fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي 26 مايو 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

يتناول هذا التقرير تطورات المشهد في شبه جزيرة سيناء، خلال الفترة من 17 إلى 24 مايو 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: حدث الأسبوع: هجوم جبل الحلال:

كانت الحملة العسكرية التى شنتها قيادة المنطقة الشرقية للجيش المصري عبر قوات الجيش الثالث الميداني على منطقة جبل الحلال ومناطق شمال وسط سيناء هي الحدث الأبرز في إطار تطوير عمليات ما يسمى بـ “حق الشهيد”، وتأتى الحملة في منطقة عمليات مشمولة بحظر التجوال الذي جدد مؤخراً وتمت الموافقة عليه من البرلمان، وقد بدأت تلك الحملة بإرهاصات منع قوات الجيش يوم 19 مايو وصول العاملين بمعسكر قوات حفظ السلام بالجورة جنوب الشيخ زويد، لمقر عملهم دون ابداء اسباب (سيناء24).

تلا ذلك يوم 20 مايو وصول وتمركز حشود عسكرية كبيرة بأطراف المناطق الجنوبية لمدن الشيخ زويد ورفح، وإقامة كمين بمنطقة البرث جنوب ‫رفح، تحت غطاء من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة (سيناء24)، قبل أن تبدأ الحملة فعلياً أيام 21 و22 و23 مايو مستهدفة منطقة جبل الحلال ومنطقة جنوب البرث ووادي عمرو والأرزاق ومدق الجميل والقريعي، والتى انتهت ووفقاً لصفحة المتحدث العسكري للجيش المصري بقتل (13) مسلح وتدمير 30 عبوة ناسفة شمال غرب جبل الحلال، وضبط (50) لغم مضاد للدبابات وعدد (95) لغم مفرغ من المواد المتفجرة بمنطقة شمال غرب جبل الحلال، ومخزن للمتفجرات داخل خور بجبل الحلال بداخله (عدد “35” جوال بارود بإجمالى وزن “1750” كجم يستخدم فى تصنيع العبوات الناسفة – عدد “100” برميل بلاستيك تحتوى على مواد تستخدم فى تصنيع العبوات الناسفة – عدد “5” جوال من مادة نترات النشادر – عدد “10” دوائر نسف – عدد “14” قنبلة يدوية – عدد “6” أجهزة لاسلكى – بندقية آلية – بندقية مورس – عدد “3”خزنة بندقية آلية – عدد “174” طلقة عيار 51 مم – نظارة ميدان )، وتدمير(3) عربة وعدد (2) دراجة بخارية بدون لوحات معدنية.

وجاء هذا بالتزامن مع تصريح اللواء سمير فرج مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، أن القوات المسلحة نجحت في جمع المعلومات اللازمة لتحديد أعداد العناصر الإرهابية المختبئة في “جبل الحلال” وتتعامل معهم حتى تقضي عليهم جميعا، وأن القوات المسلحة بدأت المرحلة الثانية من عمليات “حق الشهيد” وتواصل عملية تطهير جبل الحلال من العناصر الإرهابية نهائيا (أخبار اليوم).

وجاءت هذه العملية في ظل تصاعد الحديث حول ارتباط ملف العمليات العسكرية في سيناء بمقترح قد قدمه السيسي سابقاً للجانب الإسرائيلي عن تهجير بعض المناطق بشمال شرق سيناء وضمها لقطاع غزة مقابل اعطاء اسرائيل لمصر جزء من صحراء النقب في اطار حل مقترح لإنهاء المشكلة الفلسطينية كما رصدناه في تقاريرنا الأسبوعية السابقة.

وأيضاً قلق مصري عبرت عنه صحيفة معاريف الإسرائيلية من اتخاذ الرئيس الفلسطينى أى خطوات احادية الجانب ضد اسرائيل من التوجه للأمم المتحدة لاستصدار قرار ينهى الإحتلال الإسرائيلي أو محكمة لاهاي الدولية ضد مجرمي الحرب، حيث أن هذا قد يؤدى لدفع الجانب الإسرائيلي لمواجهات في الضفة الغربية قد تنتقل لغزة ثم تزيد اشتعال الأوضاع في سيناء، في ظل مخاوف اسرائليلية متزايدة من محاولة استهداف ولاية سيناء لسكان مناطق الجنوب الإسرائيلي وهو ما حدا بالجيش الإسرائيلي لزيادة قواته العسكرية في الأيام الأخيرة في الجنوب، الذي يعيش سكانه على وقع دوي القذائف والانفجارات جراء الحرب التي يخوضها الجيش المصري ضد المسلحين في سيناء (الجزيرة).

يأتى هذا في ظل دعم عسكري استخباراتي اسرائيلي للجيش المصري وهو ما عبر عنه “رافي سيغاف”، في صحيفة “إسرائيل اليوم” بالإشارة إلى أن مصر وإسرائيل تعيشان في العامين الأخيرين علاقات غاية في الدفء والمتانة، وأنه لا يمكن نسيان الدعم الكبير الذي قدمته حكومة بنيامين نتنياهو للسيسي في محاربة الجماعات المسلحة في سيناء (الجزيرة).

ثانياً: التطورات الميدانية:

شهدت الفترة التي يتناولها التقرير عدداً من التطورات الميدانية، جاءت على النحو التالي: تدمير وإعطاب عدد 1 مدرعة فهد، 1 كاسحة ألغام، 1 دبابة M60A3، استهداف 3 دوريات راجلة بعبوات ناسفة ومتشظية، و3 عمليات قنص ضد كمائن وحواجز ثابتة لقوات الجيش، واستهداف واشتباك عدد 1 مرة، ومقتل 1 ضباط جيش، 1 ضابط شرطة و3 عساكر وفق ماتم رصده كحد أدنى في الخسائر، وإصابة 9 فرد أمن من قوات الجيش والشرطة و1 ضباط في الإستهدافات المتفرقة، كحد أدنى في الخسائر، وقيام قوات الجيش بقتل 9 أشخاص والقبض على آخر بالشيخ زويد ورفح، وتدمير 28 عشة، و20 منزل و9 مخابىء و12 بيارة تخزين مواد بترولية وسيارتين ربع نقل (اليوم السابع).

ثالثاً: التطورات السياسية:

شهدت الفترة التي يتناولها التقرير عدداً من التطورات السياسية، جاءت على النحو التالي:

1ـ وصف موقع ” والا” العبري تصريحات السيسى بأنها النادرة لكونها المرة الأولى التى يخاطب الإسرائيليين فيها بشكل مباشر (سيناء24).

2ـ نيابة أمن الدولة العليا تعد قرار الإحالة للقضاء العسكري للقضية رقم 502 لسنة 2015 حصر أمن دولة عليا والمتهم فيها أكثر من 100 شخص بينهم قصر بالإنضمام لولاية سيناء (اليوم السابع).

3ـ وافقت اللجنة العامة بمجلس النواب برئاسة الدكتور عبد العال على قرار عبد الفتاح السيسي رقم ١٨٧ لسنة ٢٠١٦ بشأن اعلان حالة الطوارئ بالمنطقة المحددة به بمحافظة شمال سيناء لمدة ٣ أشهر (الأهرام).

رابعاً: التطورات الاقتصادية:

شهدت الفترة التي يتناولها التقرير عدداً من التطورات الاقتصادية، جاءت على النحو التالي:

1ـ بحثت الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولى، خلال مشاركتها فى الاجتماع السنوى للبنك الاسلامى للتنمية بالعاصمة الاندونيسيه جاكرتا، مع محافظ مصر فى البنك الاسلامى للتنمية مساهمة البنك في تمويل برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء ومشروع المليون ونصف مليون فدان (الأهرام).

2ـ أعلن السيد سويلم وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة جنوب سيناء عن انتهاء هيئة الأبنية التعليمية من إنشاء مدرسة للتعليم الأساسى (ابتدائى وإعدادى) بحى الزهراء بطور سيناء بتكلفة 4.5 مليون جنيه مصري وتضم 22 فصلا بطاقة استيعابية 800 طالب على مساحة 4 آلاف متر مربع، لخدمة أبناء حى الزهراء على الجانب الآخر من الطريق الدولى (النفق – شرم الشيخ)، على أن تبدأ الدراسة بها من العام الدراسي الجديد (الأهرام).

خامساً: التطورات الحقوقية:

شهدت الفترة التي يتناولها التقرير عدداً من التطورات الحقوقية، جاءت على النحو التالي:

1ـ شهد يوم 18 مايو مقتل سيدة و7 أطفال في قصفين منفصلين للطائرات الحربية، حيث قتل الطفل عمر عواد ابودان 10 سنوات، والطفل عمر محمد خضر اشنوب 5 سنوات بقصف طائرة بدون طيار غرب جبل الحلال أثناء رعيهم للأغنام، بينما قتلت السيدة حمدة زريعي سلمي 35 سنة، وأطفالها الخمسة صباح وصهيب ويونس وولاء سالم سلمي بقصف طائرة حربية مصرية لخيمتهم التى نزوحها اليها بجنوب الشيخ زويد بعد تهجير الجيش لقراهم ومنازلهم.

2ـ استمرار استخدام الجيش للمدنين كدروع بشرية في مناطق العمليات حيث شهد يوم 19 مايو اجبار الجيش لمواطنين مدنيين بحمل الامدادات العسكرية في سياراتهم الخاصه لإيصالها للكمائن جنوب الشيخ زويد بعد تكرار قطع المسلحين طرق الامداد العسكري عن تلك المناطق.

سادساً: دلالات التطور:

1ـ من الممكن اعتبار قيام قوات الجيش الثالث الميدانى وفقط بتنفيذ عمليات بمنطقة جبل الحلال ومنطقة البرث هو ضربة استباقية وقائية ضد ولاية سيناء في ظل تصاعد العمليات في مناطق جنوب رفح والشيخ زويد وتخوف اسرائيل المتصاعد من امتداد العمليات العسكرية لولاية سيناء داخل عمق الأراضي المحتلة وخصوصاً بعد الرسائل الإعلامية التى صدرت لولاية سيناء من عدة ولايات أخرى تابعة للدولة الإسلامية.

2ـ أن منطقة العمليات التى تحرك فيها الجيش الثالث الميداني هي أحد مناطق العمليات التى استهدفها قرار حظر التجوال الذي أقره البرلمان هذا الأسبوع، ولكن هذه العملية سبقها جهد استطلاعي وتقدير امكانيات المسلحين في تلك المناطق طيلة الشهرين الماضيين حيث شهدت مناطق جنوب رفح والشيخ زويد اشتباكات شبه يوميه وخسائر عالية للطرفين في ظل دعم استخباراتي وعسكري من الجانب الإسرائيلي، ولعل في حادثة مقتل الطفلين يوم 18 مايو في منطقة جبل الحلال من طائرة بدون طيار دلالة على ذلك خصوصاً في ظل ذكر مصادر ميدانية أن الطائرة جاءت من الناحية الغربية وانسحبت غرباً في اتجاه الأراضي المحتلة مرة أخرى.

3ـ من واقع المؤشرات والتصريحات التي تم رصدها، يمكن القول أن هناك تحركات جادة في مسألة تنمية سيناء واستغلال ثرواتها وتحديداً في منطاق غرب القناة وجنوب سيناء، وهو ما يعكسه حجم المشروعات المعلن عنها، والزيارات التى تقوم بها سحر نصر وزيرة التعاون الدولى.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close