fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي 2 سبتمبر 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

يتناول هذا التقرير تطورات المشهد في شبه جزيرة سيناء خلال الفترة من 25 أغسطس و1 سبتمبر 2016، وذلك على النحو التالي:

حدث الأسبوع: الموساد في سيناء:

بعد تداول أخبار قيام ضباط من المخابرات الإسرائيلية بالإتصال بسكان بقري ومناطق جنوب رفح، ننشرت صفحة “سيناء24” جزءاً نصياً من مكالمة بين ضابط من الموساد الاسرائيلي (عرف نفسه باسم “أبو يحي” وأنه مسئول ملف سيناء) ومواطن مصري يسكن بإحدى القرى الحدودية جنوبي رفح، قالت أنها امتدت لـ 40 دقيقة. المواطن السيناوي انزعج بشدة خصوصاً عندما وجد الضابط الإسرائيلي يعرف كل المعلومات عنه وعن عائلته وأفراد أسرته وقبيلته، وعن ظروفه المالية والإجتماعية، وايضاً الإنتهاكات التى قام بها الجيش المصري في حق هذا المواطن بالتاريخ والمكان، ووفق المكالمة فلقد عرض ضابط الموساد على المواطن السيناوي أن يساعده مقابل أن يكون هناك تعاون مشترك بينهم، وهو ما رفضه المواطن قائلاً: أنه لا يعمل بالتهريب كي يكون هناك تعاون مشترك، ليؤكد الضابط أنهم فقط سيساعدونه مادياً مقابل خدمات بسيطة وسيقومون بحمايته من الجيش المصري، وهو مارفضه المواطن، ورغم انتقال الضابط معه مابين التهديد والترغيب وأنه لايجب أن يعيش في تلك المنطقة من الحدود، فقد أكد المواطن أنه لايستطيع الإنتقال للعريش لارتفاع الأسعار، وأن رحيله لن يفيدهم بشىء وأن وجوده لن يضرهم بشىء، ووسط إصرار المواطن على عدم التعاون أو الرحيل، قال له ضابط الموساد الإسرائيلي “لا أحد يستطيع حمايتك أو السماح لك بالتواجد في المكان إلا نحن” وأنهى الإتصال، لتأتي بعدها بأيام حملة للجيش المصري ويقوم ضابط مصري برتبة مقدم بترحيل المواطن وأسرته من المنزل (فيديو).

وكان المواطن “ناجح سليمان براك المواسي” البالغ من العمر 39 عام، قد قُتل في نفس الفترة بعد تلقيه أيضاً اتصال من ضابط اسرائيلي، قال له فيها أنهم رصدوا تحركه على الحدود، وأنه عليه الرحيل وإلا سيتم قتله، وهو مارفضه المواطن ليتم بعدها استهداف سيارته بصاروخ موجه عن طريق طائرة بدون طيار أثناء توجهه لمدينة رفح (سيناء24).

تأتي تلك التطورات في ظل رصدنا بالمعهد المصري وعبر ماينشر، عن محاولات متعددة قام بها المسلحون هذه الفترة بمحاولة الهجوم والإشتباك والسيطرة على تمركزات وكمائن ومعسكرات لقوات الجيش بمنطقة رفح تحديداً، وسط محاولة قوات الجيش التصدي لتلك الهجمات واحباطها وتوجيه ضربات استباقية ولعل أبرز تلك الضربات هو ما نُشر عن قيام قوات الأمن بقتل 11 عنصر مسلح يوم الأحد 25 أغسطس، بقصف لمروحيات الآباتشي بمناطق مربع نجد جنوب الشيخ زويد، وقرية التومة جنوب الشيخ زويد وقرية الجورة جنوب الشيخ زويد (اخبار اليوم).

ولكن هذا لم يمنع استمرار هجمات ولاية سيناء وتحديداً بمنطقة رفح وخوض اشتباكات مباشرة كانت لا تحدث منذ مدة، وهو ما أسفر في إحداها على اقتحام كمين الغاز وقتل وإصابة من فيه والاستيلاء على أسلحته وسط تكتم من قوات الأمن، رغم تسرب أنباء الهجوم من عائلات القتلى من الجنود وأهالي المنطقة.

هذه التطورات تفسر مايقوم به جهاز الموساد الإسرائيلي من جهود استخباراتيه في سيناء، وهذا في ظل تخوف الجانب الإسرائيلي من هجوم مسلح يعد له انطلاقاً من سيناء اتجاه الأراضي المحتله الفلسطينية، وهو ما عبر عنه قائد الكتيبة العسكرية في المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي الجنرال يهودا هكوهين لصحيفة “معاريف” قائلاً: إن الجيش يتجهز لسيناريو خطير يتمثل بهجوم مسلح يشنه مائة من العناصر المعادية انطلاقا من سيناء باتجاه إسرائيل، حيث أن الحدود بين إسرائيل ومصر تشهد وجودا مكثفا لعدو خطير لم يسبق للجيش الإسرائيلي أن دخل معه في مواجهات عسكرية، وهو تنظيم الدولة الإسلامية (الجزيرة)

ليتبع ذلك تصريح “يوحاي عوفر” المراسل العسكري لموقع “أن.آر.جي” قائلاً: إن الجيش الإسرائيلي يتأهب لهجوم من تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود الجنوبية مع مصر، وهذا ما يشغل جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) حول توقيت إرسال التنظيم لعناصره الموجودين في شبه جزيرة سيناء، حيث أن التقدير السائد في إسرائيل يفيد بأن التنظيم سوف ينفذ هجوماً كبيراً دامياً، وهو ما يتطلب تكثيف العمل الاستخباري باتجاه الحدود مع مصر، واضاف عوفر أن السؤال الخاص بكيفية وطبيعة الهجوم القادم من تنظيم الدولة باتجاه إسرائيل يشبه سؤال المليون، في ظل ما يخوضه الجيش الإسرائيلي بما وصفها حرب الأدمغة والمعلومات لتوفير صورة شبه كاملة عن طبيعة العمل الذي يُحضّر له التنظيم (الجزيرة).

 

ثانياً: التطوارت الميدانية:

شهدت الفترة التي يتناولها التقرير عدداً من التطورات الميدانية التي شهتها شبه جزيرة سيناء، منها:

1ـ تدمير وإعطاب عدد 5 مدرعات، و3 عمليات قنص ضد كمين ثابت لقوات الجيش، و2 عملية استهداف دوريات راجلة، واشتباك وهجوم 5 مرات مع قوات للجيش أو وحدات ارتكاز.

2ـ حادثة خطف لشرطي والتحقيق معه ثلاثة أيام ثم اعدامه ميدانياً، حيث استولى المسلحون على سيارة شرطة تابعه لقسم أول العريش أثناء تواجدها شرق المدينة (سيناء24)، وبها خفير الشرطة من سكان مدينة العريش واسمه “أحمد سلامه حمدان” 35 عام، ومقيم بحي أبي صقل في مدينة العريش (سيناء24)، قبل أن يقوم 3 مسلحين ملثمين بعدها بثلاثة أيام بإعدامه بمنطقة شرق العريش بعد المجىء به بنفس سيارة الشرطة التى خطفوه بها.

3ـ مقتل 3 فرد عسكري منهم 1 ضابط وفق ماتم رصده كحد أدنى في الخسائر، وإصابة 31 فرد أمن من قوات الجيش والشرطة منهم 5 ضُباط و3 صف ضابط، في الإستهدافات المتفرقة كحد أدنى في الخسائر، كما أعلنت مصادر أمنية بشمال سيناء عن مقتل عنصرين مسلحين فى عمليات نوعية استهدفت تحركات لمجموعات مسلحة جنوب رفح بسيناء، فى إطار الضربات الاستباقية، وأن العنصرين من القيادات الخاصة بالعناصر المسلحة برفح، وقد قتلا فى استهداف مركبة كانت تقلهما (اليوم السابع)

4ـ كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن إصدار محكمة العريش بالاسماعيلية، قرارا بالإفراج عن مقاول إسرائيلي، ألقت قوات حرس الحدود المصرية القبض عليه على معبر طابا عندما كان يحاول الدخول وبحوزته 63 طلقة مسدس (سيناء24).

5ـ أعلن المتحدث العسكري عن احباط القوات المسلحة محاولة إستهداف كمين النافورة بقطاع رفح وتصفية أربعة أشخاص وضبط بندقة آلية وأربعة قنابل يدوية وعدد (6) خزنة بندقية آلية بالإضافة إلى (120) طلقة و(2) جهاز لاسلكى وجهاز لتفجير العبوات الناسفة وحزام ناسف وقد نجحت القوات فى تفكيك عبوة ناسفة كانت معدة للتفجير(الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة)

6ـ نشرت صحيفه النبأ التابعه للدولة الاسلامية بياناً عن هجوم مسلح شنه جنود من ولاية سيناء على كمين (الغاز) بمدينة رفح وقتل كل من فيه واغتنام الأسلحة والذخيرة، وسط تكتم من قوات الجيش ووسائل اعلامه،  وأهالي جنود ومصادر لصفحة سيناء24  يؤكدون مقتل وإصابة عدد كبير من الضباط والجنود في هجوم مسلح على كمين عسكري برفح، وسط تكتم شديد عن الهجوم والاعداد الحقيقه للقتلى والمصابين (سيناء24).

7ـ مقتل سائق سيارة نصف نقل وتفحم جثمانه نتيجة انفجار عبوة ناسفة على طريق «لحفن- الريسان» جنوب العريش، واصابه سائق وشخص آخر بسيارة أخرى (الوطن).

 

ثالثاً: التطورات الاقتصادية:

1ـ صرح ديمترى جورين، نائب رئيس رابطة منظمى الرحلات السياحية الروسية أنه فى حالة استئناف الجولات السياحية فى مصر خلال شهر أكتوبر القادم، سوف تتكلف أسعار الرحلات والجولات السياحية مابين 35 و45 ألف روبل، أى ما يتراوح بين 4 و6 آلاف جنيه، حيث أن أسعار الجولات السياحية الخاصة للسياح الروس فى مصر لن تتغير كثيرا عما كان فى السابق قبل حادث الطائرة الروسية المنكوبة فى سيناء (الأهرام). ونقلت جريدة الأهرام تصريح من مصادر بوزارة النقل الروسية تقول فيه أن الجانب المصرى أوفى بتعهداته بنسبة 85%، ولم يبق سوى «رتوش» بسيطة لانطلاق أول رحلة سياحية من روسيا، والتى كشفت مصادر روسية أنها ستكون إلى مطار القاهرة (الأهرام).

2ـ التقي خالد فودة محافظ جنوب سيناء بالنمسا مع مسئولى بنك التنمية النمساوى بحضور عمر عامر سفير مصر لدى فيينا لبحث آليات تقديم الدعم للمشروعات التنموية وتوقيع بروتوكول للتعاون الثنائى بين جنوب سيناء ومقاطعة بورجنلاند النمساوية (الأهرام).

3ـ أعلن اللواء هشام أبو سنة رئيس هيئة موانى البحر الأحمر عن بدء الاجراءات التنفيذية لإقامة مارينا وميناء سياحى فى منطقة دهب جنوب سيناء للعمل فى خطوط ملاحية منتظمة إلى المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية عبر ميناء “مقنا” وأن الرحلة بين ضفتى خليج العقبة فى هذه المنطقة لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة (الأهرام).

4ـ أشاد المهندس علاء خريبة وكيل وزارة التموين بمحافظة جنوب سيناء بمنظومة التموين الجديدة التي تمت بين وزارات “التموين والتخطيط والإنتاج الحربي” بشكل مبدئي، واشار إلى أن وزارة الإنتاج الحربي ستربط شبكة قاعدة بيانات المنتفعين بالبطاقة التموينية بهيئات مهمة مثل الأحوال المدنية والتي لديها كافة البيانات المتعلقة بالأسرة صاحبة البطاقة التموينية وبذلك تكون هي المسؤولة عن كافة الأمور بداية من إصدار البطاقة التحديث والإضافة والحذف تلقائيا، وأضاف أن المزايا الجديدة بعد تولي وزارة الإنتاج الحربي هي السماح للمواطن بصرف السلع التموينية وفارق نقاط الخبز من أي بقال تمويني بأي مكان على مستوى الجمهورية دون التقيد بالمحافظة، بالإضافة إلى بناء نظام تكنولوجي يتم من خلاله استيعاب وإدارة 20 مليون كارت أسرة وتحويلها إلى كارت الدفع في مدة أقصاها 6 أشهر، وسرعة استخراج البطاقات الجديدة أو بدل التالف والفاقد خلال 10 أيام فقط بتكلفة مقدارها 15 جنيه بدلا من 20 جنيها، من خلال إرسال رسالة تليفونية من الهاتف المحمول بدفع هذه القيمة أو من خلال سدادها من خلال أنظمة الدفع الإلكتروني، وتابع خريبة أن وزارة الإنتاج الحربي ستقوم بربط منظومة البطاقات التموينية الذكية بالسجل المدني ووزارة الصحة والسجل التجاري ومصلحة الضرائب ووزارة التضامن الاجتماعي ومصلحة السفر والهجرة وذلك للقيام بعملية تحديث البطاقات التموينية بصفة مستمرة وحذف غير المستفيدين من دعم السلع التموينية وحالات الوفاة (الوطن).

 

رابعاً: التطورات الحقوقية

1ـ مقتل المواطن “عيد سليمان عوده سالم” 42 عام، أحد أبرز رموز قبيلة التياها داخل مقر الأمن الوطني بالاسماعيلية نتيجة التعذيب، والقتيل يتمتع بسيرة حسنة، وكان قد تدخل قبل أسابيع، للافراج عن مواطن مسيحي، تم اختطافه بالاسماعيلية، بعدما فشلت الجهود الأمنية في الافراج عنه، وبعد محاولات عديدة مع الخاطفين تمكن شقيق المختطف بمساعدة “عيد” في الافراج عن شقيقه مقابل فديه قدرها 100 الف جنيه، ليتم بعدها وفي تاريخ 18 أغسطس، مداهمة منزل عيد سليمان من قبل قوات الشرطة، واعتقاله هو وزوجته ونجله والتحفظ عليهم في مقر الأمن الوطني بالاسماعيليه، ليتم الإفراج عن زوجته وابنه بعد يومين، فيما تم التحفظ على الزوج، ليتم بعد ذلك ابلاغ أسرته بالذهاب للمشرحة لاستلام جثمانه تحت ادعاء أنه ألقي بنفسه من الطابق الثاني أثناء عرضه على النيابة رغم أن جثمانه يحمل آثار تعذيب شديدة، ولم يتم تسليم الجثة إلا بعد التوقيع على اقرارات أمنيه تنفي تهمه القتل المؤكدة مع سبق الاصرار والترصد عن الأمن الوطني (سيناء24).

2ـ الجيش يعتقل ثم يفرج عن سيدة من رفح بسبب اعتلاء عناصر مسلحه لمنزلها اثناء مهاجمة كمين النافورة برفح، رغم إعتراض أصحاب المنزل، خشية استهداف الجيش لهم بالمدفعيه او اعتقالهم، وهو ماحدث بالفعل حيث حضرت قوة من الجيش وبحثت عن صاحب المنزل ولما لم تجده، اعتقلوا زوجته، واهانوها أمام أطفالها السبعة الصغار(سيناء24)، وقد تم التأكد من اطلاق سراح السيدة بعدها عبر مصادر حقوقية خاصة.

 

خامساً: دلالات التطور:

1ـ من الواضح أن النظام الإسرائيلي لديه قناعة بوجود محاولات جادة لولاية سيناء لمحاولة استهداف جنود أو سكان إسرائيليين، وهو ما يدل عليه تكثيف عملهم الإستخباراتي في سيناء وعمليات الأغتيال بالطائرات بدون طيار، بالتوازي مع رفع حالة الإستعداد والتأهب للقوات الإسرائيلية على الحدود خصوصاً في ظل وجود احتمالية نجاح المسلحين بدفع عناصر انغماسية لها قد تستطيع الوصول للطريق “12” على الحدود واستهداف أي حافلة إسرائيلية مارة، أو نجاح مجموعة من المسلحين للتسلل لقرية أم الرشراش المحتلة والمعروفة حالياً بإسم مدينة ايلات واستهداف السائحين بها.

2ـ عدم خشية المخابرات الإسرائيلية من الاتصال بأهالي القرى الحدودية  برفح، وعرض التعاون معهم أو الرحيل والإستهداف، رغم قيام بعض شيوخ العشائر بتسجيل بعض تلك المكالمات وتسليمها للمخابرات المصرية دون أى ردود فعل، وهو ما دفع بعض الأهالي لتسجيل بعض تلك المكالمات وقيام بعضهم بتسليمها لعناصر من ولاية سيناء، بينما قام أحد الأهالي بإرسال مكالمة مسجلة لصفحة “سيناء24” كوسيلة اعلامية تستطيع نشر ما يحدث في سيناء، وقد كشف التسريب عن حقيقة يعلمها أهل سيناء وهو أن الجيش المصري يعلم حقيقة تلك المكالمات بل ويتعاون مع جهاز الإستخبارات الإسرائيلية ضد مواطنين تلك المناطق.

3ـ وجود خسائر عالية في صفوف المسلحين، نتيجة الجهود الإستخباراتية والأمنية ضدهم، وهو ما قد يكون له مؤشر آخر عن وجود اختراق في صفوفهم قد تم، أو ضعف الجانب الأمني لديهم نتيجة طول فترة العمليات وانحصارها في نطاق جغرافي محدد، ولكن على الجانب الآخر مازال المسلحون ناجحين في امتصاص ضربات الجيش وتوجيه هجمات ضد تمركزاته وقواته.

4ـ قرب عودة السياحة الروسية لشرم الشيخ، وملاحظة حرص النظام المصري على فصل جنوب سيناء عن مسرح العمليات في شمال سيناء بطرق متعددة أمنية واقتصادية واجتماعية.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
Close
زر الذهاب إلى الأعلى
Close