إنفوجراف الجماعة الإسلامية
تحليل تجربة الجماعة الإسلامية
تأسست الجماعة الإسلامية كحركة طلابية مجتمعية تتفاعل مع الشأن العام، ولم تنشأ كجماعة سرية ذات خلفية عسكرية مثل مجموعات الجهاد، مما ساهم في عدم استمرارها طويلا في تبني العمل المسلح، لتعود للانخراط مجددا في العمل المجتمعي والسياسي عقب الثورة.
1- لم تسع الجماعة للمواجهة في سنوات نشأتها الأولى إنما فرضها نظام السادات إثر سعيه لتقليم أظافر الجماعة عقب محاولتها نقل دعوتها وأنشطتها من داخل أسوار الجامعة إلى الشارع.
2- ساهمت الجماعة في نشر حالة من التدين المجتمعي، وإحياء شعائر تعبدية غائبة مثل الحجاب وأداء صلوات العيد في الخلاء، فضلا عن نشر الوعي بقضايا شرعية وفكرية هامة لم تكن مطروحة سابقا مثل الحاكمية والجهاد والدولة الإسلامية.
3- نجحت الجماعة في تربية عناصرها على معاني السمع والطاعة، وقدمت نماذج مميزة لشباب لا يعرف الخوف أو يهاب الموت، ويتسم بدرجة جيدة من الوعي.
4- اهتمت الجماعة بقضايا الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون أن تمتلك تصورات محددة لإسقاط النظام أو إقامة دولة. ودخلت في صراع عنيف مع نظام مبارك على أرضية ثأرية تغيب عنه الرؤية الاستراتيجية، فكان عناصر الجماعة يمارسون نشاطهم الدعوي العلني في مناطق تواجدهم في ظل اشتعال المواجهات بالقرب منهم. فبينما كانت مدينة ديروط تشتعل، استمر العمل الدعوي العلني في بقية مراكز محافظة أسيوط. مما ممكن الأجهزة الأمنية من تركيز جهودها على المناطق الأكثر خطورة، وسهل عليها تصفية مجموعات الجماعة بشكل تدريجي.
5- أثناء اشتعال الصراع مع نظام مبارك، تفرقت قيادات الجماعة عبر 3 مستويات، داخل السجون، وخارج السجون داخل مصر، وخارج مصر، مما صعب التواصل بينهم وتنسيق المواقف ودراسة الأحداث، إلى أن فرضت القيادة التاريخية داخل السجن رؤيتها عبر تبنيها لمبادرة وقف العنف، التي تطورت لدى بعض القادة إلى اعتبار السادات شهيدا ومبارك وليا للأمر.
6- دخلت الجماعة ساحة العمل العالمي إثر مساهمة بعض عناصرها في الحرب بأفغانستان والبوسنة واستهدافها للسياح الأجانب، مما دفع أميركا لاستهداف كوادرها، فخطفت عضو مجلس شورى الجماعة بالخارج ورئيس لجنتها الإعلامية طلعت فؤاد قاسم من كرواتيا عام 1995 وسلمته للحكومة المصرية ليختفي نهائيا، كما خطفت أميركا بالتعاون مع سوريا رئيس مجلس شورى الجماعة السابق رفاعي طه عقب أحداث سبتمبر وسلمته إلى مصر عام 2001، ثم اغتالته أميركا لاحقا في غارة جوية بالشام عام 2016، فضلا عن حبس أميركا لأمير الجماعة الشيخ عمر عبدالرحمن منذ عام 1993 إلى وفاته عام 2017.
8- نجحت الجماعة في الثمانينات والتسعينات في بناء هيكل تنظيمي متماسك، ولكن أدت تجربة المبادرات، والمواقف المتتالية المتراجعة لعدد من قادتها التاريخيين إلى تخلخل هيكل الجماعة، وضعف الثقة بين الكوادر والقادة.
9- تمكنت الجماعة عقب الثورة من استعادة جزء من نشاطها وحيويتها، وساهمت قدر طاقتها في صنع المشهد العام استنادا إلى رصيدها التاريخي، ولكنها لم تتحول إلى لاعب رئيسي نظرا لافتقادها لقطاعات شبابية جديدة قادرة على مواصلة المسيرة.
10- رصيد الجماعة الإسلامية التاريخي أكبر من تأثيرها الميداني حاليا لعدة أسباب منها أن أعضاء الجماعة كانوا في عنفوان شبابهم في العقود الماضية بما مثله ذلك من ميل للمغامرة وخوض للتحديات، ثم عقب عقود من التنكيل والاعتقالات والتصفيات خرج عناصرها من السجون إثر المبادرات ليواجهوا مشاكل عديدة حياتية في ظل متابعة أمنية لصيقة. ويصعب أن تخوض الجماعة تجربة المواجهات مجددا، فهى أقرب حاليا لممارسة أدوار الوساطة والتهدئة