fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد السعودي 18 يوليو 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

يقدم هذا العدد من التقرير قراءة في الإعلام السعودي وأهم القضايا التي اهتم بها، والاتجاهات العامة تجاه التطورات المختلفة، خلال الأسبوع الممتد من 8 إلى 15 يوليو 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: حدث الأسبوع: مؤتمر المعارضة الإيرانية

بدأت في العاصمة الفرنسية باريس، السبت 9 يوليو، وعلى مدار يومَيْن، أعمال مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي بمشاركة أكثر من 100 ألف من الجاليات الإيرانية من مختلف دول العالم. ودعت فيه مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية “مجاهدي خلق”، في كلمتها الافتتاحية، إلى “إسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران”، معتبرة أن “الاتفاق النووي (بين الغرب وإيران) زاد من جرائم طهران في المنطقة”، وشددت على أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران “يشوبها التضارب وأفرزت مصائب للمنطقة”.

واتهمت رجوي طهران بارتكاب جرائم في سوريا والعراق للتغطية على فشل النظام الإيراني، قائلة: “النظام الإيراني شن قصفًا صاروخيًّا على معسكر ليبيرتي في بغداد (مقر “مجاهدي خلق” منذ عهد الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين) مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا”.

كما قالت رجوي إن السُّنَّة في إيران “يتعرضون للاعتداء والقمع بسبب النظام أكثر من ذي قبل”. كما أعربت عن إدانتها الشديدة للتفجير الإرهابي الذي وقع بالقرب من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة في السعودية.

كانت هذه هي أهم النقاط التي ركزت وسائل الإعلام السعودية التي تناولت الحدث الكبير الذي كانت له أصداؤه في أكثر من عاصمة، عليها في كلمة رجوي.

وثمة ملاحظة مهمة للغاية في هذه الكلمة، وهي أن رجوي في كلمتها تقريبًا رددت المقولات الأساسية التي ترددها الأطر الدبلوماسية والإعلامية السعودية عن إيران، ولدرجة أن مراقبين في وسائل إعلام غير سعودية، قالوا بأن من كتب كلمة رجوي كان سعوديًّا.

كما ركز الإعلام السعودي في تغطياته الإخبارية والحديثية للمؤتمر وجلساته، على ما تضمنه في صدد القضايا التالية:

– انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وخصوصًا المعارضة والسُّنَّة، وأحكام الإعدام “التي بلغت مستويات قياسية”.

– الآفاق المستقبلية للنظام الإيراني و”علامات انهياره”.

– الاحتجاجات الشعبية “واسعة النطاق” التي تقع في “مختلف المحافظات الإيرانية.

كذلك حرص الإعلام السعودي، وخصوصًا قناة “العربية”، على التأكيد على اتساع الحضور “العالمي” من “قارات العالم الخمسة”، للمؤتمر.

كذلك أبرز الإعلام السعودي، وخصوصًا الإعلام الصحوي، كلمة الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأسبق، خلال المؤتمر، والتي ركز فيها على النقاط التالية:

– السعودية تدعم مطلب المعارضة الإيرانية في إسقاط النظام الإيراني؛ حيث أعلن عن “دعم المملكة والعالم الإسلامي” لما وصفه بـ “الانتفاضات في أنحاء إيران ومناصرة الشعب الإيراني في ثورته ضد نظام الولي الفقيه”.

– الهجوم الشخصي الذي شنه الفيصل على آية الله الخوميني، قائد الثورة الإيرانية.

– دور إيران في نشر الفوضى في الدول العربية والإسلامية تحت مبدأ “تصدير الثورة الإيرانية إلى الدول العربية والإسلامية”، من خلال دعم جماعات طائفية لزعزعة الاستقرار في عدد من دول المنطقة، وذكر “حماس” و”الجهاد الإسلامي في فلسطين بالاسم”.

– قضية القمع وانتهاكات حقوق الإنسان، والتي قال الفيصل إنها لا تقتصر على المعارضة، بل تشمل الأقليات وخاصة ذوي الأصول العربية من أهل السُّنة، والأكراد.

وكان من الملاحَظ أن بعض المصادر السعودية، المصادر الصحوية بالأساس، قد تجاهلت ذِكر الفيصل لحركتَيْ “حماس” و”الجهاد” في كلمته.

في الإطار ركز الإعلام السعودي على مواقف “حماس” من تصريحات تركي الفيصل، وكذلك من تصريحات لمستشار الحرس الثوري الإيراني، العميد خسرو عروج، اتهم فيها حركة “حماس” بمحاولة التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي عبر تركيا. ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية (1 )، عن مصادر فلسطينية وصفتها بالمطلعة، إن رد “حماس” الذي وصفته بـ “الحازم” على هذه التصريحات جاء لإيصال رسائل متعددة بينها أن الحركة “ليست في جيب أحد”، وأن ذلك “لن يكون ضمن أي اتفاقات مستقبلية”، وأنها “لا تقبل أية مزايدة عليها في مسألة النضال”.

وقال بيان “حماس”، ردًّا على عروج، ورد: “جاء على لسان المسؤول الإيراني افتراءات باطلة، ولا أساس لها من الصحة”، مضيفة “نذكر القاصي والداني ومنهم الحرس الثوري الإيراني، أن سياسة (حماس) الرسمية والفعلية هي عدم التفاوض مع العدو”، وأن الحركة ستبقى “رأس حربة المقاومة”.

كما اهتم الإعلام السعودي بالإشادة التي تلت ذلك من “الحرس الثوري”، فيما وُصف بأنه “بيان تلطيفي” قال فيه إن “حماس” “تقع في خط المقاومة الأمامي ضد الصهاينة”.

وبالرغم من أن “حماس” حرصت على عدم إغضاب الرياض في ردها على حديث الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية؛ إلا أن الإعلام السعودي في تناوله لمواقف “حماس” من الانتقادات السعودية والإيرانية لها، حرص على التأكيد على أن هناك “محاولات لرأب الصدع (بين “حماس” وإيران) لم تتوقف منذ أعوام”، وأن الجانبَيْن “يحافظان على شعرة معاوية؛ فإيران بحاجة إلى علاقات أفضل مع “حماس” التي تحظى بشعبية بين العرب السُّنَّة، و”حماس” لديها تيار يفضل استعادة العلاقة مع طهران على العلاقة مع دول عربية أخرى”.

في الإطار السابق، تحرك الملف الإيراني في الإعلام السعودي؛ حيث استمر في تناول الشؤون الإيرانية وسياسات إيران في الإقليم، في اتجاه سلبي متصاعد. فنقرأ من “الشرق الأوسط” كذلك، مقالاً بعنوان: “«داعش». «قرامطة» إيران”، بقلم عبد الله بن بجاد العتيبي (2 )، تناول تفجير الحرم النبوي، وربط فيه بين إيران وبين “داعش” و”القاعدة”، والتنظيمات “الإرهابية” الأخرى.

في نفس الاتجاه، كتب فضل بن سعد البوعينين، مقالاً في “الجزيرة”، بعنوان: “النصرة السعودية والإرهاب الإيراني”(3 )، ركز فيه على دور إيران في تفجيرات المملكة الأخيرة، وخصوصًا تفجير الحرم النبوي، تناول فيه بعضًا من الحالات التي سبق وأن تورطت فيها إيران في أعمال عنف في المملكة، وفي الحرمَيْن الشريفَيْن، وفي الخليج بشكل عام.

في ذات السياق تتبع الإعلام السعودي بعض الأحداث الداخلية في إيران للتدليل على الرسائل التي حاولت المصادر السعودية أن توجهها على هامش مؤتمر المعارضة الإيرانية في فرنسا. ومن بين ذلك تقرير موسع لـ “الشرق الأوسط”(4 )، عن إعلان الجناح العسكري لحزب “الحرية الكردستاني”، المعارض للنظام، في إقليم كردستان إيران، أن مقاتليه هاجموا موكبًا كان يضم ضباطًا في “الحرس الثوري” ومسؤولين آخرين في النظام كانوا في طريقهم بين محافظتَيْ كرمانشاه وعيلام المحاذيتَيْن للحدود مع العراق، مما أسفر عن مقتل اثنين من ضباط الحرس الثوري وإصابة أربعة آخرين في الموكب بينهم عضو مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه.

وفي هذا الصدد، كتب حسان حيدر في “الحياة” اللندنية، تحت عنوان: “ماذا تدبّر إيران للأكراد؟”(5 )، قال فيه إنه يبدو أن تضخيم ما يحصل في شمال غرب إيران، والحديث عن عودة النشاط الكردي المسلح، يهدفان إلى التغطية على الهدف الحقيقي لطهران في منع الأكراد العراقيين من تتويج حكمهم الذاتي بدولة مستقلة، فيما هي تريد فعليًّا إعادة إخضاعهم لسيطرة بغداد الخاضعة بدورها لها، وإعادة التفاوض معهم على المناطق الغنية بالنفط المتنازع عليها وفرض شروط سياسية من بينها تقليص العلاقات مع تركيا.

رافق ذلك حملة على العراق، انسجمت مع الأجواء السائدة في صدد إيران وحلفائها في المنطقة، ومن بين المواد اللافتة التي تكرس النظرة التي تريدها السلطات السعودية لإيران باعتبارها “قوة احتلال وفوضى في المنطقة”، تقرير نشرته “الشرق الأوسط”، بعنوان: “البصرة محتلة إيرانيًا بأكثر من 135 مؤسسة و«مركزا ثقافيا»”(6 )، ومن بين ما أشارت فيه الصحيفة للتدليل على هيمنة إيران على العراق:

“تعاني محافظة البصرة، المنفذ المائي الوحيد في العراق، من «احتلال» إيراني لكافة جوانب حياتها السياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية. وتنتشر مئات المراكز الثقافية والمدارس والمؤسسات الإيرانية في المحافظة التي تقع جنوب العراق تحت مسمّى «خيرية»، في حين تحكم الميليشيات المسلحة قبضتها على الشارع”.

ثانيًا: تطورات السياسة الداخلية:

1-المشهد السياسي الداخلي:

أهم ملامح المشهد السياسي الداخلي، كان نشاط الملك سلمان، ولعل أبرز ما نُقل في هذا الصدد، هو لقاؤه مع السفير الأمريكي لدى المملكة جوزيف ويستفول، الذي عقد لقاءات مماثلة مع كل من ولي العهد وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. ثم عودة الملك سلمان من جدة، ثم سفره إلى المغرب في زيارة خاصة، وإنابة الملك سلمان، لولي العهد، الأمير محمد بن نايف، في إدارة شؤون المملكة خلال فترة غيابه.

2-حادث المسجد النبوي وانتقادات المؤسسة الدينية الرسمية:

في المجال السياسي الداخلي كذلك؛ استمر الاهتمام بحادث المسجد النبوي في إطاره السياسي، المتعلق بقضية مكافحة الإرهاب والأمن الفكري في المملكة. وكان هناك في هذا الصدد، بعض الانتقادات للجهات الدينية الرسمية، باعتبار التقصير في تناول الحادث في المنابر، وخصوصًا في خطبة الجمعة التي تلت الحادث. وتحت عنوان “يا خطباء الجوامع. التفجير في الحرم النبوي!”، كتب عبد الرحمن الشلاش (7 )، يقول:

“صُدم كثير من المؤدين لصلاة الجمعة يوم الثالث من شهر شوال بتجاهل بعض خطباء الجمعة للحوادث الإرهابية التي استهدفت أمن الوطن الغالي في الأيَّام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وفي مقدمتها محاولة التفجير في الحرم النبوي الشريف في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلَّم)”.

اللافت في المقال أنه اتهم الجهات الدينية في المملكة بشكل غير مباشر، بعدم تنقية المنابر من العلماء والدعاة المؤيدين لـ “الجماعات الإرهابية”.

في ذات الاتجاه السابق، نجد في “عكاظ” مقالَيْن ينتقدان الدعاة والأوساط الدعوية في المملكة. المقال الأول، لتركي الدخيل، بعنوان: “أنقذوا الوعظ من الوعاظ!”(8 )، اتهم فيها بعض العاملين في حقل الدعوة والوعظ بالجهل؛ حيث نجده يقول:

“مهنة جليلة هذه أن تذكّر بالخير وتنزع الذات من الشر، غير أن الداخلين إليها من الجهال قد يفسدونها، وقد اشتكى العلماء مبكّراً من «المتعالمين» الذين يضخون الخطاب الوعظي السطحي الخرافي، معضوداً بالأوهام والأباطيل، وأخطر المتعالمين من تصدّر إلى الناس مفتياً بجهل، وواعظاً بلا عقل!”.

أما خالد بن عبد العزيز أبا الخيل، فكتب يقول: تحت عنوان: “المفاصلة مع العنف وخدعة الحياد: للدعاة فقط!”(9 ):

“رغم كل هذه الجهود التي تبذل لمقاومة العنف والمفاصلة معه هل يمكن طرح سؤال المفاصلة مع العنف؟ وإلى أي حد وصلنا معه؟ وهل ثمة خلل في فقه المفاصلة مع العنف بالنسبة للدعاة؟”.

ويضيف في هذا الاتجاه النقدي:

“أخيراً إذا أردنا أن نفاصل العنف مفاصلة مطلقة وننابذه منابذة تامة فلابد أن يكون خطابنا الشرعي على مستوى الحدث، وأن يكون الداعية على وعي شديد بحيل وأساليب جماعات العنف التي تضعه في موقع تتعطل معه قدرته على الفرز والتقويم، كما أن على الداعية أن يراقب موقعه ويحدثه باستمرار، فكلما ابتعد عن دولته ونأى بنفسه عنها فهو يجنح – رغماً عنه – إلى مواقف هذه الجماعات ويصطف معها ولو أدان تصرفاتها وممارساتها، إذ ليس هناك-كما قلنا- مسافة فاصلة بينها،: إما الدولة وإما الجماعة، وودَّ سدنة العنف لو ظفروا من الدعاة بهذا الموقف، وقد ظفروا ببعضهم بكل أسف”.

3-الأوضاع الاقتصادية في المملكة:

كان أهم وأكثر ما تداوله الإعلام السعودي يتعلق بقطاع الاتصالات، ومن بين التطورات التي حرص الإعلام السعودي على نقلها في هذا المجال، ما نشرته الصحف السعودية التي تصدر في داخل المملكة، حول تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي، أشار إلى تقدم المملكة تقنيًّا، إلى المركز 33 من بين 139 دولة يصنفها المنتدى بين عدة دول باسم “أعلى المتقدمين” في ميدان تقنية المعلومات والاتصالات. التقرير أشار إلى أن المملكة تشق طريقها لتكون جزءًا من المراتب المتقدمة من بين 7 دول في مجال تقنية المعلومات والاتصالات (10 ).

ومن بين الأخبار المنتشرة التي تخص هذا القطاع كذلك، عقد شركة الاتصالات السعودية، أكبر مشغل لخدمات الاتصالات في المملكة، اجتماعات ببعض المشترين المحتملين لأبراجها التي تتميز ببنية تحتية جيدة. وذكرت وكالة أنباء بلومبرج الدولية أن الشركة كذلك تحدثت مع منافستَيْها، وهما شركتا “موبايلي” و”زين”، حول دمج أبراج الشركات الثلاث معا كشبكة واحدة.

ولكن لم تكن الأخبار المتعلقة بهذا القطاع كلها إيجابية؛ حيث بلغ إجمالي القضايا الواردة إلى محاكم المملكة والمتعلقة بالجرائم الإلكترونية خلال العام الجاري نحو 776 قضية، ارتفاعًا من 573 قضية العام الماضي، وتصدرت منطقة مكة المكرمة قائمة مناطق المملكة الثلاثة عشر، من حيث استقبال محاكم المنطقة لهذا النوع من القضايا، إذ بلغ إجمالي القضايا في منطقة مكة المكرمة 207 قضايا متعلقة بجرائم إلكترونية، متقدمة على المنطقة الشرقية التي كانت الأولى العام الماضي.

كما وافق البنك السعودي للتسليف والادخار، على 544 طلبًا ضمن مسار توطين قطاع الاتصالات بقيمة 66.7 مليون ريال، بالتعاون مع معهد ريادة الأعمال الوطني، الذي يستهدف دعم أصحاب المشاريع المتناهية الصغر في قطاع الاتصالات بتكلفة استثمارية تصل إلى 200 ألف ريال.

في مجال التوطين كذلك، ترأَّس وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور مفرج بن سعد الحقباني، وفد المملكة المشارك في الاجتماع الوزاري لوزراء العمل والتوظيف لدول مجموعة العشرين والمنعقد في بكين خلال الفترة من 11 إلى 13 يوليو الجاري ضمن “رؤية المملكة 2030” والاستفادة من التجارب العالمية في توليد الوظائف وفرص العمل للسعوديين، وخفض معدلات البطالة، وهو أحد أهم ملفات الرؤية التي يروج لها الإعلام السعودي.

فيما يخص قطاع الإسكان، كان هناك تغطية لخبر يتعلق رفض عدد كبير من مستحقي الوحدات السكنية، ومن بينهم شباب في منطقة حائل، استلام وحداتهم السكنية بسبب ارتفاع القسط الشهري البالغ 2400 ريال لكل وحدة.

4-اللائحة التنفيذية لنظام العمل في المملكة وقضية الكفالة:

يوم 15 يوليو صدر تصريح له أهميته السياسية والحقوقية عن المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، خالد أبا الخيل، ذكر فيه أن اللائحة التنفيذية لنظام العمل في المملكة، منعت صاحب العمل من الاحتفاظ بجواز سفر العامل دون إذن منه، بناء على ما جاء في المادة السابعة من النظام، ونصها: “على صاحب العمل عدم الاحتفاظ بجواز سفر العامل غير السعودي، وفي حالة طلب العامل احتفاظ صاحب العمل بجواز سفره يجب توقيعه على إقرار مكتوب باللغة العربية ولغة العامل”.

ودعا أبا الخيل أصحاب الأعمال إلى ضرورة وجود اتفاق بينهم والعاملين لديهم من غير السعوديين، ليكون احتفاظ صاحب العمل بجواز سفر العامل نظاميًّا “أي قانونيًّا”، وسالمًا من العقوبة التي حددتها اللائحة التنفيذية لنظام العمل المقدرة بـ 2000 ريال. وأشار إلى سعي الوزارة إلى تنظيم العلاقة التعاقدية بين طرفي العمل وبيان حقوق وواجبات كل منهما، بهدف تنظيم سوق العمل السعودي وإيجاد بيئة عمل مناسبة لجميع الأطراف، بما يضمن زيادة الإنتاجية وتنمية الاقتصاد الوطني، مشددا على أن الوزارة لن تتهاون مع من يخالف نظام العمل.

ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:

1. حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية مساء يوم الرابع عشر من يوليو، خلال احتفالات الفرنسيين بيومهم الوطني، والذي راح ضحيته حوالي 80 شخصًا، وحوالي 100 مصاب، ونفذه فرنسي من أصل تونسي. لم يركز الإعلام السعودي على دلالة ما في صدد الحادث، إلا فيما يتعلق بمتابعة السفارة السعودية لأوضاع السعوديين في فرنسا، والتنديد بالإرهاب والفكر المتطرف، وأهمية “الاستماع للرؤية السعودية” بقيام تعاون دولي في مواجهة الإرهاب و”داعش”، مع اتهام إيران بطبيعة الحال، على خلفية مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي تناوله حدث الأسبوع في هذا العدد من التقرير.

2. كان هناك اهتمام بالغ بما أعلنته سفارة المملكة لدى تركيا عبر بيان إعلامي في حسابها الرسمي في “تويتر”، عن هروب فتاة سعودية من تركيا إلى جورجيا بعد قدومها مع أسرتها لغرض السياحة في تركيا. وجاء في البيان أن السفارة تلقت بلاغًا من أسرة سعودية قدمت لمدينة طرابزون في الشمال التركي بغرض السياحة عن اختفاء ابنتهم التي تبلغ من العمر 17 عامًا بعد أن أخذت معها جميع جوازات سفر أفراد الأسرة وهواتف الجوال. وأضاف البيان أن السفارة في الحال قامت بالتواصل مع السلطات التركية المختصة ومتابعة معلومات البلاغ مع ذوي المواطنة؛ حيث تبين أنها غادرت إلى جمهورية جورجيا عبر المنفذ البري الحدودي مع طرابزون بناء على إفادة سائق التاكسي الذي طلبت منه إيصالها لجورجيا.

3. فلسطينيًّا، اهتمت وسائل الإعلام الصحوية بمتابعة بعض التطورات الخاصة بحركة “حماس” على خلفية الهجوم الحالي عليها في الإعلام السعودي، ومن جانب بعض الشخصيات الدينية السعودية بسبب موقفها من إيران، ومن بين ما نقلته مواقع مثل “الإسلام اليوم”، وجود احتمالية لمشاركة الحركة في الانتخابات البلدية المقررة في أكتوبر المقبل.

4-الملف اليمني: كان هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية للحدث، الأول هو أعلنت الحكومة اليمنية رسميًّا مساء الخميس 14 يوليو، عدم مشاركتها في الجولة الثانية من مفاوضات الكويت التي كان محددًا لها الجمعة، 15 يوليو، وإعلان عبد الله العليمي، رئيس الفريق الاستشاري بوفد الحكومة اليمنية المفاوض، في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن الوفد على استعداد للذهاب إلى الكويت “حين تكون ظروف إنجاح المشاورات مهيأة”(11 ).

وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر محلية ولندنية سعودية، أن هناك تحركات وُصِفَت بـ “المكثفة” للأطراف المعنية بالأزمة اليمنية لضمان استئناف مفاوضات الكويت؛ حيث التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بقادة الحوثيين في صنعاء، وحزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في سياق جهوده لاستئناف مشاورات الكويت.

الاتجاه الثاني، كان يتعلق بالزيارة النادرة التي قام بها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى عدن وإعلانه من هناك عن إطلاق ما وصفه بـ “معركة تحرير صنعاء”، والذي كان عنوانًا للعديد من الصحف السعودية خلال الأيام التي تلت الزيارة في الحادي عشر من يوليو (12 )، إلا أن تقارير العمليات التي تلت ذلك تحدثت عن مصاعب لقوات التحالف والقوات الموالية لهادي، على الأرض، في الجوف.

الاتجاه الثالث كان يتعلق بالزيارة التي قام بها عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، إلى الولايات المتحدة؛ حيث كان محور لقاءاته هناك، القضية اليمنية، بالإضافة إلى تحسين العلاقات المتوترة بين الرياض وبين الأمم المتحدة. وفي لقاء الجبير مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان جي مون، تم الاتفاق على ضرورة إنقاذ مفاوضات الكويت من التعثر.

5-السياسات التركية الجديدة وقضايا المشرق العربي:

لا يمكن هذا الأسبوع فصل الموضوع التركي وتطوراته عن الأزمة في سوريا، وكذلك بعض الجوانب المتعلقة بالسياسات الإيرانية في الإقليم؛ حيث مثل إعلان الحكومة التركية عن استعدادها لاستئناف العلاقات مع كل من سوريا والعراق؛ نقطة مهمة لتطورات شملت الملف السوري، والعلاقات التركية السعودية على الخلفية الإيرانية.

نبدأ بتصريحات أوردتها صحيفة “الشرق الأوسط”، لبروس ريدل، الذي عمل لمدة 30 عامًا في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه)، وقضى معظم حياته في منطقة الشرق الأوسط، ورسم فيها صورة قاتمة عن مستقبل المنطقة (13 ).

وقال ريدل، الذي عمل أيضًا مستشارًا لأربعة رؤساء أمريكيين فيما يتعلق بالشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا، ضمن فريق جهاز الأمن القومي، في حوار أجرته معه الصحيفة، إن الحرب اللبنانية في منتصف السبعينات كانت مقبلات لما جاء بعدها وسيأتي لاحقًا، مضيفًا أن غزو العراق عام 2003 مهّد لتفكيك الدول العربية.

ولفت إلى أن سوريا وليبيا باتتا في طريقهما إلى الاختفاء من الخريطة السياسية، وأن العراق سيفقد هو الآخر شماله الكردي.

وقال إن ما يسميه الإيرانيون ثورة إسلامية إنما هو في الحقيقة ثورة مذهبية، وما دامت هناك ميليشيات شيعية في العراق تدعمها إيران، سيكون هناك “داعش”.

أما فيما يتعلق بالتحولات الحاصلة في السياسات التركية وأثرها على السياسات الإقليمية، بما في ذلك العلاقات مع إيران، فقد تعددت القضايا التي تناولها الإعلام السعودي في هذا الإطار، وهي:

1. العلاقات التركية الإيرانية التي تسير قُدُمًا نحو تعاون بين البلدَيْن في قضايا المنطقة.

2. دور العامل الكردي في تحولات تركيا، بما في ذلك تحسينها للعلاقات مع روسيا وإسرائيل.

3. أثر التحولات التركية على الحرب في سوريا.

ومن نافلة القول التأكيد على أن الاتجاه في تناول مختلف هذه القضايا، هو الاتجاه السلبي.

ونقرأ في ذلك من “الشرق الأوسط” أولاً، العنوانَيْن التاليين: “تركيا تفتح باب التطبيع مع الأسد. بعد مخاوف من {الكيان الكردي}”(14 )، و”إردوغان يدير ظهره للسوريين. ويتجه للتطبيع مع الأسد”(15 ).

وتناول التقريران تصريح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرِم، الذي بثه التلفزيون التركي مباشرة، وقال فيها: “هدفنا الأهم، الذي لا يمكننا الرجوع عنه هو تطوير علاقات جيدة مع سوريا والعراق وكل جيراننا حول البحر المتوسط والبحر الأسود. لقد قمنا بتطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل، وأنا واثق أننا سنطبع العلاقات مع سوريا أيضا. ولكي تنجح المعركة ضد الإرهاب، ينبغي أن يعود الاستقرار لسوريا والعراق”.

وملخص المعلومات التي وردت في التقريرَيْن، أن تركيا قد تقبل بوجود الرئيس السوري، بشار الأسد، لفترة انتقالية قصيرة مدتها 6 أشهر، من خلال توافق مع القوى الدولية، وفي مقدمتها روسيا والولايات المتحدة، وأن التوجه التركي لتغيير سياسات أنقرة تجاه دمشق، جاء بسبب التهديدات الكردية على حدودها مع سوريا، وإلى تضرر مصالحها بسبب القطيعة مع سوريا.

كما نقلت “الشرق الأوسط” عن صحيفة “قرار” التركية، وعن رئيس حزب “الوطن” اليساري التركي، دوغو برينتشيك، أن تركيا تواصل اتصالاتها الدبلوماسية مع النظام السوري عبر شخصيات تتمتع بنفوذ قوي في كلا الطرفَيْن، وأن اللقاءات التي تتم في إيران، ستشهد تطورات مهمة خلال الفترة المقبلة.

إلا أن المصادر التي صرحت لـ “الشرق الأوسط”، قالت إن الائتلاف السوري المعارض استبق تصريحات يلدرِم بتأكيده أنه تلقى تطمينات من السلطات التركية بأن سياستها لن تتغير تجاه المعارضة الموجودة على الأراضي التركية.

في مجال الرأي، ربما كان أقسى هجوم شنه الإعلام السعودي على أنقرة في هذا الإطار، كان في مقال لزهير قصيباتي، في “الحياة” اللندنية، يوم 13 يوليو، بعنوان: “أردوغان الثاني و«الصفقة» السورية”( 16)؛ حيث قال: “يخشى معارضون سوريون أن تكون تركيا «السلطان» رجب طيب أردوغان انتقلت من حقبة سياسة «صفر مشاكل»، إلى مرحلة «صفر ثوابت»”. ويضيف أن:

“مبرر القلق لديهم أن مَنْ كان يُعتبر عرَّابًا للإسلام السياسي في دول ما سُمِّي «الربيع العربي» وفتحَ أبواب تركيا لكل معارض و «إخواني»، وتعهَّدَ معركة حتى تنحية الرئيس بشار الأسد، وانحاز إلى معاناة الشعب السوري… كان حذّر مرات من «الخط الأحمر» الذي يحول دون فتح النظام أبواب حلب، وبات معتصماً بالصمت، رغم شراسة القتال حول المدينة واستهداف الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة ومحاولة محاصرتها لتركيعها”.

ويشير إلى العامل الأمريكي في تحركات تركيا الأخيرة وما وصفه بتحولات أردوغان؛ حيث يقول إن الدعم الأمريكي للأكراد في سوريا، كان وراء الكثير من تغيرات وجهات النظر والسياسات في تركيا.

في سياق آخر في هذه الملفات، كان التناول الإعلامي السعودي لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن توطين 300 ألف لاجئ سوري في تركيا؛ حيث أشارت الصحف السعودية إلى جدل وانتقادات لتصريحات أردوغان التي جاءت في الثاني من يوليو. وفي تغطية “الرياض” -على سبيل المثال -لهذه التصريحات، قالت:(17 )

“ولجأ إلى تركيا نحو 2,7 مليون سوري منذ بداية النزاع في بلادهم في 2011 ولا يعيش سوى 10% منهم في مخيمات قريبة من الحدود، أما الباقون على مختلف انتماءاتهم الاجتماعية فيعانون الأمرين للاندماج في المجتمع وفي سوق العمل”.

رابعاً: قضايا مصر والعلاقات المصرية – السعودية:

كان هناك حدثان أساسيان ركز عليها الإعلام السعودي فيما يتعلق بالسياسة المصرية، والعلاقات مع مصر، وإن اختلف التقييم لها بحسب المصادر ما بين المصادر العامة والمصادر الصحوية، وهما زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى إسرائيل، ومستوى المشاركة المصرية في مؤتمر المعارضة الإيرانية في فرنسا.

كذلك كان هناك حضور هذا الأسبوع لملف جزيرتَيْ “تيران” “وصنافير”، بعد تقارير عن أن الحكومة المصرية سوف تدفع بملف الاتفاقية الخاصة بالجزيرتَيْن إلى مجلس النواب، في أغسطس، بعد صدور حكم الإدارية العليا حول الاتفاقية، يوم 30 يوليو الجاري. ولكن بشكل عام، طغت التطورات الداخلية السعودية، وكذلك الإقليمية والحوادث الأمنية التي جرت في أنحاء متفرقة من العالم، على اهتمام الإعلام السعودي الأصيل بالقضايا والتطورات المصرية، وفي الدول العربية الأخرى.

1. صحيفة “عكاظ”(18 ) انفردت بنشر تقرير موجز بأن الرئاسة المصرية تعكف حاليًا على دراسة بعض التقارير عن أداء بعض الوزارات، استعدادًا لإجراء تعديل وزاري محدود فى حكومة المهندس شريف إسماعيل، بسبب ضعف أداء بعض الوزراء. وقالت إن السيسي مستاء من أداء بعض الوزراء خلال الفترة الأخيرة، خصوصا فيما يتعلق بإدارة الأزمات التي مرت بها البلاد أخيرًا بعد ارتفاع سعر الدولار، وأنه كلف جهات رقابية بعمل تقييمات دورية لجميع الوزارات، ورجحت الإعلان عن التعديل الوزاري المرتقب بنهاية هذا الأسبوع. ونقلت عن مصادر لم تسمها أن التقييم شمل وزارات: التموين، والتربية والتعليم، والصحة، والري، والثقافة، بالإضافة إلى وزارات بـالمجموعة الاقتصادية.

2. اهتم الإعلام السعودي كذلك بالمشاركة المصرية في مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، واستدعاء السلطات الإيرانية للمشرف على مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران للاحتجاج على مشاركة سبعة من مجلس النواب المصري في الاجتماع. إلا أن موقع “الإسلام اليوم”، لفت إلى ما قالته وزارة الخارجية المصرية في هذا الصدد، الخميس، 14 يوليو (19 )، إنها أبلغت نظيرتها الإيرانية بأن الوفد البرلماني المصري، الذي شارك في المؤتمر ليس حكوميًّا أو رسميًّا.

ونقل الموقع عن أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الوزارة، أن “القائم بالأعمال المصري في طهران، خالد عمارة، أوضح للخارجية الإيرانية أن مشاركة البرلمانيين المصريين في مثل تلك الفعاليات “لا تُعتبر تمثيلاً للحكومة المصرية، ولا تتم بالتنسيق معها؛ حيث يتمتع مجلس النواب بالاستقلالية التامة باعتباره يمثل السلطة التشريعية المستقلة عن السلطة التنفيذية”.

3. نقلت مصادر سعودية إعلان الناطق الإعلامي باسم هيئة موانئ البحر الأحمر المصرية ملاك يوسف، أن ميناء الزيتيات استقبل السفينة “أرزوجاز” وعلى متنها 6500 طن بوتاجاز من السعودية.

4-التقى سفير المملكة لدى مصر، ومندوب المملكة الدائم بجامعة الدول العربية، أحمد قطان، مع أبو الغيط، بمناسبة توليه منصبه الجديد؛ حيث ناقشا استعدادات القمة العربية المقبلة.

5. يوم 13 يوليو، لفتت مصادر سعودية إلى إعلان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري، أن السعودية حلت في المرتبة الأولى كأكثر الدول إيفادًا للسياح إلى مصر بنسبة 31.2 بالمائة من إجمالي السائحين الوافدين من الشرق الأوسط، بينما وصلت أعداد السائحين الوافدين من الدول العربية إلى 183.8 ألف سائح خلال شهر مايو الماضي، مقابل 153.7 ألف سائح خلال نفس الشهر من عام 2015م، بنسبة زيادة قدرها 19.6 بالمائة، و42.6 بالمائة من إجمالي أعداد السائحين.

6. في موضوع “تيران” “وصنافير”، اهتمت المصادر الورقية السعودية التي تصدر في الداخل، بحكم محكمة مصرية الخميس، 14 يوليو، بالسجن ثلاث سنوات على 10 متهمين وتغريم كل واحد منهم 100 ألف جنيه، بعد أن تم ضبطهم في 25 أبريل الماضي خلال التظاهرات المناهضة لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين المملكة ومصر.

كما نشرت “عكاظ”(20 ) تقريرًا ذكرت فيه أنه من المتوقع أن تحيل الحكومة المصرية ملف الاتفاقية إلى مجلس النواب في أغسطس عقب الانتهاء من رد المحكمة الإدارية العليا المحدد لها جلسة 30 يوليو الجاري، بعدما طلب أحد المحامين من رافعي الدعوى رد هيئة دائرة فحص الطعون في المحكمة الإدارية العليا التي تنظر الطعن المقدم من هيئة قضايا الدولة على الحكم الصادر ببطلان الاتفاقية.

ونقلت عن النائب شرعي صالح، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب “مصر بلدي”، أن مجلس النواب سيناقش ملف الاتفاقية، مؤكدًا أن الحكومة تعمل حاليًا على جمع كافة المعلومات من خرائط وأوراق لدعم موقفها القاضي بأحقية المملكة في “تيران” “وصنافير”!

ونقلت عنه نفيه لما تردد عن وجود استفتاء شعبي على الجزيرتين، مضيفًا أن الاستفتاء يكون حينما تتنازل الدولة عن أجزاء من أراضيها “أما في تلك الحالة فنحن لا نتنازل، ولكننا نقر وفقًا لوجهة نظر الدولة بملكية الجزيرتَيْن للمملكة”.

7. زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى إسرائيل: كما ربطت بعض وسائل الإعلام السعودية بين الزيارة وبين التطبيع التركي الإسرائيلي الأخير. حيث يقول أيمن الحماد في افتتاحية “الرياض” يوم 12 يوليو، حول هذا الأمر:

“استفادت إسرائيل من فوضى “الربيع العربي”، وأمعنت في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية، وتعدياتها على الأراضي بالتجريف والهدم والمصادرة، وأعطت بممارساتها تلك الضوء الأخضر لمتطرفي الصهاينة وأجهزتها الأمنية للقيام بالاعتداء على الفلسطينيين والقيام بممارسات إرهابية استنكرتها النخب الإسرائيلية نفسها”.

ويضيف أنه:

“خلال العشرة أيام الماضية شهدنا حدثين مهمين لا يمكن التغاضي عنهما أو المرور عليهما دون الانتباه إلى ما يمكن أن يفضيا إليه، والحدثان مرتبطان تقريباً ببعضهما وهما؛ عودة العلاقات بين تركيا ومصر مع إسرائيل، هذا التحول من قبل دولتين إقليميتين مهمتين يمنح عملية السلام في الشرق الأوسط ديناميكية كبيرة افتقدتها خلال الفترة الماضية (..) الخطوة التركية والمصرية ليست لمصلحة هاتين الدولتين حصراً بقدر ما هي حاجة إسرائيلية أيضاً، وهنا تأتي الفرصة الحقيقية للقيام بنقلة قد تعيد للمنطقة شيئاً من توازنها”.

8-المصالحة المصرية التركية: في بداية الأسبوع، مال الإعلام السعودي إلى فكرة إقدام أنقرة على تحقيق اختراق في العلاقات مع مصر، كما فعلت مع إسرائيل وروسيا، وأعلنت أنها سوف تفعل مع سوريا والعراق، كما تقدم. إلا أن تطورات الحدث بعد ذلك، أشارت إلى أن هذا التفاؤل السعودي بمصالحة مصرية تركية، يقود إلى تشكيل التحالف السُّنِّي الموسَّع في المنطقة الذي تريده الرياض، في مواجهة إيران.

ففي 12 يوليو، نشرت الصحف السعودية تصريحًا لنائب رئيس الوزراء التركي، والمتحدث باسم الحكومة، نعمان قورتولموش، في 11 يوليو، قال فيه إن أنقرة “لم تتخذ أي خطوات لتطبيع العلاقات مع مصر، لكنها تود استئنافها”، ثم، وفي 14 يوليو، عاد قورتولموش فقال إن بلاده سترغب فى تطبيع العلاقات مع مصر “لو منعت إعدام الرئيس المعزول محمد مرسى”.

وفي التصريحات الجديدة التي أدلى بها لشبكة “بلومبرج” الأمريكية، قال إن أنقرة تعتقد أن “بيان إرادة” من مصر للعالم فى هذا الاتجاه “ضروري من أجل إرساء الديمقراطية فى مصر ولتطبيع العلاقات مع تركيا”، وأكد أنه لا يوجد اتصالات رسمية للمصالحة بعد، مشيرًا إلى أن مصر وتركيا بلدان أساسيان فى الشرق الأوسط، ومن الطبيعي أن يكون هناك علاقات ود وأخوة بينهما.

وتوضح الجداول والأشكال التالية الأوزان النسبية لهذه القضايا الداخلية والخارجية وكذلك الشأن المصري في الإعلام السعودي:

خامساً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:

1. تركيا: خطاب سلبي، بسبب ما تواتر حول استضافة إيران لمحادثات بين مسؤولين أتراك وسوريين.

2. إيران وحلفاؤها في المنطقة: خطاب سلبي متصاعد بشدة.

3. الولايات المتحدة: خطاب محايد نسبيًّا، مع تراجع مستوى الاهتمام.

4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: خطاب سلبي متصاعد.

5. “الإخوان المسلمون” والإسلام السياسي والربيع العربي: خطاب سلبي، ولكن مع تراجع مستوى الاهتمام.

6. مصر والعلاقات المصرية – السعودية: إيجابي، مع استمرار في تراجع المستوى السلبي في تناول المواقع الصحوية للشأن المصري بشكل عام.

سادساً: الاستنتاجات:

1. تنتظر العلاقات المصرية السعودية محطة صعبة، هي 30 يوليو؛ حيث تصدر المحكمة الإدارية العليا حكمها في طعن الحكومة على قرار محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية “تيران” “وصنافير”. إلا أنه، ومن خلال تحليل مضمون المواد التي تتناول صورة مصر والعلاقات المصرية السعودية في الإعلام السعودي؛ فإنه يبدو منها أن هناك ترتيبات تمت في الكواليس لطمأنه الرياض في هذا الصدد؛ حيث إن الصمت الرسمي لا يزال قائمًا، بينما ظل التناول الخاص بحكم القضاء الإداري في الإعلام السعودي في إطار كونه إخباريًّا فحسب.

2. هناك تراجع “كبير” في مستوى المواد التي تتناول الإخوان المسلمين في الإعلام السعودي، كما لم يشارك الإعلام السعودي في موجة الانتقادات التي شنها ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، ضد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

كما لم يتناول الإعلام السعودي بالتعليق أي شيء يتعلق بما نشرته على ما نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية نقلاً عن “مصدر إخواني موجود في جدة”، بشأن لقاءات عقدها الملك سلمان مع القرضاوي وراشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، بشأن مدى قدرتهما على إقناع الأطراف “المتصارعة” داخل التنظيم في مصر، بقبول التوجهات السعودية التي تريد “لملمة الصراع”.

وأوضح المصدر أن “القيادة السعودية تجس نبض قادة الإخوان التاريخيين لمعرفة مدى قدرتهم على التحكم في التنظيم حال الانتهاء من المصالحة مع النظام في مصر، ومدى قدرة جناح الأمين العام للإخوان، محمود حسين، على السيطرة على انفعالات الشباب حال الموافقة على التصالح مع السيسي”.

وأشار إلى أن “مقترحات الرياض، وتتلخص في الإفراج عن المعتقلين وإخراج محمد مرسي إلى دولة عربية وانسحاب الإخوان من المشهد السياسي بشكل نسبي حتى هدوء الأمور، كفيلة بإنهاء حالة الصراع الصفري الدائر مع النظام، لكن شق محمود حسين رفض العرض”.

3. هناك حالة من الغضب الدبلوماسي السعودي من تحولات السياسة التركية إزاء سوريا؛ حيث إن أي تحسن في الموقف بين أنقرة ودمشق؛ سوف يقود إلى تقويض الجهود السعودية لتنفيذ تعهدات الرياض بالإطاحة بالأسد.

4. بات الصراع الإيراني السعودي، هو أهم محددات السياسة الخارجية السعودية، وذلك مرشحٌ له أن يتصاعد في الفترة المقبلة، وبدا ذلك في تصريحات الأمير تركي الفيصل خلال مؤتمر المعارضة الإيرانية، عندما تعهد بدعم جهود إسقاط النظام الحالي في إيران، إلا أن قدرات الرياض في تحقيق ذلك تبقى محدودة بحدود التصريحات؛ حيث إن وصول سياسات الرياض إلى هذا المستوى؛ سوف تعني حربًا صريحة ومباشرة بينها وبين طهران، في غير مصلحة الرياض وفق كل موازين القوى، بجانب أن القوى الإقليمية والدولية لن تسمح بذلك في ظل أوضاع مستعرة بالأساس.

5. هناك تباطؤ نسبي في الإجراءات التنفيذية الخاصة بـ “برنامج التحول الوطني 2020″، و”رؤية المملكة 2030″، ولا يمكن عزو ذلك إلى ظروف الشهر الكريم وعيد الفطر؛ حيث إن الأمر أعمق من ذلك بكثير؛ فلم يتم إلى الأن بالفعل أي شيء يمكن البناء عليه، سوى إجراءات في قطاعَيْ توطين الوظائف والإسكان، بينما لا توجد مشروعات كبرى بُدء في تنفيذها، مما يعضد فرضية الطابع الدعائي للبرنامج والرؤية، وهو ما سوف تؤكده أو تنفيه الفترة المقبلة (21 ).

———————–

الهامش

( 1 ) حماس وإيران تتمسكان بشعرة معاوية، 12 يوليو 2016م، الرابط

( 2 ) 10 يوليو 2016م، الرابط

( 3 ) 14 يوليو 2016م، الرابط

( 4 ) هجوم دام ضد موكب مسؤولين إيرانيين في كردستان، 12 يوليو 2016م، الرابط

( 5 ) 14 يوليو 2016م، الرابط

( 6 ) 10 يوليو 2016م، الرابط

( 7 ) “الجزيرة”، 14 يوليو 2016م، الرابط

( 8 ) 14 يوليو 2016م، الرابط

( 9 ) 14 يوليو 2016م، الرابط

( 10 ) المنتدى الاقتصادي العالمي: المملكة تتقدم تقنياً للمركز 33، “الجزيرة”، 14 يوليو 2016م، الرابط وطالع أيضًا: المملكة تسعى لتكون ضمن أعلى 7 دول في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، “الوطن”، 14 يوليو 2016م، الرابط

( 11 ) الحكومة اليمنية تنسحب من مفاوضات الكويت. والمبعوث الأممي يواصل مشاوراته مع الانقلابيين، “الرياض”، 15 يوليو 2016م، الرابط

( 12 ) هادي يطلق من مأرب معركة صنعاء. ويهدد بمقاطعة المشاورات، “الشرق الأوسط”، 11 يوليو 2016م، الرابط

( 13 ) مستشار 4 رؤساء أميركيين: سوريا وليبيا ستختفيان. والعراق سيفقد شماله الكردي، 14 يوليو 2016م، الرابط

( 14 ) 14 يوليو 2016م، الرابط

( 15 ) 14 يوليو 2016م، الرابط

( 16 ) الرابط

( 17 ) أردوغان يدافع عن مشروعه توطين لاجئين سوريين، 12 يوليو 2016م، الرابط

( 18 ) تعديل وزاري مرتقب في مصر، 12 يوليو 2016م، الرابط

( 19 ) مصر. الوفد المشارك بمؤتمر المعارضة الإيرانية قبل أيام “لا يمثل الحكومة”، 15 يوليو 2016م، الرابط

( 20 ) مجلس النواب المصري يناقش «تيران» وصنافير»، 15 يوليو 2016م، الرابط

( 21 ) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

 

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close