fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد الإقليمي 3 مارس 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

إعداد : محمد أبو سعدة ـ غاندي عنتر ـ هيثم غنيم

يتناول التقرير عرض أهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 24 فبراير و2 مارس 2016، ويقوم على ثلاثة محاور أساسية، الأول: تطورات المشهد الخليجي، والثاني: تطورات المشرق العربي وجواره الجغرافي، والثالث، تطورات المغرب العربي، وذلك على النحو التالي:

أولاً: تطورات المشهد الخليجي:

1ـ تطورات المشهد السعودي

(أ) السعودية والأزمة اللبنانية:

الرئيس اللبناني السابق: ماذا كنا نتوقع من المملكة بعد حملة التحريض ضدها؟ (الشرق الأوسط).

أول أمين عام لحزب الله يطالب السعودية بتسليح المعارضة السورية بدلاً من الجيش اللبناني (هافبوست).

فيديو ساخر من نصر الله على قناة “أم بي سي” السعودية يشعل احتجاجات في بيروت والضاحية والبقاع (القدس العربي).

قطر والكويت تنضمان للسعودية والإمارات والبحرين بطلب مغادرة رعاياهما لبنان (سي ان ان).

(ب) السعودية والأزمة في اليمن:

البرلمان الأوروبي يدعو إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى السعودية (بي بي سي )

(ج) السعودية والوضع في سوريا:

  • عسيري: مستعدون لقصف داعش من قاعدة إنجيرليك التركية (العربية نت).
  • التحالف الدولي يبحث إمكانية التوغّل البرّي في سوريا، ( .
  • بدء مناورات “رعد الشمال” العسكرية في السعودية بمشاركة قوات من 20 دولة (فرانس 24).

2ـ تطورات المشهد اليمني:

  • لافروف: لا تعاون مع الحوثيين و”صالح” وأوقفنا مشاريع مختلفة عقب “الانقلاب” (الأناضول).
  • القوات اليمنية تسيطر على 3 جبال استراتيجية في الجوف (العربية نت)

3ـ تطورات المشهد العماني:

دلالات التطورات:

1ـ على مدار الأسبوع الفائت ظلت الأزمة بين السعودية وإيران في لبنان مشتعلة، فعقب قرار السعودية بمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان، اتخذت باقي دول الخليج عدا عمان، نفس القرار في إشارة إلى دعم الدول الخليجية للموقف السعودي في تلك الأزمة، خاصة وأن هناك بعض دول الخليج مثل البحرين تعاني من التدخل الإيراني في شؤونها بشكل كبير، فتحاول استغلال هذه الفرصة في ظل التوافق الخليجي حول تلك الأزمة لتسجيل موقف داعم للرياض وفي نفس الوقت تزيد من الضغط على إيران لترد على تدخل طهران في شؤون المنامة.

أيضاً حاولت السعودية الاستفادة من رجالها في لبنان والمقربين منهم من أجل تشكيل ضغط  داخلي على حزب الله ومحاولة كسب نقاط قوة للرياض في الداخل اللبناني وكذلك على المستوى الإقليمي، بتشويه صورة الحزب في الداخل والخارج، وفي هذا السياق جاء تصريحات الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي والذي دعا الرياض إلى دعم المعارضة السورية بالمال بدلاَ من الجيش اللبناني الذي قال إن حزب الله يسيطر بشكل كبير على قرارات الجيش ومن ثم يعد الدعم السعودي عائداً على حزب الله وليس الجيش اللبناني، وكذلك ما قاله الرئيس اللبناني السابق ميشيل سليمان، حول الموقف السعودي من لبنان، قائلاً: ماذا كان ينتظر اللبنانيون من الرياض بعدما قام البعض بسب وتشويه الرياض؟ في إشارة إلى موقف حزب الله من السعودية.

أيضا وسائل الإعلام هي الأخرى كانت مسرحاً للصراع بين السعودية وحزب الله إذا نشرت قناة أم بي سي، فيديو ساخر لشخص يقوم بتقليد حسن نصر ويسخر من تدخل الحزب في سوريا وكذلك علاقة تبعية الحزب لإيران مما أثار سخط وغضب عدد كبير من مؤيدي الحزب في لبنان.

2ـ التدخل السعودي في اليمن كان حاضراً بقوة خلال هذا الأسبوع، ولكن من زوايا مختلفة، منها نشر التقرير السنوي لمعهد أبحاث ستوكهولم العالمي للسلام، والذي كشف حجم استيراد المملكة السعودية من الأسلحة، والتي جاءت ثاني أكبر مستورد للسلاح في العالم، بعد الهند، ثم تصويت البرلمان الأوروبي على قرار يمنع تصدير السلاح للسعودية نتيجة الانتهاكات الحقوقية التي تقع في اليمن جراء قصف مناطق المدنيين، واستند قرار البرلمان الأوروبي إلى أن السعودية استوردت عام 2015، بنحو 6 مليارات يورو سلاحاً من بريطانيا، وهو الأمر الذي دافع عنه “ديفيد كاميرون” رئيس الوزراء البريطاني باعتبار أن السعودية أكبر مورد نفط للمملكة المتحدة، كما أنها طمأنت لندن حول حقوق الأنسان في اليمن. ولأول مرة تزيد لهجة الاستنكار الأوروبي للسعودية خاصة فيما يخص اليمن وهذا يعد تطور جديداً في علاقة المملكة بأوروبا، ويمكن أن تكون له ردود أفعال في المستقبل.

3ـ حول الوضع في سوريا عاد الحديث السعودي مجدداً حول العملية العسكرية البرية في سوريا، حتي في الوقت الذي فرضت فيه الهدنة والتي دخلت حيز التنفيذ الجمعة 26 فبراير 2016، بعدما تحدث رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو بشأن الهدنة والتي اعتبرها غير ملزمة لبلاده إذا تعرض أمنها القومي للخطر، فالتصريحات السعودية التركية  جاءت متوافقة مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، فيما يخص الخطة البديلة في سوريا في حال فشل الهدنة، وهذا يعطي مؤشراً على فشل الهدنة والاستعداد لعمل عسكري سواءً كان برياً أو من خلال الضربات الجوية السعودية والتركية بموافقة ومباركة أميركية في سوريا لإعادة تشكيل الخريطة السياسية مرة أخرى في سوريا، في ظل الحديث المتكرر عن تقسيم سوريا إلى عدة دويلات.

4ـ المشهد اليمني شهد تطوراً ميدانياً وسياسياً هذا الأسبوع، ميدانياً حيث حققت القوات التابعة لهادي عدة نجاحات كان أهما السيطرة على ثلاثة جبال مهمة في منطقة الجوف القريبة من الحدود السعودية، والتي كانت تستخدمها مليشيات الحوثي مخازن للسلاح، ربما يعود ذلك للتغير في إدارة المشهد العسكري بعد تولي اللواء على محسن الأحمر للقيادة العسكرية، وسياسياً، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجيو لافروف أن بلاده لن تقدم دعماً للحوثيين وتتعامل معهم كانقلابين، وهذا يعطي مؤشرا على عدم توافق روسيا مع إيران في الملف اليمني وكذلك يعد رداً على تصريحات أحد العسكريين الإيرانيين الذي قال إن روسيا وإيران ينسقان للدخول عسكري في اليمن على غرار ما حدث في سوريا.

5ـ فيما يخص المشهد العماني، هناك تطور فيما يخص علاقة عمان بإيران إذا أعلنت مسقط عن رغبتها في زيادة التعاون البحري مع طهران مستفيدة من الخلاف السعودي الإيراني الأخير وما نجم عنه من حرمان سفن إيرانية من دخول موانئ خليجية، وهذه التصريحات العمانية تصب في صالح إيران التي تسعي بشكل كبير لوجود موانئ لها في خليج عمان، ويمكن أن تحقق مسقط استفادة كبيرة في حال إتمام منطقة صحار الحرة والتي ستعد منافساً قوياً لميناء جبل على في الإمارات.

ثانياً: تطورات المشرق العربي وجواره الجغرافي:

1ـ المشهد التركي:

  • أردوغان: نواجه هجمة إرهابية لا مثيل لها في التاريخ القريب (الأناضول).
  • داود أوغلو: وقف إطلاق النار غير ملزم لتركيا في حال المساس بأمنها (الأناضول).
  • جاويش أوغلو: روسيا هي العائق الأكبر في حل الأزمة السورية (ترك برس).

دلالات التطورات:

على الرغم من إعلان الهدنة في سوريا إلا أنه كما يبدو أن القيادة التركية ما زالت تفكر في الخيار العسكري. رغم أنها تعاني من بعض الإشكاليات الداخلية والخارجية التي تشكل عائقا أمام تدخلها العسكري في سوريا، إلا أنه المتوقع أن لا تقف موقف المتفرج في ظل ما يتعرض له آمنها القومي من تهديد؛ وذلك مع بوادر ظهور دولة كردية على الحدود التركية السورية، ومن بين الخيارات التي تملكها تركيا لمواجهة هذه الأزمة:

  • العامل القومي: وذلك من خلال تحريك الأتراك المتواجدين في الجمهوريات التابعة لروسيا أو في إيران.
  • العامل الاستراتيجي: من خلال فتح ساحة المعركة من العراق إلى لبنان؛ مما يخلق مجالاً لتسليح المقاومة كلها لتكون ذراعا قوية لتركيا تصبح قادرة من خلالهم قادرة على التناور.
  • التوغل المحدود: ويتمثل في قيام تركيا بتوغل جزئي على الحدود التركية السورية، على الرغم من وجود كبوح متعددة لهذا الخيار.

ولا يستبعد أن يكون لأوروبا عامة وألمانيا خاصة دور كبير في الخطة التي ستتبناها تركيا خشية من إنفلات الأمور وتصبح أوروبا في دائرة الخطر المتمثلة في ازدياد هجرة اللاجئين.

2ـ تطورات المشهد السوري:

  • كيري يحذّر من تأخير الانتقال السياسي في سوريا.
  • روسيا تتهم أميركا بمحاولة إفساد وقف النار في سوريا.
  • موسكو متخوفة من جدية السعودية وتركيا في القيام بعملية برية في سوريا.
  • تركيا تستهدف قوات النظام السوري ردا على سقوط 5 قذائف على أراضيها.
  • فرنسا تدعو لاجتماع فوري لقوة المهام الخاصة المشرفة على وقف إطلاق النار بسوريا لبحث الانتهاكات.
  • الجبير يتهم روسيا والنظام السوري بانتهاك “وقف الأعمال العدائية”. ويلوح بـ “الخطة ب “.

دلالات التطورات:

بعد أن صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن بلاده تدرس خطة بديلة، لعلاج الأزمة السورية، بدأت العديد من الأوساط تنادي بتطبيق هذه الخطة والتى عرفت بالخطة (ب)، متعللين بفشل وقف إطلاق النار في سوريا: ومن المتوقع تبدأ هذه الخطة في تدفق الأسلحة إلى المجموعات المسلحة بشكل كبير؛ وتنتهي بتقسيم سوريا. على الرغم ان الحقيقة على الأرض تقول إن سوريا قد أصبحت بالفعل مقسّمة إلى ثلاثة أقسام. في دمشق دولة نصيرية، شمال سوريا تحت إدارة الأكراد وفي الوسط يسيطر تنظيم الدولة على المنطقة التي يُقال إنها للعرب السنة.

هذه الخطة، ليست جديدة. وليست الخطة (ب) للولايات المتحدة الأمريكية. ربما أنها تحمل بصمات مشتركة لأمريكا وروسيا، لكنها في الحقيقة خطة ضمن المشروع الإسرائيلي في المنطقة. ففي عام 1982، نُشر السياسي الإسرائيلي، عوديد ينون، خطة تقضي بتقسيم سوريا إلى ثلاثة دول. وكذلك العراق ثم مصر.

3ـ تطورات المشهد الإيراني:

  • إيران: الإصلاحيون يحققون تقدما في انتخابات مجلس الشورى وفق نتائج أولية.

دلالات التطورات

جاءت نتائج الانتخابات الإيرانية بتقدم كبير للإصلاحيين المؤيدين للرئيس الإيراني حسن روحاني؛ وهذا يعني أن الساحة الداخلية في إيران قد اختارت برنامج الإصلاح الاقتصادي القادر على خلق وظائف، وتحقيق نمواً في مشاكل الإسكان والرعاية الصحية. أما على المستوى الخارجي فيبدو ان هذه النتيجة ستمنح الرئيس الإيراني حسن روحاني قوة دفع أكبر بهدف استكمال سياساته الإصلاحية والانفتاح على الخارج، وهي السياسة التي كان من أهم ثمارها توقيع الاتفاق النووي مع القوى الدولية الكبرى مؤخرا، وكان روحاني نفسه قد اعتبر أن نتائج تلك الانتخابات تمنح حكومته مصداقية وقوة أكبر.

ويعتبر مؤيدو روحاني أيضا أن الدور الإيراني مهم جدا في حسم الصراعات التي تشهدها المنطقة، والتي وصلت إلى ذروتها بين إيران وجيرانها العرب، في تصاعد لحالة من الطائفية بين السنة والشيعة، وهم يرون أن برلمانا يملك عددا أكبر من الإصلاحيين سيدعم توجهات الرئيس روحاني في مزيد من الانفتاح على الدول المجاورة، وتهدئة التوتر الذي يسود المنطقة.

غير أن بعض الأصوات المعارضة لروحاني تشكك في قدرة الإصلاحيين على مواجهة معسكر المحافظين، وترى أن النظام الذي يسيطر عليه المحافظون قوي لدرجة تصعب من مهمة الإصلاحيين على تغييره، ومن ثم يشككون في قدرة الإصلاحيين سواء على مستوى تغيير السياسة الداخلية الإيرانية، والتي يصفونها بأنها تعتمد على القمع، أو في الخارج باتجاه مزيد من التخفيف من حدة الطائفية التي تموج بها المنطقة.

4ـ تطورات المشهد الفلسطيني:

  • إسرائيل تبحث إقامة ميناء في قطاع غزة.
  • البحرية الإسرائيلية تؤيد إنشاء ميناء بحري في القطاع.
  • أبو مرزوق: الحفاظ على الأمن القومي المصري سياسة ثابتة لحركة حماس.
  • مصر: سقوط 6 من أفراد أخطر خلية إرهابية يرتدون زي حماس بحوزتهم أسلحة.

دلالات التطورات:

ناقشت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، الموقف من إقامة ميناء في قطاع غزة، ويبدو ان إسرائيل تتجه إلى الموافقة على وجود ميناء عائم في غزة وذلك للآسباب الآتية:

  •  الظروف الاقتصادية الأخذة بالتردي في القطاع والرغبة في إيجاد حلول بنيوية طويلة الأمد من شأنها أن تساعد في تحسين الأوضاع الاقتصادية في غزة، وتقليص المخاطر من تفجر مواجهة عسكرية مع حركة حماس مجددا.
  • رغبة إسرائيل في تحريك ملف جنودها الأسرى في غزة بعد التوصل إلى هدنة طويلة.
  • نجاح حركة حماس في إعادة علاقاتها مع إيران، والذي يعني أن الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية قد تتعاظم من خلال الدعم الإيراني المعلن. وهذا لا تتمناه إسرائيل خصوصا وان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حتى هذه اللحظة عاجزة عن وقف عمليات الطعن.
  • وجود ضغوط تركية وقطرية على إسرائيل بتخفيف الحصار على غزة مقابل تحسن العلاقات التركية الإسرائيلية المتصدعة من حادثة مرمرة.

إلا ان ما يعيق إتمام هذه الخطوة حتى الأن هو وجود عوامل ضاغطة من مصر. ترفض رفع حصار غزة، وكذلك ترفض وجود أي دور لتركيا في غزة. لذا نلاحظ أن قيادات حركة حماس مؤخرا بدأت تتقرب إلى القيادات المصرية من خلال بعض التصريحات التي تشيد بدورها؛ ويبدو أن القيادة المصرية تستقبل هذه التصريحات بإيجابية من خلال إعلانها إلقاء القبض على مجموعة مسلحة ترتدي الزي العسكري لحماس وهذا قد يفهم محاولة تبرئة حماس من التهم السابقة باعتبارها تهدد أمنها القومي. خصوصا ان هناك وفدا من حزب الله قد زار مصر، في إشارة قد تفهم بان هناك تحسن في العلاقات المصرية الإيرانية، وبالتالي المصرية مع حماس والمصرية مع حزب الله.

5ـ تطورات المشهد الإسرائيلي:

دلالات التطورات:

من الواضح أن هناك ثلاثة أطراف تعارض اتفاق تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية، أولها روسيا التي ترى أن هذا الاتفاق، والسماح لأنقرة بالحصول على موطئ قدم في قطاع غزة يقوي المحور السني الذي تقوده تركيا في المنطقة. ثانياً مصر التي تشهد علاقتها مع تركيا توترا بسبب تأييد الأخيرة للإخوان المسلمين ومنحها ملاذا لزعماء الحركة على أراضيها. ووفقا لمصادر مصرية فقد أوضح السيسي لإسرائيل معارضته القوية لتخفيف الحصار على قطاع غزة، ومنح تركيا وضعا خاصا في القطاع.

أما الطرف الثالث الذي يعارض التسوية فهي السلطة الفلسطينية التي فقدت السيطرة على غزة في عام 2007، حيث يريد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية الحصول على موطئ قدم في القطاع يسمح له في المستقبل بإعادة سيطرة السلطة عليه.

إلا انه يجب اخذ في الحسبان ان توقيع اتفاق تسوية تركية إسرائيلية. فسيكون بمقدور إسرائيل تصدير الغاز والاستفادة اقتصاديا، إلى جانب الحفاظ على الهدوء النسبي في غزة، كما أن تركيا قد تتوسط بين إسرائيل وحماس حول إعادة جثتي الجندين الإسرائيليين الذين قتلا في صيف عام 2014.

ثالثاً: تطورات المغرب العربي:

تطورات المشهد الليبي

في 20 فبراير 2016، أطلق حفتر عملية عسكرية أسماها “دم الشهيد” الهدف منها استعادة مدينة بنغازي من مجلس شورى ثوار بنغازي بعد عودته من “الإمارات” لتطهير المدينة من ما يسمى بتنظيم داعش، وقد جاء هذا التطور بعد يوم واحد من قصف طائرات أمريكية منطقة في مدينة صبراتة الساحلية في اتجاه الغرب مما أسفر عن قتل ما يقارب 40 شخص قيل إنهم ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية وأن من بين القتلى قيادي تونسي.

ووفق العربي21 فقد سيطرت قوات حفتر يوم الثلاثاء 23 فبراير على منطقة الليثي بوسط مدينة بنغازي، أبرز معاقل تنظيم الدولة في مدينة بنغازي في شرق البلاد، وأكد قائد القوات الخاصة، التابعة لحفتر “ونيس بوخمادة” أن مستشارين عسكريين فرنسيين يساعدون في تنسيق معارك القوات الليبية ضد تنظيم الدولة في مدينة بنغازي بشرق البلاد، مؤكدا أن المجموعة العسكرية الفرنسية الموجودة في بنغازي هي مجرد مستشارين عسكريين يقدمون الاستشارات للجيش الليبي الوطني في حربه ضد الإرهاب، ولكنهم لا يحاربون مع القوات الليبية(هافبوست).

جاء هذا في ظل إدانة وزير الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الإنقاذ الوطني التابعة للمؤتمر الوطني في طرابلس لأيّ تدخّل أجنبي لمساندة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر من أي دولة كانت (هافبوست). بينما خرج حفتر بكلمة متلفزة يوم الأربعاء 24 فبراير أذاعتها قناة سكاي نيوز الإماراتية ووعد فيها جنوده ومؤيديه بالنصر خلال أيام.

ووفق موقع العربية نت فإن وحدة من القوات الخاصة وخدمة العمليات السرية لوكالة المخابرات الفرنسية تشارك في المعارك ضد تنظيم “داعش” في ليبيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

وأن الرئيس فرانسوا هولاند قد أعطى موافقته في اجتماع مجلس الدفاع الأعلى “خلية الأزمة” على عمل عسكري غير رسمي تنفذه وحدة من القوات الخاصة وخدمة العمليات السرية لوكالة المخابرات الفرنسية، في إطار حرب سرية تستهدف زعماء التنظيم الإرهابي في ليبيا، حيث تتنازع على السلطة حكومتان في البلد الذي لا تخضع فيه مساحات صحراوية شاسعة لأي حكم.

ومن خلال رصد خسائر قوات حفتر بين 22 لـ 28 فبراير 2016، وفق ما نشرته مؤسسة الراية التابعة لجماعة أنصار الشريعة بليبيا فقد وجدنا واقع مغايراً لقواته كالتالي: 287 قتيل، و333 جريح، وتدمير 6 دبابات، وتدمير 8 سيارات دفع رباعي، وتدمير 4 مدرعات والإستيلاء على اثنتين، الإستيلاء على 3 سيارات بيك أب. بينما تحدث تقرير الجزيرة نت عن خسائر لقوات حفتر تتجاوز ال 120 قتيل.

يأتي هذا في الوقت الذي نشرت في صحيفة التلغراف البريطانية تقريراً عن وجود قوات بريطانية خاصة بليبيا تنحصر مهمتها في بناء خلايا تعمل ضد تنظيم الدولة، ووقف تقدم الجهاديين، وأن مسؤولين غربيين ومساعدين في الكونغرس قالوا إن القوات الأمريكية الخاصة بدأت بتقديم “تدريب تكتيكي” لجماعات ليبية مسلحة مختارة، وأن قادة من القوات الخاصة البريطانية ظلوا يعملون مع نظرائهم الأميركيين في مدينة مصراتة لكبح تقدم تنظيم الدولة في ليبيا.

ترافق هذا مع قصف طائرات مجهولة الهوية يرجح أن تكون أمريكية رتلا لتنظيم الدولة جنوب غربي العاصمة الليبية طرابلس في 28 فبراير 2016، وكان الرتل متجهاً لدعم عناصره المحاصرة بمدينة صبراتة غربي العاصمة الليبية طرابلس (عربي 21).

وفي 29 فبراير نشرت صحيفة لوبون الفرنسية تقريراً حول “عبد الحكيم بلحاج” السياسي الليبي وقائد المجلس العسكري في طرابلس، وذكرت إن وزارة الدفاع الأمريكية كانت قد أصدرت بيانا صحفيا أكّدت فيه أن الغارة الجوية الأولى من نوعها التي شنتها الولايات المتحدة في ليبيا، استهدفت منزلا يبعد حوالي ثمانية كيلومترات عن مدينة صبراتة، وهو ملك أحد أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة التي يترأّسها عبد الحكيم بلحاج، أحد القادة العسكريين في العاصمة الليبية طرابلس، وأن بلحاج يدعو إلى إرساء دولة مدنية عن طريق انتخابات حرّة ونزيهة، ويشدد على أن ليبيا هي دولة إسلامية منذ أكثر من 13 قرنا، ولهذا السبب قرّر بلحاج تأسيس حزب سياسي أطلق عليه اسم “حزب الوطن الحر” من أجل المشاركة في الحياة السياسية في ليبيا.

دلالات التطورات:

في ظل فشل المشهد السياسي في ليبيا والتدخل الإماراتي المصري فيها بشكل مباشر مما أدى لوجود حكومتين، وتضارب المصالح الغربية الرافضة لوجود حكم إسلامي بشكل مباشر أو غير مباشر من أشخاص ذو ميول إسلامية، فقد أدى هذا المشهد لتعزيز تحول أفراد الثورة الليبية لميلشيات مسلحة تدين بولاءات مختلفة بعضها قبائلي وبعضها اقتصادي مرتبط بالنفط كما حدث في منطقة الهلال النفطي. وهذا أوجد حالة من الفوضى في كثير من المناطق لم يكن لها حل سوى أن ينتشر الإسلاميين في مناطقهم في الشرق الفوضى ليسيطروا على مناطق بنغازي ودرنة وسرت.

ومع مرور الوقت وفي ظل عدم وجود حل سياسي وتخييب حكومة طرابلس لآمال الإسلاميين تم إيجاد أرضية قوية لوجود فرع آخر للدولة الإسلامية في ليبيا في ظل تصاعدها القوي في تلك الفترة في سوريا والعراق، وهي الفرصة التي وجدتها الدولة قوية للاستفادة من مناطق دعم ونفوذ جديدة وأيضاً حواضن جديدة تستطيع التمدد فيها وجعلها ساحة خلفية في حالة توجيه ضربات قوية لها بالعراق وسوريا. وهنا وجد الغرب أنه لم يعد اللاعب الوحيد مع بعض القوى الإقليمية كمصر والإمارات في المعادلة الليبية، بل أصبحت القوى الجهادية وعلى رأسها “تنظيم” الدولة الإسلامية ينازعهم تلك اللعبة. وهنا حاولت مصر والإمارات دعم قوات حفتر بقوة على أمل السيطرة على الشرق الليبي سريعاً وهو الأمر الذي ثبت فشله.

وهنا وجد الغرب نفسه في حاجه للتدخل العاجل في الشأن الليبي ولكنه يصطدم بمعضلة عدم رغبة الليبيين بوجود قوات أجنبية أو عربية على أراضيهم، وأن محاولة الدفع بهذه القوات قد يوحد بعض الأعداء المحليين ضدها وإعلان حالة من الجهاد العامة، لذلك ترى الأنظمة الغربية أن الحل الأمثل هو التركيز على إيجاد حل سياسي بين حكومة طرابلس وطبرق يتم من خلاله الإعلان عن حكومة موحدة يوحد جميع الفصائل العسكرية في هيئة واحدة.

على أن يترافق هذا بتقديم الدعم اللوجيستي والإستخبارتي من قبل بعض الدول الغربية كأمريكا وفرنسا وبريطانيا لبعض الميلشيات المحلية مثل قوات حفتر أو بعض القوات بمصراته وطرابلس لتحجيم تأثير نفوذ الجماعات الجهادية واستنزافها حتى الإنتهاء من الحل السياسي والذي يفترض أن يتم من خلاله الإستعانة بدعم القوات الأجنبية بشكل رسمي ينفي عنها صفة قوات إحتلال.

رابعاً: انعكاسات التطورات الإقليمية على الساحة المصرية:

تشير التطورات الإقليمية للعديد من التداعيات على النظام العسكري في مصر، ومن ذلك:

1ـ تطورات المشهد في فلسطين، ستكون نتائجها سلبية على النظام المصري، لذلك يبذل النظام جهوداً كبيره من أجل إفشال جهود الاتفاق المتوقع بين تركيا وإسرائيل؛ والذي من شأنه أن يتمخض عنه توفير ممر مائي لغزة يساهم في تخفيف الحصار عنها؛ ويرجع ذلك إلى قناعة السيسي أنه في حال تم إنشاء هذا الميناء، فهذا يعني تراجع كبير في دور نظامه الأمني تجاه إسرائيل؛ التي تفكر جدياً في السير في مشروع الميناء رغبة في تعزيز مصالحها الاقتصادية والأمنية مع تركيا في المرحلة القادمة.

2ـ تسير تطورات الأوضاع في ليبيا وتزايد احتمالات التدخل العسكري لصالح النظام المصري، الذي سيكون له دور مهم في عمليات التدخل لوجيستيا وعسكرياً واستراتيجياً وهذا ما يوفر له ورقة من أوراق الضغط التي يمكن أن يساوم بها في مواجهة الأطراف الإقليمية والدولية.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close