
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
تحت عنوان، “فينيكس غزة.. الفلسطينيون الذين لم تروهم”، كتبت الصحفية الإيطالية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، فرانشيسكا بوري، مقالا لصحيفة لاريبوبليكا الإيطالية لينشر في عددها الأسبوعي “IL Venerdi di Repubblica”الجمعة 14 مارس باللغة الإيطالية وعدة لغات أخرى.
وقد قمنا في المعهد المصري بترجمة المقال للغة العربية، حيث ستقوم الصحيفة الإيطالية بنشر ترجمة المعهد أيضاً على موقع الصحيفة. ويقوم المعهد المصري بنشر الترجمة العربية للمقال تزامناً مع النشر في الصحيفة الإيطالية. وقد جاء المقال كالتالي:
كيف يمكن إعادة بناء غزة؟
بينما تريد دولة الإمارات أن تُصبح غزة بمثابة “دبي” جديدة، تفضل مصر أن تكون مدينة ساحلية تُطل على البحر الأبيض المتوسط، مدينة تكون أقرب إلى المدينة السابقة. أما الأمم المتحدة فقد لجأت إلى معهد الهندسة المعمارية الجامعي في البندقية (لطلب المشورة). وأما بالنسبة لترامب، فإن ما يهم هو أن مربط الفرس يكمن في “سيناء”. وهكذا، فللجميع رأيه في إعادة إعمار غزة: باستثناء الفلسطينيين فقط، الذين أنشأوها أول مرة في واقع الأمر.
يقول يحيى سراج، البالغ من العمر 62 عاماً، والذي كان يرتدي سترة تُظهر بوضوح وكأنه أحد رؤساء العمال: “فجأة، يُقال لك: اذهب، اذهب إلى منزلك؛ وكأن هذا الأمر من السهل بمكان. فمن الواجب أن يتم إعادة فتح الشوارع أولاً، إعادة فتحها بالترتيب المناسب، وإلا فلن يتم تحقيق أي تقدم”، وكانت هناك خريطة تبين الأماكن الرئيسية التي يجب التركيز عليها، خاصة وأن الشوارع كانت ترزح تحت أطنان من الأنقاض في كل متر مربع من المكان. حيث قال سراج “إن المشكلة ليست في مجرد إعادة فتحها: المشكلة هي في العثور عليها بالأساس”.
لقد كان يشغل منذ عام 2019 أقل وظيفة يمكن أن تكون مطلوبة في العالم؛ إنه رئيس بلدية غزة. حيث كان يتحدث عبر تطبيق واتساب، كنازح من أرضه مثل أي شخص آخر، وكان في منزله المؤقت للمرة السادسة عشر، أو ربما السابعة عشر، فقد اختلط عليه الأمر بخصوص العدد؛ وكان منهكاً، في ظل الأمطار التي كانت لا تتوقف عن الهطول، وتغمر من الأرض ما لم تغمره بعد مياه الصرف الصحي. وكانت حوالي 7500 طن من الذخائر غير المنفجرة وكذلك بقايا جثث تتناثر هنا وهناك. وكانت هناك حجارة، أو ما تبدو وكأنها حجارة، وهي في الحقيقة عظام: فهذه قصبة ساق، وهذا فك، وذاك إصبع.”
“وكان الهواء محملاً بكثافة شديدة بالغبار والملوثات البيئية كالأسبستوس والديوكسين. وأما عن 19 يناير، أي عن بدء تطبيق وقف إطلاق النار في غزة، فقد قال فقط: “لقد تحولنا من وضع الكد من أجل البقاء إلى وضع الطوارئ”. وأما عن منزله، وعن كل ما يملك من حطام الدنيا، فليس لديه سوى إناء من الفخار؛ لا شيء آخر.”
ويقول: “في الواقع، لم تبدأ إعادة الإعمار بالفعل في غزة الآن، فهي لم تنتهِ أبداً. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن عمليات إعادة الإعمار السابقة، حيث بدأت إعادة الإعمار بعد ما حدث في عام 2014، كانت لا تزال جارية. ولكن قبل كل شيء، فلأن الحرب لا تشمل فقط ما قبلها وما بعدها، بل وأيضاً ما يجري أثناءها؛ حيث لا تكون الحياة طبيعية: لكنها على الأقل ليست متوقفة؛ فبطريقة ما، تستمر”. ويقول إن ذلك يتم بكل ما تستطيع: من مواد يُعاد تدويرها، ومواد النفايات، والخردة؛ فما يهم هو أن تعمل.
“وعندما أمر الجيش الإسرائيلي كل سكان الشمال بالتحرك جنوباً، إلى رفح، ثم من رفح إلى جنوب رفح، ومن جنوب رفح إلى شرق رفح، ثم إلى غرب رفح، ومرة أخرى من الجنوب إلى الشمال، هنا وهناك. لم تكن الأمم المتحدة موجودة في الميدان وعلى الأرض، باستثناء المهندسين والكهربائيين والسباكين في غزة – حيث يتم تجميع وتفكيك كل شيء.”
أما في وسائل الإعلام، فيُظهروننا ونحن نطبخ الأرز على نار المخيم في الوحل. فمن أين لك بشبكة الـ “واي فاي” التي تحصل من خلالها على صورة الوحل، من أين يأتي ذلك؟ إن غزة ليست مجرد ركام”.
لا تتخيلوا كيف تكون نتيجة عملية المسح السكاني في بلدة صغيرة. فغزة، أقصد مدينة غزة فقط، يبلغ عدد سكانها 900 ألف نسمة. ويحيى السراج، رئيس البلدية، هو مهندس، درس في برادفورد في بريطانيا، وحصل على درجة الدكتوراه في البنية التحتية، وهو مثله مثل العديد من الخبراء ضمن طاقمه. لقد قاموا في الأشهر الأخيرة، بالتعاون مع متخصصين من غزة والضفة الغربية، ومن كل مكان، أوروبيين وأميركيين وعرب، بوضع خطة إعادة إعمار تمت مناقشتها والموافقة عليها بالإجماع من قبل جميع البلديات الخمس والعشرين في القطاع. إنها تسمى “فينيكس غزّة” أو “عنقاء غزّة”، وهي خطة وُضعت من أجل غزة: ولكن قبل كل شيء، فهي من أجل غزة فقط.
يقول يحيى السراج “لأن الهدف هو إعادة بناء المدينة، نعم، ولكن إعادة بنائها كمجتمع؛ وليس فقط استعادة الحياة بها، بل ونمط حياة غزة أيضاً، مع إعادة الإعمار التي هي أيضاً إعادة بناء اجتماعي وثقافي. ففي نهاية المطاف، المدينة ليست بمبانيها: بل ما بداخلها. إنه تحد كبير، لمنطقة لم تعد تتوفر بها مياه شرب حتى قبل يوم السابع من أكتوبر. فما هناك فقط هو مياه مالحة، مياه البحر. والآن، وبعد مقتل 47,000 شخص ووجود 13,000 في عداد المفقودين، حيث ألقيت على القطاع أطنان من القنابل أكثر من تلك التي ألقيت في الحرب العالمية الثانية بأكملها.”
“يقال لنا أنه في غضون ثلاث سنوات، سيكون كل شيء على ما يرام. لكن هذا غير صحيح. فوفقاً للأمم المتحدة، فإن 70% من المباني لا يمكن إصلاحها. وفي ظل القيود الحالية، أعني الضوابط المفروضة على الحدود حالياً على دخول الأسمنت، وأي شيء قد يكون له استخدام عسكري محتمل، فإن إعادة الإعمار ستستغرق 80 عاماً. أما بدون تلك القيود، ففي غضون 15 عاماً ستكون المنازل جاهزة – منازل فقط.” ويقول السراج: “كم هو عدد الفلسطينيين الذين سيغادرون، في غضون ذلك؟” لأن هذا هو الخطر، وبغض النظر عن ترامب. “لهذا السبب فإن هذه الخطة (فينيكس غزة) تعتمد على خطوات تقدمية، حتى لو كانت بسيطة، ولكن بشكل أو بآخر، هناك خطوات فورية، وقبل كل شيء، فهناك عملية إعادة التدوير، إعادة تدوير ذلك الحطام. إنها الخطة الوحيدة التي تسمح للفلسطينيين بالبقاء حيث هم”.
لم يُرسَل إليه أي من الخطط الأخرى (الخارجية) المطروحة على الطاولة. فهذه الخطة لم يضعها مخططو المدن: بل وضعها قطاع العقارات هناك.
لأنه كما قال ترامب بصراحة، فإن الواجهة البحرية لقطاع غزة هي في حد ذاتها صفقة. وعملية إعادة الإعمار هي عمل تجاري أكثر من كونها مخاطرة سياسية. فهي عمل تجاري بقيمة 50 مليار دولار.
أما خطة “فينيكس غزة” فتعيد تشكيل غزة التي استشرت بها الفوضى (المعمارية) على مر الزمن، تعيدها بيتاً، بيتاً، كمدينة تمتد على بعد 15 دقيقة بالسيارة – مدينة حيث يمكنك الوصول إلى كل شيء بها في غضون 15 دقيقة بالسيارة؛ وذلك من خلال إعادة ترتيب القطاع إلى ثلاثة أحزمة: حزام على البحر، وحزام أوسط مكتظ بالمباني، وحزام داخلي للزراعة والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى حزام متقاطع، وادي غزة الذي قطع الشمال عن الجنوب في أثناء هذه الحرب، والذي سيصبح بمثابة مِفصَل، بدلاً من ذلك، مفصل مادي واجتماعي: منطقة خضراء.
ويستدرك يحيى السراج: “لكنها ليست خطة: إنها إطار عمل”. حيث يجب دمجها بمشاريع أكثر تفصيلاً. والأمر في ذلك يتعلق بالكيفية، وليس ماذا (سيتم). أما بخصوص المبادئ والأساليب والأدوات، “فإنها ليست بديلاً للدور الدولي. لكننا لا نريد أن نكون مجرد قوة بشرية: لأنك لا يمكن أن يتم محوك فقط من خلال الضربات الجوية”.
والخوف هو أن يبقى اسم غزة فقط، لتكون أشبه ببيروت إلى حد ما، وهو ما يشبه بيروت من قبل: ولكن ليس بين هذه وتلك أي قواسم مشتركة. ولهذا السبب كانت الأولوية واحدة، كما يقول السراج، حتى في أحلك الساعات، وحتى في حين كان كل شيء ينهار: هي حماية الأرشيف، وسجل الأراضي، وسجل الأحوال المدنية، وسجل الأعمال؛ وإلا، كما يقول، فبعد انتهاء الحرب، فمن يا ترى يملك ماذا؟ ومن كان في أي مكان؟ البيانات.. وهو ما لم يخطر ببال أحد.
أما في إحدى الخطط الأخرى، فحتى خريطة غزة خاطئة؛ وكذلك حدودها، حيث جزء منها بحسب تلك الخريطة يقع في “إسرائيل”.
ويبدو أن ملامحه كانت ملفتة للنظر، حيث أنهكه الجوع، والبرد، وتلك الدماء، وكل أولئك الذين ماتوا أمامه، وبجواره، وعليه. والآن، فبسبب حصار كل أولئك الذين ليس لديهم أي شيء، فلا أحد يلجؤون إليه سوى: رئيس البلدية. ومع ذلك، فإن أصعب شيء هو شيء آخر، كما يقول: إنه أن يُسمَع صوت، أن يكون هناك صوت. لأن غزة، نعم، أصبح يُنظَر إليها على أنها مجرد أنقاض. والفلسطينيون مجرد ضحايا.
والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الخبراء الذين يقفون وراء خطة “فينيكس غزة” ليسوا من حركة حماس ولا من حركة فتح، ولا أي شيء، بل هم يمثلون غزة مختلفة، حيث ليس لديهم أصدقاء يتبوؤون مناصب عليا. ويطلبون منك حجب أسمائهم، من باب المخاوف الأمنية. وبالتالي فإن الحذر لديهم أمر غريزي.
هل هم من غزة؟ وماذا لو كانت هذه خطة حماس؟ ففي غزة، إذا كنت رئيس البلدية، فأنت بالتأكيد لست ضد حماس. ولكن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك. فحماس تعين رئيس البلدية، وهذا يعني الحكومة، ووزارة الداخلية: ولكن يتم اختياره في الأصل من قبل العائلات التي تنحدر أصلاً من غزة، أي من ما أصبح الآن ما يًعرف بـ “البلدة القديمة”. لأنه في عام 1948، ومع تأسيس “إسرائيل”، والنكبة الفلسطينية، كان عدد سكان غزة البالغ 80 ألف نسمة، وازداد بمقدار عدد اللاجئين الذين حلّوا عليهم بنحو 200 ألف نسمة. وغزة ليست أي مدينة: فقد كانت دائماً المدينة الفلسطينية الرئيسية، ومركزها هو ضعف مركز رام الله – إلى الحد الذي جعل ياسر عرفات يستقر هناك بعد اتفاقات أوسلو. وعلى هذا، فمنذ ذلك الحين فصاعداً لم تشهد غزة انتخابات: وكان الحل الوسط هو أن يأتي رئيس البلدية من العائلات المحلية الأصلية، ونائب رئيس البلدية من أولئك اللاجئين لغزة. وقد يسأل سائل: “وماذا عن الفواتير؟ من يدفع فواتير البلدية؟ حماس، أليس كذلك؟ لا. نحن: بما في ذلك ضرائب البلدية، ووكالات الأمم المتحدة: وكذلك الاتحاد الأوروبي.
ويُعتبر الاتحاد الأوروبي هو الممول الأكبر للسلطة الفلسطينية، مع تقديمه 1.36 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث الماضية، والعديد من التحويلات المصرفية الإضافية، والتي على الرغم من الانقسام بين فتح وحماس في عام 2007، فلا تزال تتمتع (السلطة الفلسطينية) بالسلطة في غزة: فالانقسام يتعلق بالحكومة، وليس بالبلديات، التي تتعامل مع الإدارة اليومية، أي أنها تُعتبر ملفاً فنياً، وليس ملفاً سياسياً، وكلها تحت إشراف السلطة. ومن بين رؤساء البلديات الخمسة والعشرين في القطاع، هناك البعض الذين ينتمون إلى حركة فتح. وفي الضفة الغربية، هناك البعض الذين ينتمون إلى حركة حماس. وعميد جامعة الأقصى: هو أصلاً من حركة فتح، وقد اختاره وعينه في هذا المنصب محمود عباس، مثله كمثل كل عمداء الجامعات. إذن ليس كل شيء في غزة هو “تحت قيادة حماس”؛ فكثير من الأمور هي “بقيادة غزة” ببساطة.
ويقول السراج: “في السابع من أكتوبر كنت في الخارج. ومثلي مثل أي شخص آخر، لم أفهم الأمر في البداية. اعتقدت أنه مجرد اندلاع (اشتباك) معتاد، حيث يقع تبادل إطلاق النار ليومين أو ثلاثة، وهو ما يحدث هنا بشكل شائع. وعندها قمت بتفعيل إجراءات إدارة الأزمة” – مثل تحذيرات الطقس لدينا: ولكنها في غزة، تحذيرات من اندلاع الحرب. وأضاف: “ولكن شيئاً فشيئاً، أدركت الأمر؛ أو ربما لم أدرك كل ذلك؛ وربما حتى الآن. لأنني لم أكن أتخيل ذلك أبداً؛ لا الهجوم ولا الهجوم المضاد. فسنوات وسنوات من التفاني: كل شيء ذهب. وخاصة تلك الواجهة البحرية، التي كنا قد أعدنا تصميمها وحولناها إلى روح غزة. كانت حقاً ملكاً للجميع. كان لديك أكشاك بجوار الطهاة المتطورين، والنوادي الرياضية؛ وكذلك العديد من الأحداث الثقافية.”
“كان كل شيء هناك: السينما والأدب والموسيقى، ليلاً ونهاراً. فقد كنت أريد ذلك كثيراً. لأن هنا، لديك هؤلاء الأطفال الذين لم يروا أي شيء آخر، ولم يعيشوا أجواء أي شيء آخر، لقد كانوا في غزة فقط، يقولون لك إنني أبلغ من العمر 11 عاماً وشهدنا ثلاث حروب: وأردت ألا تكون حولهم جدران وأسلاك شائكة فقط. من بين أربع جهات، أريد أن يكون أحد تلك الجهات أفقاً ممتداً، مساحة بلا حدود، حيث يمكن أن يكونوا أنفسهم، وليس فقط ما يريده الآخرون منهم أن يكونوا.”
“وفي الواقع، فهرباً من الغارات الجوية، كان هذا هو المكان الذي خيم فيه غريبو الأطوار من الشباب، على الشاطئ، لأن إيران لم تكن المستثمر الوحيد هنا: فقد كانت هناك شركة جوجل أيضاً. حيث تشكل شركات البرمجيات الناشئة اليوم 4% من الناتج المحلي الإجمالي – أي أقل بقليل من متوسط الاتحاد الأوروبي: على الرغم من (الاقتصار على) الجيل الثاني. ولم يتوقفوا أبداً. لأنه يمكنك تدمير كل شيء: ولكن ليس السحاب. ومع ذلك، فأنظر حولي الآن، ولا أعرف ماذا أقول. الأمر لا يتعلق بالحطام، فالحطام يمكن فرزه؛ إنه يتعلق بعدم اليقين. أنظر حولي، ولم أعد أعرف ما تراه عيناي.
فخطة “فينيكس غزة” تضرب هنا. فالمباني لها ساحات واسعة، كما هو الحال في بغداد، لحماية نفسها من الانفجارات، وهناك أروقة مفرغة لتجنب التفجيرات، وكذلك للمستشفيات والمدارس أقبية وسلالم من الخرسانة المسلحة، لكن ما يهم أكثر من السلالم هو السلالم السفلية، للاحتماء. ولا تكون الشوارع مستقيمة أبداً، وذلك لحجب رؤية القناصة. إنها خطة لغزة ما بعد الحرب: ولكن لا أحد يتخيل أن السلام سوف يسودها. فالسياسة هنا تؤثر على التقنية أيضاً. ولا توجد طريقة لتكون محصناً.
وبعد أن يهدأ الغبار، وتندمل الجروح، ومع إطفاء الأنوار، من يدري ماذا سيقول يحيى السراج لنفسه عن هذه السنوات: هل كان التركيز على الواجهة البحرية، والإدارة اليومية، وما هو أكثر، وترك “آخرين” يقررون كل شيء آخر، في أنفاق غزة، هو الخيار الصحيح؛ أو حتى الخيار الأقل خطأ؟
لقد كان السراج يحلم بما يصل لمستوى جامعة هارفارد للأطفال؛ لكن انتهى بهم الأمر إلى الشرب من البرك. ومن بين القتلى ابنه رشدي، وهو أحد أشهر الصحافيين.
وكل ما يملكه السراج الآن هو قطعة الفخار تلك. وبينما كان نور القمر يسطع في السماء الشاهقة، استطرد قائلاً: “لكنني لن أرحل. نعم، في بعض الأحيان كنت أود ذلك. ولكن بعد ذلك كنت أفكر من جديد بأنه إذا كنا هنا، أعني أننا إذا كنا وصلنا إلى هذه النقطة، فهذا على وجه التحديد لأننا رحلنا (عن أرضنا) بالفعل ذات يوم”.
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.