fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد السعودي 8 مايو 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

كانت الأوضاع في اليمن وسوريا، وملف الإخوان المسلمين، على خلفية تطورات العلاقات المصرية السعودية، على رأس قائمة اهتمامات الإعلام السعودي، خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا العدد من التقرير.

ويقدم هذا التقرير، في الإطار، رؤية مفصلة حول أهم القضايا التي شغلت الإعلام السعودي خلال الأسبوع المنصرم، واتجاهات التناول بين إيجابي وسلبي، وخصوصًا فيما يتعلق بمستجدات الحدث السياسي الداخلي والإقليمي والدولي، والعلاقات المصرية السعودية، وصورة مصر في الإعلام السعودي.

أولاً: حدث الأسبوع:

من خلال المؤشرات الإحصائية؛ يمكن القول إن “رؤية المملكة 2030″، استمرت كحدث الأسبوع في الإعلام السعودي، وإن كان التناول قد تباين بالكامل بين الإعلام الحكومي والموالي، وبين الإعلام الصحوي؛ حيث بدت هناك قطيعة شبه كاملة بين الإعلام الصحوي وبين الرؤية، باستثناء موقع “الإسلام اليوم”، الذي أفرد له ملفًّا خاصًّا، بينما كانت التطورات السورية واليمنية، وملف المشروع الإيراني والتشيُّع، له الأولوية في المواقع والمصادر والصفحات الصحوية.

ولا يمكن في حقيقة الأمر، الفصل بين ملف الرؤية في الإعلام السعودي، والحملة على الإخوان المسلمين؛ حيث صار هناك ارتباط موضوعي وإحصائي بين الملفَّيْن، في ظل الموقف الذي تبناه الإخوان من زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، واتفاق تيران وصنافير.

وبينما كان الاتجاه العام للتناول فيما يخص الرؤية، إيجابيًّا، وبشدة، كان كذلك الموقف من الإخوان المسلمين، سلبيًّا، وبشدة متصاعدة.

1. “رؤية المملكة 2030”:

كان هناك هذا الأسبوع تركيزًا في تناول الرؤية على أمرَيْن، الأول هو أهمية الرؤية في إحداث حالة من التحولات الكبرى في المملكة، على مختلف المستويات، والثاني هو الاهتمام بتناول ردود الفعل الخاصة بالمؤسسات الدولية والمصادر الإعلامية العالمية بالرؤية بشكل يعكس هذه الرؤية الإيجابية بطبيعة الحال.

في الجانب الأول، كان هناك الربط المعتاد بين الرؤية وبين الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، وزير الدفاع، وكيف أنه هو الذي سوف يقود المسيرة والسفينة خلال المرحلة القادمة.

فتقول راغدة درغام، على سبيل المثال في “الحياة” اللندنية (1):

“مدهشة «رؤية 2030» التي أعلنت عنها السعودية هذا الأسبوع -لأنها مشروع نهضة مبني على العلمية والبراغماتية وورشة عمل جماعي لاستبدال أنماط التأميم والريعية والإملاء بنهج ليبرالي اقتصادي واجتماعي وبفلسفة مكافأة الإبداع والحق بالتفوق والمساواة في المواطنة والشراكة في صنع القرار. هذه الرؤية أتت لتؤسس البنية التحتية اللازمة لإحداث نقلة تاريخية تهز السعودية، وهي تأتي بعكس ما أتى به «الربيع العربي» عندما أحدث اهتزازاً بلا أسس ذات ديمومة”.

وهذه العبارة مهمة في التدليل على عدد من الأمور في تناولات الإعلام السعودي للقضايا الكبرى بشكل عام، وهي “الخلط”؛ حيث إن المواد التي تتناول الرؤية، في الغالب تخلط في تناولها بين ذلك الأمر، وبين سياسات المملكة تجاه ملفات المنطقة، وقضايا أخرى مثل الأوضاع السياسية الداخلية، وأهمية دور الأمير محمد بن سلمان، والربيع العربي.

وهذا نجده بشدة في هذا المقال؛ حيث في فقرة أخرى، نجدها تقول:

“هذا الاحتفاء بحقنة الطمأنينة لا يعني أن دول الخليج في رخاء مضمون ضمن فقاعة تجعلهم بمعزل عما يحدث في جيرتهم الآنية أو في المنطقة العربية والشرق الأوسط. بل إن ضمن الجديد في السياسة الخليجية غير المعتادة، ما أقدمت عليه السعودية عندما قادت «التحالف العربي» في «عاصفة الحزم» في اليمن، وما تمسكت به من مواقف في المسألة السورية، وما اتخذته من خطوات اقتصادية نحو مصر”.

حيث الفقرة تتناول قضايا عدة، وتداخلها في بعضها البعض، بشكل قد لا يحمل أي رباط منطقي، إلا محاولة للإشادة بالسياسات السعودية.

نفس التداخل نجده في مقال جمال خاشقجي في “الحياة” كذلك، بعنوان “تيران وصنافير وسورية واليمن و«رؤية 2030»“، والمقال ليس كما يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى، من نوعية المقالات المجمَّعة التي تتناول قضايا مختلفة في فقرات منفصلة؛ حيث تناول خاشقجي كل هذه القضايا في سياق واحد مرتبط (2).

ويشير إلى نشاط السياسة الخارجية السعودية في هذه المرحلة، وحاكمية ملف إيران فيها، وأن كل ذلك الذي تناوله في المقال من قضايا يرتبط باستراتيجية عامة بدأت المملكة في تبنيها، لأجل تحريك عناصر قوتها المستغلَّة وغير المستغلَّة، من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

في الجوانب المتخصصة للرؤية، ظهرت أقلام كتبت عن قضايا المرأة فيها، على ضعف ما ذُكِرَ في وثيقة الرؤية في هذا الصدد؛ حيث اقتصر على التأكيد على أهمية دور المرأة، ورفع مستوى مشاركتها في سوق العمل إلى 22 بالمائة.

فتقول مها الشهري في “عكاظ”(3):

تطلعنا كمهتمين بالشأن الاجتماعي عن نصيب المرأة في رؤية 2030، وفي المؤتمر الصحفي الذي أقيم لإطلاق الرؤية وجه أحدنا سؤالا عن السماح بقيادة المرأة للسيارة توافقا مع الوعود بتمكين المرأة ضمن الخطة، وظهرت لنا المرونة في إجابة الأمير رغم أنه يعول على رغبة المجتمع بين قبوله لتمكين المرأة من هذا الحق أو رفضه لها”.

زاوية جديدة لتناول الرؤية، قدمتها مها محمد الشريف، في مقال لها في “الرياض”، أكدت فيه على أهمية بدء تحضير البنية الاجتماعية اللازمة لإنجاح الرؤية، والاستثمار في التنمية البشرية، من خلال التربية والتعليم، في القاعدة العريضة له، بجانب السياسات الاقتصادية التي يجب أن تسير بشكل موازٍ، ومن بينها التحول إلى مجتمع إنتاجي من أجل الخروج من حالة الاقتصاد الريعي، والاعتمادية على النفط (4).

وفيما يخص ردود الفعل الدولية إزاء الرؤية، نقرأ من “العربية. نت”، تقريرًا (5) يتناول ردود الأفعال “الإيجابية” “محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، تجاه “أكبر خطة للتحول الاقتصادي في السعودية”.

التقرير ركَّز على رد الفعل الأمريكي؛ حيث أعربت الولايات المتحدة في بيان عن “تطلعها إلى تقوية علاقاتها التجارية والاستثمارية مع السعودية” في إطار “رؤية المملكة 2030”.

كما نقلت عن صحيفة “التايمز” البريطانية، افتتاحيتها التي دعت فيها المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للأمير محمد بن سلمان، واصفة إياه بـ “الأمير غير المحدود”.

كما نشر التقرير مقتطفات من مقال افتتاحي لصحيفة الكريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، حمل عنوان: “جرأة رؤية السعودية” والتي رأت فيه الصحيفة أن مشروع الرؤية تضمن عرضًا لفرص ما بعد اقتصاد النفط عوضًا عن مجرد طرح مشاكل السعودية وكيفية معالجتها.

2. الإخوان المسلمون والإسلام الحركي:

أهم ملمح في هذا الملف، هو سلسلة اللقاءات التي عقدها الأمير محمد بن سلمان ضمن تسويق الرؤية الجديدة، وضمت كلاًّ من الدكتور محمد العريفي، أحد الرموز المحسوبة على الإخوان المسلمين، وحمد العتيق، أحد رموز التيار الجامي، أحد أهم تيارات الخضوع للدولة وأولي الأمر.

وفسر الإعلام السعودي ذلك على أنه رسالة من الأمير محمد بن سلمان، بأن المرحلة الجديدة بحاجة لتضافر جهود جميع أطياف المكوِّن المجتمعي السعودي (6).

ويقول الكاتب السعودي، الدكتور زيد الفضيل، في ذلك الأمر، إن ولي ولي العهد “يرمي إلى إرسال رسالة لكل التيارات تقول: «إننا أمام مرحلة جديدة من التحولات تفرض أن يكون هنالك حال حوار ووئام، ويجب أن تخدم كل التيارات خطة التحول الوطني، ونحتاج إلى مرحلة من الهدوء وعدم التجاذب لأن الوطن لا يحتمل اليوم حال التجاذب بين مختلف التيارات والأطراف»”(7).

إلا أن هذا الأمر يُعتبر استثناءً حقيقيًّا من التناولات الخاصة بالإخوان المسلمين والإسلام الحركي في الإعلام السعودي؛ حيث كانت غالبية التناولات في الإطار النقدي السلبي في اتجاهاته.

ففي “عكاظ” كتب علي العميم سلسلة مقالات من سبع حلقات، بعنوان: “لا مستقبل للإسلام الحركي في الرياض”، تناول فيها معالم من تاريخ الأدب السعودي، وأدب شبه الجزيرة العربية، وتطور الحياة الثقافية والإعلامية في المملكة والجزيرة العربية، وضمَّن حديثه الكثير من الانتقادات للإسلام الحركي، من بينها أنه مسؤول عن بعض مظاهر التأخُّر الفكري والثقافي.

أما ماجد الكيالي، في الحياة اللندنية، فقد تناول قضية المراجعات في فكر الإخوان المسلمين(8)؛ حيث قال إن الجماعة “لم تستطع، أو لم تقم، بنقد تجاربها على نحو مناسب وصحيح، حتى الآن، وحتى في اللحظات التي حصل فيها نوع من مساجلة بين سيد قطب (معالم في الطريق) وحسن الهضيبي المرشد العام الأسبق (دعاة لا قضاة)، وقوامها الدعوة «بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»، فإن هذا النقاش لم يأخذ حقه، أو لم يتكرس كثقافة في قواعد «الإخوان»، بدليل أن كتاب قطب ما زال بمثابة دليل لهذه الجماعة، والذي كان أحد اهم مصادر التيارات الإسلامية الجهادية والعنيفة والتكفيريّة”.

في “الحياة” كذلك، شنَّ حازم صاغية، هجومًا كبيرًا على الجماعة (9)، وقال في خلاصة مقاله، إنه لا يمكن – من واقع تاريخ الجماعة بحسب قوله – بناء مستقبل مع الجماعة قائم على التعاون والتفاعل الإيجابي.

والمقال مرَّ على تاريخ الإخوان المسلمين بالصورة التي يريد بها الكاتب التأكيد على أن الجماعة لا يمكن ائتمانها في تحالفات سياسية دائمة، مركزًا في هذا الإطار، على تناول علاقات الجماعة “المتقلبة” بالحكومات والأنظمة المختلفة، رابطًا بينها وبين بعض جرائم العنف السياسي والاغتيالات التي وقعت في مصر.

ومن بين الفقرات اللافتة في المقال:

“.. أمّا المحطة الأخرى التي افتُتحت بقيام عهد الرئيس حسني مبارك، أواخر 1981، فبدأت ملطّخة بالدم. ذاك أنّ مبارك تصرّف منذ يومه الأول في الرئاسة بكثير من الثأرية مع «الإخوان»، ردّاً منه على اغتيال السادات على أيدي إرهابيّين إسلاميّين خرجوا من عباءة «الإخوان» قبل أن ينشقّوا عنهم. بيد أنّ الفرص القليلة التي حُمل العهد المباركي على إتاحتها لتلامذة البنّا وقطب كانت تكشف مدى قوّتهم وتنامي التعاطف معهم ومع مظلوميّتهم المديدة”.

ويضيف كذلك:

“.. والحال أن «الإخوان» المصريّين، وعلى عكس «إخوانهم» الأتراك في «حزب العدالة والتنمية»، لم يصدروا عن تعطيل سياسي مديد فحسب، بل صدروا أيضاً عن افتقار كبير إلى المؤسسات المجتمعية الوسيطة التي يتعلّم الحزبيّون فيها السياسة كما يتعرّفون إلى اتّساع شبكة المصالح والأذواق والحساسيات في مجتمع تعدّدي ما”.

ثالثًا: أهم تطورات المشهد:

السياسة الداخلية:

ارتبطت القضايا السياسية الداخلية التي تناولها الإعلام السعودي خلال الفترة محل التناول، بالرؤية والقضايا المتعددة المرتبطة بها، ومالت المصادر السعودية المختلفة – عدا الصحوية – إلى تناول قضايا السياسة الداخلية، في سياق الحديث عن الإصلاحات العامة التي بدأها الملك سلمان.

كما استمرت وسائل الإعلام السعودية في المناورة بين المواد التي تتناول ذكر الأمير محمد بن سلمان، وبين ولي العهد، وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف؛ حيث حرصت بعض المصادر التابعة للحكومة السعودية، على نشر بعض الأخبار والتقارير التي تتناول نشاط الأمير محمد بن نايف، وبعض مظاهر “اهتمام” الإعلام العالمي به.

ومن بين ذلك، اهتمام بعض المصادر السعودية بوضع مجلة “التايم” الأمريكية، الأمير محمد بن نايف ضمن أهم مائة شخصية عالمية مؤثرة (10).

كما نقلت موافقة الأمير محمد بن نايف على الخطة التطويرية لكلية الملك فهد الأمنية، على اعتماد درجة البكالوريوس في مجالات أمنية متعددة، من بينها العدالة الجنائية، والأمن الوطني، والدراسات الاستخباراتية، وذلك خلال لقاء ولي العهد، اللواء سعد الخليوي، مدير عام الكلية، وعدد من طلاب الكلية.

ومن بين الأخبار التي تم نشرها عن أنشطة الأمير محمد بن نايف، رعايته عرض عسكري لوحدات قوات الأمن الخاصة والتطبيقات التكتيكية، وحفل تخريج الدورة التأهيلية للفرد الأساسي رقم 45، ودورة الصاعقة رقم 10 ذات المراحل الأربع، وعدد من الدورات التخصصية لوحدات قوات الأمن الخاصة.

– وليس بعيدًا عن ذلك، كان هناك اهتمام بتناول أخبار مكافحة الإرهاب، والتي كان من أهمها، واهتمت به المصادر السعودية على المستوى الإحصائي، إعلان قوات الأمن السعودية عن عملية ضد عناصر من تنظيم “داعش” في مكة المكرمة؛ حيث قتلت أربعة منهم.

– في المجال الاقتصادي، كان هناك اهتمام بالموافقة الملكية على رفع الحظر عن مجموعة بن لادن العاملة في مجال الإنشاءات، وإعادة تصنيف الشركة، وعودتها إلى العمل في المشروعات، ورفع حظر سفر رؤساء وأعضاء مجلس إدارة المجموعة.

ويعود أهمية القرار إلى ضخامة حجم الشركة؛ حيث يعمل فيها 200 ألف موظف، يتقاضون 1.7 مليار ريـال شهريًّا، وكان لحظرها بعد كارثة رافعة الحرم، في موسم الحج الماضي، 2015م، والتي أسفرت عن وفاة عشرات الحجاج، أثر كبير على قطاع الإنشاءات، ومن بين ذلك توقف العمل في مشروع مطار الملك عبد العزيز في جدة.

– في الجانب الاقتصادي كذلك، كان هناك أكثر من خبر وتقرير عن “بدء” تنفيذ رؤية المملكة 2030، مع تركيز المسؤولين السعوديين في هذا الصدد، على المشروعات الخدمية، وأنشطة توطين الوظائف، من خلال التركيز على التدريب والتوظيف والتمويل وهيكلة السوق (11).

ومن بين ذلك، تصريح لوزير العمل، مفرج بن سعد الحقبانيـ حول بدء منظومة العمل المكونة من الوزارة، وصندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، في تنفيذ رؤية المملكة 2030.

وأشار خلال افتتاحه ورشة عمل بعنوان: “مستقبل التدريب التقني والمهني في ضوء برنامج التحول الوطني” يوم الثلاثاء، 3 مايو، بالعاصمة الرياض، إلى أن منظومة العمل “تستهدف التوسع في برنامج التدريب الموجه والدعم الموجه والتوطين الموجه”.

– فيما يخص أنشطة الملك سلمان، اهتم الإعلام السعودي بتصريحاته خلال تكريمه للفائزين بجائزة الملك عبد العزيز للكتاب في دورتها الثانية، وبجائزة ومنحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية في دورتها السادسة لعامي 1436/ 1437هـ، والمقدمتين من دارة الملك عبد العزيز.

ومن بين ما قاله فيها، أهمية الاهتمام بالتاريخ “الحافل بالإنجازات” و”إطلاع الأجيال على ماضي الآباء”، بحسب العناوين الرئيسية للتقارير التي تناقلت الحدث.

السياسة الخارجية:

الحرب في سوريا:

تصدرت أخبار العمليات العسكرية والجرائم التي ارتكبها الطيران الحربي السوري والروسي، في مدينة حلب، لأخبار الصحف والمصادر السعودية، العامة والصحوية على حد سواء، وكان وسم “هاشتاج”: “#حلب_تحترق”، على رأس التقارير والأخبار التي تضمنتها الصحف والمصادر الإعلامية السعودية في هذا الصدد.

في المقابل، لم تحفل المصادر السعودية، في غير الإطار الإخباري، بالهدنة المعلنة في حلب، لمدة 48 ساعة، والتي جاءت بضغوط روسية وأمريكية على النظام السوري، وإنما كان التركيز الأساسي على جرائم النظام السوري، والتي كان آخرها مقتل 28 لاجئًا سوريًّا في قصف للنظام استهدف مخيم للنازحين بالقرب من بلدة سرمدا في ريف إدلب الشمالي.

في المستوى الميداني كذلك، كان هناك اهتمام بسيطرة تنظيم “داعش” على حقل “الشاعر” للغاز ذي الأهمية الاستراتيجية، في مدينة “حمص”، التي كان النظام السوري قد أعلن سيطرته عليها بالكامل في وقت سابق.

سياسيًّا، كان هناك اهتمام بتصريح لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، حول ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، إما طواعية، أو من خلال الحسم العسكري، وهو تصريح كرره الجبير من قبل، قبيل مفاوضات “جنيف 3″، في فبراير الماضي.

على مستوى مقالات الرأي، كان التركيز على انتقاد السياسات الروسية في سوريا، بجانب التأكيد على جرائم النظام السوري، وضرورات رحيله، واتهام الولايات المتحدة بالتسبب في استمرار الأزمة في سوريا.

وفي ذلك كتب عبد الوهاب بدرخان، يقول (12):

الحقيقة العارية هي الآتية: #الأسد -خامنئي-بوتين -أوباما - مجرمون - يحرقون - حلب… إنهم يقتلون الأطفال والنساء، الأطباء والممرضين والمسعفين. يريدون قتل المكان الذي وُجد وتألق قبل أن تُوجد أماكنهم، بلدانهم، دولهم، وقبل أن يكونوا. التحقوا جميعاً بمغول هولاكو ليصبحوا مغول يومنا الحاضر، يقتبسون من ذلك الطاغية تعطشه للدم وشغفه بذبح البشر كقطعان الماشية.

كما كان هناك اهتمام بالدعوة الفرنسية لاجتماعٍ، الإثنين 9 مايو، لدول أصدقاء سوريا، وتشمل الدعوة أربع دول فقط، وهي قطر وتركيا والإمارات والسعودية، لبحص تقديم المزيد من الدعم السياسي والمعنوي للمعارضة السورية، سواء استؤنفت المفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف، أم لم تُستأنف.

الأزمة في اليمن:

طغت الأوضاع الميدانية على التقارير والأخبار الخاصة بالمفاوضات الجارية في الكويت، بين الوفد الذي يمثل الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، والوفد الذي يمثل الحكومة اليمنية.

وكانت أهم التطورات في الإطار السياسي والميداني في الداخل، التي ركزت عليها التغطيات الإخبارية، إعادة فتح مطار عدن، وهبوط أول رحلة تجارية لـ “الخطوط اليمنية”، فيه، وإعلان مسؤولين يمنيين أن خسائر قطاع الطاقة في اليمن تجاوزت 7 مليارات دولار منذ بداية الأزمة في مارس 2015م.

كما تم نشر تقرير لوزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية، حمل عنوان “المستجدات الاقتصادية والاجتماعية في اليمن” لشهر أبريل، كشف عن أن الريـال اليمني فقد ما بين 16.3 و25.6 في المائة من قيمته، مما أدى إلى تآكُل الدخل الحقيقي للأفراد وتردي مستوى معيشة المواطن اليمني.

كذلك كان هناك اهتمام بإعلان تنظيم “القاعدة” عن بدء سحب مسلحيه من بلدتَيْ زنجبار وجعار الواقعتَيْن في محافظة أبين جنوب اليمن.

أما في الكويت؛ فقد كان التأكيد على تعنت الحوثيين في المفاوضات، مما أدى إلى توقفها، ولكن يمكن استنباط بعض الأمور من خلال ما تداولته وسائل الإعلام السعودية حول الأزمة اليمنية، والمفاوضات في الكويت؛ حيث يبدو أن الحكومة السعودية ترغب في التوصل إلى حلٍّ سياسي للأزمة الراهنة؛ حيث عرضت وفد الحكومة اليمنية الموالية للرياض، مشاركة الحوثيين في حكومة وطنية، وهو ربما ما وصل إلى الحوثيين، فمالوا إلى التشدد في المفاوضات الحالية.

الأوضاع في تركيا:

بجانب الانتقادات الموجهة إلى الإخوان المسلمين، والتي طالت “إخوان تركيا” – في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم، والرئيس رجب طيب أردوغان – كان هناك اهتمام كبير في المصادر السعودية التي لها تحديثات إليكترونية آنية، بجانب المصادر الفضائية الإخبارية، بإعلان رئيس الحكومة التركية، أحمد داوود أوغلو عن نيته التنحي عن رئاسة الحزب والحكومة، ودعوته إلى مؤتمر عام لحزبه، يوم 22 مايو الجاري، لانتخاب بديل له.

“الحياة” اللندنية و”إيلاف”، في ذلك، نقلت عنوان وكالة الـ “فرانس برس”، حول المؤتمر الصحفي الذي عقده أوغلو، وكان فيه إشارات سلبية حول أردوغان، وهو: “داود أوغلو يعلن نيته «التنحي» وأردوغان يحكم قبضته على السلطة”.

قبل ذلك بيوم، تناقلت وسائل الإعلام السعودية تقارير حول ما وصفته بلقاء حاسم بين أردوغان وداود أوغلو، وتصريحات لأردوغان انتقد فيها رئيس وزرائه من دون أن يسميه، قال فيها: “على الإنسان أن يذكر دوماً كيف وصل إلى المنصب الذي يشغله. وأياً يكن منصبه، مختاراً أو نائباً أو رئيس وزراء أو رئيساً، فإن من يعمل من أجل مصالحه الشخصية فقط، يهدم كل العمل الجماعي الذي تقوم به مؤسسات الدولة، من أجل تركيا»”.

قضية التعديلات الدستورية التي تستهدف النواب الأكراد كانت في خلفية الموقف، وفي ذلك تناقلت المصادر السعودية اللندنية، تحذيرات لرئيس “حزب الشعوب الديموقراطي” الموالي للأكراد، صلاح الدين دميرطاش، حول مشروع القانون الذي طرحه حزب العدالة والتنمية لتجريد النواب الأكراد أو المؤيدين لهم، من الحصانة البرلمانية، قال فيها إنه سيفاقم العنف ويخنف الحياة السياسية والديمقراطية في البلاد، واعتبار دميرطاش، أن الرئيس التركي “هو أبرز عقبة أمام متابعة عملية السلام» بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني”.

إلى ذلك، كان هناك اهتمام بتصريحات مناهضة للإخوان المصريين في تركيا، من جانب مستشار أردوغان، عمر الفاروق قرقماز، اتهمهم فيها بتوريط تركيا من خلال ما وصفه بـ “شعارات مرعبة”، تثير القلق من تركيا في أوروبا.

السياسات الأمريكية:

ارتبط تناول الإعلام السعودي للسياسات الأمريكية، بثلاثة ملفات رئيسية، الأول هو الأزمة السورية، والثاني، هو المشروع الإيراني في المنطقة، والثالث هو الانتخابات التمهيدية للحزبين، الجمهوري والديمقراطي، لاختيار مرشحَيْ الحزبَيْن لانتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي أسفرت عن انفراد الملياردير دونالد ترامب، المعارض للمسلمين والمهاجرين، بترشيح حزبه، بعد انسحاب منافسيه الرئيسيين، وهو ما كان موضع انتقاد للصحف والمصادر السعودية، الصحوية والعامة.

ولعل العنوان الذي نشره موقع “المسلم”، معبرًّا بدقة عن ذلك؛ حيث قال: “أمريكا: “ترامب” المعادي للمسلمين المرشح الجمهوري الوحيد للرئاسة”، وذكر فيه أنه مع الانسحاب الرسمي لآخر منافسيه، جون كاسيك، حاكم ولاية أوهايو، الأربعاء، 4 مايو، أصبح دونالد ترامب “المعادي للمسلمين” المرشح الوحيد في السباق الجمهوري للانتخابات الرئاسية.

في الموضوعَيْن السوري والإيراني، فيما يخص السياسات الأمريكية؛ كان الاتجاه الغالب في التناول ومقالات الرأي، هو الاتجاه السلبي.

المشروع الإيراني في الإقليم:

كما تقدم، وفيما يخص الموضوع الإيراني؛ كان هناك تيار عام يميل إلى التأكيد على تماهي السياسات الأمريكية في المنطقة مع مفردات المشروع الإيراني، ومتطلبات تمدده.

وفي هذا الصدد، نختار من “الشرق الأوسط” اللندنية، مادة مهمة تجمع بين قضايا عدة معًا، مثل الإخوان المسلمين وقضية “الإرهاب”، وتاريخ المشروع الإيراني في الشرق الأوسط.

التقرير كان بعنوان: “علاقات إيرانية متجذرة مع الجماعات المتشددة”(13)، تقول فيه الصحيفة:

“تطرح القيادة الحالية في إيران نفسها حاليًا «شريكًا» للغرب والمجتمع الدولي في حربه على تطرّف «داعش» و«القاعدة»، وهي تبرّر تدخلها السافر في سوريا لقمع الانتفاضة الشعبية على نظام بشار الأسد، بأنه لقتال «التكفيريين» و«الإرهابيين». غير أن تاريخ ملالي طهران منذ نجاح ثورة الخميني عام 1979 يشمل حالات كثيرة من التعاون الوثيق بينهم والجماعات التي تصفها طهران بـ«التكفيرية» و«الإرهابية» – ومنابعها الفكرية”.

ومن بين هذه الجماعات التي ركَّز عليها التقرير، الإخوان المسلمون، وتنظيم القاعدة؛ حيث ذكر التقرير:

“وثَّق علاقة نظام الولي الفقيه في إيران بسائر الحركات الإسلامية المتشددة في العالم العربي والإسلامي، بدءًا من الإخوان المسلمين ووصولا لـ«القاعدة» وفروعها، أنها مثلت في وعي وخيال هؤلاء بعد نجاحها النموذج الملهم والتنظيم الثوري الإسلامي الأول الذي نجح في إقامة «دولته الإسلامية»، وإزاحة نظام حكم وضعي علماني كافر -حسب قاموسهم الأيديولوجي -وإسقاطه والسيطرة على أحد كبرى بلاد العالم الإسلامي (إيران في حالتنا)”.

وسائل الإعلام السعودية اهتمت كذلك، بتصريحات لمستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، للشؤون العسكرية، وقائد الحرس الثوري السابق، الجنرال رحيم صفوي، تحدث فيها عن استراتيجية إيران في العقدَيْن المقبلَيْن، قال فيها إن أهم ما تتضمنه هذه الاستراتيجية تعزيز دعم “حزب الله” اللبناني، ومساعدته على بلوغه “الاكتفاء الذاتي” ماليًّا وعسكريًّا، ليصبح القوة الكبرى في لبنان، مؤكدًا ضرورة تمكينه من الحفاظ على إمكانياته “تحت أي ظرف” في المشهد السياسي اللبناني.

3. قضايا مصر والعلاقات المصرية – السعودية:

منذ فترة تهمين على المصادر السعودية قضايا العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، على خلفية حزمة الاتفاقيات و”المنح” المتبادلة، التي رافقت زيارة الملك سلمان إلى مصر، في أبريل الماضي، والتي كان على رأسها تخلي مصر عن جزيرتَيْ “تيران” وصنافير” نظير حزمة مساعدات وإسناد سياسي واقتصادي للنظام في مصر.

بداية، استمرت مسألة التأكيد على “سعودية” الجزيرتَيْن في صدارة الموضوعات التي تخص الشأن المصري في الإعلام السعودي، ويبدو من محتوى مقالات الرأي التي تناولت هذه المسألة، أن كُتَّاب المقال السعوديين قد “ضاقوا ذرعًا” بالمعارضة المستمرة من جانب العديد من القوى والأطراف السياسية والشرائح الاجتماعية في مصر، لاتفاق الجزيرتَيْن؛ حيث رفض بعض الكُتَّاب السعوديين مجرد فكرة طرح الأمر للاستفتاء على الرأي العام في مصر.

فيقول أحمد الحناكي، في “الحياة” اللندنية في هذا الصدد، على سبيل المثال (14):

في شقيقتنا مصر طالب أحد المعارضين لإعادة جزيرتي (تيران وصنافير) إلى السعودية بإحالة الأمر إلى استفتاء شعبي في مصر، بالموافقة من عدمها، والواقع أن هذا أمر غير منطقي لأسباب عدة، منها أن الأمر ليس شأناً داخلياً مصرياً، ليقرروا الأمر من خلاله، فالحقوق لا يُستفتى عليها”.

في الإطار السابق، كان هناك حرص على التأكيد على أمرَيْن أساسيَّيْن فيما يخص العلاقات المصرية السعودية في هذه المرحلة، الأول، هو متانة العلاقات بين البلدَيْن، وأهمية كليهما للآخر، والثاني، أن التنسيق المصري السعودي، إنما هو في إطار تحالف إقليمي أكبر وأوسع لمواجهة الأزمات الراهنة.

ويركز الإعلام السعودي الذي يتناول هذه المسألة على أن الخليج يُعتبر جبهة موحدة في هذا الصدد، بالرغم من بعض الانتقادات التي تُوجَّه من آنٍ لآخر إلى كل من قطر وسلطنة عُمان، بسبب سياسات الأولى في موضوع الإخوان المسلمين والربيع العربي، وموقف الثانية الإيجابي الداعم للحوثيين في اليمن.

نديم قطيش في “الشرق الأوسط” اللندنية، على سبيل المثال، ركز على أهمية مشروع جسر الملك سلمان المزمع إقامته بين المملكة وشبه جزيرة سيناء في مصر، في التعبير عن حالة من التكامل العربي، شمل في حديثه فيها، كلاً من: مصر والأردن والمملكة، وباقي دول الخليج العربي.

ولكنه لم ينسَ -كما باتت العادة في الإعلام السعودي الموالي -أن يضع الأمير محمد بن سلمان، في صورة الموقف؛ حيث أشار إلى أن كل ما تحقق من إنجازات في العلاقات المصرية السعودية، جاء بعد جولات قام بها الأمير محمد بن سلمان، ثم امتد به الحديث إلى تناول رؤية المملكة 2030، في سياق طبيعي -كما تقدم -في صدد خلط الأوراق في المصادر السعودية.

ومن بين العبارات اللافتة في هذا المقال (15):

“تبدأ الحكاية من الجسر. كان الإعلان في القاهرة، قبل نحو أسبوعين، عن مشروع جسر الملك سلمان بن عبد العزيز بين السعودية ومصر، بل بين آسيا وأفريقيا، إعلانًا غير مباشر عن أول نجاح استراتيجي لولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. الزيارة الملكية سبقتها جهود تمهيدية وتفاوضية ضخمة قادها الأمير الشاب. راوغ الفشل مرارًا. عدة زيارات ولقاءات سرية وشبه سرية إلى مصر، أفضت إلى الهندسة الناجحة للرحلة التاريخية للعاهل السعودي، التي بها سيؤرخ لزمن عربي جديد. بل لعروبة جديدة”.

ويضيف في موضوع التحالفات هذا:

في مقابلته مع قناة «العربية»، لتقديم الخطوط العامة لـ «رؤية السعودية -2030»، حدد الأمير محمد ثلاث مناطق قوة للحضور السعودي، وتوقف بتفصيل لافت عند المكون الثالث، وهو الموقع الجغرافي، مشيرًا إلى فرادة السعودية في تحكمها بأهم 3 مضايق بحرية في العالم، حيث يمر 30 في المائة من التجارة العالمية البحرية. أشار بالاسم إلى جسر الملك سلمان المرشح أن يكون المعبر البري الأهم في العالم، ولمح إلى استراتيجيات موضوعة للاستثمار في الخدمات اللوجستية، سواء في الطيران أو الموانئ أو المجمعات الصناعية، كما إلى خطط الربط بين دول الخليج ومصر والأردن.

كذلك، وتحت عنوان: “الحراك الخليجي في مصر. شراكة متنامية تفرضها اضطرابات المنطقة”(16)، نشرت “الشرق الأوسط” اللندنية تقريرًا مهمًّا، على خلفية تقييمها لزيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى مصر، العاهل البحريني، الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.

التقرير عن مسؤولين وسياسيين قولهم إن الحراك الخليجي المتزايد والملحوظ تجاه مصر يأتي في إطار شراكة سياسية واقتصادية جديدة ومتنامية تفرضها الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليا، وفي ظل إدراك متبادل لدى تلك الدول بأن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار القاهرة”.

وأضافوا أن هذا التحالف الإستراتيجي بين السعودية ومصر ومعهما الإمارات وكذلك البحرين والكويت، يمكن أن يطلق عليه “تحالف الدول المسؤولة” التي تسعى لإعادة حالة الاستقرار إلى المنطقة في مواجهة الفوضى التي تثيرها عناصر داخلية وقوى إقليمية تعبث بأمنها، وعلى رأسها إيران.

وعلى الهامش، تم نشر خبر يتعلق بموافقة مجلس الوزراء السعودي على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، خلال جلسته التي عُقِدت يوم الإثنين، الثاني من مايو الجاري.

– تبعًا للصورة الماضية؛ كانت الأخبار الواردة في الصحف والمصادر السعودية العامة، حول مصر إيجابية، بحيث عكست شكلاً من أشكال الاستقرار، والتطور في المجال الاقتصادي.

وكان قطاع الطاقة في مصر من أهم القطاعات التي كان هناك اهتمام بها، ومن بين ذلك، أن مصر تسعى إلى وصول استثمارات شركات النفط الأجنبية العاملة فيها إلى نحو 12.1 مليار دولار خلال السنة المالية 2016-2017م، وذلك سعي المجموعة المالية “هيرميس”، والتي وصفتها “الحياة” اللندنية بأنها أحد أكبر بنوك الاستثمار في الشرق الأوسط، إلى زيادة الاستثمارات التي تديرها في مجال الطاقة المتجددة من 730 مليون يورو حالياً إلى ما بين 1.5 مليار ومليارَيْ يورو خلال العامين المقبلين.

كما تم نشر تصريح لمصدر مسؤول في “الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية” (إيجاس)، أن مصر ستستقبل أول شحنة غاز مسال من شركة “روسنفت” الروسية في مايو الجاري.

كذلك جرى تداول تقارير عن تعاون مصري إماراتي في مجال الاستثمار غير النفطي، وسبل تذليل عقباته.

ولكن لم يخلُ الأمر من تقارير أخرى في المواقع الصحوية، عن الأوضاع الاقتصادية السيئة في مصر، ومن بين ذلك، تقارير لوزارة المالية المصرية، صدرت يوم 5 مايو، حول وصول عجز الموازنة في البلاد، إلى مستوى 223 مليار جنيه (25.1 مليار دولار)، بما يعادل 7.9% من الناتج المحلي الإجمالي في الشهور الثمانية الأولى من العام المالي الجاري 2015/2016م (17).

– من الأحداث الداخلية المهمة في مصر، والتي حظيت باهتمام الإعلام السعودي، واقعة اقتحام قوات الشرطة المصرية، لنقابة الصحفيين، في مساء الأول من مايو، واعتقالها كلاًّ من عمرو بدر ومحمود السقا، من “بوابة يناير”، وما نتج عن ذلك من أزمة رافقتها احتجاجات داخل وأمام النقابة.

وتحت عنوان: “اقتحام النقابة… واقتحام الصحافة!”، كتب محمد صلاح في “الحياة” اللندنية، يوم 5 مايو (18)، ينتقد الحدث، لكنه يبرره، ويتهم الجماعة الصحفية المصرية بأنها المسؤولة عما جرى، من خلال اتهامات بعضها البعض بسبب مواقفهم السياسية، أو انتماءاتهم، وتحول بعضهم إلى أدوات في أيدي قوىً أخرى، وما شابه ذلك.

الطريف أنه يقول إن هذه الظواهر السلبية في مجال الصحافة المصرية، بدأ مع ثورة يناير، باعتبار أن الصحافة المصرية أيام المخلوع مبارك، كانت على أكبر قدر من الضبط المهني، والانحياز للوطن والمواطنين.

المهم أنه ختم مقاله بالقول:

“رفع صحافيون أمس لافتة تحمل عبارة «الصحافة ليست جريمة» واستخدمت صحف على مدى اليومين الماضيين العبارة كعناوين رئيسية لها لكن المؤكد أن الصحافي مواطن يخضع للقانون ويحتاج إلى مناخ وظروف طبيعية ليمارس مهنته من دون أن يكون أداة في يد سلطة أو جهة أو رجل أعمال، مهنة ظلّت سنوات تتعرّض للاقتحام!”.

في السياق، تناولت بعض المصادر السعودية في الإطار الإخباري فحسب، بيان الجمعية العمومية غير العادية للنقابة، والذي طالب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالاعتذار للجماعة الصحفية، وإقالة وزير الداخلية مجدي عبد الغفار، ردًّا على اقتحام النقابة.

– التطورات الحقوقية كانت حاضرة، ولكن في إطار خبري كذلك، منعًا لإثارة حساسيات مع القاهرة، وكان الخبر الأهم في ذلك، هو حبس الناشطة سناء سيف ستة أشهر، بتهمة إهانة القضاء، وحكم محكمة عسكرية مصرية، بمعاقبة 144 معارضًا للنظام، بالسجن لمدد تتراوح بين 15 و25 عامًا، وبراءة اثنين آخرين، على خلفية إدانتهم باتهامات تتعلق بـ “اقتحام” أحد المنشآت الشرطية في محافظة المنيا.

– في شؤون داخلية أخرى، نقلت المصادر السعودية خبر تبرئة رئيس الوزراء الأسبق، أحمد نظيف، من تهمة الكسب غير المشروع، وتمديد السيسي لحالة الطوارئ في شمال سيناء لثلاثة أشهر أخرى، ومطالبة القاهرة، السلطات الإيطالية بـ “سرعة كشف ملابسات وفاة مواطن مصري”، في مدينة نابولي، جنوبي إيطاليا، فيما تمر العلاقات بين البلدَيْن بتوتر بسبب قضية مقتل الناشط الإيطالي، جوليو ريجيني، في مصر، في يناير الماضي.

– يوم الخميس، 5 مايو، نشر موقع “الإسلام اليوم”، تقريرًا لصحيفة لوبون الفرنسية، حول دور النظام المصري الحالي في حصار قطاع غزة، وذكر التقرير أن القطاع على وشك كارثة بيئية اقتصادية، إثر الحصار، وأشارت الصحيفة إلى أن عزل نظام السيسي للحدود وغمرها بالمياه للقضاء على الأنفاق، أقفل النافذة الأخيرة لقطاع غزة المحاصر (19).

– على الهامش، نشرت بعض المصادر السعودية خبر إطلاق سراح رجل الأعمال السعودي، حسن السند، الذي خُطِف قبل نحو أسبوعين، ولكن مصادر مصرية ذكرت أن ذويه قد دفعوا فدية خمسة ملايين دولار مقابل الإفراج عنه.

والجداول والأشكال التالية توضح الأوزان النسبية لهذه الحزمة من القضايا الداخلية والخارجية وكذلك الشأن المصري في الإعلام السعودي:

الجدول رقم (1)

القضايا الخارجية في الإعلام السعودي وتوزيعاتها النسبية

الشكل رقم (1)

الجدول رقم (2)

أبرز القضايا الداخلية في الإعلام السعودي وتوزيعاتها النسبية

الشكل رقم (2)

الجدول رقم (3)

القضايا المصرية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (3)

اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:

1. تركيا: خطاب سلبي باستثناء المواقع الصحوية.

2. إيران وحلفاؤها في المنطقة: استمرار في تصعيد الخطاب السلبي.

3. الولايات المتحدة: استمرار في تصعيد الخطاب السلبي.

4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: استمرار في التصعيد السلبي.

5. الإخوان المسلمون والإسلام السياسي والربيع العربي: تصعيد في المواقف السلبية، باستثناء المواقع الصحوية.

6. مصر والعلاقات المصرية – السعودية: إيجابي للغاية، باستثناء المواقع الصحوية.

رابعًا الاستنتاجات والتوصيات:

الاستنتاجات:

1. يستمر تكريس شكل التحالف الجديد الذي تقوده الرياض في المنطقة، والذي أشارت مصادر سعودية إليه بعبارة “الدول المسؤولة”، ويشمل أربعَ دولٍ خليجية، وهي بجانب السعودية، البحرين، والكويت، والبحرين، بالإضافة إلى كلٍّ من مصر والأردن، مع إشارات حول دور مغربي في هذا الأمر.

2. لم تتضح بعد تأثيرات أزمة تصريحات مستشار الرئيس التركي، عمر الفاروق قرقماز المناهضة للإخوان المصريين ونشاطهم في تركيا، واستقالة أوغلو من رئاسة الحكومة والحزب الحاكم في تركيا، بالصورة التي جاء بها الأمر؛ أزمة مع أردوغان، على واقع الإخوان المسلمين المصريين في تركيا، وأنشطتهم المناهضة للنظام، إلا أن الأمر يشير إلى أن هناك نقطة زمنية مفصلية الآن، تتطلب العمل على تحديد بدائل، حتى لو كان هناك تطمينات من الرئيس التركي في هذا الصدد.

3. هناك حالة من الاستقرار النسبي يعيشها النظام المصري، بالرغم من القراءات الأخيرة المتعلقة بالاحتجاجات الخاصة بتيران وصنافير وأزمة نقابة الصحفيين؛ حيث إن النظام لم يكن ليقدم على هذه الخطوات الإشكالية، ما لم يكن مُدرِكًا أن الاحتجاجات لن تخرج عن الإطار النخبوي الراهن، مع عدم قدرة المعارضة المصرية على تعضيد صفوفها، واستقطاب جمهور أوسع لاحتجاجاتها.

4. يمكن القول إن أزمات المنطقة كلها الآن ترتبط في السياسات السعودية، بخيط واحد، وهو التمدد الإيراني، وهو ما يقف كذلك خلف السياسات السعودية الراهنة لتدعيم مناعة الدولة، من خلال الرؤية الجديدة في المجال التنموي، وسياسة التحالفات الراهنة في الإقليم، والتي أنفقت السعودية لأجلها عشرات المليارات من الدولارات.

5. هناك ضعف واضح في تبني الإخوان المسلمين والتيار الصحوي في السعودية، لسياسات فعالة لمواجهة الحملة الراهنة المتصاعدة ضدهم في الإعلام السعودي.

————————————-

الهامش

(1). «رؤية 2030»: ثورة هادئة براغماتية النهج والآليات، 29 أبريل 2016م، الرابط

(2). 30 أبريل 2016م، الرابط

(3). المرأة في رؤية 2030، 30 أبريل 2016م، الرابط

(4). رؤية 2030 لتعزيز الاقتصاد، 5 مايو 2016م، الرابط

(5). “الرؤية السعودية 2030”.. ردود فعل أميركية وبريطانية، 27 أبريل 2016م، الرابط

(6). السعودية.. صراع التيارات لا يخدم الرؤية نحو العالم الأول، “الحياة” اللندنية، 28 أبريل 2016م، الرابط

(7). المصدر السابق.

(8). حدود المراجعات التي يجريها ولا يجريها الإخوان المسلمون، 29 أبريل 2016م، الرابط

(9). عن «الإخوان المسلمين» في تعدّد أطوارهم، 30 أبريل 2016م، الرابط

(10). «تايم»: ولي العهد السعودي ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، “الشرق الأوسط” اللندنية، 29 أبريل 2016م، الرابط

(11). وزير العمل: بدأنا في تنفيذ رؤية المملكة 2030.. ونعمل على برامج موجهة للتوطين، “الرياض”، 5 مايو 2016م، الرابط

(12). سيحرقون حلب ثانيةً ولن يرضَوْا إلا بحلٍّ عسكري، “الحياة”، 5 مايو 2016م، الرابط

(13). الرابط

(14). لا استفتاء على الحقوق، 30 أبريل 2016م، الرابط

(15). أمير جسر العبور، “الشرق الأوسط”، 30 أبريل 2016م، الرابط

(16). الرابط

(17). 25.1 مليار دولار قيمة عجز الموازنة المصرية في 8 أشهر، “الإسلام اليوم”، 5 مايو 2016م، الرابط

(18). الرابط

(19). لوبوان: نظام السيسي يعزز حصار غزة ويلوث مياهها الجوفية، “الإسلام اليوم”، 5 مايو 2016م، الرابط

 

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close