نحن والعالم عدد 25 سبتمبر 2024
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
يقوم هذا التقرير، الصادر عن المعهد المصري للدراسات، على رصد عدد من أبرز التطورات التي شهدتها الساحة الإقليمية والدولية، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات مهمة على المشهد المصري والعربي والإقليمي، في الفترة من 19 حتى 25 سبتمبر 2024.
يهتم التقرير بشكل خاص بالتطورات المتعلقة بالساحتين الإيرانية والتركية، وكذلك على الساحة الإفريقية، خاصة منطقة القرن الإفريقي، بالإضافة إلى بعض التطورات الدولية الأكثر أهمية بالنسبة لمنطقتنا.
إيران
ماذا من وراء تصريحات الرئيس الإيراني؟ هل ستخفض إيران توترها مع إسرائيل قريباً؟
نقلت وكالة “بلومبرغ” عن الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان قوله إن إيران مستعدة لخفض التوتر مع إسرائيل طالما رأت نفس مستوى الالتزام من الجانب الآخر.
وقال بيزشكيان للصحافيين، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “نحن على استعداد لوضع جميع أسلحتنا جانباً طالما كانت إسرائيل مستعدة لفعل الشيء نفسه، ونحن لا نسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة”، بحسب ما نقلته “بلومبرغ”. (بلومبرغ)
وأضاف بيزشكيان أن إيران لا تسعى إلى حرب إقليمية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن اندلاع حرب في المنطقة، لن تخدم مصلحة أي طرف.. وأردف: “نحن لا نريد القتال، إنها إسرائيل التي تريد جر الجميع إلى الحرب وزعزعة استقرار المنطقة”.
وتطرق الرئيس الإيراني إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران قائلا: ” إسرائيل اغتالت هنية في طهران لجرنا إلى حرب إقليمية لكننا مارسنا أقصى درجات ضبط النفس”.
تصريحات الرئيس الإيراني أثارت بلبلة، دفعت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لنفي تصريحات بيزشكيان.
ونقلت وكالة تسنيم عن عراقجي قوله: “ننفي بشدة ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن الرئيس بزشكيان بأن إيران مستعدة لخفض التوتر مع إسرائيل”.
وذكر وزير الخارجية الإيراني أنه “خلافاً لما تردد، فإن بيزشكيان، وفي لقاء مع بعض مسؤولي وسائل الإعلام الأميركية، أدان بشدة جرائم الكيان الصهيوني في غزة، وأدان عدوان هذا الكيان على لبنان، وأكد أن هذه الجرائم لا تتطابق مع أي من المعايير الإنسانية والدولية، ويجب أن تتوقف”. (الشرق)
إلا أن نفي عراقجي لم يدم طويلاً بعد خروج مقطع صوتي يؤكد صحة ما ذكرته الوكالة الأمريكية.
وخاطب بزشكيان ممثلي الإعلام الأميركي الحاضرين، قائلاً: “هذا هو جوهر رسالتنا، والآن بإمكانكم نشرها بالطريقة التي ترونها مناسبة. تعالوا نتعاون لنتجنب الحرب؛ فما يمكن حله بالحوار لا يجب حله بالصواريخ والأسلحة”.
وأضاف: “تعالوا نساعد في تحقيق السلام والأمن في العالم، نحن مستعدون لذلك، ولا نرغب في الحرب. ليس لدينا أطماع في أراضي أية دولة ولا نسعى لإثارة الاضطراب في أي مكان”.
وأكد: “هذا لا يعني أنه لا يوجد بعض الإيرانيين الذين قد يقومون ببعض الأفعال في بعض الأماكن. قد يحدث هذا، تماماً كما قد يحدث داخل بلدنا أن يقوم البعض بأفعال معينة. لكن القول إننا نحن من نفعل ذلك ليس صحيحاً. هناك دائماً أفراد لا يقبلون بالحدود ويتصرفون بشكل مستقل، ولا ينبغي تحميلنا مسؤولية أفعالهم”. (إيران انترناشونال)
من جهته قال نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، لقناة “NBC” الأميركية: “إيران التي مارست ضبط النفس بعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، لها الحق في الرد في أي وقت على هذا العمل الإرهابي للكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية”. (جادة إيران)
وتعليقاً على الأحداث الأخيرة التي جرت ببدء إسرائيل عمليات قصف استهدفت الأراضي اللبنانية، قال الرئيس الإيراني: “الهجمات الواسعة النطاق التي يشنها الكيان الصهيوني على لبنان تشكل أزمة إنسانية تحمل خطر إدخال المنطقة في صراع أكبر”.
وأضاف: “هناك خطر أن تمتد نار الأحداث التي تجري في لبنان إلى المنطقة كلها”.
ولفت بيزشكيان: “لا يستطيع حزب الله بمفرده منع تحول لبنان إلى غزة أخرى في مواجهة كيان تدعمه وتدافع عنه الدول الغربية والأوروبية وأمريكا”، مؤكداً: “قد تتفاقم إلى صراع إقليمي يمكن أن يكون خطيرا على مستقبل العالم”. (جادة إيران)
وبينما زعم بيزيشكيان أن إيران أظهرت ضبط النفس في هجومها غير المسبوق السابق ضد إسرائيل في إبريل 2024 رداً على مقتل كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين في مبنى قنصلي في سوريا، فقد صرح بأن إيران لا تزال قادرة على إحباط أنظمة الدفاع الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية، لإلحاق دمار أوسع نطاقاً.
ورداً على سؤال بشأن الحالة الراهنة لردع إيران في مواجهة الهجمات الإسرائيلية على أفراد من إيران وحلفائها في محور المقاومة، بما في ذلك حزب الله اللبناني، قال بيزشكيان: “هل نحتاج إلى ضرب شيء بهذه القدرات من أجل إثبات أننا قادرون؟!” وقال بيزشكيان: “بخصوص القبة الحديدية التي بنيت في إسرائيل، ساعدت أميركا وفرنسا والعديد من البلدان الأخرى في بناء ما يسمى بالقبة الحديدية، وتم اختراقها على أي حال. ماذا نحتاج إلى إظهاره لهم أيضاً؟”. وأضاف: “لم تكن إسرائيل وحدها؛ كان الجميع يدعمون إسرائيل. لم نرغب أبداً في استهداف المراكز المدنية المكتظة بالسكان. لقد أثبتنا أننا قادرون، لكننا لم نفعل ذلك. والآن يقولون إننا نفتقر إلى هذه القدرات لأننا اخترنا أن نتصرف بطريقة معينة، بطريقة إنسانية؟ هذا لا معنى له”.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان من نيويورك “رسالتنا هي السلام والأمن”. وقال الرئيس الإيراني ” مستعدون للحوار مع واشنطن وحل الخلافات ويجب عليها الالتزام بتعهداتها” وأضاف “لا نسعى لامتلاك القنبلة النووية وهذا النوع من السلاح ليس في عقيدتنا العسكرية”.
ورغم أن الحكومة الإيرانية سارعت إلى نفي ما نقلته بلومبرغ على لسان بيزشكيان، كما ذكرنا، إلا أن التصريحات والتصريحات المضادة التي صدرت من الحكومة دفعت بالصحف الموالية للتيار الأصولي في إيران، إلى انتقاد الحكومة والتأكيد على قلة خبرتها.
صحيفة “جوان”، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، هاجمت أيضا وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي قال في خضم الأحداث المتصاعدة في لبنان بأن طهران عملت بذكاء، ولم تقع في فخ تل أبيب في الانجرار للحرب.
الصحيفة قالت إن هذا الكلام، وإن لم يكن إعلاناً صريحاً للانسحاب من الرد لمقتل إسماعيل هنية في طهران، إلا أن طرحه في هذا التوقيت المحتقن في لبنان وغزة قد يخلق تصوراً في أذهان قادة إسرائيل بأنهم قادرون على فعل أي جريمة، دون أن يعترضهم أحد في ذلك. (إيران انترناشونال)
أما بعض الصحف الإيرانية فقدت دافعت عن الرئيس الإيراني بالقول إنه قد سها لفظياً ولم يعي ما يقول! أما البعض الآخر فقد استند إلى قول بيزشكيان بأنه لا يفهم في السياسة في الحوار ذاته.
ورغم أن الرئيس الإيراني “الطبيب” قد يكون حقاً لا يفقه بالسياسة كما قيل، إلا أن تصريحاته لا يمكن أن تقرأ كزلة لسان، لأن مغزاها واضح ويندرج تحت إطار توجه الحكومة الحالية في طهران نحو إعادة إحياء الاتفاق النووي مع الغرب، خاصة مع تأكيده الأخير على أن طهران ليست لديها أي أطماع في أراضي أي دولة، وأنها لا ترغب في الحرب، بل إنها تدعو للسلام والأمن في المنطقة. التصريحات تتسق أيضا مع تحركات إيران في المنطقة، والتي لم تتحرك حتى الآن بشكل جدي للرد على اغتيال إسماعيل هنية او استهداف المليشيات التابعة لها في الشرق الأوسط من قبل إسرائيل، بما في ذلك الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل حالياً على حزب الله في لبنان.
هدف إيران بإعادة إحياء الاتفاق النووي والتقارب مع الغرب، كما ذكرنا أعلاه، يدفعها إلى التريث قبل أن تنجر إلى أي صراع في المنطقة مما يمكن أن يعرقل تحقيق هذا الهدف، على الأقل حتى الانتخابات الأمريكية، أملاً في فوز كمالا هاريس بها، لتشكل إدارة ديمقراطية تستعيد أجواء الاتفاق في 2015.
في هذا الإطار يمكن أيضاً تفسير الرد “المنضبط” أو “المتراخي” في نظر البعض إلى حد كبير من جانب حزب الله على الاعتداءات الضخمة التي تعرض لها من جانب إسرائيل في الأسابيع الماضية، حيث يبدو أن إيران تمارس ضغوطا على الحزب ليستمر على هذا النهج. لكن إلى أي مدى يمكن للحزب أن يستجيب لهذه الضغوط الإيرانية في ضوء تكرار الاعتداءات الإسرائيلية والخسائر المتنامية في صفوف قياداته وجنوده، فضلا عما يتعرض له الشعب اللبناني من اعتداءات في الجنوب وفي ضاحية بيروت وفي إقليم البقاع؟
كما أن تصريح بزشكيان بأن ” هناك دائماً أفراد لا يقبلون بالحدود ويتصرفون بشكل مستقل، ولا ينبغي تحميلنا مسؤولية أفعالهم”، هو شبيه بالتنصل من أفعال بعض الجهات الإيرانية وإلقاء اللوم عليها، كالحرس الثوري، الذي أخذ مباشرة بمهاجمته.
فهل نشهد تغيراً في سياسية إيران في الشرق الأوسط؟ وهل تكشف تصريحات بزشكيان في قابل الأيام عن توجه إيراني مختلف في التعامل مع القوى الإقليمية والدولية؟ وما هو موقف المرشد الإيراني، القائد الأعلى للدولة من هذه التوجهات؟ وهل يمكن أن تؤدي مثل هذه التوجهات إلى انشقاقات واضطرابات داخل إيران؟
جهود إيرانية لاستئناف المفاوضات النووية
صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنهم يبذلون جهودا لاستئناف المفاوضات النووية مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا.
وقال عراقجي: “نجري محادثات مع وزراء الخارجية، وهدفنا هو استئناف المفاوضات النووية”، مشيراً إلى أن المفاوضات النووية “أصبحت أكثر صعوبة بسبب القضايا الدولية مثل حرب أوكرانيا والحرب على غزة”.
ومع الاتفاق الموقع في عام 2015 بين إيران والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (الولايات المتحدة وروسيا والصين وإنجلترا وفرنسا وألمانيا)، تم تنظيم الأنشطة النووية الإيرانية والإشراف عليها. لكن مع انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس السابق ترامب، أوقفت إيران التزاماتها تدريجياً وبدأت في تخصيب اليورانيوم بمستوى عالٍ مجددا. Dirilis postasi
الحرس الثوري يحظر أجهزة الاتصال اللاسلكية
بعد هجمات “بيجر” التي طالت عناصر من حزب الله في لبنان والحرس الثوري الإيراني في سوريا، اتخذ الأخير إجراءات ضد تهديد مماثل بحظره أجهزة الاتصال اللاسلكية في أعقاب الهجمات الإسرائيلية.
وقال مسؤولان أمنيان إيرانيان كبيران، في حديث لوكالة رويترز البريطانية، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن إسرائيل أعادت فحص شبكة الاتصالات والاتصالات التابعة للحرس الثوري بعد الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصال.
وذكرت الأخبار أن الحرس الثوري الإيراني في حالة تأهب، ولوحظ أن معظم أدوات الاتصال التي يستخدمها إما مصنوعة يدويا أو تم جلبها من الصين وروسيا.
وذكر المصدر الأمني الإيراني أن الحرس الثوري يتواصل حاليا من خلال رسائل مشفرة، وقال إن الأجهزة التي يستخدمها يتم فحصها من قبل فرق فنية ويتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث موقف مماثل في إيران. ((dirilis postasi
من جهته قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، إن أعضاء اللجنة أعربوا عن قلقهم من حدوث شيء في إيران مماثل لانفجار أجهزة الاستدعاء التابعة لحزب الله. (إيران انترناشونال)
وفي هذا السياق، وعلى الرغم من تأكيد إيران أن سقوط مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي يخلو من أي شبهة جنائية، فقد أحيت صور متداولة على مواقع التواصل الشكوك مجددا حول أسباب الحادث.
نشطاء على مواقع التواصل تداولوا صورة تجمع الرئيس الإيراني الراحل ورئيس مجلس النواب العراقي السابق محمد الحلبوسي، يظهر فيها جهاز قالوا إنه من نوع “بيجر” على طاولة بالقرب من رئيسي.
واستخدم النشطاء هذه الصورة دليلاً على أن الرئيس الإيراني الراحل كان يستخدمه، ليتساءلوا بعدها: ماذا كان يفعل “البيجر” على طاولة رئيسي؟ وهل كان معه في رحلته صباح الأحد 19 مايو/ أيار الماضي؟ فيما تساءل آخرون عن إمكانية فتح تحقيق دولي بالحادثة.
في المقابل، نشر حساب معنيٌّ بالتحقق من الأخبار المتداولة على مواقع التواصل، يحمل اسم “صواب” تفنيداً لادعاءات النشطاء، قائلا إن فريقه تبين من أنّ الجهاز الموجود في الصورة هو ساعة ديجيتال من نوع “كينكو 613D”، وليس جهاز “بيجر”. (سكوب 24)
تركيا
خروج من عباءة أتاتورك.. جدل في تركيا حول المادة الرابعة من الدستور
وسط شبه إجماع من الساسة الأتراك على حاجة البلاد إلى صياغة دستور مدني جديد، اشتعل نقاش ساخن في الأوساط التركية هذا الأسبوع، حول المواد الأربعة الأولى من الدستور، وخاصة المادة الرابعة.
فجر النقاش رئيس حزب القضية الحرة “هدى بار” المتحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم زكريا يابيجي أوغلو، حين قال: “نحن ضد المادة الرابعة من الدستور”.
وتنص المادة الأولى من الدستور التركي على أن تركيا “جمهورية”، فيما يأتي في المادة الثانية أن الجمهورية التركية دولة قانون ديمقراطية علمانية اجتماعية في إطار فهم السلام الاجتماعي والتضامن الوطني ومفهوم العدالة، تحترم حقوق الإنسان وتتمسك بقومية أتاتورك. فيما تنص المادة الثالثة على أن الدولة التركية كل لا يتجزأ، ولغتها التركية، وعلمها هو العلم الأحمر الذي فيه هلال أبيض ونجمة بيضاء ونشيدها الوطني هو نشيد الاستقلال، وعاصمتها أنقرة.
أما المادة الرابعة محل الجدل، فتنص على أن المواد الثلاثة الأولى هي مواد غير قابلة للتعديل أو التغيير أو اقتراح التغيير.
يابيجي أوغلو اعترض على وجود مواد غير قابلة للتعديل أو التغيير في الدستور، موضحا أن ذلك ليس صحيحاً من الناحية القانونية أو السياسية. وأضاف: ” وجود مواد غير قابلة للإلغاء يعني وضع رهن على إرادة الأجيال القادمة”. (DW)
ويعود وجود المادة الرابعة في الدستور التركي إلى الدستور المطبق منذ عام 1982 والذي تمت صياغته بعد انقلاب 1980 الذي وضع البلاد تحت الحكم العسكري.
وجرى خلال فترة حكم العدالة والتنمية عدة تغييرات دستورية في تركيا، كان من أبرزها استفتاء على التعديلات الدستورية في عام 2010 ليصبح متوافقاً مع المعايير الأوروبية التي ستمهد لدخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، حيث كان من أهم التغييرات فيه رفع الحصانة عن قادة الانقلابات العسكرية، وإرسال قادة انقلاب 1980 إلى المحاكمة، وآخر في عام 2017 وهو الأهم، حيث حول النظام في تركيا من برلماني إلى رئاسي.
واشتعل نقاش بين رئيس حزب “هدى بار” ورئيس حزب الشعب الجمهوري اوزغور أوزيل، الذي تصدى بشكل شرس لمطالبات يابيجي أوغلو، واعتبر أن مطالباته بإزالة المادة الرابعة الملزمة للمبادئ الثلاثة الأولى من الدستور، بمثابة وقوف ضد العلم والنشيد الوطني والعاصمة أنقرة. وكتب: “أولئك الذين يستغلون المشاعر الوطنية والدينية بقولهم وطن، أمة، أذان، يربتون الآن على ظهر هدى بار الذي يقف ضد علمنا ونشيدنا الوطني، وعاصمتنا انقرة”. انظر هنا
واعتبرت المعارضة التركية مطالبات يابيجي أوغلو، محاولة للتمهيد إلى تغيير العلم والنشيد والعاصمة، وصولاً إلى تحريك المشاعر الانفصالية في الداخل التركي متعدد الأعراق، في محاولة لشيطنة مطالبه وتحريفها عن مضمونها، على اعتبار هدى بار حزب “كردي” ذو توجهات إسلامية.
أما يابيجي أوغلو فقد رد على ما كتبه أوزيل، مذكراً إياه بجملة وردت في البرنامج الانتخابي لحزب الشعب الجمهوري في انتخابات عام 1950 حيث كتب: أوزغور أفندي! سأطرح عليك سؤالاً. إذا كنت تواجه صعوبة، فالغش مجاني. ولكن إذا سألت الأشخاص غير الأكفاء من حولك، فقد يجعلونك ترتكب الأخطاء. السؤال هو : “إن مبادئ القومية والشعبوية والدولاتية والعلمانية والثورية هي المبادئ الأساسية لحزب الشعب الجمهوري… سوف نقوم بإزالة هذه المواد الستة، التي تم تضمينها في الدستور كضرورة لفترة الحزب الواحد من الدستور. ” هذه الجمل وردت في البرنامج الانتخابي لأي حزب؟ انظر هنا
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد علق على الأمر قائلا إن “حزب العدالة والتنمية ليس لديه مشكلة مع المادة الرابعة من الدستور”، وأضاف: “نريد إدارة العملية الدستورية الجديدة واختتامها بنجاح بأوسع توافق اجتماعي ممكن. نريد إنقاذ أمتنا من الدستور الانقلابي وتمهيد الطريق أمام تركيا”.(medyascope)
ويبدو أن أردوغان لا يريد إثارة أي حساسيات من شأنها ان تمنع توافق الأحزاب على كتابة دستور جديد لتركيا.
من جهته قال رئيس حزب الحركة القومية المتحالف مع الحزب الحاكم دولت باهتشلي إن حزبه يلتزم بشكل صارم بالمواد الأربعة من الدستور. (medyasccop)
ويشترط لقبول التعديلات الدستورية في البرلمان دون استفتاء تصويت 400 مقعداً، فيما يشترط للذهاب إلى استفتاء قبول 360 عضواً.
وبحسب التوزع الحالي لمقاعد البرلمان التركي، لا يصل عدد مقاعد تحالف الشعب الذي يجمع حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بالإضافة إلى حزب هدى بار إلى 360 مقعدا، حيث يمتلك حزب العدالة والتنمية 266 نائباً، وحزب الحركة القومية 50 نائباً، وحزب هدى بار 4 نواب. وبذلك تصل أصوات التحالف إلى 320 صوتاً. مما يصعب عملية تمرير أي تعديلات دستورية على الحزب الحاكم، وهو ما يفسر ميل كل من العدالة والتنمية والحركة القومية إلى رفض تصريحات يابيجي اوغلو رغم كونه جزءاً من هذا التحالف، لضمان استمالة الأحزاب المعارضة قدر الإمكان في حال الذهاب إلى إجراء دستور جديد.
ومن المقرر أن يبدأ البرلمان العمل التشريعي الجديد في الأول من أكتوبر/تشرين الأول. ووفقاً لبيانات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، فإن أحد البنود المهمة في جدول أعمال الفترة الجديدة سيكون الدستور الجديد. ومن المتوقع أن يوجه رئيس البرلمان نعمان كورتولموش دعوة أخرى للأحزاب التي لديها مجموعات في البرلمان بشأن صياغة الدستور الجديد.
أردوغان: لقد أظهرنا إرادتنا للقاء الأسد، والآن ننتظر الرد
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي قبيل التوجه إلى نيويورك لحضور الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة إن الاتصالات مع سوريا مستمرة منذ فترة. وهذا التوتر في سوريا يجب أن ينتهي.
وأضاف أردوغان: “في الوقت الذي تزايد فيه التوتر في المنطقة، أصبحت مسألة الحوار مع الدول الأخرى أكثر أهمية”.
وتابع: “عدم الاستقرار في سوريا سببه إرهاب الدولة والمنظمات الإرهابية وإسرائيل…. لقد أظهرنا إرادتنا للقاء بشار الأسد من أجل التطبيع ونحن ننتظر الرد من الجانب الآخر.. نحن مستعدون لذلك”.
وأضاف: “ستعمل تركيا وسوريا معا لإنهاء هذا التوتر وضمان السلام والاستقرار في كامل الأراضي السورية”. (DuvarR)
ورغم تصريحات أردوغان، إلا أنه ليس هناك أي خطوات فعلية لإعادة العلاقات السورية-التركية، مع وجود العديد من النقاط الخلافية بين الطرفين، وأهمها مطالبة النظام السوري بانسحاب القوات التركية الموجودة شمالي البلاد، الأمر الذي ترفضه تركيا لاعتبارات أمنية.
متابعات عربية
الأمم المتحدة تحذر.. الوضع في السودان “يائس”
حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي من أن الوضع في السودان “يائس” والمجتمع الدولي “لا يلاحظ ذلك”، مشيرا بالخصوص إلى أوضاع النازحين الذين يحاولون الفرار من البلد الغارق في الحرب.
وقال غراندي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أمس الأحد إن هذه الأزمة الخطيرة للغاية (أزمة حقوق الإنسان وأزمة الاحتياجات الإنسانية) تمر دون أن يلاحظها أحد تقريبا في مجتمعنا الدولي” المنشغل بأزمات أخرى، من أوكرانيا إلى غزة.
وأوضح أنه منذ بدء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إبريل/نيسان 2023 “نزح أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم”، بينهم أكثر من مليوني سوداني لجؤوا إلى دول أخرى.
لكن “ما يثير القلق” بالنسبة للمسؤول الأممي هو أن “الناس بدؤوا ينتقلون إلى ما هو أبعد من الجوار المباشر، في محاولة منهم للعثور على المساعدة في مكان أبعد”.
وأضاف “على سبيل المثال، شهدنا زيادة كبيرة في عدد اللاجئين الذين يصلون إلى أوغندا”، مشيرا إلى أن 40 ألف شخص وصلوا إلى هذه الدولة التي لا تربطها حدود مشتركة مع السودان.
وتستقبل كل من تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى عشرات آلاف اللاجئين السودانيين، وكذلك تفعل مصر الحدودية مع السودان.
ولفت غراندي إلى أن “وصول أعداد كبيرة من اللاجئين من بلد غير مستقر مثل السودان أخاف الحكومة المصرية” التي فرضت قيودا على وصولهم، مشيرا إلى أن القاهرة أبقت على قسم كبير من هذه القيود على الرغم من الدعوات التي وجهت إليها لتخفيفها. (الجزيرة نت)
ومنذ أبريل/نيسان 2023 تدور حرب طاحنة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الفريق محمد حمدان دقلو.
وخلّفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، في حين يواجه نحو 26 مليون سوداني انعداما حادا في الأمن الغذائي.
قبيل الانتخابات.. تصاعد الاحتجاجات في تونس
تجددت الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس التونسي قيس سعيد، للأسبوع الثاني على التوالي، متهمين إياه بتشديد القبضة الاستبدادية على الحكم، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المقررة بعد أسبوعين.
يأتي الاحتجاج بعد يومين من تقديم نواب بالبرلمان مشروع قانون لتجريد المحكمة الإدارية من سُلطة الفصل في النزاعات الانتخابية، وهي الخطوة التي تقول المعارضة إنها ستُسقط مشروعية ومصداقية انتخابات السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وتمهد الطريق أمام سعيد للفوز بفترة رئاسية أخرى.
ويُنظر إلى المحكمة الإدارية، على نطاق واسع، على أنها آخِر الهيئات المستقلة في البلاد منذ أن حلَّ سعيد المجلس الأعلى للقضاء، وعزَلَ العشرات من القضاة في عام 2022.
ويقول منتقدون إن مشروع القانون صادم ولم يسبق له مثيل، ويهدف إلى وأد آخر مؤسسة مستقلة في البلاد؛ وذلك بسبب ما قالوا إنه مخاوف نظام سعيد من أن تلغي المحكمة الإدارية نتائج الانتخابات إذا كانت هناك أي طعون من منافسي سعيد. (الشرق الأوسط)
العدالة والتنمية المغربي يدعو إلى إعادة النظر في تطبيع المغرب مع إسرائيل
دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي المعارض عبد الإله بنكيران أمس السبت إلى إعادة النظر في اتفاق التطبيع بين بلاده وإسرائيل، معتبرا أنه “لم يعد له مبرر أخلاقي”.
جاء ذلك في كلمة مصورة خلال اجتماع الأمانة العامة لحزبه بالعاصمة الرباط بثتها الصفحة الرسمية للحزب على موقع فيسبوك.
وقال بنكيران -الذي شغل سابقا منصب رئيس الحكومة- إن “الاتفاقات التي تجمع دولتنا بما تسمى إسرائيل لم يعد لها مبرر معقول أو منطقي أو أخلاقي”.
وأضاف “لا بد أن يعاد النظر في اتفاقات التطبيع بين المغرب وما تسمى إسرائيل”.
وبشأن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، قال بنكيران “حتى وإن كان الناس ساكتين فإنهم يشعرون بأن هذه الرصاصات اخترقت أجسادهم وأنها قتلت إخوانهم”.
يذكر أن المغرب وإسرائيل وقعا اتفاق تطبيع العلاقات بينهما في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، وجرى التطبيع في ظل حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي. (الجزيرة نت)
4 دول عربية في ذيل قائمة الأمن البشري للأمم المتحدة
تراجعت مؤشرات الأمن البشري في 4 دول عربية متأثرة بحروب داخلية وصراعات سياسية تعرض خلالها السكان لمستويات عالية من الخوف والعنف والفقر وانهيار سبل العيش، في فجوة عميقة بين حقوق الإنسان والتنمية.
ويدعو مفهوم الأمن البشري بحسب تعريف الأمم المتحدة إلى توفير بيئة “يعيش الناس فيها بكرامة وبمنأى عن التهديدات المزمنة، محميين من الاضطرابات المفاجئة والمؤذية في حياتهم اليومية”.
كما أدرجته المنظمة الدولية في صلب خطتها للتنمية المستدامة عام 2030 كمرجع لإستراتيجية تهدف إلى حماية الشعوب من عواقب الحروب وتأثيراتها، والتركيز على الترابط القائم بين السلام والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان، إضافة إلى تقليص الحيز الذي يمكن أن يؤدي إلى وقوع المجتمعات مجدداً في شرك النزاعات.
وتشهد الدول الأربع -وهي سوريا واليمن وليبيا والسودان– تحديات إنسانية وسياسية واقتصاديه ناجمة عن صراعات ما زالت مستمرة للاستحواذ على السلطة.
وأفضت التطورات الميدانية خلال العقد الأخير إلى حصيلة صادمة انطوت على متغيرات جذرية ضاعفت معاناة المدنيين من مخاوف عدة، منها ما هو أمني متعلق بأطراف النزاع، وعنف السلطة وأجهزتها، مما أسفر عن نتائج مرعبة، كمقتل آلاف النساء والأطفال وتهجير وفرار ملايين الشباب داخل البلاد وخارجها وتدمير البنى التحتية وشلل القطاع الخدمي.
ومنها ما هو حياتي كضعف أنظمة الحماية وعدم توفر الاحتياجات الأساسية وانتشار الفقر على نطاق واسع. وأثبتت الوقائع وجود علاقة طردية بين حدة الصراعات وتزايد العوامل الطاردة للسكان، وفي مقدمتها:
تعرض المدنيين في الحواضر لعمليات قتل ممنهجة.
تردي أوضاع حقوق الإنسان، وحصول انتهاكات جسيمة أدت إلى فقدان الأمن الشخصي.
نمو شبكات عسكرية ترتكب جرائم منظمة كالقتل والخطف خارج حكم القانون.
الافتقار إلى العدالة والمساءلة والإفلات من العقاب.
تدهور المستوى المعيشي، وارتفاع نسب التضخم، وتراجع الدخل، وازدياد حجم البطالة. (الجزيرة نت)
متابعات دولية
أمريكا
الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط.. قوات إضافية مع تصاعد التوترات
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الاثنين، إن الولايات المتحدة سترسل عددا صغيرا من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط تحسبا لتصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، لكنها لم تحدد العدد بدقة أو مهمة القوات المرسلة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال باتريك رايدر لصحفيين “زيادة في توخي الحذر، نرسل عددا صغيرا إضافيا من أفراد الجيش الأمريكي لتعزيز قواتنا الموجودة بالفعل في المنطقة”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان “أوضح الوزير أن الولايات المتحدة ما زالت قادرة على حماية القوات والأفراد الأمريكيين ومصممة على ردع أي جهات إقليمية عن استغلال الوضع أو توسيع الصراع”.
وتشمل هذه القدرات الأمريكية مجموعة حاملة الطائرات أبراهام لينكون وطائرات مقاتلة ودفاعات جوية.
وقال رايدر “لدينا اليوم قدرات أكبر في المنطقة مقارنة بما كان لدينا في 14 أبريل/ نيسان حين نفذت إيران هجومها بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل”.
وأضاف “ومن ثم، كل هذه القوات مجتمعة توفر لنا الخيارات التي تمكننا من حماية قواتنا في حال تعرضها لهجوم”. (SBI)
ومن المقرر أن تنتشر حاملة الطائرات الأميركية USS Harry S. Truman وطاقمها المؤلف من 6500 بحار في أوائل الأسبوع المقبل في البحر الأحمر، بحسب إعلان من البحرية الأميركية.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ “نحن على ثقة في القدرة التي لدينا هناك الآن لحماية قواتنا وإذا احتجنا إلى الدفاع عن إسرائيل أيضاً”.
حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان” (USS Harry S. Truman) هي حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية، وهي جزء من فئة “نيميتز” (Nimitz-class).
دخلت الخدمة في عام 1998، وتعتبر من أكبر وأقوى حاملات الطائرات في العالم، كما أن لديها قدرة حمل ما يصل إلى 90 طائرة بما في ذلك طائرات الهجوم والمقاتلات والمروحيات.
كما تعتمد على مفاعلين نوويين لتوليد الطاقة ما يمنحها قدرة غير محدودة على الحركة دون الحاجة إلى التزود بالوقود لفترات طويلة.
شاركت حاملة الطائرات هذه في العديد من المهام العسكرية بما فيها عمليات مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، وتقوم بمهام متعددة تشمل الدعم الجوي والهجمات البحرية والمراقبة وحماية القوات البحرية والجوية. (الوئام)
وينتشر نحو 50 ألف جندي أمريكي حاليا في الشرق الأوسط بالكامل. بعد أن ارتفع الإجمالي من 34 ألف جندي إلى 40 ألف مع إرسال قوات إضافية في الأشهر الأولى من الحرب على غزة. ثم ازداد إلى 50 ألف عندما أمر وزير الدفاع لويد أوستن حاملتي طائرات والسفن الحربية المرافقة لهما بالبقاء في المنطقة مع تصاعد التوترات بين إسرائيل ولبنان.
وتوجد حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لينكولن ومدمراتها الثلاث في خليج عمان، في حين توجد مدمرتان تابعتان للبحرية الأميركية في البحر الأحمر.
وكانت الغواصة الصاروخية الموجهة يو إس إس جورجيا، التي أمر أوستن بإرسالها إلى المنطقة الشهر الماضي، في البحر الأحمر ولا تزال في القيادة المركزية الأميركية، لكن المسؤولين رفضوا تحديد مكانها.
توجد 6 سفن حربية أميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك سفينة الهجوم البرمائية يو إس إس واسب وعلى متنها الوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرون. كما توجد ثلاث مدمرات تابعة للبحرية الأميركية في تلك المنطقة.
وتم نقل حوالي نصف دزينة من طائرات F/A-18 المقاتلة من حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن إلى قاعدة برية في المنطقة. ورفض المسؤولون تحديد المكان. (العلم)
الإنجيليون منقسمون بين ترامب وهاريس
على خلفية السباق نحو البيت الأبيض، نشر صحفيان في وكالة أسوشيتد برس، تقريراً حول انقسام المسيحيين الأنجيليين بين دونالد ترامب وكامالا هاريس.
كيرتس يي وتيفاني ستانلي، الصحفيان في وكالة أسوشيتد برس نشرا تقريراً شمل خلاصات سريعة عن تقرير موسع كانت الوكالة الأمريكية قد أعدته عن المسيحيين الإنجيليين الذين يدعمون نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة للرئاسة حالياً عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس مقابل أولئك الذين اعتادوا دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ومن المعروف أن الرئيس الأمريكي السابق كان قد دأب على جذب الإنجيليين المحافظين بشدة منذ وصوله إلى الساحة السياسية.
لكن في المقابل ظهر تحالف صغير ومتنوع من الإنجيليين الذي يستهدفون جذب الشريحة الداعمة لترامب باتجاه دعم هاريس في الانتخابات الرئاسية، حيث أدارت مجموعات من قواعدهم الشعبية مثل “إنجيليون من أجل هاريس” إعلانات ومكالمات على زووم للترويج لذلك. وعلى الرغم من بعض الاختلافات السياسية مع نائبة الرئيس، فإنهم يعتقدون أنها الخيار الأفضل في هذه الانتخابات.
وفيما يلي أهم النقاط التي وردت في تقرير وكالة أسوشيتد برس عن الإنجيليين الذين يدعمون نائبة الرئيس كامالا هاريس:
أولاً: استغلال الثغرات في قاعدة ترامب الإنجيلية، فقد حافظ ترامب تاريخياً على دعم قوي بين الناخبين الإنجيليين. وبحسب استطلاع رأي أجرته وكالة أسوشيتد برس، فإن نحو 8 من كل 10 ناخبين إنجيليين كانوا قد صوتوا لصالحه في انتخابات 2020. لكن بعض الإنجيليين استخدموا الثغرات البارزة في برنامجه السياسي للنأي بأنفسهم عن الرئيس السابق بشكل أكبر، خاصة وأن ترامب ووكلاءه ترددوا بشأن ما إذا كان سيوقع على حظر الإجهاض الفيدرالي إذا أصبح رئيساً للولايات المتحدة من جديد.
وقال القس دوايت ماكيسيتش من تكساس، تحدث في حملة “إنجيليون من أجل هاريس”، إنه لا يرى “تفوقاً أخلاقياً لأحد الحزبين على الآخر”، مستشهداً ببرنامج الحزب الجمهوري الانتخابي الأخير الذي تفتقر إلى حظر الإجهاض على المستوى الوطني وتخفيف موقفه المناهض لـ “زواج المثليين”.
ورغم أنه صوت تاريخياً للجمهوريين، فقد صرح ماكيسيتش بأنه سيصوت لصالح هاريس، التي قال إنها تتمتع بشخصية ومؤهلات أقوى. وقال القس لي سكوت، الذي يمثل حملة “إنجيليون من أجل هاريس”، إنه مناهض للإجهاض ولا يتفق مع هاريس في جميع السياسات. لكنه أضاف: “إلا أنه في الوقت نفسه، لديها برنامج انتخابي داعم للأسرة”، مستشهداً بسياساتها التعليمية ووعدها بتوسيع الائتمان الضريبي للأطفال.
وكانت المجموعة، التي كانت تُعرف سابقاً باسم “إنجيليون من أجل بايدن”، قد استهدفت، من خلال تمويل متواضع في عام 2020، الناخبين الإنجيليين في الولايات المتأرجحة. وفي هذه الانتخابات، قال القس جيم بول، رئيس المنظمة، إنهم يوسعون أنشطتهم ويتطلعون إلى إنفاق مليون دولار على الإعلانات المستهدفة. وبينما يصوت الإنجيليون البيض بقوة للجمهوريين، إلا أنه كل أصوات الإنجيليين محسومة للحزب الجمهوري، وفي سباق متقارب، فكل صوت له قيمته. ففي عام 2020، فاز بايدن بنحو 2 من كل 10 إنجيليين بيض، لكنه حقق أداءً أفضل مع الناخبين الإنجيليين بشكل عام، وفقاً لاستطلاع لآراء الناخبين الأمريكيين أجرته وكالة أسوشيتد برس في الولايات الخمسين، حيث فاز بنحو ثلث هذه المجموعة.
ثانياً: العمل مع الحملة، حيث وظّفت حملة هاريس القسيسة جين بتلر، وهي قسيسة متمرسة، لقيادة حملتها التوعوية الدينية. وقالت بتلر لوكالة أسوشيتد برس إنها كانت على اتصال بـ “إنجيليون من أجل هاريس”، وتريد تسخير قوة الجماعات الشعبية لإشراك الناخبين الدينيين في التصويت لهاريس. وتركز الحملة على البروتستانت السود والإنجيليين اللاتينيين، وخاصة في الولايات المتأرجحة الرئيسية. وهم يتواصلون مع الكاثوليك والبروتستانت الرئيسيين وكنيسة يسوع المسيح في أريزونا ونيفادا. كما يعمل زملاء بتلر أيضاً مع الدوائر الانتخابية اليهودية والمسلمة. وتطلق كذلك مجموعات الكاثوليك من أجل هاريس والجماعات الدينية المشتركة من أجل هاريس. كما تقوم مجموعات من البروتستانت الرئيسية أيضاً بحملات نيابة عن نائبة الرئيس. وقالت بتلر إن حملة هاريس يمكن أن تجد أرضية مشتركة مع الإنجيليين، وخاصة النساء الأنجيليات في الضواحي اللاتي يرغبن في اتباع نهج متسامح في التعامل مع قضايا مثل الهجرة والإجهاض. وقال سونغ تشان راه، أستاذ التبشير في معهد فولر اللاهوتي في باسادينا بولاية كاليفورنيا، إنه من خلال تأييد هاريس، يأمل في “إظهار أن هناك أصواتاً أخرى في الكنيسة مغايرة لليمين الديني والإنجيليين المؤيدين لترامب”. (AP)
متابعات إفريقية
البحر الأحمر يفاقم حدة الخلافات الإقليمية في القارة الإفريقية
خلال الأيام الأخيرة بدت حدة الخلاف بين القاهرة وإقليم أرض الصومال الانفصالي تأخذ منحى مغايراً بعد أسابيع من إرسال مصر معدات عسكرية وجنوداً إلى الصومال، في ضوء بروتوكول تعاون دفاعي بين البلدين، والعمل ضمن خطة إعادة تنظيم إستراتيجي واسعة النطاق في منطقة القرن الأفريقي بعد أشهر من توقيع الحكومة الإثيوبية في يناير /كانون الثاني الماضي اتفاقاً مبدئياً مع إقليم صومالي لاند أو أرض الصومال، تحصل بموجبه أديس أبابا على منفذ بحري يتضمن ميناء تجارياً وقاعدة عسكرية في منطقة بربرة مدة 50 عاماً، في مقابل اعتراف إثيوبيا بالإقليم غير المعترف به دولياً كـ “دولة مستقلة”، وهو ما اعتبرته القاهرة حينها “مخالفاً للقانون الدولي واعتداء على السيادة الصومالية، وأنها لن تسمح بتهديد الصومال أو أمنه”. (إندبندت عربية)
صحيفة لوموند الفرنسية قالت إن “هذه الاتفاقية تثير التوترات لأنها تدوس على سيادة الصومال، إذ لا يعترف المجتمع الدولي بأرض الصومال كدولة مستقلة”. وتساءلت: “فهل أدرك رئيس الدولة الإثيوبية، عند إضفاء الطابع الرسمي على هذه الاتفاقية، مدى الاضطرابات الإقليمية التي قد تثيرها؟” (أفروبوليسي)
ويعكس فشل انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات بين الصومال وإثيوبيا، في 17 من سبتمبر/أيلول الجاري، مدى تباعد المواقف والفجوات بين الجانبين، رغم محاولات الوساطة التركية والتي تعرف باسم “عملية أنقرة” والرامية إلى ردم الهوة بين البلدين المتنازعين.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن إجراء محادثات منفصلة بين هذين الجانبين لتكشف عن غياب عنصر المرونة لتحريك ملف المباحثات بين مقديشو وأديس أبابا إلى الأمام، سعيا لعقد مباحثات مباشرة بدلاً من نقل أنقرة معلومات لكلا الطرفين.
ووفق محللين سياسيين صوماليين، فإن إثيوبيا تريد الوصول إلى منفذ بحري سيادي في المياه الإقليمية بمنطق القوة، رغم أن لديها بالفعل إمكانية الوصول إلى البحر عبر كل الدول المجاورة بمجموع 18 ميناء بحرياً، وفق اتفاقية قانون البحار الدولية.
أما من المنظور الإثيوبي، فيقول المحلل السياسي الإثيوبي عبد الشكور عبد الصمد للجزيرة نت إن المبدأ الاساسي وعقيدة إثيوبيا في سياساتها الخارجية وخاصة مع دول الجوار هي تصفير المشاكل، وبناء علاقة شراكة وتعاون إقليمي متكامل، وأنها تحابي جيرانها على مصالحها بالقدر المستطاع، ولذا فإن إثيوبيا ترى أنه ليس لديها مشاكل مع الصومال، بل إن المشكلة هي ما بين الصومال وإقليم أرض الصومال.
وأكد عبد الصمد أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تحدث عن المصالحة بين الصومال والإقليم، معتبرا أن وحدة الصومال واستقرارها مصلحة إثيوبية بالدرجة الأولى، لأنه كلما بقي الصومال دولة مستقرة وقوية فإن إثيوبيا تستطيع التعاون معه لحل أزمات المنطقة.
يعكس قبول تركيا لطلب إثيوبيا الوساطة بينها وبين الصومال حول الأزمة الحالية مدى تمتع أنقرة بعلاقات وثيقة مع الجانبين، فإثيوبيا تحتل صدارة الاستثمارات التركية بمنطقة القرن الأفريقي، بينما تشكل الصومال منطلق النفوذ التركي في القارة الأفريقية، بوجود أكبر سفارة تركية في الخارج وأول قاعدة عسكرية لها بأفريقيا، وهو ما يعطيها فرصة للتقريب بين الجانبين أكثر من أي دولة أخرى.
ويقول المحلل السياسي عبد الصمد -للجزيرة نت- إن العلاقة بين أديس أبابا وأنقرة شراكة إستراتيجية، فإثيوبيا تعتبر تركيا شريكها الأول من حيث الاستثمارات التركية بالمنطقة، ووفقاً للمصالح المشتركة بين الطرفين فإن تركيا ليس لديها علاقة سلبية مع إثيوبيا، ولا يوجد ما يمنع تركيا من القيام بدور إيجابي.
كما يرى الأمين حسن أنه بحكم العلاقات الوثيقة التي تربط الصومال بتركيا، والتي أخذت عمقاً إستراتيجياً تحولت فيه العلاقات خلال السنوات الماضية إلى تحالف إستراتيجي عسكري، فإن الصومال ليس لديه حساسية مع الجانب التركي وراض عن وساطتها، مضيفاً أنه من حق الصومال التمسك بمواقفه وفقا لما يخدم مصالحه ومؤكداً أن لتركيا مصالح إستراتيجية بالصومال والمنطقة برمتها. (الجزيرة نت)
القوات الأمريكية تعود إلى تشاد.. والحكومة التشادية تنفي
بعد ستة أشهر من انسحاب الوحدة الأمريكية المتمركزة في تشاد بناءً على طلب سلطات البلاد، أعلن الجيش الأمريكي أنه سيعيد نشر القوات هناك قريبا.
جاء هذا الإعلان من قبل الجنرال “كينيث إيكمان Kenneth Ekman” من القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم Africom)، في مقابلة نشرت يوم الجمعة، 20 سبتمبر، على “صوت أمريكا. Voice of America” لكن الحكومة التشادية نفت بشكل قاطع هذه المعلومات.
فيما حذرت الحكومة التشادية في بيان من انتهاك قراراتها الخاصة بالأمن القومي قائلة:” “من المهم التذكير بأن تشاد، كدولة ذات سيادة، لا تزال تتقن قراراتها بشأن الأمن القومي والتعاون العسكري مع شركائها الدوليين”. (التاسعة)
وقال وزير الخارجية التشادي، عبد الرحمن كلام الله، في تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية، إنه “لم يكن لدينا أي اتصال عسكري، ونحن ننفي هذه المعلومات بشكل قاطع، لم نناقش مع الحكومة الأمريكية بشأن عودة قواتها إلى بلدنا”.
ويبدو التضارب في الإعلان عن عودة الجنود الأمريكيين من عدمه بين أمريكا وتشاد مثيرا للريبة والغموض. فيما يحيلنا هذا الأمر إلى الصراع الدائر بين الغرب من جهة متمثلا بالولايات المتحدة الأمريكية والقطبين الصاعدين روسيا والصين، لفرض جناح السيطرة الجيواستراتيجية على المنطقة الإفريقية، في استغلال واضح لازدياد الحنق الإفريقي على السياسات الغربية المجحفة التي اعتمدتها في البلاد السمراء.
هجوم على العاصمة المالية يودي بـ 70 قتيلاً
قالت مصادر أمنية في مالي يوم الخميس إن هجوما في العاصمة المالية باماكو استهدف معسكر تدريب ومطار للشرطة العسكرية خلف أكثر من 70 قتيلا و200 جريح، وهي واحدة من أعلى حصيلة للقتلى في السنوات الأخيرة.
وقال خبراء إن الهجمات التي وقعت يوم الثلاثاء في باماكو كانت الأولى من نوعها منذ سنوات ووجهت ضربة قوية للمجلس العسكري الحاكم.
وقد ألقى عدد القتلى الضوء على الاستراتيجية العسكرية للمجلس العسكري وزعمه أن الوضع الأمني تحت السيطرة على الرغم من وجود مسلحين يجوبون المنطقة منذ سنوات. وأثارت العملية التي أعلنتها جماعة دعم الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة صدمة واسعة النطاق وإدانة داخل الدولة الواقعة في غرب إفريقيا. (أفروبوليسي)
ممر لوبيتو في إفريقيا.. منافسة استراتيجية بطابع استعماري
أعلنت الحكومة الأميركية، في أواخر شهر أغسطس/آب، عن استعدادها لتوسيع مشروع السكة الحديد بممر لوبيتو الممتد من أنغولا إلى زامبيا عابراً الكونغو الديمقراطية، وذلك لكي يصل الممر إلى المحيط الهندي عبر تنزانيا.
وممر لوبيتو هو خط سكة حديد متصوّر على مسافة 1300 كيلومتر، ويمتدّ من ميناء لوبيتو، الواقع في مقاطعة بنغيلا على ساحل المحيط الأطلسي الأنغولي، إلى مدينة لوآو على الحدود الشمالية الشرقية لأنغولا مع الكونغو الديمقراطية، وعلى مقربة من شمال غرب زامبيا. ويمتد خط السكة الحديد داخل الممر أيضاً مسافة 400 كيلومتر أخرى إلى مدينة كولويزي التعدينية داخل الكونغو الديمقراطية.
وقد جاء الإعلان على خلفية تطورات كثيرة مرتبطة بسعي الصناعات الأميركية إلى المعادن الإستراتيجية والحيوية في أفريقيا، مثل: الكوبالت، والليثيوم، والنحاس، والألمنيوم، والمنغنيز، والتي تعدّ ضرورية للصناعات التي تعتمد على التكنولوجيا المكثفة.
وتكمن أهمية ممر لوبيتو في التدافع الأميركي والأوروبي والصيني في إنتاج سلسلة بطاريات السيارات الكهربائية وغيرها من مشاريع الطاقة. وفي سياق الإعلان الأميركي، يرتبط الممر بإمكانات دول المعادن الحيوية والمواد الكيميائية المشاركة فيه، ومواقع الدول المشاطئة للبحر أو دول الموانئ.
وقد شهد ممر لوبيتو اهتمامات إقليمية ودولية على مرّ السنوات الماضية، ما أدّى إلى حدوث العديد من التطورات بشأنه، ومنها إعلان “فيكتوريس”، شركة تشغيل السكك الحديد البلجيكية، في يناير/كانون الثاني الماضي (2024) عن أن شركة “سكة حديد لوبيتو الأطلسية” قد استحوذت على عمليات خط سكة حديد بنغيلا، وهو خط السكة الحديد الأساسي الحالي في ممر لوبيتو.
أما شركة “سكة حديد لوبيتو الأطلسية” التي تشغل ممر لوبيتو، فقد وقعت في عام 2022 عقد امتياز لمدة 30 عاماً لتشغيل خط السكك الحديد على طول ممر لوبيتو. وهذه الشركة مملوكة لجهات من القطاع الخاص، وتضم اتحاد شركات، مثل “ترافيجورا” التي يوجد مقرها في سنغافورة، وتعمل في مجال المعادن الأساسية والطاقة، وشركاء أوروبيين، مثل الشركة البرتغالية “موتا- إنجيل” و”فيكتوريس”.
ومن التطورات الجديدة بشأن ممر لوبيتو ما أعلنته الولايات المتحدة من مشروع التوسعة، والذي يُتوقَّع اكتماله بحلول عام 2029. وبحسب تقارير، سيركز على تمديد الممر إلى تنزانيا للوصول إلى المحيط الهندي من جانب، وإعادة بناء خط سكة حديد بنغيلا الذي استُخدِم إبان الحقبة الاستعمارية لتصدير المواد والمعادن من جانب آخر.
ومشروع التوسعة هذا سيكون بتعاون الحكومة الأميركية مع الاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الأفريقية وحكومات أنغولا والكونغو الديمقراطية وزامبيا، وبتمويل قدره 250 مليون دولار أميركي، من مؤسسة التمويل الإنمائي الدولية الأميركية. (الجزيرة نت)
النفط يكشف موقف نيجيريا من علاقتها بإسرائيل
تتخذ نيجيريا ذات الغالبية المسلمة من السكان، مواقف دبلوماسية قوية في مناصرة حقوق الفلسطينيين خاصة مع الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأدانت الخارجية النيجيرية الحرب الإسرائيلية، معتبرة إياها “مجزرة غير مبررة تستهدف الفلسطينيين بأطفالهم ونسائهم”، كما تعلن أبوجا بشكل مستمر دعمها الواضح لحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم.
أبعد من ذلك، صرح وزير خارجية نيجيريا ميتما توغار بأن بلاده تدرس قطع العلاقات مع إسرائيل لكنها تفضل في النهاية أن تتخذ خطوات منظمة، كما سبق لأبوجا أن دعمت القرار الذي اتخذته جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية من أجل مقاضاة دولة الاحتلال.
وقد وصل الأمر إلى حد إلغاء السلطات النيجيرية لزيارة كان مقرراً أن يقوم بها رئيس وزراء التشيك بيتر فيالا للبلاد بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية على المدنيين في غزة على خلفية تصويت التشيك لرفض مشروع وقف إطلاق النار في قطاع غزة بالجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إلا أن صحيفة الغارديان كشفت أن نيجيريا هي إحدى الدول التي عملت على توفير النفط لإسرائيل.
بحسب الغارديان أيضا، فإن الدول الأفريقية المتعاونة مع إسرائيل في مجال الطاقة قد أمدتها بـ37% من احتياجاتها من النفط الخام في الشهور الماضية، وقد تصدرت تلك القائمة دولة الغابون التي صدرت لدولة الاحتلال 22% من النفط الخام الذي حصلت عليه، وتلتها نيجريا بنسبة 9%، ثم الكونغو بنسبة 6%.
وعلى الرغم من أن التوجه العام للعلاقات النيجيرية الإسرائيلية كان الفصل من جانب نيجيريا بين علاقتها مع إسرائيل وبين دعمها لما تراه حقوق الفلسطينيين العادلة، فإنه بحلول عام 2014 كان التوسع الملحوظ في العلاقات الأمنية قد أتى ثماره من الناحية الدبلوماسية أيضا، إذ امتنعت مندوبة نيجيريا في مجلس الأمن عن التصويت على قرار يطالب دولة الاحتلال بإنهاء احتلالها لقطاع غزة والضفة الغربية، وكان من المفترض أن تصوت نيجيريا لصالح القرار حينها اتساقاً مع تقاليدها الدبلوماسية لكنها كما كشفت المصادر الدبلوماسية آنذاك قد قامت بتغيير موقفها واختارت الامتناع عن التصويت في اللحظات الأخيرة.
وعلى المستوى الاقتصادي شهدت العلاقات طفرة نوعية منذ بداية القرن الحالي، إذ دخلت أكثر من 50 شركة إسرائيلية إلى الاقتصاد النيجيري لتستثمر في قطاعات البنية التحتية وتكنولوجيا الاتصالات والزراعة وإدارة المياه.
ووقعت دولة الاحتلال مع نيجيريا عام 2006 مذكرة تفاهم في مجال التجارة تأسست بموجبها غرفة التجارة الإسرائيلية النيجيرية، وفي عام 2021 كان حجم التجارة بين دولة الاحتلال ودول أفريقيا جنوب الصحراء قد وصل إلى 750 مليون دولار، إذ تصدر دولة الاحتلال لتلك الدول بشكل أساسي في تلك العلاقة الآلات والإلكترونيات والمواد الكيميائية، وقد احتلت نيجيريا المرتبة الثانية في العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل ودول أفريقيا جنوب الصحراء في ذلك العام.
وعلى الجانب المقابل، قفزت الصادرات النيجيرية مع دولة الاحتلال إلى مستوى غير مسبوق عام 2023 لتصل إلى 552.79 مليون دولار أميركي، وتضمنت بشكل أساسي الوقود والزيوت، وذلك وفق قاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية، وربما تفسر تلك النقلة في العلاقات الاقتصادية لماذا تورطت نيجيريا في إرسال الوقود لشحن الآلات الحربية المستخدمة أثناء حرب الإبادة في قطاع غزة.
لكن على الرغم من تلك العلاقة التي تعمقت في الشؤون الأمنية والاقتصادية لا تزال نيجيريا تصوت في أغلب الأحيان لصالح فلسطين في الأمم المتحدة وتقدم الدعم المالي والإنساني للفلسطينيين، وتدعو بوضوح إلى حل الدولتين.
وربما يمكن القول إنه على الرغم من نجاحات دولة الاحتلال الواضحة في تدعيم علاقاتها الأمنية والاقتصادية بالعديد من الدول الأفريقية في السنوات الأخيرة، فإن هذه العلاقات لم تنعكس حتى اللحظة على نمط تصويت الدول السمراء في القرارات الأممية إلى حد كبير، إذ لا تزال الدول الأفريقية، ومنها نيجيريا، تميل إلى التصويت لصالح الحقوق الفلسطينية إلى حد بعيد.
إن عدم الاتساق بين مواقف نيجيريا الداعمة للقضية الفلسطينية وعلاقتها الوثيقة مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، التي وصلت إلى أن تكون نيجيريا من ضمن قائمة الدول التي تزود دولة الاحتلال بالوقود لتشغيل آلتها الحربية على غزة، يكشف في طياته عن الصراع داخل نيجيريا نفسها، إذ للدولة تقليد دبلوماسي عريق في دعم الحقوق الفلسطينية ولديها قواعد شعبية ضخمة تؤيد الحقوق الفلسطينيين، لكنها في نفس الوقت لديها احتياجات أمنية وتكنولوجية تساعدها فيها دولة الاحتلال، ولديها أيضاً قطاعات شعبية ضخمة أخرى تؤيد الحفاظ على الحياد مع دولة الاحتلال والاستفادة من المكاسب الاقتصادية التي يمكن جنيها من تعميق العلاقات معها، ومن ثم تظهر العلاقة مع الكيان الاستيطاني على هذا النحو المعقد الذي يتسم بمزيج من التعاون المتين والتوتر الواضح في نفس الوقت. (الجزيرة نت)
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.