نحن والعالم

نحن والعالم عدد 27 مارس 2025

يقوم هذا التقرير، الصادر عن المعهد المصري للدراسات، على رصد عدد من أبرز التطورات التي شهدتها الساحة الإقليمية والدولية، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات مهمة على المشهد المصري والعربي والإقليمي، في الفترة من 21 مارس 2025 إلى 27 مارس 2025

يهتم التقرير بشكل خاص بالتطورات المتعلقة بالساحتين الإيرانية والتركية، وكذلك على الساحة الإفريقية، خاصة منطقة القرن الإفريقي، بالإضافة إلى بعض التطورات الدولية الأكثر أهمية بالنسبة لمنطقتنا.

يستعرض التقرير بشكل خاص النص الكامل لتسريبات محادثات تطبيق سيجنال بين المسئولين الأمريكيين ومخالفتها الواضحة لجميع إجراءات الأمن القومي، وكذلك نقل طائرات استراتيجية ومعدات عسكرية أمريكية إلى قاعدة دييجو جارسيا في المحيط الهندي بما يبدو تمهيداً لعمل عسكري كبير. كما يستعرض التقرير أحداث ما بعد القبض على إمام أوغلو رئيس بلدية استانبول الكبرى، والإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في درعا بسوريا، تنقل النشرة أيضاً تصريحات الرئيس التركي أردوغان حول تحقيق تطور كبير في مجال الطاقة النووية، من خلال تطوير مفاعل نووي محلي معياري. كما تستعرض النشرة تطورات هامة أخرى.

تركيا

أكرم إمام أوغلو إلى السجن بعد التثبت من تهم الرشوة والفساد

تواصل النيابة العامة في إسطنبول تحقيقاتها بشأن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، و99 شخصًا آخرين يواجهون تهماً تتعلق بتشكيل وإدارة منظمة إجرامية، والانتماء إلى هذه المنظمة، والابتزاز، والرشوة، والاحتيال، والاستيلاء غير القانوني على البيانات الشخصية، والتلاعب بالمناقصات. كما تشمل التحقيقات إمام أوغلو، ونائب الأمين العام للبلدية، ماهر بولات، ورئيس بلدية شيشلي، رسول أمره شاهين، إلى جانب خمسة مشتبه بهم آخرين، بتهمة تقديم الدعم لمنظمة "PKK " الإرهابية.

وبحسب القرار الصادر عن محكمة الصلح والجزاء العاشرة في إسطنبول، فقد تقرر اعتقال إمام أوغلو في إطار قضية الفساد، بينما تم الإفراج عن المشتبه بهما، أحمد حمدي جيجيك وأحمد طلحة بلجين، مع فرض تدابير رقابية تشمل حظر السفر والتوقيع الدوري في مراكز الشرطة.

وأشارت المحكمة في قرارها إلى أن طلب اعتقال إمام أوغلو استند إلى اتهامات بتسجيل بيانات شخصية بشكل غير قانوني، وتلقي الرشوة، والتلاعب بمناقصات المؤسسات العامة، وإنشاء منظمة إجرامية بغرض ارتكاب الجرائم. كما ورد في القرار أن التقارير المالية الصادرة عن هيئة التحقيق في الجرائم المالية (MASAK)، وشهادات الشهود، وتحليل سجلات المكالمات الهاتفية، والفحوصات الأولية لملفات المناقصات، وتقارير مفتشي الضرائب، كشفت عن أن إمام أوغلو قام بتعيين أفراد مقربين منه في مناصب قيادية ضمن بلدية إسطنبول بعد توليه رئاستها، وشارك في أنشطة مشبوهة مثل الاحتيال، والتلاعب بالمناقصات، والاستيلاء غير القانوني على البيانات، والرشوة، والابتزاز.

وأوضحت المحكمة أن إمام أوغلو كان القائد الفعلي لمنظمة إجرامية هرمية، حيث كانت تعليماته تُنفذ دون اعتراض من قبل باقي الأعضاء، وأنه تم عقد اجتماعات سرية لتحديد الشركات الفائزة بالمناقصات وتحديد نسبة الأموال المخصصة للمنظمة. كما أشارت إلى أن الأموال التي تم الحصول عليها من خلال الرشاوى والاحتيال قد تم تمريرها عبر عقود صورية وشركات وهمية لتحقيق مكاسب شخصية.

وتضمن القرار تفاصيل حول التلاعب بالمناقصات عبر شركتي "ميديا AŞ" و"كولتور AŞ"، حيث تم استخدام فواتير مزيفة وعقود صورية لتمرير الأموال إلى جهات محددة. كما تم إجبار بعض رجال الأعمال على دفع أموال مقابل الحصول على عقود، وفرض إجراءات عقابية على من يرفض التعاون.

وأبرز القرار أيضًا أنه تم إنشاء شركات مؤقتة فقط للفوز بعقود معينة، قبل أن يتم إغلاقها بعد فترة قصيرة، أو استخدامها لإصدار فواتير مزيفة. كما تم تحويل أموال المناقصات إلى شركات يديرها أعضاء في المنظمة، ومن ثم توزيعها عبر شركات وسيطة، ليتم سحبها نقدًا وتسليمها إلى المسؤولين المتورطين.

وفيما يتعلق بالإعلانات، كشف التحقيق أن الشركات التي أرادت استئجار مساحات إعلانية من البلدية كانت تُجبر على دفع رسوم إضافية لشركة "كولتور AŞ" مقابل ما سُمي بـ"رسوم تصميم الجرافيك"، وهو ما أدى إلى تشكيل ميزانية غير رسمية استخدمت لدعم الأنشطة غير القانونية للمنظمة.

وفي ختام القرار، شددت المحكمة على وجود أدلة قوية تشير إلى ارتكاب إمام أوغلو لهذه الجرائم، مشيرةً إلى أن طبيعة التهم الموجهة إليه، والعقوبات المتوقعة في حال إدانته، ترفع من احتمالية هروبه أو محاولته الاختباء، ما استوجب اتخاذ قرار باعتقاله نظرًا لعدم كفاية تدابير الرقابة القضائية الأخرى. (TRT)

وزارة الداخلية تصدر قرارًا بإبعاد إمام أوغلو عن منصبه

أعلنت وزارة الداخلية عن إبعاد رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، عن منصبه بعد اعتقاله بتهم الفساد، في حين أنه يخضع للمحاكمة في قضية تتعلق بالإرهاب دون أن يتم توقيفه على ذمتها.

تفاصيل القرار

جاء قرار الإبعاد استنادًا إلى المادة 127 من الدستور والمادة 47 من قانون البلديات. ووفقًا للوزارة، تم توقيف إمام أوغلو في إطار تحقيقات تتعلق بالفساد والإرهاب، وبعد احتجازه لمدة أربعة أيام، مثل أمام المحكمة التي قررت حبسه على ذمة قضية الفساد، بينما رفضت طلب توقيفه في قضية الإرهاب.

التهم الموجهة إليه

أوضحت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أن إمام أوغلو يواجه تهماً تتعلق بـ تسجيل بيانات شخصية بشكل غير قانوني، وتلقي الرشوة، والتلاعب في مناقصات المؤسسات العامة، وتشكيل منظمة إجرامية. وبناءً على ذلك، تقرر إبعاده عن منصبه كإجراء احترازي حتى انتهاء التحقيقات.(NTV)

نوري أصلان نائبًا لرئيس بلدية إسطنبول بعد اعتقال إمام أوغلو

انتُخب نوري أصلان نائبًا لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى بعد حصوله على 177 صوتًا في التصويت الذي أجراه مجلس البلدية، وذلك عقب اعتقال أكرم إمام أوغلو، رئيس البلدية، في إطار تحقيقات قانونية جارية.

وجاء انتخاب أصلان ليبدد المخاوف من تعيين وصي حكومي لإدارة البلدية، وهي خطوة كانت متوقعة في حال فشل المجلس في انتخاب نائب للرئيس.

تفاصيل الانتخابات داخل مجلس البلدية

في الجولة الثالثة من التصويت، والتي تتطلب الأغلبية البسيطة للفوز، حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري (CHP) نوري أصلان على 177 صوتًا، بينما نال مرشح حزب العدالة والتنمية (AK Parti) زين العابدين أوكول 125 صوتًا.

وكان أصلان قد تولى مهام نائب رئيس البلدية بالإنابة منذ 20 مارس، بعد اعتقال إمام أوغلو، مما جعله المسؤول الأول عن إدارة شؤون البلدية خلال هذه الفترة.

تركيبة مجلس بلدية إسطنبول

يضم مجلس بلدية إسطنبول الكبرى 314 عضوًا، توزع مقاعدهم كالتالي:

  • 185 عضوًا لحزب الشعب الجمهوري (CHP)، إلا أن 5 رؤساء بلديات و5 أعضاء كانوا رهن الاعتقال، مما حال دون مشاركتهم في التصويت.
  • 120 عضوًا لحزب العدالة والتنمية (AK Parti).
  • 7 أعضاء لحزب الحركة القومية (MHP).
  • 2 عضوين لحزب الاتحاد الكبير (BBP).

إيقاف الاحتجاجات بعد حسم المنصب

قبل انتخاب أصلان، نظم حزب الشعب الجمهوري احتجاجات في سراج هانة ضد احتمال تعيين وصي حكومي للبلدية. وبعد تأكيد فوزه بمنصب نائب الرئيس، أعلن الحزب إنهاء التظاهرات في 25 مارس، مؤكدًا أن هدفها كان منع تعيين وصي وضمان استمرار الخدمات البلدية دون عرقلة.

من هو نوري أصلان؟

وُلد نوري أصلان عام 1969 في سيفاس، وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي في إسطنبول، قبل أن يتخرج من جامعة يلدز التقنية عام 1990 بتخصص هندسة بناء السفن.

شغل عدة مناصب في القطاعين العام والخاص، منها:

  • عضو مجلس بلدية كوتشوك شكمجه (1999-2004).
  • نائب رئيس الهلال الأحمر في كوتشوك شكمجه (2009-2017).
  • رئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين في بيليك دوزو (2014-2018).
  • عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعة ورجال الأعمال في إسطنبول (2014-2021).
  • عضو المجلس التنفيذي لبلدية بيليك دوزو (2011-2019).
  • عضو مجلس بلدية إسطنبول الكبرى منذ 2019.

وفي 15 أبريل 2024، تم انتخابه النائب الأول لرئيس مجلس بلدية إسطنبول، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء. (BBC)

ما هو الهدف من دعوة المعارضة لمقاطعة المنتجات المحلية التركية؟

في أعقاب التحقيقات المتعلقة بالفساد والإرهاب ضد بلدية إسطنبول الكبرى ورئيسها أكرم إمام أوغلو، وتصاعد الدعوات إلى الاحتجاج في الشوارع، زادت حدة الاستفزازات التي شنها زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، حيث استهدف الاقتصاد الوطني المحلي. 

ودعا أوزيل في تجمع للمحتجين في منطقة سراج هانة، إلى مقاطعة العلامات التجارية المحلية التي تساهم في تنمية البلاد.

ومع هذه الدعوات التي تقوم بها المعارضة، تتجه الاحتجاجات الى اتخاذ منحى أكثر تطرفًا، حيث تطاول المحتجون على الرئيس رجب طيب أردوغان وعائلته، بل حتى على والدته الراحلة تنزيلة أردوغان.

مقاطعة العلامات التجارية المحلية: ما الهدف؟

وكان من اللافت أنه على الرغم من دعوات المقاطعة الموجهة ضد الشركات التي تدعم الكيان الإسرائيلي في قصف غزة، تجاهل حزب الشعب الجمهوري ورئيسه هذه الدعوات، بينما حاول أوزيل استخدام السياق نفسه لإقناع المحتجين بمقاطعة العلامات التجارية المحلية والوطنية، بهدف التأثير على الاقتصاد التركي.

ويرى البعض أن مثل هذه الدعوات تمثل دليلاً واضحا  على أن هذه الاحتجاجات تحمل هدفًا آخر بعيدًا عن القضية الأساسية وهي الاحتجاج على اعتقال إمام أوغلو.

صورة تحتوي على نص, لقطة شاشة, الخط

قد يكون المحتوى المعد بواسطة الذكاء الاصطناعي غير صحيح.

دعوات المقاطعة غير منطقية وغير وطنية

وفي تعليقه على تلك الدعوات، وصف الصحفي مالك يغيتيل هذه الدعوات بأنها "غير منطقية وغير وطنية". وقال: "العلامات التجارية التي يتم الدعوة لمقاطعتها هي في الحقيقة علامات تجارية تركية 100%، ومع ذلك يتم خلط الأمور وتوجيه الدعوات لمقاطعتها بينما توجد دعوات حقيقية لمقاطعة الشركات التي تدعم إسرائيل".

أهداف سياسية مدمرة للاقتصاد

ويبدو أن الهدف أبعد من مجرد الاحتجاجات السطحية، حيث أشار  يغيتيل إلى أن بعض الأشخاص، حتى أولئك الذين يبدو أنهم عاقلون، يسعون إلى تدمير الاقتصاد التركي. وقال: "يبدو أنهم يحاولون استخدام القوة الاقتصادية لدفع البلاد إلى حالة من الفوضى الاقتصادية"، محذرًا من أن هذه الأفعال قد تؤدي إلى تدهور الاقتصاد الذي سيضر بالجميع في النهاية.

مخططات مدمرة للاقتصاد التركي

وأشار الصحفي التركي أيضًا إلى أن هناك تحركًا نحو تدمير الاقتصاد التركي من خلال استهداف القوة الشرائية للمواطنين. وأضاف: "المقصد من هذه التحركات ليس فقط معارضة الحكومة، بل هو تحويل الاقتصاد إلى حالة من التدهور التام، وهو أمر  غريب بشكل غير معقول".

رد العدالة والتنمية 

من جهته رد المتحدث باسم العدالة والتنمية عمر تشيليك بشكل حاد على دعوة رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، لمقاطعة العلامات التجارية المحلية. واعتبر تشيليك أن دعوة أوزيل لمقاطعة الشركات الوطنية لا تضر بالاقتصاد فحسب، بل تسهم أيضًا في التشكيك في أهليته لقيادة حزب الشعب الجمهوري. وقال تشيليك: "أوزغور أوزيل من خلال دعوته لمقاطعة الشركات الوطنية، قد قدّم خطوة تهدم أهليته لقيادة الحزب".

انتقاد للغة الهجوم والتصعيد

كما انتقد تشيليك أسلوب أوزيل الهجومي، وقال: "أوزغور أوزيل يستمر في استخدام لغة هجومية، مما يبتعد تمامًا عن أسلوب الخطاب السياسي. كل مرة يتحدث فيها، يستهدف الرئيس أردوغان وحزبنا والتحالف الحاكم، بالإضافة إلى وسائل الإعلام والشركات. هذه اللغة العدوانية لن تضر إلا به". وأوضح تشيليك أن الشعب التركي قد أدرك تمامًا هذه العقلية المدمرة والقمعية.

تهديد وسائل الإعلام والشركات

وصف تشيليك تهديدات أوزيل تجاه وسائل الإعلام والشركات بأنها "نوع من أنواع القمع السياسي"، وأكد أن أوزيل، في محاولاته لإثبات نفسه، يبتعد تمامًا عن الخط السياسي الصحيح. وأضاف: "من يستخدم هذا النوع من اللغة لا يمتلك القدرة على طرح أفكار سياسية، بل يعتمد على التهديدات فقط".

التوجهات الداخلية لحزب الشعب الجمهوري

تطرق تشيليك أيضًا إلى الأوضاع الداخلية في حزب الشعب الجمهوري، حيث أشار إلى أن الحزب يعاني من قضايا داخلية تؤثر على استقراره، مشيرًا إلى أن بعض أعضاء الحزب قد قدموا ادعاءات حول الفساد في بلديات الحزب، كما تم التوجه إلى القضاء لإلغاء المؤتمر الاستثنائي للحزب بناءً على مزاعم التلاعب.

دعوة للعودة إلى السياسة الرشيدة

اختتم تشيليك تصريحاته بالدعوة إلى ضرورة أن يتبنى منافسو الحزب الحاكم سياسة رشيدة وواقعية، بدلاً من اللجوء إلى العنف والتصعيد. وقال: "نريد من خصومنا أن يتعاملوا معنا بأسلوب سياسي حقيقي وعقلاني، أما أولئك الذين يظهرون لنا بسياسات قمعية وهجومية، فسنرد عليهم بما يستحقون".

وفي وقت سابق، شهدت ساحة مسجد شهزاده التاريخي في إسطنبول أعمال تخريب وشرب للكحول من قبل بعض المحتجين على اعتقال إمام أوغلو، حيث تم الهجوم على المقابر التاريخية التي في جوار المسجد، وتحطيم شواهد القبور، والرقص وشرب الكحول فوقها.

ووثّقت مقاطع فيديو التُقطت بهواتف محمولة قيام مجموعة من الأشخاص بشرب الكحول في فناء المسجد، وأظهرت اللقطات عبوات المشروبات الكحولية ملقاة على الأرض. وقد أثار هذا السلوك، خاصة خلال شهر رمضان، استياءً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

إلى جانب التدنيس الواضح للمسجد، أظهرت اللقطات أيضًا محاولة بعض المحتجين كسر أبواب المسجد والاعتداء على سقفه، فيما واجهوا أحد المواطنين الذي كان يقوم بتصوير المشهد بردود فعل غاضبة. (انظر)

أردوغان: تركيا ستطور مفاعل نووي محلي معياري

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، أن المقاتلة "قآن" (KAAN)، المصنوعة محليًا، ستدخل قريبًا مرحلة الإنتاج المتسلسل، في خطوة تعزز قدرات تركيا الدفاعية.

مشاريع دفاعية متطورة

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أردوغان في الاجتماع التعريفي لاستراتيجية الصناعة والتكنولوجيا، الذي عُقد في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة. وأوضح أن بلاده تعمل على دمج أنظمتها الدفاعية ضمن شبكة موحدة من خلال تطوير نظام "القبة الفولاذية" للدفاع الجوي.

استثمارات في الطاقة والتكنولوجيا

كما كشف أردوغان عن خطط لإنشاء مركز تكنولوجي متقدم يهدف إلى تحقيق تطور كبير في مجال الطاقة النووية، من خلال تطوير مفاعل نووي محلي معياري.

تعزيز القدرات الفضائية

وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده بصدد إنشاء منظومة أقمار صناعية وطنية، بهدف تعزيز الإنتاج المحلي وزيادة القدرة التنافسية العالمية، مما يعكس رؤية تركيا الطموحة في قطاع الفضاء والتكنولوجيا. (RT)

بنك أوف أميركا: تراجع متوقع لحالة عدم اليقين في الاقتصاد التركي

أصدر بنك أوف أميركا تقريرًا بعنوان "من المرجح أن يتبدد عدم اليقين"، قدّم فيه تقييمًا للاقتصاد التركي وأرسله إلى عملائه.

وأشار التقرير إلى أن التقلبات التي شهدتها الأسواق التركية في الأسبوع الماضي جاءت نتيجة لحالة عدم اليقين السياسي، إلا أنه توقع تراجع هذه الحالة خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن تأثيرها على التضخم لا يزال محدودًا حتى الآن.

كما أوضح التقرير أن الطلب المحلي على النقد الأجنبي في تركيا يظل منخفضًا، وتتركز أغلب الطلبات من جانب الشركات التي تواجه عجزًا في العملة الأجنبية.

وأكد البنك أن الإدارة الاقتصادية في تركيا تبذل جهودًا فعالة للسيطرة على الوضع، مشيرًا إلى أن صناع القرار الذين التقى بهم ممثلو البنك خلال زيارتهم لتركيا أظهروا التزامًا قويًا باستعادة الاستقرار وتنفيذ برنامج مكافحة التضخم.

وجاء في التقرير:

"رغم التحديات، لا يزال برنامج خفض التضخم يحظى بدعم سياسي، كما أن صناع القرار لديهم رؤية واضحة لاتخاذ الخطوات الضرورية لتحقيق استقرار السوق."

واختتم التقرير بالإشارة إلى أنه في حال انحسار حالة عدم اليقين السياسي كما هو متوقع، فسيظل التأثير التضخمي للاضطرابات الاقتصادية محدودًا. (Haber türk)

مؤسسة الاستخبارات الوطنية التركية تصدر تقريرًا حول "سعي روسيا للحصول على مكانة في النظام متعدد الأقطاب المتحول"

أصدرت أكاديمية الاستخبارات الوطنية التركية (MİA) تقريرًا بعنوان "سعي روسيا للحصول على مكانة في النظام متعدد الأقطاب المتحول"، حيث تم تحليل ردود روسيا على الحرب في أوكرانيا، العقوبات الغربية، والحروب الإعلامية. كما تناول التقرير تحركات روسيا في المجالات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، مع تسليط الضوء على الفرص والمخاطر التي تطرأ على تركيا نتيجة للتغيرات في التوازنات العالمية.

روسيا وتعزيز مكانتها الدولية

ذكر التقرير أن فقدان الهيمنة العالمية للولايات المتحدة وصعود الصين يعززان أسس النظام العالمي متعدد الأقطاب، بينما تسرع روسيا جهودها لتعزيز مكانتها في النظام الدولي. وأشار التقرير إلى أن موسكو، بعد تقطع علاقاتها مع الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا، تسعى لتعزيز تحالفاتها من خلال منصات مثل BRICS، مستهدفة تعزيز الروابط مع الصين والهند ودول الجنوب العالمي.

ومع ذلك، أظهر التقرير أن هذه الاستراتيجيات تواجه العديد من القيود، لا سيما في ظل تقليص أوروبا اعتمادها على الطاقة الروسية، مما دفع موسكو للتركيز على الأسواق الآسيوية. كما أشار التقرير إلى أن التبعية المتزايدة لروسيا تجاه الصين قد تهدد استقلالها الاستراتيجي على المدى الطويل، بينما تقيد المناورات الإعلامية وطرق الحرب الهجينة مع الغرب تأثير روسيا على الخطاب العالمي.

فرص تركيا في ظل التغيرات العالمية

أكد التقرير على أن تركيا استفادت من هذه التغيرات في التوازن العالمي من خلال تعزيز تعاونها في مجال الطاقة وخلق فرص في مجالات التجارة. كما أشار إلى أن تركيا، على الرغم من كونها عضوًا في حلف الناتو، تسعى للحفاظ على علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع روسيا بينما تدعم أوكرانيا في الوقت نفسه.

السياسة التركية المتوازنة

تطرق التقرير إلى السياسة المتوازنة التي تنتهجها تركيا في علاقاتها مع روسيا والغرب. ففي الوقت الذي تحافظ فيه تركيا على تحالفاتها الغربية، فإنها تبذل جهودًا مستمرة للحفاظ على التعاون مع روسيا في مجالات الطاقة والتجارة، على الرغم من الانتقادات الروسية لسياسة تركيا في أوكرانيا.

التغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية

كما تناول التقرير التغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية مع إعادة انتخاب دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية، مشيرًا إلى أن تصريحات ترامب الانتقادية تجاه حلفائه التقليديين وحلف الناتو قد تعزز من استراتيجية روسيا للاستفادة من الانقسامات داخل الغرب.

سعي روسيا لتحقيق مكانة دولية

لفت التقرير إلى أن سعي روسيا لتحقيق مكانة دولية لا يقتصر فقط على الجوانب العسكرية والاقتصادية، بل يشمل أيضًا استخدام الدبلوماسية الثقافية وأدوات القوة الناعمة. كما أشار إلى أن روسيا تدعم هذه الجهود من خلال استراتيجيات إعلامية وحملات تضليل تهدف إلى بناء رواية بديلة ضد الهيمنة الغربية.

أهمية السياسة التركية في العالم متعدد الأقطاب

أوضح التقرير أن السياسة المتوازنة التي تتبعها تركيا في التعامل مع روسيا والغرب تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على أمنها الإقليمي وتعزيز مكانتها العالمية. وأكد أن تركيا بحاجة إلى اتخاذ خطوات استراتيجية حذرة وممنهجة لمواكبة التحولات في النظام العالمي متعدد الأقطاب، حيث أن قدرة تركيا على الحفاظ على توازن علاقاتها الدولية ستؤثر بشكل كبير على استقرارها الاقتصادي والأمني . (AA)

سوريا

رويترز: أميركا سلمت سوريا شروطها مقابل رفع جزئي للعقوبات

نقلت وكالة "رويترز" عن ستة مصادر مطلعة قولها إن الولايات المتحدة سلّمت سوريا قائمة شروط تريد من دمشق الوفاء بها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات، منها ضمان عدم تولي أجانب مناصب قيادية في الحكومة.

وقال مصدران، أحدهما مسؤول أميركي والثاني مصدر سوري، إن ناتاشا فرانشيسكي نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون بلاد الشام وسوريا سلمت قائمة المطالب لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في اجتماع خاص على هامش مؤتمر المانحين لسوريا في بروكسل في 18 مارس (آذار).

ولم ينشر سابقاً أي خبر عن هذه القائمة أو عن الاجتماع الخاص، وهو أول اتصال مباشر رفيع المستوى بين دمشق وواشنطن منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وتحدثت وكالة "رويترز" إلى ستة مصادر لكتابة هذه القصة، هم مسؤولان أميركيان ومصدر سوري ودبلوماسي من المنطقة ومصدران مطلعان في واشنطن. وطلبت جميع المصادر عدم الكشف عن هوياتهم لكون الحديث عن شؤون دبلوماسية رفيعة المستوى.

وقال المسؤولان الأميركيان والمصدر السوري والمصدران في واشنطن إن من بين الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة تدمير سوريا لأي مخازن أسلحة كيمياوية متبقية والتعاون في مكافحة الإرهاب.

وأضاف المسؤولان الأميركيان وأحد المصدرين في واشنطن أن من بين المطالب الأخرى التأكد من عدم تولي مقاتلين أجانب مناصب قيادية في الإدارة الحاكمة في سوريا.

ووفقاً للمسؤولين الأميركيين والمصدرين في واشنطن، طلبت واشنطن أيضاً من سوريا تعيين منسق اتصال لدعم الجهود الأميركية للعثور على أوستن تايس، الصحافي الأميركي الذي فُقد في سوريا منذ ما يزيد على 10 سنوات.

وأفادت المصادر الستة بأنه في مقابل تلبية جميع المطالب، ستقدم واشنطن تخفيفاً جزئياً للعقوبات. ولم تحدد المصادر نوع التخفيف المقدم، وقالت إن واشنطن لم تقدم جدولاً زمنياً محدداً لتلبية هذه الشروط.

وسوريا في أمس الحاجة إلى تخفيف العقوبات لإنعاش اقتصادها المنهار جراء الحرب التي استمرت لما يقرب من 14 عاماً، والتي فرضت خلالها الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا عقوبات صارمة على الأفراد والشركات وقطاعات كاملة من الاقتصاد السوري في محاولة للضغط على بشار الأسد.

وجرى تعليق بعض هذه العقوبات بصورة مؤقتة لكن تأثير ذلك كان محدودا. وأصدرت الولايات المتحدة ترخيصاً عاماً لمدة ستة أشهر في يناير (كانون الثاني) لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، لكن هذه الخطوة لم تعتبر كافية للسماح لدولة قطر بدفع رواتب القطاع العام من خلال مصرف سوريا السوري.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس قد قالت يوم الجمعة إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تراقب تصرفات القادة السوريين الجدد في الوقت الذي تُحدد فيه واشنطن سياستها المستقبلية، لكنها أشارت إلى أن من غير المرجح تخفيف العقوبات على دمشق بسرعة.

وأضافت في إفادة صحافية يومية: "نراقب تصرفات السلطات السورية المؤقتة بوجه عام، في عدد من القضايا، في الوقت الذي نُحدد فيه ونفكر في السياسة الأميركية المستقبلية تجاه سوريا".

وتابعت: "ما زلنا أيضاً ندعو لتشكيل حكومة تضم جميع الأطياف بقيادة مدنية يمكنها ضمان فعالية المؤسسات الوطنية واستجابتها وتمثيلها".

والسؤال الأكبر بالنسبة لواشنطن يتعلق بمدى استعدادها لرفع العقوبات الأميركية على سوريا ونظرتها لمستقبل القوات الأميركية في شمال شرقي البلاد.

وحين سُئلت على وجه التحديد عما إذا كانت الولايات المتحدة تفكر في تخفيف العقوبات على سوريا، قالت بروس: "الآلية لم تتغير ولا خطط لتغييرها في هذه المرحلة". لكنها أكدت عدم وجود "حظر شامل"، وأشارت إلى وجود استثناءات. (العربية نت)

تطورات التحقيق في أحداث الساحل السوري

عقدت لجنة تقصي الحقائق بشأن أحداث الساحل مؤتمرًا صحفيًا اليوم، الثلاثاء 25 آذار 2025، كشفت فيه عن سير تحقيقاتها المستمرة منذ نحو 20 يومًا، عقب المواجهات التي اندلعت بين فلول النظام والجيش السوري.

وأوضح المتحدث باسم اللجنة، ياسر الفرحان، أن فريق التحقيق زار تسعة مواقع واستمع إلى شهادات من الجهات الأمنية والعسكرية والمدنية في اللاذقية، حيث تم تسجيل 95 إفادة وفق المعايير القانونية، إلى جانب تلقي أكثر من 30 بلاغًا حول مجريات الأحداث. كما أشار إلى أن اللجنة واجهت تحديات أمنية، حيث تواجد مسلحون تابعون لفلول النظام في المناطق المحيطة بعمل اللجنة.

وأكد الفرحان أن اللجنة قامت بجولات ميدانية شملت جميع المناطق التي شهدت اضطرابات، مضيفًا أن العمل سيتواصل في مدن أخرى مثل طرطوس وبانياس وحماة وإدلب لمتابعة التحقيقات. كما التقت اللجنة بممثلين عن المجتمع المدني وجهات دولية، وأكد الفرحان أن الأمم المتحدة أبدت ترحيبها بتشكيل اللجنة ودعمها لعملها.

وأشار الفرحان إلى احتمالية إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المتورطين في أحداث الساحل، لافتًا إلى أن التحقيقات قد تستغرق أكثر من 30 يومًا، ما قد يستدعي طلب تمديد المهلة الزمنية المحددة.

من جانبه، أوضح المتحدث أن الظروف المحيطة بعمل اللجنة ليست مثالية، حيث ما زال التنقل في بعض المناطق يشكل خطرًا، كما أن بعض الشهود وأسر الضحايا مترددون في الإدلاء بشهاداتهم خوفًا من التداعيات.

وكان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قد أصدر قرارًا في 9 آذار 2025، يقضي بتشكيل لجنة تحقيق مؤلفة من خمسة قضاة، وضابط، ومحامٍ، للتحقيق في الأحداث التي شهدتها مناطق الساحل، بعد محاولات عناصر من النظام السابق استعادة السيطرة على مناطق واسعة في غرب سوريا.

وبحسب بيان رئاسة الجمهورية، فإن اللجنة مكلفة بعدة مهام، منها:

  • تحديد أسباب وملابسات الأحداث الأخيرة.
  • التحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون وتحديد المسؤولين عنها.
  • النظر في الاعتداءات التي استهدفت مؤسسات الدولة ورجال الأمن والجيش.
  • إحالة المتورطين في الجرائم والانتهاكات إلى القضاء.

كما ألزم البيان جميع الجهات الحكومية بالتعاون مع اللجنة، ومنحها صلاحية الاستعانة بالخبراء والمختصين لإنجاز مهامها، على أن تقدم تقريرها النهائي إلى رئاسة الجمهورية خلال 30 يومًا من تاريخ تشكيلها.

يُذكر أن أحداث الساحل بدأت في 6 آذار 2025، وأسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف الأمن العام، وارتكاب انتهاكات بحق المدنيين من قبل عناصر النظام السابق، إضافة إلى عمليات تدمير ونهب للممتلكات العامة والخاصة.

ووفقًا لتقرير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، فقد قُتل 803 أشخاص خلال الفترة بين 6 و8 آذار في اللاذقية وطرطوس وحماة، حيث لعبت الفصائل المحلية والتنظيمات الإسلامية الأجنبية التابعة شكليًا لوزارة الدفاع دورًا بارزًا في هذه الانتهاكات، والتي اتسمت في معظمها بطابع انتقامي وطائفي. (عنب بلدي)

الحكومة السورية تواصل جهودها لبسط الأمن والاستقرار في الساحل

تواصل الحكومة السورية جهودها لتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق الساحلية، بعد الاضطرابات التي شهدتها المنطقة نتيجة هجمات نفذتها فلول النظام السابق. وتقوم قوى الأمن التابعة لوزارة الداخلية بعمليات تمشيط مكثفة في المدن والقرى، وصولًا إلى الجبال والغابات، بهدف القضاء على المسلحين غير الشرعيين وضبط الأسلحة المنتشرة.

ضبط الأسلحة واستعادة السيطرة

تمكنت الأجهزة الأمنية من مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، مخبأة في مستودعات سرية داخل المدن والجبال في اللاذقية وطرطوس وحمص. وأُعلن عن ضبط ثلاثة مستودعات في القرداحة، إضافة إلى مخزن قرب قاعدة حميميم الروسية، فيما تم العثور على أسلحة مخزنة في بئر ماء مهجور بريف حمص الشرقي. كما توصلت الحكومة إلى اتفاقات مع وجهاء بعض المناطق، أسفرت عن تسليم مئات القطع من الأسلحة، في خطوة تهدف إلى تقليص انتشار السلاح خارج إطار الدولة.

أسباب انتشار السلاح في الساحل

يعزو الخبراء انتشار السلاح في المنطقة إلى عدة عوامل، منها تخزينه في الساحل قبل اندلاع الثورة السورية، وفرار عناصر النظام السابق إلى المنطقة بعد سقوط دمشق، إضافة إلى عمليات شراء السلاح بهدف شن هجمات ضد الحكومة الجديدة. ويؤكد الباحثون ضرورة نزع هذه الأسلحة وتعزيز الإجراءات الأمنية لمنع تكرار أحداث العنف.

لجان تقصي الحقائق والسلم الأهلي

أنشأت الحكومة السورية لجنتين رئيسيتين، إحداهما للتحقيق في الانتهاكات التي وقعت خلال الأحداث الأخيرة، والأخرى لتعزيز السلم الأهلي عبر التواصل مع وجهاء المجتمع المحلي. وقد باشرت لجنة تقصي الحقائق أعمالها في 13 آذار، ومن المتوقع أن تقدم تقريرها النهائي خلال الفترة القادمة، تمهيدًا لمحاسبة المتورطين في أعمال العنف.

الجهود المبذولة نحو الاستقرار

إلى جانب الإجراءات الأمنية، تعمل الحكومة على تهدئة التوترات المجتمعية من خلال مبادرات المصالحة واللقاءات مع الزعامات المحلية. كما افتتحت وزارة الداخلية مركز تسوية في اللاذقية، لإيجاد حلول قانونية لعناصر النظام السابق الراغبين في العودة إلى الحياة المدنية.

ورغم التحديات، تسعى الحكومة إلى تكثيف جهودها لضمان الأمن والاستقرار، ومنع أي محاولات لزعزعة السلم الأهلي مجددًا. (نون بوست)

قلق إسرائيلي متزايد من التحركات التركية في سوريا: نتنياهو يحذر من مواجهة محتملة

تتصاعد المخاوف في إسرائيل من احتمال حدوث مواجهة مباشرة مع تركيا في سوريا، وسط تقارير إعلامية تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يروج لفكرة أن هذا السيناريو أصبح "حتميًا".

تحركات أمنية إسرائيلية

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلًا عن مصادر أمنية، أن الأجهزة الأمنية في تل أبيب عقدت عدة اجتماعات الأسبوع الماضي لبحث التطورات المتسارعة في سوريا، لا سيما بعد محاولات النظام السوري الجديد إعادة تأهيل قواعده العسكرية وتعزيز قدراته الدفاعية والصاروخية في الجنوب، قرب الحدود الإسرائيلية.

كما كشفت المصادر عن وجود اتصالات بين دمشق وأنقرة تتعلق بنقل مناطق قرب مدينة تدمر إلى الجيش التركي، مقابل حصول الحكومة السورية على دعم اقتصادي وعسكري من تركيا، وهو ما أثار قلقًا إسرائيليًا واسعًا.

نتنياهو يروج لفكرة المواجهة

وفقًا للقناة 12 الإسرائيلية، يعقد نتنياهو مشاورات أمنية مكثفة لمناقشة تداعيات النفوذ التركي المتزايد في سوريا، ويشجع عبر مستشاريه وسائل الإعلام الإسرائيلية على الترويج لفكرة أن "المواجهة العسكرية مع تركيا باتت أمرًا لا مفر منه".

توصيات رسمية بالاستعداد لمواجهة عسكرية

في السياق ذاته، أوصت لجنة حكومية إسرائيلية نتنياهو بضرورة الاستعداد لصراع محتمل مع تركيا، محذرة من أن تحالف أنقرة مع الحكومة السورية الجديدة قد يشكل تهديدًا أمنيًا أكبر من الخطر الإيراني.

وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن لجنة "فحص ميزانية الأمن وبناء القوة"، المعروفة باسم لجنة ناغل، أكدت في تقريرها المقدم إلى نتنياهو في يناير الماضي، أن "التقارب السوري التركي قد يشكل خطرًا أمنيًا غير مسبوق على إسرائيل"، في ظل ما وصفته اللجنة بـ"طموحات تركيا لإعادة نفوذها العثماني". ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي من أنقرة أو دمشق على هذه المزاعم الإسرائيلية. (الجزيرة نت)

إسرائيل تقصف قرية جنوبي سوريا: خمسة قتلى وعشرة جرحى في تصعيد عسكري خطير

قتل خمسة أشخاص وأصيب عشرة آخرون، بينهم طفلة، جراء قصف إسرائيلي استهدف قرية كويا في حوض اليرموك جنوبي سوريا، عقب مقاومة من السكان المحليين لمحاولة توغل للجيش الإسرائيلي.

تفاصيل الهجوم

أفاد مراسل عنب بلدي أن شبانًا من القرية تصدوا لقوة إسرائيلية حاولت التوغل في المنطقة، ما أدى إلى اشتباكات، أطلق خلالها الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي، فقتل اثنين من السكان. وبعد ذلك، استهدفت دبابات إسرائيلية من مواقعها في ثكنة "الجزيرة" القرية بنحو عشر قذائف، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، ودفع الأهالي إلى النزوح تحت تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية.

ردود الفعل والموقف الإسرائيلي

قال تجمع أحرار حوران إن الجيش الإسرائيلي قصف القرية بشكل مكثف بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع وحوامات إسرائيلية، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي طالب الأهالي بإخلاء القرية خلال ساعتين.

في المقابل، صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن قواته رصدت "عناصر إرهابية" أطلقت النار على الجيش، فردّت عليهم طائرة مسيّرة، دون التطرق إلى قصف الدبابات.

التصعيد الأمني في الجنوب السوري

يعد هذا الهجوم الأشد من نوعه في المنطقة، حيث فرض الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية واقعًا أمنيًا على القرى الحدودية في درعا، ونفّذ حملات مداهمة في مناطق معرية، جملة، وعابدين، بحجة البحث عن أسلحة. ويخشى سكان هذه القرى من تصعيد أكبر قد يؤدي إلى تقدم القوات الإسرائيلية واحتلال بعض المناطق، خاصة مع غياب أي قوة رادعة تمنعها من التوسع.

القصف الإسرائيلي يتواصل في سوريا

بالتزامن مع تصعيده في درعا، استهدف الجيش الإسرائيلي اليوم موقعين عسكريين في ريف حمص، تحديدًا في قاعدتي "تدمر" و"T4"، وذلك بعد أيام من قصف مماثل في 21 مارس.

تؤكد إسرائيل أنها ستواصل استهداف مواقع داخل سوريا لمنع أي تهديد محتمل على أمنها، حيث شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رفضه لأي وجود عسكري سوري رسمي في الجنوب، وخاصة في محافظات درعا، السويداء، والقنيطرة.

الرئيس السوري يشرف على تشكيل وحدة عسكرية خاصة لمواجهة التهديدات الأمنية

أفادت مصادر مطلعة بأن الرئيس السوري أحمد الشرع يشرف حاليًا على تشكيل وحدة عسكرية خاصة تحمل اسم "فرقة الجحيم"، وذلك ضمن استراتيجية أمنية جديدة تهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة داخل البلاد.

أهداف الوحدة الجديدة

تسعى هذه القوة إلى التصدي للعناصر المتطرفة، وملاحقة الخلايا المسلحة التي تهدد الاستقرار، إلى جانب مكافحة الأنشطة غير المشروعة في بعض المناطق الحدودية.

التحركات على الحدود السورية-اللبنانية

وفقًا لمعلومات استخباراتية، تزامن هذا التطور مع تقارير أمنية تشير إلى تحركات غير اعتيادية على الحدود السورية-اللبنانية، حيث يُعتقد أن بعض الفصائل تنشط في تلك المناطق لأغراض تتعلق بتهريب المواد المحظورة.

تشكيل وتدريب "فرقة الجحيم"

من المتوقع أن تتألف الفرقة من عناصر نخبة جرى اختيارهم من وحدات متعددة داخل الجيش السوري الجديد، وستخضع لتدريبات عالية المستوى بالتعاون مع جهات أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب.

رؤية أمنية جديدة

في مقابلة متلفزة، أشار العميد أحمد رحال إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار إستراتيجية استباقية تهدف إلى تحييد التهديدات المحتملة، وتعزيز الأمن القومي السوري من خلال قوة سريعة الحركة وذات صلاحيات واسعة، خاصة في المناطق التي لا تزال تشهد اضطرابات أمنية.

تجهيزات متطورة وصلاحيات واسعة

ووفق مصادر أمنية، سيتم تزويد فرقة الجحيم بأحدث التقنيات والمعدات العسكرية، مما يمنحها القدرة على تنفيذ عمليات نوعية في المناطق التي تتطلب تدخلًا أمنيًا خاصًا.

يُتوقع أن يسهم هذا التشكيل الجديد في تعزيز الاستقرار الأمني، وفرض السيطرة الحكومية على المناطق التي تشهد نشاطًا غير قانوني، وفقًا لمصادر مطلعة.

أمريكا

الإدارة الأمريكية تناقش خططها الحربية عبر تطبيق محادثات

في الساعة 2:00 بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة في 15 آذار/مارس، علم العالم أن الولايات المتحدة بدأت قصف أهداف للحوثيين في اليمن.

لكنني كنت على علم بالهجوم قبل ساعتين من انفجار أولى القنابل، وذلك لأن وزير الدفاع، بيت هيجسيث، أرسل لي عبر الرسائل النصية خطة الحرب في الساعة 11:44 صباحًا، والتي تضمنت تفاصيل دقيقة عن حزم الأسلحة، والأهداف، والتوقيت.

دعونا نوضح الأمور أكثر: تقنيًا، تبدأ القصة بعد فترة قصيرة من غزو حماس للجنوب الإسرائيلي في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. فقد شن الحوثيون، وهي جماعة إرهابية مدعومة من إيران والتي تتبنى شعار “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، هجمات على إسرائيل والملاحة الدولية، مما أدى إلى اضطراب في التجارة العالمية. طوال عام 2024، عجزت إدارة بايدن عن التصدي لهذه الهجمات، بينما تعهدت إدارة ترامب المقبلة برد أقوى.

وهنا يأتي دور بيت هيجسيث ودوري

ففي يوم الثلاثاء، 11 آذار/مارس، تلقيت طلبًا للاتصال عبر تطبيق “سيجنال” من مستخدم عرّف نفسه باسم “مايكل والتز”. يُعد تطبيق “سيجنال” أحد التطبيقات المشفرة مفتوحة المصدر، الذي يحظى بشعبية واسعة بين الصحفيين وغيرهم من الأفراد الذين يسعون إلى ضمان خصوصيتهم بعيدًا عن التطبيقات الأخرى. ظننت في البداية أن المقصود هو مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، لكنني لم أكن متأكدًا من أن الطلب جاء من “مايكل والتز” نفسه. سبق لي أن التقيت به، ولم أستغرب من تواصله معي، ولكن الأمر بدا غير عادي بعض الشيء بالنظر إلى العلاقات المتوترة بين إدارة ترامب والصحفيين، وكذلك اهتمام ترامب المتكرر بي شخصيًا. خطر ببالي أن يكون هناك شخص ما يتظاهر بأنه “والتز” في محاولة للإيقاع بي، خاصة في ظل محاولات استدراج الصحفيين للكشف عن معلومات قد تُستخدم ضدهم.

في النهاية، قررت قبول الطلب، على أمل أن يكون هو مستشار الأمن القومي، وأنه يريد مناقشة مواضيع هامة مثل أوكرانيا أو إيران أو غيرها من القضايا الكبرى.

بعد يومين، في يوم الخميس، الساعة 4:28 مساءً، تلقيت إشعارًا يفيد بأنه تم إضافتي إلى مجموعة محادثة عبر تطبيق “سيجنال” تحت اسم “مجموعة الحوثيين – لجنة تنسيق مصغرة”.

في أول رسالة من “مايكل والتز”، جاء النص التالي:

كتب في رسالته: “فريق العمل – نقوم بتشكيل مجموعة مبادئ للتنسيق بشأن الحوثيين، لا سيما خلال الـ 72 ساعة القادمة. نائبي أليكس وونغ يقوم بتجميع فريق طوارئ على مستوى نواب الوزراء ورؤساء الأركان بالوكالات لمتابعة النقاط التي نوقشت في اجتماع غرفة العمليات هذا الصباح، وسيرسل التحديثات لاحقًا هذا المساء.”

ثم أضاف في رسالته: “يرجى تزويدنا بجهة اتصال من فريقكم للتنسيق خلال اليومين القادمين وعطلة نهاية الأسبوع. شكرًا”.

عادةً، يشير مصطلح “لجنة المبادئ” إلى مجموعة من كبار مسؤولي الأمن القومي، بمن فيهم وزراء الدفاع والخارجية والخزانة، بالإضافة إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية. ومن البديهي أنني لم أُدعَ قط إلى اجتماع لجنة المبادئ في البيت الأبيض، ولم أسمع أبدًا عن اجتماع من هذا النوع يتم عبر تطبيق تجاري للمراسلة.

بعد دقيقة واحدة، كتب شخص يُعرف فقط بـ “مار” (الذي يُحتمل أن يكون وزير الخارجية ماركو أنطونيو روبيو) قائلًا: “مايك نيدهام للخارجية”، مما يشير إلى تعيينه المستشار الحالي لوزارة الخارجية كممثل له. في الوقت نفسه، كتب مستخدم سيجنال يُدعى “جي دي فانس” قائلًا: “آندي بيكر نائبًا للرئيس”. بعد دقيقة واحدة، كتبت “تي جي” (التي قد تكون تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، أو شخص يتظاهر بها) قائلة: “جو كينت للاستخبارات الوطنية”. بعد تسع دقائق، كتب “سكوت بي” – الذي يُحتمل أن يكون سكوت بيسنت، وزير الخزانة، أو شخص يتظاهر بهويته – قائلًا: “دان كاتز للخزانة”. في الساعة 4:53 مساءً، كتب مستخدم يُدعى “بيت هيجسيث” قائلًا: “دان كالدويل لوزارة الدفاع”. في الساعة 6:34 مساءً، كتب “براين” قائلًا: “براين مكورماك من أجل مجلس الأمن القومي”. في الساعة 5:24 مساءً، كتب “جون راتكليف” مع اسم أحد مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية ليتم تضمينه في المجموعة، ولن أذكر الاسم نظرًا لأن الشخص المعني هو ضابط استخبارات نشط.

يبدو أن الأعضاء الرئيسيين قد اجتمعوا. بشكل عام، تم إدراج 18 شخصًا كأعضاء في هذه المجموعة، بما في ذلك عدد من المسؤولين في مجلس الأمن القومي، ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط وأوكرانيا، سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، وشخص عُرف فقط بـ “إس إم”، الذي اعتقدت أنه يشير إلى ستيفن ميلر، فيما ظهر اسمي على شاشتي فقط كـ “جي جي”.

كان ذلك نهاية سلسلة الرسائل النصية يوم الخميس.

بعد تلقي رسائل والتز المتعلقة بـ “مجموعة الحوثيين – لجنة تنسيق مصغرة”، استشرت عددًا من الزملاء. ناقشنا احتمال أن تكون هذه الرسائل جزءًا من حملة تضليل، قد تكون قد أُطلقت من قبل جهاز استخبارات أجنبي أو، على الأرجح، منظمة إعلامية تبحث عن إثارة الجدل، وهي نوع من المجموعات التي تحاول وضع الصحفيين في مواقف محرجة، وأحيانًا تنجح في ذلك. كان لدي شكوك قوية في أن تكون هذه المجموعة النصية حقيقية، لأنني لم أصدق أن قيادة الأمن القومي في الولايات المتحدة قد تتواصل عبر سيجنال بشأن خطط حرب وشيكة. كما لم أستطع تصديق أن مستشار الأمن القومي للرئيس قد يكون متهورًا إلى درجة أنه يضم رئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتك” في مثل هذه المناقشات مع كبار المسؤولين الأمريكيين، حتى نائب الرئيس.

في اليوم التالي، أصبح الأمر أكثر غرابة؛ ففي الساعة 8:05 صباحًا يوم الجمعة، 14 آذار/مارس، أرسل “مايكل والتز” رسالة إلى المجموعة قائلًا: “فريق العمل، يجب أن يكون لديكم بيان استنتاجات مع المهام وفقًا لتوجيهات الرئيس هذا الصباح في صناديق البريد الخاصة بكم”. (يشير مصطلح “الصندوق العالي” في لغة الحكومة إلى الأنظمة الإلكترونية والاتصالات السرية). وأضاف: “الخارجية ووزارة الدفاع، قمنا بتطوير قوائم إشعارات مقترحة للحلفاء والشركاء الإقليميين. يرسل فريق الأركان صباح اليوم تسلسلًا أكثر تحديدًا للأحداث في الأيام القادمة وسنعمل مع وزارة الدفاع لضمان اطلاع رئيس الأركان، ونائب الرئيس، والرئيس على المعلومات”.

في هذه اللحظة؛ بدأ نقاش سياسي مثير للاهتمام، فقد رد حساب “جي دي فانس” في الساعة 8:16 قائلًا: “فريق العمل، أنا بالخارج اليوم في حدث اقتصادي في ميشيجان. لكنني أعتقد أننا نرتكب خطأ”. (كان فانس بالفعل في ميشيجان في ذلك اليوم). ثم تابع قائلًا: “3 بالمئة من تجارة الولايات المتحدة تمر عبر قناة السويس، و40 بالمئة من التجارة الأوروبية تمر عبرها. هناك خطر حقيقي أن الجمهور لا يفهم هذا أو لماذا هو ضروري. أقوى سبب للقيام بذلك هو، كما قال الرئيس، إرسال رسالة”.

ثم تابع حساب فانس ليقول بيانًا جديرًا بالذكر، نظرًا لأن نائب الرئيس لم ينحرف علنًا عن موقف ترامب في أي قضية تقريبًا: “لست متأكدًا ما إذا كان الرئيس يدرك كم أن هذا غير متسق مع رسالته حول أوروبا في الوقت الحالي. هناك خطر إضافي بأن نرى زيادة متوسطة إلى شديدة في أسعار النفط. أنا مستعد لدعم إجماع الفريق وأبقي هذه المخاوف لنفسي. لكن هناك حجة قوية لتأجيل هذا لمدة شهر، وإجراء العمل على الرسائل حول سبب أهمية ذلك، ورؤية أين سيكون الاقتصاد، وما إلى ذلك”.

كتب شخص يُعرَف في تطبيق سيجنال باسم “جو كينت” (المرشح من قبل ترامب لإدارة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، جو كينت) في الساعة 8:22 صباحًا: “لا يوجد أمر حساس من حيث الوقت يدفع الجدول الزمني. سنمتلك نفس الخيارات تمامًا بعد شهر.”

وفي الساعة 8:26 صباحًا، وصلت رسالة إلى تطبيقي من المستخدم “جون راتكليف”، تحتوي على معلومات قد تُفهم على أنها مرتبطة بعمليات استخباراتية فعلية وجارية.

في الساعة 8:27، وصلتني رسالة من حساب “بيت هيجسيث” جاء فيها: “نائب الرئيس، أفهم تمامًا مخاوفك وأدعم رفعها مع الرئيس. هناك اعتبارات مهمة، معظمها يصعب التنبؤ بتطوراتها (الاقتصاد، سلام أوكرانيا، غزة، وغيرها). أعتقد أن التواصل سيكون تحديًا بغض النظر عن المسألة – فلا أحد يعرف من هم الحوثيون – ولهذا السبب يجب أن نركز على: 1) فشل بايدن، و2) تمويل إيران”.

وأضاف هيجسيث في رسالته: “الانتظار لبضعة أسابيع أو حتى شهر لن يغير الحسابات بشكل جوهري. هناك خطران فوريان من الانتظار: 1) تسرب هذه الرسالة مما يجعلنا نبدو مترددين؛ 2) قيام إسرائيل باتخاذ إجراء أولًا أو انهيار هدنة غزة مما يمنعنا من بدء هذا وفقًا لشروطنا. يمكننا إدارة الأمرين. نحن مستعدون للتنفيذ، وإذا كان لي حق التصويت النهائي للموافقة أو الرفض، أعتقد أنه يجب علينا المضي قدمًا. هذا [ليس] عن الحوثيين. أراه أمرين: 1) استعادة حرية الملاحة، وهو مصلحة وطنية أساسية؛ و2) استعادة الردع الذي أضعفه بايدن. ومع ذلك، يمكننا بسهولة التوقف. وإذا فعلنا ذلك، سأبذل كل ما في وسعي لضمان 100 بالمئة من أمن العمليات”، وأضاف: “أرحب بأي أفكار أخرى”.

بعد بضع دقائق، نشر حساب “مايكل والتز” ملاحظة تفصيلية حول أرقام التجارة وقدرات البحريات الأوروبية المحدودة، حيث كتب: “سواء الآن أو بعد عدة أسابيع، يجب أن تكون الولايات المتحدة هي من تعيد فتح هذه الممرات البحرية. بناءً على طلب الرئيس، نحن نعمل مع وزارة الدفاع والخارجية لتحديد كيفية جمع التكاليف المرتبطة وفرضها على الأوروبيين”.

في الساعة 8:45، وجه حساب يُعرف باسم “جي دي فانس” رسالة إلى بيت هجسيث، جاء فيها: “إذا كنت تعتقد أنه يجب علينا القيام بذلك، فلنبدأ. فقط أكره إنقاذ أوروبا مرة أخرى”. (لقد اعترضت الإدارة بأن حلفاء أمريكا الأوروبيين يستفيدون اقتصاديًا من حماية البحرية الأمريكية للممرات البحرية الدولية).

ورد المستخدم الذي يُعرف باسم هيجسيث بعد ثلاث دقائق قائلًا: “نائب الرئيس: أشاركك تمامًا كرهك للتطفل الأوروبي؛ إنه محبط. لكن مايك على حق، نحن الوحيدون على كوكب الأرض (من جانبنا في السجل) الذين يمكنهم فعل ذلك. لا أحد آخر قريب من ذلك. السؤال هو التوقيت. أشعر أن الوقت الحالي هو أفضل وقت ممكن، بالنظر إلى توجيه الرئيس لإعادة فتح الممرات البحرية. أعتقد أنه يجب علينا المضي قدمًا؛ لكن الرئيس لا يزال يمتلك 24 ساعة من مساحة اتخاذ القرار”.

وفي هذه اللحظة، انضم “إس إم” الصامت سابقًا إلى المحادثة، وكتب: “كما سمعت، كان الرئيس واضحًا: الضوء الأخضر، ولكننا سنوضح قريبًا لمصر وأوروبا ما نتوقعه في المقابل. نحتاج أيضًا إلى معرفة كيفية فرض هذا المتطلب. على سبيل المثال، إذا لم تقم أوروبا بالتعويض، فماذا نفعل؟ إذا نجحت الولايات المتحدة في استعادة حرية الملاحة بتكلفة كبيرة، يجب أن يكون هناك بعض المكاسب الاقتصادية الإضافية المستخلصة في المقابل”.

تلك الرسالة من “إس إم”، التي يُحتمل أن تكون من ستيفن ميلر، مستشار الرئيس ترامب ونائب رئيس أركان البيت الأبيض، أو شخص يتظاهر بأنه هو، أغلقت المحادثة بشكل فعّال. كانت آخر رسالة في اليوم من “بيت هيجسيث”، الذي كتب في الساعة 9:46 صباحًا: “متفق”.

بعد مراجعة سلسلة الرسائل، أدركت أن المحادثة كانت تبدو ذات مصداقية عالية. النصوص، في اختيار كلماتها وحججها، كانت تبدو وكأنها كتبت من قبل الأشخاص الذين يُزعم أنهم أرسلوها، أو بواسطة مولد نصوص ذكي للغاية. ورغم ذلك، كنت ما زلت مشككًا في احتمال أن تكون هذه المحادثة عملية تضليل أو محاكاة من نوع ما. كنت في حيرة من أمري، إذ لم يبدُ أن أيًّا من أعضاء المجموعة لاحظ وجودي. ومع ذلك، إذا كانت هذه خدعة، فإن دقة المحاكاة ومستوى الفهم في السياسة الخارجية كانا مثيرين للإعجاب.

في صباح اليوم التالي، السبت 15 آذار/ مارس، أصبح هذا الموضوع غريبًا بشكل لا يُصدّق.

في الساعة 11:44 صباحًا، نشر الحساب المسمى “بيت هيغسث” في تطبيق “سيجنال” تحديثًا للفريق. لن أقتبس من هذا التحديث أو من بعض الرسائل اللاحقة، إذ إن المعلومات الواردة فيها، لو اطلع عليها أعداء الولايات المتحدة، كانت قد تُستخدم للإضرار بالعسكريين والمخابرات الأمريكيين، خاصة في منطقة الشرق الأوسط الأوسع التي تقع ضمن مسؤوليات القيادة المركزية. ما يمكنني قوله لتوضيح خطورة هذه المحادثة في “سيجنال” هو أن المنشور من هيجسث تضمن تفاصيل عملياتية حول الهجمات المستقبلية على اليمن، بما في ذلك معلومات عن الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة، فضلًا عن تسلسل الهجمات.

الشخص الوحيد الذي رد على تحديث هيجسث كان الشخص الذي تم التعرف عليه على أنه نائب الرئيس؛ حيث كتب “جي دي فانسي”: “سأقول دعاءً من أجل النصر”. (أضاف مستخدمان آخران رموز تعبيرية للصلاة.)

وفقًا للرسالة الطويلة من هيجسث، ستُسمع أولى التفجيرات في اليمن بعد ساعتين، في الساعة 1:45 ظهرًا بتوقيت الساحل الشرقي. لذا انتظرت في سيارتي في موقف سيارات سوبرماركت. إذا كانت هذه المحادثة في “سيجنال” حقيقية، فكرت، فإن أهداف الحوثيين ستُقصف قريبًا. في حوالي الساعة 1:55، تفقدت “إكس” وبحثت عن اليمن. كانت الانفجارات تُسمع في جميع أنحاء صنعاء، عاصمة البلاد.

عدت إلى قناة “سيجنال”. في الساعة 1:48، قدّم مايكل والتز تحديثًا للمجموعة، واصفًا العملية بأنها “عمل مذهل”. مرة أخرى، لن أقتبس من النص، حفاظًا على طبيعته الحساسة. بعد بضع دقائق، كتب جون راتكليف: “بداية جيدة”. وسرعان ما رد والتز بثلاثة رموز تعبيرية: قبضة يد، علم أمريكي، ونار. بدأت التهاني تتوالى من الأعضاء الآخرين. كتب “مار”: “عمل رائع يا بيت وفريقك!”، فيما أرسلت سوزي وايلز رسالة قالت فيها: “أحسنتم جميعًا – خاصةً أولئك في الميدان و” القيادة المركزية للولايات المتحدة”! حقًا رائع. الله يبارككم” تبعها ستيف ويتكوف بخمسة رموز تعبيرية: يدان مرفوعتان للصلاة، عضلة مشدودة، وعلمان أمريكيان، أما تي جي فعلق قائلًا: “عمل رائع وتأثيرات عظيمة!”.

تضمنت المناقشات اللاحقة تقييمًا للأضرار التي تم إلحاقها، بما في ذلك الحديث عن وفاة محتملة لشخص معين. في الوقت نفسه، أفادت وزارة الصحة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون بأن 53 شخصًا على الأقل قُتلوا في الضربات، وهو رقم لم يتم التحقق منه بشكل مستقل.

في يوم الأحد، ظهر والتز في برنامج “ذيس وييك” على قناة “أي بي سي”، وقارن الضربات بالنهج الأكثر ترددًا الذي اتبعته إدارة بايدن. وقال: “لم تكن هذه ضربات عشوائية أو متبادلة – كما أثبتت الهجمات في النهاية أنها غير فعالة. كانت هذه استجابة ساحقة استهدفت في الواقع عدة قادة حوثيين وأخرجتهم من المعادلة.”

خلصتُ إلى أن مجموعة الدردشة على سيجنال كانت على الأرجح حقيقية، وهو استنتاج بدا مستبعدًا قبل ساعات فقط. وبناءً على ذلك، قررت مغادرة المجموعة، مدركًا أن ذلك سيؤدي إلى إرسال إشعار تلقائي إلى منشئها، “مايكل والتز”، يفيد بانسحابي. ومع ذلك، لم يبدُ أن أحدًا في المحادثة قد لاحظ وجودي من الأساس، ولم أتلقَ أي استفسارات لاحقًا، لا عن سبب مغادرتي، ولا، وهو الأهم، عن هويتي.

في وقت سابق اليوم، أرسلتُ بريدًا إلكترونيًا إلى مايكل والتز ورسالة عبر حسابه على “سيجنال”، كما تواصلت مع بيت هيغسيث، وجون راتكليف، وتولسي غابارد، ومسؤولين آخرين. في رسالتي الإلكترونية، طرحتُ عددًا من التساؤلات، من بينها: هل مجموعة “الحوثيين – لجنة تنسيق مصغرة” على “سيجنال” حقيقية فعلًا؟ هل كانوا على علم بوجودي ضمن هذه المجموعة؟ هل تم ضمي إليها عمدًا، ولو بفرصة ضئيلة؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فمن كانوا يظنون أنني؟ وهل أدرك أي شخص هويتي عند إضافتي أو عند مغادرتي للمجموعة؟ وهل يستخدم مسؤولو إدارة ترامب بانتظام “سيجنال” لمناقشات حساسة؟ وأخيرًا، هل يدرك هؤلاء المسؤولون أن استخدام مثل هذا القناة قد يشكل خطرًا على أفراد القوات الأمريكية؟

رد براين هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بعد ساعتين مؤكدًا صحة مجموعة “سيجنال”، وقال هيوز: “يبدو أن هذه سلسلة رسائل حقيقية، ونحن نراجع كيفية إضافة رقم غير مقصود إلى السلسلة. السلسلة تُظهر التنسيق العميق والمدروس بين كبار المسؤولين. كما أن النجاح المستمر للعملية الحوثية يظهر أنه لم يكن هناك أي تهديدات للقوات أو الأمن الوطني”.

وقال ويليام مارتن، المتحدث باسم فانس، إنه على الرغم من الانطباع الذي خلقته الرسائل، فإن نائب الرئيس متوافق تمامًا مع الرئيس. وقال: “أولوية نائب الرئيس الأولى هي دائمًا التأكد من أن مستشاري الرئيس يقدّمون له ملخصًا كافيًا حول جوهر مشاوراتهم الداخلية”، وأضاف: “نائب الرئيس فانس يدعم السياسة الخارجية لهذه الإدارة بشكل قاطع. وقد أجرى الرئيس ونائب الرئيس محادثات لاحقة حول هذه المسألة وهما متفقان تمامًا.”

لم أرَ من قبل خرقًا بهذا الشكل. ليس من غير المألوف أن يتواصل المسؤولون في مجال الأمن القومي عبر “سيجنال”، ولكن يُستخدم التطبيق أساسًا لتخطيط الاجتماعات والمسائل اللوجستية الأخرى، وليس للمناقشات التفصيلية والحساسة حول عمل عسكري قادم. وبالطبع، لم أسمع من قبل عن حالة تمت فيها دعوة صحفي لمثل هذه المناقشة.

من المحتمل أن يكون والتز، من خلال تنسيق إجراء متعلق بالأمن القومي عبر “سيجنال”، قد انتهك عدة مواد من قانون التجسس، الذي ينظم التعامل مع “معلومات الدفاع الوطني”، وفقًا لعدد من المحامين المتخصصين في الأمن القومي الذين تم مقابلتهم من قبل زميلي شين هاريس لهذه القصة. وقد طلب منهم هاريس أن ينظروا في سيناريو افتراضي حيث يقوم مسؤول أمريكي رفيع بإنشاء سلسلة محادثات على “سيجنال” بغرض مشاركة معلومات مع كبار المسؤولين في الحكومة حول عملية عسكرية نشطة. ولم يُعرض عليهم الرسائل الفعلية على “سيجنال” أو يُذكر لهم ما حدث بالتحديد.

وأجمع جميع هؤلاء المحامين على أن المسؤول الأمريكي لم يكن ينبغي له إنشاء سلسلة محادثات على “سيجنال” من الأساس. فبحسب القانون، تُعد المعلومات المتعلقة بعملية عسكرية نشطة ضمن نطاق “معلومات الدفاع الوطني”. كما أن “سيجنال” ليس منصة معتمدة من الحكومة لتبادل المعلومات السرية، إذ تمتلك الحكومة أنظمة خاصة لهذا الغرض. وأوضح المحامون أنه إذا أراد المسؤولون مناقشة الأنشطة العسكرية، فيجب أن يتم ذلك داخل منشأة مخصصة تُعرف باسم “مرفق المعلومات المقسمة الحساس” (SCIF)، وهو مرفق يقوم معظم كبار مسؤولي الأمن القومي بتركيبه في منازلهم، أو من خلال استخدام المعدات الحكومية المعتمدة فقط. وعادةً ما يُحظر إدخال الهواتف المحمولة إلى داخل هذه المرافق، مما يشير إلى أن هؤلاء المسؤولين كانوا على الأرجح يتنقلون في أماكن عامة أثناء تداولهم لمعلومات حول عملية عسكرية نشطة. وإذا تعرّضت هواتفهم للفقدان أو السرقة، فقد تكون التداعيات على الأمن القومي بالغة الخطورة.

يبدو أن هيجسث، وراتكليف، ومسؤولين حكوميين آخرين ربما يمتلكون السلطة لتصنيف المعلومات، وأشار عدد من المحامين المتخصصين في الأمن القومي إلى أن المسؤولين في محادثة “سيجنال” قد يدّعون أنهم فكّوا تصنيف المعلومات التي تبادلوها. لكن هذه الحجة، كما حذر المحامون، تظل ضعيفة، لأن “سيجنال” ليس منصة معتمدة لتبادل مثل هذه المعلومات الحساسة، بغض النظر عمّا إذا كانت مصنفة “سرية للغاية” أم لا.

إضافة إلى ذلك، برزت مشكلة أخرى محتملة: فقد قام والتز بتعيين بعض الرسائل في مجموعة “سيجنال” لتُحذف تلقائيًا بعد أسبوع، وأخرى بعد أربعة أسابيع، مما يثير تساؤلات حول احتمال انتهاك المسؤولين لقانون السجلات الفيدرالي، إذ تُعتبر الرسائل النصية المرتبطة بالأعمال الرسمية وثائق ينبغي الاحتفاظ بها.

وفي هذا السياق، صرّح جيسون ر. بارون، أستاذ في جامعة ماريلاند والمدير السابق للمقاضاة في إدارة الأرشيفات والسجلات الوطنية، للصحفي هاريس قائلًا: “وفقًا لقوانين السجلات التي تنطبق على البيت الأبيض والوكالات الفيدرالية، يُحظر على جميع موظفي الحكومة استخدام تطبيقات الرسائل الإلكترونية مثل “سيجنال” للأعمال الرسمية، ما لم يتم نسخ تلك الرسائل فورًا إلى حساب حكومي رسمي”.

وأضاف بارون: “الانتهاكات المتعمدة لهذه المتطلبات قد تؤدي إلى إجراءات تأديبية. كما أن وكالات مثل وزارة الدفاع تفرض قيودًا صارمة على الرسائل الإلكترونية التي تحتوي على معلومات مصنفة، حيث يُسمح بتداولها فقط عبر الشبكات الحكومية الآمنة أو الشبكات المشفرة المعتمدة من الحكومة.”

وتحدث العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين إلى هاريس ولي، مؤكدين أنهم استخدموا “سيجنال” لمشاركة معلومات غير مصنفة ومناقشة المسائل الروتينية، خاصة أثناء سفرهم إلى الخارج دون الوصول إلى أنظمة الحكومة الأمريكية. لكنهم كانوا يدركون تمامًا أنه لا ينبغي لهم أبدًا مشاركة معلومات مصنفة أو حساسة عبر التطبيق، خوفًا من أن تتعرض هواتفهم للاختراق من قبل أجهزة استخبارات أجنبية قادرة على قراءة الرسائل.

اللافت أن دونالد ترامب، سواء كمرشح رئاسي أو خلال فترة رئاسته، طالب مرارًا بسجن هيلاري كلينتون لاستخدامها خادم بريد إلكتروني خاص في الأعمال الرسمية عندما كانت وزيرة للخارجية. (كما تجدر الإشارة إلى أن ترامب وُجِّهت إليه تهم في 2023 تتعلق بسوء التعامل مع وثائق مصنفة، لكنها أُسقطت بعد إعادة انتخابه.)

من الناحية القانونية، كان والتز والمسؤولون الآخرون قد انتهكوا بالفعل سياسات الحكومة والقوانين بمجرد تبادلهم الرسائل النصية حول العملية العسكرية. لكن خطورة الأمر تفاقمت عندما أضاف والتز، على الأرجح عن طريق الخطأ، صحفيًا إلى مجموعته الخاصة بكبار المسؤولين، مما خلق أبعادًا جديدة تتعلق بالأمن والقانون. فبمجرد حدوث ذلك، أصبحت المجموعة فعليًا تنقل معلومات لشخص غير مصرح له بتلقيها، وهو ما ينطبق عليه التعريف الكلاسيكي للتسريب، حتى لو كان غير متعمد، وحتى لو لم يدرك المستلم أنه حصل على معلومات مسربة إلا بعد وقوع الضربة الأمريكية على اليمن.

ورغم ذلك، كان أعضاء المجموعة يدركون تمامًا حساسية المعلومات وأهمية أمن العمليات. ففي رسالته التي تضمنت تفاصيل الهجوم المرتقب على أهداف حوثية، كتب هيجسث للمجموعة ـ التي كنت لا أزال جزءًا منها في ذلك الوقت ـ قائلًا: “نحن حاليًا في وضع آمن من حيث أمن العمليات (OPSEC)”. (ترجمة نون بوست عن أتلانتيك)

تفاصيل جديدة حول محادثات سيجنال والهجمات الأمريكية على الحوثيين رغم نفي إدارة ترامب

كشف الصحفي الأمريكي جيفري جولدبرج، عبر تقرير جديد نشرته مجلة "ذي أتلنتيك"، عن تفاصيل مثيرة تتعلق بالهجوم الأمريكي الأخير على مواقع الحوثيين في اليمن، والذي يأتي في ظل نفي إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن المحادثات السرية تضمنت أي خطط للحرب.

وبحسب تسريبات حصل عليها جولدبرج من محادثات عبر تطبيق "سيجنال"، فقد وردت إليه معلومات عن الهجمات قبل ساعتين من بدء القصف، مما يثير تساؤلات حول كيفية تسرب هذه البيانات قبل التنفيذ الفعلي.

تفاصيل الضربات الجوية

ووفقًا للمراسلات التي استندت إليها ذي أتلنتيك:

  • الضربة الأولى على اليمن نُفذت باستخدام مقاتلات F-18.
  • الضربة الثانية شملت مشاركة مقاتلات F-18، إلى جانب إطلاق صواريخ توماهوك من البحر.
  • كان الهدف من الهجوم تصفية شخصية قيادية بارزة في صفوف الحوثيين، لكن لم يتم تأكيد هوية المستهدف بعد.
  • وزير الدفاع كتب في المراسلات أن الهدف كان في موقعه، وتم التأكيد على تنفيذ الضربة في الموعد المحدد، مع إرسال طائرات مسيّرة MQ-9.
  • مستشار الأمن القومي أشار في إحدى الرسائل إلى أن هناك تحققًا من هوية عدة أشخاص داخل المبنى المستهدف في صنعاء.

تداعيات التسريبات والمخاوف الأمنية

من جهتها، نقلت شبكة سي إن إن عن مسؤول دفاعي أمريكي أن المعلومات التي كشفها وزير الدفاع عبر "سيجنال" كانت سرية وقت كتابتها، ولم تكن العملية العسكرية قد بدأت بعد، مما يثير مخاوف بشأن تأمين المعلومات الحساسة.

وأكد مسؤول آخر في البنتاجون أن أي شخص من العسكريين تورط في تسريب هذه المعلومات سيواجه محاكمة عسكرية، مضيفًا أن الجيش لا يشارك بيانات بهذه الحساسية عبر أنظمة غير مصنفة على أنها سرية.

تدخل القضاء واتهامات سياسية

أما صحيفة "بوليتيكو"، فقد كشفت أن القاضي المكلّف بالنظر في دعوى قضائية تتعلق بهذه التسريبات، كان الرئيس ترامب قد طالب بعزله قبل أسبوع واحد فقط، مما يضفي بعدًا سياسيًا على القضية.

وفي سياق متصل، صرّح النائب الديمقراطي جيم هايمز أن المعلومات المتداولة عبر "سيجنال" كان من الممكن اعتراضها من قبل أجهزة الاستخبارات الروسية أو الصينية، مما يثير مخاوف بشأن الأمن السيبراني للاتصالات الحكومية الأمريكية.

خلاصة القضية

تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تحاول الولايات المتحدة تحقيق توازن بين تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الحوثيين، وضمان عدم تسرب معلومات سرية تعرض الأمن القومي للخطر. كما أن التسريبات الأخيرة قد تفتح الباب لتحقيقات أوسع حول طرق تداول المعلومات داخل الإدارة الأمريكية خلال الفترة الأخيرة من حكم ترامب.

حشد عسكري أمريكي ضخم في جزيرة دييجو جارسيا وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

كشف موقع ذا وور زون عن تحرك قوة كبيرة من قاذفات الشبح B-2 سبيريت نحو جزيرة دييجو جارسيا في المحيط الهندي، في خطوة تعكس تصاعد النشاط العسكري الأمريكي في المنطقة.

تحركات جوية مكثفة نحو دييغو جارسيا

أظهرت صور الأقمار الصناعية خلال الساعات الـ48 الماضية وجود ثلاث طائرات شحن من طراز C-17 وعشر طائرات للتزود بالوقود، تم نشرها في الجزيرة، التي تُعد إقليمًا بريطانيًا استراتيجيًا لطالما استخدمته الولايات المتحدة كنقطة انطلاق لتنفيذ ضربات عسكرية في الشرق الأوسط.

يأتي هذا الحشد العسكري بالتزامن مع تكثيف الضربات الأمريكية ضد الحوثيين، إلى جانب تصاعد التحذيرات الموجهة إلى إيران بشأن دعمها المزعوم للحوثيين ومساعيها النووية.

تحركات قاذفات B-2 والتواصل الجوي

رُصدت اتصالات بين طياري قاذفتين من طراز B-2 تحملان النداءات "بيتش 11" و"بيتش 14" مع مراقبي الحركة الجوية في أستراليا، وفقًا لتسجيلات متاحة للعامة. وأكد طاقم "بيتش 11" وجود قاذفة ثالثة، حيث تزودت جميعها بالوقود جواً أثناء تحليقها غربًا فوق أستراليا.

في المقابل، واجهت قاذفة رابعة تحمل النداء "بيتش 13" عطلًا فنيًا غير معروف، ما أجبرها على الهبوط في قاعدة هيكام الجوية في هاواي بعد إعلان حالة طوارئ أثناء الرحلة.

انتشار عسكري أوسع يشمل طائرات شبحية

تشير تسجيلات أخرى للحركة الجوية إلى أن مزيدًا من قاذفات B-2، التي تحمل نداء "أبا"، غادرت قاعدة وايتمان الجوية في ميزوري متجهة أيضًا نحو دييغو جارسيا. ويُذكر أن جميع القاذفات العشرين من هذا الطراز متمركزة في وايتمان.

تعليق القوات الجوية الأمريكية

ردًا على الاستفسارات بشأن هذه التحركات العسكرية، أصدر سلاح الجو الأمريكي بيانًا أكد فيه أن القيادة الاستراتيجية الأمريكية تنفذ عمليات عسكرية عالمية بشكل روتيني بالتنسيق مع الوكالات الحكومية المختلفة، بهدف ردع أي تهديدات استراتيجية. وأوضح البيان أن التفاصيل التشغيلية للمهام لن يتم الكشف عنها حفاظًا على الأمن العملياتي.

تعزيزات عسكرية إضافية في المحيطين الهادئ والهندي

أظهرت بيانات تتبع الطائرات العسكرية تحركات كبيرة لطائرات C-17 وطائرات التزود بالوقود نحو دييغو جارسيا، إلى جانب انتشار مماثل في قاعدة هيكام في هاواي وقاعدة أندرسن الجوية في جوام.

في سياق متصل، أفادت تقارير بأن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أمر بتمديد مهمة حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" في الشرق الأوسط، كما أصدر تعليمات لإرسال مجموعة قتالية أخرى بقيادة الحاملة "يو إس إس كارل فينسون" إلى المنطقة.

حشد عسكري غير مسبوق مقارنة بالمهام السابقة

بالمقارنة مع عمليات الانتشار السابقة، يُعتبر هذا الحشد في دييغو غارسيا أكبر بكثير من المهام الروتينية المعتادة لقوة القاذفات الاستراتيجية الأمريكية.

فعلى سبيل المثال، في عام 2022، أُرسلت أربع قاذفات B-2 إلى أستراليا في خطوة وُصفت بأنها رسالة قوية للصين، بينما تم نشر ست قاذفات B-52 في دييغو غارسيا عام 2020 بعد اغتيال قاسم سليماني في العراق.

أهمية استراتيجية لجزيرة دييغو جارسيا

لطالما لعبت دييغو جارسيا دورًا حاسمًا في العمليات العسكرية الأمريكية، حيث كانت نقطة انطلاق رئيسية للضربات الجوية خلال غزو أفغانستان عام 2001 والحرب على العراق عام 2003، وما زالت تستخدم حتى اليوم للقيام بمهمات قتالية.

تتميز هذه الجزيرة بموقع استراتيجي خارج نطاق الصواريخ الإيرانية والطائرات المسيّرة التي يمتلكها الحوثيون أو طهران. فعلى سبيل المثال، تمتلك إيران صواريخ باليستية يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، بينما تبعد دييغو جارسيا عن إيران حوالي 3795 كيلومترًا، مما يجعلها في مأمن من أي تهديد مباشر.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الجزيرة على مستودعات ضخمة للأسلحة والذخائر، مما يجعلها قاعدة انطلاق حيوية لأي نزاع عسكري واسع النطاق في المنطقة.

أمريكا تعيش تجربة الدولة المزدوجة

ذكر مقام مهم في مجلة الأتلانتيك الأمريكية أن الولايات المتحدة تشهد صعود دولة مزدوجة، حيث يسعى بعض القادة السياسيين إلى إنشاء نظام يتوازى فيه حكم القانون مع منطقة أخرى تهيمن عليها النزعات السلطوية والممارسات التعسفية. على الرغم من أن أمريكا لطالما امتلكت نظامًا قانونيًا معياريًا، إلا أن محاولات إدارة ترامب لتشكيل دولة امتيازات منفصلة بدأت في الظهور من خلال قرارات العفو التي تشجع العنف، والتدخلات في وزارة العدل، وعزل مسؤولين مستقلين، وإعادة تفسير الدستور  بما يخدم السلطة التنفيذية على حساب التوازن الدستوري التقليدي. في هذه الدولة المزدوجة، يمكن للشركات الكبرى والمواطنين غير المنخرطين في السياسة أن يواصلوا حياتهم كما لو أن شيئًا لم يتغير، بينما يقع المعارضون تحت وطأة القمع.

لفهم هذا النموذج، يجب العودة إلى تجربة تاريخية مشابهة مثل حقبة ألمانيا النازية. 

المفكر القانوني إرنست فرانكل، الذي هرب من برلين عام 1938، وثّق كيف تمكن النازيون من الحفاظ على اقتصاد رأسمالي مستقر ونظام قانوني ظاهري، بينما أوجدوا في الوقت نفسه منطقة حكم مطلق تتجاوز القوانين، أطلق عليها "دولة الامتيازات". لم يتم القضاء على الدولة القانونية التقليدية فورًا، بل ظلت قائمة إلى جانب الدولة السلطوية، مما سمح للنازيين بتنفيذ سياساتهم القمعية دون إثارة الفوضى في النظام الاقتصادي والاجتماعي.

فرانكل، وهو محامٍ يهودي متخصص في قانون العمل، عايش بنفسه هذه الازدواجية أثناء دفاعه عن معارضين سياسيين أمام المحاكم الألمانية. كان يرى كيف أن القوانين لا تزال سارية على البعض، بينما يتعرض آخرون للاعتقال والتصفية بقرارات تعسفية. في أحد القضايا عام 1936، فاز  فرانكل بدعوى لصالح مجموعة من العمال، لكن الجستابو صادر الأموال المحكوم بها لصالحهم. مثل هذه الحالات كشفت كيف أن القانون النازي كان يُستخدم فقط عندما يخدم أهداف النظام.

اليوم، تتكرر هذه الأنماط في أماكن عدة، مثل روسيا بوتين وسنغافورة لي كوان يو، حيث يتم قمع المعارضة السياسية مع السماح لباقي المواطنين بالعيش في ظل نظام يبدو مستقرًا. وهذا هو جوهر خطورة الدولة المزدوجة: يمكن أن تبدو الحياة طبيعية لمعظم الناس، في حين يتم استهداف المعارضين سياسيًا. وكما يوضح تاريخ فرانكل، فإن هذا النظام لا يبقى محصورًا في فئة معينة، بل يمكنه أن يتوسع ليشمل أي شخص يقف في وجه السلطة. لهذا السبب، فإن ظهور دولة مزدوجة في أمريكا اليوم ليس مجرد انحراف سياسي مؤقت، بل يمثل خطرًا حقيقيًا على الديمقراطية وسيادة القانون. (اتلانتيك)

ترامب: مزيد من الدول ستنضم إلى اتفاقات إبراهيم والسعودية مرشحة محتملة

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن مزيدًا من الدول ترغب في الانضمام إلى اتفاقات إبراهيم، مشيرًا إلى أن إدارته تعمل على تعزيز هذه الاتفاقيات وإضافة دول جديدة إليها.

السعودية على قائمة الدول المحتملة

في اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض، قال ترامب إن البيت الأبيض يرى أن المملكة العربية السعودية قد تكون من بين الدول التي تنضم إلى الاتفاقيات، رغم تحفظاتها بسبب حرب غزة.

من جانبه، أكد نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، أن الإدارة الحالية تحرز تقدمًا كبيرًا في توسيع الاتفاقيات، لكنه أشار إلى أن الأمر لا يزال مبكرًا.

ترامب: السعودية ستنضم إلى الاتفاقيات في النهاية

بعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، صرّح ترامب بأنه واثق من انضمام السعودية إلى اتفاقات إبراهيم في النهاية، مضيفًا أن العلاقات بين واشنطن والرياض قوية ومتينة.

استثمارات سعودية ضخمة في الولايات المتحدة

وفي سياق متصل، أعلن ترامب الأسبوع الماضي أنه يخطط لزيارة السعودية قريبًا، مشيرًا إلى أن المملكة تعتزم ضخ استثمارات تريليونية في الاقتصاد الأميركي، دون تحديد موعد زيارته المرتقبة.

اتفاق سعودي – إسرائيلي مرتقب؟

تحدث مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأميركي، عن احتمالية التوصل إلى اتفاق بين السعودية وإسرائيل، لكنه لم يكشف عن تفاصيل المفاوضات الجارية.

آفاق مستقبلية لتوسيع اتفاقات إبراهيم

منذ توقيع اتفاقات إبراهيم في 2020 بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب، تسعى واشنطن إلى توسيع نطاق الاتفاقيات، وسط مؤشرات على رغبة بعض الدول العربية في تحقيق تقارب مع إسرائيل، رغم التوترات الإقليمية القائمة. (الحرة)

ترامب: الولايات المتحدة قريبة من اتفاقية العناصر الأرضية النادرة مع أوكرانيا

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة وأوكرانيا تقتربان من توقيع اتفاقية حول العناصر الأرضية النادرة، وذلك في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

اتفاق حول المعادن النادرة ونقل ملكية منشآت طاقة

في تصريح للصحفيين من البيت الأبيض، قال ترامب:

"لقد اتفقنا بشأن العناصر الأرضية النادرة مع أوكرانيا، وسنوقع هذه الاتفاقية قريبًا."

وأشار إلى أن المفاوضات تشمل أيضًا نقل ملكية بعض منشآت إنتاج الكهرباء إلى الولايات المتحدة، لكنه لم يكشف عن تفاصيل محددة بشأن المواقع أو آلية التنفيذ.

وأضاف ترامب:

"نحن نتحدث عن نقل محطة طاقة نووية كبيرة إلى إدارتنا. نحن نناقش هذا مع الجانب الأوكراني حاليًا."

أهمية أوكرانيا في سوق المعادن النادرة

تمتلك أوكرانيا احتياطات كبيرة من المعادن الأرضية النادرة، والتي تعد ضرورية في تصنيع الإلكترونيات، والطاقة النظيفة، والتكنولوجيا العسكرية. وفي ظل المنافسة المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين على هذه الموارد، تسعى واشنطن إلى تأمين إمدادات جديدة بعيدًا عن بكين.

مطالبات ترامب بمقابل للدعم الأميركي

ويأتي هذا الاتفاق المحتمل في سياق دعوات ترامب المتكررة إلى ضرورة أن تقدم أوكرانيا شيئًا مقابل الدعم العسكري والمالي الكبير الذي تلقته من الولايات المتحدة خلال حربها مع روسيا.

وختم ترامب بالقول:

"لدينا خبرة واسعة في إدارة محطات الطاقة النووية، وإذا تم نقلها إلى إدارتنا، فستكون أكثر أمانًا."

انعكاسات الاتفاق المحتمل

  • تعزيز نفوذ الولايات المتحدة في قطاع الطاقة الأوكراني.
  • تقليل الاعتماد الأميركي على الصين في المعادن الأرضية النادرة.
  • إثارة ردود فعل روسية، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة. (الأناضول)

إيران

الاتحاد الأوروبي يبحث تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية ويؤكد منع إيران من امتلاك السلاح النووي

أكدت كاي كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أن منع إيران من الحصول على السلاح النووي يظل أولوية رئيسية للاتحاد، مشيرةً إلى استمرار النقاش حول إدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

إيران والتهديد النووي

في مقابلة مع موقع "واي نت" الإسرائيلي، شددت كالاس على أن الاتحاد الأوروبي يرى ضرورة تبني موقف أكثر صرامة تجاه طهران، خاصةً مع دعمها لروسيا وشنها هجمات سيبرانية ضد دول أوروبية.

وأوضحت أن النظام الإيراني أضعف الآن مقارنة بالماضي، مما يخلق فرصة مناسبة للحد من التهديدات الإيرانية.

خلال زيارتها إلى إسرائيل، التقت كالاس بعدد من المسؤولين، بينهم الرئيس إسحاق هرتزوغ، ووزير الخارجية جدعون ساعر، وزعيم المعارضة يائير لبيد، حيث أكدت أن إيران تشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة والعالم، ولا يجب أن تمتلك سلاحًا نوويًا.

تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية

أكدت كالاس أن الاتحاد الأوروبي لم يتوصل إلى إجماع بشأن إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، مشيرةً إلى أن السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد تتطلب إجماعًا كاملًا لاتخاذ هذا القرار.

في يونيو 2024، أدرجت كندا رسميًا الحرس الثوري ضمن قائمتها للمنظمات الإرهابية، فيما لا يزال الاتحاد الأوروبي يناقش هذه الخطوة، وسط ضغوط من نشطاء ومعارضين إيرانيين الذين يتهمون الحرس الثوري بقمع الاحتجاجات الشعبية وتنفيذ عمليات إرهابية في دول عدة.

مع تصاعد المخاوف بشأن تقدم البرنامج النووي الإيراني، تتزايد الدعوات داخل الاتحاد الأوروبي لتبني سياسة أكثر صرامة تجاه طهران، سواء عبر تشديد العقوبات أو تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية. ومع ذلك، لا يزال غياب التوافق بين الدول الأعضاء يمثل عقبة أمام اتخاذ خطوات أكثر حزمًا ضد إيران. (إيران إنترناشونال)

إيران ترفض التفاوض مع ترامب وتنتقد وساطة الإمارات

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة حاليًا "مستحيل" ما لم تحدث تغييرات جوهرية، مشددًا على أن رفض طهران التفاوض لا ينبع من العناد، بل من دروس التجارب السابقة، وذلك في ظل انتظار واشنطن رد إيران على دعوتها لمفاوضات نووية جديدة.

الموقف الإيراني من الاتفاق النووي

في مقابلة مع موقع "خبر أونلاین" الإيراني يوم الأحد 23 مارس، أوضح عراقجي أن انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 كان نكسة كبرى للدبلوماسية. وأشار إلى أن البرنامج النووي الإيراني شهد تطورًا كبيرًا منذ ذلك الحين، مما يجعل العودة إلى الصيغة السابقة للاتفاق غير واقعية.

وأضاف أن الاتفاق النووي (JCPOA) يمكن أن يكون أساسًا للمفاوضات المستقبلية، لكن أي اتفاق جديد يجب أن يعكس التغيرات في الظروف الحالية. وأكد أن إيران تواصل المفاوضات غير المباشرة مع الدول الأوروبية بشأن رفع العقوبات، معتبرًا أن التواصل الأوروبي مع الولايات المتحدة ضروري لحل الأزمة.

انتقاد وساطة الإمارات في التواصل مع إيران

انتقد عراقجي اختيار الإمارات كوسيط لنقل رسالة من إدارة ترامب، معتبرًا أن هذه الخطوة غير مفهومة ولا تحمل دلالة خاصة.

وأوضح أن سويسرا كانت دائمًا القناة الرسمية للتواصل بين واشنطن وطهران، وأحيانًا تدخلت عُمان، لذلك فإن استخدام الإمارات لهذه المهمة أمر غريب وغير معتاد.

العلاقات الإقليمية وإيران في مواجهة العقوبات

أكد عراقجي أن إيران لم تعترف بحكومة طالبان، لكن زيارته الأخيرة إلى أفغانستان كانت ضرورية لمناقشة قضايا حيوية بين البلدين.

شدد على أن طهران تعتمد على الدبلوماسية الإقليمية لتعزيز التجارة مع الدول المجاورة، في ظل العقوبات الأميركية المفروضة على الاقتصاد الإيراني.

أشار إلى أن العقوبات لا تقتصر على البرنامج النووي، بل تشمل قضايا أخرى مثل حقوق الإنسان ودعم روسيا في حرب أوكرانيا.

أكد أن العلاقات الإيرانية-الروسية تقوم على مبدأ "عدم المفاجآت"، مع تشاور وثيق بين البلدين بشأن القضايا الإقليمية.

استراتيجية إيران في مواجهة التحديات

اختتم عراقجي حديثه بالتأكيد على أن إيران لم تتخلَ عن المفاوضات، لكنها تتبع نهجًا دبلوماسيًا حذرًا، وتسعى إلى تخفيف العقوبات عبر التواصل مع الأوروبيين، مع الحفاظ على مصالحها الإقليمية والدولية. (إيران انترناشونال)

لحظة الحقيقة لإيران… هل سيكون 2025 عام الحرب أم الاتفاق النووي؟

تقترب إيران من مفترق طرق؛ حيث يواجه المرشد علي خامنئي قرارًا قد يكون الأكثر مصيرية في تاريخه: إما الحرب مع الولايات المتحدة، وإما التوصل إلى اتفاق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وهذا ما يراه الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، والخبير بشؤون السياسة الإيرانية في واشنطن، مارك دوبويتز، الذي يُعد من أشد المنتقدين للنظام الإيراني، وتم فرض عقوبات عليه من قِبل طهران في عام 2019؛ حيث يعتقد دوبويتز أن خامنئي يقف أمام خيارين مصيريين.

وقال دوبويتز، في حديثه لبرنامج "عين على إيران": "أعتقد أن المرشد الإيراني يواجه على الأرجح القرار الأكثر مصيرية في فترة ولايته، التي بدأت منذ 35 عامًا. هل سيختار التوصل إلى اتفاق نووي سلمي، أم سيسمح للولايات المتحدة وإسرائيل بتدمير برنامجه النووي وربما الإطاحة بنظامه؟".

وأضاف: "إن النظام الإيراني على المحك، وقد يشهد هذا العام إما سقوط أكثر من 40 عامًا من الحكم الإسلامي في إيران، أو قد يساعد في الحفاظ على النظام".

وقال دوبويتز: "أعتقد أن عام 2025 سيكون عامًا مثيرًا للاهتمام. قد تسير الأمور في اتجاه آخر؛ حيث يمكن أن يتم التوصل إلى اتفاق نووي قد يكون سيئًا للولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة. هناك خطر من أن يقوم الرئيس ترامب بعقد صفقة سيئة ويطلق عليها: أعظم صفقة تم التفاوض عليها على الإطلاق".

وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، علنًا أنه يفضل الدبلوماسية على الحرب مع إيران، وخلال حملته الانتخابية وعد بـ "إنهاء الحروب".

وكجزء من الجهود الدبلوماسية، أرسل ترامب رسالة إلى خامنئي يعرض فيها التفاوض حول الملف النووي، مع إعطاء إيران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق أو مواجهة عواقب وخيمة، وفقًا لتقارير موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي.

وهذا النهج يُظهر أن الولايات المتحدة تستعد لجميع السيناريوهات، بدءًا من التفاوض، وصولاً إلى العمل العسكري.

وقال دوبويتز: "إدارة ترامب تدرك تمامًا أن عام 2025 هو عام حاسم، والرئيس ترامب لن يسمح للنظام الإيراني بالحصول على أسلحة نووية".

ولا يزال رد فعل إيران غير واضح، خاصة في ظل الضعف الداخلي الذي تعانيه البلاد مع تزايد المعارضة، وانهيار العملة، وفقدان النفوذ الإقليمي مع تدهور وضع حلفائها في لبنان وسوريا.

وقال دوبويتز: "هناك الكثير من الخطاب المبالغ فيه. قدراتهم لا تتطابق مع تهديداتهم".

وأوضح الإسرائيليون أنهم مستعدون لتنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ويعتقد دوبويتز أن الولايات المتحدة ستقدم دعمًا محدودًا لمثل هذه الإجراءات، سواء من خلال مشاركتها في عمل عسكري مشترك، أو دعم إسرائيل في جهودها.

كما يبقى من غير الواضح مدى تأثير إسرائيل على الولايات المتحدة، وما إذا كان بإمكان الأميركيين إقناع روسيا بالانقلاب ضد إيران من خلال وقف إطلاق النار في أوكرانيا لخدمة مصالح موسكو.

ومن المقرر أن يلتقي وفد إسرائيلي رفيع المستوى مسؤولين أميركيين في البيت الأبيض، الأسبوع المقبل، لمناقشة الملف الإيراني.

وقال دوبويتز إن هذا جزء من استراتيجية ترامب لخلق نفوذ ضد نظام طهران. لكنه أضاف أن أي حرب محتملة لن تشبه التحالفات، التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، بل قد تشمل أهدافًا دقيقة ضد موانئ وقواعد الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك السفن التجسسية التي تدعم الحوثيين.

وتابع دوبويتز: "سنخلق الردع من خلال العقاب".

وعلى الرغم من أن قادة إيرانيين، مثل قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، قد وجهوا تحذيرات شديدة اللهجة بشأن "ردود فعل قاسية وحاسمة ومدمرة"، فإن دوبويتز يعتقد أن قدرات طهران أقل من تهديداتها. ومع أنه يرى أن النظام الإيراني نظام ضعيف، لكنه قادر على نشر الفوضى عالميًا من خلال وكلائه وخلاياه النائمة.

ويركز نهج ترامب تجاه إيران على قطع جميع السبل المؤدية إلى حصول إيران على أسلحة نووية.

وبينما أشاد دوبويتز بسياسة الإدارة الأميركية الحالية تجاه إيران، حتى الآن، إلا أنه قال إن واشنطن فشلت في تقديم الدعم الأقصى للشعب الإيراني.

وأكد أن وجود النظام الديني يعني أن أي اتفاق، بغض النظر عن عدد الضمانات، لن يكون فعالاً على المدى الطويل.

وقال دوبويتز: "أفضل طريقة لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، ولمنع العدوان في الشرق الأوسط والغرب هي الإطاحة بنظام طهران".

وأضاف: "أعتقد أن هذا النظام سيسقط، ولكننا بحاجة إلى أن نكون جادين بشأن هذا، وأن نتبنى سياسة دعم الشعب الإيراني للمساعدة في إسقاطه".

وشدد على ضرورة وجود آليات دعم عملية، بما في ذلك إنشاء صناديق لدعم الإضرابات العمالية، وتجاوز انقطاعات الإنترنت، وإطلاق عمليات إلكترونية لتعطيل أجهزة الأمن الحكومية خلال الاحتجاجات.

وقال دوبويتز: "سنكون مقصرين، إذا لم نكن مستعدين لدعم الشعب الإيراني في المرة المقبلة، التي يخرج فيها إلى الشوارع".

ولن تحدد القرارات، التي ستُتخذ في عام 2025، مستقبل إيران فقط، بل ستُعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط وما بعده.

وسواء اختارت إيران الدبلوماسية أو الصراع، فإن تداعيات ذلك ستنتشر في جميع أنحاء العالم، فالمخاطر لا يمكن أن تكون أعلى من ذلك. (إيران إنترناشونال)

إيران تكشف عن مدينة صاروخية جديدة تحت الأرض تضم آلاف الصواريخ

أعلن الحرس الثوري الإيراني، عن إنشاء مدينة صاروخية جديدة تابعة للقوات الجوفضائية في أعماق الأرض، مؤكدًا أنها تحتوي على آلاف الصواريخ الدقيقة.

أنواع الصواريخ داخل المدينة العسكرية

وفقًا لما بثه التلفزيون الإيراني، تضم المنشأة الصواريخ التالية:

  • خيبر شكن
  • قدر
  • سجيل
  • عماد
  • حاج قاسم
  • بالإضافة إلى صواريخ باليستية تعمل بالوقود الصلب والسائل.

مشاهد سابقة من القواعد الصاروخية الإيرانية

وكان التلفزيون الرسمي قد عرض في 10 يناير/كانون الثاني الماضي لقطات نادرة لقائد الحرس الثوري حسين سلامي أثناء زيارته قاعدة صاروخية تحت الأرض.

دور القاعدة في الهجوم على إسرائيل

بحسب التقرير، فقد تم استخدام هذه القاعدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لإطلاق نحو 200 صاروخ على إسرائيل، تضمنت لأول مرة صواريخ فرط صوتية. وجاء هذا الهجوم ردًا على عمليات إسرائيلية سابقة، ما دفع تل أبيب حينها إلى شن غارات جوية على مواقع عسكرية داخل إيران.

تخزين سفن حربية تحت الأرض

وفي تطور آخر، كشفت القوة البحرية التابعة للحرس الثوري بعد أيام من هذا الإعلان، عن موقع جديد لتخزين السفن تحت الأرض في المياه الجنوبية لإيران. وأظهرت المشاهد التي بثها الإعلام الإيراني عشرات السفن الصغيرة المسلحة برشاشات وصواريخ مخزنة داخل أنفاق تحت الأرض، ما يعكس تعزيز القدرات الدفاعية الإيرانية في مواجهة التهديدات المحتملة. (الجزيرة نت)

متابعات عربية

إدارة إسرائيلية رسمية لتهجير سكان غزة: من الإبادة الجماعية إلى الترحيل المنظَّم

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلنت حكومة الاحتلال عن إنشاء وكالة رسمية تُعنى بما أسمته "المغادرة الطوعية" للفلسطينيين، تحت إشراف ضابط متقاعد من الجيش الإسرائيلي، يُعرف بسجله العسكري الحافل بالجرائم ضد الفلسطينيين.

خطوة جديدة نحو تفريغ غزة

يمثل هذا القرار جزءًا من سلسلة إجراءات متسارعة تهدف إلى تهجير سكان القطاع، مستغلة ظروف الحرب والدمار الذي خلَّفته، فيما تروج إسرائيل لهذه الخطوة باعتبارها خيارًا طوعيًا، في حين أن الواقع يعكس سياسة تهجير قسري ممنهج.

تأتي هذه الخطوة ضمن رؤية يدعمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي تبنى خطة إخلاء غزة وتحويلها إلى مشروع استثماري أمريكي، متذرعًا بأن إعادة الإعمار غير ممكنة بوجود السكان في المنطقة.

إدارة رسمية لتهجير الفلسطينيين

صادق المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) على إنشاء إدارة داخل وزارة الحرب الإسرائيلية، تتولى تنسيق عمليات تهجير الفلسطينيين نحو دول ثالثة، بمشاركة الجيش وجهاز "الشاباك" والشرطة، وبتنسيق محتمل مع منظمات دولية.

ووفقًا للبيان الإسرائيلي الرسمي، ستُشرف الإدارة الجديدة على تأمين مرور الفلسطينيين "بشكل منضبط وآمن" عبر معابر برية وبحرية وجوية، إلى جانب الإشراف على البنية التحتية الضرورية لعملية التهجير.

وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صرّح قائلًا: "نعمل على تنفيذ رؤية ترامب، وسنسمح لأي مقيم في غزة يرغب في مغادرتها بالقيام بذلك"، مؤكدًا أن المشروع يحظى بدعم مسؤولين أمريكيين يرون في وجود مليوني فلسطيني في غزة تهديدًا لإسرائيل.

الاستعدادات لتهجير السكان

وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، كشف عن بدء الاستعدادات لإنشاء إدارة هجرة داخل وزارة الحرب، مهمتها تنفيذ "خطة الهجرة الطوعية" لسكان القطاع. وأوضح أن إسرائيل تعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لتحديد الدول المستعدة لاستقبال الفلسطينيين المهجّرين، مشيرًا إلى أن التنفيذ سيتطلب ترتيبات لوجستية معقدة، وقد يستغرق عامًا كاملًا إذا تم ترحيل 5000 شخص يوميًا.

الحرب كغطاء لخطة التهجير

أفادت تقارير إعلامية بأن العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية ليست فقط لاستهداف البنية التحتية لحركة حماس، بل تسعى أيضًا إلى تمهيد الأرض لتنفيذ خطة "الهجرة الطوعية". وتشير مصادر عسكرية وسياسية إلى أن الخطط الإسرائيلية تتجاوز الأهداف العسكرية المباشرة، لتشمل إعادة تشكيل الوضع الديموغرافي للقطاع.

بالتزامن مع ذلك، صرّح وزير الحرب الإسرائيلي بأن "كلما رفضت حماس الإفراج عن الرهائن، ستخسر المزيد من الأراضي التي ستُضم إلى إسرائيل"، في إشارة إلى نية الاحتلال التوسع الجغرافي داخل غزة.

خطوات متراكمة نحو التهجير

الإعلان عن إنشاء إدارة رسمية للهجرة الطوعية جاء تتويجًا لتحضيرات إسرائيلية بدأت منذ الأيام الأولى بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وكشفت تقارير إسرائيلية أن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية أعدّت وثيقة سرية تتضمن خطة متكاملة لتهجير سكان غزة تحت غطاء "الهجرة الطوعية".

وتشمل الخطة ثلاث مراحل:

  1. إبعاد المدنيين من مناطق القتال عبر الجيش الإسرائيلي.
  2. تسهيل خروجهم إلى الخارج كجزء من "القضاء على حماس".
  3. تنفيذ الإجلاء عبر إنشاء مدن خيام مؤقتة في سيناء، ثم نقلهم إلى دول أخرى.

قيادة التهجير: جنرال معروف بجرائمه ضد الفلسطينيين

أسندت الحكومة الإسرائيلية إدارة عمليات التهجير إلى الجنرال المتقاعد عوفر وينتر، المعروف بتوجهاته الدينية المتطرفة وسجله الحافل بالعمليات العسكرية ضد الفلسطينيين. وكان له دور بارز في عمليات "الرصاص المصبوب" (2008–2009) و"الجرف الصامد" (2014)، حيث وصف هجماته على غزة بأنها "حرب مقدسة".

تعيين وينتر لهذا المنصب يعكس طبيعة المشروع، حيث يُظهر أن خطة "المغادرة الطوعية" ليست سوى امتداد لسياسات القمع والإبادة، لكنها تأتي هذه المرة في إطار إداري ولوجستي، تحت قيادة جنرال خبير في تدمير المجتمع الفلسطيني.

التهجير أولوية إسرائيلية لاستكمال "حسم الصراع"

تشير الإجراءات الإسرائيلية المستمرة، والدعم الأمريكي اللامحدود، إلى أن مشروع تهجير سكان غزة يتصدر أولويات حكومة الاحتلال. كما أن استمرار الحرب على القطاع، ورفض نتنياهو الدخول في مفاوضات تهدئة، يعكس نية مبيّتة لتهيئة الظروف لتنفيذ مخطط التهجير.

جميع المؤشرات تؤكد أن الاحتلال، بدعم أمريكي، يدفع الفلسطينيين إلى خيارين لا ثالث لهما: البقاء في بيئة مدمرة تفتقد مقومات الحياة، أو مغادرة القطاع نحو المجهول، في خطوة تهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني في غزة نهائيًا. (نون بوست)

البرهان يعلن تحرير الخرطوم.. و"الدعم السريع" تقلل من أهمية الخطوة

عاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مساء الأربعاء، إلى القصر الرئاسي في الخرطوم، وأعلن أن العاصمة أصبحت "حرة"، في خطوة وصفت بأنها تحول استراتيجي في معركة الجيش السوداني ضد قوات "الدعم السريع".

ظهور البرهان وإعلان التحرير

في مشهد لافت، ظهر البرهان وهو أيضًا قائد الجيش السوداني، في القصر الرئاسي وسط عشرات الجنود، قائلاً: "انتهى الأمر.. الخرطوم حرة"، وذلك وفق لقطات متلفزة تابعها مراسل وكالة الأناضول.

وتعد هذه المرة الأولى التي يهبط فيها البرهان في الخرطوم منذ اندلاع الصراع قبل نحو عامين، حيث كانت القوات المسلحة تخوض معارك شرسة لاستعادة السيطرة على العاصمة التي كانت تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.

إجراءات حكومية بعد "تحرير الخرطوم"

في سياق متصل، أعلنت حكومة ولاية الخرطوم عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" أن العاصمة أصبحت "خالية من الأوباش والمرتزقة"، في إشارة إلى قوات "الدعم السريع".

وعقدت اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة اجتماعًا برئاسة حاكم الولاية أحمد عثمان، حيث أكدت أن "جميع الوزارات الاتحادية والهيئات والدواوين الحكومية أصبحت خالية تمامًا من المليشيا المتمردة".

كما شددت اللجنة على ضرورة استنفار كل الإمكانيات للاستجابة لمرحلة "التحرير الكبرى"، من خلال:

  • رفع الجثث ودفنها بشكل عاجل.
  • تعقيم المواقع التي شهدت القتال.
  • إزالة المتفجرات والمخلفات العسكرية لضمان سلامة المواطنين.

الجيش يواصل تقدمه في الخرطوم

شهدت الخرطوم، خلال الأيام الماضية، تقدمًا سريعًا للجيش السوداني، حيث تمكن من استعادة السيطرة على المطار ومقرات أمنية وعسكرية، بالإضافة إلى أحياء استراتيجية شرق وجنوب العاصمة، في أكبر إنجاز ميداني له منذ بدء الحرب في أبريل 2023.

كما فرض الجيش سيطرته على معظم المباني الحكومية والخاصة وسط الخرطوم، ومنطقة المقرن، وهو ما يشير إلى انحسار نفوذ قوات الدعم السريع في العاصمة.

"الدعم السريع" تقلل من أهمية انسحابها

على الجانب الآخر، حاولت قوات الدعم السريع التقليل من أهمية هذا التقدم، حيث قال مستشار قائد القوات، الباشا طبيق، عبر منصة "إكس" إن:

  • "الدعم السريع لم ولن تنهار، والجيش لم يحقق أي نصر".
  • "ما حدث ليس انسحابًا، وإنما إعادة تموضع لقواتنا في أم درمان"، وذلك لأسباب لوجستية وعسكرية.
  • "بيانات الجيش حول استعادة المواقع مجرد تضليل للرأي العام".
  • "الحرب لم تنتهِ بعد، والأيام القادمة ستكون صعبة على الجيش وحلفائه".

تراجع نفوذ "الدعم السريع" في عدة ولايات

خلال الأسابيع الأخيرة، تراجعت سيطرة قوات الدعم السريع في عدد من الولايات السودانية، منها:

  • الخرطوم
  • الجزيرة
  • النيل الأبيض
  • شمال كردفان
  • سنار
  • النيل الأزرق

وبحسب مصادر ميدانية، لم يعد تحت سيطرة "الدعم السريع" سوى جيوب صغيرة غرب وجنوب أم درمان، وأجزاء من ولايتي شمال وغرب كردفان. كما لا تزال تسيطر على أربع ولايات في دارفور، فيما يسيطر الجيش على الفاشر، عاصمة شمال دارفور.

حصيلة الحرب وأثرها الإنساني

منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في أبريل 2023، أسفرت الحرب عن:

  • مقتل أكثر من 20 ألف شخص وفق الأمم المتحدة.
  • نزوح ولجوء حوالي 15 مليون شخص داخل السودان وخارجه.
  • دراسة أمريكية حديثة قدرت عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.

هل يمثل هذا التطور نهاية الحرب؟

رغم إعلان الجيش سيطرته على الخرطوم، فإن الصراع في السودان لا يزال مستمرًا، إذ تشير التحركات الميدانية إلى إعادة تموضع لقوات الدعم السريع في مناطق أخرى، ما يشير إلى أن المعارك قد تستمر لفترة أطول، خاصة في ظل التهديدات التي أطلقها قادة "الدعم السريع" بشأن هجمات مرتقبة ضد الجيش السوداني.

يبقى السؤال المطروح: هل يستطيع الجيش السوداني إنهاء الحرب قريبًا، أم أن المواجهات ستدخل مرحلة جديدة من التصعيد؟

متابعات إفريقية

العلاقات العربية الأفريقية: تكامل استراتيجي أم تنافس مستمر؟

أثار انتخاب وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، رئيسًا لمفوضية الاتحاد الأفريقي، ونائبته الجزائرية سلمى مليكة حداد، تساؤلات جديدة حول طبيعة العلاقة بين العرب والأفارقة داخل القارة، خاصة بعد عقود من التصورات العنصرية التي قسمت القارة بين شمال عربي مسلم وجنوب أفريقي مسيحي.

إمكانات التعاون العربي الأفريقي

تحظى العلاقات العربية الأفريقية باهتمام كبير لدى الباحثين، حيث يشمل هذا التكتل 66 دولة، منها 10 دول ذات عضوية مزدوجة، مما يمنحها قدرة على تشكيل تحالف اقتصادي وسياسي قوي. وتمتلك الدول العربية نصف موارد الطاقة العالمية إلى جانب سيولة مالية كبيرة، بينما تتمتع أفريقيا بموارد زراعية ضخمة، وقوة بشرية هائلة، مما يفتح الباب أمام تعاون استراتيجي بدلاً من التنافس.

القمة الأفريقية الـ38: محاور رئيسية

1. انتخاب قيادة عربية لمفوضية الاتحاد الأفريقي

اعتمد الاتحاد الأفريقي مبدأ التناوب الإقليمي في انتخاب رئيس المفوضية من شرق أفريقيا، ونائبه من شمال القارة. تنافس على المنصب ثلاثة مرشحين، بينهم محمود علي يوسف، الذي رفض التطبيع مع إسرائيل، ورئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينغا، المؤيد للتطبيع ومنح إسرائيل صفة مراقب، إلى جانب وزير مالية مدغشقر ريتشارد واندريا، الداعم للموقف ذاته.

حظي يوسف بدعم الدول العربية الأفريقية ومنظمة التعاون الإسلامي والكتلة الفرانكفونية، ليتم انتخابه بعد سبع جولات تصويت، مما عكس تغيرًا في نظرة الأفارقة تجاه العرب، ورفضًا للتدخلات الإسرائيلية في شؤون القارة.

2. الموقف الأفريقي من الحرب الإسرائيلية على غزة

أسهمت عملية "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في إبطاء مسار التطبيع الأفريقي مع إسرائيل. وقد انعكس ذلك في منع مشاركة إسرائيل في القمة، وإصدار بيان ختامي أدان ممارساتها في غزة، رغم استمرار بعض الدول الأفريقية في إقامة علاقات معها.

3. الأزمة السودانية

تناولت القمة الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث دعت إلى وقف القتال واستئناف العملية السياسية، مع التأكيد على ضرورة إشراك جميع الأطراف في خريطة الطريق المطروحة لحل الأزمة.

تحديات وآفاق التعاون العربي الأفريقي

1. الخلافات العربية الداخلية: تؤثر الانقسامات العربية، مثل قضية الصحراء الغربية، على قدرة الدول العربية على تبني موقف موحد تجاه القارة الأفريقية.

2. الحاجة إلى قيادة قوية: يتطلب تفعيل التعاون العربي الأفريقي وجود دول رائدة تدفع بهذا الاتجاه، وتفعيل الآليات المؤسسية مثل الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.

3. عقد القمة العربية الأفريقية: يعتبر عقد القمة العربية الأفريقية الخامسة ضرورة ملحة لمناقشة فرص التعاون، مع التركيز على القضايا المشتركة بدلًا من الخلافات السياسية.

ختامًا

يشكل انتخاب شخصيتين عربيتين على رأس مفوضية الاتحاد الأفريقي فرصة لتعزيز التعاون العربي الأفريقي، لكن نجاح هذا التعاون مرهون بإرادة سياسية جادة، والتغلب على الخلافات الداخلية، وتفعيل آليات العمل المشترك لتحقيق التكامل المنشود. (الجزيرة نت)

مالي تنضم إلى النيجر وبوركينا فاسو في الانسحاب من منظمة الفرنكوفونية

أعلنت مالي، التي يديرها المجلس العسكري الحاكم والذي قطع علاقاته مع فرنسا، انسحابها رسميًا من المنظمة الدولية للفرنكوفونية بعد يوم واحد من اتخاذ النيجر وبوركينا فاسو القرار ذاته.

خلفية القرار

كانت عضوية مالي في المنظمة الفرنكوفونية – التي تُشبه الكومنولث ولكن للدول الناطقة بالفرنسية – قد عُلِّقت في أغسطس/آب 2020، عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا. آنذاك، طالبت المنظمة بالإفراج عن كيتا، الذي تولّى الحكم منذ 2013، كما دعت إلى تشكيل حكومة انتقالية مدنية لمعالجة الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.

انسحاب جماعي لدول الساحل

في خطوة متزامنة، أعلنت بوركينا فاسو والنيجر، اللتان يقودهما أيضًا مجلسان عسكريان، انسحابهما من المنظمة، بعد أن قامتا بقطع العلاقات مع فرنسا، واتجهتا نحو تعزيز الشراكة مع روسيا. كما كان الانقلاب العسكري في النيجر قد أدى إلى تعليق عضويتها في المنظمة في يوليو/تموز 2023، بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم.

أثر الانسحاب

تعد المنظمة الدولية للفرنكوفونية، التي تتخذ من باريس مقرًا لها، كيانًا يهدف إلى تعزيز اللغة الفرنسية والتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين أعضائها البالغ عددهم 93 دولة. ومع تصاعد التوترات بين الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية وفرنسا، يشير هذا الانسحاب الجماعي إلى إعادة رسم العلاقات الجيوسياسية في المنطقة، مع ميل بعض الدول نحو تحالفات جديدة بعيدًا عن النفوذ الفرنسي التقليدي. (أفروبوليسي)

آبي أحمد: إثيوبيا لا تسعى لغزو إريتريا والوصول إلى البحر الأحمر "أمر وجودي"

أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في خطاب أمام البرلمان يوم الخميس، أن بلاده لا تنوي غزو إريتريا من أجل الوصول إلى البحر الأحمر، مشددًا على أن الوصول إلى البحر يمثل قضية وجودية لإثيوبيا.

تصاعد التوترات بين أديس أبابا وأسمرة

تأتي تصريحات آبي أحمد في ظل تصاعد حدة التوتر بين إثيوبيا وإريتريا، بعد أن أعرب وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح عن استغراب بلاده مما وصفه بـ"طموحات إثيوبيا الخاطئة والبائدة" في الوصول إلى البحر الأحمر، محذرًا من أي محاولات لتحقيق هذا الهدف بالدبلوماسية أو القوة العسكرية.

مخاوف من اندلاع صراع جديد

على الجانب الآخر، حذّر الفريق تسادكان جبريتينساي، نائب رئيس الإدارة المؤقتة في إقليم تغراي، من أن الحرب بين إثيوبيا وإريتريا تبدو حتمية، معتبرًا أن تغراي قد تصبح ساحة المعركة الرئيسية لهذا الصراع. كما اتهم جيتاتشو ردا، رئيس الإدارة المؤقتة في تغراي، إريتريا بمحاولة استغلال الاضطرابات في الإقليم لتحقيق مصالحها الخاصة.

إثيوبيا ترفض الاتهامات وتحذّر من الاستفزاز

في ظل هذه التوترات، رفض آبي أحمد الاتهامات بأن إثيوبيا تسعى إلى مواجهة عسكرية مع إريتريا، لكنه أكد أن بلاده مستعدة للدفاع عن نفسها إذا استدعى الأمر ذلك. كما وجه تحذيرًا صارمًا من الاستفزازات الخارجية، قائلاً:

"يجب ألا يكون هناك استفزاز من أي طرف، لأنه في حال حدوث ذلك، سيكون الرد قاسيًا."

تصريحات آبي أحمد تعكس تصاعد التوترات الإقليمية، في وقت تترقب فيه المنطقة تطورات قد تُعيد خلط الأوراق الجيوسياسية في القرن الأفريقي. (أفروبوليسي)

الأمم المتحدة تدين العنف في جنوب السودان وتحذّر من خطر اندلاع حرب أهلية جديدة

ندّد رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (مينوس) نيكولاس هايسوم، يوم الاثنين، بتصاعد أعمال العنف الانتقامية التي تستهدف المدنيين عشوائيًا، مشيرًا بشكل خاص إلى غارات جوية بقنابل تحتوي على سائل سريع الاشتعال.

تصاعد القتال في ولاية أعالي النيل

تعيش مقاطعة ناصر بولاية أعالي النيل منذ أسابيع معارك عنيفة، خاصة بين القوات الفيدرالية الموالية للرئيس سلفا كير وميليشيا "الجيش الأبيض"، التي تتهمها الحكومة بالتآمر ضدها بالتنسيق مع النائب الأول للرئيس والمتمرد السابق رياك مشار.

وخلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو، قال هايسوم:

"الوضع السياسي والأمني تدهور بشكل كبير منذ أن سيطر الجيش الأبيض، وهو ميليشيا من الشباب، على ثكنات تابعة للجيش في مقاطعة ناصر في 4 مارس/آذار."

وأضاف أن القوات الحكومية ردّت بغارات جوية متواصلة، مستخدمة قنابل وبراميل متفجرة تحتوي على سائل شديد الاشتعال يزيد من حدة الانفجارات، مما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات مروّعة، خاصة بين النساء والأطفال.

ووفقًا للمسؤول الأممي، فإن أعمال العنف أجبرت ما لا يقل عن 63 ألف شخص على الفرار من المنطقة، وسط تحذيرات من عمليات تجنيد قسري للأطفال من قِبل أطراف الصراع.

قلق من انتشار قوات أوغندية وتأجيل دبلوماسي

أشار هايسوم إلى أن ما يزيد الوضع تعقيدًا هو انتشار قوات أوغندية في البلاد بطلب من جوبا، مما أثار مخاوف وقلق السكان.

وفي ظل تصاعد الأزمة، عقدت بعثة الأمم المتحدة اجتماعًا مع جهات إقليمية، مثل الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد)، في محاولة لتجنب انزلاق جنوب السودان إلى حرب أهلية جديدة.

لكن البعثة الأممية أعربت عن أسفها لقرار حكومة جوبا تأجيل زيارة رفيعة المستوى لوزراء خارجية دول إيغاد كانت مقررة يوم الاثنين، حيث تم إرجاؤها إلى 3 أبريل/نيسان دون تقديم أي توضيحات.

وعلّق هايسوم على هذا التأجيل قائلاً:

"أشعر بخيبة أمل كبيرة، خاصة أن التواصل الدبلوماسي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى."

جنوب السودان.. تاريخ من النزاعات

منذ استقلالها عن السودان عام 2011، غرقت دولة جنوب السودان في نزاعات متكررة حالت دون تحقيق سلام دائم بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار. وأسفرت الحرب الأهلية التي اندلعت بينهما عن مقتل حوالي 400 ألف شخص، ونزوح أربعة ملايين آخرين بين عامي 2013 و2018، عندما تم توقيع اتفاق سلام لا يزال هشًا حتى اليوم. (العربية نت)

متابعات دولية

قمة باريس: زعماء أوروبا يدعون لحجز الأصول الروسية وتسريع انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي

اجتمع نحو 60 زعيمًا أوروبيًا في العاصمة الفرنسية باريس، لوضع "إعلان مشترك" يدعو إلى حجز الأصول الروسية لدعم أوكرانيا، إلى جانب تسريع عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

انطلاق القمة وأهدافها

افتتح رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، القمة التي حملت عنوان "الديمقراطية والحريات" عبر اتصال بالفيديو، حيث انعقدت في المدينة الجامعية بباريس، بمبادرة من وزير الداخلية غابرييل أتال ورئيسة مجموعة "رينيو" في البرلمان الأوروبي فاليري إييه، لمواجهة ما وصفوه بـ "الموجة الرجعية" التي يمثلها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك.

وخلال مؤتمر صحفي سابق، وصف أتال القمة بأنها "خطوة عملاقة نحو تحالف حقيقي للديمقراطيات الليبرالية"، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لاستعادة السيطرة على المستقبل السياسي والاقتصادي لأوروبا دون الاعتماد على أطراف خارجية.

الإعلان المشترك: دعم أوكرانيا وتعزيز الدفاع الأوروبي

تبنّى المشاركون من 21 دولة أوروبية إعلانًا مشتركًا شدد على دعم أوكرانيا من خلال ثلاثة محاور رئيسية:

  1. تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية
    • الاتفاق على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي.
    • بحث إمكانية توسيع قوة الردع النووي الفرنسية لتشمل دولًا أوروبية أخرى.
  2. استخدام الأصول الروسية لصالح أوكرانيا
    • الاتفاق على البحث عن آليات قانونية لاستخدام الأصول الروسية المجمدة، والتي تقدر بحوالي 235 مليار يورو، لتمويل الدعم العسكري والاقتصادي لكييف.
    • رغم معارضة فرنسا سابقًا لمصادرة الأصول الروسية بالكامل، فإن أتال أشار إلى تغير الموقف، محذرًا من أن "الاستقرار المالي للاتحاد الأوروبي سيكون مهددًا إذا انتصرت روسيا".
  3. تسريع انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
    • الاتفاق على دعم انضمام أوكرانيا إلى التكتل الأوروبي في أقرب وقت ممكن.
    • الإعلان عن قمة موسعة ستعقد في بروكسل يوم 26 يونيو/حزيران، بمشاركة النرويج، بريطانيا، وكندا، إلى جانب الدول الأوروبية، لتعزيز الديمقراطية الليبرالية.

وعكست قمة باريس توافقًا أوروبيًا غير مسبوق بشأن تعزيز الدفاع المشترك، ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تفرضها الحرب في أوكرانيا. ومع استمرار الضغوط على روسيا، يسعى قادة أوروبا إلى تبني سياسات أكثر جرأة واستقلالية لحماية النظام الديمقراطي وتعزيز التضامن الأوروبي. (الجزيرة نت)

شركة CCECC الصينية تستثمر 1.4 مليار دولار في تطوير خط سكة حديد تنزانيا-زامبيا

أعلنت الشركة الصينية للإنشاءات الهندسية المدنية (CCECC) يوم الخميس عن استثمار 1.4 مليار دولار أمريكي لتحديث خط سكة حديد تنزانيا-زامبيا، المعروف باسم تازارا (TAZARA)، وذلك لتحسين مسار رئيسي لصادرات النحاس من وسط أفريقيا وتقليل الاعتماد على الممرات اللوجستية المزدحمة في جنوب القارة.

تحسين البنية التحتية وتعزيز الصادرات

يُعد خط تازارا، الذي يبلغ عمره 50 عامًا، ممرًا مهمًا لصادرات النحاس والكوبالت من المنطقة. ويأتي هذا الاستثمار في وقت تتنافس فيه الصين مع الولايات المتحدة، التي تدعم مشروع نقل المعادن المنافس المعروف باسم ممر لوبيتو، المرتبط بميناء في أنجولا.

تفاصيل الاستثمار ومراحل التنفيذ

أوضح تشينغاندو، المسؤول في المشروع، أن مليار دولار من التمويل سيُخصص لإعادة تأهيل المسارات الحالية للسكك الحديدية، بينما سيتم استخدام المبلغ المتبقي لشراء 32 قاطرة جديدة و762 عربة، ما يعزز الطاقة الاستيعابية للخط.

وأشار إلى أن الامتياز سيمتد لمدة 30 عامًا، يتضمن ثلاث سنوات من أعمال البناء و27 عامًا من التشغيل والصيانة، مؤكدًا أن المفاوضات بين الطرفين لا تزال جارية.

دفعة جديدة للاستثمارات الصينية في أفريقيايمثل هذا المشروع دفعة كبيرة لاستثمارات الصين في البنية التحتية الأفريقية، خاصةً بعد انخفاض الإقراض الصيني للقارة إلى أدنى مستوياته في 20 عامًا عام 2022، مقارنة بذروة بلغت 28.4 مليار دولار في عام 2016.  (الوفد)


صوفيا خوجاباشي

صحفية وباحثة في العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى