دراسات

مراكز البحوث نحو رؤية أكثر فاعلية للتعامل معها والاستفادة منها


لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.


 

ملخص تقرير 2013

تُعتبر مراكز البحوث، من بين أهم الأدوات التي تستعين بها الأمم المتقدمة في مجال صناعة واتخاذ القرار، بناء على قراءة سليمة للأحداث، وبناء على المعلومات الأكيدة المتاحة وغير المتاحة مما يمكن الحصول عليه من مختلف المصادر، وعدم الوقوف أمام التفسيرات السطحية أو القريبة للأحداث والظواهر المطلوب التعامل معها. ولذلك فإن مراكز البحوث، تُعرف في البلدان التي وصلت إلى درجة من التقدم في المجال المؤسسي وتتبنى قواعد الحكم الرشيد، بمراكز التفكير أو الـ”Think tanks”، أي أنها تحولت في هذه البلدان، إلى العقل المفكر للحكومات والمجتمعات.

وفي ظل الأزمات الراهنة التي تتعرض لها الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية؛ فإن هذه المجتمعات، والقوى الإصلاحية فيها، وعلى وجه الخصوص القوى الإسلامية الحركية- في ظل التشويش والتضليل المتعمدَين من جانب الكثير من القوى الداخلية والخارجية- تكون في حاجة أكثر من غيرها لتفعيل هذا الإطار العلمي الأكاديمي في الرصد والمتابعة، وكذلك دعم عملية صناعة اتخاذ القرار داخل الحركة

ولئن كان من الصعوبة بمكان العمل في الوقت الراهن على تأسيس مراكز بحوث خاصة بالحركة الإسلامية، في ظل الأزمة الراهنة مع الدولة العميقة والأنظمة الحاكمة في أكثر من بلد عربي، مثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية السعودية؛ فإنه ينبغي البحث عن وسائل أكثر فاعلية للاستفادة من هذا الإطار المهم في مجال صناعة واتخاذ القرار.وفي هذا الإطار، تقدم هذه الورقة مجموعة من التوصيات المقترحة في هذا الجانب.

لمحة عن مراكز الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط

من أهم أسباب إنشاء مراكز الأبحاث هي إيصال المعلومة الموثقة، بعد تحليلها ودراستها وتصنيفها وتنسيقها، إلى صناع القرار وواضعي السياسات والقوانين. وفهرست أفضل مراكز الأبحاث العالمية يصدر سنوياً عن “برنامج العلاقات الدولية” في جامعة بنسلفانيا بولاية فيلادلفيا الأمريكية، بالتعاون مع حوالي ألفين من العلماء، والصحافيين، والباحثين، ومدراء مراكز البحوث حول العالم، قاموا بترشيح حوالي ألفي مركز لاختيار أفضل المراكز من بينها.

معلومات عامة(1 ):

حسب معلومات أغسطس 2013، يوجد في العالم (6.826) مركزاً للأبحاث، نصيب منطقة “الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” منها فقط (511) مركزاً ، أي بنسبة (7.5%). موزعة كما يلي:

البلدان التي فيها أكبر عدد من مراكز الأبحاث (25 بلداً)، أولها الولايات المتحدة الأمريكية (1828) مركزاً

واحتلت مصر الترتيب (19) تلتها إسرائيل (20) [الوحيدتان من منطقتنا]، وأفضل مركز أبحاث على مستوى العالم لعام 2013: معهد بروكينجز (الولايات المتحدة الأمريكية) Brookings Institution (U.S.أفضل (50) مركزاً في منطقتنا، أولها: مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية (مصر) للاطلاع على أسمائها يمكن الرجوع إلى الجدول (13) في الصفحة (49) من التقرير، موزعة كما يلي:

أفضل (150) مركزاً في العالم – سنورد في الجدول التالي فقط أسماء المراكز في منطقتنا، مع ترتيبها:

توصيات مقترحة:

1. العمل على تأسيس بعض مراكز البحوث التابعة في البلدان التي يمكن أن يكون للحركة الإسلامية فيها حرية حركة، سواء من الدول ذات الحكومات الداعمة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، مثل تركيا والسودان، ويوصى بأن يتم استغلال هذه المنابر وقت تأسيسها، في سياق أوسع من مجرد إجراء البحوث والمراصد الإعلامية وتحليل المضمون، وغيرها من المهام المنوط بمراكز البحوث، ولكن أن تتحول إلى مرتكزات للقاءات وفعاليات داخلية وجماهيرية، تعمل على تحويل هذه الكيانات إلى مراكز للعصف الذهني والانتشار السياسي والمجتمعي والاتصال البيني وتبادل الرأي.

2. تشكيل خلايا عمل بحثية، تعمل على الاستفادة من مخرجات مراكز البحوث المختلفة تعمل من خلال الأنساق التالية:

– تشكيل فريق عمل من عدد من الباحثين والمترجمين المتخصصين.

– تأسيس إطار للتواصل على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ويكون في صورة “جروب عمل” سري أو مغلق؛ لأن إمكانيات الجروب أفضل من الصفحات، وخصوصًا فيما يتعلق برفع الملفات وإعداد التصويتات وطرح الأسئلة، وإجراء اجتماعات أون لاين، سواء من خلال صفحة الجروب نفسها أو الشات الخاص بها.
– إعداد دليل متكامل لمواقع مراكز البحوث على شبكة الإنترنت، يتم الاستفادة منه في مختلف المجالات، وعلى رأس ذلك رصد المحتوى الذي تنشره هذه المراكز، في مختلف الأوعية، المطبوعة أو الإلكترونية.

– جمع وتصنيف هذه المخرجات في مكتبة متكاملة، يتم تصنيفها موضوعيا، فيما يتعلق بمجالات الاهتمام في هذه المرحلة، على أن يتم تحويلها إلى صيغة إلكترونية “أتمتة”، لكي يسهل تداولها عبر الوسائط الإلكترونية المختلفة، وخصوصًا الإطار الافتراضي للخلية المُشكلة، سواء في صورة موقع أو “جروب” على “فيس بوك”، وما إلى ذلك.

– التعامل مع هذه المخرجات من خلال وسائل وأدوات يمكن من خلالها الاستفادة منها، مثل الملخصات الأسبوعية، أو الشهرية، أو اختيار دراسات بعينها وتلخيصها، بما يضمن الخروج بأهم ما فيها من معلومات وإحصائيات، وكذلك ما فيها من رؤى وتوصيات، أو تداولها في صورتها الكاملة المحتوى لأهميتها، وترشيح الأهم منها لصناع القرار، ولكن يوصى بالاهتمام بمنتجَين رئيسيين في هذا الإطار، الأول ملفات المعلومات، والثاني تقديرات الموقف.

– إعداد أجندة بأبرز الفعاليات على الأرض لبعض من هذه المراكز التي يسهل الوصول إليها، وحضورها، ورفع تقارير حول أهم نتائجها، ويكون ذلك بطبيعة الحال فيما يخص الفعاليات التي تهم الحركة الإسلامية.

– إعداد دراسات وتقديرات موقف مستقلة أو جديدة، من خلال المعلومات والرؤى التي تحملها الإصدارات ومخرجات مراكز البحوث، وخصوصًا فيما يتعلق بجديد السياسات والمواقف إزاء المشروع الإسلامي، وأبرز الخطوات المطلوبة للتعامل مع المستجدات القائمة.

 

——————————-

 

(1 ) تقرير عن أفضل مراكز الأبحاث في العالم، صدر عن: برنامج مراكز الأبحاث ومنظمات المجتمع المدني، جامعة بنسلفانيا22 كانون الثاني (يناير) 2014م، للاطلاع على التقرير الكامل، الرابط.


لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى