fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد الإقليمي 26 مارس 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يتناول التقرير عرضاً لأهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 19 و25 مارس 2016، وذلك على النحو التالي:

 

أولاً: تطورات الخليجي:

يأتي على رأس أحداث هذا الأسبوع زيارة الأمير تميم بن حمد أمير قطر إلى دولة الإمارات، فقد أثار قيام الأمير القطري بزيارة الإمارات ولقائه الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، تساؤلات حول جدوى هذه الزيارة وتوقيتها؟ وما مستقبل الخلاف بين البلدين حول عدة ملفات أبرزها الملف المصري والليبي؟

الزيارة وصفتها وسائل إعلام البلدين بأنها أخوية وتاريخية وتأتي في إطار التعاون بين البلدين حول الملفات الإقليمية الشائكة. ثمة سؤال مهم لماذا هذه الخطوة من أمير قطر وما هو مستقبل حلفاء الطرفيين؟

هذه الزيارة ليست الأولى للأمير القطري إلى أبو ظبي فقد قام عقب سحب الإمارات ودول خليجية أخرى سفرائهم من الدوحة عام 2014، قام الأمير تميم بزيارة أبو ظبي لتهدئه الأوضاع وتكلل هذه الزيارات التي كان يرعها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز بوقف قناة الجزيرة مباشر مصر وتخفيف حدة الانتقادات التي كان تطلقها قناة الجزيرة الإخبارية حيال النظام المصري، وعدم الحديث مطلقاً في أي وسائل إعلام في أي دولة خليجية فيما يخص الدول الأخرى، وقد تم التوافق عليه بين الأطراف الخليجية.

ففي الزيارة الأولي كانت الخلافات بين الدوحة وأبو ظبي في قمتها، ورغم ذلك قبل الطرفان بالجلوس معاً لمنع شق الصف الخليجي، لكن هذه المرة فالاختلافات اقل بكثير خاصة وان البلدين لازال حليفين في الحرب الدائرة في اليمن وكل منها له قوة عسكرية مشاركة على الأرض.

 

لماذا التقارب الآن؟

بلا شك وجود القيادة السعودية الجديدة بقيادة الملك سلمان كانت دافعا مهماً للتقارب بين الطرفين، فالعاهل السعودي يتمتع بعلاقات كبيرة وقوية مع الإمارات التي أصبحت الأن تدور في الفلك السعودي في عدة ملفات وابرزها اليمن، حتى ولو كانت لها مآرب أخرى وراء هذه الخطوة، لكن على الأقل فهما شريكان، وأيضا ثمة علاقة قوية بين قطر والسعودية بعد التقارب بين تركيا الحليف الاستراتيجي والأقوى لقطر وبين الرياض، ومن هنا ربما دفع هذا التقارب الإمارات وقطر إلى الاتفاق بشان بعض الملفات التي لا يوجد عليها خلاف وفي نفس الوقت ترحيل الملفات الشائكة والحرجة بين البلدين لوقت آخر.

أيضا ربما تكون الفرصة لقطر الآن ذهبية فيما يخص الوضع الإقليمي فهي تحاول أن تعظم مكاسبها السياسية، بأكبر قدر ممكن خاصة، وأن التقارب السعودي التركي دفع في اتجاه حلفها وصب في مصالحها الاستراتيجية، فمن الممكن أن تكون هذه الزيارة في إطار ضم الإمارات في هذا التحالف وعقد مصالحة بين أبو ظبي والحكومة التركية بعدما تدهورت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.

ومن المتوقع أن يكون الوضع في مصر خضع للمناقشة خاصة وأن الإمارات تعتبر الداعم الأكبر لنظام السيسي، فهل هناك علاقة بين الحديث المتكرر أن البحث عن بديل للسيسي بشخص ذو خلفية عسكرية لتهدئة الوضع المتأزم في مصر وإعادة ترتيب المشهد بشكل جديد وبين تكرار الحديث عن وزير الدفاع صدقي صبحي وإمكانية الدفع به بديلا للسيسي وفي نفس الوقت ينال دعما وتوافقاً خليجياً لحلحلة الوضع الراهن المتشابك في مصر.

 

ثانياً: تطورات المشهد الفلسطيني:

إقامة ميناء في غزة يضمن أمن (إسرائيل). (معاريف)

مباحثات حماس مع مصر لم تحسم كل الخلافات. (فلسطين الأن)

الزهار: حماس ستبقى بعيدة عن الخلافات في الساحة العربية. (فلسطين الأن)

 

دلالات التطورات

لا تزال زيارة وفد حركة حماس للقاهرة، محط تكهنات لدي العديد من الوسائل الإعلامية المختلفة. من أجل معرفة ما الذي جري بين الوفدين الفلسطيني والمصري؛ إلا انه من المبكر الحديث عن إمكانية تحقيق تقارب كبير بين الطرفين؛ السبب يرجع لانعدام الثقة أولا. وثانيا صعوبة تخلي حركة حماس عن الإخوان المسلمين؛ وفي حال طلب النظام المصري من حماس أن تفك ارتباطها مع الإخوان المسلمين. فان حماس تمتلك جوابا مقنعا في هذا المجال باستشهادها بعلاقاتها السابقة مع النظام السوري في الوقت الذي كان يحظر فيه جماعة الإخوان هُناك؛ إلا أن هذا لا يمنع خروج تصريحات قد تنفي وجود ارتباط بين حركة حماس وحركة الإخوان المسلمين، أو القيام ببعض الإجراءات الشكلية. ثالثا أن حماس ترتبط مع أحلاف لها في المنطقة كتركيا وقطر وإيران لا يمكن أن تتفرد بقرار يؤدي إلى تدمير العلاقة معهم. والذي يتنافى مع منطلقات السياسة الخارجية لحماس وهي “الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع كافة المحاور الإقليمية”، إضافة إلى أن الجناح العسكري لحماس ” عز الدين القسام” يفضل بقاء العلاقة مع إيران لثقته بدعمها العسكري والنابعة من تجربة سابقة.

إلا انه يبقي من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تخفيف في حده التراشق الإعلامي؛ وتحسن طفيف على معبر رفح؛ وتكثيف حماس من إجراءاتها الأمنية على الحدود مع مصر؛ وإطلاق سراح بعض المعتقلين في السجون المصرية. وعودة الدور المصري في على الساحة الفلسطينية من خلال تقديم رعاية لملفات المصالحة، وكذلك تثبيت التهدئة ما بين حماس وإسرائيل. وتحريك في ملف الجنود الإسرائيليين في غزة المحتجزين لدي المقامة.

 

دلالات التوقيت:

يتساءل الكثيرون حول دلالات التوقيت، وعن مدي وجود رعاية سعودية، إلا أن المرجح أن تحرك مصر للتقارب مع حماس يعود في الأساس بناء على طلب ورغبة إسرائيلية؛ خاصة في ظل الحديث عن قرب الانتخابات المبكرة في الكيان الصهيوني، وكذلك في ظل مؤشرات نتائج الاستطلاع في الكيان المؤشرة إلى تدني شعبية نتنياهو والليكود وعليه لن يجد نتنياهو أفضل من صفقة مع المقاومة تنهي هذه الإشكالية وتشكل رافعة لنتنياهو داخل المجتمع الصهيوني. وما يعزز هذا الاحتمال هو الاتصالات الروسية مع قيادة حركة حماس مؤخرا؛ زيارة ريفلين إلى موسكو.

وفي حال نجحت روسيا في رعاية ملف الجنود الصهاينة الأسري في غزة هذا سيعد ضربة قاسمة للخارجية المصرية بكل تأكيد. لأنها ستجد نفسها مرغمة في رفع الحصار عن غزة بناء على طلب إسرائيلي وروسي على الأقل. هو شرط أساسي لدى حماس من اجل فك اسر الصهاينة إلى جانب صفقة أسري؛ لذلك فان النظام المصري لا يعد في موقف تفاوضي أفضل من حماس.

 

ثالثاً: تطورات المشهد الإسرائيلي:

ريفلين يبحث مع بوتين “سورية ما بعد الحرب”.( العربي الجديد)

الرئيس ريفلين بعد لقائه بوتين: اتفقنا على خطورة داعش، ولكن الإرهاب الشيعي لا يقل خطورة عن داعش.(معاريف)

إسرائيل تطالب بضمانات روسية عقب الانسحاب العسكري من سوريا.( اليوم السابع)

ريفلين يطلب المساعدة من بوتين.( روسيا اليوم)

 

دلالات التطورات:

بعد عوده الرئيس الإسرائيلي ريفلين إلى إسرائيل قادما من روسيا بعد عقده جلسة مع بوتين، قام بعقد جلسة تشاور مع رئيس الحكومة ووزير الأمن وقائد الأركان، وقام بإيصال رسائل في غاية الأهميّة، وقد عبر عنها المحللون الإسرائيليون بانها خطوطاً حمراء أو خطوطاً عريضة للخارطة السياسية القادمة للشرق الأوسط ومصالح إسرائيل الاستراتيجية. ويمكن تلخيص هذه الرسائل بما يلي:

ـ أن حدود سايكس بيكو 1916م؛ لم تعد صالحة للمستقبل ولا بد من رسم حدود جديدة في العراق وسوريا تتلاءم مع الواقع الجديد. وبما أن الأمر قابل لتفسيرات كثيرة أشار ريفلين إلى أن إسرائيل تتوقع من روسيا أن تأخذ بعين الاعتبار بقاء الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية في أي تسوية قادمة وللأبد.

ـ أن إسرائيل لن تقبل بوجود قوات عسكرية لإيران أو حزب الله على حدود الجولان، مع ضرورة عودة قوات الأمم المتحدة في منطقة فاصلة بين الجولان والأراضي السورية الأخرى بما يوفر الأمن والحماية الكاملة لإسرائيل وكذلك يضيف الصبغة الشرعية للوجود الصهيوني في الجولان.

ـ استمرار التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي حول ما يجري في سوريا؛ وترغب إسرائيل في أن لا يتم تمرير أسلحة إلى حزب الله، تشكل خطرا على أمن إسرائيل؛ على أن لا تعارض روسيا لأي تدخل عسكري في سوريا في حال تعرضت لأي تهديد من قبل حزب الله.

ـ نجاح ريفلين في إقناع بوتين بفشل المفاوضات والتي استمرت أكثر من عشرين سنة. موضحا أن ما تستطيع أن تقدمة إسرائيل للفلسطينيين في هذه الأيام وفي ظل المتغيرات الإقليمية هي حلول على مراحل استمراراً لما حدث في السابق. وهذا يعني أن العالم لن يشهد دولة فلسطينية في المستقبل المنظور في التصور الإسرائيلي.

ـ الحصول على وعد من بوتين يقضي بإن روسيا ملتزمة أن تأخذ بالاعتبار الحاجات الأمنية لإسرائيل، وأنها ملتزمة في الحفاظ على أمن مئات آلاف المهاجرين الروس إلى إسرائيل. مع السماح لهم بالهجرة مستقبلاً.

ـ سيتم ترتيب لقاء قريب بين نتنياهو وبوتين، لبحث سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين، والمقصود في ذلك مد ّأنابيب الغاز والنفط عبر البحر المتوسط إلى أوروبا بحيث لا تتضرر المصالح الروسية، أو بالمشاركة مع روسيا.

ـ قيام روسيا بدور الوسيط في صفقة الجنود الصهاينة الأسري لدي المقاومة.

 

انعكاسات ذلك على مصر:

إن مصير سيناء لم يعد مجهولاً؛ فدولة الكيان لن تسمح بقيام دولة داعش على حدودها، والأفضل لدولة الكيان هو زيادة مساحة قطاع غزة انطلاقا من مشروع (غيورا ايلاند)، وهذا يعني أن سيناء سوف تشهد موجه كبيرة من الاشتباكات وليس من المستبعد أن تتدخل أطراف دولية لضرب دولة داعش في سيناء، لتعقد دولة الكيان اتفاقا مع الأطراف الدولية، لينتهي السيناريو بتصفية لقضية الفلسطينية من خلال توسيع قطاع غزة.

رابعاً: تطورات المشهد اليمني:

أنباء عن مفاوضات سعودية مباشرة مع الحوثيين.(روسيا اليوم)

دلالات التطور

رغم الجلسات السرية المتعددة، التي عُقدت بين ممثلين عن الحكومة السعودية والحوثيين في مسقط وعمَّان، فإن الرياض حرصت على تقديم ما يحدث وكأنه تفاهمات على التهدئة بموجب وساطة قبلية، علما أن من يمثل الطرف الآخر هو محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم الحوثيين، ومهدي المشاط، مدير مكتب زعيم جماعة عبد الملك الحوثي، وآخرون من قيادة الصف الأول وقيادات عسكرية كبيرة. وإذا كانت الغاية من وصف الرياض لما يجري بأنه وساطة قبلية وتهدئة وليست هدنة، فإن ذلك بفهم في ضوء تجنب السعودية في إحراج الحكومة اليمنية. الحالية

إذا كان هناك استمرار للمفاوضات من اجل الوصول إلى تسوية شاملة، فانه ينتظر أن يتم إخراجها عبر الأمم المتحدة، بعد عقد جلسة لمباحثات السلام بين الحكومة والحوثيين؛ والعمل على التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، مع الإقرار بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، والدخول في تفاصيل استلام المدن وسحب المسلحين ونزع الأسلحة ودمج المليشيات في قوات الجيش والأمن، إلى جانب ملف إعادة إعمار ما دمرته الحرب؛ وهي ملفات شائكة ومعقدة، سيحتاج إنجازها إلى مدى زمني طويل.

 

دلالات التوقيت:

مجموعة أسباب رئيسية تقف خلف هذا الانقلاب في الموقف السعودي والتفاوض وجها لوجه مع “أنصار الله” الحوثيين:

الأول: فشل “عاصفة الحزم” وغاراتها المكثفة على دار عام في فرض الاستسلام على التحالف “الحوثي الصالحي”، وتصاعد إعداد الخسائر في صفوف القوات السعودية، سواء على الحدود اليمنية، أو في ميادين القتال داخل اليمن، مع وجود مؤشرات أن عدد القتلى السعوديين في هذه الحرب وصل إلى حوالي ثلاثة آلاف جندي وضابط.

الثاني: تصاعد الانتقادات للغارات السعودية في اليمن، والحصار الموازي لها في أوساط الدول الغربية، واتهام البرلمان الأوروبي للمملكة بارتكاب جرائم حرب، ومطالبته حكومات بلاده بفرض حظر على بيع أسلحة للسعودية.

الثالث: تصاعد حالة “التململ” في الداخل السعودي من جراء إطالة أمد الحرب في اليمن، وتصاعد مشاعر الكراهية للمملكة في أوساط الرأي العام العربي والعالمي.

الرابع: انهيار التحالفات التي تم إنشاؤها لتوفير الغطاء الإسلامي والعربي لهذه الحرب، قبل أن تنشأ.

الخامس: النفقات المالية الهائلة على هذه الحرب، والتي تقدر بمليارات الدولارات، تشمل تغطية نفقات القوات العربية المشاركة فيها، وتعويض المعدات والذخائر والغارات الجوية لأكثر من مئتي طائرة، وبلغ عددها ثمانية آلاف طلعة جوية، وتقديم مساعدات مالية لحكوماتها، ودول أخرى مثل مصر وباكستان والصومال وجيبوتي وجزر القمر، لكسب ودها، أو حيادها على الأقل.

الخامس: ظهور تنظيمي “الدولة الإسلامية” والقاعدة” كقوتين رئيسيتين في الساحة اليمنية، وهو ما تخشاه أمريكا من قيام دولة أو إمارة إسلامية عند مدخل باب المندب تهدد خطوط الملاحة الدولية التجارية والعسكرية.

السادس: تصريحات الجنرال مسعود جزايري نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية “أن إيران قد تدعم الحوثيين بنفس أسلوب دعمها للرئيس بشار الأسد في سورية، أي إرسال مستشارين عسكريين، وهذا يعني تحول اليمن إلى سورية ثانية.

السابع: صفقة سرية كبري تجمع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والسعودية وإيران تشمل حلول توافقية حول المسالتين السورية واليمنية.

الثامن: الخاصرة الأمنية المرنة للسعودية والمتمثلة في المناطق الشرقية للمملكة ذات الأغلبية الشيعية، والتي من الممكن قيامها بزعزعة الأمن الداخلي للسعودية وبتحريض من إيران.

التاسع: فشل السعودية في توفير الحماية للسكان السعوديين على الحدود اليمينة السعودية.

أما إذا انتقلنا إلى الأسباب التي دفعت التيار الحوثي للقبول بالمفاوضات المباشرة مع السلطات السعودية فيعود ذلك إلى حصوله على اعتراف وشرعية سعودية كقوة رئيسية في الساحة اليمنية لكون الدعوة وصلته من الرياض، ولأنه يدرك جيدا أن الحرب ستنتهي بحل سياسي في النهاية، طالما أن هذا الحل السياسي يحقق مطالبه في إبعاد الرئيس هادي وتأسيس مجلس رئاسي، وحكومة وحدة وطنية، ومرحلة انتقالية.

 

انعكاسات هذه الخطوة على مصر:

في حال انتهت الحرب اليمنية فان هذا بكل تأكيد سيجعل السعودية اقل تقربا مع النظام المصري الحالي؛ لعدم حاجتها لأي دعم عسكري على الأقل، وبالتالي خفض السعودية بدعمها المالي والسياسي لنظام السيسي مما قد يترتب عليه اشتداد في الأزمة الاقتصادية داخل مصر، وكذلك رفع الغطاء السياسي عن السيسي ونظامه.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close