fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد الإقليمي 23 فبراير 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

إعداد: محمد أبو سعدةغاندي عنتر

يتناول التقرير عرض أهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 17 و23 فبراير 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: تطورات المشهد الخليجي:

1-السعودية والأزمة اللبنانية:

وقف المساعدات السعودية للبنان بعد تواترات مع حزب الله (سي إن إن)، والإمارات تؤيّد قرار وقف السعودية تسليح الجيش اللبناني (هافبوست)، وخارجية البحرين تعلن أنه على لبنان أن يختار العرب أو حسن نصرالله (العربية)، وحسن نصرالله يثير غضب الخليجيين من قناة العربية. (هافبوست).

2-التنافس السعودي الإيراني:

السعودية تتّهم 32 شخصاً أغلبهم مواطنون بالتجسس لصالح إيران (هافبوست)، وأنباء عن مخطط إيراني لتفجير طائرات سعودية (الحياة)، وزيادة التسليح في الشرق الأوسط بقيادة السعودية (هافبوست)، وسلطنة عُمان تتوسع بالعلاقات والاستثمارات مع إيران (هافبوست).

3ـ المشهد اليمني:

تعيين على عبدالمحسن الأحمر نائباَ للقائد الأعلى للقوات المسلحة (عربي 21)، وتقدم قوات هادي في تعز (السفير)، ومسلحون يغتالون عميداً في الجيش اليمني بعدن (العربية).

خلاصات واستنتاجات

1ـ أعلنت السعودية وقف المساعدات التي الرياض للجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية، بسب ما أسمته تدخلات حزب الله في الشأن السعودي، وكذلك عدم قيام الخارجية اللبنانية بالتنديد بما قام به المتظاهرون الإيرانيون تجاه المقارات الدبلوماسية السعودية في طهران. هذه الخطوة دفعت الأطراف السنية في لبنان للضغط على الحكومة لعقد اجتماع طارئ والتأكيد على أن الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها عن الصراع الدائر في سوريا، كما أنها ترغب في التأكيد على هوية لبنان العربية ودعمه للموقف السعودي حيال توتر العلاقات مع إيران.

وقد تعددت التفسيرات بشأن القرار السعودي، ومن ذلك:

  • التفسير الأول: إرسال رسالة قوية إلى الأطراف التي تتمتع بدعم مالي سعودي إلى الاصطفاف خلف الرياض في معاركتها في سوريا واليمن، وربما يكون المقصود الأول من هذه الرسالة هو النظام المصري بقيادة السيسي بعد التصريحات الأخيرة بشأن عدم مشاركة مصر في العملية العسكرية التي تنوي السعودية القيام بها في سوريا.
  • التفسير الثاني: أن السعودية تريد تصدير أزمة داخلية في لبنان لشغل حزب الله وإيران عن المشهد السوري، والتركيز في الداخل اللبناني خاصة فيما يخص معركة الرئاسة المعطلة منذ أكثر من عام ونصف بسبب عدم التوافق على رئيس في البلاد، وبهذه الخطوة تسعى الرياض إلى تشويه صورة حزب الله في الداخل اللبناني وزيادة حصاره في الخارج.
  • التفسير الثالث: أن الأمر بعدم إفراج حزب الله عن أحد الأمراء السعوديين الذي تم القبض عليه في قضية متعلقة بتهريب المخدرات، وهذه الخطوة تأتي في إطار الضغط النظام السعودي على حزب الله.

2ـ ثمة تطور آخر في العلاقة بين السعودية وحزب الله، وهو ما قامت به قناة العربية من عرض فليم وثائقي عن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله والذي اعتبره كثيرون تمجيداً لنصر الله في قناة سعودية، مما أثار سخط الخليجيين ضد القناة واعتبرها البعض بوقاً للشيعة، واتجه البعض إلى القول أن عرض الفيلم في هذا التوقيت رسالة من إيران إلى السعودية عبر قناة العربية التي تدار من قبل حكومة محمد بن زايد بأن هناك أذرع إعلامية إيرانية يمكن استغلالها في الوقت المناسب، كما أن الأمر يظهر عدم توافق سياسة الرياض وأبوظبي ضد حزب الله رغم إعلان الإمارات عن دعمها للسعودية في مواجهة إيران.

3ـ كشف حديث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول ضرورة تزويد المعارضة السورية بصواريخ أراض جو، أن الرياض غير جادة في خوض أي عملية عسكرية في سوريا، أكدت ذلك تصريحات وزير الخارجية التركي بأن عملية عسكرية سعودية تركية في سوريا أمر مستبعد، وهو ما يعني تفوق الروس والإيرانيين في إدارة المشهد السوري بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

4ـ أن تصريحات الإمارات بخصوص الأزمة اللبنانية، تقف عند حدود الاستهلاك الإعلامي فقط، لأن هناك تنسيق كبير بين حزب الله والإمارات واقعياً، رغم الإعلان المتكرر من جانب الإمارات عن ضبط عناصر لحزب الله في الإمارات، أو وضع رجال أعمال تابعين للحزب على القوائم الإرهابية في الإمارات، يدعم ذلك قوة العلاقات بين أبو ظبي وطهران، ووجود عشرات الآلاف من الشيعة الداعمين للحزب داخل الإمارات.

وفي نفس السياق جاءت تصريحات البحرين في إطار الحرب الإعلامية بينها وبين إيران، خاصة بعد تدهور العلاقات بينهما، خلال شهر يناير 2016، على خلفية إعلان البحرين عن ضبط عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني تخطط لعمليات عسكرية في البلاد.

5-فيما يتعلق بالعلاقات العمانية ـ الإيرانية، يمكن القول أن هذه العلاقات في تزايد مستمر، خاصة وأن الموقف العماني خارج عن السياق الخليجي، ففي هذا التوقيت التي تعلن دول الخليج وقف تبادل الزيارات مع إيران، يُجرى قادة عمان زيارة متبادلة مع إيران بشكل مستمر، وتظل عمان رابطاً بين الخليج وإيران ووسيطاً في بعض الملفات عند تعثر باقي المسارات.

6ـ اليمن: جاء التطور الأبرز على الساحة اليمنية مع تعيين اللواء على محسن الأحمر نائباً للقائد الأعلى للقوات اليمنية، وهو تطور يعكس مدى فرض السعودية رجالها على حساب الإمارات في المشهد اليمني، وكذلك رغبة السعودية في حسم الصراع في اليمن لصالحها بعد الحديث عن عدة انتكاسات، فالأحمر لديه نفوذ قبلي كبير في اليمن وخاصة في محافظات الشمال التي ترغب الرياض في حسمها لصالح معسكر هادي لتخفيف العبء على محافظات الجنوب التي باتت مهددة بالاختراق من قبل عناصر الحوثي.

أيضا هذا القرار له دلالات خارجية مفادها إرسال رسالة للحوثيين وحلفائهم بأن الخيار السياسي فيما يحقق أهداف السعودية بات أمراً واقعا وعلى الحوثيين أن يقبلوا به وإما فرض الحسم العسكري الذي ترى الرياض بأنه سيكون أمراً ليس بالصعب في ظل قيادة الأحمر للقوات اليمنية.

 

ثانياً: تطورات المشهد التركي:

1- الوضع الأمني الداخلي: انفجار إرهابي بالعاصمة أنقرة يستهدف رتلا عسكريا يسفر عن قتل 28 شخصا (ترك برس)، وأردوغان: منظمتي “بي كا كا” والـ “ب. ي. د.” خلف هجوم أنقرة (الأناضول).

2-تركيا والأزمة السورية: أردوغان: وقف غارات روسيا والنظام ضد المعارضة شرط لوقف قصفنا مواقع حزب الاتحاد الديمقراطي (ترك برس). ومسؤول تركي: زيادة دعم المعارضة السورية أفضل سبيل للقضاء على داعش (ترك برس)، ومتحدث باسم الرئاسة التركية: تفجير أنقرة سيؤثر على قواعد اللعبة في الحرب السورية (ترك برس)، وتركيا تعلن العمل البري في سوريا غير مطروح حالياً (العربية)، وترحب باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا (الأناضول).

3- العلاقات التركية ـ الأمريكية: أردوغان: إن كانت أمريكا لا ترى تركيا كصديقة فلتعلن ذلك على الملأ ترك برس، وتركيا تكثف قصفها للوحدات الكردية شمالي حلب (الجزيرة).

دلالات التطور:

بعد استهداف عدد من موظفين الجيش التركي في أنقرة؛ وقيام الحكومة التركية بقصف مقرات الأكراد في سوريا؛ إلا أنه من المتوقع أن تشهد الأيام إحدى السيناريوهات التالية:

السيناريو الأول: أن تشهد بعض الدول التي سيثبت تورطها في تفجيرات أنقرة، عمليات تفجيرية انتقامية؛ إلى جانب اشتداد العمليات العسكرية التركية في شرق البلاد بهدف منع أي احتمالية تواصل ما بين أكراد سوريا وأكراد تركيا، إضافة إلى قيام تركيا بتشكيل ضغط دبلوماسي على دول الاتحاد الأوروبي؛ من خلال التلميح بأن أي تهديد للأمن القومي التركي فإن دول الاتحاد الأوروبي سيكون أمنها القومي في خطر. وبالتالي زيادة الضغط الأوروبي على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الوقوف إلى جانب تركيا.

السيناريو الثاني: أن تسمح تركيا بمرور مقاتلين إلى منطقة إعزاز السورية الواقعة في شمال محافظة حلب والمهددة بالسقوط في أيدي قوات كردية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد. إلى درجة تسمح بترجيح الكفة لصالح تركيا في المنطقة الحدودية، وذلك بعد تزويدهم بصواريخ مضادة للطيران قادرة على ترجيح كفه قوات المعارضة على الأرض من جديد. إلى حين التوصل إلى هدنة، تكون بها القوات الكردية عاجزة عن تكوين دويلة متكاملة لهم على الحدود السورية التركية.

السيناريو الثالث: إعلان هدنة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، يتم استقباله بترحاب من قبل الدول الإقليمية، شريطة أن يضمن هذا الاتفاق عدم إقامة دولة كردية على الحدود التركية؛ ومن المتوقع منذ لحظة دخول الهدنة التنفيذ الفعلي، أن تبدأ القوات التركية بضرب العناصر المسلحة لحزب العمال الكردستاني في شرق البلاد.

وفي مجمل ما تعرضت له تركيا فإنه لا يمكن تجاهل أمرين في غاية الأهمية وهما:

الأول: تدويل المشكلة الكردية في تركيا ودمجها بشكل غير مسبوق بآفاق حل الأزمة السورية، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى طرح فكرة الانفصال أو الحكم الذاتي لأكراد تركيا، بعد أن كانوا قد تخلوا عنها أسوة بأكراد العراق وسوريا .

الثاني: توتر العلاقات التركية-الأمريكية بمستويات غير مسبوقة، بكل ما يحمله من انعكاسات على العلاقات التركية-الأوروبية.

 

ثالثاً: تطورات المشهد السوري:

تشوركين: تصريحات الأسد الأخيرة تخالف أهداف روسيا (الجزيرة)، والجيش السوري وحلفاؤه يسيطرون على كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي (الميادين)، وغارات روسية مكثفة ومعارك عنيفة بريف حلب (الجزيرة)، والمعارضة السورية في الرياض لبحث الهدنة (العربية).

دلالات التطورات:

يبدو أن الروس والأميركيون يحاولون الآن إشراك الجميع في حل توافقي، من خلال تكفل أميركا بالضغط على حليفها السعودي والتركي، ويتكفل الروسي بالضغط على الأسد وطهران، والسبب أن كلا من واشنطن وموسكو يعرفان حدود الانتصار ولكنهما يعرفان أكثر حدود التفاهمات، فلا تريدان لأحداهما ان تلغي الأخرى، فلو انتصر الأسد وحلفاؤه فهذا يعني انتهاء تقليص الدور الأميركي ـ الأطلسي ـ الخليجي ـ التركي في سوريا. أما بالنسبة لروسيا فإن هزيمة الأسد ونظامه وحلفائه، تعني إنتهاء الدور الروسي في كل المنطقة، وبوتين لم يأت إلى المنطقة لينهزم أو ليهزم حلفاءه.

لذا يتضح مما تقدم، أن الأمور بين كيري ولافروف تسير كما هو مرسوم لها، وأن بوتين وأوباما مستمران بالاتفاق على المراحل المقبلة في سوريا، أما الإخراج بالنسبة للدول الإقليمية فهذه مسألة بحاجة لوقت لإشراكها جميعا في هدف واحد معلن هو “ضرب الإرهاب”، وهدف أكبر مضمر، هو المساهمة في رسم حدود النفوذ الجديدة لأميركا وروسيا في المنطقة.

 

رابعاً: تطورات المشهد الإيراني:

ثمانية مليارات دولار لتحديث دفاعات إيران الجوية (العربية)، والكرملين ينفي تسليم إيران صواريخ “إس 300 ” (العربية)، ووزير الدفاع الروسي في زيارة مفاجئة إلى ايران (العربية)، وولايتي يتوقع تنسيقا إيرانيا مع روسيا باليمن (الجزيرة).

دلالات التطورات

الحراك الروسي والإيراني السياسي الأخير مؤشر على تنسيق سياسي وعسكري واستراتيجي واسع، ففي سوريا؛ من المتوقع أن إيران ستقبل بالهدنة التي أقرتها روسيا والولايات المتحدة، لعدة أسباب منها: عدم رغبة إيران في عدم تعقيد جبهات صراعها وخاصة وأنها متورطة في اليمن والعراق، كما تشهد الساحة الداخلية في إيران هذه الأيام إجراء انتخابات برلمانية، ورغبة في تعزيز دور روسيا في الحرب الدائرة في اليمن، وكذلك تعزيز فرص حصول إيران على صواريخ روسية متطورة، هذا بجانب عدم رغبة إيران في منح الأكراد دولة في سوريا، خصوصا أن الأكراد لديهم أطماع في إيران كما في سوريا وتركيا.

 

خامساً: تطور المشهد الفلسطيني:

أبو مرزوق: موعد لقاء المصالحة لم يحدّد بعد (فلسطين الآن).

دلالات التطورات

لم تحسم الأمور في الداخل الفلسطيني حول توقيت الجولة القادمة من جولات المصالحة الفلسطينية برعاية قطرية، ويمكن القول إن عدم الحسم مرده عدة اعتبارات، منها: جولة محمود عباس الخارجية، وعدم اتخاذ اللجنة المركزية لحركة فتح قرارًا حول مسودة الاتفاق حتى الآن، ووجود بعض القضايا العالقة أهمها (مسألة رواتب الموظفين الذي عينتهم حماس في غزة)، وعدم إعطاء مصراً رداً واضحا حول فتح معبر رفح، ورغبة إسرائيل في إدخال صفقة الأسري كجزء من المصالحة من أجل رفع الحصار عن غزة.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close