fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد الإقليمي 19 مارس 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يتناول التقرير عرضاً لأهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 8 و18 مارس 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: تطورات المشهد السعودي:

أزمة التصريحات الأميركية السعودية: الأمير تركي الفيصل: “لا يا أوباما” سكاي نيوز عربية”،

الصراع السعودي الإيراني: الجامعة العربية تعتبر حزب الله تنظيماً ارهابياً “الجزيرة نت”، الوفد السعودي ينسحب من القمة العربية اعتراضاً على الجعفري “العربي الجديد”والسعودية: إبعاد كل مقيم متعاطف مع حزب الله “العربية نت”،  البحرين ترحل عدد من اللبنانيين على صلة بحزب الله ” الجزيرة نت” و اختتام مناورات “رعد الشمال”.. ورئيس الأركان السعودي: أكبر تجمع عسكري عربي إسلامي يحقق أهدافه “سي أن أن عربي”

السعودية والأزمة اليمنية: عملية تبادل للأسري بين السعودية والحوثيين “بي بي سي”.

دلالات التطورات السعودية:

1ـ خلال الأسبوع الماضي برز تطور مهم في المشهد السعودي وعلاقته بالولايات المتحدة، بعد التصريحات التي ادلى بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول تغريد السعودية خارج سرب السياسة الخارجية الأمريكية وتوجيه عدة انتقادات للمملكة، وهذه التصريحات والانتقادات تعد الأخطر خلال عقود من العلاقات المنسجمة بين واشنطن والرياض والأمر الذي دفع وسائل الإعلام السعودية الرسمية والخاصة لإفساح المجال للرد على تصريحات أوباما، فكان أول المدافعين عن الرياض الأمير تركي الفيصل سفير السعودية السابق في واشنطن والذي رد في مقال نشرته صحيفة “arab news” السعودية الناطقة بالإنجليزية قائلا لأوباما “نحن لا نغرد خارج السرب” ووضح في مقاله ما قدمته السعودية لأميركا خلال عقود من التحالف بينهما، كما كتب صحفيون محسوبون على النظام السعودي أيضاً عدة مقالات ردوا فيها على تصريحات أوباما التي أثارت غضب السعودية وأظهرت الانحياز الواضح منه لإيران وروسيا.

وثمة سؤال مهم يبرز في هذا السياق، لماذا تخلى الرئيس الأميركي عن دبلوماسيته المعهودة ووجه هذه الانتقادات اللاذعة للنظام السعودي؟ هنا تبرز كثير من الاحتمالات للرد على هذا السؤال ومنها، أنه ربما أراد أوباما قبل أن يغادر البيت الأبيض أن يخلط الأوراق الإقليمية ويؤجج الصراع المذهبي السني الشيعي في المنطقة، أو ربما يكون الهدف منه تصدير أزمة للرئيس القادم في واشنطن خاصة وأن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يعد الأوفر حظا إذا ما كانت الانتخابات النهائية بينه وبين وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ومرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.

2ـ أيضاً خلال الأسبوع المنصرم لازالت الأزمة بين إيران والسعودية في تزايد، فبعد أن تم تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية في مجلس التعاون الخليجي ضغطت السعودية وحلفائها في الجامعة العربية حتى صدر قرار بإجماع الأعضاء عدا لبنان والعراق بتصنيف الحزب كمنظمة إرهابية  وكذلك قامت بعض دول الخليج مثل البحرين بترحيل بعض اللبنانيين الشيعة من البلاد بحجة العلاقة مع حزب الله وكذلك قيام الإمارات بمحاكمة خلية قالت أنها تابعة للحزب في الإمارات، فهذا التصعيد قد وصل إلى أقصاه بإعتبار جناح ايران المسلح في الدول العربية وهو حزب الله في موقف المحاصر في كل الدول العربية تقريباً، وهو سيكون له تعدياته بلا شك.

3ـ ثمة تطور آخر في العلاقة بين السعودية والحوثيين وهو ما تم الإعلان عنه حول عقد لقاءات بين مسؤولين سعوديين وقيادات تابعة لحركة أنصار الله الشيعية، في أحد المنتجعات بمدن الجنوب السعودية، لحل الأزمة الدائرة في اليمن والذي تكللت بعض فصوله بنجاح حيث تم الإعلان عن صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين إذ أفرج الحوثيون عن جندي سعودي وعدد من الجثث كانت في حوزتهم، بينما أطلقت الأجهزة الأمنية السعودية سراح عدد من الأسرى الحوثيين لدى الجيش السعودي.

أيضا التصريحات التي أدلى بها بعض قادة الحوثيين عن عدم تدخل إيران في اليمن يأتي ربما في إطار إبداء حسن النوايا تجاه السعودية التي حقق حليفها على محسن الأحمر نجاحات مهمة منذ توليه قيادة العمليات العسكرية في اليمن، وعزز موقفها وفي الوقت ذاته أضعف موقف الحوثيين مما دفعهم إلى القبول ربما بالتصالح ولكن بشروط السعودية.

4ـ أنهى التحالف الإسلامي هذا الأسبوع مناورات رعد الشمال التي كانت تشارك فيها 20 دولة عربية وإسلامية وحضر العرض الختامي عدد من المسؤولين والرؤساء كان أبرزهم السيسي والرئيس السوداني ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف.

ثانياً: تطورات المشهد اليمني:

نجاح قوات هادي والمقاومة في فك الحصار عن تعز بعد 9 أشهر من سيطرة الحوثيين “روسيا اليوم” ، الجيش اليمني يقاتل في تعز ويتطلع لما بعدها “الجزيرة نت”، الحكومة اليمنية تتحفظ على محادثات سلام جديدة “سكاي نيوز عربية”، اليمن.. التحالف يستهدف معاقل إرهابيين في عدن “العربية نت”.

سقوط طائرة إماراتية في اليمن ومقتل طاقهما “هافينغتون.

دلالات التطورات اليمنية:

يعد التطور الأبرز هذا الأسبوع، العملية العسكرية التي قامت بها القوات التابعة للرئيس منصور هادي بقيادة على محسن الأحمر والمقاومة الشعبية في فك الحصار عن مدينة تعز ثاني اكبر المدن اليمينة بعد حصار دام اكثر من 9 أشهر، اذا نجحت هذه القوات في فتح طريق رئيسي لداخل المدينة واستولت على بعض المعدات والأسلحة التي كانت في حوزة الحوثيين وعزز ذلك موقف قوات هادي في المدينة وحفزهم على الاستمرار في العملية العسكرية في تعز والتي أوشكت ان تسقط في يد قوات هادي، هذا التطور جاء بعد زيارات سرية قام بها على محسن الأحمر التقى فيها وجهاء القبائل في تعز ومن ثم ساهم ذلك في سقوط مدو للحوثيين في تلك المدنية.

هذا الانتصار في تعز دفع قوات هادي إلى مواصلة الزحف العسكري تجاه العاصمة صنعاء وربما هذا ما دفع الحوثيين إلى القبول إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بشكل سري مع السعودية والتوصل إلى حل يرضى كل الأطراف، وهذا ما أكده العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي والذي قال إن التحالف مستمر في العملية العسكرية والسياسية أيهما وصل أولا فسيتم التعامل معه، وكأنه يرسل رسالة للحوثيين مفادها أما القبول بشروط الرياض وأما استمرار العملية العسكرية.

أيضا ثمة تطور عسكري آخر وهو قيام قوات التحالف بقصف مواقع تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن والذي بات ينتشر بشكل كبير في عدن والتي أصبح الوضع الأمني هشاً بشكل كبير بعد سيطرة قوات هادي عليها، هذا التطور يشير إلى تعقد الوضع في اليمن بسبب دخول التنظيمات الجهادية على خط المعركة ويزيد من تشابك الأزمة.

ثالثاً: قطر: الاعتراض على اختيار أبو الغيط أميناً عاماً للجامعة العربية:

الموقف القطري في الجامعة العربية كان لافتاً بشكل كبير لكل المتابعين للشأن الخليجي بعد اعتراضها على أحمد أبو الغيط مرشح مصر في منصب الأمين العام للجامعة، وهو ما عبرت عنه الدوحة بأن أبو الغيط له مواقف عدائية مع قطر خاصة دوره إبان فترة تولية منصب وزير الخارجية المصرية والذي كان له مواقف سلبية خاصة فيما يخص القمة الطارئة التي استضافتها الدوحة بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أواخر 2008 والتي اعتبر أبو الغيط ان مصر كانت هي من عرقل القمة وافسدها.

الموقف القطري اعتبر من وجهة نظر كثيريين من الحركات الثورية والشعبية في أغلب الدول العربية بانه يعبر عن وجهة نظر قطاع كبير من الشعب العربي الرافض لعودة الوجوه القديمة والمحسوبة على المعسكر الراغب في التطبيع مع إسرائيل إلى واجهة العمل العربي.

رابعاً: تطورات المشهد الفلسطيني:

“فتح” في غزة تقدم استقالتها للرئيس. ( دنيا الوطن)

داخلية غزة تغلق جمعية تتلقى تمويلا إيرانيا. (الجزيرة نت)

مصر تعتبر حماس حركة مقاومة ولن تسمح بنفوذ قطري تركي بغزة.( سما الإخبارية )

مصادر من حماس: بحثنا في القاهرة المصالحة والمعبر والمختطفين والأنفاق. (سما الإخبارية)

مبادرة الرئيس تفك إضراب المعلمين واستئناف لمده أسبوع تجريبياً. (صحيفة الايام)

هل معبر بيت حانون “ايرز” أصبح بديلاً عن معبر رفح البري؟ (المنيتور)

دلالات التطورات الفلسطينية:

رغم الاتهامات التي وجهتها وزارة الداخلية المصرية لحركة حماس بأنها من تقف وراء قتل النائب العام هشام بركات؛ جاءت زيارة رسمية لوفد من حركة حماس للقاهرة. لنقف أمام نقطة مهمه مفادها بأنه لم يعد باستطاعة أحد إنكار وجود حركة حماس وقوتها على الأرض وعلى علاقاتها الخارجية؛ كما يجب عدم نسيان الجنود الإسرائيليين المختطفين لدي حماس، والذي تسعي إسرائيل للحصول عليهم، كما ان مصر تحرص على ان تكون الراعية لصفقة إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين. ويبقي السؤال الأهم لماذا بهذا التوقيت؟ وماذا تريد مصر من حماس؟ وما مستقبل العلاقة ما بين مصر وحماس؟

1ـ ربما جاء التوقيت نتيجة لتصريحات القيادي في حماس قبل أسبوعين: بأنه لا علاقة تنظيمية بين حماس والإخوان المسلمين؛ وإنما يجمعهم تاريخ مشترك حول القضية الفلسطينية. وكذلك في ظل رغبة تركية وقطرية وإسرائيلية في تخفيف الحصار عن غزة. تحديداً بعد اتخاذ إسرائيل قرارات من شأنها السماح لسكان غزة السفر عبر حاجز ايرز ومنه للأردن. لذا تحاول مصر بأن يكون لها دوراً في غزة قبل أن يختطف من أي جهة.

2ـ ماذا تريد مصر من حماس؛ يمكن لمصر أن تحقق العديد من المكاسب في حال تم التقارب مع حماس وهي:

  • إعلان حركة حماس فك الارتباط مع حركة الإخوان المسلمين.
  • نتيجة طبيعة لفك حماس ارتباطها بالإخوان المسلمين قد يشكل دافعا قويا لحركة الإخوان المسلمين للسير بخطي شبيه نحو مصالحة مع النظام وقد يكون لحماس دوراً مباشراً فيها. كما ان فك ارتباط حماس مع الإخوان من الممكن ان يقلل من سقف مطالب حركة الإخوان المسلمين تجاه مصالحة مع نظام السيسي.
  • من الممكن ان يمهد أيضا إلى تقارب مصري تركي خلال المؤتمر الإسلامي القادم.
  • الإجراءات الإسرائيلية الهادفة لتخفيف الحصار عن غزة؛ من خلال تقديم تسهيلات للمواطنين الفلسطينيين في غزة بالسفر؛ من شأنه ان يفقد نظام السيسي ورقته الرابحة “معبر رفح”.
  • إفشال التقارب الإيراني مع حماس والذي سيحظى بقبول واستحسان من قبل المملكة العربية السعودية.
  • رغبة مصر في رعاية صفقة إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين لدي المقاومة الفلسطينية.
  • محاولة مصر تحقيق تقارب بين حماس والقيادي الفتحاوي المقرب منها ” دحلان” من أجل تجهيزه كبديل عن عباس والذي يعاني من ثورة ناعمة في رام الله، قد تؤدي للإطاحة به في حال عاد إضراب المعلمين من جديد وهو المتوقع.

3ـ أما عن مستقبل علاقة مصر بحماس؛ فمن المبكر الحديث عن إمكانية تحقيق تقارب كبير بين الطرفين؛ السبب يرجع لانعدام الثقة أولا. وثانيا صعوبة تخلي حركة حماس عن الإخوان المسلمين. وثالثا ان حماس ترتبط مع أحلاف لها في المنطقة كتركيا وقطر وإيران ولا يمكن أن تتفرد بقرار يؤدي إلى تدمير العلاقة معهم. وإنما من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تخفيف في حد التراشق الإعلامي؛ وتحسن طفيف على معبر رفح؛ وتكثيف حماس من إجراءاتها على الأمنية على الحدود مع مصر؛ وإطلاق سراح بعض المعتقلين في السجون المصرية. وعودة الدور المصري في على الساحة الفلسطينية من خلال تقديم رعاية لملفات المصالحة، وكذلك تثبيت التهدئة ما بين حماس وإسرائيل. وتحريك في ملف الجنود الإسرائيليين في غزة المحتجزين لدي المقامة.

انعكاسات زيارة حماس على مصر:

تشير الدلائل في زيارة الوفد الرسمي لحماس للقاهرة باحتمالية وجود خلافات داخلية في المؤسسة الأمنية المصرية؛ فبعد اتهام حركة حماس بقتل النائب العام هشام بركات تقوم مصر باستقبال رسمي لوفد حماس. وهذا ربما يرجع إلى خشية مصر من نجاح الجهود التركية في إقامة الميناء بغزة وبالتالي انتهاء الدور المصري في غزة. وأخيراً تخشي مصر من إمكانية استبدال الفلسطينيين في غزة السفر عبر حاجز ايرز كبديل عن معبر رفح خاصة بعد تقديم إسرائيل ببعض التسهيلات للمواطنين وبالتالي تلاشي أهمية معبر رفح.

خامساً: تطورات المشهد العراقي:

الجعفري للسفراء العرب: نرفض توصيف “المقاومة الإسلامية” بالإرهاب (اخبار العراق)

وفد برلماني عراقي إلى السعودية لإصلاح ما أفسده الجعفري (أخبار العراق)

البارزاني: حدود الشرق الأوسط لم تعد موجودة والدولة الكردية ستكون واحة للاستقرار. (ايران اليوم )

مراكز أبحاث “إسرائيل” تركز على تقسيم العراق. ( الرافدين)

دلالات التطورات العراقية:

المتابع للشأن العراقي سواء في الجانب الميداني أو السياسي يقترب إلى قناعات ان العراق اصبح  اقرب للتقسيم ، فمعالم الخريطة الجغرافية السياسية للعراق تتضح اكثر من خلال النفوذ المتواجد سواء للسنه أو الشيعة أو حتي الأكراد على الأرض، وقد يدعم هذا الخريطة السياسية المواقف السياسية والتي تنقسم ما بين مؤيدة للسعودية أو إيران أو تركيا، ففي الوقت الذي يرفض فيه وزير الخارجية العراقي وصف حزب الله بانه إرهابي، يذهب وفد برلماني عراقي للسعودية للاعتذار عما صدر عن الجعفري، وهذا يأتي في ظل تركيز المراكز البحثية الإسرائيلية عن قرب تقسيم العراق إلى أربعة فيدراليات (كردية وسنية وشيعية فضلا عن فيدرالية خاصة ببغداد.علما أن أول من تناول هذا المشروع هو البروفيسور الصهيوني ألون بن مئير أستاذ العلاقات الدولية في جامعة نيويورك.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close