تطورات المشهد السعودي 30 أغسطس 2016
يتناول هذا العدد اتجاهات الإعلام السعودي، خلال الفترة بين 22 و28 أغسطس 2016م، نحو القضايا الداخلية والخارجية للمملكة وقضايا العلاقات المصرية السعودية.
أولاً: حدث الأسبوع: الوضع في اليمن:
وصل الأربعاء، 24 أغسطس، وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى جدة؛ حيث اجتمع مع نظيره السعودي، عادل الجبير، ثم مع ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، قبل أن يجتمع مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في اليوم التالي، الخميس 25 أغسطس. بعد ذلك انضم كيري إلى وزراء خارجية السعودية والإمارات، ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، توبياس ألوود، بشأن كيفية إنهاء الصراع في اليمن. في الإطار، اهتم الإعلام السعودي بالخطة التي طرحها كيري على إثر هذه الاجتماعات المكثَّفة، من أجل إنهاء الأزمة في اليمن.
خطة كيري تتضمن إعادة مباحثات السلام التي توقفت قبل أسبوعَيْن في الكويت بعد إعلان فشلها، ورحيل فرق التفاوض الحكومية والمعارضة اليمنية، وسحب الحوثيين لأسلحتهم من العاصمة صنعاء، وانسحابهم من المدن الرئيسية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الحوثيين، والذين وصفهم كيري بالأقلية في اليمن، وهدد بإجراءات “دولية مناسبة” ضد الحوثيين حال رفضهم الخطة.
إلا أن أوساطًا سعودية أشارت إلى أن خطة كيري سوف تقود إلى نتائج سلبية في اليمن، وعلى مستوى الإقليم؛ حيث لم تتضمن أي شيء في خصوص سحب سلاح الحوثيين؛ حيث اقتصرت على القول بـ”تسليم الحوثيين إلى طرف ثالث محايد”، وهو ما يهدد، وفق هذه الأوساط، بتحويل الحوثيين إلى صورة يمنية من “حزب الله” اللبناني(1).
وبالمجمل؛ فإنه على المستوى الرسمي؛ فقد أعلن الجبير عن قبول السعودية للمبادرة، فيما رفضها الحوثيون على لسان ما يُسمَّى بوحدة الصواريخ في المليشيات الحوثية، وهو ما كان مناسبة مهمة للإعلام السعودي للتشهير بهم(2).
وهنا ينبغي التدقيق فيما ورد في مبادرة كيري حول موضوع تسليم الحوثيين لأسلحتهم لطرف ثالث محايد؛ فمبادرة كيري تحدثت عن أسلحة الحوثيين الثقيلة فحسب، والتي تتضمن الصواريخ الباليستية التي وصفها كيري بأنها تهديد “للسعودية وللمنطقة، وكذلك الولايات المتحدة”.
وفي بيان لوحدة الصواريخ الحوثية هذه، والتي اعتبرها الإعلام السعودي رفضًا ضمنيًّا للمبادرة الأمريكية – لم تعلق عليها القيادة السياسية الحوثية إلى الآن – ورد تمسك قيادة الصواريخ في قوات الحوثيين بـ”امتلاك إرادة القتال، والاحتفاظ بالقدرات والإمكانات اللازمة”.
على المستوى الميداني، كانت المصادر السعودية طيلة الأسبوعَيْن الماضيَيْن، وبعد فشل مباحثات الكويت تروج إلى قرب حسم معركة صنعاء، بينما ذكرت مصادر أخرى أن العمليات التي تتم على الأرض ضد الحوثيين وأنصار علي صالح، لم تحسم أية معارك فعلية على الأرض؛ حيث إن ما تستولي عليه من أراضي تعود قوات الحوثيين وصالح للاستيلاء عليها مرة أخرى، وهو ما عززته تقارير إعلامية دولية.
ولكن بشكل عام، استمرت وسائل الإعلام السعودية في الحديث عن تأكيدات “الجيش الوطني في اليمن”، من أن مدينة تعز التي استعصت على القوات الموالية لهادي والرياض اقتحامها طيلة عام كامل، “قد أصبحت قاب قوسين أو أدني من دحر مليشيا الحوثي وصالح الإنقلابية من كافة مدن وبلدات المحافظة”، وأن قوات الجيش الوطني اليمني تمكنت من فتح ممرات للمدنيين، وهو ما نفته كذلك تقارير إعلامية دولية.
كما نقلت عن اللواء الركن محمد المقدشي، رئيس هيئة الأركان اليمنية، في كلمة أمام مقاتلي معسكر “النصر” التدريبي بمحافظة مأرب، قوله: “إن قوات الجيش والمقاومة يتقدمون باتجاه صنعاء وأنها باتت قريبة وفي متناول اليد”، ولكن من دون تعزيز ذلك بوقائع على الأرض.
وفي السياق نفسه أوردت صحيفة “الرياض”، خبرًا عن نفي وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ما قاله كيري حول إرسال إيران صواريخ بالستية إلى اليمن، ولكنها أشارت إلى تقرير آخر قبل حوالي شهر لقناة “العالم” الإيرانية، أكدت فيه إرسال هذه التقارير(3).
فيما يخص الأوضاع الميدانية التي تخص الجانب السعودي من الحدود، استمرت قوات الحوثيين في قصف مواقع متقدمة داخل الأراضي السعودية.
وكان آخر الحوادث الكبرى التي وقعت في هذا الصدد، في الفترة التي يغطيها التقرير، مقتل طفل وإصابة 4 آخرين إثر سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية على نجران، السبت، 27 أغسطس.
كما ذكرت وسائل إعلام سعودية، مقتل رجل أمن من قوات الحرس الوطني في نجران بعد تعرضه لإصابة، ولكن المصادر السعودية لم تذكر سوى أن رجل الأمن هذا، وهو عريف يدعى علي بن عبيد النتيفات، قد قتل “بعد إصابته في نجران مدافعًا عن دينه ووطنه”، من دون الإشارة إلى أعمال قصف أو اختراق للحدود (4).
ثانيًا: تطورات السياسة الداخلية:
كان الأسبوع الماضي على المستوى الداخلي، حافلاً بالأخبار والتقارير التي تتناول استعدادات السلطات السعودية لموسم الحج الجديد، والعام الدراسي المقبل، وإن مالت الكفة إحصائيًّا إلى تناول استعدادات موسم الحج. وكانت أهم الأخبار فيما يتعلق باستعدادات موسم التعليم الجديد، إنهاء وزارة التعليم رفع بيانات المرشحين للوظائف التعليمية على نظام المقابلات، وأنها ستفتح المواعيد عبر إدارات التعليم في المناطق حسب ترتيبها، وإعلان إدارة تعليم الرياض عن صيانة 1800 مبنىً مدرسي، وإخلاء 3 مبانٍ، قبل انطلاقة العام الدراسي الجديد.
1- استعدادات موسم الحج:
تنوعت الأخبار والتقارير التي تتناول استعدادات أجهزة الدولة المختلفة لأداء الفريضة، ومن بين هذه الاستعدادات تجهيز ١٨ ألف خيمة للحجاج في عرفات بقيمة 55 مليون ريال، من خلال شركات ومؤسسات حجاج الداخل، والبالغ عددها 204 شركة، مع وصول حوالي نصف مليون حاج إلى المملكة حتى يوم الجمعة، 26 أغسطس.
كما كان هناك اهتمام بتوجيه الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، والذي يترأس كذلك الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج، بإعداد دراسة شاملة لنقل الحجاج، تتولى إعدادها هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة وتهدف لتطوير منظومة نقل الحجيج والاستفادة من التقنية الحديثة في مكة والمشاعر المقدسة، وذلك خلال اجتماع عقدته الهيئة في جدة الجمعة الماضية. كذلك كان هناك اهتمام خاص بالاستعدادات الخاصة بالأجهزة الأمنية لموسم الحج الجديد.
ومن بين ذلك إعلان مدير شرطة منطقة عسير، اللواء صالح سليمان القرزعي، عن إعداد خطة أمنية لكافة أجهزة الشرطة في محافظات المنطقة، للبدء في المرحلة الأولى لضبط مخالفي أنظمة الحج والعمل على منعهم من الوصول إلى منطقة مكة المكرمة، والاجتماع الذي عقده قائد قوات أمن الحج، الفريق خالد بن قرار الحربي، يوم الأربعاء 24 أغسطس، مع عدد من قيادة قوات أمن الحج، بهدف استعراض الخطط الأمنية والتنظيمية، والتأكد من جاهزية القوات لاستقبال الحجيج.
وفي هذا الإطار، كان هناك اهتمام بتصريحات القائد العام لطيران الأمن بوزارة الداخلية، اللواء الطيار محمد بن عيد الحربي، في شان بدء المرحلة الأولى من الخطة الموضوعة لموسم الحج لطيران الأمن، من خلال تمركز الطائرات المشاركة في المواقع المحددة لها في مكة المكرمة والمدينة المنورة قادمة من قواعدها المختلفة، في القاعدتَيْن الموسميتَيْن المخصصتَيْن لذلك، لتقوم بتنفيذ المهام الموكولة إليها، وأبرزها مراقبة الحالة الأمنية والحركة المرورية وتقديم الدعم اللوجستي للقطاعات الأمنية والخدمات الإنسانية المختلفة، حتى انتهاء مناسك الحج.
أما فيما يتعلق بأقرب الأحداث للمجال السياسي؛ فهي خطبة الجمعة 26 أغسطس، التي ألقاها إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، حيث أكد على أن موسم الحج لأداء شعائر الله عز وجل، بعيدًا عن أية شعارات سياسية، في إشارة إلى الحجاج الإيرانيين وما دأبوا عليه في صدد ترديد شعارات ضد الولايات المتحدة، خلال موسم الحج(5).
على المستوى السياسي كذلك لاستعدادات موسم الحج؛ تزايد عدد الأخبار والتقارير التي تتناول نشاط ولي العهد، وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف؛ باعتبار أنه المسؤول الأول عن موسم الحج، كوزير للداخلية، ورئيس اللجنة العليا للحج، مع الأمير خالد الفيصل، الذي يرأس لجنة الحج المركزية “تنفيذية”. ومن بين الأخبار التي تم نشرها في هذا الاتجاه، توجيه الأمير محمد بن نايف بترقية 5507 أفراد من الأمن العام، واعتماده الخطة العامة لتنفيذ أعمال الدفاع المدني في حالات الطوارئ خلال موسم الحج، وموافقته على ترشيح الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، بتكليف وهيب محمد السهلي، وكيلاً لإمارة منطقة المدينة المنورة.
2- الأداء الاقتصادي وبرنامج التحول الوطني 2020:
كان هناك بعض الأخبار ذات الطابع المركزي فيما يخص “تحولات” الاقتصاد السعودي، وتنفيذ خطة المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020 المنبثق عنها، بعد فترة كمون نسبية للأخبار والمقالات في هذا الشأن. وكان الباعث الرئيسي لهذا، هو الزيارة التي بدأها ولي ولي العهد، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، إلى الصين، الأحد، 28 أغسطس، على هامش قمة مجموعة العشرين المقررة في مدينة هانجتشو الصينية يومَيْ 4 و5 سبتمبر المقبل.
وذكرت الصحف السعودية في تغطياتها للزيارة أنها “تكتسب أهمية قصوى مما تطرحه من ملفات غاية في الأهمية في مختلف المجالات، وعلى رأسها الملفات الاقتصادية، بما فيها طرح “رؤية المملكة 2030″”. وبينما ذكرت صحيفة “الاقتصادية” أن محمد بن سلمان وتشانج جاو لي، نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، سوف يترأسان خلال الزيارة أول اجتماع للجنة الحكومية المشتركة بين الصين والسعودية(6)؛ عنونت “عكاظ” تقريرًا رئيسيًّا لها عن الزيارة، بـ”ابن سلمان.. ودبلوماسية التوجه للشرق.. الصين واليابان العمق الإستراتيجي.. «2030» في قمة الـ 20.. طريق الحرير ينطلق”(7).
وذكرت في التقرير أن الزيارة هي الأولى لابن سلمان منذ تعيينه في هذا المنصب، وقالت إنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من اتفاقيات التفاهم بين المملكة والصين، ستشمل مجالات عدة، أهمها الطاقة، وأنه سوف تعقبها زيارة أخرى إلى اليابان، قبل أن يعود للصين للمشاركة في قمة العشرين، وأن كلا الزيارتَيْن تكتسب أهمية في صدد تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع بكين وطوكيو.
وعلق جميل الذيابي على الزيارة، بمقال في “عكاظ”، عنونه: “السعودية تتجه شرقاً…”؛ حيث قال إن جولة ابن سلمان الآسيوية تأتي بعد “رحلات ناجحة للولايات المتحدة (واشنطن، سان فرانسيسكو، نيويورك) وفرنسا – بزيارة إلى بلاد الشمس المشرقة (اليابان)، وأكبر مستهلك للطاقة في العالم (الصين). ويتوج الأمير الشاب تلك الزيارات بعودة للصين، حيث سيقود وفد المملكة لمؤتمر قادة دول مجموعة الـ20 الذي ستستضيفه الصين”.
كذلك كان هناك اهتمام بالزيارة التي قام بها وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، إلى الولايات المتحدة؛ حيث ترأس وفد المملكة في مؤتمر مجلس الأعمال السعودي – الأمريكي الذي عُقد في لوس أنجلوس. وكان من بين التصريحات التي أبرزتها الصحف السعودية للوزير في هذا الصدد، أن المملكة في الوقت الراهن تعيد تأسيس اقتصادها على أسس أكثر تنوُّعًا – ذات ما قيل عن جولة الأمير محمد بن سلمان – ضمن “رؤية المملكة 2030″، وأن الرياض ترحب بمواصلة “الشراكة الوثيقة” مع الشركات الأمريكية.
كما صدرت اللائحة التنفيذية لنظام عمل “مركز الإنجاز والتدخل السريع”، الذي يرتبط تنظيميًّا بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي يترأسه ابن سلمان، وجاءت في 12 مادة، ومن بين أهمها إعطاء المركز صلاحية التدخل العاجل لضمان نجاح المبادرات الحكومية الخاصة برؤية المملكة 2030، وكذلك متابعة تنفيذ الجهات المعنية للمبادرات والبرامج ذات الأولوية والأهمية الاقتصادية والتنموية التي يُكلَّف المجلس أو اللجنة الدائمة للمجلس للمركز بمتابعتها(8).
ومن بين الإحصاءات اللافتة عن الاقتصاد السعودي خلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير، صدور تقرير نتائج مسح القوى العاملة للربع الثاني من عام 2016م، عن الهيئة العامة للإحصاء، والذي تضمن ارتفاع قوة العمل من السعوديين إلى 5.661.554 فردًا، واستقرار معدل البطالة للسعوديين الذين يبلغون 15 سنة فأكثر إلى 11.6% بارتفاع طفيف مقارنة بالنصف الثاني من العام 2015م، الذي كان عند مستوى 11.5%، فيما بلغ معدل البطالة للسكان بشكل عام ويشمل السعوديين والوافدين الذين يبلغون 15 سنة وأكثر 5.6% دون زيادة تذكر مقارنةً بمعدل البطالة للنصف الثاني من عام 2015م.
كما نقلت “عكاظ” خبرًا لافتًا عن مساعد رئيس هيئة الطيران المدني للأمن والسلامة، عبد الحكيم البدر؛ حيث ذكر أن الهيئة ستخصخص جميع المطارات، ولكن لن يتم تقسيم شركة الخطوط الجوية العربية السعودية إلى شركتي طيران داخلي وخارجي، كما تردد، مبينًا أن الشركة ستبقى على حالها، إضافة إلى شركة “أديل” المملوكة للخطوط(9).
ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:
اهتمت وسائل الإعلام السعودية، بأكثر من قضية خلال الأسبوع المنصرم، ومن بين أهمها، قرار مجلس الدولة الفرنسي القاضي برفض قرارات بعض رؤساء البلديات الفرنسية بمنع زي البحر “البوركيني” الذي ترتديه بعض المسلمات، وقرارات في كندا وبريطانيا بالسماح للشرطيات المسلمات بارتداء الحجاب.
كذلك كان هناك اهتمام بالتطورات السياسية الحاصلة في العراق، بعد حجب الثقة عن وزير الدفاع خالد العبيدي، بعد جلسة عاصفة اتهم فيها مجددًا وزراء في الحكومة العراقية بالتورط في قضايا فساد، وتطورات الحرب ضد “داعش” في الموصل وما حولها.
كما كان هناك اهتمام على المستوى الإخباري بطلب وزارة الخارجية العراقية مساء الأحد، 28 أغسطس، من نظيرتها السعودية استبدال سفيرها في بغداد ثامر السبهان، على خلفية الأزمة التي أثارتها تصريحات إعلامية سابقة أشارت إلى وجود مخطط لاغتيال السفير السعودي لدى بغداد. في حينه قالت وزارة الخارجية العراقية إن هذه الأخبار غير صحيحة، وتهدف للاساءة إلى العلاقات بين العراق والمملكة.
إلا أنه كان هناك تعليق للكاتب أسامة المهدي على “إيلاف”(10)، قال فيه إن ضغوط حلفاء طهران دفعت بغداد لطلب استبدال السبهان بعد انتقادات الأخير للحشد الشعبي الشيعي الذي يحارب مع القوات الحكومية العراقية، ضد “داعش” في مناطق العرب السُّنَّة في العراق.
كما أشارت صحف سعودية إلى حصول الحكومة التونسية الجديدة برئاسة يوسف الشاهد على ثقة البرلمان، وأدائها اليمين الدستورية.
في المقابل تراجع مستوى الاهتمام بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، لحساب تطورات سوريا الجديدة بعد دخول تركيا العسكري الصريح إلى شمال سوريا، وذلك على النحو التالي:
1- الأزمة السورية والتطورات التركية:
كان هناك ارتباط موضوعي بين الحرب في سوريا والتطورات التركية هذا الأسبوع في الإعلام السعودي، وخصوصًا في المصادر اللندنية، التي حفلت بالكثير من الموضوعات حول الأزمة السورية والسياسة التركية الجديدة إزائها، وخصوصًا التدخل العسكري التركي في جرابلس، وبدا واضحًا الهجوم الحاد على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع تناول أكثر اتساعًا للموضوع الكردي في سوريا وتركيا.
ولكن قبل رصد هذه التطورات واتجاهات الرأي تجاهها، فإن هناك خبرًا كان رئيسيًّا في حينه في الصحف السعودية التي تصدر داخل المملكة. الخبر يتعلق بتقديم السفارة السعودية في تركيا عبر حسابها على “تويتر” ما وصف بأنه “نصائح” لمواطنيها الراغبين بالشراء أو الاستثمار في تركيا، ومجمل هذه “النصائح، يدور حول ضرورة الاستعانة بمحامٍ معتمد قبل بدء إجراءات الشراء أو التعاقد، مع ضرورة كتابة عقد وتوثيقه لدى كاتب عدل، وأن تكون لغة العقد باللغة الرسمية للبلد الموثَّق فيه العقد حتى تسهل عملية الترافع في حال حدوث خلاف تجاري.
كما أكدت السفارة على أهمية استخدام الاعتماد المستندي البنكي عند تحويل مبالغ الشراء والتعاقد وعدم تحويل كامل المبلغ، وأن يكون الحساب المحول إليه باسم الشركة المشترى منها أو المتعاقد منها (المالك)، منوهة إلى أهمية مراجعة الملحقية التجارية للمملكة في أسطنبول لمعرفة الأنظمة التجارية والصناعية والاستثمارية في البلاد.
صحيفة “الرياض” كانت أكثر وضوحًا في تفسير هذا الأمر؛ حيث ذكرت أنها تأتي في إطار حماية المستثمرين السعوديين في تركيا من حالات الغش التجاري والاستغلال كما قالت، وأشارت إلى ضرورة قيام راغبي شراء العقارات في تركيا بـ”التحري والتواصل مع جهات الاختصاص قبل التوقيع”(11).
المصادر السعودية نشرت أكثر من تقرير وخبر عن الأوضاع الأمنية في تركيا، ومن بين ذلك قيام مسلحين أكراد بإطلاق صواريخ على المطار في ديار بكر، وبالتحديد على نقطة تفتيش تابعة للشرطة خارج صالة كبار الزوار؛ حيث تم نقل الركاب والموظفين إلى داخل مبنى الصالة لحمايتهم. وربط الإعلام السعودي بين الحدث وبين دخول قوات تركية وسورية موالية، إلى مدينة جرابلس شمال سوريا، وقيام القوات التركية بقصف مواقع لقوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، والاشتباك معها في محيط المنطقة، ضمن عملية “درع الفرات”. وقالت إن ذلك يأتي بسبب تخوف تركيا من تمدد الأكراد في الفراغ الذي تركه طرد تنظيم “داعش” من جرابلس.
وأشارت المصادر السعودية في شأن آخر متصل، إلى مقتل جندي تركي واصابة ثلاثة في هجوم على دبابتين في جرابلس، في منطقة تنشط فيها قوات حماية الشعب الكردي المقربة من حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي. كما تداولت مصادر سعودية عدة تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان يتحدث عن سقوط 30 قتيلاً مدنيًّا وإصابة 50، في قصف تركي على قرية جب الكوسا جنوب جرابلس، صباح الأحد، 28 أغسطس.
وفي تطورات عملية “درع الفرات”، كذلك نقلت مصادر سعودية عن صحيفة “حرييت” التركية أن هناك 50 دبابة تركية و380 جنديًّا في جرابلس الآن. وفي التقارير الخاصة، نشرت “الحياة” تقريرًا بعنوان: “«غموض» سياسة أردوغان يحيّر المعارضة التركية”(12)، حول ما قيل إنه محاولة اغتيال تعرض لها زعيم حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، وزعيم المعارضة البرلمانية، كمال كيليجدار أوغلو، في منطقة البحر الأسود، وربطته بأجواء مصالحة ما بعد محاولة الانقلاب الفاشل التي طرحها أردوغان على المعارضة.
وقال تقرير “الحياة” إن المعارضة التركية تبدي ارتياحًا لمشاورة الحكومة إياها في مشاريع قوانين، وتَراجُعها عن قراراتٍ استجابةً لرغبتها، لكنها قلقة لتعيين أردوغان مقرّبَين له في المحكمة الدستورية العليا التي يُفترض بها الحياد، بدل عضوَين طُردا لاتهامهما بالانتماء إلى جماعة فتح الله جولن، الذي تتهمه أنقرة بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو الماضي.
“الشرق الأوسط” اللندنية نشرت أكثر من مقالٍ حول الأوضاع في سوريا والتدخل التركي هناك. من بين هذه المقالات، مقال للكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد، حمل عنوان: “معركة تركيا في سوريا”(13)، بدأه بالقول:
“هناك أعداء كثر لكن في نظر الأتراك العدو الأول هم الأكراد الأتراك الانفصاليون، وكذلك الأكراد السوريون المتحالفون معهم. وللتذكير، فالأكراد، مثل العرب، شعوب مختلفة منتشرون في تركيا وسوريا والعراق وإيران. وسبق للقوات التركية أن دخلت العراق مرات، ولاحقت الجماعات الكردية التركية العابرة للحدود”.
ويضيف:
“انتصار الجيش التركي السريع في جرابلس وغيرها قد يُختتم باتفاق يقيد أكراد سوريا وينهي مشروع بناء إقليم مشابه لإقليم كردستان في شمال العراق شبه المستقل منذ عام 1990. بالنسبة للأسد وتركيا، ورغم العداوة بين النظامين، يتفقان على رفض إقامة أي كيان كردي في تلك المناطق. فحكومة أنقرة تعتبره مشروعًا لزعزعة أراضيها لأن الإقليم الكردي السوري الجديد يبنى على حدودها الجنوبية، وسيكون حديقة خلفية للحركة الكردية التركية الانفصالية. والأمر كذلك بالنسبة لنظام الأسد الذي يخشى أن يكون الكيان الكردي حصان طروادة لقوات التحالف لهندسة مشروع التغيير في سوريا، كما فعل الكيان الكردي العراقي وشارك في إسقاط نظام صدام حسين في العراق”.
ويقول إن التدخل التركي جاء متأخرً، وإن لهذا تأثيرًا سلبيًّا على الأمن القومي التركي:
“وفي رأيي أنه كان بإمكان تركيا مبكرًا، ومنذ سنوات الحرب الأولى، تأمين حدودها بل ومد نفوذها إلى محافظة كبيرة مثل حلب المجاورة ثم التأثير على نتيجة النزاع، إلا أن أنقرة يبدو أنها رغبت في عدم إرباك المشهد بالتدخل المباشر مما زاد من الأخطار عليها اليوم”.
المقال الآخر المهم، كان عن سيطرة الأكراد على الحسكة، للكاتب اللبناني راجح الخوري، وكان بعنوان: “حسكة الفيدرالية في بلعوم الأسد وإردوغان!”(14)، تناول فيه الكاتب خيوط استيلاء الأكراد على الحسكة من النظام السوري، ومخاطر ذلك على الأمن القومي التركي، وقال:
“مع سقوط منبج بدأت معركة الحسكة لكن بين النظام والأكراد الذين قاتلوا معًا في منبج، وذلك على خلفية حسابات النظام الذي أراد أولاً توجيه تمريرة إلى رجب طيب إردوغان العائد من قمته مع بوتين بلهجة تصالحية مع الأسد، وثانيًا فرملة دينامية الأكراد القتالية التي ترعاها أميركا من كوباني إلى الحسكة (..) التي سريعًا ستتحول «حسكة» في بلعوم الأسد وإردوغان، وتضاعف القلق الإيراني من طموحات الأكراد الذين تشنّ هجمات ضدهم على حدودها الشمالية المتصلة بجبال قنديل العراقية”.
ويختم مقاله بطرح عدد من الأسئلة تشير إلى أن الأوضاع تتجه إلى مزيد من التعقيد أمام تركيا، ومن بينها:
– هل يملك إردوغان أي وهم بأنه من المستحيل إعادة الجن الكردي إلى القمقم، حين تعرف موسكو وواشنطن جيدًا، وتعملان جيدًا، ومعًا، ليحصل هذا الجن على إدارة ذاتية تحت سقف النظام الفيدرالي، الذي لا يعني بالضرورة التقسيم وقيام الدولة الكردية بما يشرع الأبواب على تمزيق خرائط المنطقة؟
– هل هناك من مخرج لهذا المأزق المتمادي الذي يتخبط فيه الجميع غير الفيدرالية التي يتفق عليها الأميركيون والروس، منذ زمن ويعملون على جعلها مطلبًا ومخرجًا للجميع؟.
في نفس الاتجاه، كتب حازم صاغية، ولكن في “الحياة” هذه المرة، مقالاً بعنوان: “أكراد سوريّة بين دولنا وثوراتنا”، تناول فيه بعض معالم المشروع القومي الكردي في سوريا والعراق وإيران وتركيا(15). وقال إن:
“أكبر ثورات العالم، بما فيها الفرنسيّة والروسيّة، تقاطعت مع حروب أهليّة وحروب وتدخّلات خارجيّة. لكنّ المؤلم في سوريّة أنّ تلك الحروب والتدخّلات ابتلعت الثورة على نحو يترك الأكراد أمام خيار مُرّ: هل يكونون «العاشق الوحيد» الذي يراهن على ثورة جامعة في المثال، مفتّتة في الواقع، أم يفكّرون بنجاتهم بعدما تعذّرت نجاة باقي السوريّين؟”.
ومن بين العبارات اللافتة في المقال، ما قال الكاتب إنه:
“أكراد سوريّة لا يملكون المواصفات التي يملكها أكراد العراق وتركيّا، وهذا صحيح تبدّت صحّته مؤخّراً في الانسحاب إلى شرق الفرات، وفي اتّضاح أنّ الحليف الأميركيّ لا يضحّي بالوزن التركيّ كرمى للوزن الكرديّ. وهذا ما سوف يطيل المسافة التي سيضطرّ الأكراد إلى عبورها وسط صحراء من الألم. لكنّها الخطى التي كُتبت على الأكراد والتي سيضطرّون إلى مشيها، مرّة بعد مرّة، إلى أن يصلوا”.
التطورات الخاصة بداريا، كانت كذلك حاضرة في مقالات الرأي في الصحف السعودية، وبالعودة إلى “الشرق الأوسط”، نجد مقالاً بعنوان: “قصة مدينة اسمها داريا”(16)، قال فيه كاتبه فايز سارة، عضو الهيئة السياسية في الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن خلاصة التسوية التي تمت بين مقاتلي داريا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، تقضي بتسليم المدينة للنظام مقابل خروج نحو خمسة آلاف هم من تبقى من سكان المدينة والمدافعين عنها إلى مناطق خارج سيطرة النظام. وأضاف أنه بهذه الخلاصة:
“يسدل الستار على فصل مهم من قصة مدينة صغيرة قاومت قوة النظام العاتية لنحو خمس سنوات، في ظل حصار خانق، فشل العالم في فكه أو تخفيف معاناة المحاصرين على نحو ما فشل في الوصول إلى حل سياسي للقضية السورية، كانت داريا ستجد فيه إمكانية لتجاوز التسوية الأخيرة في تسليم المدينة ورحيل من بقي من سكانها والمدافعين عنها (..) قصة داريا، قصة المدينة المثال في ثورة السوريين من حيث تجسيدها لسعي السوريين السلمي من أجل الحرية والعدالة والمساواة. وحتى عندما ذهبت الثورة إلى التسلح والعسكرة، فقد ظلت المدينة تحكم قبضتها عبر مجلسها المحلي على القوة العسكرية، وتخضعها لقرارات المجلس المحلي، الأمر الذي ساعد في صمود المدينة وأهلها في وجه القوة الطاغية للنظام”.
وفي شأن سوري آخر، وفيما يخص الدور الإيراني، اهتمت “الشرق الأوسط” اللندنية بتقرير أمريكي جديد حول دور شركة “ماهان” للطيران المدني المقربة من الحرس الثوري الإيراني، في تنظيم رحلات لسرية باستخدامها أرقام رحلات مزيفة لنقل أسلحة ومقاتلين إلى دمشق تحت غطاء مدني(17). ويسلط التقرير الذي نشرته مجلة “فوربس” في الأصل، الضوء على دور شركة “ماهان” في إرسال الأسلحة والمسلحين إلى سوريا، في وقت تسعى طهران لإبرام صفقات كبيرة قد تحصل بموجبها على 500 طائرة مدنية.
وتحذر مجلة “فوربس” من استغلال إيران التي ما زالت تسعى وراء غاياتها المثيرة للقلق الدولي للاتفاق النووي، كما تقول، مضيفة أن إيران “تظل أشد الدول رعاية للإرهاب في العالم، وما زالت واحدة من الدول على مؤشر بازل لمكافحة غسل الأموال لعام 2016. والصادر حديثًا، والذي يقيّم مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب في 149 بلدًا”.
3- أسواق النفط بين إنتاج أوبك والنفط الصخري:
كان هناك اهتمام بالاجتماع المرتقب لمنتجي النفط المقرر في الجزائر الشهر المقبل، والذي تحدث الإعلام السعودي عن أن هناك تطلعات لأن يدعم مستوى الأسعار، في ظل استمرار التقلبات السعرية في السوق؛ حيث خسرت الأسعار الأسبوع الماضي، 2%. كما كان هناك اهتمام بإعلان أوساط في الحكومة إيرانية أن طهران سوف تسعى إلى الوصول إلى ذات مستويات الإنتاج التي كانت عليها قبل العقوبات الغربية في التسعينيات الماضية.
كما كان هاجس النفط الصخري حاضرًا في المقالات المتخصصة، فكتب عثمان الخويطر في “الاقتصادية”، تحت عنوان: “مستقبل جزالة إنتاج البترول الصخري”(18)، قال فيه إن الرؤى المطروحة بشأن النفط الصخري الأمريكي، غير واقعية، وأنه لا يمكن للنفط الصخري أن يسد احتياجات السوق العالمية من الطاقة. وقال:
“عندما جيشت أمريكا أكثر من 1500 حفار مع كم هائل من المعدات الثقيلة المساندة وشغلت عشرات الألوف من الأيدي العاملة المدربة وحفرت ما يزيد على مائة ألف بئر لترفع إنتاجها من البترول الصخري إلى أربعة ملايين برميل، ظن كثيرون أن “الصخري” هو الدرة المفقودة. وألا مجاعة في عالم الطاقة بعد اليوم. وهو، وإن كان ذلك إضافة إنتاجية لا بأس بها، إلا أن “الصخري” بطبيعته الجيولوجية محدود الإنتاج ومكلف إلى درجة لا تمكنه من منافسة البترول التقليدي الرخيص”.
وتناول في مقاله اعتبارات تكلفة استخراج النفط الصخري، وقال إن سعر البرميل يجب أن يتراوح بين 100 إلى 130 دولار للبرميل إذا ما كانت الكميات المستخرجة اقتصادية، كما أكد أن قدرات الاستخراج الأمريكية أكبر من باقي دول العالم الذي لن يتمكن من استخراج النفط الصخري بنفس السهولة الحاصلة في الولايات المتحدة. وخلص إلى أن ما يعتقده أكثر المحللين من أن البترول الصخري سيحل محل التقليدي الرخيص الذي في طريقه إلى النضوب لا يعدو عن كونه ظنا وليس حقيقة.
4- الإخوان المسلمون والتيار الصحوي:
استمر الخطاب التقليدي في الإعلام السعودي في صدد وصف الإخوان والتيار الصحوي بأوصاف سلبية.
ونختار هذا الأسبوع مقالَيْن يبرزان ذلك، الأول من صحيفة “الجزيرة”، بعنوان: “تضليلات «صحوي قديم»!”(19)، بقلم أحمد الفراج، والمعروف عنه مواقفه السلبية من تيارات الإسلام السياسي. وانتقد فيه داعية صحوي لم يذكر اسمه، كان قد شن هجومًا على الولايات المتحدة، وقال إنها تنتهك حقوق المرأة. وحفل المقال بإحصائيات و”حقائق” تتعلق بواقع المرأة في الولايات المتحدة، وكيف أنها تقع في قمة المجتمع، قبل أن نجده يقول في نهاية مقاله: “إن الهزيمة الحضارية أمام التقدم الغربي لا يفترض أن تقود بعض الوعاظ إلى التدليس والتغرير بالأتباع، فالشمس لا تحجب بغربال يا سادة!”.
المقال الثاني للكاتب الفلسطيني، خالد الحروب، وكان بعنوان: “«سيد قطب» متخفياً في كتاب «استحالة الدولة الإسلامية» (١ من ٢)”، ونشرته “الحياة” اللندنية يوم 28 أغسطس، تناول فيه الكاتب بعض الأطروحات الواردة في كتاب “الدولة المستحيلة” للباحث وائل الحلاق(20). وفي المقال يركز الكاتب على مقولات الحلاق الأساسية المتعلقة بأنه لا يوجد في الإسلام عبر التاريخ ما يمكن اعتباره دولة إسلامية، وأن ما شهده ذلك التاريخ هو أنماط من “الحكم الإسلامي” الذي تأسس على منطلقات ومبادئ وسياسات وغايات أخلاقية تختلف كليًّا وجذريًّا – كما يقول – عن منطلقات ومبادئ وغايات وسياسات “الدولة الحديثة”.
وبالطبع شن الكاتب هجومًا كبيرًا على أفكار سيد قطب، وقال إنها كانت حاضرة فيما كتبه الحلاق من مقولات أساسية في كتابه، مثل دار السلام ودار الحرب، واقتصار العالم على هاتَيْن الصفتَيْن، والقول بأن نظام الحكم في الإسلام يتناقض مع فكرة الدولة القومية الحديثة، وعزا صراعات ما بعد الربيع العربي إلى مثل هذه الأفكار!
رابعاً: القضايا المصرية في الاعلام السعودي:
كان هذا الأسبوع، هو أسبوع الاقتصاد المصري في الإعلام السعودي؛ حيث اهتمت الكثير من المصادر السعودية بأحوال الاقتصاد المصري المتردية، وكان هناك أحاديث عن دور “عنف الإخوان” في هذا الصدد، بالإضافة إلى موضوعات عن السياسات الخارجية للنظام الانقلابي في مصر، وبعض تطورات السياسة الداخلية:
1. بعض المصادر مثل “إيلاف” خبر الإفراج عن الناشط الحقوقي المصري مالك عدلي، ضمن قرارات عفو عام قيل إن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، سوف يتخذها خلال هذه الفترة، في ظل ضغوط مكثفة على حكومته في المجال الحقوقي والاقتصادي. وفي ذات السياق، نقلت أوساط إخبارية سعودية، ظهيرة الأحد، 28 أغسطس، تصريحات للمحامي والناشط الحقوقي خالد علي، بأن محكمة جنايات القاهرة، قررت إخلاء سبيل الصحفي عمرو بدر بكفالة 5 آلاف جنيه.
2. جهود الحكومة المصرية في مجال التنشيط السياحي: نقلت “الرياض” عن أحمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة المصري، أنه يجري حاليًا إنشاء أكبر مشروع لمزارع التماسيح في أسوان، وقوله إن مشروع مزارع التماسيح اقتصادي من الممكن أن يغير شكل الخريطة السياحية في مصر كما في دول أخرى مثل زيمبابوي، التي يزور مزرعة التماسيح بها أكثر من 8 ملايين سائح في العام.
3. في المجال السياحي كذلك، نشرت مصادر سعودية تصريحات وزير الآثار، خالد العناني بشأن بدء الوزارة في نقل عدد من قطع المجموعة الأثرية الخاصة بـ”توت عنخ آمون”، من المتحف المصري بميدان التحرير إلى “المتحف المصري الكبير” الذي يجري إنشاؤه جنوب الجيزة، تمهيدًا لترميمها وحفظها، وذكر الوزير أنه تم تأجيل نقل القطع الأساسية بقدر الإمكان، حتى يظل المتحف المصري بالتحرير “محتفظًا ببريقه ورونقه”، بينما تستعد وزارة الآثار لافتتاح المتحف المصري الكبير جزئيًّا في نهاية عام 2017م.
4. خسارة البورصة المصرية 4.4 مليار جنيه، بما يوازي 1.1 بالمائة من قيمتها خلال تعاملات الأسبوع الماضي: ذكرت “الاقتصادية”، أن تعاملات المستثمرين المصريين استحوذت على 77.36 في المائة، من إجمالي تعاملات السوق، وأن المستثمرين الأجانب غير العرب استحوذوا على 17.38 في المائة، والعرب على 5.25 في المائة.
5. الاتفاقية التي وقعها مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، محمد سيف السويدي، ومحافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، والتي قدمت الإمارات بمقتضاها وديعة مالية لمصر، قدرها مليار دولار، لدى البنك المركزي المصري، لمدة 6 سنوات. وقالت إن مصر تعاني من شح في العملة الصعبة وتراجع احتياطاتها منها، وإن السيسي يسعى إلى تهيئة الرأي العام لإجراءات إصلاح اقتصادي تتضمن تخفيضات إضافية في الدعم الحكومي. وذكرت المصادر السعودية كذلك على خلفية الاتفاقية الجديدة، أن البنك المركزي المصري قد أعلن أن الاحتياطيات من النقد الأجنبي لديه تراجعت من 17 مليارًا نهاية أبريل الماضي، إلى 15.5 مليار دولار بنهاية يوليو من العام الحالي، وأن مصر تعاني من انحسار شديد في العملة الأجنبية بعد التراجع الحاد في عائدات السياحة من تسعة مليارات دولار في موازنة عام 2014م، إلى خمسة مليارات في العام 2015م، بالإضافة إلى تراجع تحويلات المصريين بالخارج.
6. ذكر الإعلام السعودي خبر زيارة السيسي إلى الهند خلال الفترة من 1 حتى 3 سبتمبر المقبل، بناء على دعوة من الرئيس الهندي براناب موخرجي، وأن المحتوى الرئيسي للزيارة، اقتصادي، وفي أخبار السيسي كذلك، تحدثت المصادر السعودية عن تصريحاته الأخيرة بأنه سيخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى عقب انتهاء فترته الرئاسية الأولى عام 2018م، “إذا كانت إرادة المصريين كذلك”، وذلك خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية، الأربعاء الماضي. تصريحات السيسي أخذت حيزًا من الاهتمام في وسائل الإعلام السعودية، وكان من بين أهم ما ركزت عليه هذه المصادر، تصريحاته حول “أهل الشر” أو “جماعة الإخوان الإرهابية” – وهي توصيفات الصحف السعودية – وحول تطوير الخطاب الديني.
في الأولى نقلت قول السيسي أنه “نحن في مواجهة فصيل ينشر الأكاذيب والشائعات سواء من خلال اختلاطهم بمواطنين أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك أناس مدججون بالسلاح يعملون ضد المصريين، ورغم إحساسهم بأن الأمر خرج عن سيطرتهم وأن الغلبة ستكون للشعب وللدولة، إلا أنهم متشبثون بالقتال، لكن هذه المعركة هي في فصلها الأخير، أنا متفائل رغم كل الصعاب، وهناك إيجابيات كثيرة لثورة 25 يناير 2011 ونعمل على تلافي السلبيات”.
وفي الثانية، نقلت عنه قوله: “أنا أتحدث عن تصويب فهمنا للدين، فهناك تنوع في فهم المسائل الفقهية، وليس هناك رأي واحد يفرض على الناس، وعلينا ألا ندع الناس تتجه إلى التطرف، وهناك محاولات جاهلة للإساءة لجهود إصلاح الخطاب الديني، بغرض إذكاء الانقسام الطائفي والمذهبي”.
كما أشارت إلى ما قاله السيسي حول الدور المصري في تأمين مضيق باب المندب، وفي الحرب في اليمن؛ حيث ذكر أن مصر تشارك بقوات جوية وبحرية في الحرب في اليمن، وفي حماية المضيق، وتأمين الملاحة في قناة السويس.
7. في الشأن الأمني المصري، ذكرت تقارير سعودية عدة أحداث مثل تصفية أحد المواطنين أمام كنيسة في منطقة النزهة بالقاهرة، وأن أجهزة الأمن المصرية تواصل “مطاردة” أعضاء جماعتَيْ “حسم” و”لواء الثورة” “الإخوانيتَيْن” لتورطهما في عدد من “العمليات الإرهابية”. ونقلت “عكاظ” في ذلك عن مسؤول أمني مصري، أن عناصر الجماعتَيْن “من الصفين الثاني والثالث لجماعة الإخوان”، وأنها “تحصل على تمويل خارجي”، وأن عناصر من “حسم”، والمقبوض عليهم حاليًا “متورطون في محاولة الاغتيال الفاشلة لمفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة”.
8. اهتمت المصادر السعودية كذلك بما كشفت عنه سلطات مطار القاهرة، في صدد وجود عصابة دولية تعمل في الصين وتركيا، وفي مصر، في كل من الغردقة والقاهرة، لسرقة حصة مصر من تأشيرات الحج الممنوحة للأجانب المقيمين فيها، مقابل مبالغ مالية كبيرة؛ حيث تم ضبط أعضاء العصابة بمصر وإحالتهم للنيابة.
9. صحيفة “عكاظ”، أشارت إلى تسلُّم مكتبة الإسكندرية يوم 22 أغسطس، كسوة أثرية للكعبة المشرفة، يعود تاريخ صنعها إلى العام 1830م، أثناء حكم محمد علي باشا الكبير لمصر، ونقلت عن مدير المكتبة، إسماعيل سراج الدين، في الكلمة التي القاها في الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة، بحضور عدد من قناصل وسفراء الدول العربية والأجنبية، أن كسوة الكعبة المشرفة التي تسلمتها المكتبة كهدية من اللورد يشار حلمي، المفوض الدائم لدى الاتحاد الأوروبي ودولة رومانيا لإدارة المكتبة، يبلغ عمرها نحو 186 عامًا وتمت صناعتها في تركيا.
10. صحيفة “الاقتصادية” نقلت إحصائيات صادرة عن منظمة العمل الدولية، في جنيف، بشأن معدلات البطالة في العالم، ومن بينها ما ذكرته المنظمة عن مصر؛ حيث ذكر تقرير للمنظمة أن التوترات الجيوساسية في المنطقة واصلت إلقاء ثقلها على آمال زيادة فرص العمل للشباب في مصر وبلدان أخرى في المنطقة، ولكن المنظمة قالت إن تحسنًا طفيفًا ظهر في أرقام مصر وتونس على وجه الخصوص خلال عام 2016م، في هذا الصدد؛ حيث شهد البلدان انخفاضات في معدلات البطالة، ولكنها معدلات بطالة الشباب فيهما لا تزال مرتفعة.
11. نقلت المصادر السعودية إعلان وزير النقل المصري، جلال سعيد، عن تدشين خط ملاحي سياحي جديد يربط بين مدينتَيْ تبوك ودهب المصرية لتنشيط السياحة بين المملكة ومصر، وذلك خلال جولة تفقدية قام بها وزير النقل يوم السبت 27 أغسطس، لميناء دهب رافقه فيها رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر. كما نقلت في الإطار، تصريحات اللواء هشام أبو سنة، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر في تصريحات له في ذلك، إن تبوك تبعد عن دهب نحو 30 دقيقة فقط، وهي أقرب إليها من أية مدينة أخرى داخل المملكة نفسها.
12. يوم 25 أغسطس، نشرت بعض المصادر الورقية السعودية، تقريرًا موجزًا عن بدء شركة مصر للطيران في تسيير أولى رحلاتها إلى جدة، لنقل 1127 حاجًّا على متن سبع رحلات، من مطار القاهرة الدولي، من حجاج قرعة الشرقية وترانزيت لندن، وأيضًا بعثة وزارة الداخلية ورحلة عمل، بالإضافة إلى تسيير رحلة عمل أخرى من مطار شرم الشيخ الدولي. ونقلت عن شريف عزت، رئيس الشركة، إن مصر للطيران ستسير أيضًا ستة رحلات جوية إلى المدينة المنورة لنقل 992 حاجًّا بواقع أربع رحلات من مطار القاهرة لنقل حجاج جمعيات تضامن الجيزة والغربية وبعثتَيْ الأوقاف والداخلية وترانزيت لندن وجوهانسبرج، ورحلتين من مطار برج العرب لنقل 521 حاجًّا من حجاج قرعة البحيرة.
13. في خبر موجز، نقلت مصادر ورقية سعودية عن سفارة الرياض في القاهرة، تعليمات للطلاب السعوديين الراغبين بالدراسة في الجامعات المصرية، أن مرحلة البكالوريوس فقط هي التي يُسمح بدراستها في مصر وفق تعليمات وزارة التعليم في حين لا تسمح بدراسة الماجستير والدكتوراه فيها.
14. في تقرير موسع لها، نشرت صحيفة “الاقتصادية” أن مصر تستهدف إلغاء دعم الوقود نهائيًّا خلال ثلاث سنوات بداية من السنة المالية الحالية 2016/2017م، وحتى 2018/2019م(21). وقالت إن ما تم الاتفاق عليه أخيرًا مع بعثة صندوق النقد في مصر، هو إلغاء دعم الوقود خلال ثلاث سنوات”، ووفقًا للخطة؛ فإنه من المقرر أن تصل الأسعار إلى ما يساوي 65 في المائة من التكلفة الفعلية للمنتجات النفطية) في السنة الحالية، وترتفع إلى 85 في المائة من التكلفة في 2017/2018م، ثم إلى 100 في المائة في 2018/2019م. وذكر تقرير الصحيفة أن لتر البنزين فئة 92 يُباع في مصر بنحو 58 في المائة من تكلفته الفعلية، والبنزين 80 بنحو 57 في المائة من التكلفة، والسولار بنحو 53 في المائة من التكلفة الفعلية. وذكرت أن الحكومة المصرية قد خفضت دعم الوقود في يوليو من العام 2014 في مستهل خطة خمسية، ورفعت آنذاك أسعار البنزين والسولار بنسب راوحت بين 40 و78 في المائة، لكن الخطة توقفت خلال 2015/2016م.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي قالت إنه قريب من ملف دعم الوقود، قوله: “هناك بالفعل خطة للتخلص نهائيا من دعم السولار والبنزين والمازوت (زيت الوقود) خلال ثلاث سنوات بداية من السنة الحالية وحتى 2018 – 2019”. وذكرت أن دعم المواد البترولية بلغ 55 مليار جنيه (6.2 مليار دولار) في 2015/2016م، مقابل 71.5 مليار جنيه في السنة المالية السابقة، فيما يبلغ المستهدف لدعم المواد البترولية في السنة المالية الحالية نحو 35.04 مليار جنيه.
ومن بين الإجراءات التي قال تقرير الصحيفة المأخوذ من “رويترز” بالأساس، إن مصر تحاول إجراء إصلاحات مثل تدشين نظام للبطاقات الذكية لمراقبة الاستهلاك في محطات الوقود، لكنها لم تقرها حتى الآن.
15. كانت فضيحة قيام شركة “ولسبن إنديا” الهندية الكبرى العاملة في مجال صناعة المنسوجات ببيع منتجات قطنية كتب عليها زورًا أنها مصنوعة من القطن المصري الممتاز إلى شركات تجزئة أمريكية كبرى، مجالاً مهمًّا لتسليط الضوء على المصاعب التي يعاني منها قطاع زراعة القطن في مصر، وما أدت إليه في صدد نقص المعروض منه(22). وأشارت صحيفة “الاقتصادية” إلى أن بيانات وزارة الزراعة الأمريكية تبين أن إنتاج القطن المصري تراجع على مدار العقد الأخير بعد أن فشل المزارعون في التكيف مع التغيرات التي طرأت على طلب المستهلكين على المنتجات المصنوعة من القطن قصير التيلة ومتوسط التيلة.
وأفادت الوزارة أن انخفاض الإنتاج أصبح أزمة متكاملة الأركان في السنوات الأخيرة بعد أن ألغت الحكومة الدعم النقدي الذي كانت تقدمه للمزارعين واتجه كثير من الفلاحين لزراعة الأرز بدلاً من القطن. وبحسب التوقعات الرسمية فإن مصر ستنتج في العام 2016م، نحو 160 ألف بالة زنة 480 رطلاً من القطن انخفاضًا من 1.4 مليون بالة في العام 2004م، أي ما يمثل أقل من 0.2 في المائة من الإنتاج العالمي المتوقع.
كان ذلك مجالاً أيضًا لمحاذير على المنتجات المصنوعة من القطن المصري في السوق الأمريكية. ونقلت الصحيفة هذه الفضيحة ربما تجعل شركات التجزئة الأمريكية الكبرى تتحفظ على التعامل مع المنتجات التي تحمل علامة القطن المصري الأمر الذي سيمثل هدية لمزارعي القطن الأمريكي “بيما”، في أماكن مثل كاليفورنيا وأريزونا.
16. نشرت “الحياة” اللندنية، مقالاً بقلم سليم نصار، وكان بعنوان: “مشاكل مصر بين تزايد السكان وعنف «الإخوان»”(23). وفيه قال الكاتب:
“بما أن الدولة لا تستطيع محاكاة الصين في إصدار قرار يحدد نسبة المواليد بطفل واحد لكل زوجين، فإن مشكلة الإنجاب ستظل تمثل «كعب أخيل» بالنسبة الى حكومات مصر. خصوصاً أن علماء الدين المسلمين يتعاملون مع هذه المسألة الحساسة بمنتهى الشدة، بحيث يلتقون مع المواقف المسيحية في ممانعة الإجهاض. وهكذا تحولت عملية النمو السكاني المتزايد الى قنبلة بشرية موقوتة، من المتوقع أن تنفجر وتعطل كل مشاريع الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني”.
وربط بين هذه المشكلة وبين مشكلة مياه النيل في ظل المساعي الإثيوبية لبناء سدود عدة بخلاف سد النهضة على النيل الأزرق. وقال في ذلك:
“المشكلة الأخرى التي تتهيأ مصر لاحتواء أضرارها الخطرة، هي مشكلة استهلاك مياه النيل، بعد إنجاز «سد النهضة» في إثيوبيا. وكان مكتب استصلاح الأراضي الأميركي قد اقترح، عبر دراسات استمرت من 1959 الى 1994، إنشاء 33 سداً على النيل الأزرق بعد توزيع فروعها كالتالي: 14 سداً للريّ و11 سداً لتوليد الكهرباء و8 سدود لأغراض مختلفة. وذكر التقرير أن سعة التخزين لكل السدود تبلغ 118.45 بليون متر مكعب، على أن تروي مساحة مليون فدّان تحتاج الى 6.4 بليون متر مكعب. وافترضت الدراسة إنشاء أربعة سدود كبيرة على الجزء الأخير من مجرى النهر، هي: سدود كارادوبي ومابيل ومانديا وبوردر”.
أما فيما يخص الإخوان؛ فنجد الكاتب يقول:
“المشكلة الثالثة التي تقلق المجتمع المصري ليست جديدة على الحكام، منذ أعلن حسن البنا سنة 1928 تأسيس جماعة «الإخوان المسلمين». وعلى الرغم من معارضة الحكومات التي تصدّت لها – وخصوصاً في عهد جمال عبدالناصر – إلا أن عناصرها ظلت متماسكة، تقاتل من أجل عقيدتها. والمؤكد أن هذا التيار الديني المناهض بقي يتغذى من حالات الفقر والبطالة، مع وعد بأن تبقى المنابر والمساجد هي المأوى والرجاء (..) ويرى المراقبون أن القضاء على تنظيم «داعش» في العراق وسورية سيُضعف قوة «الإخوان المسلمين»، علماً أن هذه الظاهرة ستظل جزءاً من تكوين المجتمع المصري. وسيبقى العنف هو طريقها الأوحد الى الشهادة، والى اغتيال المناوئين من أمثال الرئيس أنور السادات”.
كما ربط الكاتب بين مشكلات مصر الخارجية وبين “التحالف” التركي – الإيراني كما قال.
ولكن وجهة النظر هذه لم يكن يتفق معه كل كُتَّاب الرأي السعوديين الذين كتبوا في هذا الشأن؛ حيث نقرأ في مقال آخر في صحيفة “الاقتصادية”، للكاتبة السعودية فضيلة الجفال، بعنوان: “قراءة في التحالفات الإقليمية الجديدة: ظرفية أم براجماتية؟”، تناولت فيها السياسة التركية الجديدة في المنطقة، والتي أثرت كما ترى الكاتبة على المحور السعودي القطري التركي القديم، لصالح تحالفات تركية جديدة مع إيران وروسيا؛ كيف أن تركيا الآن “في حالة اندفاع صاخب وفي سباق مع الوقت وتصويب المسارات، حتى وصلت إلى إطلاق التصريحات أخيرا للتقارب مع مصر بعد التطبيع إسرائيل”(24).
وتوضح الجداول والأشكال التالية الأوزان النسبية لهذه القضايا الداخلية والخارجية وكذلك الشأن المصري في الإعلام السعودي:
الجدول رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي
الشكل رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي
الجدول رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي
الشكل رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي
الجدول رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي
الشكل رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي
خامساً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:
1. تركيا: خطاب سلبي بخلاف التوازن الأسبوع الماضي، باستثناء المواقع الصحوية التي كانت مواقفها إيجابية من تركيا.
2. إيران وحلفاؤها في المنطقة: خطاب سلبي متصاعد بشدة.
3. الولايات المتحدة: خطاب سلبي.
4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: خطاب سلبي.
5. “الإخوان المسلمون” والإسلام السياسي والربيع العربي: خطاب سلبي.
6. مصر والعلاقات المصرية – السعودية: إيجابي، وتراجع مستمر في مستوى تناول المواقع الصحوية إزاء انتقاد الأوضاع في مصر.
سادساً: الاستنتاجات:
1. طغى موسم الحج الجديد واستعداداته على ما عداه من قضايا باستثناء سوريا والتدخل العسكري التركي في شمال البلاد، في الإعلام السعودي.
2. لا تزال الرياض مترددة في صدد التعامل مع التدخل العسكري التركي في شمال سوريا؛ حيث لا يوجد أي موقف رسمي واضح في الإعلام السعودي في هذا الصدد، وهو ما يتناقض مع تصريحات سابقة لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في صدد مشاركة الرياض في أية عملية عسكرية برية تركية في سوريا، ولكن للتنويه؛ فإن الجبير كان يقصد تدخلاً ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وليس ضد “داعش” والأكراد كما هو الحال في التدخل العسكري التركي في سوريا.
3. فيما يخص العلاقات المصرية – السعودية، كانت التقارير والأخبار في الغالب في اتجاه إيجابي، في مقابل استمرار الانتقادات التقليدية للإخوان والتيار الصحوي في المملكة، وإخوان مصر، ووصف الجماعة بـ”الإرهابية” في الإعلام السعودي، مع وضوح الإسناد الاقتصادي والسياسي والإعلامي السعودي للنظام المصري.
4. يبدو واضحًا استمرار الانفصال في المواقف بين الرياض والولايات المتحدة، ويفسر ذلك زيارة ابن سلمان إلى كل من اليابان والصين، وكيفية تناول الإعلام السعودي لهذا الجولة الآسيوية؛ حيث تناولت في الإطار السياسات الأمريكية بشكل سلبي، وصورت الجولة على أنها توجه سعودي جديد لإدارة دولاب العلاقات الخارجية للمملكة.
5. لا تبدو العلاقات السعودية مع الإمارات على أكمل وجه لها؛ حيث لا يتم تناول الأخبار التي تتعلق بالإمارات بنفس الكيفية القديمة، وحتى فيما يتعلق بالحرب في اليمن؛ فإنه لم يعد هناك حديث عن الدور الإماراتي في الحرب ().
—————————
الهامش
(1) في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الأمريكي..الجبير: استطعنا الخروج برؤية لخريطة طريق حل الأزمة اليمنية، “البلاد”، 26 أغسطس 2016م، الرابط. وطالع أيضًا: بشقين سياسي وأمني.. «اتفاق-جدة» يعيد إحياء مشاورات السلام اليمنية، “الشرق الأوسط”، 26 أغسطس 2016م، الرابط
(2) في رفض ضمني للمبادرة الأميركية لحل الأزمة في اليمن.. المتمردون الحوثيون يرفضون تسليم صواريخهم الباليستية، “الشرق الأوسط”، 27 أغسطس 2016م، الرابط
(3) الإعلام الإيراني يكذب ظريف.. ويفاخر بإرسال صواريخ إلى اليمن، 27 أغسطس 2016م، الرابط
(4) استشهاد رجل أمن من قوات الحرس الوطني في نجران، “الرياض”، 27 أغسطس 2016م، الرابط
(5) د. الشريم: لا مجال للمزايدات في شعارات لا صلة لها بالحج، “الجزيرة”، 27 أغسطس 2016م، الرابط
(6) 160 شركة صينية في السعودية تستثمر في السكك الحديدية والبناء والموانئ ومحطات الكهرباء والاتصالات.. ولي ولي العهد يزور بكين لتعميق العلاقات السعودية الصينية، 28 أغسطس 2016م، الرابط
(7) الرابط
(8) منح «مركز الإنجاز» صلاحية التدخل العاجل لضمان نجاح المبادرات الحكومية، “الاقتصادية”، 28 أغسطس 2016م، الرابط
(9) «الطيران المدني» لـ «عكاظ»: خصخصة جميع المطارات ولا تقسيم لـ «الخطوط»، 28 أغسطس 2016م، الرابط
(10) 28 أغسطس 2016م، الرابط
(11) تجنباً للتعرض للغش والاستغلال.. دعوة راغبي شراء العقارات في تركيا للتحري والتواصل مع جهات الاختصاص قبل التوقيع، 28 أغسطس 2016م، الرابط
(12) 28 أغسطس 2016م، الرابط
(13) 28 أغسطس 2016م، الرابط
(14) 28 أغسطس 2016م، الرابط
(15) 27 أغسطس 2016م، الرابط
(16) 27 أغسطس 2016م، الرابط
(17) 28 أغسطس 2016م، الرابط
(18) 28 أغسطس 2016م، الرابط
(19) 27 أغسطس 2016م، الرابط
(20) 27 أغسطس 2016م، الرابط
(21) طبقا لاتفاق مع بعثة صندوق النقد في البلاد.. مصر تستهدف إلغاء دعم الوقود نهائيا خلال 3 سنوات، 24 أغسطس 2016م، الرابط
(22) 90% من المنتج المصرى في الأسواق العالمية “مغشوش”.. فضيحة هندية تسلط الضوء على تراجع إنتاج القطن المصري، 26 أغسطس 2016م، الرابط
(23) 90% من المنتج المصرى في الأسواق العالمية “مغشوش”.. فضيحة هندية تسلط الضوء على تراجع إنتاج القطن المصري، 26 أغسطس 2016م، الرابط
(24) 27 أغسطس 2016م، الرابط
(25) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.