fbpx
قلم وميدان

د. عمرو دراج: شهادات ومراجعات 3

الحلقة الثالثة

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

د. عمرو دراج: شهادات ومراجعات 3 

دارت الحلقة الثالثة لبرنامج “مراجعات” بقناة الحوار استكمالاً لرواية السنوات الأولى من نشأة الدكتور عمرو وتحديدا مع بداية المرحلة الجامعية في حياته. والذي تزامن مع سيطرة التيار اليساري على الاتحادات الطلابية ومجتمع الجامعة والتي كانت من سماتها الانحلال الخلقي والبعد عن الدين العامة كسمات ممتدة من عهد عبد الناصر. إلا أنه ميز بين الفكر اليساري والممارسة الأخلاقية لليسار.

وأشار إلى بداية النشاط الإسلامي في الجامعات من خلال سماح السادات للإسلاميين بحرية العمل في الجامعات والذي أدى إلى نمو الشعور الديني والالتزام الخلقي، وانحسار التيار اليساري. وتعقيباً على هذا التحول علق الدكتور عمرو على أن المجتمع المصري إذا أتيحت له حرية الاختيار يعود للفطرة ويختار التدين.

وأكد على أن عودة الناس للدين كان تحولاً مجتمعياً عاماً صاحب نصر أكتوبر وإتاحة حرية العمل الدعوى العام بأحاديث الشيخ الشعراوي، والشيخ إبراهيم عزت في مسجد أسد ابن الفرات بالمهندسين، والشيخ المحلاوي في الإسكندرية، وكان ظهور الإخوان لاحقاً مستوعباً ومنظماً للعمل الدعوى في الجامعة والحياة العامة حتى تغير شكل الجامعة في خلال سنوات قليلة بانتشار الحجاب ودخول الإسلاميين الاتحادات الطلابية، ووصلوهم البرلمان أيضاً. وأكد أنه كان يصوت للتيار الإسلامي الذي اقتنع بهم، وقال إن الإسلاميين إذا أظهروا كفاءة في العمل يجعل الناس تنتخبهم دون أن تنتمي إليهم.

وتتطرق الحديث إلى هدف العمل الخيري عند الإسلاميين، وهل هو لإرادة الخير المحض للناس أم وسيلة لكسب أصوات الناخبين. حيث ذكر الدكتور عمرو مشاركته في كتاب   Rethinking Political Islam بدعوة من معهد بروكنجز ضمن 12 كاتب من دول حقق فيها الإسلاميون تقدماً في الانتخابات. كتب فيه فصلاً يرد فيه على الباحثين الغربيين الذين يربطون بين تحقيق انتصارات انتخابية للتيار الإسلامي وبين الخدمات الاجتماعية التي يقدمونها. فكان ردى أن دافع العمل الخيري عند الإسلاميين ينبع من التقوى والإيمان وجزء من التدين، وأن العمل الخيري في الحركة الإسلامية سبق وجود أجندة سياسية.

وربط اختيارات الناس والانحياز الانتخابي بالمواطن نفسه. حين يسأل نفسه: هل ينتخب من يقدم له الخدمات، ورأى كفاءته؟ أم جماعات هي ظواهر صوتية أكثر منها

وذكر الدكتور عمرو أنه كان يمارس العمل السياسي كطالب من منظور وطني، ولم ينخرط فترة الجامعة مع الجماعة الإسلامية. حيث كان مهتماً بدراسته عينه على التخرج والتعيين معيداً بالكلية كحلمه القديم.

وعن علاقاته الاجتماعية تحدث عن التنوع فيها حيث شملت علاقات متينة مع مسيحيين تظهر متانة النسيج الاجتماعي والذي لم يظهر فيه فجوة.. حتى ضخمها السادات وأجهزته الأمنية بأحداث الفتنة الطائفية لإحداث انشقاقات اجتماعية بسياسة فرق تسد رغبة في السيطرة.

وتحدث عن سياسة الانفتاح الاقتصادي كردة عن القوانين الاشتراكية، والتي أتت صدمة بعد حقبة كانت الاشتراكية فيها أغنية يتغنى بها الشعراء والمغنون. يغنيها عبد الحليم حافظ (على راس بستان الاشتراكية). تلك السياسة التي تربح بها البعض أرباحا سريعة دون إنتاج حقيقي. فضلا على تدفق أموال العاملين في الخليج بعد ظهور البترول. هذه الأموال التي أظهرت تبايناً بين الطبقات الاجتماعية وتغيراً اجتماعياً عميقاً في وقت قصر جدا.

وكان لذلك ردات فعل أهمها قيام هبة شعبية في يناير 1977 قادها التيار اليساري، لمقاومة التغيير السلبي الذي كان يحدث في المجتمع، ومقاومة ثراء البعض على حساب طبقات اجتماعية كادحة. والتي صحبها تكسير محال تجارية بتغذية من الأجهزة الأمنية. الحدث الذي سماه السادات بـ(انتفاضة الحرامية) لتحجيم هذا الحراك.

ومما ذكره الدكتور عمرو حالة الصدمة لزيارة السادات لإسرائيل، والتي أديرت بتصرف صادم فعلاً من السادات حين أعلن عن رغبته في كسر الحاجز النفسي بين العرب وإسرائيل. وسافر لإسرائيل وخطب في الكنيست وبدأت حركة في المجتمع لرفض هذا الموضوع ومن ناحيته استمر السادات حتى وقع اتفاقية السلام ومعاهدة كامب ديفيد.

وتطرق الدكتور عمرو إلى الانفتاح السياسي الذي قام به السادات فيما سمى بالمنابر والتي تطورت فيما بعد إلى الأحزاب داخل النظام السياسي. ويقول تلك الفترة التي ظهرت فيها قامات سياسية كبيرة، يقول: كنا كشباب ننتظر مقالاتهم أمثال الأستاذ محمد حلى مراد والأستاذ عادل حسين والأستاذ ممتاز نصار والدكتور محمود القاضي رحمهم الله جميعا. وأيضا مجلة الدعوة التي كانت تقاوم توجه السادات في الاتجاه الصهيوني.

وقال إن الدولة كانت تنظم رحلات للشباب للسفر للخارج في الإجازات الصيفية، وانضممت إلى رحلة شبابية لألمانيا. فجمعنا موعد بوزير الشباب والرياضة الدكتور عبد الحميد حسن ليحدثنا قبل السفر.. فكان حديثه بالنسبة لي صادماً، حيث كان عن تسويق زيارة السادات للقدس، والتسفيه من الأمة العربية في حديث أساء فيه للعرب وبألفاظ نابية.  الأمر الذي يظهر توجه الدولة في هذا الوقت في الاتجاه نحو الغرب وأمريكا وإسرائيل في حين كان هناك رفض مجتمعي واسع لهذه السياسات.

ويقول إنه سافر إلى ألمانيا في برنامج يحمل هذا التوجه، فجمعته الرحلة بشباب من بلدان غربية على ثقافات وأخلاق مختلفة. وأن هذه الرحلة أعطته صورة عن أخلاقيات المجتمع الغربي، ويحمد الله أن الله عصمه من التأثر السلبي بها، ويعقب مؤكدا على توجه الدولة في التماهي مع الغرب؟

وتطرق حديثه إلى قامات سياسية وفكرية كبيرة لو كانت موجودة في عصرنا هذا لاختلف المشهد، مثل فؤاد سراج الدين. ومثل كثير من المفكرين الذين تحولوا من الفكر اليساري إلى الفكر الإسلامي بفعل الانفتاح الفكري في هذا الوقت. منهم الدكتور عبد الوهاب المسيري والأستاذ عادل حسين والأستاذ خالد محمد خالد ود. مصطفى محمود ود. محمد عمارة وآخرين.

كل هؤلاء قادوا المجتمع عكس اتجاه نظام الحكم. والذي تظاهر هو الآخر بالمظهر الإسلامي حيث سمى فيه السادات نفسه بالرئيس المؤمن، وأعلن انحيازه للإسلام فجعله (المصدر الرئيسي للدستور) ورغم اعترافه أن الإسلام دين ودولة أبدى تناقضاً بإعلانه (لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة).

وفيما يعتبره الدكتور عمرو يمثل إساءة للسلطة. نقل الدكتور عمرو دراج شهادة عن عمه -والذي كان أستاذ في الجامعة ممن درسوا لزوجة السادات، حيث حكى له أنه ضُغِط عليه لمجاملة السيدة الأولى في الامتحانات والدرجات.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close