fbpx
رسائل كلينتونسياسةترجمات

رسائل كلينتون: استراتيجية الإخوان بعد الفوز بانتخابات البرلمان 2012

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

هذه الوثيقة من إيميلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والتي أرسلها سيدني بلومنتال، المسؤول السابق في مكتب الرئيس بيل كلينتون. وأحد المقربين من هيلاري كلينتون لفترة طويلة، إلى هيلاري رودهام كلينتون، وزيرة الخارجية، والتي أرسلتها بدورها إلى سوليفان جاكوب، نائب كبير موظفي الخارجية الأمريكية آنذاك، وذلك بتاريخ 22 يناير 2012، جاءت بعنوان: “استراتيجية الإخوان ما بعد الانتخابات (البرلمانية)”.

ونسبت الوثيقة المعلومات التي وردت بها إلى مصادر خاصة قالت إنها على اتصال رفيع المستوى مع المجلس العسكري المصري والإخوان المسلمين بمصر، بالإضافة إلى أجهزة مخابرات غربية، وأجهزة أمنية محلية.

وقد جاءت الوثيقة على النحو التالي:

1- صرح مصدر حساس للغاية لديه إمكانية الوصول إلى أعلى مستويات جماعة الإخوان المسلمين، في سرية تامة، أنه في 20 و21 يناير 2012، قام المرشد العام للجماعة محمد بديع وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسي، حزب الحرية والعدالة، بعقد سلسلة حثيثة من الاجتماعات غير المعلنة والسرية أحياناً، في مسعى لتعزيز موقف الإخوان المسلمين بعد نجاحهم في الجولة الأخيرة لانتخابات البرلمان. وقد سعى قادة الإخوان المسلمين خلال هذه الاجتماعات إلى تنسيق خططهم للاستفادة الكاملة من الفوز بالانتخابات البرلمانية، وذلك بعد أن حصدوا ما يتراوح بين خمسة وأربعين إلى خمسين بالمائة من مقاعد البرلمان. وقد اتفق قادة الإخوان المسلمين فيما بينهم على ضرورة تحقيق نوع من التوازن بين حزب النور السلفي من جهة، والأعضاء الذين فازوا بمقاعد في البرلمان من حزب الوفد الجديد الأكثر ليبرالية من جهة أخرى، مما سيوفر لهم ضمان خمسة وسبعين بالمائة من مقاعد البرلمان. وفي الوقت نفسه، فقد كانوا على اتصال وثيق مع ضباط المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، في محاولة لطمأنتهم بأن موقع الجيش ستتم حمايته في إطار الحكومة الإسلامية الجديدة في مصر.

2- ووفقاً لهذا المصدر، فقد كان أحد القرارات الأولى التي اتخذها بديع، بعد التشاور مع رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي، هو اختيار سعد الكتاتني ليكون رئيساً للبرلمان الجديد. ويعتقد هذا المصدر أن بديع كان يرى أن الخلافات الشخصية المريرة بين مرسي ورئيس حزب النور عماد عبد الغفور قد تُعقِّد التحالف الذي أراد الإخوان المسلمون الحفاظ عليه بين الحزبين الرئيسيين (الممثلين في البرلمان)؛ أما الكتاتني، فقد كان على علاقة أفضل مع عبد الغفور. ووفقاً لهذا المصدر، فقد وافق حزب النور بالفعل على العمل مع حزب الحرية والعدالة فيما يخص القضايا الرئيسية، لا سيما تلك المتعلقة بصياغة الدستور الجديد، وتشكيل أول حكومة مدنية في البلاد. ومن خلال العمل معاً، فإن حزب الحرية والعدالة وحزب النور يكونان قد استحوذا على اثنين وسبعين بالمائة من مقاعد البرلمان، وقد أكد الكتاتني لبديع وقادة الإخوان المسلمين الآخرين، أنه يمكنهم الحصول على المقاعد اللازمة لاستيفاء أغلبية ثلاثة أرباع مقاعد البرلمان من خلال أعضاء البرلمان المتعاطفين معهم من حزب الوفد الجديد وأحزاب أخرى صغيرة. وكان رئيس حزب الوفد الجديد، السيد البدوي، بالفعل على اتصال مع مرسي والكتاتني في محاولة لكسب بعض المزايا لحزبه من هذا الوضع.

3- ويرى مصدر حساس للغاية، بشكل خاص، أنه مع هذا الفوز، فإن جماعة الإخوان المسلمين ستقود مصر نحو التحول إلى جمهورية إسلامية بشكل سريع، حتى وإن كانت هذه الحكومة تستطيع العمل مع حكومات وشركات غربية يتم اختيارها. ويعتقد هذا المصدر أن التحدي الكبير القادم أمام قادة الإخوان المسلمين سيكون العمل على تجنب إغراءات المبالغة في تقدير قوتهم من خلال السماح لحزب النور لجَرّهم نحو اعتماد تفسير أكثر صرامة للشريعة الإسلامية في الدستور الجديد. ففي هذه الحالة، سيظلون معرضين لمواجهة تهديد من الجيش، خاصة إذا أدت أي من هذه الخطوات إلى جهود لاتخاذ إجراءات قانونية ضد المشير محمد حسين طنطاوي وقادة المجلس العسكري الآخرين. أما إذا تحلَّوا بالصبر وسمحوا للجيش بالحفاظ على وضعه في المجتمع، فسيكون الإخوان المسلمون، كما يرى هذا المصدر، قادرين على التعويل على دعم عموم منسوبي الجيش، الذين تشير استطلاعات الرأي التي تجريها جماعة الإخوان المسلمين إلى أنهم يؤيدون بقوة إقامة دولة إسلامية.

4- ووفقاً لمصدر حساس، فإن الإخوان المسلمين ملتزمون بالحفاظ على العلاقات الاقتصادية (القائمة) مع الشركات والشركات الغربية و وتأسيس (علاقات جديدة). ومع ذلك، فإن على هذه الكيانات الغربية أن تفهم أن الحكومة المصرية الجديدة ستكون ملتزمة تماماً بحكم الشريعة الإسلامية وأنه يجب احترام هذا الالتزام. ويرى هذا المصدر أن الحكومة المصرية الجديدة ستعيد تحديد العلاقة مع دولة إسرائيل؛ ففي الوقت الذي ستتوقف فيه (الحكومة الجديدة) عن دعم توجيه عمل عسكري ضد إسرائيل، فإنها ستنأى بنفسها بعيداً عن حقبة التعاون الماضية (مع تل أبيب). ويرى هذا المصدر المطلع أن النتيجة الفورية لهذا التغيير، ستكون إنهاء التعاون مع قوات الأمن الإسرائيلية في السيطرة على حركة القوات التابعة لحركة حماس ومعداتها عبر الحدود المصرية مع غزة. ويعتقد نفس هذا المصدر أن الجيش المصري وأجهزة المخابرات ستشرع بالفعل في تقديم المساعدة لحماس بشكل متزايد وغير معلن.

5- ووفقاً لهذا المصدر نفسه، فعندما تم إبلاغ بديع ومرسي والكتاتني أن محمد البرادعي قد انسحب من الترشح في الانتخابات الرئاسية، قال الكتاتني إن الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أدرك أن الدستور الجديد سوف تتم صياغته بطريقة ستجعل منصب الرئيس منصباً شرفياً، مع تكريس السلطة الحقيقية للبرلمان، وبالتالي لمنصب رئيس الوزراء. ويتوقع قادة جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة أن يفوز الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى في الانتخابات الرئاسية (كان ذلك قبل دفع الإخوان بمرشح لهم في الانتخابات الرئاسية). وقد أشار بديع إلى أن هذا لن يُمثل أي مشكلة، وقد يخدم غرضهم، باعتبار أنه سيطمئن طنطاوي الذي تربطه علاقة جيدة بموسى. ووفقاً لهذا المصدر، فإنه في الوقت نفسه يعتقد قادة الإخوان المسلمين أن موسى سيكون راضياً عن دوره كرئيس شرفي ولن يحاول تحدى سلطة البرلمان الذي تستحوذ عليه جماعة الإخوان المسلمين. ولكنهم كانوا قلقين إلى حد ما من أن البرادعي كان يتوقع أن يكون رئيساً للدولة والحكومة (في نفس الوقت)، الأمر الذي كان يمكن أن يسبب مشكلة لجماعة الإخوان المسلمين. ووفقاً لهذا المصدر، فإن البرادعي، مثل موسى، كانت له علاقات سابقة بجماعة الإخوان المسلمين، لكنه أصبح عنه طموح شخصي خلال السنوات التي قضاها في مكاتب الأمم المتحدة في فيينا.

تنويه: هذا النص العربي هو ترجمة دقيقة للأصل المنشور باللغة الإنجليزية في رسائل هيلاري كلينتون التي تم كشف السرية عنها على أن يتم التعامل مع كامل النصوص، وفق معايير الضبط العلمي والمنهجي عند الدراسة والتحليل.

رسائل هيلاري كلينتون قراءة أولية في وثائق كانت سرية

رسائل هيلاري كلينتون قراءة أولية في وثائق كانت سرية

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close