أوروبا وأمريكاترجمات

فورين بوليسي – ما هي عقيدة ترامب في السياسة الخارجية


لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.


نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية في 25 أبريل 2025 مقالاً بعنوان: “ما هي عقيدة ترامب في السياسة الخارجية؟” لـ “ماثيو كرونيج”، وهو كاتب عمود في مجلة “فورين بوليسي”، ونائب الرئيس وكبير المديرين التنفيذيين لمركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن التابع للمجلس الأطلسي، والأستاذ في قسم الحكم وكلية إدموند أ. والش للشؤون الخارجية في جامعة جورج تاون.

يخلص كرونيج في مقاله إلى أنه “مع أن عدم القدرة على التنبؤ التكتيكي في استراتيجيته للسياسة الخارجية أمرٌ مرجح، إلا أنه يُمكن الاعتماد على ثلاثة ركائز أساسية في عقيدة ترامب في السياسة الخارجية خلال ولايته الثانية، لتكون بمثابة دليلٍ للسياسة الخارجية الأمريكية للسنوات الثلاث والنصف القادمة، وهي: أولاً، يؤمن ترامب بشعار “أمريكا أولاً”، وهو أكثر من مجرد شعار. ثانياً، أن الولايات المتحدة تتعرض للخداع. ثالثاً، أن أسلوب معالجة هذه “الاختلالات العالمية” هو التصعيد من أجل التهدئة”.

وقد جاء المقال على النحو التالي:

بعد مرور مائة يوم على تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في ولايته الثانية، يبرز السؤال: هل بدأت عقيدة ترامب في السياسة الخارجية تلوح في الأفق؟

في القرن التاسع عشر، حذّرت عقيدة مبدأ مونرو الدول الأوروبية من التدخّل في نصف الكرة الغربي. (حيث كان جيمس مونرو أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة والذي شغل منصب الرئيس الخامس للولايات المتحدة من عام 1817 إلى عام 1825. وتتلخص عقيدة مونرو للسياسة الخارجية، التي أُعلنت عام 1823، في تحذير القوى الأوروبية من التدخل في شؤون نصف الكرة الغربي. حيث يُرسي هذا المبدأ بالأساس مناطق نفوذ منفصلة، ​​حيث تنتمي الأمريكتان للولايات المتحدة وأوروبا لنفسها. كما نصت عقيدة مونرو على أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع المزيد من الاستعمار أو وجود ملوكٍ دمى في نصف الكرة الغربي.)

وقبل أربعة عقود، وعد مبدأ ريجان بدعم المناضلين من أجل الحرية حول العالم. (فبموجب عقيدة ريجان، قدمت الولايات المتحدة مساعدات علنية وسرية لحركات المقاومة وحرب العصابات المناهضة للشيوعية حول العالم في محاولة “لدحر” الحكومات الشيوعية المدعومة من السوفييت في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.)

السمات المميزة لنهج ترامب

لكن ما هي السمات المميزة لنهج ترامب في ولايته الثانية تجاه الشؤون العالمية؟

فخلافاً للتقييمات السائدة بأن الرئيس لا يمكن التنبؤ بتصرفاته إطلاقاً، فإن سياسته الخارجية تقوم على رؤية عالمية يمكن التعويل عليها؛ وهذه الرؤية تتكون من ثلاثة ركائز رئيسية:

أولاً، يؤمن ترامب بمبدأ “أمريكا أولاً”، وهو في الحقيقة أكثر من مجرد شعار. فبينما قسّم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن العالم ما بين “الديمقراطية” و “الاستبداد” – ويتحدث بعض خبراء السياسة الأمريكية عن “الحلفاء” مقابل “الخصوم”، أو “الدول المتقدمة” مقابل “الدول النامية” – ترسم خريطة ترامب الذهنية خط الصدع العالمي الرئيسي بين الولايات المتحدة وجميع دول العالم الأخرى. فهو يرى، من وجهة نظره، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف بمعزل عن كل ذلك.

ثانياً، الركيزة الثانية لعقيدة ترامب في ولايته الثانية هي أن الولايات المتحدة تتعرض للخداع. حيث يرى أن واشنطن تتحمل عبء قيادة العالم بشكل فيه إفراط؛ وأن الرؤساء الأمريكيين السابقين إما كانوا “أغبياء” أو كانوا “ضعفاء”، مما سمح لـ “الخصوم و “الحلفاء” على حد سواء باستغلال “ثروة” الولايات المتحدة و “قوتها” و “حسن نواياها”.

والنتيجة، في رأيه، هي “صفقات تجارية غير عادلة”، و “حلفاء “مستغِلون”، و “حدود مفتوحة” تُسهّل تدفق المخدرات والمجرمين من دول أخرى. كما يرى ترامب أن مهمته كرئيس هي “تصحيح هذه الأخطاء” و “الحصول على صفقة أفضل” للشعب الأمريكي.

ثالثاً، أن أسلوب معالجة هذه “الاختلالات العالمية” هو انتهاج “التصعيد من أجل تحقيق التهدئة”. وكما كتب ترامب في كتابه “فن الصفقة”، فإن استراتيجيته التفاوضية المفضلة تتمحور حول إطلاق التهديدات والمطالبات المبالغ فيها لإرباك الطرف الآخر في المفاوضات، ودفعه في النهاية إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق.

لا شك أن هذا الإطار لعقيدة ترامب في السياسة الخارجية، والذي يتكون من ثلاثة أركان، يبدو مبسّطاً، ولكنه يفسر جزءاً كبيراً من السياسة الخارجية التي ينتهجها ترامب منذ توليه منصبه في شهر يناير من هذا العام، بما في ذلك نهجه في التعامل مع: “أمن الحدود”، و “الوجود الصيني في قناة بنما”، و “تقاسم الأعباء في حلف شمال الأطلسي”، و “الحرب الروسية على أوكرانيا”، و “البرنامج النووي الإيراني”، و “العجز التجاري الأمريكي”، وغير ذلك الكثير.

ورغم أن عدم القدرة على التنبؤ التكتيكي في استراتيجية ترامب في السياسة الخارجية أمر محتمل، فإن بوسعنا أن نعتمد على هذه الركائز الثلاث لتكون بمثابة دليل للسياسة الخارجية الأميركية على مدى الأعوام الثلاثة والنصف المقبلة.


لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى