداث صاخبة وفوضى وارتباك سياسي ومحاولات لهدم الدولة وكوارث ضربت الاقتصاد كالإرهاب وسقوط الطائرة الروسية، وحكم جماعة سعت إلى «أخونة» الدولة على حساب الأمن والاستقرار والاقتصاد (..) الأخضر موجود بكثرة في السوق المصرية، لكن يتم «تسقيعه»، وسيعود لأن الدولة نجت من الربيع العربي، وما زالت قائمة”.

16. نشرت “عكاظ” تقريرًا عن تحفظات اقتصاديين مصريين أبدوها على هامش اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية الأخير مع السيسي بصدد مخاوفهم من النتائج السلبية للجوء مصر للسندات الدولية لسد الفجوة التمويلية، مع تفاقم الدين الخارجي للبلاد الذي سجل 53.4 مليار دولار بنهاية مايو الماضي، بجانب كساد سوق السندات الدولارية عالميًّا (22). وقالت الصحيفة إن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها وزارة المالية المصرية لهذه السندات؛ إذ سبق أن لجأت في يونيو 2015م، إلى نحو 1.5 مليار دولار في صورة سندات دولارية لمدة 10 سنوات.

ونقلت عن رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والإستراتيجية الدكتور رشاد عبده، قوله: “إن لجوء الحكومة لطرح سندات دولية خلال الفترة القادمة يعد من وسائل الحكومة لرفع حجم الاحتياطي النقدي للبلاد، لتدبير احتياجات المستوردين”، وأشار إلى أنها من أقصر الطرق لتوفير تلك الاحتياجات، دون انتظار وضع خطة إصلاحية طويلة المدى.

وأضاف: “لم يعد لدى الحكومة المصرية خيار سوى اللجوء لهذه السندات، في ظل تنامي الفجوة التمويلية، على رغم مخاطر هذه السندات، بسبب سعر الفائدة المقرر عليها، خصوصًا أن الحكومة تضطر إلى طرحها بسعر فائدة مرتفع ما يؤدي لتفاقم الدين العام الخارجي”.

17ـ نشرت صحيفة “الوطن” السعودية تقريرًا بعنوان: “خطبة النظافة تجدد الحرب الكلامية بين الأزهر والأوقاف المصرية”، حول قضية الخطبة الموحدة المكتوبة التي لا تزال تثير الكثير من الجدل داخل مصر (23). وذكرت الصحيفة في تقريرها إن وزارة الأوقاف في مصر جددت عزمها على المضي قدمًا في تطبيق نظام خطبة الجمعة الاسترشادية المكتوبة، في الوقت الذي اعترضت فيه هيئة كبار علماء الأزهر على ذلك.

وذكر تقرير الصحيفة، أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجه قيادات الأزهر بعدم الإدلاء بأية تصريحات إعلامية حول الخطبة المكتوبة، وذلك بعد ما حسمت هيئة كبار العلماء الموقف، وأعلنت رفضها للقرار بالإجماع في اجتماع ترأسه الطيب، ولكن أوساط برلمانية وتنفيذية مصرية قالت إن رأي الهيئة استشاري.

وذكر التقرير أن الخلاف امتد كذلك إلى دائرة المثقفين في مصر؛ حيث أشارت إلى رأي للدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، قال فيه إن الخطبة الموحدة المكتوبة “جمود فكري رغم أهدافها السامية إلا أنه يجب الاتفاق على نقاط محددة وتثقيف الخطباء ورفع مستواهم العلمي، وعندما يكون لديه مجموعة من العناصر يتناولها كل بأسلوبه وثقافته، أيضًا هناك فارق بين خطبة في القاهرة وأخرى في الريف أو الصعيد”.

موقع “الإسلام اليوم” علق على الأمر (24) بالقول إن فكرة استحداث صيغة “الخطبة المكتوبة”، تأتي بعد نحو عام من تطبيق “الخطبة الموحدة”، بعد سنوات طويلة كانت فيها هذه الرسالة “مرتجلة” تماماً من قبل الأئمة وإن كانت تحظى بنوع من الرقابة لمضمونها خاصة تلك الخطب التي يلقيها كبار المشايخ والأئمة لاسيما من غير موظفي وزارة الأوقاف.

وذكر أن الخطبة الموحدة المطبقة منذ نحو عام كانت تعتمد على تحديد موضوع الخطبة، وتقدم وزارة الأوقاف مادة دينية تدعمها، على أن تكون الخطبة عمومًا ارتجالية تدور حول الموضوع المحدد، وأن المعارضون من الخطباء يعتبرون أن قراءة ورقة موحدة في الخطبة سيؤدي إلى فقدان الثقة بالإمام، في حين يعتقد المؤيدون بأن تلك الخطبة “ستقضي على الإطالة، أو الخروج عن مضمونها، أو توظيفها لأغراض سياسية”.

18-ملف “الإخوان المسلمون” وتقاطعاته مع الموضوع التركي: كان هناك أكثر من مقال في هذا الصدد، من بينها مقال انتقد فيه يحيى الأمير، الدكتور محمد مرسي، والإخوان في المملكة والخليج ممَّن دعموه، واتهم الجماعة باتباع ولاءات خارجية (25). وقال في ذلك:

“لم يكن الرئيس الإخواني محمد مرسي أباً مثاليا ولا قائدا يحمل أيا من الصفات التي يمكن أن تجعل منه نجما جماهيريا، ورغم أن الدوائر الحزبية وفي الخليج تحديدا حاولت ذلك جاهدة إلا أنه ظل طيلة فترة حكمه مثالا للتندر والسخرية وخاصة في الداخل المصري، لكن ذلك لم يكن مهما فالنجم الحقيقي كان الجماعة وانتصارها ووصولها إلى سدة الحكم”.

ويضيف أن الإطاحة بمرسي – لم يسمه انقلابًا – قد أدت إلى: “حالة اليتم المفاجئة إلى حالة من الانكسار العاطفي التي بدأت البحث عن أب جديد، لا يهتم الحزبيون والحركيون بهذا الأب ولا بصفاته الحقيقية ولا حتى بما قد يتصادم مع ثوابت في معتقداتهم”. وقال إن البديل كان أردوغان، وأضاف أن:

“كان الرئيس التركي آنذاك -ولا يزال -من أكثر المشنعين على ثورة ثلاثين يونيو المصرية، ورغم أن ما حدث في مصر لا يمس تركيا من قريب ولا من بعيد وليست مصر دولة حدودية لتركيا ولم يصدر من القاهرة أي موقف معادٍ لأنقرة إلا أن الرئيس التركي ظل يعلن مواقف مناهضة للاستقرار المصري وبالتالي مناهضة لتوجهات بلدان الخليج التي باركت خيار الشعب المصري وباتت تصريحات أردوغان المعادية لمصر تتفوق -ربما -على تصريحاته المعادية لنظام بشار الأسد الإجرامي في جارته سوريا”.

وسار في مقاله على هذا النحو حتى اختتمه بالقول:

“لا الشعب ولا الرئيس التركي يريان في ذلك مجدا ولا يسعيان في الغالب إلا لمصلحة بلدهما، والتتويج القادم من قبل الدوائر الحزبية والحركية هو شأن خارجي وليس شأنا تركيا، إنها معركة الولاءات الخارجية التي تمثل سلوكا حزبيا دائماً ومستعدا للبحث عن آباء وزعماء في ظل هذا اليتم والحنين الجارف إلى حلم يواصل تبدده مع الأيام”.

في نفس الإطار، نشرت “عكاظ” كذلك نشرت مقالاً بعنوان: “أردوغان.. «بدلة» أوروبية تحت «قفطان» عثماني”، للكاتب نجيب عصام يماني، وصف فيه أردوغان بالقول (26):

“كما أصبحت الانقلابات العسكرية من سقط التاريخ، كذلك لم يعد مناسباً لبس القفطان ووضع التاج وحمل الصولجان. فبغير غمض للحقوق، وتجاوز للأدوار المهمة التي تلعبها الشخصيات القيادية في الأمم والمجتمعات؛ يمكننا القول إنّ فكرة القائد الأوحد، والمُخلّص «السوبر» لم يعد لها حضور في المشهد السياسي العالمي اليوم؛ إلا لدى عقليات ما زالت تعيش واقعها بأشواق التّاريخ المسطور، الذي يبرز شخصيات بشكل لافت في صفحات الأحداث، فبقيت رموزًا في الذّاكرة الجمعية، تضيف لها المخيلة المشتركة صورة البطولة في أزهى أشكالها، بما يلحقها بالأساطير، وعلى هذا تتوق إليها «الآمال الكسيحة»، وتناديها لتخلّصها من ربقة الحاضر الذي يحاصرها، والعقبات التي تحوطها، والمشاكل التي تمسك بخناقها”.

وبطريقة خلط الأوراق يربط بن الإخوان المسلمين في مصر وسلوك أردوغان، ويقول:

“ما أوضح الصورة إن نظرنا إلى شخصية الرئيس التركي أردوغان؛ فهذه الشخصية تعيد إنتاج أزمة «البطل الأوحد»، بخاصة وأنّ بلده منتمٍ إلى رقعة جغرافية غادرت هذا المربّع البائس منذ أمد ليس بالقصير، وتحديدًا عندما توطنت أسس الديمقراطية وصارت أسلوب حياة، وليس «مطيّةً» للوصول إلى سدّة الحكم، عبر صناديق الاقتراع، التي نتوهّم أنّها غاية الديمقراطية، ولم نفهم أنها إحدى وسائل تحقيقها فقط، كما حدث في مصر عندما فتحت الصناديق رحابتها لجماعة «الإخوان المسلمين»، وحملتهم إلى كراسي الحكم، وعندها أخرجوا أجندتهم الخاصة، وظهروا بوجههم الأيديولوجي القبيح، إلى أن قيض الله لمصر من يخرجها من ظلمات «الإخوان» إلى رحابة مصر التي نعرف، وبين «أردوغان» و«جماعة الإخوان» ذات الأشواق المريضة، والأمنيات الخائبة، المنظورة في القائد المنتظر، والزعيم المخلّص”.

وتوضح الجداول والأشكال التالية الأوزان النسبية لهذه القضايا الداخلية والخارجية:

الجدول رقم (1)

القضايا الخارجية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (1)

الجدول رقم (2)

أبرز القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (2)

الجدول رقم (3)

القضايا المصرية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (3)

خامساً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:

1. تركيا: خطاب سلبي بشكل عام، مع بعض مقالات الرأي التي تناولت التطورات التركية بشكل إيجابي.

2. إيران وحلفاؤها في المنطقة: خطاب سلبي متصاعد بشدة.

3. الولايات المتحدة: خطاب سلبي نسبيًّا.

4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: خطاب سلبي متصاعد.

5. “الإخوان المسلمون” والإسلام السياسي والربيع العربي: خطاب سلبي متصاعد.

6. مصر والعلاقات المصرية – السعودية: إيجابي، مع استعادة المواقع الصحوية لوتيرة تناولها السلبي للشأن المصري.

سادساً: الاستنتاجات:

1. العلاقات المصرية السعودية في حالة جيدة من التعاون، مع توقعات بحكم للإدارية العليا لصالح الرياض فيما يخص اتفاقية تيران وصنافير، مع استقرار مواقف البلدين، كما يعكس الإعلام المصري كذلك، في شأن إيران وتطورات اليمن، مع استثناء بعض الأمور المتعلقة بالملف السوري؛ حيث لا تميل مصر إلى فكرة رحيل الأسد.

2. لا يوجد في هذه الفترة حربٌ إعلامية بين البلدَيْن، مع التزام الإعلام السعودي غير الصحوي بنشر أو بث أية تقارير أو مقالات مسيئة لمصر أو للسيسي، فيما الإعلام الصحوي عاد إلى وتيرته القديمة في تناول الشأن المصري العام بالسلب.

3. هناك مشكلة حقيقية تواجه الإخوان المسلمين في الإعلام السعودي، باستثناء بعض المصادر، مثل صحيفة “الجزيرة”، التي لا تذكر الإخوان المسلمين بشكل مباشر في مقالاتها التي تنتقد الإسلام السياسي، في بعض الأحيان.

4. الموقف العام من التطورات التركية، يميل إلى الاتجاه السلبي، والغالب أن ارتباط أردوغان على وجه الخصوص بالإخوان المسلمين، ودعم الوسائط الإعلامية الإخوانية له، أحد أهم الأسباب، بجانب رفضه المطالب السعودية المتكررة للمصالحة مع نظام السيسي في مصر.

5. العلاقات السعودية الأمريكية لا تزال متوترة، وعادت الوسائل الإعلامية السعودية إلى انتقاد الولايات المتحدة علنًا، بعد فترة من التراجع النسبي بعد زيارات الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، ووزير الدفاع السعودي، إلى الولايات المتحدة مؤخرًا (27).

—————————–

الهامش

(1) الحوثي وصالح ينسفان مشاورات السلام بإعلانهما مجلسا أعلى لإدارة اليمن، 28 يوليو 2016م، الرابط وطالع أيضًا: الانقلابيون ينسفون مفاوضات الكويت بـ”مجلس” لإدارة اليمن، 28 يوليو 2016م، الرابط

(2) ولد الشيخ: الانقلابيون خرقوا باتفاقهم القرار الأممي 2216، 28 يوليو 2016م، الرابط

(3) الحكومة اليمنية: المفاوضات انتهت ونغادر الكويت السبت، 28 يوليو 2016م، الرابط.

(4) السعودية تدحض تقارير تحدثت عن عقبات أمام استيراد أجهزة الكلى إلى اليمن، 28 يوليو 2016م، الرابط

(5) الرابط

(6) الرابط

(7) 29 يوليو 2016م، الرابط

(8) 25 يوليو 2016م، الرابط

(9) 28 يوليو 2016م، الرابط

(10) “الجزيرة”، 28 يوليو 2016م، الرابط

(11) 29 يوليو 2016م، الرابط

(12) سياسيون وإعلاميون يرحبون بفك ارتباط “النصرة” بـ “القاعدة” ويدعون إلى دعم الخطوة، 29 يوليو 2016م، الرابط

(13) 27 يوليو 2016م، الرابط

(14) بعد التجربة «السورية».. مناهج إيرانية تغزو الكويت والجزائر، 29 يوليو 2016م، الرابط

(15) “الحياة” اللندنية، 28 يوليو 2016م، الرابط

(16) قناة إيطالية: سجلات هاتفية أظهرت متابعة الشرطة المصرية لريجيني في يوم اختفائه، 28 يوليو 2016م، الرابط

(17) في بيت السفير المصري.. نتنياهو يشيد بدفء العلاقات مع السيسي، 29 يوليو 2016م، الرابط

(18) جدل «ثورة 23 يوليو» ينعكس على روائي مصر، 25 يوليو 2016م، الرابط

(19) 27 يوليو 2016م، الرابط

(20) 28 يوليو 2016م، الرابط

(21) 28 يوليو 2016م، الرابط

(22) مصر تلجأ للسندات الدولية لتجنب الدين الخارجي، 28 يوليو 2016م، الرابط

(23) 28 يوليو 2016م، الرابط

(24) الأزهر يعتزم مخالفة قرار “الأوقاف” المصرية بشأن “الخطبة المكتوبة” “الإسلام اليوم”، 29 يوليو 2016م، الرابط

(25) الحزبيون اليتامى، “عكاظ”، 23 يوليو 2016م، الرابط

(26) 25 يوليو 2016م، الرابط

(27) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

 

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close