fbpx
المشهد السيناوي

مصر: تطورات المشهد السيناوي 23 مارس 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

تمهيد

شهدت شبه جزيرة سيناء خلال الفترة محل الرصد (من 16 إلى 22 مارس 2016) عدة تطورات، يمكن تناولها على النحو التالي:

أولاً: حدث الأسبوع:

أبرز التطورات خلال هذا الأسبوع كان الهجوم على كمين الصفا بمدينة العريش وقتل 16 من أفراده من بينهم 3 ضباط وعريف والإعلان عن فقد ضابط ومجند، واعترفت وزارة الداخلية المصرية بخسائرها، ولكن ما الذي حدث يوم 19 مارس:

– البداية بتزايد إهانة النساء السيناوية على حواجز الأمن بمدينة العريش وتحديداً نساء البدو، ومطالبات شعبية وقبليه للأجهزة المعنية في سيناء  يوم 15 مارس بالتدخل ووقف الانتهاك الذي تتعرض له النساء عند حاجز الريسه شرق العريش تحديداً.

– قيام عناصر مسلحة مجهولة بإجبار سيارة حكومية تابعة لمشروع المحاجر بشمال سيناء، على إيقاف السيارة وتركها وسط الطريق بالعريش ليسرقوها ويلوذوا بالفرار لجهة مجهولة يوم 16 مارس.

– قوات الأمن تقتل المواطن “محمد فايز ابوعكر” 21 عام أثناء مروره بشكل طبيعي على حاجز الريسه بطلقة قناص. وروايات تتحدث أنه لم يلتزم بطابور السيارات.

– يوم 17 مارس فيديو خاص لسيناء 24 من أمام حاجز الريسة شرق مدينة العريش والذي يشهد انتهاك صارخ في حق نساء سيناء ويقوم به ضباط وجنود الكمين بتفتيش مخزي للنساء، وقد عجزت عباءات شيوخ ورموز القبائل في وقف هذا الانتهاك كما تخاذل كل أعضاء مجلس الشعب أيضاً عنه.

– يوم 19 مارس أعلنت ولاية سيناء قيام مقاتليها بشن هجوم على كمين الصفا بدأ بتقدم أحد مقاتليها بسيارة مفخخة ليفجرها على الحاجز ثم اقتحام الحاجز بمجموعة انغماسيين وقتل أكثر من 10 فراد من الأمن بينهم ضباط واغتنام أسلحتهم وعتادهم، وتعلن عن أن سبب هذه العملية هو إهانة نساء المسلمين وتفتيشهن بشكل مخزي على الحواجز الأمنية.

وزارة الداخلية المصرية تعلن عن مقتل من 15 فرد من قواتها في كمين الصفا بينهم 3 ضباط “2 نقيب، 1 ملازم أول” وعريف شرطة و11 مجند، وفقد ضابط واثنين مجندين من قواتها، تم العثور على جثة أحد المجندين لاحقاً، ليصبح المفقودين هم النقيب محمد عبد الرحيم القلاوي من قوة قسم ثاني العريش والمجند محمد أحمد.

وفي إطار التعاطي مع هذه الحادثة، يلاحظ من رصد وسائل الإعلام المصرية أن أجهزة الإعلام تحاول مداراة خسائر الجيش ونسبة الخسائر للشرطة مع ملاحظة عدم ذكرهم لضعف القوات وخوفها ونسبة عمليات القتل لقصف بالهاون وليس للإقتحامات، ويتزامن هذا مع حالة إعلامية لتحويل هزائم سيناء لحالة عاطفية يتم السيطرة بها على أذهان الناس وإلهائهم بها عن الحالة الإقتصادية المتردية، تزامن هذا مع رفع فيلم “أسد سيناء” من الكثير القاعات السينمائية لضعف إيراداته، حيث لم تتجاوز إيراداته حاجز الـ100 ألف جنيه.

ثانياً: أبرز التطورات ودلالاتها:

1ـ سياسياً:

عضوة مجلس الشعب آمال طرابية تقترح إخلاء سيناء كلها وتحديداً رفح والشيخ زويد والعريش، لمدة من 3 ل 4 شهور للقضاء على الإرهاب.

2ـ اعلامياً:

خلال مداخلة هاتفية على برنامج 90 دقيقة علة قناة المحور الفضائية، عيسى الخرافين شيخ مشايخ قبائل سيناء يؤكد على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب من خلال القضاء على الفقر والجهل في سيناء بجانب السيطرة على المساجد من قبل الأوقاف والأزهر.

3ـ ميدانياً

1ـ تدمير وإعطاب عدد 1 مدرعة M113، 1 مدرعة فهد، 2 عربة همر، 1 جيب دفع رباعي.

2ـ مقتل 3 ضباط شرطة ومساعد و12 جندي وفقد ضابط وجندي، ومقتل 2 ضباط جيش و5 مجندين وإصابة أكثر من 6.

3ـ عملية نوعية: تطوير أساليب العبوات الناسفة واستدعاء أساليب عسكرية استخدمها الجيش المصري قديماً في حقبة حرب الإستنزاف، حيث تم زرع عبوتين ناسفتين مكشوفتين تم إبطالهما ونقلهما لداخل معسكر الجيش لتنفجر وتؤدي لمقتل 10 أفراد من الجيش المصري بينهم ضابط برتبة مقدم وهو مسئول المعسكر بعد بتفجير العبوتين الناسفتين داخل معسكر ساحة رفح، في حين أعلن موقع أخبار اليوم عن مقتل 5 مجندين فقط وإصابة 10 آخرين وأن هذا كان نتيجة سقوط قذيفة هاون.

ـ الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للجيش المصري تنشر فيديو يبين قيام قوات الجيش الثالث الميداني بضبط سيارة نقل محملة بكميات كبيرة من المواد المتفجرة خلال كمين عسكري بوسط سيناء، والبوابة نيوز تعلن أن السيارة كان يستقلها شخصان مسئولان عن توصيل المتفجرات لقرية البرث الحدودية جنوب رفح، وتم ضبط سيارة أخرى مماثلة تحمل كمية من المتفجرات، وفي اليوم الثاني مسلحون يختطفون شاب من منزله بقرية البرث يدعى “جمال طافش أبو جرمي” بدعوى تعاونه مع الجيش.

ـ استمرار قوات حفظ السلام الدوليةMFOبإخلاء نقاطها بإخلاء نقطتي تفتيش بمناطق المواسين والظهير جنوب الشيخ زويد بشكل مفاجئ، وذلك بعد أيام من إخلاء نقطتي المعبر وأبو شنار في رفح.

4ـ اقتصادياً

– استمرار تدهور ملف السياحة، والدكتور عاطف عبد اللطيف عضو جمعيتي مستثمري جنوب سيناء ومرسى علم يصرح بأن سنسب الإشغالات الفندقية في شرم الشيخ تتراوح ما بين 12 % إلى 17 % وفي دهب من 5.28% إلى 19.92 % ، وأن نسب الإشغال في نويبع من 1% إلي 2.43 % وفي طابا ما بين 1.56 % إلى 2.7 % ومرسي علم من 10% إلي 20 %، وأن عودة السياحة الروسية لمصر مرتبط بعودة السياح البريطانيين وتحسين الإجراءات الأمنية في المطارات.

– الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي تعلن عن توقيع إتفاقية مع الصندوق السعودي للتنمية بقيمة 1.5 مليار دولار لتنمية سيناء، وجزء من الأموال مخصص لإنشاء طريق محور التنمية بشمال سيناء وأربعة وصالات فرعية.

اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، يفتتح بيت شباب الأزهر بالعاصمة طور سيناء بتكلفة 7 مليون جنيه.

5ـ اجتماعياً

– شكوى من أهالي جنوب سيناء من سوء الخدمات الصحية وعدم توفر الكثير من الكوادر الطبية المتخصصة في المستشفيات، مما يستدعي نقل بعض الحالات لمستشفى السويس أحياناً.

دلالات التطورات:

1ـ سبقت الإشارة إلى خطورة تفتيش النساء على حاجز الريسة العسكري بالعريش، ولكن ما لاحظناه أن هذه الخطوة يتفادها الجيش في منطقة الشيخ زويد خوفاً من ردة الفعل، وفعل هذا اعتماداً على أن العريش هي خليط من أهل الدلتا ومن تأثر بثقافة المدن الحضارية وهو ما ظهر في استسلام الأهالي لمظاهر التفتيش، وأيضاً شدة تأمين كمين الريسة العسكري والذي ظهر عندما حاول أحد الشباب الإنحراف بسيارته فتم قتله فوراً بطلقة قناص، وأمام رفض مسئولي الأجهزة الأمنية من وقف إهانة النساء على حاجز الريسة قام مقاتلوا ولاية سيناء باختيار حاجز كبير لقوات الأمن ولا يتواجد فيه لحظة تنفيذ العملية مدنيين وتقدموا عليه بسيارة مفخخة ثم بما يقارب السبعة أشخاص وسط فرار قوات الأمن أمامهم في معركة استمرت لأكثر من نصف ساعة انتهت بقتل معظم أفراد الكمين ومن ضمنهم ثلاثة ضباط وفقد ضابط وعسكري، وبدء تحميل أسلحة الكمين والإنسحاب بها وسط خوف القوات الأمنية من إرسال قوات دعم حتى لا يتم استهدافها بالعبوات الناسفة كما حدث سابقاً.

2ـ النظام المصري يعمل على ملف سيناء عل ثلاثة محاور:

الأول: إخفاء حقيقة خسائره وضعف قواته بإيهام أن معظم القتلى من الشرطة دائماً وأن القتلى يسقطون نتيجة عبوات ناسفة أو قذائف هاون وليس اشتباكات مباشر تنهزم فيها قواته العسكرية، وهذا حفاظاً على روحه المعنوية داخلياً ومجتمعياً وأيضاً لعدم تعزيز الروح المعنوية للكتلة الغاضبة في المجتمع مما قد يشكل خطر بتزايد اندفاعها في هذا الطريق.

الثاني: محاولة استغلال العمليات التي تحدث في سيناء للمتغطية على تدهور الأوضاع الإقتصادية وصنع حالة ذهنية في المجتمع أن الدولة المصرية في خطر نتيجة ملف الإرهاب كما حدث في أواخر الثمانينيات والتسعينيات.

الثالث: العمل على تفعيل نقاط قوة النظام كشريك أقليمي ودولي في مكافحة الإرهاب، وهو ما تمثل في استعداد مصر لإستضافة مؤتمر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء، وسط تحديات تواجه تلك الدول في مواجهة حركات التمرد الإسلامية والجماعة الجهادية.

3ـ خلال التقرير السابق، (16 مارس 2016) كنا قد رصدنا تأسيس شركة وطنية للاستثمار بسيناء برأس مال 10 مليار جنيه، ومؤسسو الشركة هم: ” بنك الاستثمار القومي، جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة و الجهاز الوطني لتنمية شبه جزيرة سيناء، ومحافظة شمال سيناء”، في خطوة لم تكن مفهومة حينها وبهذا المبلغ، ولكن جاء هذا الأسبوع ليتم الإعلان عن توقيع الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي إتفاقية مع الصندوق السعودي للتنمية بقيمة 1.5 مليار دولار لتنمية سيناء، لتفسر قرار الأسبوع الماضي حيث تحرص القوات المسلحة أن تصب تلك المبالغ في منظومتها الإقتصادية، ولاحظنا أن جزء من هذه الأموال مخصص جزء منها لإنشاء طريق محور التنمية بشمال سيناء وأربعة وصالات فرعية مما قد يكون له دلالات في توفير طرق وبدائل لتحرك القوات وتأمينها مستقبلاً في حالة تزايد نطاق العمليات.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close