كانت الحياة السياسية قبل الثورات العربية لا تسمح للحياة الفنية أن تُغرد خارج سرب السلطة إلا بقدر معلوم، وعالم الفن كان أقرب ارتباطاً بمؤسسات الدولة من غيره، حيث تستثمر الأنظمة فيه الشهرة والوجاهة لامتلاك القدرة على التأثير وتوجيه الرأي العام. ويستثمر الفنانون علاقاتهم مع رجال النظام للحصول على النفوذ والمصالح والاستمتاع بالحياة ضمن دائرة المحسوبيات. وهو أمر ليس بدعاً في أهل الفن، فالحياة في المجتمع الشمولي تتجه بوصلتها حيث تكون المصلحة.
لكن ثورات الشباب في أنحاء الوطن العربي، صنعت روحاً جديدة متمرِّدة، لم ينفذ منها الشارع الفني، الذي انقسم إلى فريقين متضادين. أحدهما مؤيد لحق الشعوب العربية في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. والثاني مدافع عن مصالحه القريبة والتاريخية مع الأنظمة القائمة، مبرراً قمعها للثورات ومدافعاً عن بطشها بالثورة وشبابها. والسلطة العربية لا تعرف الحلول الوسط، فهي تُقسم المجتمع إلي موال ومعارض، وهذا ينسحب على الفن، فلا حياد هناك إذا تعلق الأمر بوجودها.
وهكذا كان على الفنان إما الوقوف إلى جانب الحاكم والدفاع عنه أو الانحياز إلى نبض الشارع رغم ما يحمله ذلك من مخاطر. والنظام القمعي لا يتوانى في إخضاع الفنانين الذين في متناوله وابتزازهم، وربما إجبارهم على التسبيح بحمده والغناء له.
ومع بداية الثورات العربية، لم يتردد فنانون في الانخراط في الاحتجاجات على الأوضاع القائمة، إلا أن فنانين آخرين غامروا بالارتماء في أحضان الأنظمة، ودافعوا عن الأنظمة بكل شراسة مبررين الأمر بأنها ما هي إلا مؤامرات خارجية تهدف إلى القضاء على الأوطان، مما عرضهم لغضب جمهورهم، على الرغم مما قدمه البعض منهم من تاريخ فني واع.
ومن أهم الثورات التي شهدت مواقف الفنانين المتغيرة ثورة 25 يناير حتي الانقلاب على أول رئيس مصري منتخب. نستعرض دور الفنانين مع السلطة في قمع الثورة المصرية والانقلاب عليها، وقوة تأثيرهم في الشارع المصري؟.
اللقطة الأولي وغياب الفنانين
مازال مشهد بيان الانقلاب العسكري الذي أعلنه عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو 2013 على أول رئيس مصري منتخب ماثلا أمام الأذهان. بعض رموز القوى السياسية والدينية ممن أيدوا الانقلاب كانت حاضرة المشهد ولكن الغياب الواضح في الصورة عدم حضور أي فنان رغم أنهم أول المستدعين لعبد الفتاح السيسي والمستغيثين به، عندما كان وزيرا للدفاع في فترة حكم الرئيس محمد مرسي.
كان لقاء السيسي مع الفنانين سابقا لهذا المشهد عندما دعا السيسي مجموعة من الفنانين والمطربين لحضور الاحتفال بعيد تحرير سيناء بجامعة المستقبل في أبريل عام 2013 كان هذا اللقاء هو الشرارة الأولى الرسمية المعلنة للتأثير على عاطفة الناس ووعيهم والتصريح بشخصية المنقذ، وقد أدى السيسي المشهد بطريقة الممثل العاطفي كما وصفه الشيخ حازم أبو اسماعيل.
وقد وجه السيسي التحية للفنانين والإعلاميين والضباط والجنود أثناء الاحتفال وألقى كلمه بعد الانتهاء من الأوبريت الغنائي كان من أشهر كلماتها والتي تم ترديدها فيما بعد مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا وبكرة تشوفوا مصر. وردد الحضور بعد ختام كلمة السيسي هتافا جماعيا .خلي السلاح صاحي. ولم ينتبه الكثير لمفهوم أغنية خلي السلاح صاحي – الأغنية التي تم غناؤها أثناء حرب الاستنزاف ضد العدو الصهيوني- وترديدها في هذه المناسبة ولمن؟
تصوير مشهد 30 يونيو
وفي نفس المكان الذي شهد انطلاقة ثورة 25 يناير كانت الاحتفالات بالانقلاب بميدان التحرير والذي لعب فيه دور البطولة هو من يقف خلف الكاميرات بإخراجه لهذا المشهد بالجموع الغفيرة من الشعب المصري سواء كان العدد صحيحا أم أقل مما قيل ولكن يبقى المشهد واللقطة شاهدة على دور المخرج خالد يوسف والذي عُرف بمساندته لثورة 25 يناير بشكل كبير، واستمرت هذه المساندة عقب تظاهرات 30 يوينو عام 2013، عندما تم تصوير جموع المتظاهرين في ميادين مصر بالطائرة الهليكوبتر، ثم بثها على الفضائيات “لتشجيع الشعب على المشاركة”. أما بعد بيان السيسي في 3 يوليو، خرج يوسف وأكد أن مشهد 30 يونيو “ليس موجوداً في العالم، وأن العدد لا يقل عن 30 مليون متظاهر بالشوارع”.
لعب خالد يوسف دوره ببراعة لإظهار المشهد أمام العالم بثورة شعب جديدة ودوره بعد ذلك وباقي الفنانين لتثبيث أركان المنقذ الجديد لتفويضه بأمر التخلص من معارضيه لأنه الإرهاب المحتمل، هكذا كان السيناريو لحبكة فنية عالية. فكان الفنان المصري هو الأداة المستخدمة لظهور قائد الانقلاب بالنجم الأوحد ونجم الشباك.
أما الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي فوجّه الشكر العميق للشعب المصري، والجيش، والفريق عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، عقب بيان عزل مرسي، مؤكداً أنه سعيد بشكل خاص “لأن الله حقق ما توقعه في أشعاره، حيث قال في أحدث قصائده “يا ريس المركب يا حلاوتك.. ياللي سواقتك عجباني.. من كتر خوفنا على راحتك هنشوفلها ريس تاني”.
الفنان تامر حسني والذي سبق وهاجم ثوار 25 يناير، ثم ضُرب في ميدان التحرير بعد نزوله لهم، واعترف حينها بتضليله إبان ثورة يناير، أكد أنه غُرّر به ليدافع عن النظام السابق، ساند 30 يونيو والفريق السيسي قائلاً: “بعدما سمعت بيان الجيش حضر في دماغي أغنية إيهاب توفيق “الله عليك يا سيدي” بس سامعها سيسي، الله عليك يا سيسي تحيا مصر”4 .
أما الفنان هاني رمزي فشارك في تظاهرات 30 يونيو وخرج في مسيرة ضمت مجموعة كبيرة من الفنانين، وقال إنه “متفائل بسقوط النظام، لأن الشعب المصري قال كلمته”.
بينما رفعت منى زكي “القبقاب”، احتجاجاً منها على سياسة النظام، واعتبر خالد النبوي أن “المصريين مصممون على صنع مستقبلهم بأيديهم”. فيما رفع عدد من الفنانين المشاركين في نفس المسيرة “الكارت الأحمر” في وجه النظام، ومنهم أنغام، كريم عبد العزيز، حسين فهمي، أحمد حلمي، جميل راتب، ثم باركت الفنانة يسرا اللوزي عقب خلع مرسي قائلة: مبروك لمصر التخلص من حكم الإخوان وعقبالك يا تونس، عقبال سورية وليبيا. الرابط
السيسي يلتقي بالفنانين
ثمة الكثير من المهام التي يُمكن أن توكل لوزير دفاع دولة ما، ليس من بينها استضافة الفنانين ولاعبي كرة القدم في الثكنات العسكرية، فإذا ما ظهرت لقاءات كهذه، وبغير مناسبة حقيقية تبررها، فإنها قد تشي على الأرجح بأن صاحبها يتطلع إلى ما فوق مهامه العسكرية، وهو ما ينطبق على حالة السيسي (6)
بعد أسابيع قليلة من لقاء السيسي بمجموعة من الفنانين في احتفال جامعة المستقبل بعيد تحرير سيناء، في 12 مايو (آيار) 2013 استضاف السيسي، في مقر الوحدة التاسعة مدرعات بالمنطقة المركزية نخبة من الفنانين ولاعبي الكرة، أبرزهم عادل إمام، ويحيى الفخراني، وحسين فهمي، وطلعت زكريا، وأحمد بدير، ومحمود قابيل، وشريف منير، وأحمد السقا، وأحمد عز، ومحمد فؤاد، إلى جانب مفكرين وسياسيين، مثل مصطفى الفقي، وعلي السلمي، والكاتب مكرم محمد أحمد، ومحمود مسلم، وياسر رزق، فضلاً عن بعض الرياضيين، مثل شوبير، وأحمد حسن، وعبد الحميد بسيونى.
وأكد الفنان عادل إمام أنه سعيد لوجوده “جوه قلب الجيش المصرى”، وقال: أقدم اعتذارى للجيش المصرى من بعض الناس اللى قالوا كلام غير محترم على خير أجناد الأرض، وأضاف: “الجيش ده مش ملك للحكومة ولا لحد، ده ملك الشعب، وسعيد وفخور بوجودى مع أبناء الجيش وضباطه وأفراده وقادته”.
وقال طلعت زكريا إن الجيش أصبح السند الذي يعول عليه الجميع في المستقبل وأي دعوة له تلبيها كل طبقات المجتمع. وعن هدف اللقاء يقول اللواء دكتور محمود خلف الخبير الاستراتيجى ومستشار رئيس أكاديمية ناصر العسكرية العليا إن الرسالة كانت واضحة من خلال كلمات الفريق السيسي: “اطمئنوا.. جيشكم بخير”، وملخصها “الاقتراب من الجيش بمثابة اللعب بالنار”7.
ويمكن القول إن تلك اللقاءات مهدت لاحقا للقبول الشعبي بالدور السياسي للسيسي والتي لم يلتفت الكثيرون لها في حينها، حتى تمكن السيسي من إزاحة العقبات التي تعوق طريق وصوله إلى عرش مصر. وتوالت اللقاءات بعد ذلك مع الفنانين، في العام نفسه في شهر مايو، دعا السيسي مجموعة من الفنانين كان على رأسهم “عادل إمام” و”حسين فهمي” لحضور تفتيش الحرب الذي أجراه بالفرقة التاسعة مدرعات. وبعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وفي ذكرى احتفالات أكتوبر عام 2013، دعا السيسي بعض الفنانين وعلى رأسهم الفنان “أحمد السقا” لحضور احتفالات نصر أكتوبر. وفي مايو عام 2014 دعا السيسي لعقد اجتماع مع الفنانين، وذلك أثناء ترشحه للرئاسة أبرزهم الفنانة فاتن حمامة ودار الحوار بينهم حول مستقبل الفن والإبداع في مصر. الرابط
ووطد السيسي علاقتة بالفنانين بعد توليه الحكم، وفي ذكرى احتفاله بعيد الشرطة في يناير عام 2015 “وهو نفس يوم ثورة 25 يناير 2011” وجه السيسي دعوة للفنانة “يسرا” والفنان “أحمد السقا” لحضور الاحتفال. وفيها قال السيسي جملته الشهيرة: “يا أستاذ أحمد أنت وأستاذة يسرا والله هتتحاسبوا على ده”، في إشارة إلى أن للفن دورا كبيرا في التأثير على الشعب. الرابط
بعد توليه السلطة بفترة وجيزة ومع أول زيارة رسمية له للولايات المتحدة الأمريكية في 23 سبتمبر 2014 لحضور اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاء كلمة مصر أمام قمة المناخ ضم الوفد المصاحب للسيسي في هذه الزيارة الخارجية بعضا من السياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال والصحفيين والفنانين للهتاف له أمام مقر الأمم المتحدة وكان على رأس الحضور في هذا الوفد الفنانة يسرا والفنان محمود قابيل والإعلامي عمرو أديب وكمال أبو عيطة وزير القوى العاملة الأسبق وغيرهم. وقد أثار هذا الحضور العديد من الانتقادات إذ رأى البعض أن السيسي يبحث عن إثبات شرعيته وتأكيد أن 30 يونيو ثورة وليس انقلابا. الرابط
لم تكن هذه الزيارة هي الوحيدة التي ضمّت وفدا من الفنانين مع السيسي، لكن شهدت زيارة أخرى، ففي يونيو عام 2015جاءت زيارة السيسي لألمانيا في ظل الانتهاكات التي كانت تشهدها مصر خلال هذه الفترة، ولا تزال مستمرة حتى الآن، من حالات إعدام واعتقالات للمعارضين وسجن عدد كبير من الصحفيين، كانت هذه الأجواء كفيلة بأن تجعل السيسي يحاول أن يتجه إلى استخدام الفنانين كأداة لدعم شرعيته في الخارج والذهاب معه إلى ألمانيا والتغني بـ “المصريين أهمه” بصوت المطربة المعتزلة ياسمين الخيام وترديد الفنانين.
وشمل الوفد المصاحب للسيسي 19 فنانا وفنانة، منهم يسرا، وإلهام شاهين، وممدوح عبد العليم، وأحمد بدير، وسامح الصريطي، ولبلبة، وياسمين الخيام، وغيرهم، بالإضافة إلى وفد آخر مكون من سياسيين وإعلاميين، وقد أُثير الجدل حول تحمل الرئاسة تكاليف سفر الوفد المرافق للسيسي في ألمانيا، لكن سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية في ذلك الوقت صرح بأن سفر الفنانين كان على نفقاتهم الخاصة ولم يكن على نفقة الدولة. الرابط
وأعلنت الفنانة يسرا التي كانت ضمن المشاركين في الوفد لدعم السيسي أن سفر الفنانين كان بمبادرة من غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع بجانب عدد من القنوات الفضائية وهذا ما أكد عليه رجل الأعمال محمد الأمين رئيس غرفة صناعة الإعلام بأن تكاليف وفد الفنانين كانت بدعم من غرفة صناعة الإعلام.
وقد علق البعض على اصطحاب السيسي للوفود معه في جولاته الخارجية بأنه دليل على ضعف موقف السيسي، لذلك يلجأ إلى مثل هذه الوفود الفنية أو الإعلامية من أجل دعمه وإظهار مدى شعبيته الكبيرة.
الرابط
تجميل وتحسين الصورة
احتاج النظام الحاكم إلي تحسين صورة الجيش وتجميلها وإظهار الرفاهية التي يعيش فيها المجندون على عكس المتداول عن الجيش بأن الحياة صعبة وسيئة، فلجأ إلى تغيير هذه الفكرة عن الجيش واستخدام الفنانين كأداة لتجميله -على طريقة أفلام اسماعيل يس في الجيش والطيران وغيرها في حقبة جمال عبد الناصر-، ظهر ذلك واضحا عندما التحق الفنان “محمد رمضان” لأداء الخدمة العسكرية وصناعة نجم عسكري من الفنانين ولكن ليس بشكل ساخر كما كان يؤدي اسماعيل يس في أفلامه رغم استمرار هذه الصورة الذهنية للعسكري وتأثيرها على المجتمع.
لجأ الإعلام إلى تسليط الضوء علي محمد رمضان منذ تقديم أوراق التحاقه لأداء الخدمة العسكرية في الجيش المصري في يناير 2017، والتحاقه بمركز تدريب التجنيد التابع لقوات الصاعقة بمنطقة “أنشاص” ببلبيس بمحافظة الشرقية لمدة عامين. لم يجد النظام في هذا الوقت أفضل من أن يكون رمضان هو المجمل لصورة الجيش المصري خاصة في ظل الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها بين الشباب، وفي ظل دخول الجيش في السياسة، وتورطه في عمليات قمع وقتل للمصريين، بجانب كل هذا المحاكمات العسكرية التي تطبق على المدنيين من المعارضين للنظام الحالي. الرابط
وفي شهر رمضان 2017 نشر موقع وزارة الدفاع فيديو ظهر فيه محمد رمضان أثناء حضوره حفل إفطار جماعي جمع مقاتلي القوات الخاصة من رجال الصاعقة والمظلات في حضور الفريق أول “صدقي صبحي” وزير الدفاع آنذاك، الفيديو أحدث جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ظهور محمد رمضان في حفل الإفطار مما يدل على المعاملة الخاصة التي يعامل بها في الجيش. وفي زيارة لقوات الصاعقة المصرية لمستشفى 57357 ظهر محمد رمضان بزيّ الصاعقة، وكان المتحدث الرسمي نيابة عن قوات الصاعقة التي جاءت في زيارة للمستشفى بالرغم من أنه مجرد مجند، والمفترض أن يكون القائد لقوات الصاعقة هو المتحدث في الإعلان. الرابط
ويعلم النظام الحاكم أن الأغنية أسرع وأقوى في التأثير على وعي الشعب فتم إسناد الأغنية الوطنية بعنوان: جيشنا صعب، بثوبها الجديد للممثل محمد رمضان الرابط
فنانون تصدوا للثورة منذ شرارتها الأولى
قائمة الفنانين المصريين الذين تصدوا للثورة وعاونوا النظام في قمع الشباب، بدأت منذ الأيام الأولى في ميدان التحرير. حين حشدهم تلفزيون مبارك وفضائيّاته للتشهير بالثورة، ووصفها بالمؤامرة والتخريب. الفنانة عفاف شعيب، التي خرجت لتقول إن الثورة القائمة في يناير، حرمت أبناء أختها من النزول إلى محل “كبابجي”، لأنهم كانوا يشتهون أكل لحوم مشوية! وسماح أنور التي قالت عن ثوار التحرير: “يولعوا بجاز”، ووصفت ثورة يناير بالمؤامرة.
وكثرت استضافة تامر عبد المنعم في القنوات المصريّة ليسفّه الثورة، ويطالب بحذفها من مناهج التاريخ. والمطرب محمد فؤاد الذي بكى على التلفزيون وهو يتوسل للمتظاهرين ليخرجوا من الميدان بعد خطاب مبارك. والملحن عمرو مصطفى الذي وصف ثورة يناير بالنكسة، وأن الإطاحة بمبارك يخدم أجندات أجنبية. والفنانة روجينا التي وصفت الثورة بأنها سبب الفوضى.. وغيرهم الكثير.
عشرات المواقف التي لا يمكن أن تٌنسى خلال ثورة الشعب المصري. بعض هذه المواقف وصل حدّ التحريض على قتل المعارضين، حيث أطل علينا عدد من الفنانين بجانب بعض الإعلاميين الموالين للسلطة الذين طلبوا من عبد الفتاح السيسي ممارسة سلطاته المطلقة و”إبادة” المعارضين، خصوصاً من كانوا مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين.
الرابط موقف نوال الزغبي بدا أشبه بموقف الفنان المصري أحمد بدير خلال ثورة 25 يناير. القلق والخوف هما سمتا المرحلة بالنسبة لهما، فبدير حينها بكى “قلقاً” على مصر مباشرة على الهواء، وعلا غانم التي أطلقت “زغرودة” في معرض ردها على أسئلة طوني خليفة، فرحاً برحيل الإخوان عن الحُكم، ووصفت ثوار 25 يناير 2011 بأبشع الصفات، واعتبرت من قام بالثورة وقتها “شحادين وبلطجية”، معتبرةً الفترة التي خلفتها الثورة بالسنوات السوداء، “أكره ثورة 25 يناير، دي كانت أيام وسنين سودة، وأي حد يفتكرها لازم يمتعض، والتغيير كان ممكن أن يحدث بدونها، ولكن إحنا اتفعصنا أربع سنين بسببها”.
مُعتبرةً أن السيسي جاء لإنقاذ مصر، مطالبةً بمنحه أربع سنوات لتحقيق الازدهار المنشود، وقالت “أنا في منتهى السعادة بنظام عبدالفتاح السيسي، وكل يوم بحبه أكثر، وأقول إن هو ده اللي يمثلني”. في الوقت الذي أعربت عن سعادتها برحيل نظام مبارك الذي ساهم في تعمير البلد، حسب تعبيرها. كما وجّهت انتقادات لكل زملائها الفنانين الذين ساندوا ثورة يناير، من دون أن تسميهم، معتبرةً أنهم خذلوها وخذلوا مصر قبلها.
وهنا يُطرح سؤال؛ هل الدور الذي لعبه الفنانون على الشعب كان جديدا، أم أن له سوابق في التاريخ القريب والبعيد؛ تمت بنفس الأدوار ونفس أدوات التأثير التي استخدمتها السلطة، ونتائجها؟
الهوامش والمصادر:
1 بيان عزل الرئيس مرسي الذي ألقاه السيسي
2 كلمة السيسي وزير الدفاع في حفل تحرير سيناء 28-4-2013
3 هنا العاصمة – 30-6-2013 -الفنانون والمثقفون يشاركون في مظاهرات 30 يونيو
4 تامر حسني على طريقة إيهاب توفيق: الله عليك يا سيسي
5 منى زكي ترفع القبقاب وتهتف: ليلة أبوكو ليلة سودا
6ـ حلم أقدم مما تتصور.. رحلة السيسي لقصر الحكم بدأت قبل 2011 وليس بعد مرسي
7- بالصور.. كواليس لقاء عادل إمام والسقا وعز مع أبطال جيش مصر
8- فنانو مصر كيف تحول الفن في مصر لأداة بيد السلطة
9- فيديو أحمد السقا في لقاء المشير عبد الفتاح السيسي مع الفنانين
10- فيديو.. ماذا قال الرئيس السيسي للفنان أحمد السقا والفنانة يسرا
11- فيديو.. من أمام مقر الامم المتحدة .. رشا مجدي ولقاءات مع شعب مصر
12- أحمد موسى يغنى مع مجموعة من الفنانين اثناء استقبالهم للسيسى في المانيا
13- يسرا عن زيارة “ألمانيا” مع “السيسي”: الرئيس ما يعرفش
14- فيلم “حرّاس الوطن” بطولة المجند “محمد رمضان” وأفراد قوات الصاعقة المصرية – الجزء الأول
15- إعلان مستشفى 57357 – رمضان 2017 – النجم محمد رمضان – للتبرع
17- تامر أمين لـ “الرئيس” : أفرم يا سيسي .. أفرم يا جيش
18- رسالة الرئيس جمال عبد الناصر إلى الشعوب العربية
20- مشاهد في فيلم الأيدي الناعمة
21- عن الفن والأدب في ظل الناصرية: دراسة لدور المثقف في ظل حكم الزمرة
الآراء الواردة تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن المعهد المصري للدراسات.