ترجمات

قلق إسرائيلي من خطط تركيا في المتوسط

قلق إسرائيلي من خطط تركيا في المتوسط

قال كاتب إسرائيلي إن “توقيع تركيا مؤخرا اتفاقية الحدود البحرية، في محاولة لخلط الأوراق واللعب باستخدام بطاقة صراع الغاز في شرق البحر المتوسط، هذه الخطوة تعد جزءًا من خطة توسيع أوسع، وتراكم للقوة البحرية التركية، التي ستشكل تحديا لإسرائيل”

وأضاف الباحث بالشأن التركي أستاذ علوم الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان الباحث بالشأن التركي، آسا أوفير في مقاله في مجلة “إسرائيل ديفينس” العسكرية أنه “بالآونة الأخيرة، كان هناك ارتفاع خطير في السيطرة على احتياطات الغاز الطبيعي بحوض شرق المتوسط، وكان هذا كجزء من الحدث الأبرز في 27 نوفمبر، عندما وصل فايز السراج، رئيس الوزراء الليبي، إلى تركيا والتقى بالرئيس التركي أردوغان، وفي اجتماعهم المهم وقع الاثنان اتفاقا لترسيم الحدود البحرية بين الدولتين.

وأشار أوفير إلى أنه “من وجهة نظر تركيا، تعتبر الاتفاقية بمثابة قسمة لاحتياطات الغاز في شرق البحر المتوسط. أرادت تركيا، التي ظلت حتى الآن معزولة وغير قادرة على الانضمام إلى تحالفات الطاقة الإقليمية، أن “تعلم تلك الدول درسًا” وتبين لهم أنه يجب عليهم النظر في وجودها وتطلعاتها في المنطقة”.

وأوضح أنه “بموجب الاتفاقية، تعتزم تركيا أيضًا عرقلة إمكانية تنفيذ مشروع خط أنابيب “EastMed pipeline” المبني على مد الغاز من إسرائيل إلى أوروبا، ويبدأ من ليماسول في قبرص اليونانية، ثم يتجه جنوبا إلى المياه المصرية ومن ثم مرتفع فلورنس (نتوء في قاع البحر المتوسط)، ويتجه الأنبوب إلى كريت ثم اليونان إلى إيطاليا، وهو مشروع طموح لإطلاق خط، من المفترض أن يمر جزء من خط الأنابيب المستقبلي عبر المياه الاقتصادية التي وقعت عليها تركيا بنفسها مع ليبيا”.

ويضيف الباحث إلى أنه، “لقد شهدنا حادثة تشير بوضوح إلى الوجود البحري التركي المتزايد وعزمها على تحقيق طموحاتها، عندما ذكرت القناة 13 أن سفن البحرية التركية طردت سفينة الأبحاث الإسرائيلية التي تبحر في قبرص”.

ويشير اوفر “من أجل مواجهة التحدي الذي تفرضه تركيا وتستعد للقيام به، يجب مراعاة عاملين رئيسيين يتعلقان بنواياها فيما يتعلق بالشرق الأوسط وقدراتها البحرية”.

في عامل النوايا يضيف الباحث الاسرائيلي أن “اتفاقية تقسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا هي مجرد تعبير عن بعض العقيدة البحرية الأوسع نطاقًا التي تسيطر حاليًا على الإدارة التركية المعروفة باسم “الوطن الأزرق” باللغة التركية: (مافي فاتان)، صاحب هذه العقيدة هو أميرال سابق اسمه جيم، وقد ذكرت لأول مرة خلال ندوة عقدت في القيادة المركزية للبحرية التركية في عام 2006، ووفقًا لهذا المبدأ، يحق لتركيا امتلاك منطقة بحرية واسعة تغطي البحر المتوسط ​​وبحر إيجة والبحر الأسود، والتي تبلغ مساحتها حوالي 462،000 كيلومتر مربع في تركيا، وتشمل مساحات شاسعة من شرق البحر المتوسط، بما في ذلك المياه الاقتصادية قبرص والجزر اليونانية مثل رودس، كاستوريزو أو كريت”.

في حفل التخرج لخريجي الأكاديمية البحرية في 31 أغسطس، ألقى أردوغان خطابًا بينما خلفه خريطة لـ “الوطن الأزرق”، وهي التفاصيل التي أثارت قلقًا بالغًا في الصحافة اليونانية.

تراكم القوة البحرية:

يشير الباحث انه “إلى جانب النوايا الطموحة، يمكن أيضًا ملاحظة زيادة كبيرة في القدرات البحرية التركية على مدار العقد ونصف الاخير، ابتداءً من أوائل عام 2000، استثمرت الحكومة التركية بكثافة في تطوير قدرات التصميم والبناء المستقلة لمختلف المنصات البحرية، لقد ولدت الكثير من الاستثمارات وبعض المشاريع المحلية المثيرة للإعجاب التي عززت بشكل كبير البحرية التركية”

في سبتمبر 2008، تم بناء السفينة كورفيت كورفيت التركية TCG Heybeliada (F-511)، والتي كانت أول سفينة حربية تركية، حتى ذلك الحين اعتمدت البحرية التركية تقليديًا على سفن مستعملة أو سفن جديدة تم شراؤها أساسًا من الولايات المتحدة.

يضيف أوفير “كان هذا النجاح كجزء من مشروع MILGEM الوطني لإنتاج فرقاطات وطوافات في أحواض بناء السفن المحلية في تركيا، وكجزء من المشروع، سيتم بناء حوالي 12 سفينة حربية بحلول عام 2028 لاستخدامها من قبل البحرية التركية. تم التعرف على مشروع MILGEM أيضًا خارج تركيا عندما تم في يوليو 2018 توقيع صفقة بين تركيا وباكستان، والتي بموجبها ستوفر تركيا أربعة طائرات حربية جديدة للبحرية الباكستانية.

في السنوات الأخيرة، قامت تركيا أيضًا ببناء مجموعة متنوعة من السفن الأخرى مثل سفن الرحلات البحرية (TUZLA)، ومركبات الهبوط (BAYRAKTAR) وسفن التدخل السريع (MRTP16)، والتي مكنتها أيضًا من التصدير إلى دول أخرى مثل تركمانستان وماليزيا.

صورة أردوغان لأداء حفل البدء في بناء غواصة

ايضاً هناك مشروعان رئيسيان آخران قيد التنفيذ وهما بناء أول حاملة طائرات ذاتية الدفع (TCG Anadolu L-408)، والتي من المقرر أن تكتمل بحلول نهاية عام 2020، ومشروع MILDEN لبناء 6 غواصات بترخيص من شركة Tisencrop الألمانية.

ويختم الباحث الاسرائيلي بقوله: “بشكل عام، إن نوايا تركيا الطموحة لاستخدام النفوذ البحري في المنطقة، إلى جانب قدراتها البحرية التي تم تعزيزها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، سوف تستمر في تحدي إسرائيل وحلفائها لسنوات قادمة. ويجب أن تستعد إسرائيل وفقًا لذلك وأن تأخذ نوايا تركيا على محمل الجد”.

رابط النص الأصلي للمقال: https://www.israeldefense.co.il/he/node/41305

للإطلاع على ملف الPDF إضغط هنا

رامي أحمد

باحث وكاتب فلسطيني، متخصص في الشأن العسكري، ماجستير في القيادة والإدارة، 2015، ويعد للحصول على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى