fbpx
دراساتالحركات الإسلامية

تنظيم أجناد مصر: التطورات والاستراتيجيات

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

المقدمة

مع تزايد حملات القمع الذي مارسه نظام السيسي ضد مناهضي الانقلاب العسكري برزت في الساحة المصرية العديد من التنظيمات الجهادية التي دخلت في صراع عنيف مع النظام الإنقلابي.

تسعى هذه السلسلة إلى رصد هذه التنظيمات وتحليل تجربتها في إطار من التناول الموضوعي نتعرف من خلاله على جذورها التاريخية وأبرز أطروحاتها الفكرية، ورؤيتها للتغيير، وأهدافها الاستراتيجية، وبنيتها التنظيمية، وأبرز عملياتها، ونشاطها الإعلامي، وتكوينها الديموغرافي فضلا عن أبرز الضربات الأمنية المضادة التي وجهت لها، مع تقييم لتجربتها، واستشراف لمستقبلها في حالة عدم نجاح الأجهزة الأمنية في تفكيكها، وذلك من خلال تحليل المعلومات المتاحة والمتوافرة في بيانات وإصدارات التنظيمات، فضلا عن اعترافات العناصرالمقبوض عليهم وملفات القضايا.

وفي هذه الورقة البحثية سنتناول تنظيم (أجناد مصر) الذي يُعد من أبرز التنظيمات التي ظهرت في المشهد بعيد الانقلاب العسكري منتصف عام ٢٠١٣، واستمر تواجده حتى منتصف عام 2015، ونفذ خلال تلك المدة قرابة 47 عملية في نطاق القاهرة الكبرى.

 

أولاً: جذور النشأة

تعود نشأة التنظيم 1 إلى جهود مؤسسه وقائده “همام عطية” المولود بسويسرا عام ١٩٨١ لأبوين مصريين، ثم انتقل من سويسرا عام 2002 للعمل بالسعودية في تجارة الدواجن، ثم سافر إلى العراق فى عام 2007 للمشاركة فى مواجهة الاحتلال الأمريكي، ثم عاد إلى السعودية لعدم تحبيذه الاشتراك في العنف الطائفي بالعراق.

عقب إندلاع ثورة يناير عام 2011 عاد همام إلى مصر في نهاية العام، وتواصل مع بعض المجموعات الجهادية بسيناء، وعمل مع صديقه “بلال صبحي” 2 ضمن جماعة “أنصار بيت المقدس”3 كمختصين في تصنيع المتفجرات، وكادت الشرطة أن تلقي القبض عليهما في كمين على طريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي قرب مدينة الشروق في شهر سبتمبر2012.ولكنهما تمكنا من الفرارعقب اشتباك مع قوة الكمين، وتركا سيارتهما التي عُثر فيها على بطاقاتهما الشخصية وكمية من المتفجرات 4، فذهب “همام” إلى مدينة العريش فرارا من الملاحقات الأمنية إلى أن حدث الانقلاب منتصف عام 2013  فعاد إلى محافظة الجيزة وشكل تنظيمه الجديد.

نجح همام في ضم عدد من الشباب من خلفيات متنوعة (جهادية وسلفية وإخوانية وجنائية) فكان “أحمد النجار الشهير بمالك الأمير عطا” 5 عضوا سابقا بجماعة الإخوان، بينما كان “أحمد جلال” عضوا بحزب النور، و”سعد عبد الرءوف”6 كان سجينا سابقا باليمن لمدة سنتين بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة، بينما كان “جمال زكي”7 مدمنا للمخدرات وتاجرا للهيروين قبل إنضمامه للتنظيم.

أي أن التنظيم اعتمد في نشأته على زعيمه الذي امتلك رصيدا من الخبرات المتنوعة التي اكتسبها من خلال مشاركته في الساحة العراقية، فضلا عن استفادته من علاقاته الموجودة مع بعض المجموعات الجهادية داخل البلاد، بالاضافة إلى الخبرات التي اكتسبها بعض عناصره مثل “بلال صبحي” و”محمد صابر رمضان”8 من خلال عملهم سابقا مع جماعة “أنصار بيت المقدس”.

 

ثانياً: الاسم والارتباطات التنظيمية

اسم التنظيم يوحي بحرص مؤسسيه على اختيار اسم مرتبط بمصر وبالأحداث الجارية فيها  بعيدا عن اختيار أسماء مرتبطة بقضايا أخرى مركزية مثل جماعة “أنصار بيت المقدس” المرتبط اسمها بقضية فلسطين. ويكشف “همام عطية” أسباب اختيار ذلك الاسم تحديدا قائلا (أجناد مصر هو الاسم الذي كان يطلق في عصر العز والمجد على المجاهدين في مصر، فمن كانوا يخرجون للفتوحات كانوا يسمون بأجناد مصر، ومن خرجوا مع صلاح الدين وسيف الدين قطز كانوا يسمون بأجناد مصر، فلذلك اخترنا هذا الاسم الذي فيه عبق من تاريخنا الإسلامي.. تيمناً بعودة هذا العز لأمتنا من جديد)9 .

اتسم همام بالمرونة، فعمل على تجميع عناصر تنظيمه حول القواسم المشتركة بعيدا عن اشكاليات التبعية لهذا الكيان أو ذاك، وأكد أن (التنظيم مستقل تماماً ولا يتبع أي كيان في الداخل أو الخارج)10 مع إقراره بوجود تشاور بينه وبين أصحاب الخبرات من غير أعضاء التنظيم. وبرر تلك الاستقلالية بأنهم (في مرحلة جهاد دفع لا يشترط له شرط ، ولايريدون أن يشترطوا على من يريد أن يقاتل معهم أن يتبع كيانا معينا..وأنه متى ما تحقق التمكين فحينها سيتحولون للعمل بشكل آخر وبصورة مختلفة)11 .

 

ثالثاً: الأهداف والمنهج والمشروع السياسي

يختلف تنظيم أجناد مصر عن معظم التنظيمات الجهادية الناشئة بعيد الانقلاب بحرصه على توضيح أهدافه، وإبراز منهجه ومشروعه السياسي وبيان موقفه من الجماعات الإسلامية الأخرى ومن الأنظمة العربية والغرب والأقليات الدينية والثورة والمظاهرات. ويمكن تلخيص ذلك وفقا لتصريحات همام في حوار إعلامي مطول معه في النقاط التالية:

1: أزمة واقع المسلمين وكيفية حلها

تتلخص رؤية التنظيم لأزمة المسلمين حاليا في أنها (تتمثل في وجود أنظمة حكم طاغوتية تنهب وتستنزف ثروات الشعوب، فمن ثم لابد من السعي لحدوث تغيير شامل باستعمال القوة لفك الأغلال التي قيدت بها الأنظمة شعوبها وليحل محلها شرع الله الذي فيه خيري الدنيا والآخرة، وذلك من خلال الجهاد، مع رفض المشاركة السياسية في ظل أي نظام يجعل التشريع لغير الله، مع الإقرار بأن الأصل في الشعب أنه مسلم ثبت إسلامه بيقين والتبرؤ من البدع التي تكفر المسلمين بغير حق ومن الإرجاء واعتبار الطواغيت ولاة أمر شرعيين)12 .

وهذه الرؤية السابقة تمثل امتدادا للرؤية الجهادية التقليدية التي ترى أن منهج التغيير يكمن في استخدام القوة، ورفض أي نوع من المشاركة السياسية في ظل هيمنة الأنظمة العلمانية، مع تجنب التورط في تبنى أطروحات الغلو التي تكفر المجتمعات أو تتوقف في إثبات حكم الإسلام لها.

2: الموقف من الحكام العرب والنظام المصري13

يرى التنظيم أن الحكام العرب ليسوا إلا وكلاء للنظام العالمي، ينفذون مخططاته ويحكمون نيابة عنه، وأن أنظمتهم ارتكبت بعض نواقض الإسلام بتوليها للغرب وردها لأحكام الشريعة الإسلامية، ومحاربتها لكل من يسعى لإعادة الحكم بالشرع. أما بالنسبة للنظام المصري تحديدا يعتبره التنظيم طائفة ممتنعة يجب قتالها مع استثناءه الوزارت الخدمية كوزارة الصحة من الدخول في حكم تلك الطائفة، وعدم تجويزه استهدافها بل يوجب حمايتها.

ويؤكد “همام عطية” بأن الحكم على أعيان الطائفة الممتنعة  فيه خلاف بين أهل العلم ومن ثم فإن التنظيم لا يلزم أفراده بقول معين  في هذه القضية لأن الخلاف فيها من جنس الخلاف السائغ، دون أن يؤثر ذلك على حكم قتالهم لانعقاد الإجماع على وجوب قتال الطائفة الممتنعة.

وهذا الطرح الخاص بحكم “الطائفة الممتنعة عن تطبيق شرائع الإسلام الظاهرة”  يدل على قدر من المرونة الشرعية لدى زعيم التنظيم  إذ يخالف فيه الأطروحة السائدة في العديد من المجموعات الجهادية حديثة النشأة، والتي تعتبر أن  الحكم بكفر أعيان الطائفة الممتنعة قضية عقدية  محكمة لا خلاف فيها، تأثرا منهم بأطروحات الغلو التي روجها سيد إمام في كتابه “الجامع في طلب العلم الشريف”14 إذ زعم أنها قضية محسومة فيها إجماع قطعي يكفر مخالفه.

3: الموقف من الجماعات الإسلامية15

يرى همام أن(كل الجماعات الإسلامية المصرية وقعت في أخطاء فادحة نتج عنها عودة النظام الاستبدادي، وأن تنظيمه نفسه تأخر في  الإعداد المناسب للمواجهة ولم يتمكن من مجاراة الأحداث بالصورة الصحيحة. ويضيف أن شباب الجماعات بدأوا مراجعة أخطاء جماعاتهم و يستمعون للنصح ويقبلون النقد، ومن ثم لابد من الاستمرار في النصح لتلك الجماعات دون تشنيع، وبيان الحق والإنكار على الأخطاء دون التطرق لأشخاص أو كيانات بعينها). وهذا النهج من التنظيم في التعامل مع الجماعات الإسلامية يخالف السائد وسط التيار الجهادي، والذي يعتمد النقد الحاد لبقية التيارات الإسلامية، بل قد يصل به الحال إلى تكفيرها مثلما هو الحال في خطاب تنظيم (الدولة الإسلامية)16 .

أما بالنسبة للجماعات الجهادية الأخرى كطالبان والقاعدة والدولة الإسلامية، فيرى التنظيم أنه في مرحلة دفع صائل ينشغل بها عن تتبع الخلافات بين تلكم الجماعات، وأن التنظيم يحب ويوالي كل من يتصدى لأعداء الإسلام ويسمع نصحهم ويستفيد من خبراتهم  دون الخوض فيما بينهم من نزاعات، ومن ثم أصدرالتنظيم قرارا داخليا بمنع الحديث في النزاعات بين الجماعات الجهادية المختلفة.

4: الموقف من الديموقراطية17

يرى التنظيم بأن( الديموقراطية من المصطلحات التي  شاع استعمالها بأكثر من معنى كأن يعتبرها البعض مضادة للاستبداد والظلم والقهر ومرادفة للشورى والعدل، وهى بهذا المعنى متضمنة في الشرع، ولكن لا  يوجد لها  وفق هذا التعريف وجود حقيقي في بلادنا أو الغرب. ويؤكد التنظيم أنه يرفض الصورة الغربية للديموقراطية التي تجعل الحاكمية لأهواء البشر دون قيد من شرع أو دين، ويرى بأن الديموقراطية المطبقة في مصر ليست سوى ديموقراطية صورية يقوم فيها النظام الحاكم باستدراج معارضيه للدخول في العملية السياسية تحت إشراف قضائه وإدارة أجهزته الأمنية وفي ظل دستور وقوانين طاغوتية ليحصل على شرعية لحكمه. وبالتالي يؤكد التنظيم عدم جواز المشاركة السياسية في ظل هذا النظام  بل وفي ظل أي نظام يجعل التشريع لغير الله ).

كما يرى التنظيم أن (من يشارك في تلك العملية السياسية ليصلح الأنظمة عليه أن يدرك أنه يثبّت عرشها، فتلك الأنظمة ليست بحاجة إلى إصلاح بل بحاجة إلى تغيير شامل تقوض فيه مؤسساتها القضائية والتشريعية والتنفيذية ليبنى على أنقاضها مؤسسات صالحة يكون الحكم فيها بما أنزل الله).

5: الموقف من الثورة والمظاهرات والسلمية والشرعية 18

يثني همام على ثورة 25 يناير قائلا ( لقد عشنا مع شعبنا الأيام الأولى من الثورة ورأينا الفرحة في أعينهم بعد أن استشعروا شيئاً من الكرامة)  ويؤكد بأن المظاهرات وسيلة للضغط على النظام خاصة إذا صاحبتها قوة تحميها، ويقول بأن المظاهرات السلمية- رغم اعتراضه عليها-  أقل ضرراً من السلبية التي وقع فيها اليائسون والمعترضون دون أن يقوموا بأي فعل.    أما بالنسبة لشرعية حكم د.محمد مرسي فيؤكد همام عدم  اعترافه  بأي عملية سياسية تمت منذ الثورة، ودعا من يخرج للتظاهر للتركيز على المطالبة بإزالة حكم الطاغوت وإقامة حكم يسير بشرع الله عز وجل.

وهنا نجد التنظيم يسلك مسلكا هادئا مقارنة بتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي تبنى متحدثه “أبومحمد العدناني” تكفير د.محمد مرسي، فضلا عن تنديده بالمظاهرات السلمية كما في كلمته الصوتية الشهيرة “السلمية دين من؟”.

6: الموقف من الحاضنة الشعبية والعنصر الطلابي19

يؤكد التنظيم حرصه على مخاطبة  الناس بما يستوعبونه، والسعي  للتمهيد المناسب للعمل قبل الشروع فيه، لأن مشروعية الهدف لا تكفي للقيام به بل لابد من مراعاة تبعات هذا العمل وتأثيره على مجريات الصراع، مع التأكيد على عدم تسبب مراعاة الحاضنة الشعبية في التنازل عن ثوابت الشرع، ويرى التنظيم أن طلاب الجامعات هم عماد رئيسي في أي عمل وأنه لا يمكن الاستغناء عنهم ويؤكد سعيه لزيادة التفاعل معهم.

7: الموقف من الأقليات الدينية والطائفية20

يرى التنظيم أن أولوية عملياته هى استهداف الأجهزة الأمنية دون استهداف النصارى أو غيرهم من الأقليات الدينية باعتبار عملياته ضد نظام السيسي من جنس دفع العدو الصائل، ويؤكد أن موقفه من النصارى مرتبط بموقفهم من المسلمين فإن جنحوا للسلم فلهم البر والقسط، وإذا أصروا على المحاربة فسيحاربهم. ويؤكد التنظيم على لسان مؤسسه أن تلك الأولوية لقتال النظام لا تتعارض مع القيام بغير ذلك من أعمال البر كالتحذير من الفرق الضالة، والتصدي لها خاصةً وأن منها من له مشاريع توسعية ودورا بارزا في الحرب العالمية على المسلمين.

8: الموقف من الصهاينة والغرب

يرى التنظيم أن (العدو الخارجي يعتمد اعتماداً كلياً على العدو الداخلي ويوجهه لضرب أي قوة يحتمل أن تضر باليهود وبكيانهم، وأن دول الطوق هي التي تحمي كيان اليهود ولا سبيل للوصول إليهم إلا بكسر هذا الطوق وإزالة تلك الأنظمة، ومن ثم فإن ضرب تلك الأنظمة هو ضرب للنظام العالمي التي تشكل تلك الأنظمة أداة من أدواته لفرض الهيمنة على الشعوب المسلمة)21 .

أي أن التنظيم لا يتبنى أطروحة الجهاد العالمي التي تركز على مواجهة أميركا بشكل أساسي، ويعطي الأولوية  لمواجهة العدو القريب.

 

رابعاً: الرؤية واستراتيجية العمل ونطاق العمليات

يرى “همام عطية” أن مصر تتوافر بها مقومات تساعد على النجاح في مواجهة النظام الانقلابي، وهذه المقومات تتمثل في: النظام، الشعب، الحالة، الأفراد. (فالنظام في ضعف شديد، وهيبته في أقل حالاتها وجرائمه قد كثرت. والشعب به فئة كبيرة لديها ثأر مع الأجهزة الأمنية. فضلا عن انتشار الجهاد كحالة عامة في العالم الإسلامي. ووجود أفراد على قدر كاف من التجربة والخبرة)22 .

ومن ثم عمل تنظيم “أجناد مصر” على شن عمليات ضد الأجهزة الأمنية في نطاق القاهرة الكبرى من خلال استهداف:

  • تمركزات قوات مكافحة الشغب التي تقمع المظاهرات في الميادين وأمام الجامعات، وقوات تأمين أقسام الشرطة.
  • الأماكن السيادية مثل (قصر الاتحادية، وزارة الخارجية، قصر القبة  دار القضاء العالي، مجلس الوزراء).
  • ضباط الشرطة والجيش.

وهذه الاستراتيجية بناها التنظيم على تأصيل شرعي وفلسفي يتمثل في (اعتبار النظام المصري طائفة ممتنعة يجب قتالها، مع مراعاة وجود فئات أولى بالاستهداف من غيرها كضباط الشرطة، لأنه يتم اختيارهم بعناية وتربيتهم منذ دخولهم كلية الشرطة على العداء للإسلام والتجبر على  الشعب واحتقاره وعدم المبالاة بأرواح أبنائه، وبالتالي فهم يمثلون العمود الفقري لأجهزة الأمن واستهدافهم يؤثر فيها، كما أن استهدافهم يشغل الأجهزة الأمنية بحماية نفسها مما يساعد كل من يريد العمل ضد النظام على الإعداد والتوسع، أما العسكري فلا قيمة له عند الأجهزة الأمنية ولا تتأثر بمقتله، وهو ممتهن بينهم ويوظفونه في مصالحهم الشخصية دون مقابل، مع عدم ترك التنظيم استهدافه بالكلية لردعه عن الاستمرار في عمله، ولأنه يتولى تنفيذ الكثير من الجرائم بيده نيابة عن قياداته كضرب الناس وتعذيبهم وسوقهم إلى السجون)23 .

 

خامسًا: النشاط الإعلامي

1- الشعار الإعلامي

اتخذ التنظيم شعارا مكونا من الاسم مصحوبا بجملة (حماة الدين والدم والعرض والمال) وتعلوه راية التوحيد، مما يشير لهوية التنظيم الدينية، ومواجهته لنظام السيسي من باب تحقيق مقاصد الشريعة التي تدعو للحفاظ على الدين والنفس والعرض والمال.

 

2- البيانات والمرئيات24

تمثلت الخطة الإعلامية للتنظيم في البدء بفترة تمهيدية اكتفي فيها بإصدار بيانات بتبني العمليات وتوثيقها، وتميزت بياناته بأنها مسلسلة أي لكل بيان رقم خاص به، مما يسهل متابعتها، وقد نشر التنظيم أول بيان له بتاريخ 24/1/2014 بينما صدر بيانه الأخير رقم (18) في 27/7/2015.

نشر التنظيم في 17/4/2014 أول إصدار مرئي يوثق فيه عملياته بعنوان (القصاص حياة)، ثم نشر لاحقا إصدارات قصيرة من أبرزها (إقالة السفاح) الذي تناول فيه إقالة وزير الداخلية محمد إبراهيم، وأعلن خلاله عن قرب نشر إصدار بعنوان (زمجرة العبوات)، كما نشر التنظيم إصدارا تناول فيه مجزرة (استاد الدفاع الجوي) التي قتلت فيها الشرطة عشرات من مشجعي نادي الزمالك.

أعلن التنظيم في بيانه الثاني عشر الصادر في 27/10/2014 عن تأسيس ذراع إعلامي باسم (مؤسسة الكنانة) لينشر عبرها إصداراته ولتكون منبرا لتفاعله مع الأحداث، ومن ثم نشر من خلالها في 2/12/2014  – بمناسبة مرور عام على بدء عملياته- دعوة للجمهور لإرسال رسائلهم واستفساراتهم خلال أسبوع، ثم نشر لاحقا في 11/1/2015 حوارا مرئيا مطولا مع قائده “همام عطية” أجاب فيه عن تلك التساؤلات وشرح منهج التنظيم وخياراته الشرعية والفكرية والسياسية ونظرته للجماعات الإسلامية الأخرى وموقفه من الأنظمة العربية والأقليات الدينية والصهاينة والغرب ونظرته المستقبلية لتطورات الأحداث بمصر. كما نشر التنظيم عبر مؤسسة الكنانة عددا من المقالات التحليلية والتحريضية مثل (لماذا اخترنا العمل في مصر) و(هل هناك أمل؟) لعلي سعيد، و(توالي الإقالات واستمرار العمليات) لعبد الرحمن أسامة، و(خطوة لتكون مجاهدا) لمحمد بلال القاهري.

وفي خطوة مفاجئة كشف التنظيم بتاريخ 13/12/2014 عن الأسماء الحركية لقياداته الإعلامية لتسهيل التواصل بينهم وبين وسائل الإعلام فوضع حسابين لقياديين على موقعي تويتر وفيسبوك باسم “محمد بلال القاهري” مسؤول العلاقات العامة للتنظيم، والآخر باسم”معاذ المصري” المسؤول الإعلامي لمؤسسة الكنانة.

3- سمات الخطاب الإعلامي للتنظيم

حرص التنظيم في بياناته على أن يكون خطابه هادئا ملامسا لمعاناة الجماهير، فركز على إبراز معاني القصاص من القتلة والدفاع عن المظلومين مع الابتعاد عن الخطاب الجهادي التقليدي الذي يركز على دمغ قوات الجيش والشرطة بالردة. فقال في بيانه الأول25 أن الهدف من تكوين التنظيم هو (القصاص من المعتدين ممن ساهموا فى عدم اكتمال الثورة ونكلوا بالشعب). وأعلن في  بيانه الخامس 26 أنه استهدف القيادات الأمنية المشرفة على تأمين ميدان النهضة بعد تزايد حملات الاعتقال للحرائر من النساء والفتيات والتطاول عليهن.

وتضمن إصداره المرئي الأول (القصاص حياة) مقتطفات لإعتداء قوات الأمن على المواطنين، ومشاهد لعدة عمليات نفذها عناصره، وأهدى العمليات إلى (كل أم فقدت أبناءها أو تعرض أبناؤها للحبس على يد أجهزة الإجرام) حسب وصفه. ولم ينس التنظيم توجيه رسائل للعاملين بالجيش والشرطة فحثهم في بيانه الرابع على الانشقاق ومواجهة نظام السيسي، أو ترك الخدمة في أقل الأحوال. كما عمل على مغازلة طلاب الجامعات، فتوعد أجهزة الأمن في فيديو أصدره في أكتوبر 2014 بالقصاص عقب مقتل طالب بكلية الهندسة وإصابة آخرين إثر مظاهرات بجامعة القاهرة في 14 أكتوبر 2014، ومن ثم نفذ  سلسلة عمليات استهدف خلالها التمركزات الأمنية في محيط جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان، وقال في بيانه الحادي عشر والذى تبنى فيه استهداف تمركز أمني بمحيط جامعة القاهرة (تأتي هذه العملية بعد تزايد عمليات القتل والتنكيل ضد طلاب الجامعات..

ولقد كان لشباب الجامعات الدور البارز في التصدي للأنظمة الظالمة عبر العقود الماضية وإننا نثمن صمود شباب الجامعات ضد الاجهزة الإجرامية ونحثهم على مزيد من الثبات والإقدام)27 .

 

وعقب انتشار ظاهرة تفجير أبراج الكهرباء، وتفجير عبوات ناسفة وصوتية في القطارات ومحطات المترو، وبالقرب من المؤسسات الحكومية، أكد التنظيم في بيانه (الخامس عشر) أنه لا علاقة له بأي عمليات تستهدف المصالح العامة، وأنه يتحاشى أي عمل من شأنه الاضرار بالمسلمين ولو بصورة غير مباشرة، وهذا يتسق مع إعلانه في بيانه الأول حرصه على تجنب وقوع خسائر في صفوف الأهالي، لأنهم هم من يسعى التنظيم لنصرتهم وتحريرهم من العبودية لغير الله.

كما حرص التنظيم على استعمال لغة هادئة في نقده لممارسات الجماعات الأخرى، فقال في بيانه (الخامس عشر)28 موجها كلامه للفتيات المعتقلات (إننا لا نلوم الأجهزة الإجرامية على جرائمها تجاهكن فهذا ديدنها.. إنما نلوم ونعتب على من تركهم يتمادون في غيهم ولم يتصد  لهم).

أما في الاقتباسات الصوتية الواردة في إصدارته، فيلاحظ أن التنظيم لم يستدل في أي منها برموز التنظيمات الجهادية العالمية، إنما حرص على  الاستدلال بشخصيات مصرية لها قبول شعبي، فاستدل في إصداره (زمجرة العبوات) بمقطع صوتي للشيخ عمر عبد الرحمن.

ولم يغفل التنظيم التنديد بالدور الأميركي في الأحداث، فقال في بيان رفض الحظر الأميركي له (لا يا أمريكا لن تحكمينا، ولن تتدخلي في أراضينا فلسنا ولاية أمريكية)29 .

 

سادسًا: الأطوار الثلاثة لتنظيم أجناد مصر

سنتناول بالبحث والدراسة البنية الداخلية لتنظيم (أجناد مصر) وذلك من خلال رصد وتحليل ثلاثة أطوار متتالية مر بها التنظيم:

الأول: منذ تأسيس التنظيم حتى انكشافه، وسقوط معظم أفراده في قبضة قوات الأمن ونجاح قائده في الهروب من الملاحقات الأمنية، وتمتد هذه المرحلة زمنيا من الانقلاب إلى مايو٢٠١٤.

الثاني: منذ نجاح “همام عطية – مجد الدين المصري” في الفرار من الملاحقات الأمنية وإعادة بناء خلايا التنظيم حتى مقتله، وتمتد هذه المرحلة زمنيا من يونيو ٢٠١٤ إلى إبريل ٢٠١٥.

الثالث: منذ مقتل مؤسس التنظيم وصولا إلى إعلان الصحف المقربة من الأجهزة الأمنية مقتل القائد الجديد للتنظيم “عز الدين المصري” فضلا عن تفكيك خلايا التنظيم وتصفية معظم أفراده في مداهمات أمنية، وتمتد هذه الفترة الزمنية من٥/٤ /٢٠١٥ إلى عام ٢٠١٦.

1- الطور الأول من  يوليو ٢٠١٣ إلى مايو٢٠١٤

وردت أسماء مؤسسي تنظيم أجناد مصر(همام عطية30 – بلال صبحي31 -محمد صابر رمضان32 ) ضمن المتهمين بالانضمام إلى تنظيم أنصار البيت المقدس في القضية رقم423 لسنة 2013 حصر أمن دولة عليا.

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية33 أن همام ورفيقيه كانوا أعضاء بجماعة (أنصار بيت المقدس) ثم تركوا  الجماعة وأسسوا تنظيم (أجناد مصر) عقب الانقلاب العسكري. كما ذكر قائد جماعة الأنصار بالوادي “محمد عفيفي” في التحقيقات معه أن همام وبلال كانا ضمن أعضاء مجموعة الكيمياء المختصة بتطوير تصنيع المتفجرات في جماعة أنصار بيت المقدس.

وذكرت الخارجية الأمريكية في بيان لها (تصنيف تنظيم أجناد مصر كجماعة إرهابية) أنها جماعة منشقة عن أنصار بيت المقدس.

ويعزز تلك المعلومات تبني جماعة (أنصار بيت المقدس) لأولى عمليات  تنظيم (أجناد مصر) المعلن عنها، والتي استهدف فيها قسم شرطة الطالبية ومحطة مترو البحوث بعبوات ناسفة،  ثم تراجعها عن تبني العمليتين قائلة إن المسئول عن مجموعة تابعة لها تعمل في نفس المنطقة أبلغ بالخطأ أن العملية تخصهم، مع التأكيد أن تنظيم (أجناد مصر) هو الذي نفذ التفجيرين.

مقتطف من بيان أنصار بيت المقدس الذي تراجعت فيهم عن نسبة عمليات أجناد لها

خلال المرحلة الممتدة من بعيد الانقلاب العسكري35 حتى مايو 2014 نجح همام في تأسيس خليتين وصل مجموع أفرادهما والمتعاونين معهم إلى ٢٠ فرد وقامت هاتان الخليتان بـ 24 عملية أسفرت عن مقتل (3 ضباط و3 من أفراد الشرطة، ومدني واحد) وإصابة قرابة 100 فرد من ضباط وأفراد الأمن.

أ-البنية التنظيمية 36

تولى “همام عطية” تأسيس وإدارة التنظيم بالإضافة إلى كتابة البيانات، كما شارك بنفسه في تنفيذ 7 عمليات، بينما تولى “بلال صبحي” الإشراف على إنشاء الخلايا وإصدار التكليفات لأعضائها وإمدادهم بالعبوات الناسفة التي كان يصنعها مع رفيقه همام وآخرين من مواد شعبية كنترات الأمونيوم والأسيتون، فضلا عن مشاركته في تنفيذ10عمليات، كما تولى”محمد صابر” إعداد الدوائر الكهربية الخاصة بالعبوات الناسفة فضلا عن نشر بيانات التنظيم عبر شبكة الإنترنت، بينما أشرف “عبد الله السيد” على الجانب الشرعي فضلا عن مشاركته في تنفيذ العمليات.

بدأ التنظيم عملياته نهاية 2013 بعدد محدود لا يتجاوز 6 أفراد ، ولقلة العدد شارك همام بنفسه في تنفيذ أول عمليتين باستهداف التمركزات الأمنية بكميني عبود والسواح، وفي مطلع 2014 انضم أعضاء جدد37 ، فبلغ عدد أعضاء التنظيم التنفيذين 10 أفراد  فضلا عن 10 آخرين تمثل دورهم في تقديم الدعم المالي والفني، وبذلك يكون عدد أفراده والمتعاونين معه في طوره الأول 20 فرد.

اتخذ التنظيم شكل الخلايا العنقودية وتسمى أفراده بأسماء حركية تلافيا للرصد الأمنى، واتخذ عناصره عدداً من الشقق السكنية في (إمبابة، صفط اللبن، 6 أكتوبر، بولاق الدكرور) كمقار للإقامة وتصنيع وتخزين المفرقعات، وحدثت أغلب العمليات باستخدام العبوات الناسفة المُجهزة للتفجير عن بعد باستخدام الهواتف المحمولة.

وبرز اسم تنظيم (أجناد مصر) عندما أصدر بيانه الأول بتاريخ  24يناير 2014 معلنا فيه تدشين حملة بعنوان “القصاص حياة” ومؤكدا أن هدفه هو القصاص من المعتدين ممن ساهموا فى عدم اكتمال الثورة ونكلوا بالشعب.

ب- أسلوب تنفيذ العمليات38

  • الرصد العشوائي للأهداف وإبلاغ القيادة بالنتيجة.
  • الرصد التفصيلي للهدف من قبل خلية الرصد لمعرفة مواعيد حضور وانصراف الأفراد المتواجدين وعددهم وطبيعة المنطقة.
  • مرحلة التنفيذ بزرع عبوات ناسفة في الهدف، وتفجيرها بواسطة الهواتف المحمولة.

ج- عمليات التنظيم39

جدول عمليات التنظيم في طوره الأول منذ نوفمبر 2013 حتى مايو 2014

  • 20/11/2013: استهداف قوات الشرطة بكمين عبود بعبوة ناسفة مما أسفر عن إصابة 5 ضباط وأفراد شرطة.
  • 25/11/2013: استهداف قوات الشرطة بكمين السواح بعبوة ناسفة مما أسفر عن إصابة ضابط وفردي شرطة.
  • 26/12/2013: استهداف سيارة شرطة بالقرب من جامعة الأزهر بعبوة ناسفة، وأدى تأخر عمل العبوة لانفجارها فى حافلة نقل عام40 مما أسفر عن إصابة 5 مواطنين.
  • 7/1/2014: استهداف قوات الشرطة بقسم مرور محور26 يوليو بعبوة ناسفة دون وقوع إصابات.
  • 24/1/2014: استهداف قسم شرطة الطالبية بعبوة ناسفة دون وقوع إصابات.
  • 24/1/2014: استهداف قوات الأمن المركزي أمام محطة مترو أنفاق البحوث بعبوة ناسفة مما أسفر عن مقتل مجندين وإصابة 12 ضابط ومجند.
  • 31 /1/2014: استهداف معسكر الأمن المركزي بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى بعبوتين ناسفتين مما أسفر عن إصابة فردي شرطة.
  • 7/2/2014: استهداف قوات الشرطة المتواجدة بميدان الجيزة بعبوة ناسفة دون وقوع إصابات.
  • 4/3/2014: استهداف تمركز أمني بمدينة 6 أكتوبر بعبوة ناسفة دون وقوع إصابات.
  • 11/3/ 2014: استهداف تمركز أمني بكوبري الجيزة قرب السفارة الإسرائيلية بعبوتين ناسفتين مما أسفر عن إصابة العقيد “جمال راغب” و3 مجندين.
  • 24/3/2014: استهداف رقيب الشرطة بمباحث قسم شرطة الشيخ زايد “مصطفى عرفة” بإطلاق النارعليه، ولكنه نجا من الحادث.
  • 29/3/ 2014: استهداف قوات الشرطة المتمركزة بالقرب من جامعة الأزهر وقسم ثان مدينة نصر بعبوة ناسفة دون وقوع إصابات.
  • 2/4/2014: استهداف قيادات أمنية بميدان النهضة أمام جامعة القاهرة بتفجير3 عبوات ناسفة مما أسفر عن  مقتل مساعد رئيس مباحث غرب الجيزة العميد “طارق المرجاوي” وإصابة 8 ضباط وأمناء شرطة من بينهم  نائب مدير أمن الجيزة لقطاع غرب االلواء “عبد الرؤف الصيرفي” 41.
  • 10/4/2014: استهداف قوات تأمين ميدان مصطفى محمود بالمهندسين بعبوة ناسفة إلا أن قوات الشرطة نجحت في ضبط وإبطال العبوة.
  • 10/4/2014: استهداف نقيب شرطة “أحمد الصواف” بواسطة تفجير سيارته بعبوة ناسفة بميدان الحصرى بمدينة 6 اكتوبر مما أدى لإصابته.
  • 14/4/2014: استهداف محكمة شمال الجيزة بعبوة  ناسفة تم إبطال مفعولها.
  • 15/4/2014: استهداف قوات الشرطة القائمة على تنظيم المرور بميدان الجلاء بالدقى بعبوة ناسفة مما أسفر عن إصابة فردي شرطة، وتم القبض على أحد المنفذين “ياسر خضير” بواسطة سائق تاكسي وبعض الأهالي.
  • 15/4/2014: استهداف سيارة خاصة بضابط شرطة بالهرم، ظنا بوجود الضابط بداخلها مما عن إصابة شقيق صاحب السيارة42 ومرافق له.
  • 18/4/2014: استهداف قوات الشرطة المتواجدة بنقطة مرور ميدان لبنان بعبوة ناسفة مما أسفر عن مقتل الرائد “محمد جمال” وإصابة فردي شرطة.
  • 21/4/2014: استهداف نقيب الشرطة بمرور الجيزة “سمير مصطفى” بتفجير سيارته بعبوة ناسفة بميدان الحصرى بمدينة 6 اكتوبر، ولكن حال سقوط القنبلة من السيارة عقب احتكاكها بمطب صناعي من إنفجارها.
  • 23 /4/2014: استهداف العميد بإدارة العمليات الخاصة بالأمن المركزي والمشرف على تأمين ميدان النهضة “أحمد زكي” بعبوة ناسفة لاصقة أسفل سيارته بمدينة 6 أكتوبر مما أسفر عن مقتله وإصابة مجندين برفقته.
  • 28/4/2014: استهداف الملازم بالجيش الثانى الميدانى “محمد عبد المنعم صلاح الدين” بواسطة لصق عبوة ناسفة بسيارته، وحال تعطل دائرة التحكم بالعبوة من إنفجارها.
  • 2/5/2014: استهداف قوات الشرطة القائمة على تنظيم الحالة المرورية بميدان المحكمة بمصر الجديدة بعبوة ناسفة، ما أسفر عن مقتل عريف شرطة وإصابة ضابط و3 أفراد شرطة آخرين.
  • 3/5/2014: استهداف سيارة (لادا نيفيا بدون لوحات) بعبوة ناسفة برمسيس مما أسفر عن مقتل ضابط الاحتياط السابق بالجيش “بسام جامع”.

د-انكشاف التنظيم

كانت لدى الأجهزة الأمنية معلومات مسبقة منذ سبتمبر ٢٠١٢ عن كل من “همام عطية” و”بلال صبحي” إثر العثور على بطاقاتهما الشخصية ومتفجرات بسيارتهما على طريق الاسماعيلية القاهرة الصحراوي.

كما توافرت معلومات للأمن في مارس 2014 عن “عبد الله السيد43 بعد بلاغ الأهالي عن شكهم في مؤجر إحدى الشقق السكنية بمدينة 6 أكتوبر، واكتشاف الشرطة وجود متفجرات بالشقة التي كان يؤجرها عبد الله باسمه دون تمكنها من القبض عليه لهروبه عقب شعوره بشك الجيران فيه.

ثم حصلت الشرطة على صيد ثمين بتاريخ 15/4/2014 عندما تمكن سائق تاكسي بمساعدة الأهالي من القبض على “ياسر خضير” عقب تفجيره عبوة ناسفة بنقطة مرور بشارع الجلاء بالدقي، إذ حدث التفجير الساعة 7 صباحا أثناء خلو الشارع من المشاة، فشك السائق في ياسر وزميل له أثناء هروبهما من المكان، وتمكن من القبض على ياسر وتسليمه للشرطة، والتي سرعان ما نجحت في الحصول منه على معلومات هامة44 عن 10 من رفاقه، إذ كان عناصر التنظيم يعرفون رفاقهم في الخلايا الأخرى 45. ومن ثم طاردت الشرطة العناصر الهاربة، وتمكنت في 8/5/2014 من القبض على “جمال زكي ومحمد توفيق وسعد عبد الرؤوف”. ومن ثم تساقط أفراد التنظيم في يد الشرطة بشكل متلاحق46 خلال المدة الممتدة من 15 إبريل إلى نهاية مايو، وأحالتهم النيابة إلى المحاكمة الجنائية بتاريخ 27/7/2014، ولم ينجح في الفرار من الملاحقات الأمنية سوى عدد محدود من الشخصيات الثانوية، فضلا عن  قائد التنظيم “همام عطية” الذي تقول زوجته (فى شهر مايو 2014، الساعة 10 صباحا همام كان بيحضر إفطار ورجع الشقة وهو متعصب، وقال لى لازم نسيب الشقة فورا لأن بلال صبحى وآخرين اتمسكوا، وبلال عارف الشقة اللى إحنا فيها، وخلال ساعتين أخذنا العفش وذهبنا إلى شقة إيجار جديدة فى فيصل)47 .

وبذلك يسدل الستار على الطور الأول من عمر التنظيم، إذ سرعان ما نجح همام عطية في ضم أفراد آخرين ومعاودة نشاط التنظيم.

ملاحظات على التنظيم في طوره الأول

  • من خلال تحليل نصوص اعترافات أعضاء التنظيم أمام نيابة أمن الدولة العليا فضلا عن بيانات التنظيم نجد عددا من الملاحظات التالية:
  • توقفت عمليات التنظيم لمدة شهر خلال الفترة ما بين 7/2/2014 إلى 11/3/2014 نظرا لمداهمة الأمن لمنزل “محمد صابر رمضان” بتاريخ 14/2/2014 لكونه مطلوبا في قضية (أنصار بيت المقدس)، وهو ما دفع رفاقه لايقاف عملياتهم وتغيير أماكن إقامتهم خشية من كون المداهمة متعلقة باكتشاف الأمن لهم48 .
  • ضعف قاعدة المعلومات لدى التنظيم، مما دفعه لمطالبة المواطنين في بيانه الثالث بإرسال ما يتوافر لديهم  من معلومات عن عناصر الأجهزة الأمنية وسياراتهم إلى حسابه على تويتر. وقد حاول أعضاءه تعويض النقص المعلوماتي بتنفيذ عمليات اتسمت بالمغامرة، إذ تجولوا في الشوارع بحثا عن سيارات أفراد الجيش والشرطة، ومن ثم لصقوا  عبوات ناسفة مزودة بمغناطيس أسفل تلكم السيارات وفجروها عقب ركوب أصحابها لها. فعلى سبيل المثال اعترف (سعد عبد الرؤوف بتوجهه مع جمال زكي إلى منطقة رمسيس بتاريخ 21/4/2014، فوجدا سيارة ماركة دايو ذات زجاج حاجب للرؤية وبها القبعة الخاصة بالعسكريين، فلصق أحدهما  عبوة ناسفة مزودة بلاصق مغناطيسى أسفلها، وترصدا لقائدها حتى استقلها وحاولا تفجيرها، إلا أن عطل العبوة حال دون إنفجارها)49 .
  • وفي يوم 3/5/2014 قامت خلية من التنظيم بالتوجه لميدان رمسيس ولصق عبوة ناسفة أسفل سيارة ماركة لادا نيفا بيضاء اللون ذات زجاج حاجب للرؤية، وبداخلها قبعة خاصة بالزى العسكرى متوقفة أمام سنترال رمسيس، ومن ثم تفجيرها عقب ركوب صاحبها لها مما أدى لمقتله، وتبين لاحقا أنه ضابط احتياط ترك الخدمة قبل 3 شهور.
  • حرص التنظيم على (استخدام عبوات ناسفة صغيرة الحجم  محدودة التأثير لتجنب إصابة المدنيين، وعدم استهداف ضباط الشرطة في بيوتهم خشية من إصابة أهليهم وأطفالهم ومراعاة لحرمة البيوت)50 .
  • ضعف التسليح، إذ لم يملك أعضاء التنظيم سوى مسدس واحد عيار 8.5 مللي مما دفع “همام” إلى مطالبة “جمال زكي” باغتيال أفراد شرطة واستلاب أسلحتهم، فحاول “جمال” اغتيال رقيب شرطة بمباحث قسم الشيخ زايد بإطلاق النيران عليه من المسدس المذكور ولكن لم يتمكن من إصابته.
  • ضعف الجانب الأمني لدى أعضاء التنظيم إذ كانوا يعرفون بضعهم البعض، وهو ما أدى لانكشاف التنظيم بمجرد القبض على أحد أفراده.

2- الطور الثاني للتنظيم (من يونيو 2014 إلى إبريل 2015)

تمتد هذه المرحلة من يونيو 2014 إلى مقتل همام في 5/4/2015، فبعد نجاح “همام” في الإفلات من قبضة الأجهزة الأمنية، بدأ في ضم عناصر جديدة للتنظيم51 مع الاستفادة من تجاربه وأخطائه السابقة، إذ حرص على فصل الخلايا الجديدة عن بعضها البعض، بل وفصل أفراد الخلية الواحدة عن بعضهم إن أمكن، وشارك بنفسه في تنفيذ العمليات الجديدة، وكانت أولى عمليات التنظيم في طوره الثاني أكثرها غرابة:

إذ أصدر التنظيم  بيانا بتاريخ 27/6/2014 ذكر فيه أن (مجموعة  تابعة له تمكنت من وضع عبوات ناسفة بالقرب من قصر الاتحادية الرئاسى في 18/6/ 2014 ولكن حال وجود عدة أفراد بزى مدنى قرب مكان العبوة الرئيسية من تفجيرها، ومن ثم اكتشفت قوات تأمين القصر إحدى العبوات وفشلت في اكتشاف بقيتها، وحذر التنظيم المارة من المرور قرب العبوات جهة الزراعات الموجودة بزاوية القصر عند المدخل إلى شارع الأهرام من طريق الميرغني)52 .

وسرعان ما شككت القيادات الأمنية53 في بيان التنظيم ووصفته بالمفبرك قائلة أنه تم تمشيط  محيط القصر دون العثور على أى عبوات ناسفة وأكدت أن قصر الاتحادية مؤمن بالكامل بالتنسيق بين قوات الجيش والشرطة والحرس الجمهورى. ولكن في يوم30/6/2014 انفجرت العبوات المخبأة  أمام قصر الاتحادية مما أسفر عن مقتل ضابطين من أبرز خبراء المفرقعات بالعاصمة هما المقدم “محمد لطفى” والعقيد “أحمد عشماوى” فضلا عن إصابة 12 آخرين من ضباط وأفراد الشرطة من بينهم اللواء “علاء عبد الظاهر” مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة.

ثم كمن التنظيم بعد هذه العملية لمدة تزيد عن الشهرين  لترتيب صفوفه وإعادة بناء خلاياه وتدريب عناصره الجديدة على صناعة المتفجرات وطرق التمويه والتواصل من خلال استخدام تطبيقات آمنة للمحادثات على الهواتف الذكية مثل (سيجنال وتليجرام). ثم عاد للظهور بقوة مجددا وتوالت عملياته.

أ- عمليات التنظيم في طوره الثاني

  • 21/9/2014: استهداف تمركز أمني أمام وزارة الخارجية 54 مما أسفر عن مصرع المقدم “خالد سعفان” والمقدم “محمد أبو سريع” وإصابة اللواء “محمد سرحان”55 و5 ضباط ومجندين آخرين. وأشار التنظيم في بيانه العاشر الذي تبنى فيه هذه العملية إلى اعتقال أفراده سابقا فقال “كلما ذهب بطل خلفه أبطال يسيرون على دربه ويتعاهدون على إكمال مسيرته” 56.
  • 14/10/2014: استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط دار القضاء العالى بعبوة ناسفة مما أسفر عن إصابة 9 أفراد شرطة من بينهم مفتش قطاع غرب القاهرة العميد “هشام عبد السميع”.
  • 20/10/2014: أصدر التنظيم فيديو مدته دقيقة واحدة توعد فيه قوات الأمن بالقصاص نظرا لاعتدائها على طلبة كلية الهندسة بجامعة القاهرة في 14/10/2014  ومن ثم قام التنظيم بشن سلسلة من الهجمات على قوات الشرطة المكلفة بتأمين جامعات القاهرة وحلوان وعين شمس.
  • 22/10/2014: استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط جامعة القاهرة بعبوة ناسفة مما أسفر عن إصابة 4 ضباط شرطة بينهم  اللواء “جمال حمدى” نائب مدير أمن الجيزة لقطاع الجنوب فضلا عن مجند.
  • 8/11/2014: استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط  كلية طب أسنان القصر العينى بعبوة ناسفة دون وقوع إصابات.
  • 20 /11/2014: استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط جامعة حلوان بعبوة ناسفة مما أسفر عن إصابة 5 أفراد شرطة بينهم 4 ضباط.
  • 4/12/ 2014: استهداف خبراء المفرقعات في محيط جامعة عين شمس بعبوة ناسفة أثناء محاولتهم تفكيك العبوة، مما أسفر عن إصابة عدد من ضباط وأفراد الشرطة من بينهم مقدم الشرطة “خالد كمال”.
  • 2/1/2015: استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط سينما رادوبيس بشارع الهرم بعبوة ناسفة مموهة على شكل قالب طوب أسمنتى إلا أن قوات الشرطة نجحت في ضبط العبوة وابطال مفعولها.
  • 6/1/2015: استهداف العناصر المكلفة بتأمين محيط قسم شرطة الطالبية بعبوة ناسفة مصممة للتفجير بمجرد محاولة إبطال مفعولها، مما أسفر عن مقتل خبير المفرقعات النقيب “ضياء فتوح” وإصابة فردي شرطة.
  • 22/1/2015: استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط  قصر القبة الرئاسى بعبوة ناسفة مما أسفر عن إصابة ضابطي شرطة من بينهم مفتش قطاع شمال القاهرة العميد” محمود إبراهيم”.
  • 23/1/2015: استهداف تمركز أمني للشرطة بمنطقة ألف مسكن بعبوة ناسفة مما أسفر عن إصابة 5 ضباط وأفراد شرطة.
  • 25/1/2015: استهداف تمركز أمني للشرطة أمام نادي الشمس بعبوة ناسفة مما أسفر عن إصابة ضابطي شرطة.
  • 3/2/2015: استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط ممر بهلر بمنطقة وسط البلد بعبوة ناسفة دون وقوع إصابات.
  • 13/2/2015: استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين قسم شرطة عين شمس بعبوة ناسفة مما أسفرعن مقتل نقيب الشرطة بالأمن المركزي “مصطفي شميس” وإصابة 7 أفراد شرطة آخرين.
  • 2/3/2015: استهداف التمركز الأمنى المكلف بتأمين البوابة الرئيسية لمكتب النائب العام بعبوة ناسفة مموهة تتخذ نفس شكل الجزء العلوى لسور المبنى مما أسفر عن مقتل 2من المواطنين وإصابة 7 ضباط وأفراد شرطة.
  • 9/3/2015: استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط مستشفى الهرم بعبوة ناسفة إلا أن قوات الشرطة نجحت في ضبط العبوة وابطال مفعولها.
  • 11 /3/ 2015: استهداف القوات المكلفة بتأمين محيط مجلس الوزراء بعبوة ناسفة مموهة على شكل قالب طوب أسمنتى إلا أن الأمن نجح في ضبط العبوة عقب قبض الأهالي على أحد منفذي العملية.
  • 25/3/2015: استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين مقر سفارة الكونغو بإطلاق النيران عليها لقتلهم والاستيلاء على الأسلحة الخاصة بهم مما أسفر عن مقتل مجند وإصابة آخر، وأُلقي القبض على اثنين من مرتكبي الحادث بواسطة الأهالي، ولم يتبن التنظيم هذه العملية في بياناته.
  • 28/3/2015: استهداف قوات تأمين محيط جامعة القاهرة بعبوة ناسفة مما أسفر عن إصابة 5 ضباط شرطة و4 أفراد أمن تابعين لشركة فالكون.
  • 5/4/2015: استهداف نقطة مرور أعلى كوبري 15 مايو مما أسفر عن مقتل أمين شرطة.
  • وبذلك يبلغ  إجمالي عدد العمليات التي قام بها التنظيم  في  طوره الثاني 21 عملية أسفرت عن مقتل 6 ضباط  وفردي شرطة، واثنين من المواطنين، فضلا عن إصابة العشرات من ضباط وأفراد الشرطة.

جدول عمليات التنظيم في طوره الثاني منذ يونيو 2014 حتى إبريل 2015

ب- حظر التنظيم

أصدرت محكمة جنايات القاهرة للأمور المستعجلة قرارا بتصنيف أجناد مصر كجماعة إرهابية بتاريخ 22/5/2014، كما أدرجت الخارجية الأميركية تنظيم أجناد مصر ضمن لائحة الإرهاب الدولي بتاريخ 18/12/2014 واصفة إياه بالمجموعة المتطرفة العنيفة57 . وأعلن التنظيم آنذاك رفضه ذلك التصنيف بإعتباره تدخلاً في الشؤون الداخلية لمصر، واعتبره تخوفا من أميركا من ظهور حركات التحرر الإسلامية وتوعدها  باستهداف مصالحها وعملائها في مصر.

ج- انكشاف التنظيم للمرة الثانية

مع تصاعد وتيرة عمليات التنظيم تزايدت احتمالات المخاطر التي تؤدي لانكشاف عناصره، وبالفعل تمكن عامل بمقهي من القبض على أحد أخطر أعضاء التنظيم “إسلام شحاتة”58 في11/3/2015 أثناء وضعه لقنبلة قرب تمركز أمني بجوار مجلس الوزراء ، ومن ثم حصلت الأجهزة الأمنية من خلال التحقيق معه على معلومات هامة عن التنظيم في طوره الجديد، إذ شارك إسلام في تنفيذ 8 عمليات، ولكن لم تتمكن الشرطة من القبض على بقية أفراد التنظيم نظرا لعدم معرفة “إسلام” بهوياتهم الحقيقية.

بتاريخ 25/3/2015 حاولت إحدى الخلايا دون تنسيق مع قيادة التنظيم59 استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين سفارة الكونغو، وتمكن الأهالي من القبض على اثنين من منفذي الحادث، وتمكن الأمن من خلال التحقيق معهما من التوصل لأفراد آخرين. ووصل إجمالي المقبوض عليهم من أفراد التنظيم والمتعاونين معه في طوره الثاني ٢١ فرد.

ثم كانت الضربة الأمنية الكبرى من خلال تحديد مكان إقامة “همام عطية”  فقتلته الشرطة أثناء مداهمة شقته بتاريخ 5/4/2015 وقبضت على زوجته وأولاده التسعة، وعثرت بداخل الشقة وفقا لبيان الأمن على بندقية آلية      و طبنجة و4عبوات ناسفة معدة للتفجير، و18 عبوة غير مكتملة التجهيز، و77 ألف جنيه، فضلا عن جهازى كمبيوتر أعلنت الأجهزة الأمنية حصولها منهما على معلومات هامة عن بقية أفراد التنظيم.

وجدير بالذكر أن زوجة همام أشارت أثناء التحقيق معها بنيابة أمن الدولة إلى أن الأمن اقتحم الشقة وقبض على همام حيّا ثم علمت بمقتله لاحقا.

أما عن كيفية وصول الأمن لهمام تروي زوجته أن همام كان يملك  بطاقة مزورة باسم “أشرف صالح عودة سلامة” ويستخدمها منذ كان في العريش في تنقلاته وإيجاره للشقق. ويذكر موقع “البوابة نيوز” المقرب من الأجهزة الأمنية أن العقار المقيم به “همام” حدثت به واقعة سرقة 50 ألف جنيه من إحدى الشقق، وبمراجعة الشرطة لمالك العقار وتدقيقها في صور البطاقات الشخصية للمقيمين بالعقار وبالأخص مستأجري الشقق حديثا  تعرف أفراد الأمن على صورة همام، ومن ثم استعانت أجهزة الأمن بوحدة مكافحة الإرهاب الدولي التابعة لجهاز الأمن الوطني لاقتحام الشقة60 التي كان همام وزوجته وأولادهما التسعة ينامون فيها على بطاطين مفروشة على الأرض لخلوها من أي أثاث، وقد أقر عضو التنظيم “عبد الرحمن أسامة” في مقال نشرته مؤسسة الكنانة في يوليو 2014 بعنوان(توالي الإقالات واستمرار العمليات) بأن الأمن عثر على محل إقامة همام بالمصادفة.

ويصف مصدر أمني حجم خطورة همام قائلا (إن همام أتعبنا جدا، فهو خبير متفجرات غير عادى، وأمنياته مرتفعة لأقصى درجة، وهو يجيد المناورات والاختباء، كما أنه مدرب على فنون القتال وصناعة الأسلحة والمتفجرات، ونجح فى الهروب منا حوالى ١٧ مرة  كنا خلالها فى طريقنا للقبض عليه، إلا أن حسه الأمنى المرتفع أنقذه فى آخر لحظة)61 .

ملاحظات على التنظيم في طوره الثاني

  • يلاحظ أن التنظيم كان أكثر تعقيدا في طوره الثاني، حيث لم يكن أفراده يعرف بعضهم بعضا، وهو ما جعل أجهزة الأمن آنذاك تعجز عن معرفة هوية أي من المشاركين في استهداف التمركزات الأمنية أمام قصر الاتحادية ووزارة الخارجية ونادي الشمس والألف مسكن، ومن ثم لم يتضمن قرار الإحالة التكميلي المشهور باسم “قضية أجناد2 ” ذكر هذه الحوادث ضمن العمليات التي قام بها التنظيم رغم إعلانه مسئوليته عنها.
  • اتسمت عمليات التنظيم في هذا الطور بالتركيز على استهداف الأماكن السيادية مثل القصر الجمهوري بحدائق القبة والاتحادية، ووزارة الخارجية، ومكتب النائب العام بدار القضاء العالي، ومقر مجلس الوزراء.
  • أدى تشديد الأجهزة الأمنية من إجراءاتها التأمينية وفحصها المناطق المحيطة بالتمركزات الأمنية بواسطة خبراء المفرقعات بصورة دورية إلى تمكنها من إحباط عدة عمليات إثر اكتشاف العبوات الناسفة وتفكيكها قبل انفجارها بالرغم من إجراءات التمويه التي استعملها التنظيم لإخفاء عبواته.
  • تنفيذ بعض أفراد التنظيم لعمليات فردية لا تتماشى مع منهجه، إذ أفاد  “أحمد أبو بكر” في التحقيقات معه بانقطاع اتصالاته مع التنظيم نتيجة خلل في وسيلة الاتصال الإلكتروني، ومن ثم قام مع عضو آخر في فبراير 2015 باستهداف صيدلية يملكها “يوسف حنا” واستوليا منها بالقوة على مبلغ مالى وبعض الأدوية، ثم كررا بعدها بـ7 أيام نفس الحادث مع صيدلية “بيتر صفوت” بمنطقة بولاق الدكرور، ثم تمكنت أجهزة الأمن من القبض عليه خلال مشاركته في حادثة الهجوم على قوات تأمين سفارة الكونغو.
  • سعي همام لبدء مرحلة  نوعية جديدة من العمليات، إذ كلف ثلاثة من أعضاء التنظيم بتصنيع كواتم الصوت لاستخدامها في العمليات المستقبلية62 .
  • تواصل التنظيم مع عناصر جهادية قديمة للاستفادة من خبراتهم وشراء أسلحة منهم، مثل “أسامة جبريل”63 الذي سبق اعتقاله لمدة طويلة على خلفية سفره لأفغانستان  و”مدني آدم”64 الذي سبق الحكم عليه بالمؤبد لسابقة اشتراكه في السطو على محلات ذهب مملوكة لمواطنين نصارى بالزيتون عام 1990.

3- الطور الثالث للتنظيم (من إبريل 2015 إلى إبريل 2016).

عقب مقتل همام نعاه التنظيم في بيانه رقم (17) الصادر بتاريخ 9/4/2015 وأعلن اختيار “عز الدين المصري” قائدا جديدا، بل وأعلن التنظيم أنه رد على مقتل همام في ذات يوم مقتله 5/4/ 2015 باستهداف تمركز أمني أعلى كوبري 15 مايو مما أسفر عن مصرع أمين شرطة وإصابة ضابط، وذلك بالرغم من أن حادثة التفجير وقعت صباح اليوم بينما همام قتل مساء ذلك اليوم65 وفقا لبيان وزارة الداخلية وشهود العيان.

سعى القائد الجديد للتنظيم للملمة صفوفه وجذب عناصر جديدة من الشباب المنخرط في عمليات مسلحة ضمن مجموعات أخرى غير منظمة، ونفذ التنظيم في طوره الثالث عمليتين:

12/7/2015: استهداف تمركز أمني بمنطقة روكسي مما أسفر عن إصابة أمين شرطة، ونتج عن الحادث إقالة مدير أمن القاهرة اللواء “أسامة بدير” لوقوع مشادة بينه وبين وزير الداخلية اللواء “مجدي عبد الغفار” أثناء تفقد الأخير لموقع الحادث.

10/8/2015: استهداف نقطة مرور بميدان المحكمة بمصر الجديدة مما أسفر عن مصرع العقيد “هشام العزب” وإصابة رائد شرطة.

 

سابعًا: تصفية التنظيم

نجح الأمن في تصفية مساعد همام (مالك الأمير عطا- أحمد النجار66 ) مع آخر أثناء مداهمة محل إقامتهما بفيصل في 26/7/2015، وسبق لزوجة همام أن ذكرت أن  مالك هو الشخص الذي أجرى الحوار المنشور مع زوجها بعنوان (الحوار المفتوح). وعقب الحادث أصدر التنظيم بيانه الأخير الذي ذكر فيه أن “مالك” ترك التنظيم من مدة، وهو ما يشير إلى حدوث تفكك بالتنظيم نسبيا عقب مقتل همام.

وفي 13/9/2015 أعلنت الأجهزة الأمنية قتلها عضوين من التنظيم بالقرب من طريق مصر السويس الصحرواي متهمة إياهما بالمشاركة في قتل العقيد هشام عزب وتنفيذ تفجير روكسي  وتفجير كوبري 15 مايو. وفي 17/9/2015 أعلنت قتل ثلاثة آخرين بالقرب من مدينة الشروق متهمة إياهم أيضا بالمشاركة في قتل العقيد هشام عزب.

ثم أعلنت الأجهزة الأمنية في 20 يناير 2016 الوصول إلى القائد الجديد للتنظيم “عز الدين المصري- أحمد جلال67 ” وأُعلنت عن مقتله في اشتباك، بينما أعلنت أسرته68 أن الشرطة ألقت القبض عليه ثم سلمتهم جثمانه بعدها بـ10 أيام.

وفي3/٢/٢٠١٦ أعلنت أجهزة الأمن مقتل عضوين69 من التنظيم في اشتباك استمر 6 ساعات أثناء اقتحام مقر إقامتهما بمنطقة البساتين بالقاهرة، وأصيب في الاشتباك 3 ضباط من وحدة مكافحة الإرهاب الدولي. وفي 7/2/2016 أعلنت أجهزة الأمن70 تصفية 4 من أعضاء التنظيم بأطفيح. وفي 2/4/2016 أعلنت أجهزة الأمن مقتل عضو بالتنظيم بمنطقة الوراق بالجيزة أثناء اقتحام مقر إقامته، وأصيب في الاشتباك مقدم بقطاع الأمن الوطني وملازم بالأمن المركزي.

توقفت عمليات التنظيم ولم تصدر عنه أي بيانات منذ 29 يوليو71 2015 ، وأعلن الأمن نهاية ٢٠١٦  القبض على بعض العناصر الهاربة المنتمية للتنظيم، وأحالتهم النيابة إلى محكمة الجنايات فيما عرف إعلاميا بأجناد ٣ وأجناد٤، وبذلك يكون الستار قد اُسدل على تجربة تنظيم أجناد مصر.

 

ثامنًا: التوزيع الديموغرافي لعناصر التنظيم

أمكن الحصول على بيانات أفراد التنظيم والمتعاونين معه في مرحلتيه الأولى والثانية من خلال قرار الإحالة الأصلي72 والتكميلي الأول73 والتكميلي الثاني في القضية رقم 103/2014 حصر أمن دولة عليا، ويبلغ عدد المتهمين فيهم 45 فردا، وبتتبع بيانات وزارة الداخلية عن خلايا التنظيم في طوره الثالث والتي زعمت فيها تصفية العديد من أعضاءه يمكننا الحصول على بيانات تشمل 15 فرد  ومن خلال التحليل الديموغرافي للبيانات الخاصة بهؤلاء الأفراد والبالغ عددهم 60 فرد نحصل على النتائج التالية:

متوسط العمر:30 سنة

التوزيع الجغرافي74 :

31 من محافظة الجيزة (13 من 6 أكتوبر، 6 بولاق الدكرور، 2 البحر الأعظم، 2 العجوزة، 1 ساقية مكي، 1 جيزة، 2 الوراق، 1 إمبابة، 1 أطفيح، 1 فيصل، 1 العياط).

26من محافظة القاهرة (10 حلوان، 2 المطرية، 2 البساتين، 2 المرج، 2 عزبة الهجانة، 2 عين شمس، 2 مدينة نصر، 1 السلام، 2 مصر القديمة، 1 الزاوية الحمراء).

2 من محافظة الشرقية ( 1الزقازيق، 1 ههيا) – 1 من محافظة  القليوبية (أبوزعبل).

المهنة75 : 13 طالب، 8 مهندس، 4 عاطلين ،3 موظفين، 2 سائق، 3 عامل، 1 صيدلي، 1 صاحب ورشة حدادة، 1 صاحب معمل أسنان، 1 تاجر خضروات، 2 مدرس، 1 خراط معادن، 1 صاحب مصنع ملابس، 1 نجار، 1 ترزي، 1 صاحب محل موبايلات.

ومن خلال تحليل بيانات عناصر التنظيم نجد أن قوة التنظيم الضاربة تركزت بالقاهرة والجيزة وبالأخص في 6 أكتوبر وحلوان وبولاق الدكرور ومثل طلبة الجامعات العنصر الأبرز نظرا لصغر سنهم يليهم المهندسون نظرا لاهتمام التنظيم بتصنيع العبوات الناسفة ومستلزماتها.

 

تاسعًا: تحليل تجربة “أجناد مصر”

– تنظيم أجناد مصر تنظيم جهادي نشأ على أرضية دفع الصائل عقب الانقلاب العسكري وما أعقبه من مجازر دموية بحق معارضي الانقلاب.

– تميز التنظيم عن المجموعات المسلحة الأخرى بتركيز جهوده على استهداف الأجهزة الأمنية دون التورط في الإضرار بالممتلكات العامة مثل (وسائل النقل والمواصلات – المباني الحكومية – أبراج الكهرباء) فضلا عن تجنبه الدخول في معارك مع الأقليات الدينية الداعمة للنظام.

– حرص التنظيم على جمع أفراده حول القواسم المشتركة، والابتعاد بهم عن الدخول في نزاعات مع الجماعات الجهادية والإسلامية الأخرى.

– اتسم عناصر التنظيم بالفاعلية، إذ تمكنوا رغم قلة عددهم من تنفيذ 47 عملية، وهو رقم ضخم مقارنة بعدد العمليات التي نفذتها الجماعات الجهادية76 التي دخلت في مواجهات مع نظام مبارك في القرن الماضي.

– أدى تمركز عمليات التنظيم بالقاهرة الكبرى إلى إكسابها زخما إعلاميا كبيرا، ولكن أثمر تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية، فضلا عن التواجد الواسع لشبكات المرشدين والمخبرين بها إلى تسهيل اكتشاف العديد من مخابئ التنظيم وأماكن إيواء عناصره، فضلا عن القبض على بعض منفذي العمليات أثناء هروبهم من أماكن العمليات أو أثناء زرعهم للعبوات الناسفة.

– لم يتمكن التنظيم رغم خطابه الإعلامي الهادئ من توظيف حالة التعاطف الشبابي معه، نظرا لضعف هيكله التنظيمي وصعوبة التواصل المباشر بينه وبين مؤيديه.

– استراتيجية التنظيم قامت على الثأر والقصاص من عناصر الشرطة، وبالأخص الضباط بطريقة عشوائية، وهؤلاء يبلغ تعدادهم 40 ألف ضابط، قتل التنظيم منهم في عملياته 10 ضباط، ولم تسجل أي عملية للتنظيم استهدف خلالها العاملين بالأجهزة السيادية أو الشخصيات العامة.

– العمل الأمني ضد أجهزة أمنية عتيدة يحتاج شخصيات لها سمات نفسية وعقلية خاصة، وهو ما لم يتوافر في عدد من أعضاء التنظيم ممن أظهرت اعترافاتهم اتسامهم بالعشوائية، فنفذوا  عمليات ذات تبعات سلبية على التنظيم مثل حادثة الهجوم على قوات تأمين سفارة الكونغو.

– وجود قيادات التنظيم داخل مصر سهل اكتشاف العديد من خلاياه عقب توقيف تلك القيادات أو تصفيتها وفحص هواتفها، ويلاحظ أن الأجهزة الأمنية حرصت على القبض على عناصر التنظيم أحياء، ولم تبدأ تصفيتهم سوى بعد الوصول إلى “همام عطية” الذي يُعد أول قتيل في صفوف التنظيم، ثم تبع مقتله تصفية (15) 77 ممن زعمت الشرطة انتمائهم للتنظيم.

– ضعف الجانب الأمني لدى بعض عناصر التنظيم، ومعرفة أفراده لبعضهم البعض بالأخص في طوره الأول، سهل على الأجهزة الأمنية الوصول لأغلب أفراده بمجرد القبض على أحدهم.

– لم يمتلك التنظيم مقومات مالية وبشرية تمكنه من مواصلة الصراع مع نظام بحجم النظام المصري، وبالتالي تفكك خلال 3 سنوات من إنشائه، فصغر حجمه أدى لعدم قدرته على تحمل الضربات الأمنية المتتالية ضده، وضعف موارده المالية أدى لضعف التسليح والأعمال اللوجستية.

– لم يكن التنظيم بعيد عن أعين تنظيمات الجهاد العالمي، والتي كان من المحتمل أن تدعمه ليتحول إلى لاعب أساسي في الساحة، ولكن أدى مقتل (همام) إلى تعثر ذلك، وقد نعاه زعيم القاعدة  د. الظواهري في إصدار بعنوان(أحمل سلاح الشهيد3) كما نعاه فرعا القاعدة في المغرب الإسلامي وجزيرة العرب في بيانين لهما بينما لم يصدر تنظيم الدولة أي نعي له.

 

الخاتمة

 مثلت تجربة (أجناد مصر) نموذجا جديدا في تاريخ التنظيمات الجهادية المصرية، إذ تمكن بضعة عشرات من الشباب- ليس لأغلبهم ملفات أمنية سابقة- من نشر أجواء من الفزع والتوتر في صفوف الأجهزة الأمنية بالعاصمة لمدة ناهزت 3 سنوات، مما أثبت تعذر توفير حالة من الهدوء في ظل استمرار الممارسات القمعية ضد المواطنين، إذ يدفع القمع الشديد الشباب إلى الثأر والقصاص. كما برهنت تجربة التنظيم على أن التنظيمات الجهادية مهما صغر حجمها قادرة على ازعاج الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة من خلال توجيه ضربات مؤلمة لها تترك بصمتها على الحالة الأمنية والسياسية والاقتصادية للبلاد، وإن كانت تلكم التنظيمات لم تصل بعد إلى الحالة التي  تمثل فيها بديلا آنيا للنظام الحاكم أو خطرا وجوديا عليه.

 

صور عناصر78 الشرطة المقتولين في عمليات التنظيم

(79)

————————–

الهامش

1 – هذه المعلومات مستقاة من ملف التحقيق مع زوجة همام عطية أمام نيابة أمن الدولة العليا- اليوم السابع 21/4/2016، وقد تزوج همام من بنت عمته ” بسمة مصطفى ” عام 2004 وأنجب منها 9 أطفال من بينهم 3 ذكور.

2 – همام عطية هو المتهم رقم (19) في القضية (423/2013) أمن دولة عليا الشهيرة  باسم أنصار 1 –  بينما بلال صبحي هو المتهم رقم (18).

3 – اعترافات قيادي جماعة أنصار بيت المقدس “محمد عفيفي” أمام  نيابة أمن الدولة العليا – اليوم السابع 23/8/2014.

4المصري اليوم 11/9/2012.

5 – ذكر مالك في حسابه على الفيسبوك أنه كان عضوا سابقا في جماعة الإخوان المسلمين.

6 – ورد في اعترافات “سعد عبد الرؤوف” أنه تعرض للسجن في اليمن من فبراير 2012 إلى فبراير 2014 بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة، ثم عاد إلى مصر وانضم إلى تنظيم أجناد في مارس 2014.

7 –  اعترافات “جمال زكي” – الشروق : 25/2/2015.

8 – المتهم رقم (39) في قضية أنصار 1.

9 – لقاء مرئي مع “همام عطية” بعنوان (الحوار المفتوح مع المسؤول العام  لأجناد مصر).

10 – المصدر السابق – الإجابة عن السؤال الرابع  والعشرين.

11 – المصدر السابق.

12 – للمزيد من التفصيل انظر (الحوار المفتوح).

13 – للمزيد انظر المصدر السابق- الإجابة عن السؤالين الحادي والثلاثين، والثاني والثلاثين.

14 – قال “سيد إمام” في الطبعة الثانية من كتابه (الجامع في طلب العلم الشريف ): ص673 (أما حكم أنصار الطواغيت من علماء السوء والإعلاميين والجنود وغيرهم، فهم كفار على التعيين في الحكم الظاهر) ثم أضاف ص 676: (  الحكم بكفر أنصار الطواغيت الممتنعين على التعيين قد ثبت بإجماع الصحابة إجماعا قطعيا ليس فيه منازع، ومثل هذا الإجماع يكفر مخالفه، فمن خالف في هذا الحكم فقد كفر). وقد رد عليه عدد من شيوخ التيار الجهادي من أبرزهم  المسؤول الشرعي لتنظيم القاعدة “أبويحيى الليبي” في كتابه ( نظرات في الإجماع القطعي).

15 – للمزيد من التفصيل انظر (الحوار المفتوح ) الإجابة عن السؤالين الخامس والعشرين، والثامن والعشرين.

16 – انظر الكلمة الصوتية لأبي بكر البغدادي بعنوان “هذا ما وعدنا الله ورسوله ” الصادرة في 3/11/2016 – والتى كفر فيها جماعة الإخوان لمشاركتها في العملية السياسية  وصياغة الدساتير في ظل حكم الأنظمة العلمانية.

17 – انظر (الحوار المفتوح) الإجابة عن السؤال السادس.

18 – (الحوار المفتوح) – الإجابة عن السؤالين الرابع ، والتاسع والعشرين.

19 – (الحوار المفتوح) – الإجابة عن السؤالين الحادي والعشرين ، والثالث والعشرين.

20 – (الحوار المفتوح )  الإجابة عن السؤالين الثاني عشر والثالث عشر.

21 – انظر (الحوار المفتوح ) الإجابة عن السؤال الثالث والعشرين، وللمزيد انظر: مقال (لماذا اخترنا العمل في مصر؟) لعلي سعيد عضو اللجنة الإعلامية بالتنظيم، والمنشور ضمن إصدارات مؤسسة الكنانة على الرابط التالي :

http://jihadology.net/?s=al-Kin%C4%81nah+Foundation

22 – (الحوار المفتوح) – الإجابة عن السؤال العاشر.

23 – المصدر السابق – الإجابة عن السؤال الثاني والثلاثين.

24لمشاهدة بيانات التنظيم وإصداراته المرئية

25 – نشر التنظيم بيانه الأول بتاريخ 24/1/2014

26 – نشر التنظيم بيانه االخامس بتاريخ 2/4/2014.

27 – نشر التنظيم بيانه الحادي عشر بتاريخ 22/10/2014.

28 – نشر التنظيم بيانه الخامس عشر بتاريخ 25/1/2015.

29 – نشر التنظيم بيان (رفض الحظر الأميركي) وهو البيان رقم (14)  بتاريخ 19/12/2014.

30 – المتهم رقم 19 في قضية أنصار بيت المقدس 1.

31 – المتهم رقم 18 في قضية أنصار بيت المقدس 1.

32 – المتهم رقم 39 في قضية أنصار بيت المقدس 1.

33 – تصريح المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف – اليوم السابع- 5/4/2015

34 – وكالة الأناضول – 18/12/2014، الوطن : http://www.elwatannews.com/news/details/622871

35 – ذكر عضو التنظيم “محمود صابر” في التحقيقات معه أمام نيابة أمن الدولة العليا أنه انضم إلى التنظيم في يوليو 2013.  وذكر عضو التنظيم المتهم الحادى عشر (حسام على فرغلى) أنه  انضم إلى التنظيم في أغسطس 2013 – اليوم السابع 28/7/2014.

36 – وفقا لاعترافات أعضاء التنظيم “ياسر خضير، سعد عبد الروؤف ، جمال زكي ،عبد الله السيد، محمود صابر” أمام نيابة أمن الدولة العليا في  القضية رقم 103/2014.

37 – انضم جمال زكي وعبد الله السيد إلى التنظيم في يناير 2014، وياسر خضير في فبراير 2014، ومحمد توفيق وسعدعبد الرؤوف في مارس 2014.

38 – اعترافات “محمد عادل عبد الحميد” أمام نيابة أمن الدولة العليا- اليوم السابع 25/4/2016.

39 – هذا الرصد مستقى من بيانات التنظيم، ونصوص اعترافات أفراده أمام نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 103/2014، مع التنبيه أن التنظيم تجاهل إعلان مسؤوليته عن عدة عمليات تم إحباطها أو أدت إلى سقوط ضحايا من المدنين.

40 – اتهمت النيابة أعضاء التنظيم باستهداف الحافلة عمدا ، بالرغم من اعتراف “محمود صابر” في التحقيقات معه بأن الغرض من العملية كان استهداف سيارة شرطة مارة بالشارع.

41 – مات اللواء الصيرفي لاحقا في 31/12/2014، وهو متهم بقتل المتظاهرين في محافظة الشرقية أثناء ثورة 25 يناير إذ كان يعمل مديرا للبحث الجنائي بمديرية أمن الشرقية.

42 – أصيب سائق السيارة ” إسلام عبد الحفيظ” ومرافقه طالب الهندسة “أحمد عبد المحسن” – بيان لوزارة الداخلية 16/4/2014.

43 – انظر شهادة جيران الشقة في أخبار اليوم 28/7/2015.

44 – الوطن 15/4/201410/5/2014.

>45 – ذكر “ياسر خضير” في التحقيقات أن بلال صبحي أخبره بقيام جمال زكي مسئول خلية مدينة 6 أكتوبر بإطلاق 5 أعيرة نارية على أمين شرطة دون أن يتمكن من إصابته.

46 – لتتبع تواريخ القبض على بقية عناصر التنظيم، الرابط

47 –  أقوال “بسمة مصطفى” زوجة همام أمام نيابة أمن الدولة العليا- اليوم السابع  21/4/2016.

48 – اعترافات “جمال زكي” – الوطن 3/7/2014.

49 – اعترافات “سعد عبد الرؤوف” أمام نيابة أمن الدولة العليا- اليوم السابع 28/7/2016.

50 – (الحوار المفتوح مع المسؤول العام  لأجناد مصر) – الإجابة عن السؤال السادس عشر.

51 – أقر إسلام شحاتة بإنضمامه إلى التنظيم في أكتوبر 2014، وأقر حسين عز الدين بإنضمامه إلى التنظيم في نوفمبر2014.

52 – البيان الثامن للتنظيم.

53 –  الوطن – 27/6/2014

54 – تبنى التنظيم العملية في بيانه العاشر، ولم يرد ذكر العملية في بيان الإحالة التكميلي الأول لقضية أجناد نظرا لعدم معرفة الأمن بهوية المنفذين آنذاك،.واعتقلت الأجهزة الأمنية 300 مشتبه به من أجل الحصول على معلومات عن منفذي الحادث.

>55 – قرر وزير الداخلية الموافقة على علاج اللواء “محمد سرحان “والنقيب “خالد عبد العزيز”على نفقة الوزارة بلندن.

56 – صدر البيان العاشر للتنظيم في 21/9/2014.

57 – وكالة الأناضول 18/12/2014، وأصدر التنظيم بيانه الرابع عشر ردا على قرار الحظر.

58 – انضم إسلام للتنظيم في أكتوبر 2014 ، وشارك في تنفيذ عدة عمليات في الطور الثاني للتنظيم.

59 – اعترافات “محمد عادل عبد الحميد” – اليوم السابع 25/4/2016.

60 – ملف (همام عطية قائد أجناد مصر ومؤسسها الأول) نشره موقع البوابة نيوز بتاريخ 1/7/2016،وذكر موقع اليوم السابع نفس المعلومة نقلا عن مصادر أمنية بتاريخ 6/4/2015.

61 – البوابة نيوز 1/7/2016.

62 – انظر قرار الإحالة التكميلي الأول لقضية أجناد رقم 103/2014  حصر أمن دولة عليا.

63 – المتهم رقم (19) في قضية أجناد 2.

64 – المتهم رقم (16) في قضية أجناد 2.

65 – ذكرت زوجة همام في التحقيقات معها أن الأمن اقتحم مقر إقامتها مع زوجها الساعة 11 مساء.

66 – انظر قرار الإحالة التكميلي الثاني المشهور( بأجناد 3) ويضم 3 عناصر، الرابط

67 أحمد جلال..السلفي الذي أصبح قائدا لأجناد مصر – البوابة نيوز 8/6/2016.

68 – جريدة البداية : 31/1/2016 : http://albedaiah.com/news/2016/01/31/106030

69 – http://www.alarabyanews.com/158409

70 – بيان الداخلية عن الحادث: http://www.elwatannews.com/news/details/960631

71 – أخر بيان للتنظيم هو البيان رقم 18 الصادر بتاريخ 29 يوليو 2015.

72 –  يغطي القرار الفترة من شهر يوليو 2013 حتى 20/7/2014.

73 – يغطي القرار الفترة من أكتوبر 2014 حتى  21 / 5 /2015.

74– اعتمدت محل الإقامة الأساسي المرتبط بالعمليات، فياسر خضير من بني سويف ويقيم ببولاق الدكرور، وعبد الله السيد من الفيوم ويقيم بعزبة الهجانة، وأحمد النجار من طنطا ويقيم بفيصل.

75 – أمكن الحصول على معلومات عن مهن 44 من أفراد التنظيم.

76 – جماعة الجهاد المصرية التي تزعمها د.أيمن الظواهري، نفذت عمليتين فقط داخل مصر ضد رموز الدولة  فاستهدفت عام 1993 رئيس الوزراء عاطف صدقي، ووزير الداخلية  اللواء حسن الألفي.

77 – على سبيل المثال نفى التنظيم في بيانه الأخير رقم (18) عضوية (مالك الأمير) وزميله المقتولين بفيصل بالتنظيم، وأكد البيان أن مالك ترك العمل معهم منذ مدة قبل مقتله. وهو ما يكشف عدم دقة بيانات الداخلية بخصوص إنتماءات القتلى التنظيمية.

78 – قتُل 12 عنصر أمني في عمليات التنظيم، ولم أعثر على صورة العريف (عبد الله محمد عبد الله) الذي قُتل في حادث تفجير ميدان المحكمة في مصر الجديدة.

79 الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية “.

 

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close