fbpx
أسيا وافريقياالمشهد التركي

تطورات المشهد التركي 17 مايو 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

تمهيد:

يتناول هذا التقرير أهم تطورات المشهد التركي خلال الفترة من 9 إلى 15 مايو 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: حدث الأسبوع:

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستتخذ إجراء عسكريًا أقوى لوقف قصف وعمليات تنظيم الدولة على المدن التركية ولا سيما بلدة كيليس الحدودية، ومن ثم تنظيف داعش من مناطق الحدود التركية (ديلي صباح).

وقال: “إننا نتخذ كل التجهيزات الضرورية لتنظيف الجانب الآخر من الحدود بسبب مشكلات كيليس”، وسط توقعات بعبور قوات برية للحدود لتنفيذ عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة، بدون أن يعطي مزيدًا من التفاصيل حول تلك التجهيزات. وكانت فرق من العمليات الخاصة التركية قد اجتازت الحدود السورية الأسبوع الماضي لمسح واستطلاع كيفية تدمير منصات صواريخ لتنظيم داعش، وتمت تلك العملية بعلم واشنطن وموسكو للتنسيق فيما بين الأطراف لعدم استهداف القوات التركية من المقاتلات التابعة لهما، واستمرت تلك العملية أربعة ساعات (الوطن).

فيما أفادت مصادر صحفية أن قيادة القوات الخاصة التركية تستعد لبدء عملية عسكرية في مدينة جرابلس السورية غربي الفرات، وسيتم دعمها من خلال عمليات جوية أيضاً، وذلك لتمشيط المنطقة التي يوجد بها تنظيم الدولة، وقالت صحيفة “أكشام” التركية أن قيادة الجيش تدرب عدداً من عناصر القوات الخاصة لتنفيذ هذه العملية، وستنتهي مهمة الجنود بمجرد دفع عناصر التنظيم لمسافة 40-50 كم تقريباً، وفي حال أبدى عناصر التنظيم أية مقاومة سيتم تقديم الدعم الجوي، وسيتم تنفيذ العمليات في ثماني نقاط إن إضطر الأمر أيضاً، ولن يتم السماح لعناصر الـ PYD، الحلول مكان التنظيم (أورينت نيوز).

وكان أردوغان قد صرح أيضًا أن قواته المسلحة قتلت أكثر من 3 آلاف شخص من داعش في سوريا والعراق، حيث تقوم القوات التركية بتدريب الجنود العراقيين لمكافحة الإرهاب، وأكد أن الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة لم تتبادل المعلومات الاستخباراتية مع تركيا، لذلك فإن على أنقرة أن تقوم بكل شيء بنفسها (ديلي صباح).

ويبدو أن تركيا الآن ستسير منفردة في تحقيق مصالحها الوطنية؛ في ظل توتر علاقاتها الدولية شرقاً وغرباً:

1ـ مع الاتحاد الأوربي: توترت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بسبب اتفاقية المهاجرين ووقف البرلمان الأوروبي إجراءات تسهيل دخول الأتراك إلى دول الاتحاد.

2ـ مع الاتحاد الروسي: تزايد توتر العلاقات مع الجانب الروسي بعد إفراج تركيا عن مشتبه به في قتل الطيار الروسي، في ظل خوض الطرفين حربا مستترة بالوكالة حيث يدعم كلاهما أطرافًا متنازعة داخل الصراع السوري، كما أن روسيا قامت بحظر تتار القرم ذوي الأصول التركية باعتبارهم “منظمة إرهابية”، في الوقت الذي نظم منتدى منظمات تتار القرم (يضم عدة جمعيات أهلية تدافع عن قضية القرم) الأسبوع الماضي في العاصمة التركية أنقرة، تجمعًا جماهيريًا لإحياء الذكرى الـ 72 لنفي تتار شبه جزيرة القرم، من موطنهم إبان العهد السوفيتي، واحتشد المشاركون أمام مركز أتاتورك الثقافي، وسط أنقرة، رافعين أعلام أوكرانيا، والقرم، وتركيا، ثم خرجوا في مسيرة باتجاه ميدان “الأناضول” في قلب العاصمة التركية، وسط إجراءات أمنية مشددة، كما رفع بعض المشاركين، صورًا للرئيس الروسي، فلادمير بوتين، تشبهه بالزعيم النازي “هتلر” (الأناضول)، فيما يبدو أنه رسائل متبادلة بين الجانبين.

ويشير تقرير معهد ستراتفور الأمريكي أن إطلاق تركيا سراح المتهم بقتل الطيار الروسي يعني أن أنقرة لا تريد التهدئة مع روسيا، ولكن في الوقت ذاته يعني أن أحلامها بعمل منطقة آمنة في سوريا ستكون بعيدة المنال، حيث إن أي قوات تركية في الداخل السوري ستكون عرضة للهجمات الروسية، فموسكو بالمشاركة مع نظام بشار لن يسمحوا لتركيا أن تنشئ هذه المنطقة الآمنة ومن ثم التعاون مع المليشيات الحليفة معها من أجل خلق جيب يهدد سيادة النظام السوري على تلك الأراضي، فتركيا يمكن أن تقيم نقاط تنسيق ومراكز إمدادات ثم تستخدم تلك المنطقة الآمنة كقاعدة لإطلاق هجمات ضد أهداف النظام السوري في أي وقت في المستقبل، ويأتي هذا في ظل محاولة الناتو لبناء الدرع الصاروخي في شرق أوروبا، لذلك فإن موسكو لن تسمح بإعطاء تنازلات للدولة التركية (ستراتفور).

3ـ مع الولايات المتحدة: هناك خلاف تركي أمريكي بخصوص التعامل مع الأكراد، حيث تتبنى واشنطن دعم وتسليح أكراد سوريا لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تعتبرهم أنقرة “منظمة إرهابية” تتبع حزب العمال الكردستاني، وتهدف تركيا إلى عمل منطقة آمنة فيما لم توافق واشنطن على ذلك الطلب أيضًا حتى الآن.

لذا فإن تركيا يبدو أنها عازمة على السير في تحقيق مصالحها الخاصة وتأمين حدودها بعد تكرار وقوع هجمات صاروخية من المناطق الحدودية المتاخمة للمدن التركية. وهذا التحرك التركي إن تم سيجعل القوات التركية تتقدم داخل الأراضي السورية، وهو ما سيحفز نظام الأسد على تنفيذ عمليات ضد تواجده، ومن المؤكد أن روسيا ستساعد على ذلك بصورة غير مباشرة كرد انتقامي على إسقاط تركيا لقاذفتها في نوفمبر 2015، لذلك فإن التقدم التركي لن يكون بقوات برية فقط ولكن من المؤكد أنه سيصاحبه وحدات دفاع جوي متحركة لتأمين قواتها ضد طيران نظام الأسد على الأقل، طالما أن أنقرة ستنسق مع الجانبين الأمريكي والروسي لعملية محدودة، وحسب المعلن من الخطة التركية فإن أنقرة تريد دفع قوات تنظيم الدولة إلى 40 أو 50 كيلو مترا في عمق الحدود السورية لتلافي خطر استهداف الأراضي التركية بالصواريخ.

وتشير تصريحات الرئيس التركي أن تركيا تُركت بمفردها ولم يعاونها أحد وأنها يجب أن تسعى لتحقيق مصالحها منفردة، إلى أن الرئيس يدرك خطورة هذا التدخل المحدود، وأن قواته ستواجه كلا من تنظيم الدولة ونظام بشار ومن خلفهما النظام الروسي، الذي يتحين أي فرصة للانتقام من تركيا، إلا أن أنقرة لم تجد بدا من اتخاذ تلك الخطوة بعد مصرع العشرات من سكان مدينة كيليس التركية الحدودية جراء قذائف تنظيم الدولة، وهو يعني أن تركيا ستفتح على نفسها جبهة جديدة، قد تكون ضرورية ولكنها في وقت حساس للغاية بالنظر إلى زيادة التمرد الكردي جنوب شرق البلاد وتصعيد عملياته ضد قوات الشرطة والجيش هناك، وكان آخرها انفجار استهداف نقطة شرطة في وسط دياربكر بتركيا خلف 3 قتلى و22 جريحا (أخبار الآن)، وكذلك تنفيذ عدة عمليات داخل اسطنبول ذاتها؛ حيث انفجرت سيارة ملغمة في المدينة الأسبوع الماضي أسفرت عن إصابة 6 جنود ومدني واحد (العربية).

لذلك فإن التدخل العسكري التركي يحمل آمالاً ومخاطر في الوقت ذاته، فالكثيرون طالما نادوا بتدخل عسكري تركي ليس بريا فقط ولكن أيضًا بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، وهذا التوغل التركي ربما يكون محدودًا من أجل دفع تنظيم الدولة بعيدًا عن الحدود التركية، من أجل أن يتلافى الجيش التركي أية خسائر في الأرواح تؤثر على الوضع الداخلي والرأي العام، أما إذا ما قرر الجيش التركي البقاء لفترة أطول فربما ستكون أنقرة بحاجة إلى تنسيق حتمي مع الجانب الروسي لتلافي أية مناوشات مباشرة بين البلدين، وهو ما يمكن أن يشعل فتيل أزمة أكبر من أن يتحملها الجانبان.

لذلك فإن التواجد التركي طويل الأمد سيكون بحاجة إلى موافقة روسية، إلا إذا كان الجيش التركي مستعدًا للمخاطرة ولديه من الأسلحة ما يستطيع أن يدفع به ردود الأفعال المتوقعة من النظام السوري، وربما يغامر بشن غارات جوية على القوات المتقدمة هناك، وفي تلك الحالة يمكن أن نرى تصعيدًا من الجانب التركي إلى مستويات أعلى، لذلك فالأرجح أن التدخل سيكون محدودًا، وسيكون بموافقة أمريكية روسية، وأن العمليات لن تتجاوز المسموح به وهو دفع تنظيم الدولة إلى داخل العمق السوري ليتعامل معه جيش بشار والقوات الروسية، أما إذا ما حاول الجيش التركي اتخاذ مواقع دفاعية والبدء في التنسيق مع المليشيات الموالية له مثل المليشيات التركمانية وبعض الفصائل المسلحة التابعة للثورة السورية، فإن الوضع هنا ربما يخرج عن السيطرة ومن ثم ندخل في مرحلة جديدة من الصراع.

في السياق نفسه، قال أردوغان: ما يحدث في سوريا هو تصفية لحسابات قديمة.. وسقوط القذائف على كليس جزء من الحسابات (سي إن إن)

فقد اتهم أردوغان جهات خارجية بصورة مبطنة بأنها السبب في كل ما يحدث في منطقتنا، بدءاً من تفتيت الخلافة العثمانية وحتى استخدام الجماعات المسلحة لمنع تقدم دولته؛ فقد صرح قائلاً: “في كل حقبة، تتركز المخططات والأطماع على منطقتنا، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية، ومنذ أعوام طويلة، أعادوا تشكيل منطقتنا، باستخدام القومية الانفصالية، عبر اتباع سياسة فرق تسد.. اليوم يحاولون السيطرة على منطقتنا من خلال المنظمات الإرهابية، وهدفهم الأساسي، هو خنق دول المنطقة، والحد من طاقاتها وإمكانياتها، عبر تهديدات هذه المنظمات، وتحقيق حالة مستدامة من عدم الاستقرار، بدلًا من الاستقرار الدائم”.

ثانيًاً: تطورات المشهد الداخلي التركي

كانت أهم عناوين المشهد الداخلي في تركيا: النيابة التركية تغلق ملف التحقيق مع المتهم بقتل الطيار الروسي (القدس)، وتركيا تبدأ بإنتاج بندقيتها محلية الصنع (تركيا العربية). تركيا ضمن 11 دولة سددت ديونها لصندوق النقد الدولي (الجزيرة.نت). مقتل 8 جنود و6 مسلحين أكراد جنوب تركيا (سكاي نيوز). توقيف 73 مشتبها في قضية تسريب أسئلة الامتحانات للوظائف العامة (تركيا العربية) تركيا…تتار القرم يحيون الذكرى 72 لنفيهم من موطنهم إبان العهد السوفيتي (الأناضول). توقعات بإنتعاش للإقتصاد التركي و إرتفاع بمعدل النمو (تركيا العربية).

وفي التفاصيل أطلقا النيابة العامة التركية سراح المتهم بقتل الطيار الروسي، بعدما ثبت في التسجيلات أنه لم يرد قتله بل دعا إلى أسره بحجة أنه سيكون أكثر أهمية كذلك، في حين أرادت روسيا أن تحصل على مدان في تلك القضية من أجل تهدئة الرأي العالم الروسي.

وعلى صعيد التصنيع العسكري خطت تركيا خطوة هامة لإنتاج بندقيتها الخاصة بها، وهو ما سيجعل الجيش التركي يعتمد عليها في المستقبل، لاسيما وقد خاضت أكثر من خمسين اختبارًا شاملاً واجتازتهم جميعًا، وهو ما يمثل خطوة جديدة في استقلالية السلاح التركي.

وفي إطار حربها على “الكيان الموازي”، أوقفت السلطات التركية 73 مشتبهًا في قضية تسريب امتحانات الوظائف العمومية في تركيا، وكان وراء ذلك التسريبات، كما نشرت بعض وسائل الاعلام “جمعية تابعة لجماعة فتح الله جولن، وذلك من أجل توظيف كوادرها داخل هيكل الدولة فيما بات يعرف بالكيان الموازي حاليًا في تركيا.

وعلى الجانب الاقتصادي وعلى الرغم من أجواء التوترات الداخلية والخارجية، فإن المؤشرات تفيد بتحسن الاقتصاد وتوقعات بارتفاع معدل النمو في البلاد، طبقًا لتقرير لشبكة بلومبيرج الأمريكية الخاصة بالشئون المالية والاقتصادية، وأشار التقرير إلى ارتفاع الأسهم التركية نتيجة لزيادة جذب الاستثمارات الخارجية حيث يعد الاقتصاد التركي، الذي يبلغ حجمه حوالي 720 مليار دولار، ثالث أسرع الاقتصادات نموّا ضمن دول مجموعة العشرين، حيث تقلّصت قيمة العجز الذي شهدته تركيا سابقا من 3.31 مليار دولار خلال السنة الماضية إلى 1.79 مليار دولار في الوقت الراهن.

ثالثًا: تطورات المشهد الخارجي:

تركيا تستضيف تدريبات عسكرية بمشاركة قوات خاصة من السعودية وقطر (ترك برس). صحيفة تركية.. أنقرة تستعد لبدء عملية عسكرية في سوريا (أورينت نت).

في خضم توقعات بشن تركيا لعملية عسكرية برية في الأراضي السورية لوقف تهديد تنظيم الدولة، فإن القوات التركية أجرت تدريبات عسكرية بمشاركة قوات خاصة من السعودية وقطر، وهو مؤشر على زيادة التقارب بين الجانبين التركي والخليجي، حيث إن تلك التدريبات تعني أن هناك حاجة للتنسيق بين القوات وتوحيد مصطلحات الهجوم وكذلك التنسيق فيما بين الجانبين فيما يتعلق باستخدام الأجهزة والمعدات والأسلحة المشتركة، وتستمر هذه التدريبات حتى نهاية مايو 2016، وتشارك فيها إحدى عشرة دولة، منها الولايات المتحدة وأذربيجان وألمانيا وتركيا وقطر والسعودية، وتشمل التدريبات مشاركة قطع عسكرية بحرية ومجموعات برية وتدريبات لسلاح الجو، ومن المنتظر أن تختـتم التدريبات بعرض عسكري، وهو ما يفيد بأنها شبه مناورة مصغرة بضم قطع بحرية وبرية وجوية، للمشاركة مع القوات الخاصة لتلك البلدان لتنفيذ المهام المشتركة، وهو ما قد يفيد بأن هناك استعدادت من تلك الدول للمرحلة القادمة من الحرب السورية، حيث دخلت كتائب من القوات الخاصة التركية إلى العمق السوري للاستطلاع والرصد لمنصات صواريخ تنظيم الدولة، ومن المتوقع أن تبدأ تركيا عملية برية قريبًا لوقف تهديدات تنظيم الدولة على الأراضي التركية.

رابعاً: العلاقات التركية المصرية:

ربما الحدث الأبرز هذا الأسبوع في ملف العلاقات المصرية التركية هو بدء فعاليات الدورة الخامسة لاجتماعات دول الثماني الإسلامية في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة وزراء الصناعة والتجارة للدول الأعضاء بمنظمة الدول الإسلامية الثماني النامية، والتي حضرها المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء. وشارك في المؤتمر وزراء صناعة الدول الأعضاء، وهى: مصر، إندونيسيا، نيجيريا، تركيا، إيران، ماليزيا، بنجلاديش باكستان، إلى جانب الدكتور سيد موسوي، سكرتير مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية. كما شارك في المؤتمر عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب من وفود الدول الأعضاء بالمجموعة وكذلك المصريون لبحث سبل التعاون المشترك والفرص الاستثمارية المتاحة (المصري اليوم).

وقال المهندس طارق قابيل وزير الصناعة المصري أن المؤتمر سيشهد أيضا عقد الاجتماع السابع للجهات الحكومية المعنية بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة بين الدول الأعضاء، وذلك لأهمية هذا القطاع كمحرك رئيسى لخطط التنمية المستدامة في تلك الدول، مشيرا إلي أن بحث سبل إتاحة آليات تمويلية لتلك المشروعات ودعمها فنيا وتكنولوجيا أصبحت من الموضوعات الملحة وعلى رأس أجندة التعاون المشترك.

يُذكر ان مجموعة دول الثماني الإسلامية النامية D8- التي أُعلن رسمياً عن تأسيسها في قمة رؤساء الدول والحكومات التي انعقدت في اسطنبول يونيو / 1997 (إعلان اسطنبول) – هي منظومة للتعاون التنموي تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والروابط الاجتماعية بين أعضائها من خلال تحسين أوضاع الدول النامية في الاقتصاد العالمي وخلق فرص جديدة في العلاقات الاقتصادية والتجارية تعزيز مشاركة الدول النامية في صنع القرار على الصعيد الدولي وتحقيق مستويات معيشية أفضل لشعوب هذه الدول (محيط).

ونشر الخبر في عدة صحف ومواقع مصرية، وكلها عن مصدر واحد وهو كالة أنباء الشرق الأوسط، الوكالة الرسمية للدولة المصرية، وقد شارك الوفد التركي برئاسة “حسن على تشلك” نائب وزير الصناعة وضم خمسة من كبار المسؤولين الأتراك، وقال رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل في كلمته أمام المؤتمر الوزاري: “إن مصر تعتز بعلاقاتها مع أشقائها الدول الثماني الإسلامية باعتبارها انتماءات راسخة في وجدان الشخصية المصرية”(مصراوي).

وفي كلمته، قال المهندس طارق قابيل وزير الصناعة والتجارة المصري إن حجم الاستثمارات التركية في مصر بلغ نحو 5 مليارات دولار، في العديد من المجالات الصناعية المختلفة على رأسها صناعة الغزل والنسيج، وأشار قابيل، إلى أن العلاقات السياسية لا تؤثر على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتابع أن “مصر ترحب بكل المستثمرين، ومن بينهم الأتراك، للاستثمار وضخ الأموال فيها لإقامة مشروعات صناعية بما يساهم في رفع التنمية الاقتصادية، وتشغيل عمالة مصرية”. (يني شفق)، وقال مجدي طلبة نائب رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات المصرية (مستقل) إن الاستثمارات التركية بلاده توفر 50 ألف فرصة عمل، ويبلغ حجم الاستثمارات التركية في مصر 5 مليارات دولار، بينما يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 3 مليارات دولار، وفق وزارة التجارة والصناعة المصرية (الأناضول).

وكل تلك الرسائل الإيجابية من الجانب المصري تعكس سعي القاهرة إلى تطبيع العلاقات الاقتصادية مع الجانب التركي، نظرًا لما يمر به الاقتصاد المصري من عثرات كبيرة في الوقت الراهن، بينما تخرج الرسائل السياسية من مختلف الأطراف بالتأكيد على الشروط المصرية لإعادة تطبيع العلاقات مع الجانب التركي، على رأسها إعادة المحكوم عليهم في قضايا إلى مصر من المتواجدين في تركيا، ووقف بث القنوات التي تهاجم النظام المصري، والاعتراف بنظام ما بعد الثالث من يوليو، بينما يؤكد الجانب التركي على شروطه هو الآخر بشأن الإفراج عن المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد مرسي، واستعادة الديموقراطية في البلاد، في حين كانت الرسالة التركية في هذا المؤتمر هو عدم إرسال وزير الصناعة بصورة شخصية ولكن إرسال نائبه، وهي إشارة سياسية في وسط توقعات مصرية من بعض وسائل الإعلام بحضور وزير الصناعة شخصيًا، ويبدو أن الأمور ستظل بين الجانبين على هذا المنوال حتى يدخل متغير جديد في تلك العلاقة يؤدي إلى تقريب وجهات النظر وهو ما سيكون بالضرورة تنازل أحد الطرفين عن شروطه أو بعضها.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close