fbpx
تقارير

مؤسسات الإعلام الصهيوني: خريطة أولية

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

مقدمة:

اهتمت المنظمة الصهيونية العالمية منذ تأسيسها بالإعلام؛ من أجل الترويج للصهيونية والهجرة إلى فلسطين؛ حيث قال هرتسل في افتتاحية العدد الأول من أسبوعية الحركة الصهيونية “دي وولت”، بتاريخ 3 يونيو 1897م “يجب على هذه الصحيفة أن تكون درعًا للشعب اليهودي، وسلاحًا ضد أعدائه”. وقبيل تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948؛ عمل قادة الحركة الصهيونية على كافة المستويات التي تمكنهم من القيام بوظيفة الدولة، وكان الإعلام أحد أهم هذه المستويات. وقد نشطت خلال تلك الفترة “إذاعة إسرائيل”، وأربع عشر صحيفة صهيونية منها أربع صحف ناطقة بالعربية.

 

أولاً: النشأة والأهداف:

عند إعلان تأسيس دولة الكيان الصهيوني، تم تشكيل “هيئة رؤساء تحرير الصحف” التي ضمت كافة رؤساء الصحف المستقلة والحزبية الصهيونية آنذاك؛ وقد اعتبرت إحدى أذرع الموساد الصهيوني؛ فقد كانت تتلقى المعلومات من كبار المسئولين، كرئيس الحكومة والأجهزة الأمنية، حول ما يجب نشره في الإعلام.

وبالتالي سيطرت الأجهزة الأمنية الصهيونية على السياسة الإعلامية؛ كون دولة الكيان بكافة مكوناتها كانت ولازالت تنظر للعلاقة مع الفلسطينيين والعرب عموما من منظار أمنى بحت؛ فقد غطى الإعلام الصهيوني ولا زال يغطي أحداث الصراع العربي الصهيوني وفق الأهداف التالية:

 

1ـ الأهداف الداخلية للإعلام الصهيوني:

ينص البند الثالث من قانون الإذاعة والتلفزيون الصهيوني المصادق عليه من الكنيست على: “إن الهدف من الإعلام الصهيوني في كافة المجالات؛ هو إظهار الطابع الصهيوني لدولتهم وعرض كفاح اليهود وتجاربهم المريرة؛ إلى جانب إظهار إبداعاتهم وأهم إنجازاتهم على كافة المستويات، مع تعميق الانتماء اليهودي والصهيوني معا، والترويج للحياة الثقافية اليهودية في العالم اجمع، والتمجيد بالقوة الحربية لجيش الدفاع الصهيوني والكفاءات القتالية للجندي الصهيوني. وتلقين المبادئ وترسيخها في الذهن اليهودي كجزء من عملية التنشئة الاجتماعية من خلال تنمية عقدتي الخوف والتفوق كالخوف من العرب (1).

 

2ـ الأهداف الخارجية للإعلام الصهيوني:

وتقوم على بث الاختلاف الثقافي بين الصهاينة والعرب، وأنهم (اليهود) يتجانسون ثقافيا مع الغرب؛ كي يتقرب الغرب منهم.وينفر من كل ما هو عربي. إلى جانب أن اليهود يحملون رسالة حضارية وتفوق حضاري2. وبث برامج بالعربية لترويض الجمهور العربي في أراضي عام 1948، وترويج دعاية للفلسطينيين والعرب عموما وفق أهداف السياسة الصهيونية، إضافة إلى بث برامج خارج حدود دولة الكيان الصهيوني بهدف تحقيق أهداف الصهيونية، والدفاع عن سياساتهم، وخاصة العدوانية والمتعلقة بالاستيطان والتهويد وأعمال العنف الحربية التي شنتها وتشنها دولة الكيان الصهيوني، واتباع استراتيجية كسب الأنصار من خلال إظهار أنفسهم بأنهم الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط3.

وكذلك اختراق الوعي العربي، عبر إطلاق عدد من وسائل الإعلام باللغة العربية بهدف التأثير على عقليات الأفراد ونفسياتهم، ليصيبهم الوهن والإحباط والتفكك والاضطراب، وتحويل وجهتها بصورة مخالفة لأهدافها ومصالحها وهي عملية تتميز بأنها مفاجئة وسريعة وهادئة تعتمد على الاستدراج البطيء والغفلة والسذاجة. وذلك من خلال ترسيخ آراء مختلفة ومشوشة في نفوس الجمهور العربي.

 

ثانياً: سمات وخصائص الإعلام الصهيوني:

يتسم الإعلام الإسرائيلي بسمتين أساسيتين، الأولى: أنه دعاية منظمة ومخططة ذات أهداف استراتيجية واضحة، فهي تسبق الأحداث وتواكبها ولا تأتي في أعقابها.

‏الثانية: أنه دعاية تركز على تكرار مجموعة من القضايا والدعاوى التي يتم الإلحاح عليها لترسيخها في الأذهان وتثبيتها في ذاكرة الإنسان حتى تصبح بمثابة حقائق يجب التسليم بها. كم يتسم بعدة خصائص منها: التعددية الإعلامية (حيث يصدر داخل الكيان الصهيوني ما يقارب 1000 صحيفة ومجلة (إخبارية – متخصصة – علمية – أدبية) منها بشكل يومي ومنها أسبوعي وهناك الشهري)، وسيطرة الأحزاب السياسية على الصحافة في إسرائيل، وسيطرة الاشكناز ” اليهود الغربيون” على وسائل الإعلام، والاهتمام الكبير بالأخبار الإقليمية والعالمية، والخضوع للرقابة العسكرية.

 

ثالثاً: مؤسسات الإعلام الصهيوني

على الرغم من أن الكيان الصهيوني لديه وزارة خارجية نشطة من خلال 130 سفارة وقنصلية وممثلية في 103 دولة، كما إنه عضو في 52 منظمة دولية ومهنية متخصصة إلى جانب وجود 600 هيئة صهيونية منتشرة في عدد من الدول تهدف إلى تشجيع الهجرة وجمع التبرعات للكيان الصهيوني إلا أنه يمتلك مؤسسات إعلامية كبيرة، يمكن تصنيفها إلى عدة مجموعات:

 

المجموعة الأولي: الإذاعات والقنوات الإعلاميةالصهيونية:

إذاعة “صوت إسرائيل” الناطقة باللغة العربية:من أوائل وسائل الإعلام الصهيونية الناطقة بالعربية، تعمل بموجب قانون سلطة البث لعام 1965 الذي ينص على أن يعمل البث باللغة العربية في سبيل خدمة المواطنين العرب في “الكيان الصهيوني”. وتدار من مكتب رئيس الوزراء ومرتبطة بجهاز المخابرات الصهيوني، وهذا ما سهل استغلالها كمصدر لجمع المعلومات وتجنيد العملاء، من خلال برامج تبدو بريئة وإنسانية.

 

2ـ الفضائية الإسرائيلية” القناة العاشرة”:أنشئت بقرار من سلطة البث الرسمي في دولة الاحتلال الصهيوني بداية عام 2001، وبدأت بثها في 18 6 2002، بتكلفة 25 مليون شيكل، على نفقة الحكومة الصهيونية. من أهداف تأسيسها الدفاع عن سياسة دولة الاحتلال تحت مبرر “ضرورة تحتمها مصلحة إسرائيل العليا”. إضافة إلى أنها تهدف إلى إبراق رسائل يومية للعرب، وإخفاء السياسة الصهيونية العدوانية بالتمويه والخداع، ورسم رسالة إعلامية مخالفة لحقيقة الأوضاع، ووصل بثها كافة بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج العربي، على مدى 12 ساعة يوميًا.

 

3ـ قناة  i24:أحدث وسائل الإعلام الصهيونية الناطقة بالعربية، أطلق بثها عام 2013 وهي ناطقة أيضا بالإنكليزية والفرنسية، وتبث في الدول الناطقة بهذه اللغات. هدف القائمين على القناة هي “نقل صورة الكيان الصهيوني بشكل رائع مستهدفة كارهي الكيان الصهيوني وليس لمواطنيها”، يمولها رجل أعمال يهودي فرنسي يدعى باتريك دهري، ومديرها فرانك ملول الذي تربطه علاقات وطيدة مع عدد من السياسيين في سدة الحكم في دولة الاحتلال، ومكاتبها تقع في يافا رغم أنها مسجلة في لوكسمبورغ. وهذه القناة وصفت نفسها بـ”القبة الحديدية في وجه الصحافة العالمية”، مشيرة بوضوح تام لأجندتها السياسية وهدف إقامتها التي حاولت إخفاءه في البداية، وهو تحسين صورة إسرائيل في العالم العربي وفي العالم بشكل عام.

 

4ـ إذاعة الجيش الإسرائيلي (جالية تساهل):أنشئت عام 1950، وهي خاضعة مباشرة لوزير الجيش ورئيس الأركان، وهي إذاعة عسكرية قائمة لخدمة الجيش الصهيوني فقط.

 

المجموعة الثانية: الصحافة الصهيونية (الإعلام المكتوب)

1ـ صحيفة يديعوت أحرونوت: (معناها آخر الأخبار) وهي الأوسع انتشارا في الكيان الصهيوني، وهي مملوكة لعائلة موزيس، وتعتبر هذه الصحيفة متطورة وناجحة من حيث: مصادر معلوماتها، وكادرها الوظيفي المؤهل الذي يبلغ تعداده 7000 موظف ما بين طابع وكاتب ومحرر ومتخصص بالإعلان، واتساع رقعة توزيعها؛ حيث توزع 900 ألف نسخة يوميا، وتوزع مليون نسخة في عطلة نهاية الأسبوع؛ وتعد صحيفة يديعوت احرنوت من الصحف الدينية المتطرفة والتي تعادي كل ما هو عربي.

 

2ـ صحيفة معاريف: (معناها الصلاة المسائية) وتحتل الصحيفة المركز الثاني، من حيث الشعبية والتوزيع. وتملكها عائلة نمرودي. وتبلغ عدد توزيع النسخ اليومية 570 ألف نسخة يوميا، وتصل إلى 700 ألف نسخة في عطلة نهاية الأسبوع.

 

3ـ صحيفة هآرتس:(معناها الأرض) وتتخذ هذه الصحيفة خطًا يساريًا معتدلاً بعض الشيء بالمقارنة بالصحف الأخرى، وهي مملوكة لعائلة شوكن. وهي صحيفة لا تمانع من التعايش مع العرب وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح كما لا تمانع من الانسحاب من هضبة الجولان السورية. وتبلغ عدد النسخ الموزعة يوميا بـ 70 ألف نسخة.

 

4ـ صحيفة جيروساليم بوست (معناها صحيفة القدس): وهي الصحيفة الأكثر تأثيراً باللغة الإنجليزية وآراؤها بين المعتدل و المحافظ. وقد تأسست عام 1932 وكانت تحت الإشراف البريطاني وتتمتع بشبه استقلال نسبي.

 

5ـ صحيفة هاتسوفية (المشاهد):تأسست عام 1903م وتعد من اكثر الصحف تطرفا ضد العرب، وهي بمثابة صحيفة دينية، وتتبع الآن الحرب القومي الديني ” المفدال” المتطرف.

 

المجموعة الثالثة: معاهد استطلاع الراي العام:

ومن أهم هذه المعاهد: معهد بوري، ومعهد مودعين ازراحي، ومعهد سميث، ومعهد جالوب، ومعهد واصف والبحوث التطبيقية والاجتماعية، ومعهد الاتصالات التابع لجامعة تل أبيب، ومعهد النادي الشرقي، والمعهد الإسرائيلي، ومعهد الأبحاث التابع لمكتب رئيس الوزراء، ومعهد الأبحاث لاجتماعية التابع للجامعة العبرية4.

 

رابعاً: الإعلام والرقابة العسكرية:

تعد الرقابة العسكرية هي وسيلة لضبط العلاقة ما بين الإعلام والقضايا الأمنية؛ وذلك يرجع لاعتبار الصهاينة المصلحة الأمنية هي معيار الرقابة العسكرية على الإعلام الصهيوني؛ فكثير مما يعتبره الكيان الصهيوني أسرارًا؛ تعاون الإعلام في عدم نشره حتى لو أثيرت ضجة إعلامية دولية عليه، مثل خطف الجنود ومقتلهم. وقد ضم شارون إدارة سلطة البث إلى مسؤولياته عام 2001، كجزء من تشديد الرقابة، ومنع إذاعة ونشر تقارير صحفية عن قضايا عدة؛ بحجة أنها تمس الأمن العسكري.

ومن هنا نجد أن عدد كبير من المراسلين الإعلاميين ذوي خلفية أمنية، فهم إما من تخرجوا من إحدى المؤسسات الأمنية في إسرائيل، أو من الدروز المجندين الذين لهم ماض أمني؛ ومن أبرز المراسلين ذوي الخلفية الأمنية:

1ـ إيهودي عاري (محرر الشؤون العربية للقناة الثانية)، وهو مرتبط بشكل وثيق بالمؤسسة الأمنية، ويملك شبكة صداقات مهمة من بينها: أمنون شاحك (رئيس الأركان السابق)، وعاموس ملكا (رئيس قسم الاستخبارات بالجيش).

2ـ يوني بن مناحم (محلل الشؤون العربية في التلفزيون الإسرائيلي)، وهو ضابط احتياط في جيش الاحتلال، شارك في عملية الليطاني في جنوب لبنان عام 1967.

3ـ روني شكيد (محرر الشؤون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت)، الذي كان قد عمل محققًا في الشاباك، وأسهم في تعذيب الفلسطينيين، حتى عام 1983، في معتقل المسكوبية بالقدس.

4ـ شمعون شيفر (المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت)، الذي يملك صداقة وطيدة مع شمعون بيرس، ويلتقي معه أسبوعيًا في منزله.

5ـ شاؤول منشيه (محرر ومذيع في الإذاعة الإسرائيلية).

6ـ يهودي عاري، وهو يهودي من أصل عراقي وضابط في المخابرات الصهيونية، كان يحرض المحققين على خلع عيون الأسرى الفلسطينيين، عندما كان يزور أقبية التحقيق.

7ـ ايتان بن الياهو (محلل عسكري للقناة الثانية)، وهو رئيس سلاح الجو السابق.

8ـ عاموس مالكا (المحلل العسكري للقناة الأولى)، وهو رئيس شعبة الاستخبارات السابق في هيئة الأركان الصهيونية.

بالإضافة إلى كل من يهودا ليطاني، بنحاس عبري وناحوم بارنيع، رون بن يشاي، زئيف شيف، الكس فيشمان، الون بن دافيد، روني دانييل، يوآف ليمور.

علما بانه توجد اتفاقية مبرمة بين محرري الصحف اليومية وممثلي الجيش تم الاتفاق عليها يوم 20 مايو/أيار 1949 حيث قررت لجنة المحررين الأمنية إلزام الصحف بما يلي: منع نشر معلومات أمنية قد تساعد العدو أو تضر بالدولة، والرقابة لا تشمل المعلومات السياسية أو الآراء أو التوقعات إلا إذا كانت تمس بالأمن أو مستقبله، والرقابة مبنية على التعاون بين الجيش والصحافة، ودائرة الرقابة تعد مسبقا قائمة بالمواد الممنوع نشرها.

وعلى الرغم أن الكيان الصهيوني يعتبر نفسه من أكثر الدول الديمقراطية إلا انه يوجد فيها جهاز رقابة من قبل الجيش يعمل على مدار الساعة من خلال القانون لمراقبة جميع المنشورات والتصريحات المطبوعة وحتى التصريحات العسكرية.

 

ومن مظاهر الرقابة العسكرية على الإعلام الصهيوني ما نشر في صحيفة هارتس أن الرقابة العسكرية قد رفضت خلال السنوات الست الأخيرة، السماح بنشر 1930 تقريرًا إخباريا تم تقديمها إليها قبل النشر، لأسباب أمنية. ووفقًا لـ”هآرتس” فقد شهدت السنة الحالية على وجه الخصوص، انخفاضًا في عدد التقارير التي تم منع نشرها حتى آب 2016، حيث بلغ عددها 156 تقريرًا، مقابل ضعفي هذا العدد في الحد المتوسط خلال السنوات الخمس السابقة. وتابعت الصحيفة أن الرقابة شطبت فقرات أو أجزاء من أخبار في حوالي 14 ألف خبر، في الفترة ما بين 2011 حتى آب الماضي، وهو ما يعني أنها ألغت بشكل كامل أو جزئي، حوالي 20% من المواد التي تم تقديمها إليها. وخلال السنة الجارية، تم توجيه 256 طلبًا إلى وسائل الإعلام لإزالة منشورات تتعلق بمسائل أمنية.

 

خامساً: أساليب الإعلام الصهيوني:

تعتبر الحرب النفسية هجومًا عدائيًا مبرمجا يستهدف التأثير على عقول الأفراد ونفسياتهم ومعتقداتهم، عبر إثارة الإشاعات والبلاغات الكاذبة والدعايات والفتن؛ بهدف غرس الخوف والتمزق في نفوسهم، وزعزعة ثقتهم بقياداتهم. وقد أصبح بمقدور الحرب النفسية عبر التكنولوجيا المتطورة، أن تسلك أساليب علمية وذكية للتأثير على نفسيات الأفراد والتشكيك بأفكارهم وقدراتهم. وقد استخدم الكيان الصهيوني كافة أدوات الحرب الدعائية والنفسية بشكل فعال وقوي قد ظهر جليًّا كما يلي:

1ـ سيكولوجية التلاعب في اختيار الأسماء والمصطلحات: عكف خبراء نفسيون صهاينة على اختيار اسم لحملاتهم العسكرية؛ كاسم ” سياسة تكسير العظام ” لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية الاولي. و(الرصاص المصبُوب) ليحقق بهذا الاسم حالة من الرعب الداخلي، حيث إن هذا الاسم هو كناية عن القوة والجبروت والمقدرة على السحق، ويعبر عن سخونة وجدية المعركة.

 

2ـ سياسة التجزئة والتفرقة: كمحاولة التأكيد أن أي عدوان ضد جماعة محددة؛ كمحاولاتها تحديد عدوها في فلسطين هي حركة حماس، وليست ضد الشعب الفلسطيني للضغط على جبهة المقاومة الداخلية أثناء الحرب.

 

3ـ تكتيكات الخداع والتمويه الاستباقية:لضمان نجاح تكتيكات عملية التمويه الاستباقية التي لجأ فيها إلى طرق مختلفة وأساليب متنوعة من الخداع والتضليل، التي استبقت الضربة العسكرية.

 

4ـ خلق الأزمات للمجتمع (الطرد والتهجير): من خلال البث في وسائل الإعلام بضرورة قيام الناس بمغادرة وإخلاء منازلهم. وهذا ما تتبعه مع سكان سيناء مؤخراً.

 

5ـ سيكولوجية تعويم الأهداف (ضبابية الأهداف): وذلك لجعل الناس البسطاء في حالة تيه من خلال عدم تحديد المنطقة المستهدفة.

 

6ـ استخدام أسلوب التضخيم للخصم: من خلال استغلال بعض التصريحات بهدف خلق انطباعًا عالميًّا بأن الجيش الصهيوني يواجه قوة عسكرية. وهذا يتضح من خلال العديد من الاخبار الصهيونية التي تحدثت مؤخرا عن تزايد احتمالية تعرضها لضربات عسكرية من تنظيم الدولة في سيناء.

 

7ـ تكنيك التضليل: من خلال تقديم معلومات كاذبة، لا أساس لها من الصحة حول أهداف العملية العسكرية.

 

سادساً: سبل مواجهة الإعلام الإسرائيلي

1ـ أن ينشط الإعلام العربي الخارجي، وأن يوظف جميع إمكاناته ووسائله من مكاتب إعلامية مكتبات ودور النشر، وصحف، ومراكز البحث العلمي، والمعارض … وغيرها للدفاع عن الشخصية العربية ودحض الافتراءات التي تلصق بها والعمل على تعرية تلك الافتراءات وكشف أهدافها ومروجيها أو العمل على قيام تعاون وثيق مع القيادات الرأي العام العالمي وعلى جميع الأصعدة بما يعود بالنفع على العرب والقضية العربية العادلة والمحقة.

2ـ ضرورة إنشاء مجالس ولجان من المفكرين والصحفيين وكبار المثقفين العرب لتسيير الإعلام العربي داخليا وخارجيا، على أن يكون الإعلام العربي المحلي موحداً في العالم العربي بأسره بحيث يؤول إلى تعبئة الأمة نفسيا حول هدف إيجابي موحد وهو مقاومة الكيان الصهيوني.

3ـ العمل على إنشاء وكالة عربية دولية للأنباء، لأنه في حالة وجودها فإنها ستفوق بفاعليتها وتأثيرها كل الوسائل الإعلامية الأخرى وهذا يتطلب قدرات مالية كبيرة؛ خاصة أن وكالة أنباء دولية وعالمية يتعدى إنشائها مئات الملايين من الدولارات سنوياً.

4ـ جعل من المؤسسات الإعلامية العربية مؤسسات مشاركة في صنع قرار وليست ناقلة للأخبار فقط.

5ـ العمل على ترجمة ما يصدر من وسائل الإعلام الصهيونية وتحليلها مع التركيز على دلالات التوقيت فيما ينشر في وسائلهم الإعلامية لأنها صدرت بعد موافقة أمنية صهيونية (5).

———————–

الهامش

(1) عاطف الرفوع، “الإعلام الإسرائيلي ومحددات الصراع، (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2004)، ص60-61.

(2) عاطف الرفوع، مرجع سبق ذكره، ص59.

(3) عاطف الرفوع، مرجع سبق ذكره، ص66.

(4)الرفوع ، عاطف ، ” الاعلام الإسرائيلي ومحددات الصراع” ،( بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2004)،ص95

(5) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close