نحن والعالم عدد 10 يوليو 2025

يقوم هذا التقرير، الصادر عن المعهد المصري للدراسات، على رصد عدد من أبرز التطورات التي شهدتها الساحة الإقليمية والدولية، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات مهمة على المشهد المصري والعربي والإقليمي، في الفترة من 4 يوليو 2025 إلى 10 يوليو 2025.
نرصد في هذه النشرة، التطورات المتسارعة في سوريا، مع الحديث عن لقاء مزعوم بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ومسؤولين إسرائيليين، وسط نفي رسمي من الحكومة السورية، بالإضافة إلى لقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشيكيان مع إعلامي أمريكي، واتهامه إسرائيل بمحاولة اغتياله، داعياً في الوقت ذاته إلى التفاوض مع واشنطن، ما أثار انتقادات داخلية واتهامات له بالتهاون مع “العدو”. بالإضافة إلى الحدث الأبرز في الولايات المتحدة الأمريكية مع إعلان إيلون ماسك تشكيل حزب جديد وسط تراجع أسهم شركته تسلا، بالإضافة إلى حرب ترامب على دول مجموعة البريكس والتصعيد المتبادل في التصريحات، والعديد من الملفات العربية والإفريقية والدولية الأخرى.
سوريا
في تطورات سياسية ودبلوماسية متسارعة، تشهد سوريا تحوّلاً لافتاً في علاقاتها الدولية، على خلفية رفع اسم هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب الأمريكية، كخطوة ضمن مسار تطبيع العلاقات للنظام السوري مع الغرب. وتزامن ذلك مع ضغوط يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إسرائيل للقبول بوقف إطلاق النار في غزة، مقابل إحراز تقدم في المفاوضات الجارية مع دمشق، والتي تتسارع بدعم أميركي للوصول إلى اتفاق أمني-سياسي، يشمل عودة محتملة إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، وإنهاء القصف المتبادل في الجنوب السوري، وربما إشراك سوريا في اتفاقات إبراهام مع تل أبيب، وإن كان ذلك بعيد المنال في ظل التمسك الإسرائيلي بهضبة الجولان السورية بالكامل، و المحتلة منذ العام 1973.
واشنطن ترفع “هيئة تحرير الشام” من على قوائم الإرهاب
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، إلغاء تصنيف “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية أجنبية، موضحة أن القرار جرى بالتشاور مع المدعي العام ووزير الخزانة الأميركي، واتُّخذ استناداً إلى “القسم 219 (أ)(6)(أ)” من قانون الهجرة والجنسية الأميركي.
ورحّبت وزارة الخارجية السورية بهذا القرار، وقالت لوكالة “رويترز” إن رفع العقوبات عن هيئة تحرير الشام يُعدّ خطوة إيجابية نحو تصحيح مسار كان يعيق التواصل البنّاء في السابق.
وأضافت الوزارة في بيان مكتوب أن سوريا تأمل في أن تُسهم هذه الخطوة في رفع القيود المتبقية التي لا تزال تؤثر على المؤسسات والمسؤولين في سوريا، وأن تفتح الباب أمام نهج عقلاني قائم على السيادة في التعاون الدولي.
اعتبر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن رفع “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب يعكس تقدير الولايات المتحدة للحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع.
وقال روبيو في بيان، إن إلغاء تصنيف “جبهة النصرة”، المعروفة أيضاً باسم “هيئة تحرير الشام”، كمنظمة إرهابية أجنبية، جاء تماشياً مع وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 13 أيار، بتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا.
وتابع: “تأتي هذه الخطوة في أعقاب الإعلان عن حل هيئة تحرير الشام، والتزام الحكومة السورية بمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله.
وأضاف، أنّ هذه الخطوة تُبنى على الزخم الناتج عن الأمر التنفيذي الصادر في 30 حزيران بعنوان “إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا”، وتعكس التقدير للإجراءات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع”. (تلفزيون سوريا)
ترامب يضغط على نتنياهو.. هدنة في غزة مقابل اتفاق مع سوريا
كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضغط على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة، بالتزامن مع جهود يقودها لترتيب اتفاق بين إسرائيل وسوريا بضمانة أميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك توجّه، الإثنين السابع من يوليو، إلى العاصمة السورية دمشق، في محاولة لإنجاز اتفاق ثنائي تدعمه واشنطن، ويُتوقع أن يشكّل خطوة سياسية تُمهد لتخفيف موقف نتنياهو على جبهة غزة.
ويأمل ترامب -وفق الصحيفة- الانتهاء من صياغة بنود أساسية للاتفاق بحلول، يوم الخميس المقبل، تتضمن وقف إطلاق نار في غزة لمدة شهرين قابلة للتمديد، إلى جانب صفقة تبادل أسرى، فضلاً عن اتفاق سياسي-أمني موازٍ بين إسرائيل وسوريا.
سوريا على طاولة “ترامب-نتنياهو” في واشنطن
في وقتٍ سابق أمس الإثنين، التقى نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وهو ثالث لقاء مباشر بينهما منذ عودة ترامب إلى الرئاسة، في شهر كانون الثاني الماضي، وقد بحثا ملف سوريا، وتطرّقا إلى التطبيع.
وأكّد ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، أنّ السوريين يمتلكون طاقة وكفاءة عالية، معرباً عن إعجابه بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، قائلاً: “التقيت الشرع وأعجبت به، ورفعنا عنهم العقوبات، وأعطيناهم فرصة”.
وأشار ترامب إلى جولته الخليجية، في شهر أيار الماضي، ولقائه زعماء قطر والسعودية والإمارات، موضحاً أنّ واشنطن تتمتع بـ “تعاون رائع” مع الدول المجاورة لإسرائيل، وأن “شيئاً جيداً سيحدث”.
من جانبه، قال نتنياهو إنّ “هناك فرصة ينبغي فحصها بشأن التطبيع مع سوريا”، معتبراً أن “سوريا ستجني الكثير إن مضت نحو التطبيع مع إسرائيل”، مردفاً: “إيران كانت تدير سوريا سابقاً، والآن هناك فرصة لتحقيق الاستقرار والسلام، وترامب أتاح للسوريين هذه الفرصة من خلال رفع العقوبات والانفتاح على الإدارة الجديدة”.
“المحادثات بين سوريا وإسرائيل”
تصاعدت خلال الأسابيع الماضية، تقارير تتحدث عن اتصالات مباشرة بين سوريا وإسرائيل، والتي خرجت من دائرة التسريبات إلى التصريحات شبه الرسمية، خصوصاً بعد إعلان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، عن إشرافه الشخصي على حوار سياسي وأمني مباشر مع الحكومة السورية.
وكشفت وكالة “رويترز”، نقلاً عن خمسة مصادر مطّلعة، أن سوريا وإسرائيل عقدتا، خلال الأسابيع الأخيرة، لقاءات وجهاً لوجه بهدف تهدئة التوترات الأمنية ومنع التصعيد في المنطقة العازلة بين الجانبين.
وكشفت هذه الاتصالات عن تحوّل مهم في طبيعة العلاقة بين الطرفين، خاصة في ظل دعم الولايات المتحدة للحكومة الجديدة في دمشق، وتشجيعها على التواصل مع إسرائيل، بالتزامن مع تقليص وتيرة القصف الإسرائيلي داخل سوريا.
يشار إلى أنّ صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية أفادت، قبل أيام، بأنّ نتنياهو وترامب توصّلا، خلال مكالمة هاتفية جرت هذا الأسبوع، إلى تفاهم يقضي بإنهاء سريع للحرب في غزة، مقابل توسيع اتفاقات التطبيع لتشمل دولاً جديدة، على رأسها سوريا والسعودية.
المبعوث الأميركي يكشف: “سوريا وإسرائيل تسارعان للتوصل إلى اتفاق”
تطرق المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان توماس باراك إلى المحادثات بين سوريا وإسرائيل، وكشف أن “الحوار بين البلدين بدأ، وكل الأطراف تسارع للتوصل إلى اتفاق”.
هذا وقتٌ حرجٌ للبنان والمنطقة. نحنُ نصوغُ خطةً لمستقبل البلاد، وقد أكّد الرئيسُ الأمريكيُّ التزامَه بالمساهمةِ في بناءِ السلامِ والازدهارِ في لبنان. نحنُ لا نُملي ما يجبُ فعلهُ بشأنِ حزبِ الله، ولكن على اللبنانيينَ وضعَ خلافاتِهم جانباً واغتنامِ الفرصةِ المتاحةِ لهم الآن.
تريد إسرائيل السلام مع لبنان، لكن المشكلة في لبنان تكمن في عجز اللبنانيين عن التوافق فيما بينهم. لبنان لديه فرصة بفضل ترامب، وإسرائيل لا تريد الحرب أو السيطرة عليه.
في الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن سوريا وإسرائيل تجريان محادثات “هادفة” بوساطة أمريكية. وصرح توماس باراك، أحد مبعوثي الرئيس ترامب الرئيسيين إلى الشرق الأوسط، بأن الهدف من المحادثات هو إعادة الهدوء إلى الحدود بين البلدين.
في مقابلة، صرّح باراك، الذي يشغل أيضاً منصب السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، بأن الإدارة تهدف إلى توسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم لتشمل حكومة الشرع. وقد ساهمت هذه الاتفاقيات في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وأربع دول عربية خلال ولاية ترامب الأولى. ومع ذلك، أشار إلى أن العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، نظراً لاحتمال وجود معارضة داخلية في سوريا.
وقال باراك: “لا يمكن لشعب أحمد الشرع أن ينظر إليه على أنه شخص دُفع أو أُجبر على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، لذا عليه أن يتأنى”.
تجري منذ فترة تحركات أمريكية لتشكيل حكومة سورية جديدة. في الأسبوع الماضي، وقّع الرئيس دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يرفع العقوبات عن سوريا “لدعم مسار البلاد نحو الاستقرار والسلام”. نصّ الجزء الأول من الأمر التنفيذي على التزام الولايات المتحدة بدعم سوريا مستقرة وموحدة وسلمية مع نفسها ومع جيرانها. وكما يُقال، فإن الدولة التي لا توفر ملاذاً آمناً للمنظمات الإرهابية وتضمن أمن أقلياتها الدينية والعرقية ستدعم الأمن والازدهار الإقليميين.
يتماشى هذا مع تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي صرّح بمقابلة في قناتنا العبرية بأن إسرائيل مستعدة لاتفاقية تطبيع مع سوريا: “سنرحب بانضمام سوريا إلى التطبيع، إلى جانب السعودية”. إلا أنه أوضح أنه “في إطار أي اتفاق مستقبلي، ستبقى مرتفعات الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية”. (i24news)
سوريا تفتح باب التهدئة مع إسرائيل: استعداد للعودة إلى اتفاق فكّ الاشتباك لعام 1974
في تطور دبلوماسي لافت، أعلنت الحكومة السورية، عن استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة من أجل العودة إلى اتفاق فكّ الاشتباك العسكري مع إسرائيل الموقع عام 1974، في خطوة تُعد مؤشراً واضحاً على رغبة دمشق في احتواء التصعيد واستعادة الاستقرار على حدودها الجنوبية.
وجاء الإعلان في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية السورية، عقب محادثة هاتفية بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأميركي ماركو روبيو، ناقشا خلالها “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب السوري”، وفق ما ورد في البيان.
وبحسب مراقبين، تمثل هذه الخطوة تحولاً نوعياً في السياسة الخارجية السورية، مدفوعة بتغيرات داخلية عميقة عقب سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي، ورغبة القيادة الانتقالية الجديدة في إعادة إدماج سوريا ضمن محيطها الإقليمي والدولي، بالتوازي مع سعيها لتعافي اقتصادي وأمني.
محادثات غير مباشرة وبرعاية أميركية
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك تأكيده أن “سوريا وإسرائيل تجريان محادثات جدية برعاية أميركية تهدف إلى استعادة الهدوء على الحدود المشتركة”، مشيراً إلى أن واشنطن – التي ساهمت في صياغة اتفاق 1974 – هي الطرف الوحيد القادر على الضغط على الجانبين للتوصل إلى تفاهم جديد.
الاتفاق الذي تعود إليه المحادثات، والمعروف بـ”اتفاق فكّ الاشتباك”، كان قد أنهى المواجهات بعد حرب أكتوبر 1973، وأنشأ منطقة منزوعة السلاح خاضعة لرقابة الأمم المتحدة بطول 80 كيلومتراً.
الموقف السوري: لا سلام قبل الانسحاب
ورغم الانفتاح السوري تجاه التهدئة، أكدت دمشق أن الحديث عن اتفاق سلام مع إسرائيل “سابق لأوانه”، بحسب ما نقله التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر رسمي، شدد على أنه “لا يمكن التفاوض على أي اتفاقيات جديدة قبل التزام إسرائيل الكامل باتفاق 1974 وانسحابها من المناطق التي توغلت فيها مؤخراً”.
وكانت إسرائيل قد شنت، على مدى العام الماضي، مئات الغارات على أهداف عسكرية داخل سوريا، بالتوازي مع توغلات محدودة جنوب البلاد، عقب سقوط النظام السابق، مما تسبب في تصعيد غير مسبوق.
الموقف الإسرائيلي: تطبيع مشروط وبقاء الجولان
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مؤخراً أن لدى تل أبيب “مصلحة في ضم دول مثل سوريا ولبنان إلى دائرة السلام والتطبيع”، لكنه شدد في المقابل على أن هضبة الجولان ستبقى جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل، في إشارة إلى الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ثم أعلنت ضمها لاحقاً عام 1981.
هذا الطرح الإسرائيلي قوبل بتحفظ سوري واضح، حيث تعتبر دمشق الجولان أرضاً سورية محتلة، وتربط أي تقدم في المفاوضات بانسحاب كامل من الأراضي المحتلة والتقيد بالقرارات الأممية ذات الصلة.
خلفية تاريخية وسياق جديد
تعود جذور النزاع الحدودي بين سوريا وإسرائيل إلى حرب 1948، إذ لم تُوقع أي اتفاقية سلام رسمية بين البلدين منذ ذلك الحين. ومع تغير التوازنات الإقليمية وسقوط النظام السابق، تبدي القيادة الانتقالية السورية، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، توجهاً واضحاً نحو الدبلوماسية بدل المواجهة.
وفي تصريحات سابقة، أكد الشرع أن سوريا لا ترغب في خوض حروب جديدة، ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها العسكرية، مشدداً على أولوية الاستقرار والعودة إلى المسار السياسي.
ختاماً: مفترق طرق دبلوماسي جديد
تشير المؤشرات إلى أن سوريا وإسرائيل تقتربان من مرحلة تهدئة محتملة برعاية أميركية، تعيد ترتيب معادلة الأمن في الجنوب السوري. وبينما تطمح دمشق إلى وقف التصعيد، تبقى ملفّات مثل الجولان والتوغلات الإسرائيلية والمطالب الإقليمية حواجز تعيق تحول هذه التهدئة إلى سلام مستدام. (MEE)
الشرع يلتقي مسؤولاً إسرائيلياً في الإمارات؟
قالت صحيفة الجمهورية نت، إن مصدران مطلعان على مسار المفاوضات بين دمشق وتل أبيب أكد أن الشرع التقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي في أبو ظبي خلال زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة,
أكد مصدران للصحيفة أن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع التقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في أبو ظبي، يوم أمس، في اجتماع غير معلن.
وأشار أحد المصدرين إلى أن اللقاء يُعد تطوراً لافتاً في مسار المفاوضات السورية-الإسرائيلية. وأكد المصدران – أحدهما سوري مطّلع على مسار المفاوضات بين الدولتين، والثاني دبلوماسي إقليمي – أنّ اللقاء ليس الأول من نوعه.
وكان الصحفي فراس دالاتي قد نشر على صفحته في فيسبوك بأنّ وصول الشرع إلى العاصمة الإماراتية تزامن مع وصول طائرة خاصة من إسرائيل من نوع bombardier challenger 604 تحمل الرمز M-ABGG وهي طائرة تمّت الإشارة إلى استخدامها سابقاً من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في رحلات شبه دورية إلى عواصم في المنطقة.
وسبق لوسائل إعلام إسرائيلية الإشارة إلى أنّ الشرع قد التقى مسؤولين إسرائيليين خلال زيارته للإمارات في شهر نيسان (أبريل) الفائت.
من جهته قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم أمس في العاصمة اللبنانية بيروت إنّ «الحوار بين البلدين (سوريا وإسرائيل) قد بدأ، وكل الأطراف تسارع للتوصل إلى اتفاق».
من جهته، نفى مصدر رسمي سوري، صحة الأنباء المتداولة عن اجتماع الرئيس أحمد الشرع مع مسؤولين إسرائيليين.
أفادت بذلك وكالة الأنباء الرسمية “سانا” في خبر مقتضب، نقلا عن مصدر في وزارة الإعلام لم تسمّه.
وقال المصدر: “لا صحة لما يتم تداوله بشأن انعقاد أي جلسات أو اجتماعات بين السيد الرئيس أحمد الشرع ومسؤولين إسرائيليين”، دون مزيد من التفاصيل.
أفادت أيضا صحيفة إسرائيل هيوم الإسرائيلية أنه لا يمكن أن يكون خبر اللقاء صحيحا نظرا لتواجد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مع الوفد المصاحب لنتنياهو في واشنطن.
الشرع في الإمارات بحثا عن دعم خليجي
بحث رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونظيره السوري أحمد الشرع الاثنين في أبوظبي التي وصلها في إطار جولة خليجية، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة في المجالات التنموية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار مساعي الشرع إلى إعادة بناء علاقات سوريا مع الدول العربية والمجتمع الدولي، في وقت تتطلع فيه الحكومة السورية إلى استقطاب الاستثمارات الخليجية، مدفوعة برغبتها في دفع عجلة الاقتصاد المنهك بسبب سنوات من الحرب الأهلية.
وتسعى الإمارات، التي انتهجت مقاربة متوازنة تجاه الأزمة السورية ولم تقطع قنوات الحوار بالكامل، إلى لعب دور الوسيط وتهدئة التوترات في المنطقة في إطار دبلوماسية وازنة، فيما تؤكد زيارة الشرع إلى دمشق هذا الدور ورغبة سوريا في الاستفادة من الخبرة التي راكمتها أبوظبي في عدة قطاعات.
وتعد الدولة الخليجية الثرية مركزاً اقتصادياً ومالياً مهماً، وتتطلع سوريا إلى جذب الاستثمارات الإماراتية للمساهمة في عملية إعادة الإعمار الضخمة التي تحتاجها بعد سنوات الحرب، فيما أشارت تصريحات سابقة إلى اهتمام إماراتي بفرص الاستثمار في عدة قطاعات سورية.
وتواجه دمشق تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، فيما تلعب الإمارات دوراً في دعم استقرار سوريا، وهو ما أكده الشيخ محمد بن زايد خلال لقائه الشرع في أبريل/نيسان الماضي.
وبحث رئيس الإمارات والشرع خلال لقاء جمعهما في “قصر الشاطئ” بالعاصمة أبوظبي اليوم الاثنين “العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيز تعاونهما والعمل المشترك، خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية، بما يحقق مصالحهما المتبادلة”، وفق وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
كما تبادلا “وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية محل الاهتمام المشترك”، مؤكدين “أهمية العمل على تعزيز أسس السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لصالح جميع دولها وتنمية شعوبها وازدهارها”، وفق الوكالة.
وجدد الشيخ محمد تأكيده “موقف أبوظبي تجاه دعم الأشقاء في الجمهورية العربية السورية، وكل ما يصب في مصلحتهم، ويسهم في تحقيق تطلعاتهم نحو التنمية والاستقرار وبناء مستقبل مزدهر”.
ودون تحديد الدول التي ستشملها جولته، ذكرت “سانا” أن الشرع بدأ جولته الثانية إلى دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى أنها تأتي بعد رفع معظم العقوبات الدولية عن سوريا.
ويضم مجلس التعاون لدول الخليج العربية ست دول هي السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان. وتهدف الجولة الحالية إلى “تعزيز التعاون الاقتصادي، وجذب الاستثمارات الخليجية إلى الداخل السوري، في إطار خطة إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية الشاملة”
وعُقد اجتماع رسمي بين الجانبين تناول تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي، وسبل دعم جهود سوريا في مرحلة ما بعد الحرب، وفق “سانا”.
وأفاد المصدر نفسه بأن الشرع أكد خلال اللقاء أن “سوريا، وقد طوت صفحة الحرب والانقسام، تتجه إلى بناء شراكات استراتيجية مع الأشقاء في الخليج، مشيدا بدور الإمارات الريادي في دعم الاستقرار الإقليمي”.
كما أعرب عن “تطلع دمشق إلى الاستفادة من التجربة الإماراتية في مجالات التنمية المستدامة والتحول الرقمي والطاقة النظيفة”. وتشير بعض التحليلات إلى أن الإمارات قد تلعب دور الوسيط في قضايا إقليمية حساسة تتعلق بسوريا، بما في ذلك محادثات غير مباشرة محتملة مع إسرائيل، في ظل اهتمام الدولة العبرية بإبرام اتفاق سلام مع دمشق. (MEE)
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتقال خلية لفيلق القدس جنوب سوريا
أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال ما وصفها بخلية تابعة لـ “فيلق القدس الإيراني” خلال عملية عسكرية خاصة جنوب سوريا.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن العملية نفذتها قوات خاصة خلال الليل بمنطقة تل قدسيا في جنوب سوريا، وأشار إلى أن هذه العملية هي الثانية من نوعها خلال أسبوع.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن الأربعاء الماضي، اعتقال “خلية إيرانية” خلال عملية خاصة جنوب سوريا.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان وقتها، إن “قوات اللواء 474 التابع للفرقة 210 نفذت الليلة الماضية عملية خاصة للقبض على خلية من المخربين تم تحريكها من قبل إيران في منطقة أم اللوقس وعين البصلي في الجنوب السوري، وذلك بالتعاون مع المحققين الميدانيين المنتمين للوحدة 504”.
وتأتي العملية في سياق تصاعد التوتر الأمني بين إسرائيل وإيران على الساحة السورية، حيث تخوض تل أبيب منذ سنوات “حرباً بين الحروب” تهدف إلى تقويض التمركز العسكري الإيراني المتزايد في سوريا، وخصوصاً في المناطق القريبة من هضبة الجولان.
ومنذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، استغلت إيران الفوضى الأمنية لتوسيع نفوذها العسكري والاستخباراتي عبر ميليشيات تابعة لها مثل حزب الله اللبناني، ولواء “زينبيون” و”فاطميون”، إلى جانب عناصر من الحرس الثوري الإيراني. وتعتبر إسرائيل أن هذا الوجود يشكل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، وخاصة في الجولان المحتل.
وتعتمد إسرائيل في مواجهتها لما تسميه تهديدا على عمليات استخباراتية وجوية مركّزة تستهدف قواعد ومستودعات أسلحة ومواقع مراقبة ومراكز قيادة تابعة لإيران ووكلائها. وقد تزايدت هذه العمليات في عام 2024 و2025 بالتزامن مع التوتر الإقليمي الأوسع الناجم عن الحرب في غزة والضغوط الدولية على برنامج إيران النووي.
وتلعب الوحدة 504 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، دوراً رئيسياً في جمع المعلومات من داخل الأراضي السورية، وهي وحدة مختصة بتجنيد العملاء والتحقيق الميداني، وتعمل غالباً بالتعاون مع وحدة العمليات الخاصة في الجيش (مثل لواء 474) المنتشر على الجبهة الشمالية. (العربية نت)
أمريكا
يواجه إيلون ماسك تحديات متصاعدة على الجبهتين السياسية والاقتصادية، بعد إعلانه تأسيس “حزب أمريكا” الذي أثار جدلاً واسعاً وتسبب في تراجع أسهم تسلا، وسط مخاوف من تشتيت تركيزه. يسعى ماسك لتأسيس تيار سياسي جديد يدافع عن التجارة الحرة، وضبط الإنفاق، وتفوق أمريكا التكنولوجي، لكنه يواجه عقبات بنيوية وتشريعية وتاريخية تعرقل صعود أي حزب ثالث.
في الوقت ذاته، تتراجع تسلا في الصين أمام منافسين محليين متفوقين تقنياً، وسط فتور سياسي بعد تدهور علاقته مع ترامب. وعلى الساحة الدولية، توترت الأجواء بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة، ما دفع دول البريكس إلى الرد الحاد رافضة “النزعة الإمبراطورية” الأميركية، وسط دعوات لإصلاح النظام العالمي والحد من هيمنة الدولار. كما ارتفع العجز التجاري الأميركي بشدة في مايو/أيار الماضي مع انخفاض الصادرات.
نرصد أيضاَ توجه شركة بلاك روك، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، للاستثمار في السندات الأوروبية بدلاَ من الأمريكية، في توجه لافت، نظرا لضعف الاقتصاد الأمريكي وكدلالة لبدء السعي في نقل مركز الثقل المالي العالمي بعيداَ عن الولايات المتحدة.
رهان إيلون ماسك السياسي: هل ينجح في إحداث زلزال ثالث في النظام الحزبي الأمريكي؟
يبدو أن إيلون ماسك يستعد مجدداً لدخول الساحة السياسية الأمريكية، معلناً عن تأسيس حزب جديد تحت اسم “حزب أمريكا”، بهدف خوض الانتخابات النصفية المقبلة واستهداف عدد محدود من المقاعد الفيدرالية، في محاولة للسيطرة على توازن القوى في الكونغرس.
لكن نجاح هذا المشروع الطموح، كما يشير ألكسندر بيرنز – المحرر التنفيذي لشؤون أمريكا الشمالية في موقع بوليتيكو – يتوقف على مدى استفادة ماسك من تجربة أبرز “المخرّبين السياسيين” في التاريخ الأمريكي الحديث، أي دونالد ترامب من اليمين وبيرني ساندرز من اليسار. فكلاهما لم يختر المركز السياسي التقليدي، بل ركّز على قضايا يتجاهلها الحزبان الكبيران وتهمّ الناخبين بشدة.
فما الذي يحتاجه ماسك ليصنع فرقاً حقيقياً؟
ثلاث قضايا يمكن أن تمنح ماسك وحزبه قاعدة جماهيرية:
1. الدفاع عن التجارة الحرة
بعد أن أعاد ترامب تشكيل السياسة التجارية الأمريكية لصالح الحمائية وفرض الرسوم الجمركية، تراجع كل من الحزبين عن دعم التجارة الحرة. حتى إدارة بايدن لم تتراجع عن سياسات ترامب، بل استوعبتها بشكل غير مباشر.
في المقابل، تُظهر استطلاعات جالوب أن غالبية المستقلين (81%) ينظرون للتجارة الدولية كفرصة لا كتهديد. وهذا يفتح الباب أمام حزب جديد يناهض الحروب التجارية، ويدافع عن الانفتاح الاقتصادي، متجاوزاً المصالح الإقليمية والضغوط الشعبية.
2. إعادة التوازن المالي الجذري
كثير من الأمريكيين قلقون من الإنفاق الحكومي المفرط والدين العام المتضخم. لكن لا الديمقراطيين ولا الجمهوريين يُعتبرون جادين في هذا الملف. الجمهوريون يفضلون خفض الضرائب حتى على حساب العجز، بينما وسّعت إدارة بايدن حجم الحكومة دون تحقيق وعودها بفرض ضرائب على الأثرياء.
رغم صعوبة حشد دعم شعبي لحزب يدعو إلى تقشف حقيقي ورفع الضرائب وخفض الإنفاق، إلا أن أحداً لم يجرب هذه المقاربة بجدية في العصر الحديث.
3. تفوق أمريكا التكنولوجي والعلمي
كلا الحزبين يدّعي السعي لهزيمة الصين في سباق التكنولوجيا، لكن الأفعال لا تعكس ذلك. الجمهوريون خنقوا الجامعات والنخب العلمية بسياسات معادية للابتعاث والبحث، والديمقراطيون ربطوا الابتكار العلمي بأجندات اجتماعية أخرى، كما فعلوا في تطبيق قانون “الرقائق CHIPS”، الذي أصبح أداة لتعزيز سياسات التنوع والعدالة بدلاً من تطوير الصناعة.
رغم سجله المثير للجدل، قد يتمكن ماسك من تجنيد تيار سياسي جديد يؤمن بأن مستقبل أمريكا رهين بإعادة بناء قوتها الصناعية والعقلية من خلال أدوات ملموسة مثل السياسة الضريبية، والتجارة، والهجرة، والطاقة.
هل يمكن أن ينجح حزب ماسك؟
ربما لا. فحتى الآن، لا يوجد ما يثبت أن الحزب سيتخذ شكلاً تنظيمياً فعلياً أو أن ماسك قادر على تنفيذ استراتيجية سياسية منضبطة. سجله في السياسة قصير وغير مستقر، وتحالفه مع ترامب لم يدم طويلاً، كما أن مبادرته الأخيرة (DOGE) فشلت في كسب دعم شعبي.
ومع ذلك، وفي ظل الاضطراب السياسي الأمريكي الحالي، فإن هذه الفجوات الأيديولوجية تمثل فرصة حقيقية لأي مغامر سياسي يملك الجرأة — والأموال — لخوض تجربة انتخابية كبرى.
أسهم تسلا تهوي بعد إعلان ماسك تأسيس حزب سياسي: المستثمرون يخشون تشتيت الانتباه وتراجع التركيز
شهدت أسهم شركة تسلا تراجعاً حاداً بنسبة 6.8% مع إغلاق التداولات الأمريكية يوم الإثنين، ما أدى إلى خسارة نحو 79 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، وذلك في ظل قلق متصاعد من المستثمرين بشأن دخول إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي للشركة، عالم السياسة عبر تأسيس حزب جديد باسم “حزب أمريكا”.
القيمة السوقية لشركة تسلا انخفضت من أكثر من تريليون دولار إلى نحو 921 مليار دولار، في حين خسر ماسك ما يقرب من 15 مليار دولار من قيمة حصته الشخصية في الشركة، لتتراجع إلى ما دون 120 مليار دولار. ومع ذلك، لا يزال ماسك يحتفظ بلقب أغنى رجل في العالم بثروة تُقدّر بحوالي 400 مليار دولار، بحسب تصنيف فوربس.
ويبدو أن إعلان ماسك الأخير عن تمويله لحزب سياسي جديد كان بمثابة القشة التي أثارت مخاوف المستثمرين، خاصة في ظل العلاقة المتقلبة بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فبعد أن كان من أبرز داعمي ترامب، اتخذت العلاقة منحىً عدائياً في الأسابيع الأخيرة.
وقال المحلل دان آيفز من شركة Wedbush Securities إن إعلان ماسك عن تأسيس حزب سياسي يعتبر “اتجاهاً معاكساً تماماً لما يريده مستثمرو تسلا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الشركة”، مضيفاً أن هناك “شعوراً عاماً بالإرهاق” بين المساهمين من تدخل ماسك المتكرر في السياسة.
وكان ترامب قد علّق بسخرية على إعلان ماسك عبر منصته تروث سوشيال قائلاً:
“من المؤسف رؤية إيلون ماسك ينحرف تماماً عن المسار… لقد أصبح كارثة حقيقية خلال الأسابيع الخمسة الماضية.”
وكان ماسك قد أعلن عن تأسيس “حزب أمريكا” عبر منصة X، قائلاً:
“عندما يتعلق الأمر بإفلاس بلادنا بسبب الفساد والهدر، فإننا نعيش في نظام حزب واحد، لا في ديمقراطية. اليوم، نُعلن عن تشكيل حزب أمريكا لاستعادة حريتكم.”
وتشير التقديرات إلى أن خطوة ماسك السياسية قد تفتح عليه جبهة جديدة من التحديات، ليس فقط من البيت الأبيض، بل أيضاً من داخل سوق المال، حيث يخشى المستثمرون أن يؤدي انخراطه السياسي إلى تشتيت تركيزه عن إدارة تسلا وسبيس إكس، في وقتٍ تحتاج فيه الشركتان إلى قيادة مستقرة وسط منافسة شرسة وتحديات اقتصادية عالمية. (الجارديان)
ديسانتيس يحذّر ماسك: “الحزب الثالث سيمنح الديمقراطيين الكونغرس على طبق من ذهب”
في خضم الجدل المتصاعد حول إعلان إيلون ماسك تأسيس “حزب أمريكا”، وجّه حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، تحذيراً واضحاً للملياردير الأمريكي، معتبراً أن تأسيس حزب ثالث في هذا التوقيت “سيؤدي حتماً إلى فوز الديمقراطيين بمجلسي الشيوخ والنواب”.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد أمس، دعا ديسانتيس ماسك إلى توجيه موارده الهائلة نحو هدف أكثر واقعية وفعالية، يتمثل في الدفع نحو تعديل دستوري يُلزم الحكومة الفيدرالية بتبني ميزانية متوازنة.
وقال ديسانتيس:
“لو أراد ماسك التأثير فعلياً في السياسة الأميركية، فعليه أن يستخدم نفوذه لإقناع 34 ولاية بالتصديق على تعديل دستوري بهذا الشأن… هذا سيكون إنجازاً تاريخياً حقيقياً”.
وأشار إلى أن 28 ولاية وافقت بالفعل على فكرة التعديل بموجب المادة الخامسة من الدستور الأميركي، وأنه ما إن تنضم ست ولايات إضافية، يمكن بدء صياغة التعديل والتصويت عليه من قبل ثلاثة أرباع الولايات.
وأضاف ديسانتيس منتقداً أداء الجمهوريين في الكونغرس:
“لدينا مشكلة داخل الحزب نفسه. هناك من يتحدث عن تقليص الإنفاق عندما يترشح، لكنه لا يفعل شيئاً حين يصل إلى واشنطن”.
وتطرّق حاكم فلوريدا إلى تجارب سابقة لماسك في التدخل في السياسة، قائلاً:
“إيلون حاول التأثير على ميزانية الحكومة الفيدرالية، لكن أغلب أعضاء الكونغرس لم يبدوا رغبة حقيقية في خفض الإنفاق، تماماً كما تجاهلوا أوامر ترامب التنفيذية في قضايا كبرى كالهجرة”.
وختم ديسانتيس حديثه بالتأكيد على أن “الحل الحقيقي يكمن في تغيير قواعد اللعبة من خلال الدستور، وليس بتشتيت الأصوات عبر مشاريع حزبية جديدة تهدد بتقسيم المعسكر المحافظ”. (العربية نت)
حزب إيلون ماسك يواجه تحديات هيكلية وسياسية تعرقل طموحه الانتخابي
رغم الضجة التي أثارها إعلان الملياردير الأميركي إيلون ماسك عن تأسيس “حزب أميركا”، تشير تقارير وتحليلات إلى أن الطريق أمامه محفوف بالتحديات المؤسسية، القانونية، والتنظيمية، فضلاً عن العقبات التاريخية التي لطالما واجهتها الأحزاب الثالثة في النظام السياسي الأميركي.
نظام انتخابي لا يرحم الأحزاب الجديدة
يعتمد النظام الانتخابي الأميركي على قاعدة “الفائز يحصد كل شيء”، ما يعني أن الفوز بمقعد يتطلب غالباً أغلبية واضحة، خلافاً للأنظمة النسبية التي تسمح بتمثيل الأحزاب الصغيرة. ويوضح هانز نويل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، أن الولايات المتحدة تفتقر إلى البنية المؤسسية التي تتيح للأحزاب الناشئة شق طريقها بنجاح في المشهد السياسي.
كما يواجه حزب ماسك عقبة إدارية صعبة تتمثل في شروط تسجيل المرشحين على بطاقات الاقتراع، والتي تختلف من ولاية إلى أخرى، وتشمل متطلبات معقدة مثل الإقامة، وعدد كبير من التوقيعات الشعبية. ويصف ماك ماكوركل، الأستاذ في جامعة ديوك، هذه الشروط بأنها “مرهقة وشاقة”، وتسببت سابقاً في إقصاء العديد من المرشحين المستقلين، حتى البارزين منهم.
تاريخ الأحزاب الثالثة: نجاح شعبي وفشل انتخابي
تاريخياً، نادراً ما حققت الأحزاب خارج الثنائية التقليدية (الديمقراطيين والجمهوريين) اختراقاً فعلياً. منذ عام 1968، لم ينجح أي مرشح من خارج الحزبين في الفوز بأصوات انتخابية. حتى روس بيرو، الذي حصل على 19% من الأصوات الشعبية عام 1992، خرج من السباق بدون أي صوت في المجمع الانتخابي.
ويحذر مراقبون من أن دخول حزب ماسك على خط الانتخابات قد لا يُنتج فوزاً، بل يعيد سيناريو “تشتيت الأصوات”، كما حصل في انتخابات 2000 مع ترشح رالف نادر، الأمر الذي قد يصب في مصلحة الحزب الديمقراطي، خصوصاً إذا استنزف مرشحو ماسك من رصيد الجمهوريين.
استراتيجية انتخابية مركّزة.. لكنها محفوفة بالمخاطر
يخطط ماسك، وفق ما أعلن، لخوض الانتخابات النصفية المقبلة عبر استراتيجية تركّز على عدد محدود من الدوائر الحاسمة، مستهدفاً ما وصفه بـ”مواقع الاشتباك السياسي المباشر”، إلا أن النقاد يرون أن معارضته للإنفاق الحكومي – التي يتبناها كقضية محورية – لا تكفي لبناء هوية حزبية متماسكة أو برنامج انتخابي شامل.
كما أن تلقي شركاته لعقود حكومية ضخمة قد يقوّض صدقيته في مهاجمة السياسات الحكومية.
الوسط غير المتجانس.. وضعف القاعدة الجماهيرية
يدّعي ماسك أن حزبه يمثل “80% من الأميركيين الوسطيين”، لكن نويل يشير إلى أن هذا الوسط غير متجانس فكرياً أو سياسياً، وغالباً ما يفتقر إلى الدافع أو الهوية الحزبية الموحدة، ما يصعّب بناء قاعدة انتخابية وفية تدافع عن مشروعه السياسي.
ضعف الحلفاء وتراجع النفوذ الجمهوري
بعد تدهور علاقته مع ترامب وجمهوريي الكونغرس، يواجه ماسك عزلة متزايدة داخل الحزب الجمهوري، حيث بدأت بعض المجموعات المقربة من ترامب بالفعل في تشكيل لجان سياسية مضادة لإفشال مشروعه. ويؤكد نويل أن الأحزاب القوية تُبنى عبر ولاء شعبي حقيقي لا يمكن شراؤه بالمال، وهو ما يفتقده ماسك حتى الآن.
طبيعة ماسك الشخصية.. عائق غير محسوب
واحدة من أكبر التحديات، بحسب المراقبين، تكمن في شخصية ماسك ذاتها؛ فالرجل المعروف بطموحه الكبير وميله للتجريب السريع قد لا يتحمّل بطء الإجراءات السياسية وبيروقراطية العمل الانتخابي، ناهيك عن احتمال فشل مرشحيه في المراحل الأولى.
كما أن إدارة طلبات التمويل من مرشحين طامحين قد تضعه في مواقف حرجة، لا سيما إذا فشل في اختيار شخصيات مؤهلة وجديرة بالثقة، وهو أمر أثبتت التجارب السابقة أنه لا يُعالج بالمال وحده.
الطريق الوعر أمام “حزب أميركا”
باختصار، تشير التقديرات إلى أن مشروع “حزب أميركا” الذي يقوده ماسك يواجه تحديات بنيوية وتشريعية وعملية وشخصية قد تجعل من نجاحه مهمة شبه مستحيلة. وبين نظام انتخابي صلب، وتجربة تاريخية قاتمة للأحزاب الثالثة، وحاجة ماسك لبناء شبكة ولاء شعبي حقيقي، فإن طريقه نحو التأثير السياسي الفعلي سيكون طويلاً ووعراً، كما خلصت واشنطن بوست. (العربية نت)
وول ستريت جورنال: إيلون ماسك يفقد نفوذه في الصين مع تراجع تسلا أمام المنافسين المحليين
بينما يواجه الملياردير الأميركي إيلون ماسك تحديات سياسية وتجارية متفاقمة في الولايات المتحدة، تبدو الساحة الصينية – ثاني أهم أسواقه العالمية – أقل ترحيباً من أي وقت مضى.
فبعد أن كانت سيارات تسلا تتصدر مشهد الطرق الصينية وتحظى بدعم واسع من بكين، باتت اليوم تتراجع أمام منافسين محليين كانت تسلا نفسها سبباً في نشأتهم وصعودهم.
من نجم السوق إلى منافس متأخر
في سنوات صعود تسلا في الصين، اعتبر ماسك “ضيف شرف” في الأوساط السياسية والاقتصادية في بكين. فقد تلقّت الشركة حوافز حكومية ضخمة كجزء من استراتيجية مدروسة تهدف إلى تسريع نمو قطاع السيارات الكهربائية في البلاد من خلال جلب تكنولوجيا تسلا وتحفيز المنافسة المحلية.
وقد نجحت الخطة: ارتفعت مبيعات تسلا، وارتفع معها قطاع السيارات الكهربائية الصيني. لكن اليوم، يقول المستهلكون الصينيون إن سيارات تسلا باتت تبدو “مُملة” و”غير متوافقة مع الذوق المحلي”.
الصينيون يطلبون أكثر.. والمنافسون يستجيبون
بينما تتمسّك تسلا بتصاميمها وتقنياتها التقليدية، يتجه مصنعو السيارات الصينيون إلى ابتكار سيارات ذكية أقرب إلى أجهزة ترفيه متنقلة. سياراتهم أصبحت مزودة:
- بشاشات ضخمة للأفلام والألعاب،
- وثلاجات صغيرة لتبريد المشروبات،
- وكاميرات داخلية مخصصة لالتقاط الصور الشخصية (السيلفي).
وفي الوقت ذاته، أعلنت شركات عملاقة مثل BYD (الرائدة في صناعة السيارات والبطاريات) وCATL (أكبر مصنع للبطاريات في العالم)، عن تطوير تقنيات جديدة تسمح بشحن السيارات في خمس دقائق فقط — وهو ما لم تنجح تسلا في تحقيقه حتى الآن.
تدهور العلاقة مع ترامب يُعقّد الوضع
يشير التقرير إلى أن القطيعة الأخيرة بين ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب قللت من قيمته الاستراتيجية بالنسبة للصين. فمع تراجع نفوذه السياسي في واشنطن، تقلصت قدرة بكين على استخدام ماسك كورقة ضغط أو قناة تواصل غير رسمية مع البيت الأبيض.
هل ينفد الطريق أمام تسلا في الصين؟
تبدو الإجابة، وفق وول ستريت جورنال، مقلقة لماسك. فالشركات الصينية لا تكتفي بمنافسة تسلا، بل تفوقت عليها في بعض الجوانب التكنولوجية والتجريبية — مثل القيادة الذاتية، الروبوتات الذكية، وأنظمة البطاريات المتطورة.
ويبدو أن تسلا أصبحت اليوم أشبه بالسمكة الكبيرة التي أيقظت في محيطها أسماكاً مفترسة. ما كان يُعرف بـ”تأثير السلور” (Catfish Effect)، أي تحفيز السوق من خلال وجود لاعب خارجي قوي، انقلب الآن على صاحب المبادرة.
ختاماً: الصين لم تعد الساحة الآمنة لماسك
بعد أن ساعد في إطلاق سباق السيارات الكهربائية في الصين، بات إيلون ماسك الآن يواجه تحدياً شرساً من المنافسين الذين ساعد في خلقهم. ومع تقلص الدعم السياسي والطلب الشعبي، يبدو أن طريق ماسك في الصين يشارف على نهايته.
تعليق:
تشير الدلائل إلى أن طموحات ماسك الشخصية لا تقتصر على الطموحات السياسية داخل الولايات المتحدة، وإنما تتطلع إلى تحقيق نفوذ عالمي واسع عبر شركاته التكنولوجية العالمية، والتي تتنوع بين السيارات الكهربائية (تسلا) والاتصالات الفضائية (ستارلينك) والصواريخ الفضائية (سبيس إكس) ووسائط التواصل الاجتماعي الكبرى (منصة إكس) والذكاء الاصطناعي (xAI)، وغيرها، فضلا عن القدرات المالية الهائلة، كونه لازال يتربع على عرش أغنى رجل في العالم.
ويرصد بعض المراقبين أن ماسك قد يكون ساعيا في الوقت الراهن بالفعل إلى تقليص تواجد شركاته في الساحة الأمريكية لحساب التواجد العالمي، إلا أن ذلك قد يتناقض مع سعيه لإنشاء حزب سياسي في الولايات المتحدة، لكنه في نفس الوقت قد يعني أن ماسك يحاول الجمع بين نفوذ سياسي في الولايات المتحدة، ونفوذ اقتصادي حول العالم. لكن التقارير الأخرى التي تشير إلى تراجع بعض منتجاته حول العالم أمام المنافسين (مثل تسلا) قد يكون عقبة أمام هذه الطموحات.
وتبقى متابعة تطورات الخطوات التي يتخذها ماسك أمراً ذو أهمية كبيرة، ليس فقط فيما يتعلق بماسك نفسه، لكن بالنفوذ المتنامي لأباطرة التكنولوجيا حول العالم، ودورهم الهام المنتظر في النظام العالمي الجديد قيد التشكيل.
ترامب يستقبل نتنياهو في مأدبة خاصة بالبيت الأبيض: مباحثات حول غزة وإيران وحل الدولتين
في إطار الجهود الأميركية لاحتواء التصعيد في الشرق الأوسط، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الإثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مأدبة عشاء خاصة في البيت الأبيض، حيث ناقش الطرفان الملفات الأكثر سخونة، من الحرب في غزة إلى الملف النووي الإيراني.
غزة: حماس “تريد التهدئة”.. وترامب متفائل
عشية اللقاء، أعرب ترامب عن قناعته بأن حركة حماس ترغب في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى وجود محادثات جارية قد تفضي إلى هدنة قريبة. وقال للصحافيين:
“إنهم يريدون اجتماعاً، ويريدون وقف إطلاق النار هذا”.
ورداً على سؤال حول سبب تعثر التوصل إلى الاتفاق حتى الآن، أكد ترامب أن الأمور “تسير على ما يرام”، نافياً وجود أي عوائق حقيقية.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة بوساطة أميركية، حيث أعلن ترامب في وقت سابق أن هناك “فرصة جيدة” للتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.
نتنياهو: مستقبل أفضل للفلسطينيين خارج غزة؟
من جانبه، أوضح نتنياهو أن إسرائيل تعمل مع الولايات المتحدة ودول أخرى على إيجاد “مستقبل أفضل للفلسطينيين”، ملمّحاً إلى إمكانية نقل سكان غزة إلى دول مجاورة.
وقال:
“إذا أرادوا البقاء، فبإمكانهم ذلك. وإذا أرادوا المغادرة، فيجب أن يتمكنوا من ذلك”.
لكنه استبعد بشكل قاطع إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، مؤكداً أن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية الدائمة على قطاع غزة.
ترامب ونتنياهو: لا توافق واضح بشأن حل الدولتين
وعندما سُئل ترامب عن موقفه من “حل الدولتين”، أجاب: “لا أعرف”، محيلاً السؤال إلى نتنياهو، الذي رد بقوله:
“يمكن للفلسطينيين أن يحكموا أنفسهم، لكن دون صلاحيات تهدد أمننا… السيادة الأمنية ستبقى بأيدينا”.
في هذا السياق، اعتبر نتنياهو أن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ستكون “منصة لتدمير إسرائيل”، على حد تعبيره.
نتنياهو يرشح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام
وفي لفتة رمزية، أعلن نتنياهو أنه رشّح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، وسلمه نسخة من رسالة الترشيح الرسمية، مبرراً ذلك بأن الرئيس الأميركي “يرسي السلام في بلد تلو الآخر، وفي منطقة تلو الأخرى”.
إيران: بين الضربات والعقوبات والبحث عن اتفاق دائم
على صعيد الملف الإيراني، أكد ترامب أنه يسعى للوصول إلى اتفاق دائم مع طهران، في أعقاب الضربات الجوية التي شنتها واشنطن الشهر الماضي على منشآت نووية إيرانية دعماً لإسرائيل في حربها التي استمرت 12 يوماً.
وقال ترامب إنه يريد رفع العقوبات الأميركية عن إيران “في الوقت المناسب”، مؤكداً:
“أريد أن أرى إيران تعيد بناء نفسها بطريقة سلمية”.
وأضاف أن بلاده تستعد لعقد اجتماع قريب مع المسؤولين الإيرانيين لمناقشة المرحلة المقبلة، وهو ما أكده أيضاً المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مشيراً إلى أن اللقاء المرتقب سيُعقد “خلال الأسبوع المقبل تقريباً”.
خلفية الزيارة: تصعيدات إقليمية وسعي أميركي لإعادة التموضع
زيارة نتنياهو إلى واشنطن – وهي الثالثة منذ عودة ترامب إلى السلطة في يناير – تأتي في سياق تصعيد إقليمي يشمل الصراع في غزة، والاشتباك غير المباشر مع إيران، ومساعي إعادة تشكيل ملامح السلام في المنطقة.
وبينما يحاول ترامب أن يظهر كرجل الحلول “الدائمة”، يبدو أن الملفات التي يواجهها، من غزة إلى إيران، تتطلب موازنة معقدة بين الضغط العسكري والانفتاح السياسي، وسط انقسامات داخلية أميركية وتحديات إقليمية متزايدة.
“نحن لسنا إمبراطورية”.. دول البريكس ترد بغضب على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية
في ختام قمة مجموعة “بريكس” التي انعقدت في ريو دي جانيرو، شنّ قادة الدول الأعضاء هجوماً حاداً على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على خلفية تهديده بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول التي وصفها بـ”المتعاطفة مع البريكس”، في خطوة اعتُبرت استفزازاً جديداً لكتلة الدول الصاعدة.
لولا دا سيلفا: “العالم تغيّر.. نحن دول ذات سيادة”
قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي استضاف القمة، إن تهديدات ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي “خاطئة جداً وغير مسؤولة”. وأضاف في مؤتمر صحفي:
“العالم لم يعد بحاجة إلى إمبراطور. نحن دول ذات سيادة، ولسنا تحت وصاية أحد”.
وتابع لولا، المعروف بمواقفه اليسارية:
“لا عودة عن تقليص اعتمادنا على الدولار. الأمر سيتم خطوة خطوة حتى نصل إلى بديل حقيقي. لا أحد قرر أن الدولار هو العملة المعيارية للعالم”.
وفي إشارة إلى مشروع جارٍ بين البنوك المركزية لدول البريكس، أوضح أن هناك تحركاً حقيقياً لدراسة بدائل لأنظمة الدفع الدولية بعيداً عن الهيمنة الأميركية.
رامافوزا: “لماذا يُعاقب من يفعل الخير؟”
من جانبه، أعرب الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا عن خيبة أمله من تهديدات ترامب، قائلاً:
“من المؤسف أن يتم النظر إلى التكتلات الإيجابية مثل البريكس بشكل عدائي، وأن يُعاقب من يسعى للخير في هذا العالم”.
لافروف: “النموذج الأميركي للعولمة لم يعد صالحاً”
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي مثّل الرئيس بوتين، فقد اعتبر تهديدات ترامب تأكيداً على أن النموذج الأميركي للعولمة لم يعد يعمل، متهماً واشنطن بـ”سوء استغلال فاضح لمكانة الدولار في النظام المالي العالمي”.
إيران وروسيا تحققان مكاسب دبلوماسية
نجحت روسيا في تمرير بند في البيان الختامي يُدين “بأشد العبارات الهجمات التي استهدفت جسوراً وبنى تحتية مدنية في روسيا”، في إشارة إلى ضربات أوكرانية، دون التطرّق لهجمات موسكو على كييف.
أما إيران، العضو الجديد في البريكس، فقد حصلت على إدانة من الكتلة للضربات العسكرية التي تعرضت لها، و”قلق بالغ” بشأن “الهجمات المتعمّدة على المنشآت النووية السلمية”، دون ذكر الولايات المتحدة أو إسرائيل بالاسم.
البيان الختامي: دعوة لإصلاح شامل لمؤسسات النظام العالمي
رغم الخلافات الداخلية، أجمعت دول البريكس على ضرورة إعادة هيكلة النظام العالمي، داعية إلى إصلاح شامل لمجلس الأمن الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كي تعكس هذه المؤسسات “واقع القرن الحادي والعشرين” بدلاً من النظام ما بعد الحرب العالمية الثانية.
انتقادات داخلية: هل فقدت البريكس بوصلتها؟
ماركوس ترويخو، الرئيس السابق لبنك التنمية التابع للبريكس، عبّر عن قلقه من “انجراف التكتل نحو الشعاراتية الثالثة العالم”. وقال إن الكتلة التي بدأت كنادٍ للنمور الاقتصادية الناشئة (البرازيل، روسيا، الهند، الصين)، باتت تفتقد لهويتها الأصلية.
وفي تعليقه الساخر على البيان الختامي الذي امتد على 31 صفحة وتناول موضوعات من الذكاء الاصطناعي إلى الفضاء الخارجي، قال:
“تحوّلت البريكس إلى أولمبياد دبلوماسي.. كل موضوع يجب أن يكون ممثلاً فيه”.
خلاصة: صدام مفتوح بين البريكس وواشنطن
في ظل استمرار التصعيد من جانب إدارة ترامب، تُظهر قمة البريكس الأخيرة أن التكتل بات يُشكّل توازناً جيوسياسياً جاداً في وجه النفوذ الغربي، ما يُنذر بمزيد من الاستقطاب في النظام الدولي، ويفتح فصلاً جديداً في معركة النفوذ بين الشمال العالمي والجنوب الصاعد. (فايننشال تايمز)
مستشار ترامب يهاجم رئيس آبل: “أطول مسلسل درامي في وادي السيليكون”
انتقد بيتر نافارو، مستشار البيت الأبيض السابق لشؤون التجارة، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، بسبب استمرار اعتماد الشركة على الصين في تصنيع هواتف آيفون، متّهماً إياه بالمماطلة في تنفيذ وعوده بنقل التصنيع إلى الولايات المتحدة.
وقال نافارو في مقابلة مع قناة CNBC إن كوك “طلب مراراً المزيد من الوقت” خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى لنقل المصانع من الصين، مضيفاً أن الأمر بات “أطول مسلسل درامي في وادي السيليكون”.
الانتقادات تأتي في سياق الضغوط التي تمارسها إدارة ترامب الحالية لإعادة التصنيع إلى الداخل الأميركي، لا سيما مع تصاعد لهجة الرئيس ضد الشركات التي تعتمد على سلاسل توريد خارجية. وكان ترامب قد صرّح في مايو الماضي على منصة “تروث سوشيال”:
“أبلغت تيم كوك أنني أتوقع تصنيع أجهزة آيفون في الولايات المتحدة فقط، وإذا لم يحدث ذلك، فعلى آبل أن تدفع رسوماً جمركية لا تقل عن 25٪.”
ورغم أن آبل بدأت بالفعل بنقل جزء من إنتاجها إلى الهند، إلا أن ترامب رفض هذا التوجه، معتبراً أن “الهند قادرة على إدارة نفسها”، وأضاف مخاطباً كوك: “لا نريدك في الهند، نريدك هنا”.
في المقابل، يرى خبراء سلاسل التوريد أن تصنيع آيفون بالكامل داخل الولايات المتحدة سيواجه تحديات ضخمة، قد ترفع تكلفة الجهاز إلى نحو 3500 دولار، وفقاً لتقديرات نشرتها صحيفة نيويورك بوست.
يُذكر أن آبل كانت قد تعهدت خلال ولاية ترامب الأولى بتجميع جهاز “ماك برو” في تكساس، إلا أن الإنتاج الفعلي داخل الولايات المتحدة ظل محدوداً للغاية. (العربية نت)
اتساع العجز التجاري الأميركي في مايو على وقع رسوم ترامب
اتسع العجز التجاري الأميركي بشدة في مايو/أيار الماضي مع انخفاض الصادرات، لكن تراجع الواردات يشير إلى أن التجارة من المحتمل أن تؤدي إلى انتعاش النمو الاقتصادي في الربع الثاني.
وقال مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الأميركية يوم الخميس إن الفجوة التجارية زادت 18.7% إلى 71.5 مليار دولار في مايو/أيار الماضي.
وتم تعديل بيانات أبريل/نيسان الماضي لتظهر أن العجز التجاري تقلّص إلى 60.3 مليار دولار بدلا من 61.6 مليارا التي سبق الإعلان عنها.
وتوقع اقتصاديون في استطلاع لرويترز أن يرتفع العجز إلى 71.0 مليار دولار.
وأدت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب إلى إرباك الوضع الاقتصادي، إذ دفعت الشركات والأسر إلى التركيز على الواردات وشراء السلع لتجنب ارتفاع الأسعار بسبب الرسوم.
وحذر اقتصاديون من أن اختفاء التشوهات المتعلقة بالرسوم الجمركية من البيانات الاقتصادية قد يستغرق بعض الوقت.
وفرض ترامب رسوما جمركية نسبتها 10% على معظم شركاء بلاده التجاريين قبل أن يعلق قراره فرض رسوم أكبر على عشرات الدول.
وتراجعت الواردات الأميركية بنسبة 0.1% إلى 350.5 مليار دولار، مع تراجع شحنات السلع.
أما الواردات من السلع الاستهلاكية فتراجعت بـ4 مليارات دولار، رغم أن واردات السيارات وقطعها ازدادت.
كما تراجعت الصادرات الأميركية بنسبة 4% إلى 297 مليار دولار خصوصا في الإمدادات والمواد الصناعية، بحسب التقرير. (الجزيرة نت)
الخزانة الأميركية: عقوبات على كبار أعضاء مؤسسة “القرض الحسن” التابعة لحزب الله
أظهر موقع وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة متعلقة بإيران، فضلا عن أخرى تستهدف جماعة حزب الله اللبنانية.
وفرضت “الخزانة الأميركية” عقوبات على كبار أعضاء مؤسسة “القرض الحسن” التابعة لحزب الله.
وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (OFAC) عقوبات على سبعة مسؤولين كبار وكيان واحد مرتبط بالمؤسسة المالية التي يسيطر عليها حزب الله، مؤسسة “القرض الحسن” (AQAH)، والتي أدرجها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية على قائمة العقوبات عام 2007، وفق بيان لوزارة الخزانة الأميركية اطلعت عليه “العربيةBusiness”.
وشغل هؤلاء المسؤولون مناصب إدارية عليا في مؤسسة “القرض الحسن”، وسهّلوا التهرب من العقوبات الأميركية، مما مكّن حزب الله من الوصول إلى النظام المالي الرسمي، وفق موقع وزارة الخزانة الأميركية.
وقال نائب وزير الخزانة الأميركي، مايكل فولكندر: “من خلال أدوارهم في AQAH، سعى هؤلاء المسؤولون إلى طمس مصلحة حزب الله في معاملات تبدو مشروعة في المؤسسات المالية اللبنانية، مما عرض هذه البنوك لمخاطر كبيرة تتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مع السماح لحزب الله بتحويل الأموال لمصلحته الخاصة”.
وأضاف “بينما يسعى حزب الله إلى جمع الأموال لإعادة بناء عملياته، تبقي وزارة الخزانة الأميركية ملتزمة بشدة بتفكيك البنية التحتية المالية للحزب والحد من قدرته على إعادة بناء نفسه”.
وذكرت أنه بالإجراء المتخذ اليوم فإن الضغط يتواصل على حزب الله، مع إجراءات أخرى استهدفت شبكات التمويل غير المشروع للحزب، والمتورطة في تسهيلات مالية، ومبيعات نفط، ومشاريع تجارية أخرى.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد استهدفت سابقاً مصرفي الظل في مؤسسة “القرض الحسن” عام 2021، مُحددةً المدير المالي ، أحمد محمد يزبك، إلى جانب المسؤولين عباس حسن غريب ، ووحيد محمود سبيتي ، ومصطفى حبيب حرب، وعزت يوسف عكر، وحسن شحادة عثمان ، وذلك لتصرفهم نيابةً عن مؤسسة “القرض الحسن” للتهرب من العقوبات.
وفرضت وزارة الخزانة عقوبات على عادل منصور، المدير التنفيذي لمؤسسة “القرض الحسن” ، عام 2022، أما حسين الشامي، الذي كان يدير المؤسسة وقت تصنيفها عام 2007، فقد أُدرج على قائمة العقوبات عام 2006 لدعمه حزب الله.
ويُتخذ هذا الإجراء اليوم بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة. وكانت وزارة الخارجية قد صنّفت “حزب الله” إرهابياً عالمياً مُصنّفاً بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2001. (العربية نت)
بلومبيرج: بلاك روك تفضّل السندات الحكومية الأوروبية على نظيرتها الأميركية
أعلن معهد الاستثمار التابع لشركة بلاك روك (BlackRock)، وهي أكبر مدراء الأصول في العالم، عن تغييره في النظرة تجاه السندات الحكومية الأوروبية، حيث رفع تقييمه لها من “تحت الوزن النسبي” إلى “محايد”، مشيراً إلى جاذبية عوائدها مقارنة بعوائد سندات الخزانة الأميركية (Treasuries).
وفي مذكرة أسبوعية كتبها استراتيجيون في الشركة، من بينهم جان بوافان ووي لي، جاء:
“نحن نفضّل السندات الحكومية والائتمان في منطقة اليورو على نظيراتها الأميركية… العوائد الأوروبية أصبحت جذابة، وعلاوة الأجل (term premium) اقتربت من توقعاتنا، بخلاف سندات الخزانة الأميركية”.
ورجّح المحللون أن التضخم المرتفع والمستمر في الولايات المتحدة سيحول دون قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (الفيدرالي الأميركي) بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير. كما أشاروا إلى أن العجز المالي الكبير في الولايات المتحدة قد يدفع المستثمرين للمطالبة بعوائد أعلى مقابل الاحتفاظ بسندات طويلة الأجل.
وكانت سندات الخزانة الأميركية قد شهدت عمليات بيع خلال الأسبوع الماضي، بعد أن سجّلت أداءً قوياً في يونيو، مدفوعة بتوقعات بخفض الفائدة. غير أن صدور بيانات التوظيف القوية في الولايات المتحدة خلال الشهر نفسه دفع المستثمرين للتراجع عن بعض رهاناتهم على تلك التخفيضات.
وعلى مستوى منطقة اليورو، قالت بلاك روك إنها تفضّل السندات المحيطية، وخاصة تلك الصادرة عن إيطاليا وإسبانيا، لما تحمله من فرص أعلى على صعيد العائد مع مستويات مقبولة من المخاطر في ظل استقرار السوق الأوروبية.
يُذكر أن هذا التحول في موقف بلاك روك يأتي في وقت تتزايد فيه شكوك الأسواق العالمية بشأن توجهات السياسة النقدية في كل من أوروبا والولايات المتحدة، ما يمنح السندات الأوروبية ميزة نسبية لدى كبار المستثمرين.
تغريدات سابقة لمرشح لمنصب عمدة نيويورك عن الإرهاب والـ FBI تثير الجدل
أثارت تغريدات قديمة للمرشح الاشتراكي لمنصب عمدة نيويورك، زُهران ممداني، يعود تاريخها إلى عام 2015، عاصفة من الجدل والانتقادات، حيث بدا فيها وكأنه يدافع عن أنور العولقي المرتبط بتنظيم القاعدة، ويلقي باللوم على الولايات المتحدة في “تحويله إلى إرهابي”، بحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية.
ووفقاً لمسؤولين أميركيين، تواصل أنور العولقي، المولود في نيو مكسيكو لأبوين يمنيين، مع ثلاثة من منفذي هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وبعد هذه الهجمات، وُضع العولقي تحت مراقبة مكتب التحقيقات الاتحادي (FBI).
وانتقل العولقي إلى اليمن في عام 2004، حيث انضم إلى تنظيم القاعدة وخطط لعدد كبير من الهجمات الدولية. واعتبرته الحكومة الأميركية خطيراً للغاية لدرجة أن الرئيس الأسبق باراك أوباما وافق على غارة بطائرة بدون طيار أودت بحياة العولقي في عام 2011، في عملية غير مسبوقة لاغتيال مواطن أميركي لم توجه إليه أية تهمة رسمية، بحسب التقرير.
في ذلك الوقت، صرح أوباما بأن العولقي “أدار المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة.. عام 2009، ونفذ المحاولة الفاشلة لتفجير طائرات شحن أميركية عام 2010″، وأنه “دعا مراراً أفراداً في الولايات المتحدة وحول العالم لقتل رجال ونساء وأطفال أبرياء لتحقيق أجندة إجرامية”. وتشير مصادر استخباراتية إلى أن أتباع العولقي كانوا على صلة بحوالي ربع المدانين بجرائم إرهابية في الولايات المتحدة بين عامي 2007 و2011.
تغريدات ممداني
في عام 2015، وفي سلسلة تغريدات، انتقد ممداني – الذي كان يبلغ من العمر 23 عاماً آنذاك – مراقبة مكتب التحقيقات الاتحادي للعولقي، مدعياً أن رجال الاستخبارات “دفعوه إلى الإرهاب”.
وكتب ممداني حينها: “لماذا لم يُجرَ تحقيق وافٍ حول ما يعنيه قيام مكتب التحقيقات الاتحادي بإجراء عمليات مراقبة واسعة النطاق على حياة العولقي الخاصة؟”. وأضاف: “كيف وثق العولقي بمكتب التحقيقات الاتحادي في عدم نشر بيانات المراقبة، خاصةً إذا استمر في انتقاد الدولة؟ لماذا لم يناقش مكتب التحقيقات كيف تحول العولقي في النهاية إلى القاعدة؟ أو ما الذي يكشفه ذلك عن فعالية عمليات المراقبة؟”.
وبعد تسليط الضوء عليها مؤخراً، أثارت تغريدات ممداني القديمة غضباً واسعاً بين عائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر (أيلول) ومسؤولي مكافحة الإرهاب الأميركيين. وقال النائب المتقاعد عن ولاية لونغ آيلاند، بيتر كينغ، الذي ترأس سابقاً لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب: “يختلق ممداني الأعذار ويبرر انضمام العولقي إلى القاعدة. يحاول إلقاء اللوم على الولايات المتحدة لتحوله إلى إرهابي. إنها وصمة عار مطلقة. يجب أن يُستبعد ممداني من السباق لمنصب عمدة مدينة نيويورك”.
بدوره، عبّر جيم مكافري، الملازم المتقاعد من إدارة الإطفاء في مدينة نيويورك والذي فقد صهره في هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، عن استيائه قائلاً إن تعليقات ممداني “مهينة للغاية لضحايا 11 سبتمبر (أيلول) وعائلاتهم”. ووصف مكافري ترشح ممداني لمنصب العمدة بأنه “مثير للدهشة” و”مخيف”.
كما علّق توم فون إيسن، مفوض خدمة الإطفاء في نيويورك خلال أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، قائلاً بسخرية: “هذا ما تحتاجه مدينة نيويورك تماماً – عمدة آخر يلقي باللوم على الحكومة في خلق المجرمين. لقد جربنا هذا مع بيل دي بلاسيو. لا يمكن أن ينتهي الأمر على خير”، في إشارة إلى العمدة السابق الذي واجه انتقادات بسبب سياساته في التعامل مع الجريمة. (العربية نت)
“يتعرضون لضربات عنيفة”.. ترامب يعلن دعم أوكرانيا بالسلاح
بعد أيام من إعلان البيت الأبيض وقف بعض شحنات الأسلحة إلى كييف، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، أن الولايات المتّحدة سترسل “المزيد من الأسلحة الدفاعية” إلى أوكرانيا.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض “سيتعيّن علينا إرسال مزيد من الأسلحة – أسلحة دفاعية بالدرجة الأولى”، مجددا إبداء “استيائه” من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب عدم جنوحه للسلم.
وأضاف الرئيس الأميركي خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أن الأوكرانيين “يتعرّضون لضربات قوية جدا”.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في مطلع 2022، يصر بوتين على مواصلة الحرب لتحقيق كل أهدافها.
وتطالب روسيا خصوصا بأن تتخلّى أوكرانيا عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئيا، فضلا عن شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو إليها بقرار أحادي في 2014، بالإضافة إلى تخلّي كييف عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، في مطالب ترفضها أوكرانيا بالكامل.
موسكو لن تتخلى عن أهدافها
وأكد بوتين مرارا لترامب أن موسكو “لن تتخلّى عن أهدافها” على الرغم من الضغوط الشديدة التي يمارسها عليه الرئيس الأميركي لوقف الحرب.
وكانت الولايات المتحدة، الداعم العسكري الأكبر لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، أعلنت الأسبوع الماضي، تعليق إرسال بعض شحنات الأسلحة إلى كييف بما في ذلك صواريخ لمنظومة “باتريوت” للدفاع الجوي.
وفي عهد الرئيس السابق جو بايدن، تعهّدت واشنطن بتقديم أكثر من 65 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
لكن ترامب الذي لطالما شكّك بجدوى المساعدات المقدمة لأوكرانيا لم يحذ حذو سلفه الديمقراطي ولم يعلن عن أي حزم مساعدات عسكرية جديدة لكييف منذ عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي. (العربية نت)
ترامب يصعّد معركته التجارية: رسوم جمركية جديدة على اليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى
في خطوة تصعيدية جديدة تهدف إلى تقليص العجز التجاري الأميركي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات اليابان وكوريا الجنوبية، وذلك اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل. تأتي هذه الإجراءات ضمن حزمة موسّعة تستهدف عدداً من الدول، حيث أُضيفت جنوب أفريقيا (30%)، ميانمار (40%)، وماليزيا وكازاخستان (25%) إلى قائمة الدول المشمولة بالقرارات الجديدة.
وأعلن ترامب عن هذه الخطوة عبر منصته “تروث سوشال”، حيث نشر رسائل رسمية موجهة إلى زعيمي اليابان وكوريا الجنوبية، أوضح فيها أن الرسوم الجمركية الجديدة تمثل “حداً أدنى مما يجب فعلياً لتقليص العجز التجاري” بين الولايات المتحدة وكل من البلدين. كما حذّر من أن أي رد مماثل من هذه الدول برفع رسومها على الواردات الأميركية سيُقابل بـ”زيادة إضافية على نسبة الـ25%” المفروضة.
فرصة للتصنيع داخل أميركا
وفي رسالته إلى رئيس كوريا الجنوبية، والتي طابقها بمضمون مماثل إلى طوكيو، كتب ترامب:
“لن نفرض أي رسوم جمركية إذا قررت الشركات داخل بلدكم تصنيع منتجاتها في الولايات المتحدة… سنحرص على تسريع الموافقات خلال أسابيع”.
ويُفهم من هذه الرسائل أن الإدارة الأميركية تسعى إلى إعادة توطين التصنيع داخل أراضيها، من خلال الضغط المالي على شركات أجنبية تعتمد في صادراتها على السوق الأميركية، خاصة في القطاعات الحساسة مثل السيارات، والإلكترونيات، والتكنولوجيا.
أجندة حمائية تعود للواجهة
تمثل هذه الخطوة جزءاً من الأجندة الحمائية لترامب، التي تبناها منذ حملته الأولى عام 2016، وتستند إلى فرض ضرائب جمركية على السلع الأجنبية بهدف:
- حماية المنتجات الأميركية من المنافسة.
- تقليص العجز التجاري المزمن مع شركاء كبار.
- تعزيز المداخيل الفيدرالية.
وترى إدارة ترامب أن الميزان التجاري الأميركي يميل بشكل غير عادل لصالح دول آسيوية، خصوصاً اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين تُعدّان من أكبر المصدّرين إلى السوق الأميركية.
انعكاسات متوقعة على الأسواق والشركات
من المتوقع أن ترتفع كلفة المنتجات الكورية واليابانية في السوق الأميركية بسبب الرسوم الجديدة، مما قد يُضعف قدرتها التنافسية أمام المنتجات الأميركية أو من دول غير خاضعة للرسوم.
وفي حين تهدف هذه السياسات إلى تحفيز الإنتاج المحلي، يُحذّر خبراء من احتمال اندلاع حرب تجارية جديدة، خصوصاً إذا قررت الدول المستهدفة الرد بإجراءات مماثلة، وهو ما قد يؤثر على الاستقرار التجاري العالمي وسلاسل التوريد.
مرحلة جديدة من المواجهة الاقتصادية
مع هذه الرسوم الجديدة، يبدو أن ترامب يدخل مرحلة أكثر تشدداً في ملف التجارة الخارجية، حيث يلوّح بعصا العقوبات الجمركية في وجه الحلفاء والخصوم على حد سواء. وبينما تتلقى بعض الدول إشارات تحذيرية، تتلقّى أخرى قرارات فعلية تزيد من الضغوط الاقتصادية.
ويبقى السؤال مفتوحاً: هل ستسفر هذه السياسة عن تقليص فعلي للعجز التجاري، أم أنها ستشعل جولة جديدة من التوترات التجارية العابرة للقارات؟ (العربي الجديد)
تركيا
عبدالله أوجلان في رسالة مصورة بعد 26 عاماً من الصمت: “آمنت بقوة السياسة لا السلاح.. وأدعو PKK لتجسيد هذا المبدأ”
في تطوّر يُعدّ الأبرز منذ سنوات في الملف الكردي داخل تركيا، ظهر عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK)، في تسجيل مصوّر لأول مرة منذ 26 عاماً، مجدداً دعوته لتنظيمه بضرورة التخلي عن العمل المسلح، قائلاً: “أنا لا أؤمن بقوة السلاح، بل بقوة السياسة والسلم المجتمعي، وأدعوكم لتجسيد هذا المبدأ عملياً”.
التسجيل المصوّر الذي بثته وكالة “فرات” المحسوبة على الجناح الإعلامي لحزب العمال، يأتي بعد سلسلة تطورات متسارعة في إطار “عملية الحل الجديدة” التي أُطلقت مطلع هذا العام برعاية سياسية وحزبية من عدة أطراف، أبرزها دعوة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي إلى استئناف جهود السلام.
وكان أوجلان قد وجّه في 27 شباط/فبراير 2025 نداءً أولياً إلى قيادة PKK يدعو فيه إلى حل التنظيم ونزع السلاح بشكل طوعي، وهو ما اعتُبر في حينه خطوة غير مسبوقة. ومع اقتراب موعد متوقّع لإقامة “مراسم رسمية لإعلان التخلي عن السلاح”، جاءت الرسالة المصوّرة لتؤكد الجدية في المضي بهذا المسار.
تغيير جذري في الخطاب والنهج
قال أوجلان في رسالته:
“المرحلة التي وصلنا إليها تُعدّ تحولاً تاريخياً. لقد أنهيتُ دعم الحركة التي كانت تستند إلى إنكار الوجود والسعي نحو دولة مستقلة. لقد تحقق الاعتراف، وبالتالي تحقق الهدف الأساسي. ما تبقى ليس إلا تكراراً عقيماً”.
وأكد أن “الانتقال الطوعي من مرحلة الكفاح المسلح إلى مرحلة السياسة والديمقراطية والقانون لا يُعد خسارة، بل هو مكسب تاريخي”، مشيراً إلى أن تفاصيل وآليات نزع السلاح ستُحدد قريباً وتُنفذ بسرعة.
كما شدد أوجلان على أن “السياسة لا تقبل الفراغ”، داعياً إلى ملء هذا الفراغ عبر “برنامج السلام والمجتمع الديمقراطي” واستراتيجية السياسة الديمقراطية، مع تأسيس لجنة برلمانية مختصة بقانون في مجلس الأمة التركي (TBMM) لمتابعة هذا التحول.
رسالة إلى الداخل والخارج
تضمن الفيديو عدداً من الرسائل الرمزية، سواء من حيث توقيته أو الشكل، إذ شارك أوجلان التسجيل إلى جانب عدد من رفاقه المعتقلين في سجن إمرالي، فيما اعتُبر تأكيداً على الجماعية في القرار والموقف.
وتعليقاً على الجدل حول سجنه واحتمالات إطلاق سراحه، قال أوجلان:
“لم أتعامل يوماً مع حريتي كمسألة فردية. حرية الفرد لا يمكن فصلها عن المجتمع. يتحرر الفرد بقدر ما يتحرر المجتمع، والعكس صحيح. وأنا ملتزم تماماً بهذا المبدأ الفلسفي”.
دعوة لإنهاء الحرب وتأسيس مرحلة جديدة
وجّه أوجلان دعوة صريحة إلى قيادات PKK بضرورة التنفيذ العاجل لمقررات “مؤتمر الحل الثاني عشر”، مشيراً إلى أنه أعدّ “بيان المجتمع الديمقراطي” كوثيقة بديلة وراشدة عن ميثاق “طريق ثورة كردستان” الذي تأسس قبل نصف قرن.
وختم أوجلان رسالته بالقول:
“إن التطورات الأخيرة في المنطقة تؤكد مدى أهمية هذه الخطوة التاريخية وضرورتها. أدعوكم للمساهمة في هذه العملية بآرائكم وانتقاداتكم. نحن الآن على أعتاب مرحلة نظرية واستراتيجية جديدة ستقود قوى الحداثة الديمقراطية نحو مستقبل أكثر عدلاً واستقراراً”.
ملاحظات ختامية
- وزارة العدل التركية كانت قد رفضت في شباط الماضي بث رسالة مصوّرة لأوجلان بحجة تعارضها مع القوانين.
- الإعلام الرسمي التركي لم ينشر الفيديو، رغم تسريبه وانتشاره عبر المنصات الكردية.
- حزب “DEM” الذي يمثل الامتداد السياسي للحركة الكردية، أكد مشاركته في العملية ودعمه الكامل لأي خطوات تؤدي إلى السلام الشامل.
تركيا.. صدور مذكرة باعتقال رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول
أصدرت السلطات التركية مذكرة باعتقال أوزغور تشيليك رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد.
وفتحت السلطات التركية، تحقيقا في “مزاعم تزوير” في انتخابات حزب الشعب الجمهوري في ولاية إسطنبول.
وذكر أنه في إطار التحقيق، كلِفت فرق وحدة الجرائم المالية، التابعة لشرطة ولاية إسطنبول، بأخذ إفادات من بعض المشتبه بهم، بمن فيهم رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، أوزغور تشيليك.
وأصدر “مكتب المدعي العام” في مدينة إسطنبول، بيانا رسميا بشأن هذه القضية، جاء فيه: “في إطار التحقيق رقم 2025/53885، الذي يجريه مكتب المدعي العام لدينا، بشأن التقارير التي تضمنت “مزاعم احتيال” مقابل فوائد في انتخابات رئاسة حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، والتي عُقدت في أكتوبر 2023، والتي قُدّمت إلى مكتب المدعي العام في إسطنبول، وشملت رئيس حزب الشعب الجمهوري في محافظة إسطنبول، أوزغور تشيليك، صدرت التعليمات اللازمة إلى فرق إدارة الجرائم المالية، التابعة لشرطة إسطنبول، لأخذ إفادات المشتبه بهم بتاريخ 8/7/2025، ولا يزال التحقيق جارياً في هذا الإطار.. وسيتم تقديم معلومات إضافية بشأن التطورات حول هذه القضية”.
إيران
اتهم الرئيس الإيراني إسرائيل بمحاولة اغتياله، داعياً في الوقت ذاته إلى التفاوض مع واشنطن، ما أثار انتقادات داخلية واتهامات له بالتهاون مع “العدو”.
في المقابل، كشف تقرير أميركي عن استعداد إسرائيل لشن عمليات عسكرية جديدة ضد إيران، وسط نقاشات داخل البيت الأبيض بشأن البرنامج النووي الإيراني. وفي السياق، اعترف مسؤولون أميركيون بأن الضربات لم تدمر البرنامج الإيراني بالكامل، مؤكدين أن العودة للدبلوماسية باتت ضرورية.
من جهتها، لمّحت إيران إلى تورط أذربيجان في تسهيل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مطالبة بتحقيق ميداني.
وأخيراً، أعلنت إيران عن تخليها الكامل عن نظام GPS الأميركي لصالح نظام “بايدو” الصيني، في خطوة استراتيجية نحو الاستقلال التكنولوجي والأمني.
الرئيس الإيراني يتهم إسرائيل بمحاولة اغتياله ويدعو إلى حوار مع واشنطن
اتهم الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إسرائيل بمحاولة اغتياله، مؤكداً في الوقت ذاته انفتاح بلاده على الحوار مع الولايات المتحدة، رغم التوترات المتصاعدة مؤخراً بين الطرفين.
وفي مقابلة أجراها معه المذيع الأمريكي المحافظ تاكر كارلسون، قال بزشكيان: “نعم، لقد حاولوا. لقد تصرفوا على هذا الأساس، لكنهم فشلوا”. ولم تصدر إسرائيل أي تعليق فوري على هذه المزاعم، رغم إعلان مسؤول عسكري إسرائيلي في وقت سابق أن إسرائيل قتلت أكثر من 30 مسؤولاً أمنياً رفيعاً و11 عالماً نووياً إيرانياً خلال ضرباتها الأخيرة.
وأشار بزشكيان إلى أن الهجوم الإسرائيلي، الذي بدأ في 13 يونيو الماضي واستمر 12 يوماً، أدى إلى انهيار المحادثات التي كانت جارية حينها، مضيفاً: “كيف يمكننا أن نثق بالولايات المتحدة مجدداً؟ من يضمن لنا أن النظام الإسرائيلي لن يُمنح الإذن بمهاجمتنا مرة أخرى ونحن على طاولة الحوار؟”
ورغم هذه الشكوك، أعرب الرئيس الإيراني عن إيمانه بإمكانية حل الخلافات مع واشنطن عبر التفاوض، قائلاً: “أعتقد أننا قادرون على حل خلافاتنا مع الولايات المتحدة بسهولة من خلال الحوار”.
وفي رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يزوره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن هذا الأسبوع، دعا بزشكيان ترامب إلى عدم الانجرار وراء دعوات الحرب، قائلاً: “السيد ترامب لديه من الحكمة والقدرة ما يكفي لقيادة المنطقة نحو السلام ووضع إسرائيل عند حدّها، أو السير نحو هاوية لا نهاية لها… الخيار بيده”.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إنها غير متأكدة ما إذا كان ترامب قد اطلع على تصريحات الرئيس الإيراني، لكنها أكدت أن الرئيس الأمريكي هو “الشخص المناسب لدفع المنطقة نحو السلام”.
وفي السياق ذاته، أعلن ترامب أنه سيناقش مع نتنياهو الملف الإيراني وطموحات طهران النووية، مشيداً بالضربات الأمريكية الأخيرة ضد المواقع النووية الإيرانية، وواصفاً إياها بـ”النجاح الهائل”. كما صرّح يوم الجمعة أن البرنامج النووي الإيراني “تلقى ضربة دائمة”، رغم اعترافه بإمكانية استئناف العمل عليه في مواقع أخرى. (The Jerusalem post)
الكاتب الإيراني حسين شريعتمداري كتب مقالا ينتقد فيه تصريحات الرئيس الإيراني وجاء فيه:
السيد پزشكيان غيّروا مستشاريكم!
١- بالأمس، نُشِر نصُّ مقابلة السيد پزشكيان، رئيس جمهور بلادنا المحترم، مع “تاكر كارلسون” الصحفي الأمريكي. ذكرت وكالة أنباء الحكومة (إيرنا) وموقع “الرئيس” التابع لمكتب رئيس الجمهورية في بداية تقريرهما: “شرح رئيس الجمهورية في حواره مع ‘تاكر كارلسون’ الصحفي الأمريكي مواقف بلادنا بشأن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحرب الأخيرة مع الكيان الصهيوني، وشروط إيران لاستئناف المحادثات المحتملة مع أمريكا”! ومع الاعتذار، يجب القول إن تصريحات السيد پزشكيان في هذه المقابلة تباعدت عن “مواقف بلادنا” بُعداً لا يُردم! فقد عبّر سيادته عن مواقف بعض مستشاريه الموالين للغرب، وليس مواقف إيران العزيزة الشامخة (!).
٢- بعض ما طرحه رئيس الجمهور ية المحترم في هذه المقابلة لا يتناسب فقط مع شخصيته المعروفة، بل أيضاً مع المواقف التي أعلنها مراراً حول أمريكا، الكيان الصهيوني، حرب الـ١٢ يوماً الأخيرة، إلخ… نُشر نصُّ مقابلة السيد پزشكيان مع الصحفي الأمريكي في “كيهان” اليوم. لذا، سنكتفي في هذه المقالة المختصرة بالإشارة إلى بعض النقاط التي تتعارض مع المواقف الرسمية للنظام. اقرأوا!
٣- يقول سيادته: “كنا على طاولة المفاوضات. كنّا نتحدث، ودعانا الرئيس الأمريكي لصنع السلام. أخبرونا في تلك الجلسة أن إسرائيل لن تهاجم ما لم نسمح بذلك. لكن في الجلسة السادسة، بينما كنا لا نزال نتفاوض، ألقوا قنبلة فعلياً على طاولة المفاوضات ودَمّروا الدبلوماسية”. إنه يصف انفجار طاولة المفاوضات – الذي يكشف “طبيعتها الخادعة” – بشكل صحيح، لكنه يقول بعد ذلك بمفاجأة: “ليس لدينا مشكلة مع المفاوضات”! ويضيف: “نأمل بعد تجاوز هذه الأزمة أن نعود إلى طاولة المفاوضات”! يُقال: سيّدي پزشكيان، بينما تتحدث بنفسك عن تفجير طاولة المفاوضات، فإن التعبير عن الأمل بالعودة إليها مرة أخرى – ما هو إلا تجاهل لجريمة أمريكا وقبولٌ جديد بخداع المفاوضات و”فخّها”!
٤- بعد التأكيد على أن “ليس لدينا مشكلة مع المفاوضات”، يقول: “لكن الكوارث التي صنعها الكيان الصهيوني في المنطقة وبلدنا، بما في ذلك اغتيال قادتنا في منازلهم – وهو جريمة حرب – واستشهاد علمائنا مع عائلاتهم وأطفالهم، وقتل الأبرياء وقصف الحوامل، جعل الوضع أزمة”.
سيّدي پزشكيان! كل المسؤولين الأمريكيين والصهاينة، من ترامب ونتنياهو إلى وزراء الخارجية والحرب… يؤكدون صراحةً أن هجوم الكيان الصهيوني على إيران لم يكن فقط بتنسيق، بل بمشاركة أمريكا وإسرائيل. ثم تتحدث وكأن أمريكا كانت غافلةً تماماً، وأن إسرائيل بهجومها أفشلت المفاوضات؟! سيّدي! هذا الكلام لا يتناسب مع شخصيتك، ويشبه إلى حدٍّ غريب رؤية بعض مستشاريك المدمرة!
٥- سيّد الرئيس! ألم تهاجم أمريكا منشآتنا النووية؟! ألم تستخدم عشرات القنابل زنة ١٣.٧ طنّاً لتدمير منشآت أصفهان ونطنز وفوردو؟! حتى ترامب نفسه صرّح بذلك! لماذا تصرّ على تبرئة أمريكا؟! كأنك ذهبت لتشكو إسرائيل لأمريكا! وتتذمر لأن الكيان الصهيوني – بهجومه على إيران واستشهاد قادتنا وعلمائنا وأطفالنا – خلق “أزمة”، وتنتظر انتهاء “هذه الأزمة” لتعود إلى طاولة المفاوضات! سيّدي پزشكيان، وبّخ مستشاريك وأكّد لهم أن استمرار المفاوضات مع أمريكا “إن لم يكن خيانةً، فهو حماقةٌ”، واطردهم – واحداً كانوا أم عدةً – فهذا لمصلحتك.
٦- نقلتم عن ممثل أمريكا في المفاوضات قوله: “في تلك الجلسة أخبرونا أن إسرائيل لن تهاجم ما لم نسمح بذلك. لكن في الجلسة السادسة، بينما كنا لا نزال نتفاوض، ألقوا قنبلة فعلياً على طاولة المفاوضات ودَمّروا الدبلوماسية”! في هذا الصدد، يجب التوقف عند نقطتين:
أولاً: السؤال المطروح لسيادتكم هو: من ألقى القنبلة على طاولة المفاوضات؟! أليست أمريكا هي من قام بهذا العمل الخادع؟! إذا كانت إجابتكم بالإيجاب – وهذا لا يمكن أن يكون غير ذلك! – فلماذا تتحدثون وكأن أمريكا نفسها لم تكن تعلم بهذا التفجير، وكأنكم الآن تشكونها إلى طرف ثالث؟! وإذا كنتم تعتبرون أمريكا مسؤولة عن تفجير طاولة المفاوضات – وهذا ما لا يمكن إنكاره! – فمع من تنوون الجلوس للمفاوضات بعد هذه “الأزمة” (كما تسمونها)؟! مع نفس من فجّر الطاولة؟! سبحان الله!
ثانياً: قلتم: “في تلك الجلسة أخبرونا أن إسرائيل لن تهاجم ما لم نسمح بذلك”! كان الأجدر بسيادتكم والسيد عراقچي أن تطلعوا الشعب على هذا التصريح الأمريكي، ليؤكدوا لكم أن تصريحات ممثلي أمريكا لا يمكن الوثوق بها أبداً تحت أي معيار، وبالتالي لا توقعون أنفسكم والبلد في فخ خداعهم. لكنكم فعلتم!
٧- صرّحتم في المقابلة: “حسب معلوماتي، لم تصدر المراجع العليا أي فتوى ضد شخص معين. الفتوى المنشورة – والتي لا علاقة لها بالحكومة أو القيادة – تنص فقط على أن الإساءة إلى الدين أو الشخصيات الدينية مرفوضة وغير مقبولة عقائدياً. هذا لا يتعلق تحديداً برئيس أمريكا أو أي أشخاص آخرين. العلماء الدينيون عبروا عن آرائهم العلمية، لكن هذه الفتوى لا تعني القتل أو التهديد”! في هذا الصدد، يجب القول: “حسب معلومات الجميع”، معلوماتكم مشوّهة وغير صحيحة. فقد أكدت المراجع العليا أن من يعتدي على المرجعية وقيادة الثورة الإسلامية هو “محارب”. وأشخاص مثل ترامب ونتنياهو وبعض مسؤولي أمريكا وقادة الكيان الصهيوني البغيض يشملهم هذا الحكم، وعقوبتهم الإعدام.
٨- سيّدي السيد پزشكيان! بحسب ما نعرفه عنكم، فإن تصريحاتكم في المقابلة المذكورة لا تتناسب مع شخصيتكم، في حين أن هذا الانحراف الفكري قد تكرر لدى بعض مستشاريكم، ويمكن رؤيته بوضوح الآن في الصحف ووسائل الإعلام التي يديرونها. ومن جانب آخر – ومع الاعتذار – فإنكم تفتقرون إلى الاختصاص في مثل هذه الأمور، وتستعينون بمستشارين يتّضح أن هذا الفكر المنحرف متأصل في عقولهم. نرجوكم أن تطردوهم قبل فوات الأوان، ولا تسمحوا لهم بتقديم آرائهم المنحرفة على لسانكم وإلحاق أضرار لا تُعوّض بالبلاد.
أكسيوس: إسرائيل تستعد لاحتمال شن عمليات عسكرية جديدة ضد إيران
ذكر تقرير لموقع “أكسيوس” الأميركي أن إسرائيل تستعد لاحتمال شن عمليات عسكرية جديدة ضد إيران إذا ما حاولت هذه الأخيرة إحياء برنامجها النووي، وذلك وسط توقعات من مسؤولين إسرائيليين بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يوافق على مثل هذه الهجمات.
ومن المتوقع أن يكون الملف النووي الإيراني على قائمة المحادثات بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما بالبيت الأبيض مساء الاثنين (بالتوقيت المحلي).
ويسعى نتنياهو إلى التوصل لتفاهمات مع ترامب بشأن المفاوضات التي تقودها واشنطن مع طهران، بالإضافة إلى “تحديد السيناريوهات التي قد تبرر شن ضربات عسكرية جديدة”.
وقد نقل موقع “أكسيوس” عن مصدرين مطلعين قولهما، إن رون ديرمر، كبير مستشاري نتنياهو، أشار في إحاطات مغلقة إلى أنه خرج من زيارته الأخيرة لواشنطن بانطباع بأن إدارة ترامب ستدعم ضربات إسرائيلية جديدة على إيران في ظل ظروف معينة.
السيناريوهات المحتملة للتدخل العسكري
وفقاً لهذه المصادر، تشمل السيناريوهات المحتملة التي قد “تستدعي عملاً عسكرياً” إسرائيلياً محاولة إيران إزالة اليورانيوم عالي التخصيب من المنشآت المتضررة في فوردو ونطنز وأصفهان. كما يشمل سيناريو آخر بدء الإيرانيين في إعادة بناء برنامجهم النووي، وخاصة منشآت التخصيب.
يذكر أن ديرمر التقى، الأسبوع الماضي، نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، لمناقشة هذه القضايا.
وعلى الرغم من إشارته مرتين منذ انتهاء الحرب التي دامت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران إلى إمكانية شن هجمات أميركية مستقبلية إذا استأنفت إيران تخصيب اليورانيوم، أعرب ترامب أيضاً عن رغبته في التوصل إلى تسوية مع طهران عبر التفاوض لتجنب أي صراع آخر.
ومن القضايا الرئيسية التي نوقشت في اجتماعات ديرمر بواشنطن، مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، والذي يشمل 400 كيلوغرام مخصب بنسبة 60 بالمئة. يذكر أن اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة يتطلب تخصيباً بنسبة 90 بالمئة. ويؤكد مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة موجود حالياً داخل المواقع النووية الثلاثة المتضررة، والتي لم تُدمر بالكامل.
استئناف المحادثات النووية
من جهة أخرى، من المقرر أن يلتقي ويتكوف بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أوسلو خلال الأيام المقبلة لاستئناف المحادثات النووية.
وقد أكد الإيرانيون أن مثل هذا الاجتماع قيد الإعداد، لكن لم يُحدد موعد نهائي له بعد.
من جهته، أشار ديرمر للمسؤولين الإسرائيليين إلى أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة، في أي محادثات نووية مستقبلية، بمبدأ عدم السماح لطهران بتخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية. (العربية نت)
مسؤول أميركي: الضربات لم تدمر المشروع النووي الإيراني بالكامل والواقع الجديد يفرض العودة إلى الدبلوماسية
أكد مسؤول أميركي في تصريح لقناتي العربية والحدث أن الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية والعسكرية في إيران لم تؤدِ إلى تدمير كامل للبرنامج النووي الإيراني، معتبراً أن مثل هذا الهدف “مستحيل تحقيقه عبر القصف الجوي فقط”، رغم أن الضربات أضعفت قدرات طهران النووية والعسكرية بشكل كبير.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن سابقاً أن العملية الجوية “دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل”، لكن تقييمات أجهزة الاستخبارات، وفي مقدمتها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، تحدثت عن “أضرار كبيرة” فقط. كما صرّح المتحدث باسم البنتاغون أن البرنامج النووي الإيراني قد تعرّض لشلل مؤقت يمتد لعامين.
“سقوط الهالة”.. إيران لم تعد محصّنة
وفي تطور لافت، أشار أحد كبار المسؤولين الأميركيين إلى أن الحملة الجوية الأخيرة “أسقطت الهالة التي أحاطت بإيران”، والتي كانت توحي بأنها بمنأى عن الاستهداف، مضيفاً:
“سقطت فكرة أن الإيرانيين لا يُمكن الوصول إليهم… لم يعودوا محصنين كما يعتقد البعض”.
وأكد أن طهران خسرت الكثير من قدراتها الدفاعية، خاصة بعد استهداف أنظمة الرادارات والدفاعات الجوية، إضافة إلى مقتل عدد من كبار ضباط الجيش والحرس الثوري، ما شكل ضربة قاسية لمراكز القوة داخل النظام.
إيران أضعف.. لكنها ما زالت تملك أدوات تهديد
رغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها طهران خلال الهجمات، حذّر المسؤول الأميركي من أن إيران لا تزال تحتفظ بترسانة تضم أكثر من 1500 صاروخ باليستي قادرة على تهديد إسرائيل والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن النظام الإيراني استعاد زمام السيطرة داخلياً عبر القمع الأمني، في مؤشر على محاولته امتصاص الصدمة والاستمرار، وهو “ما تفعله الأنظمة عندما تدخل مرحلة أزمة حادة”، بحسب تعبيره.
استراتيجية مزدوجة: الردع العسكري والتسريع الدبلوماسي
في ضوء التطورات، تتجه واشنطن نحو تبني مسار مزدوج لمواجهة التحدي الإيراني، يقوم على:
الإبقاء على وجود عسكري كبير في الشرق الأوسط لمواجهة أي تهديدات مستقبلية، خاصة في المجال الصاروخي.
تكثيف التحركات الدبلوماسية عبر وسطاء لاستئناف المفاوضات النووية.
وفي هذا السياق، أشار المسؤول إلى أن الضربات الجوية الأخيرة أثبتت أن المواجهة العسكرية الطويلة غير مجدية، وأنه لا بد من الحل السياسي.
وقال:
“إيران تلقت ضرراً واضحاً، لكنها أيضاً تعلمت من التجربة. أنظمة الدفاع الجوي فعّالة لكنها ليست درعاً مطلقاً. الإيرانيون تمكنوا من الرد وإصابة أهداف فعلية.”
العودة إلى التفاوض أو مواجهة العقوبات الأشد
كشفت مصادر في الإدارة الأميركية أن الموفد الخاص ستيف ويتكوف يعمل عبر قنوات متعددة لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، دون إعلان رسمي حتى الآن عن موعد لقاءات مباشرة.
ووفق التقديرات، تعوّل واشنطن على نتائج الضربات الجوية كسلاح تفاوضي لإقناع طهران بأن الخيار العسكري مكلف وأن أميركا تبقى القوة المهيمنة في المنطقة، محذرة في الوقت نفسه من فرض عقوبات أكثر قسوة في حال رفضت طهران العودة إلى طاولة الحوار.
وختاماً، تؤكد واشنطن أن أمام إيران خيارين: إما العودة إلى المفاوضات ضمن شروط جديدة وواقعية، أو مواجهة ضغوط اقتصادية خانقة قد تترك أثراً بالغاً على النظام قبل أن يتمكن من إعادة تشغيل برنامجه النووي.
إيران تلوّح بشبهات تورط أذربيجان في الهجمات الإسرائيلية.. ودعوات لتحقيق ميداني
أثارت صحيفة فرهيختكان الإيرانية الجدل مجدداً، بعدما نشرت تقريراً يستند إلى “معطيات ميدانية” يلمّح إلى دور محتمل لجمهورية أذربيجان في تسهيل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة بالطائرات المسيّرة التي استهدفت منشآت في شمال غرب إيران.
ودعت الصحيفة المقربة من دوائر صنع القرار إلى التحقق العملي من صحة نفي باكو لأي ضلوع في هذه العمليات، معتبرة أن المعطيات التقنية والميدانية “تستدعي تحقيقاً أعمق وأكثر صراحة هذه المرة”، على حد وصفها.
قرائن تقنية وميدانية.. وشكوك متزايدة
بحسب التقرير، فإن حطام الطائرات المسيّرة التي سقطت على الحدود الشمالية الغربية لإيران، إلى جانب العثور على ثلاث خزانات وقود أجنبية على سواحل محافظة مازندران، إضافة إلى مسارات الطائرات الهجومية التي تم تتبّعها، كلها تشير – بحسب الصحيفة – إلى احتمال انطلاق الهجمات من الأراضي الأذربيجانية أو عبر دعم لوجستي من داخلها.
كما لفتت الصحيفة إلى إلغاء أذربيجان لإجازات جنودها قبيل الهجوم الإسرائيلي، وحشد قواتها على الحدود مع إيران، ما اعتُبر ضمن سياق “التحضير الصامت” أو التنسيق المحتمل مع إسرائيل.
اتهامات أكاديمية لعلاقات علييف مع إسرائيل
وفي السياق ذاته، صرّح الدكتور إحسان موحديان، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة العلامة بطهران، في مقابلة تلفزيونية، أن لإسرائيل “نفوذاً واسعاً في البنية السياسية والاقتصادية لجمهورية أذربيجان”، زاعماً أن عائلة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف تحتفظ بعلاقات اقتصادية متينة مع تل أبيب.
وأضاف:
“لقد أهملنا هذا الملف، وتركنا الساحة السياسية والاقتصادية في أذربيجان بالكامل لإسرائيل”.
يأتي هذا التصعيد الإعلامي والسياسي في سياق توتر متصاعد بين طهران وباكو، حيث تُبدي إيران قلقاً متزايداً من تعاظم التعاون الأمني والعسكري بين أذربيجان وإسرائيل، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات استراتيجية حادة، خصوصاً بعد الضربات التي طالت البرنامج النووي الإيراني. (العربية نت)
خامنئي يُعد قائمة خلفاء محتملة في حال اغتياله.. واستبعاد مفاجئ لنجله مجتبى
كشفت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مصادر إيرانية مطّلعة، أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، حدّد ثلاثة رجال دين بارزين كمرشحين محتملين لخلافته في حال تعرضه للاغتيال. وتأتي هذه الخطوة في ظلّ تصاعد التوترات الأمنية والعسكرية في إيران، مما يعكس حجم القلق داخل مؤسسة الحكم حيال مستقبل القيادة بعد أكثر من ثلاثة عقود من حكم خامنئي.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن المرشد الأعلى تخلى مؤخراً عن استخدام وسائل الاتصال الإلكترونية بشكل كامل، في محاولة لتعقيد عمليات رصده أو تعقبه، ويكتفي بالتواصل مع القادة العسكريين من خلال وسطاء موثوقين فقط. كما أقدم على تعيين بدائل لبعض القيادات العسكرية تحسباً لاحتمال فقدان مزيد من كبار معاونيه في أي هجمات مفاجئة.
وترى الصحيفة أن مسار تعيين مرشد أعلى جديد في إيران، عادةً ما يستغرق شهوراً خلال أوقات الاستقرار، نظراً لتعقيد المشاورات بين رجال الدين داخل أروقة النظام. إلا أن الظرف الحالي الذي يشبه أجواء الحرب دفع خامنئي إلى محاولة تأمين انتقال منظم وسريع للسلطة، بما يضمن بقاء خطه السياسي والديني حياً بعد رحيله.
المفاجأة: غياب اسم مجتبى خامنئي
في تطور لافت، أشارت المصادر إلى أن مجتبى خامنئي، نجل المرشد المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الحرس الثوري، لم يكن من بين الأسماء الثلاثة المختارة، رغم تداول اسمه لسنوات كخليفة محتمل. ولم تُكشف أسماء المرشحين الفعليين، مما يعكس استمرار الحساسية الكبرى التي تحيط بملف الخلافة داخل النظام الإيراني.
يُذكر أن منصب المرشد الأعلى في إيران يتمتع بصلاحيات شبه مطلقة، تشمل القيادة العامة للقوات المسلحة، والإشراف على السلطات الثلاث، بالإضافة إلى المرجعية الدينية العليا في النظام الشيعي، ما يجعل مسألة خلافته قضية وجودية بالنسبة لمستقبل الجمهورية الإسلامية.
إيران تغيّر البوصلة: من الـGPS إلى “بايدو” الصيني
في خطوة استراتيجية ذات أبعاد تكنولوجية وجيوسياسية عميقة، أعلنت إيران وقف جميع خدمات نظام التموضع العالمي الأمريكي (GPS) داخل أراضيها، واعتمدت رسمياً نظام الملاحة الفضائي الصيني “بايدو” (BeiDou). هذا القرار يأتي في ظل تصاعد التوترات الدولية والإقليمية، وحاجة طهران إلى حلول ملاحة أكثر موثوقية واستقلالاً.
لطالما شكّل GPS، الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، المعيار العالمي في خدمات التموقع والملاحة والتوقيت. إلا أن اعتماد دولة كإيران على نظام تتحكم به قوة أجنبية، خاصة في ظل علاقات متوترة ومعقدة، كان يحمل في طياته مخاطر متعددة، بدءاً من احتمالات انقطاع الخدمة أثناء الأزمات، وصولاً إلى مخاوف أمنية متعلقة بخصوصية البيانات وعمليات الرصد.
في المقابل، يمثل “بايدو” الصيني خياراً أكثر أماناً واستقراراً لإيران. إذ يوفر هذا النظام، الذي يمتلك شبكة عالمية من الأقمار الصناعية، خدمات دقيقة ومتقدمة في تحديد المواقع والملاحة والتوقيت، إلى جانب قدرته العالية على مقاومة التشويش، وهو ما يجعله مثالياً للاستخدامات العسكرية والبنى التحتية الحساسة. كما يتميز “بايدو” بوظيفة فريدة في إرسال الرسائل القصيرة مباشرة عبر الأقمار الصناعية، ما يمنح إيران قدرة اتصالية مرنة في المناطق التي تفتقر إلى تغطية شبكات الاتصال التقليدية.
ما وراء التكنولوجيا: استقلالية استراتيجية
اعتماد إيران على “بايدو” لا يُعد مجرد تطور تقني، بل هو تعبير واضح عن توجه استراتيجي نحو تعزيز السيادة الرقمية وتقليص الاعتماد على الغرب. فبينما كان سوق أنظمة الملاحة العالمية خاضعاً لهيمنة محدودة – تقوده الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي – فإن تصاعد دور الصين عبر “بايدو” يعيد تشكيل ملامح المنافسة ويؤسس لنظام ملاحة عالمي أكثر تنوعاً وتعددية.
انعكاسات اقتصادية وأمنية
من المتوقع أن يُحدث هذا التحوّل أثراً مضاعفاً في الاقتصاد والأمن القومي الإيراني. فمن جهة، ستستفيد قطاعات النقل واللوجستيات والزراعة من خدمات ملاحة أكثر دقة واعتمادية، ما يرفع من كفاءة العمليات ويقلّص من نسب الهدر والخطأ. ومن جهة أخرى، سيعزز الجيش الإيراني من قدرته على تنفيذ عمليات دقيقة مع تقليل الاعتماد على أنظمة يمكن تعطيلها أو اختراقها في أوقات الأزمات.
نموذج لدول أخرى؟
مع تزايد عدد الدول التي تسعى إلى تحرير بنيتها التحتية الرقمية من الهيمنة الأحادية، قد تصبح تجربة إيران مع “بايدو” نموذجاً يحتذى لدول أخرى تبحث عن بدائل مستقلة لأنظمة الملاحة التقليدية. وإذا استمر هذا التوجه، فقد نشهد في السنوات المقبلة تحولات أوسع تعيد رسم خريطة التحكم في الفضاء الرقمي العالمي.
متابعات عربية
“المدّ قد يكون بدأ بالانحسار”: ضغوط متزايدة على حزب الله مع وصول المبعوث الأمريكي
مع وصول المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، توم باراك، إلى بيروت، بدأت مؤشرات جديدة تظهر على المشهد اللبناني قد تغيّر ميزان القوى داخلياً، خصوصاً في ما يتعلق بسلاح حزب الله. الزيارة تأتي في لحظة حساسة، بعد تصعيد إسرائيلي جديد شمل غارات جوية وهجوماً برياً محدوداً عبر الحدود، وفي وقت تسعى فيه واشنطن لإعادة رسم خارطة النفوذ في لبنان وسوريا بعد تحولات إقليمية كبرى.
وبحسب تقرير لوكالة “رويترز”، التقى المبعوث الأمريكي بمسؤولين لبنانيين يوم الإثنين لمناقشة خطة أمريكية تقترح نزع سلاح حزب الله، وهو ما يعتبر شرطاً أساسياً لاستعادة الدولة اللبنانية سيادتها وتحقيق الاستقرار. وذكرت الوكالة أن حزب الله قد يكون منفتحاً على تقليص ترسانته العسكرية، رغم أن الموقف الأمريكي والدولي يدفع باتجاه نزع السلاح الكامل.
وكان لبنان قد شكّل لجنة رسمية لصياغة رد على المقترح الأمريكي، في حين يُتوقع أن يقدم حزب الله ملاحظاته عبر حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليتم دمجها في “مقترح مضاد” يُطرح خلال زيارة باراك.
قبل وصوله إلى لبنان، نشر باراك مقالة للسفير الأمريكي الأسبق لدى المغرب، إدوارد غابرييل، بعنوان: “فرصة لبنان… أم فرصة ضائعة؟”، دعا فيها إلى استثمار التحولات الإقليمية، مثل سقوط نظام الأسد عام 2025، وتراجع قوة حزب الله إثر الضربات الإسرائيلية في 2024، معتبراً أن لبنان “يجب أن يكون أكبر المستفيدين من هذه التغيرات الزلزالية”.
وفي تغريدة على منصة X كتب باراك” :أمل لبنان يستيقظ! الفرصة الآن. إنها لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية المتشنجة في الماضي، وتحقيق وعد لبنان الحقيقي: بلد واحد، شعب واحد، جيش واحد”.
كما نقل عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوله: “لبنان بلد رائع، فيه شعب عظيم. دعونا نجعل لبنان عظيماً من جديد.”
زيارة باراك حظيت باهتمام الإعلام اللبناني، خصوصاً المقرّب من إيران. صحيفة “الأخبار” اللبنانية علّقت بالقول إن “العدو الإسرائيلي وسّع غاراته مساء الأحد مستهدفاً مناطق في الجنوب والبقاع، بالتزامن مع وصول المبعوث الأمريكي”، ووصفت المقترح الأمريكي بأنه “يدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة”.
في المقابل، تستعد الرئاسات اللبنانية الثلاث (رئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة، ورئاسة البرلمان) لصياغة موقف موحد من المقترح الأمريكي، في مشهد يعكس حجم الضغط الدولي لإحداث تحول جذري في بنية السلطة والسلاح في لبنان.
زيارة باراك قد تمثل نقطة تحوّل في المسار اللبناني، خصوصاً إذا ترافقت مع ضغوط دولية وعربية متزامنة. لكن نجاح واشنطن في نزع سلاح حزب الله، أو حتى تقليصه، يبقى مرهوناً بتوازنات داخلية حساسة، ومعركة إرادات معقدة في منطقة تعيد ترتيب أوراقها بعد سنوات من الصراع. (The Jerusalem post)
شخصية لبنانية على خطّ واشنطن: حوار حول ضمانات لطمأنة حزب الله
علمت «الأخبار» أن شخصية لبنانية على علاقة وثيقة بالإدارة الأميركية تخوض نقاشات مع حزب الله حول ملف سلاح المقاومة، تتضمّن ما يمكن تقديمه من ضمانات مقابل تسليم السلاح.
الشخصية التي تحدّثت إليها «الأخبار» أكّدت أن أجواء «الحوار» مع الحزب «إيجابية، وهم منفتحون على أيّ بحث هادئ بعيداً عن الاستفزاز»، مؤكّدة أن رئيسَي الجمهورية جوزيف عون والمجلس النيابي نبيه بري يحيطان بأجواء اللقاءات.
وأوضحت أن الهدف من الاتصالات هو محاولة «تكوين قناعة لدى حزب الله بأن السلاح أصبح عبئاً، وأن يبادر هو إلى تسليمه للدولة، لا أن تحاول أي جهة نزعه بالتهديد أو بالقوة أو بالخطابات الشعبوية»، وفي المقابل، «على الجهات الدولية والعربية والدولة اللبنانية المبادرة إلى إعطاء تطمينات لبيئة حزب الله، وضمانات عسكرية وأمنية لكوادره، وضمانات سياسية لمسؤوليه وقياداته قبل الحديث عن آلية تسليم السلاح والجدول الزمني المطلوب لبنانياً ودولياً».
وأوضحت أن الضمانات التي يجري الحديث عنها، «دولية وأميركية وعربية وداخلية»، وهي تتعلق بانسحاب العدو الإسرائيلي من النقاط التي يحتلها في الجنوب، ووقف عمليات الاغتيال والغارات، وضمان عدم شنّ حرب جديدة، وإطلاق عملية إعادة الإعمار، إضافة إلى ما يتعلق بموقع الحزب في الحياة السياسية، ومشاركة أكبر للبيئة الشيعية في السلطة التنفيذية، عبر استحداث مواقع دستورية جديدة أو تثبيت أعراف قائمة في توزّع السلطة.
وأكّدت الشخصية التي زارت الولايات المتحدة أخيراً والتقت مسؤولين كباراً في واشنطن ونيويورك، إضافة إلى السفيرة السعودية لدى واشنطن ريما بنت بندر بن سلطان، أنها تلقّت تشجيعاً على المضي في الخطوة. ونقلت عن المسؤولين الأميركيين «أننا مع كل ما من شأنه أن يفضي إلى حل مسألة السلاح، وحريصون على عدم فتح مشكل داخلي، لكننا جديّون جداً في أنّ أي تحسن لن يطرأ في لبنان قبل حل هذا الأمر».
ونقلت الشخصية أن هناك شعوراً لدى الإدارة الأميركية بأن «لبنان يسوّف» و«يسير بخطى سلحفاتية» في ما يتعلق بسلاح حزب الله. في المقابل، أشار هؤلاء إلى أن «سوريا الجديدة»، بالمقارنة، تمكّنت من القيام بخطوات استدرجت دعماً أميركياً وسعودياً وخليجياً، فضلاً عن استعداد «دمشق الجديدة» لـ«علاقات تعاون» مع إسرائيل، ما يعطي الأولوية اليوم، سعودياً وأميركياً، للملف السوري على حساب لبنان «الذي سيبقى رهن قطيعة دولية وعربية، ولن يشهد أيّ ضخّ للأموال ليس لإعادة الإعمار فحسب إنما لإطلاق العجلة الاقتصادية التي لم يطرأ عليها أيّ عامل إيجابي منذ انتهاء الحرب»، ناهيك عن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي والغارات اليومية ومسلسل الاغتيالات مع خطر تجدّد نشوب الحرب».
ولفتت الشخصية المعنيّة إلى أن إعطاء واشنطن الأولوية لسوريا «لا يعني بالضرورة تلزيم لبنان لسوريا»، إلا أنها أشارت إلى أنّ هذا سببه أن الدولة السورية لم تستعد بعد قوتها السابقة، «ولكن في حال ثبّت أحمد الشرع قوته في سوريا وحقّق استقراراً، فيما لبنان يراوح مكانه، فإن تلزيم لبنان لسوريا، كما في عامَي 1976 و1990، يصبح احتمالاً كبيراً، خصوصاً أن تعيين توم برّاك موفداً أميركياً لسوريا ولبنان، هو بمثابة تلازم جديد للمساريْن اللبناني والسوري».
ليبيا.. عقيلة صالح وخالد المشري يتحركان لتشكيل حكومة جديدة
قال البرلمان الليبي إن رئيسه عقيلة صالح ناقش مع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، خطوات تشكيل حكومة جديدة تذهب بالبلاد نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.
وبحسب المكتب الإعلامي للبرلمان، التقى الطرفان يوم الاثنين، وبحثا مستجدات الأوضاع السياسية، والخطوات العملية لاعتماد “خريطة طريق واضحة لاختيار حكومة جديدة موحدة تمهيداً لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة”.
ولم يشر المكتب الإعلامي للبرلمان إلى مكان اللقاء، بينما أكدت وسائل إعلام ليبية أن اللقاء احتضنته العاصمة المصرية القاهرة.
وبدأ رئيسا البرلمان ومجلس الدولة بحث ترتيبات تشكيل حكومة جديدة رغم صعوبة تنفيذ هذا الأمر في ظل تمسك رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بمنصبه بدعم من جهات سياسية وعسكرية بغرب ليبيا، رغم الانتقادات الموجهة لحكومته والمطالب الداعية لرحيلها.
ومنذ أسابيع، تحرّك البرلمان لتشكيل حكومة جديدة، واستلم ملفات عدد من المرشحين، كما استمع لبرامجهم وخطط عملهم، وهي تحرّكات تجاهلها الدبيبة، بينما لم تعلن البعثة الأممية والمجتمع الدولي عن أي مواقف تتبنى فيها خطة البرلمان لتشكيل حكومة جديدة.
وكانت المبعوثة الأممية، هانا تيتيه، قد صرّحت بأن “المجتمع الدولي لا يزال يعترف بحكومة الوحدة”، ورأت أن “أي مبادرة جديدة يقوم بها أي طرف بشأن تشكيل حكومة يجب ألا تكون أحادية”. (العربية نت)
رئيس أرض الصومال يزور الدوحة
في أول زيارة رسمية من نوعها، وصل رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن محمد عبد الله (عيرو)، إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت، في زيارة وُصفت بأنها خطوة محورية لتعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين.
وبحسب ما أفاد به التلفزيون الوطني لأرض الصومال، تأتي الزيارة تلبية لدعوة رسمية من الحكومة القطرية، حيث من المقرر أن تستغرق عدة أيام، ويتخللها سلسلة لقاءات رفيعة المستوى بين الرئيس الصومالي والقيادات القطرية.
ووفقاً للتقارير الرسمية، تهدف المحادثات إلى تعميق التعاون الاستراتيجي في مجالات متعددة تشمل الأمن والاستقرار في البحر الأحمر، وخليج عدن، والقرن الأفريقي، إضافة إلى ملفات الاستثمار في البنية التحتية والطاقة، والتعاون الإنمائي في القطاعات الاجتماعية والإنسانية.
وتُعد هذه الزيارة، التي وصفتها مصادر دبلوماسية بأنها “تاريخية”، جزءاً من مساعي أرض الصومال لتوسيع شبكة علاقاتها الخارجية، وفتح آفاق شراكات جديدة مع فاعلين إقليميين رئيسيين في الشرق الأوسط. (أفروبوليسي)
متابعات إفريقية
قمة غرب أفريقيا الاقتصادية 2025: تينوبو يدعو لتجاوز التجزئة وبناء مستقبل مشترك
في ختام القمة الاقتصادية لغرب أفريقيا (WAES) التي عُقدت مؤخراً في العاصمة النيجيرية أبوجا، دعا الرئيس بولا تينوبو قادة الإقليم إلى ترك التشتت جانباً وتبنّي نهج تكاملي أعمق يعزز التعاون والازدهار المشترك بين دول غرب القارة.
وأكد تينوبو في كلمته الافتتاحية أن غرب أفريقيا تمثل إحدى آخر جبهات النمو الاقتصادي الكبرى في العالم، مشدداً على أن وجود الفرص وحده لا يكفي لإحداث تحول حقيقي. وأضاف:
“علينا أن نتجاوز التنافس الفردي أو الاعتماد المفرط على الشركاء الخارجيين، وأن نركّز على بناء سلاسل قيمة إقليمية متينة، والاستثمار في البنية التحتية، وتنسيق السياسات الاقتصادية”.
وأوضح أن تحقيق الازدهار المشترك يتطلب تكاملاً حقيقياً في مجالات سلاسل التوريد والطاقة والبنية الرقمية، داعياً إلى صياغة هذه الأطر بصورة جماعية:
“إما أن نصممها معاً أو ننهار بشكل منفصل”، على حد تعبيره.
واستعرض تينوبو عدداً من المشاريع الإقليمية المشتركة التي تُعد نماذج واعدة، مثل:
- طريق لاغوس–أبيدجان السريع
- مشروع تجمع الطاقة في غرب أفريقيا
- مبادرات الصناعة الرقمية والإبداعية
وشدّد على ضرورة الانتقال من الشعارات والبيانات إلى اتفاقيات ملموسة وخطط تنفيذ عملية، مؤكداً أن الطريق نحو التكامل لا يكمن في الخطابات، بل في الإرادة السياسية والقرارات الجماعية.
تمثل القمة خطوة متقدمة نحو بلورة رؤية اقتصادية موحدة لغرب أفريقيا، وسط تطلعات لتحقيق تنمية مستدامة وتقليل الاعتماد على الاقتصاديات الكبرى خارج القارة. (أفروبوليسي)
اتفاق سلام بين رواندا والكونغو برعاية أميركية يُنعش الآمال بإنهاء النزاع وجذب الاستثمارات
في خطوة وُصفت بأنها مفصلية لإنهاء أحد أعنف النزاعات في أفريقيا، وقّعت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، يوم الجمعة، اتفاق سلام بوساطة الولايات المتحدة في العاصمة واشنطن، مما عزز الآمال بوضع حدّ للقتال الدموي الذي أودى بحياة الآلاف وتسبب في تشريد مئات الآلاف خلال هذا العام.
وجرى توقيع الاتفاق في حفل رسمي حضره وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، حيث وقّع وزيرا خارجية البلدين على وثيقة تؤكد الالتزام بتطبيق اتفاق 2024، الذي ينص على انسحاب القوات الرواندية من شرقي الكونغو خلال 90 يوماً، بحسب نسخة من الاتفاق اطّلعت عليها وكالة “رويترز”.
كما تضمّن الاتفاق إطلاق إطار جديد للتكامل الاقتصادي الإقليمي بين كيغالي وكنشاسا، خلال المهلة الزمنية ذاتها، في مسعى لتحويل مناطق النزاع إلى ساحات استثمار وتنمية.
وبعد التوقيع، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الطرفين في المكتب البيضاوي، حيث سلّمهما رسائل رسمية موجّهة إلى كل من الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي، داعياً إياهما إلى واشنطن للمصادقة النهائية على ما أُطلق عليه اسم “اتفاقية واشنطن”، وهو حزمة شاملة من التفاهمات الأمنية والاستثمارية، وصفها مسعد بولس، كبير مستشاري ترامب للشؤون الأفريقية، بأنها “خطة متكاملة للسلام والنهوض الاقتصادي”.
ويأتي الاتفاق في وقت حساس، إذ كانت رواندا قد أرسلت، وفقاً لتحليلات استخباراتية ودبلوماسية، أكثر من 7000 جندي إلى شرق الكونغو، لدعم متمردي حركة 23 مارس، الذين استولوا مؤخراً على أكبر مدينتين في الإقليم ومناطق تعدين استراتيجية في هجوم مباغت أثار ذعراً إقليمياً واسعاً.
وتُعد مكاسب حركة 23 مارس الحلقة الأحدث في نزاع طويل تعود جذوره إلى الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، وأثار تصاعده هذا العام مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع قد تُدخل دول الجوار الكونغولي في دائرة المواجهة.
الاتفاق الحالي يمثل فرصة نادرة لكسر حلقة الصراع الممتد، لكنه يتطلب إرادة سياسية صلبة من الطرفين، وضمانات دولية تترجم الالتزامات الموقّعة إلى واقع مستقر على الأرض. (أفروبوليسي)
متابعات دولية
“رغم التحديات والعقوبات… دول البريكس تجدّد التزامها بنظام دفع بديل للدولار”
في ظل عالم يشهد اضطرابات اقتصادية متزايدة، أكدت دول مجموعة “بريكس” مجدداً التزامها بالمضي قدماً في مشروع إنشاء نظام مستقل للمدفوعات العابرة للحدود، رغم العقبات التقنية والسياسية المتعددة التي تواجهه. ففي قمتها الأخيرة التي عُقدت في البرازيل، شدد قادة المجموعة على أهمية تسريع الجهود الهادفة إلى بناء منظومة مالية تسمح بالتبادل التجاري المباشر بين الأعضاء باستخدام العملات المحلية، كبديل عن هيمنة الدولار الأمريكي.
يُعرف النظام المرتقب باسم “بريكس باي” (BRICS Pay)، ويهدف إلى فصل المعاملات المالية بين دول المجموعة عن نظام “سويفت” العالمي، الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، مما يتيح مساحة أكبر من الاستقلالية النقدية والمالية لأعضاء التكتل.
لكن التقدم في المشروع لا يزال بطيئاً رغم مرور ما يقارب عقداً من الزمن على انطلاق النقاشات بشأنه. ووفقاً لوكالة “بلومبرج”، يعود هذا البطء إلى مجموعة من العوامل التقنية والسياسية، أبرزها: صعوبة التوافق على آليات الدفع الموحدة، اختيار العملات التي سيتم استخدامها، بناء البنية التحتية الرقمية المشتركة، وتقاسم التكاليف بين الدول. كما أن بعض البنوك المركزية لا تزال مترددة بشأن الانخراط في مشروع بهذا الحجم، إلى جانب المخاوف الأمنية المتعلقة بتوحيد نظام الدفع.
وقد أبدى بعض الأعضاء تحفظاً حول ما إذا كانت التكاليف المرتفعة لإنشاء هذا النظام تبرر العائد المتوقع منه، في ظل وجود آليات تجارة ثنائية قائمة حالياً وبتكاليف أقل.
ومع انضمام أعضاء جدد إلى التكتل، مثل إيران ومصر والسعودية، أصبحت عملية صنع القرار أكثر تعقيداً، لا سيما في ظل العقوبات المفروضة على بعضهم، واستخدام عملات غير قابلة للتحويل بسهولة ضمن النظام العالمي، مما يضيف تحديات مالية واقتصادية جديدة.
وفي موازاة ذلك، تجري داخل المجموعة مناقشات حول توسيع استخدام العملات المحلية في تمويل التجارة، لتقليل الاعتماد على العملات الصعبة. لكن مبادرة إنشاء منصة استثمارية مشتركة لا تزال معلقة بسبب صعوبة التوافق على تفاصيلها الفنية، حسبما صرحت مسؤولة الشؤون الدولية في وزارة المالية البرازيلية، تاتيانا روسيتو.
على الجانب الآخر، تزداد الضغوط الأمريكية على التكتل. إذ لوّح الرئيس الأمريكي السابق والمرشح المحتمل للعودة إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية إضافية تصل إلى 10% على الدول التي تدعم ما وصفه بـ”السياسات المعادية لأمريكا”. وسبق له أن هدّد في ديسمبر بفرض رسوم بنسبة 100% على أي دولة تتخلى عن الدولار في معاملاتها الثنائية، وهو ما اعتُبر تهديداً مباشراً لمبادرة بريكس.
لكن وعلى عكس المتوقع، يبدو أن هذه التهديدات دفعت دول البريكس إلى مزيد من التمسك بخيارها، ما يعكس تحوّلاً تدريجياً في موازين القوى الاقتصادية العالمية، في وقت يواجه فيه الدولار الأمريكي تحديات متصاعدة، بدءاً من أدائه المتراجع هذا العام، والذي يُعد الأسوأ منذ عام 1973، مروراً بانتقادات ترامب لسياسات الاحتياطي الفيدرالي، وصولاً إلى تنامي الدعوات لإنشاء نظام مالي عالمي متعدد الأقطاب.
أزمة دبلوماسية تتصاعد بين روسيا وأذربيجان وموسكو تدعو لإعادة العلاقات إلى مسار “التعاون الاستراتيجي”
تعيش العلاقات الروسية–الأذربيجانية واحدة من أسوأ مراحل التوتر منذ سنوات، بعد سلسلة من التطورات الأمنية والدبلوماسية التي فجّرت الخلافات الكامنة بين البلدين، وجعلت موسكو توجّه دعوة صريحة إلى باكو لإعادة العلاقات إلى “المستوى اللائق بشراكة استراتيجية”.
جاء ذلك في تصريحات أطلقتها المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، التي ألمحت إلى وجود “قوى خفية” – لم تسمها – تسعى لإفساد العلاقات بين البلدين بهدف تحقيق مصالح ضيقة، داعية أذربيجان إلى عدم ترك العلاقات “تحترق”، في إشارة إلى عمق الروابط التاريخية بين الشعبين.
من مداهمات في روسيا إلى اعتقالات في باكو: جذور الأزمة الأخيرة
بدأت شرارة الأزمة عندما قُتل اثنان من الأذربيجانيين في مداهمات للشرطة الروسية في مقاطعة سفيردلوفسك، حيث قالت موسكو إن الوفاة ناجمة عن مشكلات قلبية، بينما أكدت باكو – استناداً إلى تشريح الجثتين – أن الضحايا تعرضوا للضرب حتى الموت.
وفي ردّ مضاد، نفذت السلطات الأذربيجانية حملة أمنية على مكتب وكالة “سبوتنيك” الروسية في باكو، واعتقلت صحافيين روسيين إلى جانب نحو 15 شخصاً آخرين، بتهم تتعلق بالاتجار بالمخدرات وجرائم إلكترونية.
واستدعت الخارجية الأذربيجانية السفير الروسي، وقدّمت احتجاجاً رسمياً على ما وصفته بـ “الإجراءات غير الودية”، في وقت أبدت فيه موسكو امتعاضها من منعها من التواصل القنصلي مع مواطنيها المعتقلين في أذربيجان.
حادث الطائرة.. والدماء العالقة منذ العام الماضي
الخلافات الحالية ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى أواخر عام 2024، حين تحطمت طائرة ركاب أذربيجانية في طريقها إلى جنوب روسيا، مما أسفر عن مقتل 38 شخصاً. واتهمت باكو الدفاعات الجوية الروسية بالتسبب في الحادث نتيجة “نيران مفاجئة”، وهو ما فجّر توتراً مكتوماً بين الطرفين.
محاولات روسية للتهدئة وتحذيرات من التصعيد
أكد الكرملين أن روسيا تسعى حالياً للتفاوض مع أذربيجان لإطلاق سراح الصحافيين المحتجزين، بينما ذكرت النيابة العامة الروسية أنها على تواصل منتظم مع نظيرتها في باكو، مشيرة إلى اتخاذ إجراءات وقائية للحيلولة دون تفاقم الأزمة.
لكن تصريحات زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي عكست قلقاً روسياً حقيقياً من تدهور العلاقة، مشددة على ضرورة إعادة العلاقات إلى طبيعتها، والتذكير بأنها علاقات “موثّقة بمستوى التعاون الاستراتيجي” في الاتفاقات الرسمية.
عوامل بنيوية للتوتر: بين الغاز والناتو وتركيا
منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، سعت باكو للحفاظ على توازن دقيق بين علاقتها التاريخية مع موسكو، والانفتاح على الغرب وتركيا. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تقارباً أذربيجانياً واضحاً مع أنقرة، بما في ذلك تعزيز التعاون العسكري، وهو ما تعتبره موسكو تهديداً مباشراً لنفوذها التقليدي في منطقة جنوب القوقاز.
وعلى الصعيد الاقتصادي، ورغم أن روسيا تُعد ثاني أكبر شريك تجاري لأذربيجان، فإن الاعتماد المتزايد لباكو على صادرات النفط والغاز إلى أوروبا وتركيا قلّص من قدرة موسكو على ممارسة ضغوط اقتصادية فعالة.
ناجورنو قره باغ… ملف دائم الاشتعال
تظل قضية إقليم ناجورنو قره باغ من أبرز نقاط الخلاف غير المباشر. فرغم التحالف العسكري الروسي–الأرمني، لعبت موسكو دور الوسيط بين باكو ويريفان، خصوصاً بعد حرب 2020 التي استعادت فيها أذربيجان مساحات واسعة من الإقليم بدعم تركي، تحت إشراف قوات حفظ سلام روسية.
ومع تفكك التوازنات في الإقليم، يبدو أن باكو باتت أقل اكتراثاً بدور موسكو، وأكثر ميلاً لبناء تحالفات جديدة، في وقتٍ تخشى فيه روسيا من “إعادة هندسة” المنطقة لصالح الناتو أو مصالح غربية.
في الختام: علاقات على مفترق طرق
يبدو أن العلاقات الروسية–الأذربيجانية تسير نحو مرحلة حرجة، خاصة مع تشابك ملفات الأمن، والطاقة، والإعلام، والسيادة القانونية. وبينما تحاول موسكو استعادة زمام المبادرة دبلوماسياً، تتصرف باكو بثقة متزايدة، مدفوعة بدعم تركي وغربي وتصورات جديدة عن ميزان القوى في المنطقة.
ويبقى السؤال: هل ستنجح روسيا في احتواء الأزمة عبر الحوار والتفاهم، أم أن التصعيد المتبادل قد يقود إلى قطيعة أعمق في واحدة من أكثر الساحات الجيوسياسية هشاشة في أوراسيا؟ (الشرق نيوز)
موقع روسي: أذربيجان تلعب “فوق حجمها”.. وتقترب من صدام مباشر مع موسكو
في تحليل نشره موقع “تسارغراد” الروسي، حذّر الكاتب سيرغي لاتيشيف من التدهور السريع في العلاقات الروسية الأذربيجانية، معتبراً أن أذربيجان دخلت في “لعبة سياسية أكبر من حجمها”، مدفوعة بضغوط وتحريض من قوى غربية تسعى إلى تقليص النفوذ الروسي في القوقاز وآسيا الوسطى.
ويعيد التقرير جذور الأزمة إلى ما بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث بدأت باكو تنتهج سياسة أكثر عدائية تجاه موسكو، تجسدت في جملة من التحركات أبرزها:
- دعم لوجستي وعسكري غير مباشر لأوكرانيا.
- مقتل جنود حفظ السلام الأرمن في ناجورني قره باغ، وهو ما اعتبرته روسيا “إهانة مباشرة”.
- حظر وسائل الإعلام والأنشطة الثقافية الروسية داخل الأراضي الأذربيجانية.
- تجاهل دعوة رسمية من الرئيس بوتين لحضور احتفالات “النصر”، رغم نقلها شخصياً من قبل بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
كما أشار التقرير إلى حادثة اختطاف المعارض الأذربيجاني زاهر الدين إبراهيموف من داخل الأراضي الروسية على يد الاستخبارات الأذربيجانية، بمساعدة ما وصفه بـ”شبكات إجرامية”، ما عُدّ تجاوزاً للسيادة الروسية ومحاولة لإحراج موسكو داخلياً.
أسباب التصعيد: ثلاثية الغرب والغرور والوهم
حدد الكاتب ثلاثة دوافع رئيسية لما وصفه بـ”السلوك المغامر” من قبل باكو:
- ضغوط غربية متصاعدة وصلت حد الابتزاز لدفع أذربيجان إلى تبني مواقف مناوئة لروسيا.
- تصور استراتيجي خاطئ بأن روسيا باتت أضعف وغير قادرة على الرد، بسبب تورطها في الجبهة الأوكرانية.
- وعود غربية مغرية بإعادة رسم الخرائط الإقليمية، أغرت القيادة الأذربيجانية بالمضي في مغامرة توسعية.
ويضيف التقرير أن فشل صفقة الغاز بين موسكو وباكو، إلى جانب الضغوط الاقتصادية على أذربيجان، أسهم في تعميق التوتر. ورصد التقرير حملة باكو المنظمة لقطع علاقاتها مع موسكو، والتي شملت:
- اعتقال شخصيات موالية لروسيا.
- إغلاق المدارس الروسية وتعليق الفعاليات الثقافية.
- تصعيد الخطاب الإعلامي بطريقة تذكّر بأوكرانيا عام 2014.
ويشير التقرير إلى دور بريطانيا على وجه التحديد، والتي تمارس نفوذاً مالياً من خلال تهديدات بتجميد أصول النخب الأذربيجانية للضغط السياسي.
خريطة بيترز.. والمغامرة الإيرانية
يلفت التقرير إلى ما يُعرف بـ”خريطة العقيد بيترز”، التي ظهرت في 2006، وتدعو إلى إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الكبير على أسس إثنية وقومية، بما في ذلك تقسيم إيران ومنح أذربيجان “المنطقة الأذرية الإيرانية” (شمال غرب إيران).
ويرى الكاتب أن الرئيس إلهام علييف يسعى من خلال هذا التوجه لتقديم نفسه كـ “موحّد للأمة الأذرية”، مستغلاً حالة الفتور بين موسكو ويريفان، وضعف روسيا عن حماية أرمينيا حالياً.
في المقابل، يتصاعد التعاون بين أذربيجان وإسرائيل، لا سيما في المجالات العسكرية، ما دفع إيران إلى اتهام باكو بالمشاركة في تنفيذ هجمات إسرائيلية داخل أراضيها.
تداعيات محتملة: حرب مباشرة أم انفجار داخلي؟
يحذر التقرير من أن انخراط أذربيجان في مشاريع تستهدف إيران وروسيا قد يؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها:
- تفكك داخلي محتمل نتيجة التوترات القومية والاجتماعية داخل البلاد.
- تهديد مشاريع البنية التحتية الإقليمية، مثل ممر “شمال–جنوب” الإستراتيجي بين روسيا وإيران.
- تحوّل أذربيجان إلى ضحية جديدة في سلسلة الصراعات الجيوسياسية، كما حصل مع أوكرانيا، وفق ما قاله المدون الروسي المعروف يوري بودولياكا.
ويختم الكاتب بالتحذير من أن موسكو قد لا تبقى مكتوفة الأيدي، وأن باكو ربما تكون في طريقها إلى مواجهة مباشرة مع روسيا إذا استمرت في الرهان على وعود خارجية “قد لا تتحقق، أو قد تكون مكلفة جداً”. (الجزيرة نت)
حاخام أمريكي بارز يدعو إلى ضم أذربيجان لاتفاقيات إبراهام: “الوقت مثالي لتوسيع دائرة السلام”
في ظل التحضيرات لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض، دعا الحاخام الأمريكي البارز مارفن هاير إلى ضم أذربيجان إلى اتفاقيات إبراهيم، معتبراً أن الوقت الحالي يمثل “فرصة استثنائية” لتعزيز التحالفات الإقليمية ومواجهة النفوذ الإيراني.
هاير، مؤسس ومدير مركز “سيمون ويزنتال”، وهو الحاخام الذي ألقى الصلاة في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2017، أكد في مقابلة صحفية أن انضمام أذربيجان إلى الاتفاقيات سيشكل “خطوة تاريخية” باتجاه توسيع نطاق السلام في الشرق الأوسط.
وأشار هاير إلى أن العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل تمتد لأكثر من 30 عاماً، إذ تُعد الدولة ذات الأغلبية الشيعية والعلمانية، والمجاورة لإيران من الشمال، أحد أهم مورّدي النفط لإسرائيل، كما تستورد معدات دفاعية منها وتضم جالية يهودية عريقة تحظى بدعم حكومي.
وتعزز هذا التوجه مؤخراً بدراسة نشرتها مجلة فوربس، وصفت فيها أذربيجان بأنها “مرشحة طبيعية” للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، لما تمثله من جسر طاقي بين الشرق والغرب، ولدورها في تعزيز الاستقرار الإقليمي في مواجهة التمدد الإيراني.
وأشاد هاير بقيام الحكومة الأذربيجانية بإدخال دروس عن الهولوكوست في مناهجها التعليمية، ودعمها العلني للمجتمع اليهودي، قائلاً: “أذربيجان تدرّس الهولوكوست في مدارسها، وتدعم مجتمعها اليهودي بشكل علني… وهذا يُظهر أنها تستحق أن تكون جزءاً من اتفاقيات إبراهيم. سيكون ذلك أمراً رائعاً”.
وأضاف أن ضم أذربيجان سيرسل رسالة واضحة إلى طهران، خاصة في أعقاب التصعيد الأخير، قائلاً: “سيكون ذلك بمثابة إعلان بأن أي عدوان سيواجه بجبهة موحدة”، واصفاً النظام الإيراني بأنه “عار مطلق… تجسيد معاصر لما فعله أدولف هتلر”.
ولدى سؤاله عما إذا كانت هذه الخطوة قد تُلهم دولاً أخرى، أجاب هاير: “نعم، أعتقد أنها ستُحدث تأثيراً متسلسلاً. هناك الكثير من الشعوب في العالم العربي سئمت من المتطرفين، وقد تطالب حكوماتها بأن تحذو حذو أذربيجان”.
وختم هاير حديثه بالإشارة إلى رسالة وجهها مؤخراً إلى الرئيس ترامب، أثنى فيها على قيادته لتحولات الشرق الأوسط، وحثه على اتخاذ “خطوة جريئة نحو منطقة أكثر وحدة واستقراراً”، واصفاً أذربيجان بأنها “حليف حقيقي وجسر بين الشرق والغرب”.وأكد أن هذه اللحظة تمثل فرصة ذهبية ينبغي على الرئيس ترامب اغتنامها لتوسيع دائرة السلام والمصالحة في المنطقة. (The Jerusalem post)