نحن والعالم عدد 17 يوليو 2025

يقوم هذا التقرير، الصادر عن المعهد المصري للدراسات، على رصد عدد من أبرز التطورات التي شهدتها الساحة الإقليمية والدولية، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات مهمة على المشهد المصري والعربي والإقليمي، في الفترة من 11 يوليو 2025 إلى 17 يوليو 2025
رصدنا في هذه النشرة تطورات الوضع المتأزم في السويداء جنوبي سوريا ، والاعتداءات الإسرائيلية المرتبطة بتلك التطورات، والتغييرات المترتبة عليها، وقدمنا تحليلات عن الأوضاع السياسية والاستراتيجية الناتجة، وسط توتر إقليمي قد ينذر بتقسيم سوريا إلى فيدراليات طائفية.
كما تابعنا في تركيا إعلان حزب العمال الكردستاني ترك السلاح بشكل كامل بعد خطاب مصور لعبدالله أوجلان من محبسه في جزيرة إمرالي التركية. وفي أمريكا قمنا بمتابعة تداعيات الجدل المتفجر والمحيط بملابسات قضية إبستين لأثرها البالغ على قوة تحالف تيار الماجا مع باقي القوى اليمينية الداعمة لترامب، كما تابعنا العديد من الملفات الإيرانية والعربية والدولية الأخرى.
سوريا
شهدت سوريا تصعيداً كبيراً في محافظة السويداء، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة درزية وبدوية، وتدخلت القوات الحكومية السورية، وشنت إسرائيل غارات جوية في عدة مواقع أهمها مبنى رئاسة الأركان في دمشق، اسفرت عن استشهاد أعداد كبيرة من القوات السورية، كما خلفت أوضاعاً جديدة على الأرض قد تحمل دلالات استراتيجية.
كما تم الإعلان عن وقف إطلاق النار ، ومباحثات حول نقل سجناء سوريين من لبنان لإكمال محكوميتهم في سوريا.
وفي خطوة استراتيجية، وقّعت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية اتفاقية مع شركة “موانئ دبي العالمية” لاستثمار وتطوير وتشغيل وإدارة ميناء طرطوس.
تصاعد خطير في السويداء وتحول المواجهات إلى ساحة إقليمية مفتوحة
شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا في الأيام الأخيرة تصعيداً عسكرياً وأمنياً غير مسبوق، سرعان ما تمدد إلى اشتباكات مفتوحة بين القوات السورية ومجموعات مسلحة محلية، قبل أن يتحول إلى ساحة صراع إقليمي، مع دخول إسرائيل على خط المواجهة، بذريعة “حماية الدروز”، وقيامها بقصف مواقع عسكرية هامة في دمشق ومدن أخرى.
من تفلت أمني إلى حرب مفتوحة
بدأت الشرارة حين اندلعت اشتباكات في شرق السويداء على خلفية حادث سلب على طريق دمشق، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وفي اليوم التالي، ارتفع منسوب العنف، حيث قُتل 30 شخصاً و18 جندياً وأصيب أكثر من 100 في مواجهات دامية بين القوات الحكومية ومسلحين تابعين لمليشيات درزية خارجة عن القانون.
دخلت قوات الجيش السوري المدينة، وسط رفض علني من الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، التي طالبت على لسان حكمت الهجري بتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتدخل لحماية الدروز، وهو ما تزامن مع بدء غارات إسرائيلية تمهيدية وصفتها تل أبيب بـ”التحذيرية”، استهدفت مواقع داخل السويداء وريف دمشق ومدينة درعا.
إسرائيل تتدخل وتوسّع نطاق القصف
لاحقاً في تصعيد لافت، وسّعت إسرائيل ظهر 16 يوليو غاراتها لتشمل العاصمة دمشق، مستهدفة مقري وزارة الدفاع وهيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي، إضافة إلى مطار الثعلة العسكري ومواقع في ريفي السويداء ودرعا.
وقالت وزارة الصحة السورية إن الغارات أسفرت عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 34 آخرين.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تل أبيب لن تتراجع حتى انسحاب الجيش السوري من السويداء، معتبراً جنوب سوريا “منطقة منزوعة السلاح”. ودفعت إسرائيل بفرقتين عسكريتين إلى الجبهة السورية، ونشرت تعزيزات في الجولان المحتل، بينما شهدت مجدل شمس حادثة عبور دروز الحدود نحو سوريا.
اتفاق هش لوقف إطلاق النار
تحت ضغط الدماء والتصعيد، أعلنت الحكومة السورية والرئاسة الروحية للدروز – باستثناء حكمت الهجري – عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، نصّ على:
- وقف شامل لإطلاق النار
- نشر حواجز أمنية بمشاركة أبناء المحافظة
- سحب القوات العسكرية تدريجياً من المدينة
- احترام حرمة المنازل وتنظيم حمل السلاح
- تشكيل لجان مشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاق والتحقيق بالانتهاكات
- تأمين الطريق بين دمشق والسويداء وتوفير الخدمات الأساسية
- إطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المفقودين
لكن سرعان ما تبيّن هشاشة الاتفاق، حيث رفض الهجري الاعتراف به، مؤكداً استمرار القتال حتى “تحرير كامل تراب المدينة”، في حين أكد شيخ عقل الدروز يوسف جربوع دعمه الكامل للاتفاق، واعتبر أن غالبية أبناء السويداء تريده سبيلاً للسلام.
الأهم أنه في صباح اليوم التالي، 17 يوليو، تبين انسحاب كافة القوات التابعة للحكومة السورية، سواء من الجيش أو تلك الأمنية، تاركة السيطرة على المحافظة بالكامل للميليشيات الدرزية، وليس بشكل مشترك مع الحكومة السورية كما نص الاتفاق.
بين الداخل السوري والمشروع الإقليمي
يرى مراقبون أن الصراع تجاوز طابعه المحلي، ليتحول إلى أداة ضمن مشروع إقليمي أكبر.
الخبير العسكري العميد حسن جوني اعتبر أن التدخل الإسرائيلي يستهدف تقسيم سوريا وإنشاء كيانات طائفية، بينما أشار الدكتور أحمد الشريفي إلى أن إسرائيل تنفذ عملياً “نظرية بن غوريون” بتفكيك الدول عبر الأقليات، محذراً من سيناريو يشبه “جيش لحد” في جنوب لبنان.
في المقابل، اعتبر العقيد المتقاعد نضال أبو زيد أن التصعيد الإسرائيلي مرتبط بفشل مفاوضات غير معلنة جرت مؤخراً بين دمشق وتل أبيب في أذربيجان، إضافة إلى محاولة نتنياهو توجيه الأنظار بعيداً عن محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وفي صباح اليوم التالي للاتفاق 17 تموز/يوليو، اتهم شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، يوسف جربوع، القوات السورية بارتكاب “مجزرة منظمة” بحق أبناء المحافظة، مؤكداً أن ما حدث تم تحت غطاء “بسط سيطرة الدولة”، لكنه كان في حقيقته محاولة تطهير عرقي ممنهجة.
وأوضح جربوع أن الاتفاق مع القوات المهاجمة فُرض كخيار اضطراري لوقف إراقة الدماء، بعد أن شنّت هذه القوات هجوماً وصفه بـ “المتستّر بذرائع أمنية”، ارتُكبت خلاله جرائم قتل وسرقة وتدمير.
وأكد أن أبناء الطائفة المعروفية لم يكونوا يوماً دعاة حرب، بل نادوا دائماً بالسلام، مشيراً إلى أن ما حدث يُعد خيانة لتاريخ السويداء الوطني ودورها المشرف في حماية لاجئي الثورة وفتح أبوابها للأكراد.
واتهم جربوع الدولة السورية والدول الداعمة لها بتحمّل المسؤولية الكاملة عما جرى، داعياً المنظمات الإنسانية والهيئات الدولية إلى توثيق الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في السويداء.
كما وجه دعوة عاجلة لفتح الطرق باتجاه المناطق الكردية في الشمال لتسهيل الحركة الإنسانية، وتخفيف الحصار المفروض على السكان، مؤكداً أن فتح هذه الممرات يُعد ضرورة إنسانية ملحّة في ظل تدهور الأوضاع.
وفي مناشدة مباشرة، طالب جربوع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بفتح معبر حدودي بين السويداء والأردن، معتبراً أن ذلك سيسهم بشكل كبير في تخفيف معاناة الأهالي وتأمين احتياجاتهم الأساسية.
وأكد الشيخ أن هذه الخطوات تأتي في إطار نداء إنساني بعيد عن أي حسابات سياسية، محذراً من تفاقم الكارثة في حال استمرت العزلة المفروضة على المحافظة.
تعليق:
في حقيقة الأمر، يبدو أن إسرائيل تضغط لفرض وضع أمني يحقق الأهداف الإسرائيلية، بما في ذلك إثارة الاضطرابات في الجنوب السوري وفصله عن سيطرة الدولة السورية، لكي تفرض السيطرة عليه في نهاية المطاف، وهي قد انتقلت خطوات مهمة على هذا المسار، كما تتكشف نتائج أحداث الأيام الماضية. هذا النموذج ستسعى أيضا لكي يمتد للمناطق الكردية والعلوية، بما سيؤدي إلى تشظي الدولة وعدم قدرتها على الحفاظ على وحدتها، بخلق كيانات طائفية تتمتع بأوضاع مستقلة، وتتمتع بالتواصل فيما بينها وكذلك عن طريق معابر متصلة بالخارج مباشرة.
ربما تأتي الدعوات “الإنسانية” لفتح الطرق باتجاه الأكراد شمالاً، ومعبر حدودي مع الأردن جنوباً، في سياق يتجاوز البعد الإغاثي، لتكشف –ضمنياً– عن مناورات جيوسياسية مريبة تخدم مشروع “إسرائيل الكبرى” عبر ما يُعرف بـ “ممر داود”. فهذه الدعوات، المتزامنة مع تصعيد إسرائيلي مكثف، قد تمهد لربط السويداء الدرزية بالجولان المحتل، وهو ما يتطلب السيطرة على درعا السنية كحلقة وصل (هناك تصريحات لمسئول إسرائيلي عن إمهال الجيش السوري بضعة أسابيع لسحب قواته وأسلحته من درعا، وفقاً لقناة العربية). المفارقة أن نفس النموذج قد يُكرّس في شمال شرق سوريا، بما يُحوّل البُعد الإنساني إلى رافعة سياسية لتفكيك الجغرافيا السورية، عبر ممرات طائفية تخدم المشروع الصهيوني طويل الأمد بإعادة رسم خارطة المنطقة من الداخل. (انظر) (انظر) (انظر) (انظر) (انظر) (انظر)
هل تسعى إسرائيل لتنفيذ خطة “بنون” في سوريا؟
رغم أن إسرائيل تبرّر تدخلها العسكري في سوريا بـ”حماية الأقليات الدرزية”، إلا أن الواقع يشير إلى مشروع أوسع يتجاوز ذلك بكثير، يتمثل في تنفيذ المرحلة الثانية من “خطة أوديد ينون” الإسرائيلية (المنشورة في العام 1982)، التي تهدف ليس فقط إلى تفتيت سوريا، بل إلى ضم أراضٍ جديدة من خلال تحالفات طائفية.
الهجمات الجوية الإسرائيلية على البنية العسكرية المركزية في دمشق، بما في ذلك قصر الرئاسة وهيئة الأركان، تهدف إلى ضرب القيادة المركزية تمهيداً لإعادة رسم حدود المنطقة دون مقاومة.
مع فرض أمر واقع لدويلة درزية جنوب سوريا بمحاذاة الجولان المحتل، تسعى إسرائيل لتوسيع نفوذها الاستراتيجي والديمغرافي في الجنوب السوري.
خطة ينون الأصلية كانت تتوقع تقسيم سوريا إلى مناطق علوية وسنية وكردية ودرزية، ومع صعود حكم هيئة تحرير الشام في دمشق، وتثبيت “حكم ذاتي” درزي في الجنوب، يبدو أن الخطة تسير خطوة بخطوة.
أما حلم الوزير الإسرائيلي سموتريتش بامتداد حدود إسرائيل إلى دمشق، فلم يعد مجرد خطاب متطرف، بل أصبح مشروعاً ميدانياً يتقدم من الفوضى بالوكالة إلى التدخل المباشر لصياغة الحدود. (انظر)
نزوح واسع لعائلات بدو السويداء وانتهاكات خطيرة بعد انسحاب الجيش
تشهد محافظة السويداء أوضاعاً إنسانية كارثية عقب انسحاب الجيش السوري وقوى الأمن في أعقاب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع العشائر الدرزية مؤخرا، وسط تقارير عن حالات تهجير قسري وقتل وسرقة ترتكبها الميليشيات الدرزية المسلحة بحق أبناء العشائر في عدد من الأحياء والقرى.
وأفادت مصادر محلية بأن من يقع من أبناء العشائر في قبضة الميليشيات يتم قتله، فيما تُسجّل حالات حرق للمنازل ونهب شامل لممتلكات المدنيين. كما تم محاصرة أحياء كاملة لا يزال سكانها في الداخل تحت وطأة القلق والخوف من المصير المجهول.
وأدى تصاعد الانتهاكات إلى نزوح جماعي للسكان نحو ريف درعا الشرقي، حيث يعيش معظمهم بلا مأوى ولا غذاء أو رعاية طبية. وشهدت ساعات ما بعد الانسحاب حالة من الذهول والارتباك، حيث أكد شهود عيان أن الجنود أنفسهم أبلغوا السكان أنهم لا يملكون إجابة سوى “ننصحكم بالخروج فوراً”.
ويطالب أهالي المنطقة ومصادر عشائرية بـ:
- تأمين العائلات المحاصرة فوراً ومنع تهجيرهم القسري من مناطقهم.
- تدخل عاجل من المؤسسات الإغاثية والخيرية لتأمين المسكن والغذاء والعلاج للنازحين.
- تحرك وطني شامل من العشائر السورية للوقوف مع أبناء العشائر المضطهدة في السويداء.
- إجراءات فعلية من مؤسسات الدولة تتجاوز التصريحات الإعلامية، لمواجهة الواقع المتدهور وضمان حماية المدنيين. (انظر) (انظر)
نتنياهو وكاتس: أمرنا بضرب القوات السورية في السويداء
أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، تعليمات للجيش الإسرائيلي بضرب قوات الحكومة والأسلحة التي أدخلت إلى منطقة السويداء جنوبي سوريا، مشددان على أن “إسرائيل تلتزم بمنع الإضرار بالدروز” في هذا البلد.
وفي بيان مشترك، اعتبر نتنياهو وكاتس أن “عمليات الحكومة السورية ضد الدروز انتهاك لسياسة نزع السلاح، التي تحظر إدخال قوات وأسلحة إلى جنوب سوريا، الأمر الذي يشكل تهديدا لإسرائيل”.
وأكد نتنياهو وكاتس أن إسرائيل “تلتزم بمنع الإضرار بالدروز في سوريا”، مشيرين إلى “رابطة الأخوّة العميقة التي تربط بين مواطني إسرائيل الدروز وأبناء طائفتهم في سوريا، سواء من خلال علاقات تاريخية أو عائلية”.
وأضاف البيان: “نعمل لمنع النظام السوري من إيذائهم ولضمان نزع السلاح في المنطقة الملاصقة لحدودنا مع سوريا”. (سكاي نيوز)
تل أبيب تقول إن دروزا إسرائيليين عبروا الحدود إلى سوريا
تسلل مئات الإسرائيليين من طائفة الدروز، الأربعاء 16 يوليو، عبر الحدود تجاه الأراضي السورية، فيما حاول عشرات آخرون العبور بطريقة عكسية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة مئات الدروز يجتازون السياج الحدودي سيرا على الأقدام باتجاه الجانب السوري، فيما حاول جنود إسرائيليون منعهم من العبور.
يأتي ذلك مع توتر يسود أوساط الدروز في إسرائيل على خلفية الاشتباكات التي اندلعت بين المكونين الدرزي والبدوي بمحافظة السويداء جنوب سوريا.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “رصد عشرات المشتبه فيهم حاولوا التسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية في منطقة قرية حضر (جنوب غرب)”، مضيفا أن قوات الجيش وحرس الحدود تعمل على “منع التسلل وتفريق الحشود”.
وأضاف: “في المقابل، عبر عدد من المواطنين الإسرائيليين السياج الحدودي إلى داخل سوريا من جهة مجدل شمس، وتعمل قوات الجيش حاليا على إعادتهم بسلام”.
وأكد الجيش أن ما جرى “حدث خطير يمثل مخالفة جنائية ويعرض الجمهور وقوات الجيش للخطر”، مشيرا إلى أنه “يواصل مراقبة التطورات ويبقى في حالة تأهب لمختلف السيناريوهات الدفاعية”. (الأناضول)
الشرع: لا نخشى الحرب لكننا اخترنا حماية الوطن
في أول تصريح له عقب إعلان اتفاق التهدئة في محافظة السويداء، والذي أذيع فجر الخميس 17 يوليو، اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع إسرائيل بالسعي لإفشال وقف إطلاق النار وإشعال الفوضى في جنوب سوريا، مؤكداً أن وساطات عربية وأميركية وتركية حالت دون تصعيد أكبر.
وقال الشرع في خطاب متلفز ، إن “الكيان الإسرائيلي حاول منذ سقوط النظام السابق تحويل أرضنا إلى ساحة نزاع وتفتيت شعبنا”، مشدداً على أن “أطماع الخارج لا مكان لها في سوريا، وسنعيد للدولة هيبتها من خلال تغليب المصلحة الوطنية العليا”.
وحول الغارات الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة دمشق ومدناً سورية أخرى، أوضح الشرع أن بلاده “كانت أمام خيارين: مواجهة شاملة مع إسرائيل أو إتاحة الفرصة لشيوخ الدروز للوصول إلى اتفاق، واخترنا حماية الوطن ووحدته”.
وأشار إلى أن الدولة تدخلت بكامل مؤسساتها لاحتواء ما وصفه بـ”الاقتتال الداخلي المؤسف في السويداء”، مؤكداً نجاحها في إعادة الأمن ووقف التدهور.
وفيما يخص الاتفاق مع القيادات الدرزية، أعلن الشرع عن “تفويض فصائل محلية وشيوخ عقل بإعادة ضبط الأمن”، مؤكداً أن “الدروز جزء لا يتجزأ من النسيج السوري، وحمايتهم أولوية وطنية”.
واختتم الرئيس السوري كلمته بالتأكيد على رفض السوريين لأي شكل من أشكال التقسيم، قائلاً: “سوريا ليست حقل تجارب لمؤامرات الخارج، ولن نسمح بتمزيقها، بل سنبنيها من جديد موحدة وقوية بإرادة شعبها”.
تعليق:
جاء خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع في توقيت بالغ الحساسية، ليحمل رسائل سياسية مدروسة موجهة للداخل والخارج معاً، في أعقاب التصعيد العسكري في السويداء والغارات الإسرائيلية على دمشق. الخطاب حاول تقديم الدولة السورية كطرف عاقل ومسؤول اختار التهدئة وحماية وحدة البلاد بدلاً من الانجرار إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل، مؤكداً أن قرار عدم الرد الفوري كان لحماية الوطن لا عن ضعف. في الوقت ذاته، سعى الشرع إلى نزع الشرعية عن رواية “الكيان الإسرائيلي” التي تتذرع بحماية الدروز، وفضح ما وصفه بمشروع التقسيم الإسرائيلي الذي يستهدف تفكيك سوريا عبر الورقة الطائفية. كما شدد الخطاب على الوحدة الوطنية، معتبراً أبناء الطائفة الدرزية جزءاً أصيلاً من نسيج الدولة، ورافضاً أي محاولات لعزلهم أو توظيفهم كأداة سياسية. وبينما ثمّن الشرع الوساطات الدولية، حرص على التأكيد أن الدولة السورية لم تخضع، بل اختارت طريقاً وطنياً لتفادي الفوضى.
إلا أن نقطة الضعف بدت في تكليفه فصائل درزية “محلية” بإدارة شؤون السويداء، وهو مطلب قديم للطائفة، ومتقاطع مع الرؤية الإسرائيلية لتفكيك سوريا طائفياً عبر سياسة “شد الأطراف”. ورغم تأكيده على وحدة الدولة، إلا أن مثل هذا النموذج قد يُمهّد لتكرار سيناريوهات مشابهة في مناطق علوية أو كردية (مثلا مع الغارات الإسرائيلية على اللاذقية، التي لم تكن طرفا في الأحداث الأخيرة، ومعاندة “قسد” في الشمال). المخاوف لا تتعلق بتقسيم معلن، بل بانزلاق تدريجي نحو الفيدرالية الطائفية المناطقية، ما يسهل لاحقاً التدخلات الخارجية والصراعات البينية.
ومن اللافت أن الخطاب تحدث عن تولي الفصائل المحلية وشيوخ العقل فرض الأمن في المنطقة، وليس بالمشاركة مع قوات الأمن السورية كما يقضي الاتفاق الموقع مؤخراً، وأعقب الخطاب انسحاب القوات التابعة للحكومة، سواء قوات الجيش أو القوات الأمنية، من المحافظة بالكامل.
وهنا يُطرح تساؤل مشروع: هل ما جرى من تغيير استراتيجي بالمنطقة كان نتيجة ضعف القيادة وخياراتها المحدودة، أم خطوة محسوبة لتبرير تنازلات اضطرارية تحت التهديد الإسرائيلي؟ في كل الأحوال، ما يحدث يفرض على القيادة السورية أن تنتبه لخطر ترسيخ الإرادة الإسرائيلية كأمر واقع، وأن تعيد تمتين الداخل الشعبي والسياسي قبل أن تجد نفسها أمام خارطة جديدة تُرسم دونها.
اتفاق استثماري ضخم بين سوريا وموانئ دبي العالمية لتطوير ميناء طرطوس بقيمة 800 مليون دولار
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز البنية التحتية البحرية واللوجستية في سوريا، وقّعت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في 13 تموز/يوليو اتفاقية مع شركة “موانئ دبي العالمية” لاستثمار وتطوير وتشغيل وإدارة ميناء طرطوس، وذلك خلال مراسم أقيمت في قصر الشعب بدمشق، بحضور الرئيس أحمد الشرع.
وتبلغ قيمة الاستثمار الإجمالية 800 مليون دولار أمريكي، وستُنفّذ على مراحل تمتد على مدى ثلاثين عاماً، مع إمكانية تجديد العقد لاحقاً بالتوافق بين الطرفين. وتأتي هذه الاتفاقية تتويجاً لمذكرة التفاهم التي وُقّعت بين الطرفين في أيار الماضي، والتي أرست الأسس الأولية لهذا المشروع الطموح.
بدوي: مرحلة جديدة في العمل المينائي السوري
رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، قتيبة بدوي، أكد خلال مؤتمر صحفي عقب توقيع الاتفاق، أن الاتفاقية تمثل نموذجاً متوازناً للتعاون الاستثماري يراعي متطلبات التنمية الاقتصادية ويضمن سيادة الدولة ومصلحة شعبها. وأضاف أن المفاوضات استغرقت عدة أشهر من العمل الفني والقانوني، مشيراً إلى أن القيادة السورية حرصت على أن تكون الاتفاقية محكمة وشفافة.
وقال بدوي: “اليوم لا نوقّع مجرد اتفاق فني، بل نؤسس لانطلاقة جديدة لسوريا على خارطة الاقتصاد الإقليمي والدولي”، لافتاً إلى أن اختيار “موانئ دبي العالمية” جاء بعد دراسة مستفيضة لقدراتها وخبراتها العالمية، إلى جانب خصوصية كونها شركة عربية، ما يعزز فرص التفاهم الاستراتيجي.
سلطان بن سليم: طرطوس بوابة استراتيجية للأسواق العالمية
من جهته، أكد سلطان بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “موانئ دبي العالمية”، أن سوريا تمتلك موقعاً جغرافياً استراتيجياً يجعلها مؤهلة لأن تكون مركزاً لوجستياً وصناعياً هاماً في المنطقة. وأوضح أن ميناء طرطوس يمكن أن يشكل بوابة حيوية نحو أوروبا، عبر شبكة الموانئ التي تديرها الشركة في بريطانيا، فرنسا، ألمانيا ودول أخرى.
وأشار بن سليم إلى أن الشركة تلقّت مئات الطلبات من مستثمرين وشركات دولية مهتمة بالاستفادة من هذا المشروع، منذ توقيع مذكرة التفاهم في أيار الماضي، ما يعكس جاذبية الموقع وقدرته على لعب دور محوري في التحولات الاقتصادية وسلاسل التوريد العالمية.
وأعرب عن شكره للحكومة السورية على الثقة، مؤكداً التزام الشركة بتحقيق نقلة نوعية في خدمات الميناء من حيث الكفاءة التشغيلية والخدمات اللوجستية، إضافة إلى مساهمة المشروع في خلق آلاف فرص العمل وتعزيز الصادرات.
نحو منطقة صناعية إقليمية متكاملة
أوضح بن سليم أن تطوير ميناء طرطوس لن يقتصر على البنية التحتية فقط، بل يشمل أيضاً إنشاء مناطق صناعية محددة، بما يعزز التكامل الاقتصادي ويجعل من سوريا منصة للصناعة والتصدير في المنطقة. وأضاف أن المناخ الاستثماري في سوريا يملك مقومات واعدة، سواء من حيث الموارد البشرية أو القدرة اللوجستية.
خلفية الاتفاق
كانت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية قد وقعت في منتصف أيار 2025 مذكرة تفاهم مع “موانئ دبي العالمية” تتضمن إدارة وتشغيل وتطوير محطة متعددة الأغراض في ميناء طرطوس، في إطار توجه الحكومة السورية لفتح آفاق جديدة للاستثمار الخارجي في البنية التحتية.
وتعد هذه الاتفاقية واحدة من أكبر الاستثمارات الأجنبية في القطاع البحري السوري منذ سنوات، وتعكس تحولاً في المشهد الاقتصادي بعد سنوات من التحديات. (سانا)
مباحثات بين دمشق وبيروت حول نقل السجناء السوريين من لبنان لإكمال محكومياتهم في سوريا
أفادت قناة “الجديد” اللبنانية بوجود تواصل حثيث بين وزارتي العدل في لبنان وسوريا يهدف للتوصل لاتفاق يتيح نقل عدد من الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية لإكمال محكوميتهم في سوريا.
نقلت القناة عن مصادر قضائية قولها إن وزير الدفاع اللبناني ميشال منسي يتابع ملف الموقوفين السوريين، وهو ملف قانوني ولا يمكن متابعته بالسياسة، وبحاجة إلى آلية قضائية للبت به.
وأشارت إلى أنه سيتم استثناء المتهمين بقضايا الإرهاب وجرائم الاغتصاب من هذا الإجراء.
كما نظّم ذوو المعتقلين السوريين في سجن رومية وقفة احتجاجية، عند معبر جديدة يابوس الحدودي في ريف دمشق، للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم والتعجيل بالمعالجة القضائية لقضاياهم.
وكان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان قد زار في 5 يوليو الجاري العاصمة السورية دمشق على رأس وفد ديني، حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، وبحث الطرفان ملف الموقوفين السوريين، حيث أكد الشرع استمرار المساعي للإفراج عنهم، فيما أشار المفتي دريان إلى سعيه لإقرار قانون عفو عام في لبنان يشمل أكبر عدد ممكن من الموقوفين. (روسيا اليوم)
الرئيس الشرع يُحدث “صندوق التنمية” لتعزيز جهود الإعمار والبنية التحتية
أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع، المرسوم رقم (112) لعام 2025، القاضي بإحداث مؤسسة ذات طابع اقتصادي في الجمهورية العربية السورية، تحمل اسم “صندوق التنمية”، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلالين المالي والإداري، على أن يكون مقرها في دمشق وترتبط مباشرة برئاسة الجمهورية.
ويهدف الصندوق، بحسب المرسوم، إلى الإسهام في إعادة الإعمار وترميم وتطوير البنى التحتية في مختلف القطاعات، بما يشمل المرافق والخدمات الأساسية التي تؤثر في حياة المواطنين اليومية، مثل: الطرق، الجسور، شبكات المياه والكهرباء، المطارات، الموانئ، وشبكات الاتصالات، وذلك من خلال تمويل المشاريع التنموية بصيغة القرض الحسن.
ويتكوّن مجلس إدارة الصندوق من رئيس مجلس الإدارة، المدير العام، معاون المدير العام، أحد مديري الصندوق، وثلاثة خبراء يسميهم المجلس. ويُعين مدير عام الصندوق بمرسوم، ويُعتبر عاقد النفقة وآمر التصفية والصرف وممثلاً للصندوق أمام الجهات القضائية.
كما نصّ المرسوم على تنوع مصادر تمويل الصندوق، والتي تشمل: التبرعات الفردية من داخل سوريا وخارجها، الاشتراكات الدولية، الهبات، والإعانات من الجهات الرسمية وفق الأصول القانونية. (شبكة شام)
موسكو تؤكد استمرار الاتصالات مع دمشق بشأن القواعد الروسية في سوريا
أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن الاتصالات بين موسكو ودمشق بخصوص القواعد الروسية في سوريا لا تزال مستمرة.
وشدد فيرشينين في تصريح لوكالة “نوفوستي” على أن بلاده تواصل حوارها مع الحكومة السورية بشأن جميع القضايا.
وقال فيرشينين: “يمكنني التأكيد أننا نواصل اتصالاتنا مع دمشق بشأن جميع القضايا. ولطالما كانت لدينا علاقات ودية مع الشعب السوري بشكل تقليدي”.
وأضاف: “أؤكد بالتحديد وبالذات مع الشعب السوري، لأنه لا داعي للحديث عن الأنظمة في هذه الحالة. ونواصل الآن هذه الاتصالات للتوصل إلى حل يلبي مصالح روسيا، ومصالح دمشق، ومصالح الاستقرار الإقليمي”. (تلفزيون سوريا)
حرائق كارثية في الساحل السوري وسط تقاعس دولي
اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالتقاعس في مواجهة حرائق الغابات الواسعة التي تضرب أرياف اللاذقية وطرطوس منذ 30 حزيران، ووصفتها بأنها إحدى أسوأ الكوارث البيئية في سوريا بعد زلزال 2023.
الحرائق التهمت أكثر من 14 ألف هكتار، وامتدت إلى 34 موقعاً حيوياً، مهددة محميات طبيعية، وأجبرت مئات العائلات على النزوح، وسط أضرار لحقت بآلاف السكان والغطاء النباتي.
وأشارت الشبكة إلى أن استجابة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كانت متأخرة وضعيفة، بينما تميزت دول الجوار مثل تركيا والأردن ولبنان بسرعة التدخل بإرسال مروحيات وفرق إطفاء.
ودعت الشبكة إلى إعلان حالة طوارئ بيئية، وتفعيل صندوق طوارئ دولي بقيمة 75 مليون دولار، إضافة إلى تحقيق مستقل في أسباب تأخر الدعم الأممي، مطالبة باعتبار سوريا شريكاً في مبادرات العدالة المناخية في المتوسط. (تلفزيون سوريا)
الإدارة الذاتية: نرفض الانفصال وندعو إلى سوريا لا مركزية تُجسد مبادئ الثورة
قالت “الإدارة الذاتية” إنها ترفض الانفصال وتتمسك بوحدة الأراضي السورية، معتبرة أن مطالبها تندرج ضمن أهداف الثورة السورية، وعلى رأسها “بناء دولة لا مركزية ديمقراطية تُحقق العدالة والمساواة لجميع المكونات”.
وفي بيان رسمي صدر عقب سلسلة لقاءات جمعت وفد “الإدارة الذاتية” بالحكومة السورية، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا، والتي أوضحت مصادر إعلامية أن الجولة الأخيرة شهدت تبايناً في وجهات النظر وتصادماً في بعض المطالب بين الجانبين، قالت الإدارة إن هذه اللقاءات تمثل “خطوة بالغة الأهمية على طريق إطلاق مسار حوار سوري-سوري جاد، لطالما سعينا إليه منذ انطلاقة الثورة السورية”.
وذكر البيان أن “وحدة الأراضي السورية مبدأ لا مساومة عليه، وركيزة ثابتة في رؤية الإدارة الذاتية الديمقراطية وكافة القوى السياسية المنخرطة معنا في مشروع التغيير الوطني”، معتبرة أن “المزاودة في هذا الملف لا تخدم سوى من يريد تقويض فرص الحل السياسي”.
وأشار البيان إلى أن السوريين عانوا لعقود من “نظام مركزي احتكر السلطة والثروة، وأقصى الإرادات المحلية، وجرّ البلاد إلى أزمات متتالية”، مضيفاً: “نطمح أن نكون شركاء فعليين في بناء سوريا الجديدة، سوريا اللامركزية، التي تحتضن جميع أبنائها وتكفل حقوقهم على قدم المساواة”. (تلفزيون سوريا)
مظلوم عبدي: لا ضرورة لنزع سلاحنا في حال تطبيق اتفاق آذار
اعتبر قائد “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، مظلوم عبدي، أن قواته لا تحتاج إلى إلقاء السلاح في حال تطبيق الاتفاق الموقع مع الرئاسة السورية، والذي ينص على اندماج “قسد” في صفوف الجيش السوري.
وجاءت تصريحات عبدي خلال مقابلة مصوّرة أجرتها معه الصحفية الألمانية – الكردية دوزان تيكال، ونشرتها على حسابها في تطبيق “إنستغرام”.
وقال “عبدي” خلال المقابلة إنهم ملتزمون بالكامل باتفاق آذار، الذي يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن مؤسسات الدولة السورية، بما يضمن مشاركة “قسد” في الدفاع عن البلاد.
ورأى أن تنفيذ بنود الاتفاق سيجعل من “قسد” جزءاً من الجيش السوري، ولذا فلا حاجة لنزع سلاحها الآن أو مستقبلاً. واعتبر أن مسؤولية حماية شمال شرقي سوريا ستكون حينئذ منوطة بالجيش السوري. (تلفزيون سوريا)
هآرتس: لقاء سوري–إسرائيلي في باكو بحث التهديدات الإقليمية والتنسيق الأمني
قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن مسؤولَيْن من سوريا وإسرائيل عقدا، اجتماعاً في العاصمة الأذربيجانية باكو، خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع، واصفة اللقاء بأنه جزء من سلسلة محادثات أمنية بين الجانبين.
وبحسب الصحيفة، ناقش اللقاء ملفات متعددة، من أبرزها التهديدات الإقليمية المرتبطة بإيران وحزب الله، إلى جانب التوترات مع الفصائل الفلسطينية الموجودة في سوريا، وذلك على هامش زيارة الرئيس السوري إلى أذربيجان.
ولفتت “هآرتس” إلى أن الطرفين بحثا احتمال افتتاح مكتب تنسيق إسرائيلي في دمشق من دون طابع دبلوماسي رسمي، مرجحةً أن يكون هذا اللقاء ضمن سلسلة اجتماعات تشمل شخصيات أمنية بارزة من الجانبين، في حين لم تتطرق لذكر تفاصيل إضافية حول المسؤولين. (تلفزيون سوريا)
“إيكاد” ترصد 18 رحلة روسية نحو القامشلي.. إعادة انتشار أم تحضير لمرحلة جديدة؟
وثّقت منصة “إيكاد” ما لا يقل عن 18 رحلة جوية روسية إلى مطار القامشلي خلال ثلاثة أشهر، بدءاً من شهر آذار، غالبيتها نفذتها طائرات شحن خفيفة انطلقت من قاعدة حميميم بريف اللاذقية.
وتزامنت هذه الرحلات مع تحركات لافتة لضباط من نظام الأسد المخلوع في مناطق شرقي سوريا، وسط مؤشرات على تغيّر محتمل في التموضع الروسي هناك.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي راقبتها المنصة نشاطاً متزايداً للطيران في مطار القامشلي، بعد فترة من الركود خلال شهري كانون الثاني وشباط، حيث بدأت وتيرة الحركة بالتصاعد بدءاً من السابع من آذار، حين تم رصد طائرات من طرازي “AN-26” و”AN-72″، وهما طرازان يُستخدمان لنقل الأفراد والمعدات، وكانا متمركزين سابقاً في قاعدة حميميم. (تلفزيون سوريا)
“إنتلجنس أون لاين”: الحكومة السورية تطور نهجاً خاصاً لاستعادة أصول نظام الأسد
كشف موقع “إنتلجنس أونلاين” أن الحكومة السورية طورت نهجاً خاصاً وسرياً لاستعادة أصول وأموال نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، والشخصيات في الدائرة القريبة منه، بعيداً عن التعاون مع الجهات الغربية أو مكاتب التعقّب الدولية.
وفي تقرير له، ذكر الموقع الفرنسي المتخصص بالمعلومات الاستخباراتية أن العاصمتين السورية دمشق واللبنانية بيروت تشهدان بشكل متكرر زيارات لوفود من محامين ومنظمات غير حكومية ومتخصصين في استرداد الأموال، بهدف تقديم عروض للحكومة السورية لتتبع أموال النظام المخلوع.
وأشار الموقع إلى أن هذه المنظمات والشخصيات تأمل بالحصول على تفويض رسمي من الحكومة السورية في استعادة أصول نظام الأسد، مستحضرين تجربة تتبّع أصول الرئيسين السابقين العراقي صدام حسين، والليبي معمّر القذافي.
ووفق التقرير، فإن أصولاً مباشرة تعود لعائلة الأسد لا تزال مجمّدة في دول غربية، في حين تمكن النظام المخلوع وشبكة الأوليغارش المرتبطين به من الحفاظ على أموال في دول يصعب الوصول إليها، مثل روسيا، حيث يقيم عدد من أفراد العائلة حالياً.
تركيا
في تحول تاريخي، أعلن زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) عبدالله أوجلان في أول ظهور مصوّر له منذ 1999 عن إنهاء الحركة المسلحة للحزب وبدء مرحلة جديدة عنوانها “السلام والديمقراطية”، مؤكداً أن السلاح لن يكون طريق الكرد بعد اليوم. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رحّب بالمبادرة واعتبرها نهاية لعقود من الإرهاب، مؤكداً أنها تمثل “فجر تركيا الجديدة” وداعياً لطي صفحة الصراع. وعلى إثر ذلك، شهدت مدينة السليمانية مراسم رمزية لتسليم السلاح من قبل عناصر من PKK، ما أثار ردود فعل سياسية واسعة داخل تركيا.
أغلب الأحزاب الكبرى رحّبت، بينما نفى “حزب الشعوب الديمقراطي” تصريحات منسوبة لأوجلان حول رفض التخلي عن السلاح في شمال سوريا، واعتبرتها “مفبركة ومشوشة”.
وفي سياق آخر، تشهد منطقة جنوب القوقاز تصاعداً في التنافس الجيوسياسي، حيث تمكنت الولايات المتحدة، بدعم تركي وإسرائيلي، من اختراق النفوذ الروسي والإيراني هناك عبر تعزيز التحالف مع أذربيجان وأرمينيا، في إطار استراتيجية أوسع تهدف للسيطرة على مفاصل الطاقة والممرات التجارية في البحر الأسود وحوض قزوين.
عبدالله أوجلان يعلن في رسالة مصوّرة: “تم إنهاء حركة حزب العمال الكردستاني (PKK)”
في أول ظهور مصوّر له منذ اعتقاله عام 1999، أعلن زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) عبدالله أوجلان عبر رسالة مصوّرة نُشرت على وكالة “ANF”، أن الحزب أنهى حركته القائمة على الكفاح المسلح والانفصال، وأن مرحلةً جديدة تبدأ عنوانها “السلام والديمقراطية”.
وقال أوجلان:
“منذ إعلاني دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي في 27 فبراير 2025، وأنا أواصل الدفاع عنها. نحن أمام لحظة تاريخية مهمة وثمينة. الحركة التي تأسست على إنكار الوجود والسعي لدولة مستقلة قد وصلت إلى نهايتها. تم الاعتراف بوجودنا، وبالتالي تحقق الهدف الأساسي”.
وأكد أن عملية تسليم السلاح يجب أن تُدار طوعاً، وبدعم من لجنة مختصة يصادق عليها البرلمان التركي (TBMM)، مشيراً إلى أن هذه المرحلة ليست خسارة بل “مكسب تاريخي”. (BBC)
أردوغان: بإلقاء “بي كي كي” السلاح.. تُفتح صفحة جديدة في تاريخ تركيا
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن إعلان حزب العمال الكردستاني (PKK) التخلي عن السلاح يمثل “نهاية لكابوس الإرهاب الذي دام 47 عاماً”، واعتبر ذلك بداية صفحة جديدة في تاريخ تركيا، مؤكداً أن البلاد اليوم “أقوى وأكثر ثقة بمستقبلها من أي وقت مضى”.
وفي كلمته خلال افتتاح “الاجتماع الـ32 للاستشارة والتقييم” في أنقرة، قال أردوغان:
“تركيا ربحت. جميع مواطنينا البالغ عددهم 86 مليوناً – من أتراك وكرد وعرب – ربحوا. نراقب عن كثب كل خطوة توقف سفك الدماء وتُسكّن دموع الأمهات وتعزز الأخوة”.
وأضاف أن “تركيا الخالية من الإرهاب ليست نتاج صفقة أو مساومة، بل مشروع وطني نابع من إرادة صادقة”، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة ستشهد توجيهاً للطاقة والموارد نحو التنمية والرفاه بدلاً من الحرب والمواجهة.
وأكد أردوغان أن “كفاح الشعب الكردي لا يتعلق فقط بتركيا، بل يشمل أيضاً إخوتنا في العراق وسوريا”، مضيفاً أنه ناقش العملية مع شركاء دوليين، وأن الجانب الكردي أبدى سعادته بذلك. وقال: “إذا كان لدى أخي الكردي أي مشكلة، نجلس ونتحدث. لا حاجة لحمل السلاح”.
وشدد على أن “اليوم هو فجر تركيا القوية والعظيمة”، داعياً المواطنين إلى الاحتفال بهذه المرحلة ورفع العلم التركي في كل بيت. واعتبر أن “الذين تغذّوا على الدماء طوال العقود الماضية خسروا اليوم، ونحن نكسر هذه اللعبة القذرة”.
كما أشار أردوغان إلى أن الحكومة ستتابع عن كثب عملية تسليم السلاح وستسهم في تسهيل إتمامها بالكامل، معرباً عن ثقته بأن عهد الإرهاب سيُطوى إلى الأبد، وأن “أخوة الشعب التركي ستنتصر”.
جدل حول تصريحات منسوبة لأوجلان بشأن سوريا.. و”حزب الشعوب الديمقراطي” ينفي
أثارت تقارير إعلامية جدلاً بعد أن نُسب إلى عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK)، عبر شقيقه محمد أوجلان، قوله إن الأكراد في شمال سوريا (روجآفا) “لن يلقوا السلاح أبداً”، مشيراً إلى أن التهديدات من داعش ما تزال قائمة، وأن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قد تعلن “جمهورية ديمقراطية” من مدينة الطبقة إذا لزم الأمر.
لكن حزب الشعوب الديمقراطي (DEM) سارع إلى نفي هذه التصريحات، وأكد في بيان رسمي أن “أي وثائق أو تصريحات لم تصدر عن وفده الرسمي في إمرالي لا يجب الاعتماد عليها”، واصفاً التسريبات بأنها “مشوشة، مزورة، وتستهدف تقويض الثقة بعملية السلام”.
وأضاف الحزب أن المفاوضات مع أوجلان تجري ضمن إطار مسؤول وواضح، وأن أي تحريف أو نشر مغلوط لملاحظات داخلية هو تصرّف استفزازي لا يخدم مستقبل الاستقرار.
ردود فعل سياسية واسعة على بدء حزب العمال الكردستاني (PKK) بتسليم السلاح
في11 يوليو 2025، شهدت مدينة السليمانية مراسم رمزية لتسليم السلاح من قبل مجموعة من عناصر حزب العمال الكردستاني (PKK)، ما أثار ردود فعل سياسية واسعة في تركيا.
الرئيس رجب طيب أردوغان عبّر عن أمله بأن تكون الخطوة بداية خير، مؤكداً خلال كلمة في كيزيلجهام أن أحزاب “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية” و”الشعوب الديمقراطي” اتفقت على السير في هذا المسار معاً، وأشار إلى أهمية اللجنة البرلمانية المرتقب تشكيلها لمتابعة العملية.
رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، شكر أعضاء وفد إمرالي على مساهمتهم، قائلاً إن “تركيا بلا إرهاب أصبحت هدفاً أقرب”، كما أشاد بقيادة أردوغان للعملية كسياسة دولة.
زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، أعرب عن ترحيبه بتسليم السلاح، داعياً إلى إدارة العملية بشفافية ضمن البرلمان، وعدم تهميش أي طرف سياسي أو مجتمعي، مشيراً إلى أن “السلام لا يتحقق إلا بالعدالة والديمقراطية”.
حزب الشعوب الديمقراطي (DEM)، وصف الخطوة بأنها “دعوة لحياة ديمقراطية عادلة وحرة”، بينما قال الرئيس المشارك تونجر باقرهان: “نشهد لحظة تاريخية قد تُنهي 50 عاماً من الصراع”.
صلاح الدين دميرتاش، من داخل السجن، استذكر عضو وفد إمرالي الراحل سِري سُريّا أوندر، قائلاً: “اليوم نبدأ بجني أولى ثمار جهود السلام”.
أحزاب المعارضة الأخرى تباينت مواقفها:
- حزب العدالة والتنمية (AKP) ووزير العدل عبّرا عن دعم متحفظ ومراعاة لمشاعر أسر الشهداء.
- حزب المستقبل (أحمد داوود أوغلو) طالب بخطة زمنية واضحة تحت رقابة الجيش والمخابرات.
- حزب الديمقراطية والتقدم (DEVA) أبدى “تفاؤلاً حذراً”.
- حزب العمال التركي (TİP) وحزب اليسار (Sol Parti) طالبا بإشراك جميع الفئات في مسار السلام، ورفض استخدام العملية لتثبيت حكم استبدادي.
- حزب الجيد (İYİ Parti) رفض أي مفاوضات مع PKK، واعتبر ما يجري “فضيحة سياسية”. (BBC)
جنوب القوقاز: اختراق أميركيّ تركيّ في خاصرة روسيا وإيران
لم يعد جنوب القوقاز ساحة تماسّ بين الشرق والغرب وحسب، بل تحوّل إلى مسرح لإعادة رسم خرائط النفوذ والطاقة والتحالفات، نجحت واشنطن في حياكة ثوبه الجديد الذي استغرق العمل عليه حوالي خمس سنوات بصبر وعناية. الأهداف كثيرة، والتضحية من دون تردّد بما ينبغي من أحجار .
تريد واشنطن أن تكون شريكاً في خطط تضييق الخناق على التمدّد الإيراني – الروسي في أكثر من بقعة فيما تصرّ موسكو وطهران على اعتبارها من حدائقهما الخلفيّة. وتركيا تستفيد من انشغال روسيا بالملفّ الأوكراني، وورطة إيران في ملفّات المنطقة الساخنة مع تل أبيب وواشنطن، لتبني استراتيجية تحرّك جديدة هناك .
منح الوضع المتقلّب جنوب القوقاز أميركا فرصة توسيع نفوذها وامتلاك موطئ قدم على حساب التمدّد الروسي والإيراني هناك. ليس هدف واشنطن جنوب القوقاز فقط، بل التأثير في توازنات البحر الأسود وحوض قزوين وخطط روسيا في فتح ممرّات تجارية استراتيجيّة في الشمال والجنوب. ولتحقيق ذلك، سارعت إدارة دونالد ترامب بدعم تركي – إسرائيلي إلى تحسين علاقاتها مع أذربيجان وأرمينيا وتعزيز جهود التقريب بينهما على حساب إيران وموسكو.
أمّا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المنشغل منذ شباط 2022 بالحرب مع أوكرانيا، فقد خسر الكثير من النفوذ والدور أمام لاعبين آخرين بينهم أذربيجان وأرمينيا وتركيا وإسرائيل، وهي كلّها دول ناشطة في جنوب القوقاز. (لقراءة المقال كاملا)
أمريكا
موجة غضب في أوساط اليمين الأميركي بعد إنكار وجود “قائمة عملاء إبستين”
أثارت مذكرة مشتركة صادرة عن وزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) جدلاً واسعاً في أوساط المؤثرين اليمينيين الداعمين للرئيس دونالد ترامب، وذلك بعد نفي وجود “قائمة عملاء” مرتبطة بجيفري إبستين، رجل الأعمال المدان سابقاً في قضايا استغلال قاصرين.
وكانت تلك القائمة المزعومة قد شغلت الرأي العام الأميركي لسنوات، وسط نظريات تتحدث عن استخدامها كأداة لابتزاز شخصيات نافذة في السياسة والمال والإعلام. وجاءت المفاجأة حين نشرت منصة Axios مذكرة غير موقعة وغير مؤرخة، أُعدّت من قِبل وزارة العدل وFBI، جاء فيها: “لم يُعثر على أي دليل موثوق يثبت وجود قائمة للعملاء، ولا ما يشير إلى أن إبستين ابتز شخصيات بارزة بشكل مباشر”.
وبحسب المذكرة، فإن الحكومة تمتلك نحو 300 جيجابايت من البيانات المرتبطة بإبستين، إلا أن معظمها لن يُنشر نظراً لاحتوائه على تفاصيل تحدد هوية الضحايا أو تتضمن مواد حساسة تتعلق بالاستغلال الجنسي للأطفال. وأوضحت الوثيقة أن “ما كان سيُعرض علناً لو أُجريت محاكمة لإبستين لا يشكّل سوى جزء صغير من تلك المواد، وتم حجب ما تبقى لحماية الضحايا، لا للتستر على متهمين آخرين”.
غضب يميني وتراشق سياسي
الغضب تصاعد بشكل خاص بعد أن كانت وزيرة العدل الأميركية، بام بوندي، قد صرحت في وقت سابق بأن “قائمة العملاء” موجودة على مكتبها وتستعد لمراجعتها، وهو ما دفع نشطاء يمينيين للمطالبة بإقالتها، متهمين إياها بتضليل الرأي العام.
“عليها أن تُقال فوراً”، قال الأخوان كيفن وكيث هودج المعروفان بـ”Hodge Twins” على وسائل التواصل، مضيفَين: “ظهرت على الكاميرا وقالت إنها تملك القائمة… والآن يقولون لا وجود لها؟”!
من جانبه، كتب أليكس جونز، المذيع المثير للجدل عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً): “سيأتي اليوم الذي ستقول فيه وزارة العدل: في الواقع، إبستين لم يكن موجوداً أصلاً. هذا مثير للاشمئزاز”.
أما ليز ويلر، إحدى أبرز المؤثرات المحافظات، فقد وصفت ما يحدث بأنه “تصرف لا يُغتفر”، منتقدة الحكومة على “تسليم وثائق سطحية عديمة القيمة”، في إشارة إلى المجلدات التي وُزّعت على وسائل الإعلام في وقت سابق لمحاولة امتصاص الغضب الشعبي دون أن تحتوي على أي معلومات جديدة.
ردود ترامب والإدارة الحالية
عندما سُئل الرئيس دونالد ترامب عن القضية خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، بدا مستاءً وأجاب بانفعال: “هل ما زلتم تتحدثون عن جيفري إبستين؟ هذا الرجل مات منذ سنوات! هذا أمر لا يُصدق”، مضيفاً أنه “أمر مشين” أن تستمر وسائل الإعلام في التركيز على القضية في وقت تمر فيه البلاد بكوارث طبيعية، مشيراً إلى فيضانات تكساس التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص.
أما المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، فقد دافعت عن بوندي، قائلة إن الأخيرة كانت تشير بعبارة “قائمة العملاء” إلى مجمل الأدلة المتعلقة بإبستين، وليس إلى “وثيقة محددة بأسماء”. وقالت: “أعتقد أنه من الأفضل أن تتحدث السيدة بوندي عن نفسها لتوضيح ذلك”.
خلفية القضية:
جيفري إبستين، الذي كان يواجه اتهامات بتشغيل شبكة للاتجار الجنسي بالقاصرات، وُجد ميتاً في زنزانته عام 2019 في نيويورك، في واقعة صنفتها وزارة العدل انتحاراً. ومنذ وفاته، تحوّلت قضيته إلى مادة دسمة لنظريات المؤامرة، خاصة في أوساط اليمين الأميركي، وسط تساؤلات متكررة عن المتورطين الذين لم يُكشف عن أسمائهم حتى اليوم.
كبار الديمقراطيين في مجلس النواب يطالبون بالإفراج عن ملفات إبستين التي تذكر ترامب
في تصعيد سياسي جديد، طالب 16 نائباً ديمقراطياً في مجلس النواب الأميركي، يتقدمهم جيمي راسكين، وزارة العدل الأميركية بالكشف الفوري عن جميع الوثائق المرتبطة بجيفري إبستين والتي تُشير إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مؤكدين أن الوزارة تُخفي هذه الملفات لحماية ترامب من أي تبعات قانونية أو سياسية.
الرسالة، التي وُجهت إلى وزيرة العدل بام بوندي، اتهمت الوزارة باستخدام سلطتها لـ”حماية الرئيس بدلاً من خدمة العدالة”، مشيرة إلى أن بوندي سبق أن وعدت مراراً، عبر مقابلات مع قناة “فوكس نيوز”، بإصدار دفعات لاحقة من ملفات إبستين تتضمن “معلومات صادمة” تتعلق بالاستغلال الجنسي للأطفال. إلا أن الدفعة الأولى، التي سُلمت لبعض الشخصيات المقربة من ترامب في البيت الأبيض على شكل مجلدات بيضاء، لم تتضمن أي جديد، وأثارت سخرية كبيرة في الأوساط الإعلامية.
الديمقراطيون أشاروا إلى منشور نشره إيلون ماسك سابقاً – ثم حُذف – قال فيه: “ترامب مذكور في ملفات إبستين، وهذا هو السبب الحقيقي وراء عدم نشرها”. هذا التصريح أُعيد تداوله بقوة بعد صدور مذكرة وزارة العدل يوم الإثنين، التي نفت وجود “قائمة عملاء” مرتبطة بإبستين، وزعمت أنه لا توجد أدلة تشير إلى ابتزاز شخصيات بارزة.
تاكر كارلسون: إبستين كان يعمل لصالح الموساد.. وإسرائيل مطالَبة بالكشف
في خطاب ألقاه خلال قمة طلابية نظمها “Turning Point USA”، أثار الإعلامي الأمريكي المحافظ تاكر كارلسون جدلاً واسعاً بعدما أشار إلى أن جيفري إبستين، الملياردير المدان بقضايا استغلال جنسي للقاصرات، ربما كان يعمل لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ضمن عملية ابتزاز تستهدف شخصيات نافذة.
وقال كارلسون: “السؤال الحقيقي ليس ما إذا كان إبستين منحرفاً يعتدي على الفتيات، بل لماذا كان يفعل ذلك، ولصالح من، ومن أين أتت ثروته؟”. وأشار إلى أنه من غير المعقول أن يتحول مُدرس رياضيات بلا شهادة إلى مالك لطائرات خاصة وجزيرة وقصر في مانهاتن، مؤكداً: “الأمر واضح… إبستين كان مرتبطاً بحكومة أجنبية، على الأرجح إسرائيل، لكننا خائفون من قول ذلك بصوت عالٍ”.
كارلسون تساءل عن استضافة إبستين لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الذي زاره عشرات المرات، متهماً واشنطن بتجاهل احتمال تورط الموساد في شبكة الابتزاز، ومشدداً على “حق الأمريكيين في معرفة ما إذا كانت إسرائيل متورطة”.
في سياق آخر، هاجم كارلسون الأمريكيين مزدوجي الجنسية الذين يخدمون في جيوش أجنبية، مثل الجيش الإسرائيلي أو الأوكراني، وطالب بسحب الجنسية الأمريكية منهم قائلاً: “لا يمكنك أن تخدم سيدين. الولاء يجب أن يكون لدولة واحدة فقط”.
وسبق أن انتقد كارلسون عضو الكونغرس براين ماست الذي ارتدى زي الجيش الإسرائيلي داخل الكونغرس بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، رغم كونه جندياً أمريكياً سابقاً فقد ساقيه في أفغانستان وشارك لاحقاً في مهام إغاثية مع الجيش الإسرائيلي.
كارلسون اختتم حديثه بالتأكيد على أن مجرد طرح مثل هذه الأسئلة ليس “كراهية ولا معاداة للسامية”، بل هو حق مشروع للمواطنين الأمريكيين في إطار الرقابة على سلوك الحلفاء. (تايمز اوف إسرائيل)
ترامب يدافع عن بام بوندي ويهاجم منتقديها: “إدارة مثالية، وهجوم بسبب إبستين!”
في منشور جديد على منصته، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن غضبه مما وصفه بـ “الهجوم الجماعي” على النائبة العامة بام بوندي، مؤكداً أنها تقوم بـ”عمل رائع”، وداعماً إياها ضمن فريق “MAGA” اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً.
وقال ترامب في تغريدته:
“ما الذي يحدث مع رجالي، وأحياناً نسائي؟ الجميع يهاجم بام بوندي، التي تقوم بعمل رائع! نحن فريق واحد، MAGA، ولا يعجبني ما يحدث. لدينا إدارة مثالية، حديث العالم، لكن هناك أشخاص أنانيون يحاولون تدميرها، وكل ذلك بسبب رجل لا يموت أبداً، جيفري إبستين. منذ سنوات والحديث لا ينقطع عنه، مرة تلو الأخرى.”
تصريح ترامب أثار الجدل مجدداً حول العلاقة بين إدارته والتحقيقات المرتبطة بجيفري إبستين، في وقت تتزايد فيه الضغوط القانونية والسياسية على حلفائه.
تعليق:
من المهم متابعة تداعيات الجدل المتفجر والمحيط بملابسات قضية إبستين لأثرها البالغ على قوة تحالف تيار الماجا مع باقي القوى اليمينية الداعمة لترامب، فضلاً عما تثيره من انتقادات غير مسبوقة للدور الإسرائيلي في التأثير على سياسات الولايات المتحدة، وفتح الملفات المتعلقة بذلك.
إدارة ترامب تضعف الاستخبارات الأميركية: الولاء قبل الكفاءة
في عهد دونالد ترامب، يواجه مجتمع الاستخبارات الأميركي خطراً حقيقياً بسبب التسييس المتزايد، حيث يتم تفضيل الموالين على الخبراء، وتُهمّش التحذيرات الأمنية غير المرغوب فيها، وتُوجّه الموارد لخدمة أجندات سياسية وشخصية. أدت هذه التوجهات إلى تآكل الثقة داخل أجهزة الاستخبارات، ودفعت بالكفاءات إلى الاستقالة، وأضعفت التعاون مع الحلفاء، ما يُهدد بوقوع إخفاقات استخباراتية كارثية.
ترامب قلل من أهمية التحليلات الأمنية ورفض تقارير استخبارية مهمة، مثل ما فعل قبيل ضرب المواقع النووية الإيرانية. مسؤولون في إدارته، مثل وزير الدفاع ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، لجأوا إلى تحريف المعلومات أو إقالة من يعارض سردية البيت الأبيض. كما أعاد مسؤولون موالون توجيه الموارد نحو قضايا هامشية، مثل مراقبة حركة الاستقلال في غرينلاند، بدلاً من متابعة تهديدات استراتيجية مثل الإرهاب والقرصنة الصينية والروسية.
إضافة إلى ذلك، تُمارس الإدارة ضغوطاً ممنهجة على الموظفين، بما في ذلك استبعادهم على خلفية آرائهم أو خلفياتهم، وفرض اختبارات ولاء أيديولوجية. وتم تسريح عدد كبير من المحللين أو إجبارهم على التقاعد، ما تسبب في نزيف للخبرات وركائز الأمن القومي.
يرى محللون أن هذا التوجه يعكس تشوهاً خطيراً في بيئة اتخاذ القرار داخل البيت الأبيض، حيث تغيب التحليلات الصريحة ويتم التضحية بالحقائق من أجل إرضاء الرئيس. وإذا استمرت هذه الممارسات، فإن الولايات المتحدة قد تواجه فشلاً استخباراتياً متعمداً وليس مفاجئاً، كما حذّر كبار الضباط السابقين.
باختصار، تقود إدارة ترامب عملية منهجية لتفكيك ثقة الأمة بأجهزتها الاستخباراتية وتحويلها إلى أدوات طيّعة لخدمة السلطة، في نهج يُشبه أسوأ ممارسات الأنظمة الاستبدادية. وإذا لم يُعَد التوازن، فقد تكون النتائج مدمّرة على الأمن القومي الأميركي داخلياً وخارجياً. (إندبندنت عربية)
ترامب يفرض رسوما جمركية 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -اليوم السبت- عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 30% ضد الاتحاد الأوروبي والمكسيك.
وقال ترامب -في رسالتين منفصلتين نشرهما على منصته تروث سوشيال- إن الرسوم ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب القادم، مشيرا إلى دور المكسيك في تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، واختلال الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي.
وفي رسالته إلى رئيس المكسيك، أقرّ ترامب بأن هذا البلد كان مفيدا في وقف تدفق المهاجرين غير الموثقين والفنتانيل إلى الولايات المتحدة. لكنه قال إنها لم تفعل ما يكفي لمنع أميركا الشمالية من التحول إلى “ساحة لتهريب المخدرات”.
وقال الرئيس الأميركي -في رسالته إلى الاتحاد الأوروبي- إن العجز التجاري الأميركي يشكل تهديداً للأمن القومي.
وكتب في الرسالة الموجهة للاتحاد “لقد أمضينا سنوات في مناقشة علاقتنا التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وخلصنا إلى أنه يجب علينا الابتعاد عن هذا العجز التجاري الكبير والمستمر وطويل الأمد، الذي نتج عن سياساتكم الجمركية وغير الجمركية والحواجز التجارية. لقد كانت علاقتنا، للأسف، بعيدة كل البعد عن المعاملة بالمثل”. (الجزيرة نت)
تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية 50% على البرازيل يرفع أسعار القهوة
ارتفعت أسعار العقود الآجلة للقهوة -اليوم الخميس- بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على البرازيل، أكبر منتج لهذه السلعة في العالم.
وفي منشور على منصته تروث سوشيال، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً جمركية باهظة على البرازيل بدءا من الأول من أغسطس/آب المقبل، متهماً حكومة البلاد بمهاجمة حرية التعبير وتنظيم “حملة شعواء” ضد الرئيس البرازيلي اليميني السابق جايير بولسونارو. (الجزيرة نت)
إيران
فرنسا: “آلية الزناد” ستُفعّل بنهاية أغسطس في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران
حذر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، من أنه إذا لم تُفضِ المفاوضات النووية مع النظام الإيراني إلى “اتفاق يمكن التحقق منه”، فسيتم تفعيل “آلية الزناد” ضد إيران بحلول 31 أغسطس المقبل.
وقال بارو، إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستفعّل آلية إعادة فرض العقوبات الأممية تلقائياً، أو ما يُعرف بـ “آلية الزناد”، ضد إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق نووي “حاسـم، ملموس وقابل للتحقق” مع النظام الإيراني، وذلك في موعد أقصاه نهاية شهر أغسطس (آب).
وأضاف، قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: “فرنسا وشركاؤها لهم الحق في إعادة فرض العقوبات العالمية في مجالات الأسلحة والنظام المصرفي والمعدات النووية، وهي عقوبات تم رفعها قبل عشر سنوات”.
كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي عن إقرار عقوبات أوروبية جديدة ضد تسعة أفراد وكيانات إيرانية قال إنهم “مسؤولون عن تنفيذ اغتيالات على الأراضي الأوروبية”. (إيران إنترناشونال)
صحيفة إيرانية: مواقف روسيا في الحرب مع إسرائيل لم تكن بمستوى توقعات طهران
ذكرت صحيفة “فرهيختكان” المحافظة أن وزير الخارجية عباس عراقجي نقل خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو ولقائه مع الرئيس بوتين “رسالة عتاب” من المرشد الإيراني، وذلك بسبب عدم تلبية روسيا لتوقعات النظام الإيراني خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل.
وكتبت الصحيفة “في بداية الحرب، دعا الروس إلى إنهاء القتال، واعتبروا إسرائيل المعتدية وأدانوا هجومها، لكن بشكل عام لم تكن مواقفهم قوية، أو على الأقل لم تكن بالمستوى الذي كانت إيران تتوقعه، بمعنى أن الروس لم يتخذوا موقفاً أكثر صرامة، ولم يعبّروا عنه بقوة وجدية كافية”.
وأضافت “فرهيختكان” أن دور روسيا “أقرب إلى السلبي منه إلى الإيجابي، أي أن الروس، بدلاً من أن يكون بمقدورهم المساعدة في صدور قرار لصالح إيران، فإن أقصى ما يمكنهم فعله هو منع صدور قرار ضد طهران”.
وجاء في التقرير أيضاً: “الروس في الظروف الراهنة ليسوا في موقع يسمح لهم بإجراء مشاورات واسعة مع الدول الغربية، لا سيما الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولا يمكنهم كسب دعمهم لموضوع معين”. (إيران إنترناشونال)
لمواجهة إسرائيل.. البرلمان الإيراني يُقر مبدئياً مشروع قانون زيادة ميزانية القوات المسلحة
أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، إقرار الخطوط العريضة لمشروع قانون “تعزيز قدرات القوات المسلحة في مواجهة شاملة مع إسرائيل”، وذلك خلال اجتماع اللجنة يوم الأحد 13 يوليو.
وقال رضائي: “إن ممثلين من وزارة الدفاع، وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، والجيش، والحرس الثوري شاركوا في الاجتماع، وتمت الموافقة على مشروع القانون، الذي يتضمن مادة واحدة وثلاثة بنود، مع احتمال إجراء تعديلات لاحقة عليه”.
وأُحيل هذا المشروع، الذي يحمل توقيع 120 نائباً، ويقوده النائب عن طهران، علي خضريان، بعد إقراره الأولي، إلى لجنة الدفاع داخل لجنة الأمن القومي لمزيد من الدراسة. (إيران إنترناشونال)
إسرائيل تراقب إيران وروسيا تدعم خيار “التخصيب الصفري” لليورانيوم
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- اليوم الأحد إن النظام الإيراني في “ورطة كبيرة” بأعقاب حرب الـ12 يوما، مشددا على “إبقاء إيران تحت المراقبة” لمنعها من امتلاك سلاح نووي، في وقت أكدت فيه طهران استعدادها للعودة للمفاوضات مع واشنطن، في حين ذكرت أنباء في وسائل إعلام أمريكية أن موسكو تدعم خيار “التخصيب الصفري”، وهو ما نفته وسائل إعلام إيرانية وروسية لاحقاً.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، أفاد نتنياهو بأن إسرائيل قتلت علماء نوويين إيرانيين كبارا خلال الحرب الأخيرة على طهران أكثر مما فعلت من قبل!
وأضاف أن إسرائيل حققت ما وصفه بـ “النصر العظيم” على إيران، قائلا إن ذلك من شأنه أن “ينتج نموا عظيما”، وفق تعبيره.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو أخبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة لواشنطن أن إسرائيل ستضرب إيران إذا سعت مجددا لامتلاك سلاح نووي.
ووفق ما نقلته الصحيفة، فإن ترامب أعرب عن أمله ألا يكون هناك مزيد من القصف الأميركي لإيران، موضحا لنتنياهو أنه يفضل تسوية دبلوماسية مع طهران، دون الاعتراض على خطة إسرائيل باستهداف إيران. (الجزيرة نت)
ماذا نعرف عن الأكواد المميتة التي استخدمت في اغتيال شخصيات إيرانية؟
في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة في حياتنا اليومية، بل تحوّل إلى فاعل رئيسي في ساحات القتال، حيث باتت أنظمة آلية تتخذ قرارات الحياة والموت، بعيداً عن أي رقابة بشرية مباشرة.
هذه الظاهرة التي تُعرف بـ”القتل الخوارزمي ” تمثل نقلة نوعية في تاريخ الحروب، وتثير أسئلة وجودية حول مستقبل الصراع المسلح، وحدود القرار البشري، وأخلاقيات الحرب في عصر التحول الرقمي.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 30 دولة تعمل حالياً على تطوير أنظمة أسلحة مستقلة. ترتكز هذه الأنظمة على ثلاث ركائز: شبكات استشعار تجمع البيانات من مصادر متعددة، وخوارزميات تعلم آلي قادرة على تحليل الأنماط والتنبؤ بالسلوك، وأنظمة تنفيذ ذاتية تتخذ قراراتها دون الرجوع إلى قائد أو مشغّل بشري.
ما يميز هذه المنظومات هو قدرتها على العمل في بيئات معقدة، حيث يصعب على الإنسان اتخاذ قرارات دقيقة بالسرعة المطلوبة، كما هو الحال في عمليات مكافحة الإرهاب، أو الاشتباكات الحضرية عالية الكثافة.
ولعل أبرز الأمثلة على استخدام هذه التقنيات تجلّى في العمليات الدقيقة التي استهدفت شخصيات إيرانية بارزة في منتصف 2025.
فقد أظهرت الأدلة أن المنصات المستخدمة لم تكن مجرد طائرات مسيرة تقليدية، بل أنظمة قتالية ذكية قادرة على تعقّب الأهداف لأسابيع، وجمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات، واختيار التوقيت الأمثل لتنفيذ الضربة استناداً إلى حسابات دقيقة تأخذ في الحسبان متغيرات كالموقع، والطقس، وحركة المدنيين، وحتى التأثير الإعلامي المتوقع. وصلت دقة بعض هذه العمليات إلى نحو 92%، ما يشير إلى مدى تطور هذه التكنولوجيا. (لقراءة المقال)
متابعات عربية
الانتخابات العراقية تواجه شبح الانهيار وسط انسحاب قوى “الاعتدال الشيعي” وتصاعد التوترات
أثار انسحاب زعماء بارزين مثل مقتدى الصدر، حيدر العبادي، ومصطفى الكاظمي من الانتخابات المقررة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، مخاوف من اختلال توازن القوى الشيعية لصالح الجماعات المدعومة من إيران. وعلّل المنسحبون قرارهم بسيطرة “المال السياسي” والسلاح المنفلت على المشهد الانتخابي.
محللون سياسيون حذّروا من أن غياب الصدر والبارزاني معاً قد يعرقل إجراء الانتخابات، مشيرين إلى إمكانية اللجوء إلى حكومة طوارئ في حال تفجرت احتجاجات شعبية نتيجة التدهور الخدمي أو الأمني.
رئيس البرلمان العراقي لم يستبعد انهياراً أمنياً وشيكاً، وألمح إلى أن انسحاب الكرد من العملية السياسية ستكون له عواقب وخيمة، بينما تحدثت تقارير عن “مخطط إسرائيلي” لاستهداف قادة “الإطار التنسيقي” الشيعي.
من جهته، شدد مقتدى الصدر على غياب الضمانات لأي كتلة انتخابية تطرح مشروعاً وطنياً حقيقياً، داعياً لدمج الحشد الشعبي في القوات النظامية وحصر السلاح بيد الدولة.
أما المحلل عصام الفيلي، فرأى أن المشهد يتجه نحو صدام بين “الشارع الغاضب” و”القوى المسلحة”، خاصة في حال تعطل الرواتب أو فرض عقوبات دولية. كما لفت إلى دور رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني الذي يسعى لتفادي التصعيد عبر توفير بعض الخدمات وتلبية مطالب شعبية جزئية. (عربي21)
لقاء مرتقب بين رئيس موريتانيا ونتنياهو في واشنطن برعاية ترامب
ذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم عقد لقاء في البيت الأبيض يجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، وذلك بهدف استئناف جهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل وموريتانيا، وضم الأخيرة إلى “اتفاقيات أبراهام”.
وبحسب التقرير، تسعى واشنطن والقدس إلى أن يشمل هذا التفاهم أيضاً استقبال موريتانيا لفلسطينيين من قطاع غزة يختارون “المغادرة الطوعية”، في إطار مقترحات يجري تداولها بشكل غير رسمي.
تجدر الإشارة إلى أن موريتانيا، وهي دولة عربية إسلامية في غرب إفريقيا، كانت قد أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حتى عام 2010، حين قطعتها عقب الحرب الإسرائيلية على غزة (عملية “الرصاص المصبوب”).
ويسعى ترامب، وفقاً للمصادر، إلى استثمار وجود الطرفين في واشنطن للدفع نحو إعادة إطلاق مسار التطبيع بين البلدين، ضمن جهود أوسع لتوسيع دائرة اتفاقيات أبراهام.
متابعات إفريقية
المعارضة في توجو تدعو إلى تأجيل الانتخابات بعد احتجاجات دامية
دعا حزبان معارضان وعدة منظمات مجتمع مدني في توجو السلطات يوم الجمعة إلى تأجيل الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في 17 يوليو/تموز، وذلك بعد احتجاجات دامية مناهضة للحكومة. وشهدت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، والتي حكمها فور غناسينغبي ووالده الراحل لما يقرب من ستة عقود، احتجاجات نادرة في الأسابيع الأخيرة احتجاجاً على ارتفاع أسعار الكهرباء، واعتقال منتقدي الحكومة، وإصلاح دستوري يُعزز قبضة غناسينغبي على السلطة. وقُتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص في الاحتجاجات، وجُرح العشرات، واعتُقل أكثر من 60 شخصاً، وفقاً لمنظمات المجتمع المدني. وأعلن التحالف الوطني من أجل التغيير (ANC) المعارض، والقوى الديمقراطية من أجل الجمهورية (FDR)، وعدة منظمات مجتمع مدني، إدانتهم “بأشد العبارات” لـ ”القمع الوحشي” للاحتجاجات، ودعت إلى تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى. وبدأت الحملات الانتخابية يوم الثلاثاء. دعت منظمة العفو الدولية يوم الخميس إلى إجراء تحقيق مستقل في مزاعم قيام قوات الأمن في توغو بقتل وتعذيب واختطاف أشخاص في حملتها على الاحتجاجات. (أفروبوليسي)
تآكل قبضة الجنرال تياني في النيجر مع تصاعد هجمات الجهاديين
منذ استيلائه على السلطة في انقلاب يوليو 2023، وعد الجنرال عبد الرحمن تياني، قائد الحرس الرئاسي السابق، بإعادة الأمن إلى النيجر ومحاربة الجماعات الجهادية، ملقياً اللوم على السياسيين المحليين والغرب، خصوصاً فرنسا، في عرقلة جهود الجيش. إلا أن الواقع على الأرض يُظهر عكس ذلك تماماً، مع تزايد نفوذ التنظيمات المسلحة وتراجع قدرات الجيش.
في 30 مايو، كرّم تياني أعضاء “اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب” (CNSP)، المجلس العسكري الذي يقوده، مانحاً إياهم أوسمة رفيعة. غير أن هذا الاحتفال جاء بعد أيام دامية شهدت هجومين مروعين:
- في 25 مايو، شنّ نحو 100 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً على معسكر إكنيوان في منطقة تاهوا قرب الحدود المالية، أسفر عن مقتل 58 جندياً على الأقل.
- في اليوم التالي، سقط 40 جندياً آخرين في فالمي، قرب حدود بنين وبوركينا فاسو.
وبينما تواصل الجماعات الجهادية توسيع رقعة نشاطها، أعلن تياني في فبراير الماضي عن نية المجلس العسكري استئناف إنتاج الذهب في منجم سميرة بالتعاون مع شركة “ليبتاكو للتعدين”. لكن الأوضاع الأمنية لا تزال متدهورة، إذ تعرّضت بلدة ليبيري القريبة من المنجم لهجوم جهادي مؤخراً. (أفروبوليسي)
نواب جامبيا يرفضون مسودة دستور جديدة
رفض نواب جامبيا مسودة دستور تهدف إلى تعزيز مكانة هذا البلد الصغير الواقع في غرب إفريقيا بعد سنوات من الديكتاتورية، حيث قال قادة المعارضة إنها لم تشمل أصحاب المصلحة الرئيسيين. كان من المقرر أن تحل المسودة، التي رُفضت، محل دستور عام 1997، الذي مكّن الديكتاتور السابق يحيى جامع من ترسيخ سلطته بعد انقلاب عام 1994. لم يحصل هذا الإجراء على ثلاثة أرباع الأصوات اللازمة في المجلس التشريعي ذي الغرفة الواحدة، حيث أيده 35 عضواً فقط من أصل 56 عضواً في الجمعية الوطنية.
وشرت لجنة مراجعة الدستور في غامبيا، التي شُكّلت في يونيو 2018، مسودتها الأولى للدستور الجديد في نوفمبر 2019. رفضها نواب متحالفون مع الرئيس الحالي أداما بارو في عام 2020 بسبب بند بأثر رجعي يفرض قيوداً على مدة الرئاسة لفترتين. بعد أربع سنوات، أعدت الحكومة مسودة ثانية تُلغي بند الأثر الرجعي. رُفض مشروع القانون يوم الاثنين. لو تم إقرار هذا القانون، لكان ذلك يعني أن بارو، الذي تولى السلطة منذ عام 2017، قد يستمر في منصبه لفترتين أخريين بعد دخول الدستور الجديد حيز التنفيذ. (أفروبوليسي)
متابعات دولية
قمة أذربيجان وأرمينيا في الإمارات
قمة أذرية أرمينية استضافتها الإمارات، إذ تعد خطوة مهمة على طريق إنهاء خلاف دام عقود بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز، وإتمام السلام بينهما.
قمة استبقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بلقاءين مع إلهام علييف، رئيس أذربيجان، ونيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، كلٌّ على حدة، وجه خلالهما رسائل مهمة أسهمت في تهيئة الأجواء للقاء ووضع قواعد ومبادئ تؤسس لسلام مستدام بين البلدين.
تأتي استضافة الإمارات لتلك القمة، ضمن مبادراتها المتواصلة لإنهاء الخلافات بالحوار والطرق الدبلوماسية، ونشر الأمن والسلام بالعالم، التي تُوجت بتحقيق نجاحات عدة في عدة قارات بالعالم منها آسيا وأوروبا وأفريقيا. (العين الإخبارية)
البيتكوين يتجاوز حاجز 118 ألف دولار لأول مرة في تاريخه
سجلت عملة “البيتكوين”، ارتفاعا تاريخيا جديدا بتجاوزها حاجز 118 ألف دولار ، ثم تجاوز لاحقاً حاجز ال 120 ألف دولار لأول مرة على الإطلاق.
ووفق بيانات منصة “كوين جيكو” المتخصصة بأسواق العملات الرقمية، ارتفعت قيمة البيتكوين من نحو 113 ألف دولار مساء الخميس 10 يوليو، إلى 118 ألف دولار بحلول الساعة 9:03 (ت.غ) من صباح الجمعة، قبل أن تتراجع لاحقا إلى مستوى 117 ألف و262 دولار.
ويعد هذا المستوى الأعلى في تاريخ العملة المشفرة، متجاوزا الرقم القياسي السابق البالغ 111 ألف دولار، والمسجل في مايو/ أيار الماضي.
وبحسب مراسل الأناضول، يأتي هذا الصعود القوي في سعر العملة الرقمية مدفوعا أساسا بتدفقات غير مسبوقة على صناديق البيتكوين الفورية المتداولة في البورصة الأمريكية، إضافة إلى جملة من العوامل السياسية والاقتصادية الأخرى.
بولندا تبرم صفقة مع كوريا الجنوبية لشراء المزيد من دبابات “كيه 2”
قالت وكالة شراء الأسلحة الحكومية في كوريا الجنوبية أمس الأربعاء إن كوريا الجنوبية وبولندا استكملتا المحادثات بشأن تصدير دفعة إضافية من دبابات “كيه 2” إلى بولندا، في صفقة من المتوقع أن تكون أول عقد أسلحة رئيسي يتم توقيعه في ظل الحكومة الجديدة عند إتمامه.
واختتم وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك-كاميش وشركة “هيونداي روتيم”، وهي الشركة المصنعة لدبابات “كيه 2″، محادثاتهما النهائية ويخططان لعقد حفل توقيع رسمي بحضور مسؤولين رفيعي المستوى من كلا البلدين، وفقا لوكالة شراء الأسلحة الدفاعية بكوريا الجنوبية.
وفي حين لم يُحدد الجانبان حجم الاتفاقية، تُقدر قيمة صفقة التصدير بحوالي 6 مليارات دولار أمريكي، وتشمل 180 دبابة من طراز “كيه 2”. ويمثل هذا أكبر عقد تصدير أسلحة منفرد لكوريا الجنوبية حتى الآن.
وتأتي الصفقة المتوقعة في أعقاب سلسلة من الصفقات التي وقعتها بولندا في عام 2022 مع شركات دفاعية كورية جنوبية للحصول على دبابات “كيه 2” ومدافع هاوتزر ذاتية الحركة من طراز “كيه 9” وطائرات هجومية خفيفة من طراز “إف إيه-50” وسط زيادة الإنفاق الدفاعي في البلاد بعد غزو روسيا لأوكرانيا. (انظر)
وزير الدفاع الألماني لفايننشال تايمز: لم يبق لدينا سوى 6 صواريخ باتريوت في ألمانيا
قال وزير الدفاع الألماني في تصريحات لصحيفة لفايننشال تايمز إن لم يبق لدينا سوى 6 صواريخ باتريوت في ألمانيا، مؤكدا أن ألمانيا لن تسلم صواريخ توروس بعيدة المدى لأوكرانيا.
وأكد “سأناقش في واشنطن اقتراحا للسماح لنا بشراء نظامي باتريوت أمريكيين لكييف، مشيرا ” سأناقش مع نظيري الأمريكي خارطة طريق للدعم الأمني الأمريكي لأوروبا”.
وأضاف “على الشركات الكف عن الشكوى والوفاء بالتزاماتها بشأن إعادة تسليح أوروبا”.
يذكر أن، في ظل تصاعد الهجمات الجوية الروسية على أوكرانيا، أعلنت ألمانيا نيتها شراء أنظمة “باتريوت” الدفاعية من الولايات المتحدة لدعم كييف، وتعزز حرب أوكرانيا الطلب على المسيرات الألمانية، مع نمو سريع في القطاع. (المصري اليوم)
ترامب: توريدات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا ستبدأ فورا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن توريدات الأسلحة الأمريكية عبر الآلية الجديدة المتفق عليها مع دول الناتو ستبدأ فورا.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض في أعقاب لقائه الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، يوم الاثنين: “هذا تمت الموافقة عليه بالكامل وجاهز بالكامل. وسنرسل إليهم الكثير من مختلف أنواع الأسلحة، وهم سينقلون تلك الأسلحة فورا إلى أماكن العمليات القتالية”.
وأشار ترامب إلى أن دول الناتو المشاركة في هذه المبادرة ستدفع ثمن الأسلحة الموردة لأوكرانيا بالكامل.
وأضاف أن هذه الآلية أصبحت ممكنة بعد أن زاد الحلفاء الأوروبيون من مساهمتهم في الميزانية الدفاعية للناتو.
وفي سياق متصل أفاد موقع “أكسيوس” نقلا عن مصدر أمريكي بأن الولايات المتحدة تخطط لتوريد أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار إلى حلفائهم ليسلموها لأوكرانيا في إطار المرحلة الأولى من تنفيذ المبادرة لتزويد كييف بالأسلحة.
وكان ترامب قد أعلن أنه قرر تزويد أوكرانيا بأنظمة “باتريوت” وغيرها من الأسلحة على خلفية خيبة أمله في مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول التسوية في أوكرانيا.