fbpx
أسيا وافريقياالمشهد التركي

تطورات المشهد التركي 17 أكتوبر 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يغطي هذ التقرير تطورات المشهد التركي خلال النصف الأول من شهر أكتوبر 2016، والتي جاءت أحداثه كالتالي:

أولاً: تطورات المشهد الخارجي:

1ـ العلاقات التركية ـ الخليجية:

من أهم التطورات على المشهد الخارجي لتركيا هو تطوير العلاقات مع مجلس التعاون الخليجي واستكمال التعاون الاستراتيجي بين الجانبين، حيث صدر عن اجتماع المجلس بيان تضمن 12 خطوة لتعزيز ذلك التعاون (العربي الجديد)، تشمل التقارب في وجهات النظر بينهما فيما يتعلق بأهم القضايا الإقليمية، وكذلك تشكيلهما معًا ما يمكن وصفه بأنه دائرة تعاون جديدة تمتد إلى النواحي الاقتصادية، حيث سيتم بحث إنشاء منطقة تجارة حرة بين الجانبين، في ظل اتفاق في وجهات النظر على أهم التهديدات التي تواجه المنطقة، وذلك بعد لقاءات وزراء خارجية مجلس التعاون وتركيا الأسبوع الماضي (العربية).

 

وكذلك عقد منتدى الأعمال والاستثمار الخليجي التركي في 2 نوفمبر القادم في مملكة البحرين، وذلك في إطار الحوار الاستراتيجي القائم بين مجلس التعاون الخليجي وتركيا، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الأمنية المتعلقة بالصراعات في كل من سوريا واليمن (الجزيرة).

 

ويشير بيان القمة إلى الحرص المتبادل على أمن كل من الخليج وتركيا، حيث أكد البيان على أمن السعودية ونجاحها في تنظيم موسم الحج بعد تهديدات إيران، وكذلك دعمت دول مجلس التعاون موقف تركيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، وأدانت كذلك العمليات التي يشنها حزب العمال الكردستاني ضد الدولة التركية، وكذلك إدانة تنظيم فتح الله جولن، وإدانة اشتراك المليشيات الطائفية في معركة تحرير الموصل، وكذلك عكس البيان تطابق الرؤى في مختلف القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية في المنطقة (تركيا بوست).

 

وتشير التطورات في المنطقة إلى أن الطرفين الخليجي والتركي أصبحا أكثر احتياجًا إلى بعضهما البعض في ظل وجود محور إيران روسيا سوريا وانضمام القاهرة إلى الحليف الروسي والذي تمثل في تصويتها في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الروسي (روسيا اليوم)، وما تلاه من رد سعودي بوقف تصدير النفط إلى القاهرة والتلاسن في وسائل الإعلام بين الجانبين، وهو ما يؤكد على أن القاهرة لم تعد حليفًا موثوقًا بالنسبة للجانب الخليجي الذي تقوده السعودية وتهدف إلى تقوية المعارضة السورية في مواجهة نظام بشار الأسد لمنع تمدد المحور الإيراني في المنطقة.

 

بينما ترى القاهرة أن دعم الأنظمة القديمة في مواجهة المليشيات والجماعات الإسلامية المسلحة هو ضمانة أمن الإقليمي، وأن روسيا يمكن أن تكون مصدرًا للمساعدات الاقتصادية للجانب المصري في الفترة المقبلة، لاسيما بعد التقارير التي أشارت إلى أن القاهرة دعمت الحوثيين باثني عشر زورقًا حربية وسهلت وصول السلاح إليهم عن طريق جزيرة قبالة منطقة اللحية التابعة لمحافظة الحديدة، كما أشارت مصادر إلى فتح الاستخبارت المصرية قنوات اتصالات مع تنظيم الحوثيين (العربي الجديد).

 

وهو ما يدفع الخليج أكثر باتجاه تركيا التي باتت تدافع عن قضايا السنة في كل من سوريا والعراق، وبالرغم من علاقاتها الاقتصادية والسياسية بإيران، إلا أنها ضد مشروعها المذهبي في المنطقة لما يمثله ذلك من تهديد للمصالح التركية، كما أفادت مصادر بعرض تركيا وساطة بين الخليج وإيران، حيث أعلن جاويش أوغلو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيقوم بزيارة قريباً إلى السعودية، قائلا إنه “سيُحدد تاريخها في وقت لاحق”. وفيما يتعلق بالخلافات السعودية الإيرانية، أشار الوزير التركي إلى إمكانية قيام تركيا “بدور وساطة بين البلدين إذا طُلب منها ذلك” (سي إن إن).

 

وبالتوازي مع وقف شركة أرامكو السعودية لتصدير النفط إلى مصر، وقعت الشركة مذكرة تفاهم مع 18 شركة تركية من أجل العمل في السوق النفطي السعودي بالتعاون مع شركة أرامكو، وتمكينها من المشاركة في مناقصات الشركة؛ حيث صرح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح: “نحن نأمل بتعزيز أقوى للعلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية. ونرغب بالعمل جنبًا إلى جنب مع الشركات التركية من أجل تحقيق رؤية المملكة للعام 2030. إن السعودية مقبلة على استثمارات ربما تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، ومذكرات التفاهم هذه ستشكل أرضية يمكن الاستناد إليها خلال السنوات القادمة” (الأناضول).

 

كما أن التوتر في العلاقات السعودية الأمريكية بسبب تمرير قانون (جاستا) لمعاقبة السعودية من شأنه أن يدفع الرياض أكثر باتجاه أنقرة، بما في ذلك احتمالية سحب أموال سعودية وإيداعها في بنوك تركيا وزيادة الاستثمارات في الداخل التركي بالنظر إلى معدلات نمو اقتصادها، والأسباب الأخرى التي تشجع على الاستثمار في تركيا، من بينها قانون جذب الاستثمارات الأجنبية، الذي يقوم على مبدأ المساواة في المعاملة، إذ يسمح للمستثمرين الأجانب بالحصول على حقوق وواجبات المستثمرين المحليين ذاتها.

 

وقد وصل حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا إلى 151 مليار دولار أمريكي في السنوات العشر الأخيرة، حيث تستثمر قطر 20 مليار دولار فيما وصلت الاستثمارات السعودية إلى 6 مليار دولار حتى مايو الماضي بوجود 800 شركة سعودية تعمل في الداخل التركي (عربي21)، بالإضافة إلى أن عدد السياح في تركيا من دول الخليج يبلغ 750 ألف سائح سنويا، منهم 500 ألف سائح من السعودية وحدها (روسيا توداي).

 

كما شجع توجه تركيا إلى الاقتصاد الإسلامي على ضخ مستثمري الخليج المزيد من الاستثمارات بها، كما شجع على ذلك أيضا تخفيف الحكومة التركية من قيود الملكية الأجنبية، إذ أصدرت الحكومة في السنوات الأخيرة قانوناً عقارياً جديداً يتيح للأجانب تملك الأراضي والشقق السكنية والعقارات بشكل حر وكامل، من دون اشتراط الإقامة داخل البلاد، مما أتاح لكثير من المستثمرين شراء العقارات، ودفع شركات عربية إلى التوجه من أجل الاستثمار وإقامة مشاريع تطوير عقاري في تركيا، وقد زار أكثر من 500 ألف مواطن خليجي تركيا العام الماضي، وبلغت الاستثمارات الخليجية وحدها نحو %30 من الاستثمارات الأجنبية في تركيا (القبس).

 

2ـ معركة الموصل:

في ظل الاستعداد لمعركة الموصل وكذلك المعارك الأخرى التي يقوم بها الجيش السوري الحر في سوريا لتطهير مختلف البلدان والمدن، فإن تركيا أكدت على أنها لن تسمح بتغيير التركيبة السكانية في الموصل، وذلك في ظل استعداد الحشد الشعبي الشيعي التابع للحكومة العراقية المدعومة إيرانيًا من اقتحام المدينة بنية تطهيرها من تنظيم داعش.

إلا أن الحكومة التركية ترى أن ذلك الهجوم يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في المدينة وكذلك مدينة تل عفر ذات الغالبية التركمانية، لذلك صر أردوغان قائلاً أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هو من طلب من تركيا جلب قواتها إلى معسكر بعشيقة، وأردف الرئيس التركي أن تركيا ليست الدولة التي تأتي بقواتها وتخرجهم وقتما يشاء العبادي، مشيرًا إلى أن قواته المتمركزة في المنطقة يبلغ قوامها سبعمائة جندي وهم مستعدون للمشاركة في تطهير المدينة (تركيا بوست)، وقال الرئيس التركي أن وزير خارجيته سيقدم مقترحًا خلال اجتماع لوزان لمكافحة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، وأضاف: أردوغان: “بالنسبة لقاعدتنا في “بعشيقة” ليس لأحدٍ أن يتحدّث عنها، فهي ستبقى هناك لا محالة، لأنّ يعشيقة بمثابة ضمانةٍ لتركيا حيال الهجمات الإرهابية المحتملة” (يني شفق).

 

وعلى الصعيد العملياتي أيضًا تستعد قوات الجيش السوري الحر لاقتحام مدينة دابق إحدى أهم معاقل تنظيم داعش في سوريا لتطهيرها من الوجود الداعشي، حيث يتمركز هناك ما يقرب ألف ومائتي مقاتل من التنظيم، فيما وردت أنباء نشرت في مجلة “النبأ” التابعة للتنظيم ما يفيد بإمكانية سحب التنظيم قواته من المدينة كنوع من المناورة استعدادًا لحشد قواته لمعركة حاسمة فيما وصفته المجلة بأنه “معركة دابق الكبرى” (عربي 21)، في حين أعلن الرئيس التركي أن التقدم إلى دابق لتحريرها يعد جزءًا هامًا من تنفيذ المنطقة الآمنة بمساحة 5 آلاف كيلومترا وسيعلن من هناك إخلاء هذه المنطقة من الإرهاب (يني شفق).

 

3ـ العلاقات التركية الروسية:

عززت تركيا من تحالفها مع موسكو في الفترة الأخيرة بعد زيارة بوتن الأخيرة إلى أنقرة وتوقيع عدة اتفاقات هامة في مجالات النفط والغاز، كان أهمها توقيع اتفاقية “تورك ستريم” أو السيل التركي (العربية) لتصدير الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، كما أنه سيسد حاجات تركيا المتزايدة من الطاقة، كما تم استعادة العلاقات التجارية والسياحية بين الجانبين والسماح بحرية الانتقال لمواطني الدولتين وكذلك رجال الأعمال، مما سيؤدي إلى تعزيز التعاون بين الجانبين، وهو ما يفتح الباب أمام مزيد من التنسيق العسكري في سوريا؛ حيث صرح الجانبان أنه تم مناقشة الوضع في سوريا، وضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة ووقف إطلاق النار، وكذلك دور عملية “درع الفرات” التركية في إحلال السلم في البلاد، لاسيما مع رغبة روسيا في الخروج المشرف من الصراع الذي بدأ يستنزف قواها ومواردها المحدودة، بعد أن تورطت في تلك الحرب، مع تصاعد مؤشرات التوتر مع الولايات المتحدة وإمكانية اصطدام الطرفين على الساحة السورية، وهو ما حذر منه الجانب التركي بأن ذلك يمكن أن يطلق حربًا فعلية بين الجانبين بعد استهداف روسيا لقافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة قرب حلب، حيث حذر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قرتلموش بأن “حرب الوكالة” بين الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن تؤدي إلى نشوب صراع عالمي بين الجانبين” (إندبندنت).

 

ثانيًا: تطورات المشهد الداخلي:

1ـ العمليات الأمنية:

في إطار التطورات الأمنية التي تشهدها منطقة جنوب شرق تركيا، استمرت العمليات الأمنية لقوات الجيش والشرطة لتمشيط المناطق التي تنشط فيها الجماعات التي تعتبرها الحكومة التركية جماعات إرهابية، وأسفر ذلك عن إعلان هيئة الأركان التركية مقتل 66 إرهابيًّا من منظمة “بي كا كا”، في عمليات أمنية جرت خلال أسبوع، بخمس ولايات جنوب شرقي البلاد. وذكر بيان للهيئة أن القوات التركية شددت من عملياتها في ولايات هكاري، شرناق، ديار بكر، ماردين، وأغري، في الفترة ما بين 6 و13 أكتوبر الجاري، للحيلولة دون إتمام المنظمة الانفصالية استعداداتها لفصل الشتاء (الأناضول).

 

2ـ الوضع السياسي:

فيما يتعلق بالترتيبات السياسية الداخلية أكد رئيس الوزراء بن علي يلدرم على أن حكومته لا تزال عازمة على تطبيق النظام الرئاسي؛ حيث أكد تصميم حكومته على وضع دستور جديد للبلاد يضمن لها دوام الاستقرار السياسي والاقتصادي الدائم عبر نظام رئاسي، وقال يلدريم: “ينبغي أن يدوم الاستقرار في تركيا، ويستمر النمو من خلال تطبيق النظام الرئاسي، وكما أعلنّا في الانتخابات السابقة، نحن عازمون على تشكيل الدستور الجديد وجعل الاستقرار دائمًا في البلاد”. وأضاف: “السبيل إلى إدامة الاستقرار يمر من النظام الرئاسي، انظروا إلى ما شهدناه في انتخابات يونيو 2015، لم تتشكل الحكومة حينها، ولو استمر الوضع الذي كان سائدًا وقتها لما استطاعت تركيا مواجهة المنظمات الإرهابية” (الأناضول).

3ـ الأوضاع الاقتصادية:

وعلى الصعيد الاقتصادي تتواصل أعمال إنشاء المطار الثالث في مدينة إسطنبول التركية، والذي يتوقع أن يكون أكبر مطار في العالم بتكلفة إنشاء تقدر بنحو عشرة مليارات يورو، وتم رفع عدد العاملين في المطار إلى 20 ألف عامل لتسريع إنجاز المشروع المقرر افتتاح مرحلته الأولى في فبراير 2018، ومن المتوقع أن يستقبل فيها 90 مليون راكب سنويًا بمساحة 1.3 مليون متر مربع، وسيعمل على تخفيف الضغط على مطاري المدينة بعد أن عجزا عن تلبية الطلب المتزايد إثر إضافة رحلات طيران ومسارات جديدة وقبول المزيد من البضائع (ديلي صباح).

 

كما وضع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم حجر الأساس لمباني “مركز إسطنبول المالي العالمي”، ويشمل المجمع الضخم الذي سيبدأ العمل به قريباً “مركز إسطنبول المالي العالمي”، و”مؤسسة تنظيم ومراقبة العمل المصرفي”، و”هيئة سوق رأس المال”، وذلك في منطقة “تشامليجا” التابعة لمدينة إسطنبول، وأضاف يلدريم: “النقد العالمي يبحث اليوم عن وجهات جديدة، لأن الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية تضيّق على المستثمرين جدًا ويطرحون عليهم أسئلة كثيرة عن نقودهم والمستثمر لا يريد أن يتعرض للإهانة بأمواله”، وبيّن أن مدينة إسطنبول تُعد المكان المثالي للنقد والمستثمرين والشركات، وتابع في هذا الصدد: “لأجل ذلك هناك حاجة لهذا المركز ونحن قررنا إنشائه على هذا الأساس، وسيتم خلال العامين القادمين تأسيس منشآت رائعة هنا ليواصل المركز المالي أعماله” (ديلي صباح).

 

وفيما يتعلق بضبط الوضع الداخلي بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو الماضي، قال الرئيس التركي أنه سيقر أي قانون لإعادة عقوبة الإعدام يتقدم به البرلمان التركي للتصديق عليه، وأنه على الجميع احترام القرارات التي تتخذها البرلمانات في الأنظمة الديمقراطية (تي آر تي)، كما صرح في افتتاح الموسم الدراسي أن تركيا بحاجة ماسة إلى ثورة ثقافية، وأضاف: “وصلنا الى مرحلة صناعة طائرات الهليكوبتر المحلية، إلا أنها أمطرتنا بالقنابل، و قامت بقتلنا. المشكلة هي ضرورة إصلاح الضمائر و العقليات اولا. لذا نحن بحاجة الى انقلاب ثقافي. علينا القيام بالاصلاح في الثقافة، لذا نحن بحاجة الى ثورة ثقافية “(تي آر تي).

 

ثالثًا: العلاقات التركية المصرية:

التقى وزيرا خارجية كل من مصر وتركيا على هامش التصويت في الأمم المتحدة على مشروع القرار الروسي، وعلق جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركى، عن لقائه بوزير الخارجية سامح شكرى أثناء تواجدهم فى جلسة الأمم المتحدة بنيويورك، قائلًا “تحدثنا فى العديد من الموضوعات، وتبادلنا الأفكار، ونحاول تطوير العلاقات”، وأشار جاويش أوغلو، فى المؤتمر الصحفى الذى عقد بالعاصمة السعودية الرياض عقب الاجتماع الخليجى التركى، إلى وجود اختلافات معينة فى تناول بعض القضايا بين البلدين (اليوم السابع)، فيما نقلت صحيفة (يني شفق) المقربة من الحكومة التركية كذلك أن هناك لقاءات ثنائية عقدت بين الوفود الحاضرة في مؤتمر لوزان والذي حضر فيه وزيرا خارجية البلدين مصر وتركيا.

 

يأتي ذلك في ظل توتر العلاقات المصرية السعودية، بالتوازي مع تدعيم العلاقات التركية الخليجية، مع زيارات متبادلة بين الجانبين التركي والخليجي في الفترة الماضية، كما من المتوقع أن يزور أردوغان السعودية قريبًا، كما يأتي وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى زيارة تركيا، في حين يتقلص الدور المصري أمام تلك الدائرة الخليجية التركية التي بدأت تتشكل حديثًا وتقوى في إطار تشكيل سياسات المنطقة، سواء تلك المتعلقة بالوضع في سوريا أو تلك المتعلقة بالأوضاع في العراق ونية إيران تغيير البنية المذهبية للموصل ثاني كبريات المدن العراقية.

وفي حوار الرئيس التركي مع قناة “روتانا خليجية” السعودية صرح بأن “العلاقات التركية المصرية تبدأ بالعودة إلى طبيعتها في حال أطلق سراح مرسي وأصدقائه المظلومين”، وأكد أردوغان في السياق نفسه أنه أخبر المسؤولين في كلّ من السعودية وقطر، بعدم إمكانية تحسين العلاقات مع الحكومة الانقلابية في مصر، قائلا: “أخبرت أصدقائي السعوديين والقطريين بـأنه لا يمكن تحسين العلاقات الثنائية مع الحكومة الانقلابية الموجودة حاليا في مصر” (ترك برس).

 

ومن ناحية أخرى اتهم النائب عن حزب “الشعب الجمهوري” وعضو اللجنة الخارجية في البرلمان التركي، أوغوز كان ساليجي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باتباع سياسة مزدوجة تجاه مصر، الأمر الذي يعتبر غير مقبول في السياسة الخارجية، وقال ساليجي، في مقابلة مع وكالة (سبوتنيك) الرسمية الروسية، إن أردوغان يقول “من الممكن إجراء مباحثات ولقاءات بين تركيا ومصر على مستوى وزاري لحل الأزمة بين البلدين ولكنه غير مستعد للقاء مع المسؤولين المصريين من دون تلبية شرط إطلاق سراح الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي ورفاقه المسجونين”. وشدد ساليجي على ضرورة تطبيع العلاقات بين كل من مصر وإسرائيل والدول الأخرى ولكن ينبغي اتباع طرق صحيحة لتطبيع العلاقات، لافتا إلى أن “المفهوم القائم على وضع الحكومة في كفة والرئيس في كفة أخرى ليس موضوعيا”.

وأعرب عن قناعته بأنه لا يوجد أي فرق بين الرئيس والوزراء في إدارة الدولة “فلا يمكن بناء السياسة الخارجية التركية على أساس أن الوزراء يجرون مباحثات والرئيس لا يجري”، متسائلاً “هل يتبع أردوغان سياسة خارجية تختلف عن السياسة الخارجية التركية؟ وهذا يعتبر خطأ فادحاً”.

 

فيما تحدث معتز عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية، والمقرب من نظام السيسي، في برنامجه على قناة “المحور” المصرية، أن العلاقات المصرية التركية تتحول إلى علاقة صفرية بسبب “غباءهم” على حد قوله، في حين تتجه مصر إلى تشكيل تحالفات جديدة مع كل من قبرص واليونان في موجهة الموقف التركي، وقال أن “القمة المصرية القبرصية اليونانية تم عقدها أكثر من 4 مرات حتى الآن”، موضحًا أن مصر في الوقت الحالي تنشئ تحالفاتها الجديدة بعد أن كانت التحالفات المصرية مقتصرة على الدول العربية فقط، وأضاف أن مصر أمامها فرصة هامة في تكوين تحالف “شرق متوسطي”، من خلال ترسيم حدودها مع اليونان وقبرص، حيث سيعود بالفائدة على قبرص، حيث تدعم مصر موقف قبرص ضد تركيا، وتابع: “أنا مش مبسوط إن احنا في عداء مع تركيا، ولكن ده بسبب غبائهم وسياستهم مش سياستنا، إحنا أقرب على الدخول في علاقة صفرية مع تركيا” (الوفد).

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
Close
زر الذهاب إلى الأعلى
Close